الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “نقشاً على مقامها المحراب”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “نقشاً على مقامها المحراب”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 29-1-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5629

 ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثانى: “شظايا المرايا”[1] 

نقشاً على مقامها المحراب [2] 

-1-‏

يفيضُ‏ ‏نهرُ‏ ‏الحبّ ‏والسماحْ

‏ ‏تحتضن‏ ‏الرجالَ‏  ‏والخيالَ‏ و‏النسورَ ‏والغيلانْ،‏

تحت‏ ‏الجناحْ‏.‏

أليس‏ ‏كـُفـْراً‏ ‏أن‏ ‏نـمـُـوتَ جوعـَى‏

والمنُّ‏ ‏يجرى ‏من‏ ‏منابعِ ‏ ‏الحَـنَـان؟

‏-2-‏

ترنّحتْ‏ ، ‏وسبَّحتْ‏،‏

تمايلتْ، ‏وابتهلتْ،‏

وغنّت‏ ‏الطيور‏، ‏

فماتت‏ ‏الظنون‏، ‏

ودبّت‏ ‏الحياةُ‏ ‏فى ‏الحياةْ.‏

‏-3-‏

‏ ‏تفيضُ : ‏ ‏أنتشى ، ‏

تجرى ‏لمستقرّ، ‏

‏ ‏والنهر‏ ‏لا‏ ‏توقفه‏ ‏الجنادلْ‏ ، ‏

يحملها أبيّة مقدسة ،.‏

تجرى ‏ولا‏ ‏تمــيِّـــزْ:‏

ما‏ ‏بين‏ ‏زَهْـرِ‏ ‏الفـُلِّ والخشخاش

ما‏ ‏بين‏ ‏قلب‏ ‏لوزة‏ ‏مفتحة،‏

وشوكة‏ ‏الصبِّار‏.

-4-

تقول فى إبـَـاءْ

تقول مثل زهرة الإشراق فى الفلاة

غمرتـُهُـمْ‏ ‏بفيض نبض الحب والصلاة‏

‏-5-‏

تكاثرتْ‏ ‏أحقادُهْـم، ‏أحكامُهم‏:…

بثورا‏ ‏فوق‏ ‏صفحتى،‏

كالَـوَرِم‏ ‏الخبيثْ‏ .‏

تَـعَـلّق‏ ‏اَلخـُفَّاشُ‏ ‏يَـحْـتسى

من‏ ‏نَـزْف‏ ‏وِحدتى ،‏

وغَـاَب‏ ‏قــُـرصُ‏ ‏الشـًمسِ‏ ‏فى ‏مـَشـْرقِــهِ‏ .‏

‏-6-‏

‏..‏وإذْ‏ ‏تسحَّــبت‏ ‏ألوانُـها،‏

‏ ‏ومات‏ ‏نـَبْـضـُها‏:

قالوا‏ ‏لبعضِـهِـمْ‏:‏

الخــِـرقة‏ ‏القديمة‏ !‏

‏ ‏الخـِـــرْقـــة‏ ‏القديمة:

                       تُلوِّث‏ ‏الإناءْ‏.‏

ولم‏ ‏يكلِّفوا‏ ‏خاطرهم‏  ‏بسَـتْـر ‏ ‏ما‏ ‏تبقَّى،‏

ولم‏ ‏يُـهِـيـلوا‏ ‏فَـوقـَهـَا‏ ‏التُّـرابْ

‏-7-‏

لكنّ‏ ‏زرعا‏ ‏يانعا‏ ‏نمَـا، ‏

وهالةٌ ‏من‏ ‏حوله‏ ‏تبدَّتْ‏ ‏

‏                                 ‏تجمَّعتْ‏:‏

نَـقـشاَ‏ ‏على ‏مـَقـَاِمهاَ‏ ‏المحرابْ‏:‏

                        تسبِّح‏ ‏الحياة‏.  ‏

14/7/1981

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

[2] – قصيدة “نقشاً على مقامها المحراب ” من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 143)

 

تعليق واحد

  1. تتكثف رؤي القلوب الناطقة
    بكل حرف لا يقال.
    تتلاقي في افق عصية علي التلاقي
    يعجز المتلقي برغم الحضور
    يحاول ان يتملص
    تتهاوي عليه اسراب الوهج
    لا ينطفيء.
    يعجز.
    ويداوم مكابدة كل الحضور الغائب
    الحاضر
    يعشي.
    ولا يعرف الا انه يعرف.
    يصبر.
    فمبدع الحضور يغشي الوجود.
    لا ينبس.
    يصبر
    ليس له اختيار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *