نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 19-2-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5650
ثلاثة دواوين (1981 -2008)
الديوان الثانى: “شظايا المرايا“ [1]
والرحم القبر القاع بلا جدران [2]
كان يعلّمنى ما لم يتعلّم، قال[3]:
دع ذاك النهر الدافق من نبض الأحياءْ:
ينحت أخدودًا فى وجه الخوفْ.
دع دفءَ الأمن يذيبُ جليدَ الرّيبَةْ.
لا تُوقِفْ دائرةَ الحركهْ،
حتى دون تـِجـَاهْ.
لا تتمنطقْ سيفاً خَشَبَا،
لا تركبْ فرساً ذا رأسين،
كلٌّ فى جانب.
…
وكلامٌّ حتى آخـِرَهُ،
ليس له آخر.
-2-
عجـَزَ الطفلُ الزاحفُ فوقَ تلالِ الحكمهْ،
أن يضبطَ خطوهْ،
فى الأرض الرخوهْ،
أن يفهم معنى قولٍ عابرْ.
أن يطربَ من مِلْحةِ ساخرْ،
أن يُدركَ نبضَ حياةٍ راتبةٍ سَلِسَهْ،
أن يقرأَ شعراً فى رَشْفةْ قدحِ القهوهْ،
أن يطربَ مع غير الصفوة،
فيضانِ البشرِ الزاخرْ.
-3-
”أفضلُ من النومِ الصلاْة”
……
أغفَى، نامَ، فلم يستيقظ
والـَّـرحـِمُ القبر القاعُ بلا جدرانْ.
باب اللوق 16/2/ 1981
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)
[2] – قصيدة ” والرحم القبر القاع بلا جدران ” من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 135)
[3] – هو صديق (يقال له مريض) عاشرته سنين عددا، بعد أن تعلم منى ما تيسر- أو خيل لى أنه تعلمه، عاد يعلمنى ما كدت أنسأه، ثم افترقنا على خير بعد أن رضى بما وصله، وفرحت بما تعلمته منه شخصا ومعنى، وبعد سنوات قابلته على صفحات صحيفة اشتهرت بنشر أخبار من لم تعد له أخبار، رحمه الله وغفر لنا.