الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المجموعة الثالثة: مقامات: المقامة الثانية: “نبضة قلب”

ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المجموعة الثالثة: مقامات: المقامة الثانية: “نبضة قلب”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 4-2-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6000

  ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات ([1])

المجموعة الثالثة: مقامات

المقامة الثانية:

نبضة قلب

تـضـاءل‏ ‏حرفُ‏ ‏الأمانِ‏ ‏القديمِ‏،  ‏تضاءلَ‏ ‏حـتـى ‏اضـمـحلَّ‏ ‏الضياءُ ‏ولكنّ‏ ‏فى ‏جوفِهِ‏ ‏نبضةٌ‏:

  ‏تأبّـت‏ ‏فآبـت‏ ‏تـعـانـى ‏من‏ ‏السـُّكر‏ ‏حدَّ‏ ‏الإماتة‏،  ‏ماتتْ،  ‏فقامتْ‏،

  ‏فراحتْ‏ ‏تغازلُ‏ ‏سؤرَ‏ ‏الحطامِ‏ ‏الذى ‏ظلَّ‏ ‏يسرى ‏بليلِ‏ ‏الكلامِ‏ ‏الـذى ‏لـمْ‏ ‏يــُـقلْ.‏

‏ ‏وحين‏ ‏ارتـوى ‏الحـرفُ‏- ‏بعد‏ ‏الضياعِ – ‏بماءِ‏ ‏السرابِ‏:

 ‏تمدَّدَ‏ ‏خلف‏ ‏المنال‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏تخطـَّى ‏البُراقَ‏ ‏ليمضى ‏بلا‏ ‏صاحـبٍ‏ ‏يـرتـدى ‏مِسْحَةَ ‏القتل‏ ‏تحت‏ ‏الحجاب‏ ‏الذى ‏ظل‏ ‏يغشى ‏النعاسَ‏،  ‏فيصحو‏ ‏انتباهً‏ ‏إلى ‏غــَـسـَــقِ‏ ‏الوعـىِ ‏حين‏ ‏اسـتـطالْ‏،  ‏

‏ ‏وماطـال‏ ‏إلا‏ ‏الحـفـاةُ ‏العراةُ ‏رعـاء‏ ‏قطيعِ‏ ‏الـذئابِ‏ ‏المشـتـّت‏ ‏أسمالُهـا‏ ‏فى ‏نعيق‏ ‏القـِــرَبْ.‏

‏تمادى بخطو اليقين ولمـّـا‏ ‏استبانـتْ‏ ‏معابـِــرُ‏ ‏من‏ ‏جـيدهَـا‏ ‏المشرئِبِّ ‏إلى ‏ما‏ ‏تجاوز‏ ‏حدَّ‏ ‏الأفق‏.

‏ ‏ولما‏ ‏تبين‏ ‏خيطُ‏ ‏الظـلام‏ ‏وفـاتـتْـهُ ‏سـَــجـْــدَةْ‏ ‏سـهـو‏ ‏صـلاةَ ‏المـودّع‏ ‏بـيـن‏ ‏يـديـهِ‏ ‏دليل‏ ‏الهـداة‏،  ‏

ولا‏ ‏وقتَ !!،  ‏حان‏ ‏الضياع‏ ‏بإذن‏‏ ‏حديث‏ ‏المآقى ‏الأُخـَــرْ.‏

‏ ‏وما‏ ‏إنْ ‏تولّى.. ‏تولى .‏

بربى ‏الذى ‏ليس‏ ‏ربا‏ ‏سواه‏: ‏اشرأبت‏ ‏عليه‏ ‏السنون‏ ‏ولما‏ ‏انـْـتــَـبـَـهْ‏،

 ‏تمطّى‏…‏كأنْ‏ ‏لم‏ ‏ينمْ،.. تولى.

 ‏                           تولّى،

‏ولما‏ ‏تولـَّى ‏تدلـَّى،  ‏دنا‏ ‏فتدنـَّـى‏، 

‏وقوسين‏ ‏حول‏ ‏الكلام‏ ‏المؤجـَّلِ‏ ‏حتى ‏الصباح‏:

 ‏بلا‏ ‏أصبح‏ ‏الناس‏ ‏ناسا‏،  ‏

ولما‏ ‏يحقـــق‏ ‏حـُلـْمَ‏ ‏المنى ‏والأرب‏.‏

بدا‏ ‏مـِنْ‏ ‏على ‏الشاطىء‏ ‏المختفي‏،

 ‏بدا‏ ‏من‏ ‏قبيل‏ ‏المجاز‏،

 ‏بدا‏ ‏فى ‏حديث‏ ‏المساءِ‏ ‏الطلىّ‏،

 ‏بدا‏ ‏وكأن‏ ‏المراد‏ ‏تحقق‏ ‏لمـَّـا‏ ‏تمنطق‏ ‏سيفَ‏ ‏البـُراق‏،

 ‏وماكان‏ ‏يبغى ‏المرادَ، ‏لأن‏ ‏المراد‏ ‏بدا‏ ‏ليس‏ ‏مثل‏ ‏الـمُنَى ‏والأرَبْ‏،

 ‏ ‏بدا‏ ‏فتبدد‏ ‏حتى ‏التلاشـِـى ‏فزادَ‏ ‏رُواءَا‏.‏

ولما‏ ‏تسحّبَ‏ ‏تحت‏ ‏الوسادة‏ ‏قبل‏ ‏المنابتِ‏ ‏جوف‏ ‏الجذوع‏ ‏بغيرجذورٍ‏،  ‏نـمَى ‏واستطالَ‏.. ‏تمادَى‏.‏

‏ ‏فقلت‏ ‏له‏: ‏العفو‏ ‏عند‏ ‏الكرام‏ ‏إذا‏ ‏قــدَرُوا‏ ‏الناسَ‏ ‏حقَّ‏ ‏الحياةِ‏،

  ‏وحقَّ‏ ‏المماتِ‏،  ‏وحقَ ‏الوجودِ‏ ‏العدمْ‏، ‏

‏ ‏وماردَّ‏ ‏بعدُ ‏التحيةَ ‏أصلاً، 

‏وليست‏ “‏سلاما‏” ‏كتلك‏ ‏التى ‏قلتـَـهَا‏ ‏قبل‏ ‏أمسٍ‏، ‏

‏ولا‏ ‏مثل‏ “‏عِمْتَ‏ ‏صباحا‏” ‏

ولا‏ ‏مثل‏ “‏أهلا‏ ‏وسهلا‏”‏

‏ولا‏ ‏مثل‏ ‏شئ‏.‏

وراحتْ ‏تذوبُ‏ ‏بحد‏ ‏الأفقْ، ‏

وما‏ ‏كنتُـها‏. ‏

ولكنَّـكَ‏ ‏ارتبتَ‏ ‏فاشتقتَ‏ ‏فاستسلمتْ‏ ‏لحفيفِ ‏النغمْ.‏

وهمسُ‏ ‏الرموز‏….  ‏تُــباهـِـى‏،

 ‏فتاهت‏ ‏أوائلـــه‏ ‏فى ‏ثنايا‏ ‏المثانى‏: ‏زوايا‏ ‏الدروب،ِ

 ‏مقابِضها‏ ‏صَدِئت‏ ‏والمزالجُ‏ ‏زيدت‏ ‏بغير‏ ‏التواءٍ ‏جديدْ،

وقبل‏ ‏الظلام‏ ‏ارتدى ‏شاربين‏ ‏فأرخوا‏ ‏اللحَى، ‏دونـما‏ ‏شـُذِّبـَتْ‏.

وآهٍ ‏لو‏ ‏الناسُ‏ ‏ناسٌ، 

‏لو‏ ‏الله‏ ‏خلقٌ‏ ‏كثيرٌ‏، ‏

‏لو‏ ‏الناسُ‏ ‏آلهةٌ ‏طيبون‏، ‏

لو‏ ‏الكلُّ‏ ‏عاش‏ ‏الحقيقةَ ‏مثل‏ ‏زمانٍ‏ ‏يولـّد‏ ‏نبضَ ‏الخلاصِ‏ ‏الذى ‏مثله‏ ‏ليس‏ ‏منه‏ ‏اثنتين‏!!!‏

المقطم 9/11/1990

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

 – المجموعة الثالثة: مقامات “نبضة قلب” من الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”، ص (311)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *