الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “لِمَ قُـلتَها شيخِى: “كَفى”!!”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “لِمَ قُـلتَها شيخِى: “كَفى”!!”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 16-7-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5797

 ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب [1]

لِمَ قُـلتَها شيخِى: “كَفى”!![2]

لم قلتـَها شيخى: “كفى”؟

الآن؟؟؟ كيف الآن؟؟  شيخى!؟

                          ربـَّـنا!؟

بالله ليس الآن،

إرجعْ عقارب ساعـَتـِكْ،

 لا،

 نحن  لسنا قدْرَها

ليستْ “كفـَى”

لا،

 ليس هذا وقتُـها،

أفلستَ تعلم أننا فى “عِـز” حاجتنا إليك؟

أفلستَ تعرف ما جرى؟

أفلستَ تعرف كيف تنهشـُنا السباعُ الجائعة؟

أفلستَ تعرفُ أن ما  يأتى بدونك لهْوَ أقسى ألف مرة؟

لو كنتَ أقسمتَ عـَـلـَـيِـْـهِ،

                  من أجل خاِطِرنا،

لأبرّك الله العزيز بقدر ما وعدَ الذين هـُمُـوا كمثلك.

لمَ قلتـَها شيخى: “كفــَـى؟

كنا نريدك دائما تخطو جميلا بينناَ،

 كنا نريدك خالدا فى قـــرّة العين هنا،

 كنا نريدك مثل أطفالٍ أبوْا أن يــُـفطموا

 من حلو ما نهلوا عطاءك، …. مثلنا،

 كنا نريدك نحتمى فى دفء بُرْدِكَ من برودةِ عصرنا.

لكنَّ خاتمة الكتاب تقررت، فسـمِـعـْـتــَهَا،

وكتمتـَـهَا رِفـْـقـَا بنا

ثم انسحبتَ برقةٍ وعذوبةٍ،

 وتركتَنَـا.

لمّ هكذا؟

عـَـلـَّـمتنا ‏شيخى ‏بأنا‏ ‏قد‏ ‏خُـلقنا‏ ‏للحلاوةِ ‏والمرارةِ  ‏نحملُ‏ ‏الوعى ‏الثقيل‏ 

   نكونُـه‏ ‏سعيا‏ ‏إليه‏.‏

فاجـَـأْتَنَا،

 ورحلتَ دون سـُـؤالـِنَا

وبكى الخميسُ[3] لقاءَنا،

وتركتَ بـَيـْتـِىَ خاويا فى كل “جُمعةْ”[4].

***

ماذا جرى؟

كيف جرى؟

هل يا تُرى : قد كان همسا  من وراء ظهورنا  يدعوك سرًّا:

ورجوتَ أن تلقاه شيخى بعد ما طال العناءْ؟

فاستاذنَ الجسدُ العليل بشجّةٍ فى الرأس كانت عابرة؟

لا لم تكن أبدا مصادفة ً، ولم يشأِ القدرْ،

كانت نذيراً بالوداعْ،

قطعتْ حـِـباَلَ وِصَـالنا

فتهتك العهدُ القديمُ وحرَّرَ الجسدَ العنيدْ،

والشيخ درويشُ “الزقاقِ” يقولها:

 “لا شىء دون نهايةٍ”

وهِجاؤها:

“قد حان وقتٌ للرحيل”.

***

عَّلمتنا شيخى الجليل:

 أن الخلودَ بهذه الدنيا عدمْ،

 والموتُ لا يُنهى الحياةَ  لكلِّ من أعطاها مثلَك نفسَهُ،

الموتُ ينقلها إلى صُـنّاعها من بعض فيضك،

قد كنتَ رائدَ حملها

يا للأمانة !! 

يا ثقلها !!!

هل جاء من أنباكَ أنّا أهلــُـها؟

حتى الجبال أبيْنَ أن يـَـحـْـمـِـلـْـنـَها.

كيف السبيل  وكل هذا حـَـوْلـَـها؟

لكنَّ ما قدّمتَ عـلّــَّـمنا “الطريق” إليه عبر شعابها:

لمّا عرفتَ سبيل دربـِك نحوه،

                     كدْحــًا إليه:

ودخلتَ فى عمق العباد تعيد تشكيل الذى غمرَتْـه أمواجُ الضلالْ،

حتى  تشوّه بالعمى والجوع  والجشع الجبانْ،

شيخى الجليل:

ما دمتَ أنتَ فَعَلتْهاَ

فانـْـعـَـمْ بها

وادْعُ لنا

أن نــَحمل العهدَ الذى أوْدَعْتنَاَ

شيخى الجليل:

نمْ مطمئنا،

وارجـِـعْ إليه مُبْدعاً،

عبر البشر،

وادخل إليها راضيـًا،

                         أهلا ً لهاَ.

6/9/2006

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

– قصيدة “لِمَ قُـلتَها شيخِى: “كَفى”!! من الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” (ص 67)

[2] – رثاء عاتب بعد رحيل (نجيب محفوظ)، نشرت فى جريدة الدستور: 6/9/2006

[3] – كان لقاؤنا الأسبوعى يوم الجمعة مع أحبائه فى منزلى حتى دون حضورى شخصياً فهو صاحب البيت.

[4] – لقاء الحرافيش كل خميس فى بيت المرحوم الحرفوش الأقدم “توفيق صالح”

 

3 تعليقات

  1. شيخى الجليل:
    ما دمتَ أنتَ فَعَلتْهاَ
    فانـْـعـَـمْ بها
    وادْعُ لنا
    أن نــَحمل العهدَ الذى أوْدَعْتنَاَ
    شيخى الجليل:
    نمْ مطمئنا،
    وارجـِـعْ إليه مُبْدعاً،
    عبر البشر،
    وادخل إليها راضيـًا،
    أهلا ً لها
    لا إله إلا الله

  2. مولانا الحكيم لِمَ قُـلتَها شيخِى: “كَفى” ؟؟
    بكتك قبلنا زوايا العلم تعمرها و عز الفراق و لكن أمر الله محتكم
    فلا بيان كما بيانك و لا كلم كما كلمك قادر على رثاءك شيخنا
    مولانا الحكيم لئن طوى الموت نجما فى تألقه فنشر آثاره للاقتداء يجب
    مولانا الحكيم ستبقى دائما أبدا لطلاب العلم شيخ و اب و أحسبك رجعت إليه مبدعا عبر البشر فكن فى النعيم بفضل الله منعما لا ينتابك وصب و لا نصب ……..

  3. أه ياشيخنا العزيز حينما قرأنا كلماتك ذابت قلوبنا فهذ ا ما نود ان نرثيك به ولكن كيف , لقد نفذ معين الشعر ولم نعد قادرين عليه وكان علينا ان نرثيك مثلما رثيت شيخك , وكأنك كنت تعلم ذلك وتدرك عجزنا فاعفيتنا من هذه المهمة فاقبل منا هذه القصييدة . لأن كل ما فيها هو لك . لقد قلت كفى وها نحن نقول لا ليس هذا وقتها. ما أحوجنا إليك فى هذه الأيام الصعبة . لكن مادمت أنت قلتها فانعم بها. وادع لنا أن نحمل العهد الذى أودعتنا ونوصل رسالتك لكل من يصغى لنا.
    يا شيخنا
    تبا لنا
    فلقد عجزنا أن نشكل حزننا
    شعرا جميلا كذاك الذى أسمعتنا
    فاغفر لنا
    واعلم تماما إن روحك عندنا
    تسمو بنا
    وندب فى أوصالنا
    فادعوا لنا
    أن نبلغ الوعدالذى أوصيتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *