… دخلت بسرعة وراءه قبل أن يغلق حجرة المخازن، وأنا أعلم أنه متوفى، فملأنى الرعب، لكنه زادنى إصرارا، أخذ يسرع الخطى والملف تحت إبطه، وأنا وراءه، وأنا على يقين أن الصورة القديمة بداخله، ولا أعرف كيف وصلت إلى داخل الملف، وحين توقف فجأة واستدار وعيناه مليئة بالغضب والاحتجاج، صاح بى: إلى أين؟ قلت له أنا معك حتى النهاية، قال إنك لن تستطيع معى صبرا، قلت ستجدنى إن شاء الله من الصابرين، قال على مسئوليتك، قلت له هات الصورة التى بداخل الملف وأنا أنصرف عائدا ويا دار ما دخلك شر، قال أية صورة يا أبله؟ قلت له أنت لا تعرف كم هى متهرئة، ولو لم تأخذ بالك فستتمزق منك، قال كيف تقول ذلك وأنت بكل بجاحتك هذه خرجت منها لتزعجنى كل هذا الإزعاج.
غمرنى رعب غامض ثقيل، وأخذ جسمى يتبطط حتى صار فى سُمك ورقة كارتون، لا أعرف هل لصق عليها صورتى أم لا.