الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (99) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (99) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 10-11-2022 

السنة السادسة عشر

العدد: 5549

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (99)

الفصل‏ ‏الثانى

 فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

الأصداء

‏99- ‏فيلسوف‏ ‏صغير‏ ‏جدا‏:‏

يطاردنى ‏الشعور‏ ‏بالشيخوخة‏ ‏رغم‏ ‏إرادتى ‏بغير‏ ‏دعوة‏، ‏لا‏ ‏أدرى ‏كيف‏ ‏أتناسى ‏دنو‏ ‏النهاية‏ ‏وهيمنة‏ ‏الوداع‏، ‏تحية‏ ‏للعمر‏ ‏الطويل‏ ‏الذى ‏أمضيته‏ ‏فى ‏الأمان‏ ‏والغبطة‏. ‏تحية‏ ‏لمتعة‏ ‏الحياة‏ ‏فى ‏بحر‏ ‏الحنان‏ ‏والنمو‏ ‏والمعرفة‏. ‏الآن‏ ‏يؤذن‏ ‏الصوت‏ ‏الأبدى ‏بالرحيل‏ ‏ودع‏ ‏دنياك‏ ‏الجميلة‏ ‏واذهب‏ ‏إلى ‏المجهول‏. ‏وما‏ ‏المجهول‏ ‏يا‏ ‏قلبى ‏إلا‏ ‏الفناء‏. ‏دع‏ ‏عنك‏ ‏ترهات‏ ‏الإنتقال‏ ‏إلى ‏حياة‏ ‏أخرى، ‏كيف‏ ‏ولماذا‏ ‏وأى ‏حكمة‏ ‏تبرر‏ ‏وجودها‏، ‏أما‏ ‏المعقول‏ ‏حقا‏ ‏فهو‏ ‏ما‏ ‏يحزن‏ ‏له‏ ‏قلبى، ‏الوداع‏ ‏أيتها‏ ‏الحياة‏ ‏التى ‏تلقيت‏ ‏منها‏ ‏كل‏ ‏معنى، ‏ثم‏ ‏انقضت‏ ‏مخلفة‏ ‏تاريخا‏ ‏خاليا‏ ‏من‏ ‏أى ‏معنى. (‏من‏ ‏خواطر‏ ‏جنين‏ ‏فى ‏نهاية‏ ‏شهره‏ ‏التاسع‏).‏

أصداء الأصداء

يتحفظ‏ ‏محفوظ‏ ‏حين‏ ‏يضع‏ ‏القوسين‏ ‏الوحيدين‏ ‏المفسرين‏ ‏لهذه‏ ‏الفقرة‏ ‏ويكتب‏ ‏بينهما‏ (‏من‏ ‏خواطر‏ ‏جنين‏ ‏فى ‏نهاية‏ ‏شهره‏ ‏التاسع‏) ‏ولا‏ ‏أرجح‏ ‏أنه‏ ‏فعل‏ ‏ذلك‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏مساءلة‏ ‏حول‏ ‏تعبير‏ “‏دع‏ ‏عنك‏ ‏ترهات‏ ‏الانتقال‏ ‏إلى ‏حياة‏ ‏أخرى، ‏كيف‏، ‏ولماذا‏، ‏وأى ‏حكمة‏ ‏تبرر‏ ‏وجودها‏” ‏لكننى ‏قرأت‏ ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏مرة‏ ‏ثانية‏ ‏فوجدت‏ ‏أنها‏ ‏قد‏ ‏تنطبق‏ ‏على ‏سلسة‏ ‏من‏ ‏الحيوات‏ التى يمر بها كل منا عبر تاريخه الفردى من خلال إعادة الولادة المتكررة، فهى عملية متواصلة لا‏ ‏تقتصر‏ ‏على ‏الجنين‏، ‏فى ‏بطن‏ ‏أمه ويصلـُنا حدْس الكاتب ببداية “المعنى” داخل الرحم ثم يتراجع بعد النقلة إلى حياة الخارج [2] ‏ولا‏ ‏حتى على ‏الناس‏ ‏كافة‏ ‏هكذا‏، ‏بل‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تمتد‏ ‏حتى ‏تشمل‏ ‏تفتح‏ ‏براعم‏ ‏الزهور‏ ‏قبيل‏ ‏أن‏ ‏تتفتح‏.‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

[2] – فى مقابلة تليفزيونية مؤخرا تحدثت عن ما أسميته “نحو الأمية” (فى مقابل الترديد المعاد  عن محو الأمية) ونبهت إلى أن طريقة التعليم الاغترابية والمبالغة فى احترام المكتوب عن الأصل تمسح من وعى الطفل ما يولد به من معارف نظرية وإيمان تلقائى.

تعليق واحد

  1. مولانا الحكيم أراها هكذا تمتد رحلة الإنسان متوالية الحياة كل نهاية يليها بداية و كل بداية يليها نهاية و ذلك فى كل يوم و كل ليلة بل وفى كل شهيق و زفير و طرفة عين و كل لحظة ننتقل من إلى …….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *