الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (93) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (93) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 29-9-2022                                  

السنة السادسة عشر

العدد: 5507

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (93)

الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

 الأصداء

93 – ‏الريح‏ ‏تفعل‏ ‏ما‏ ‏تشاء‏:‏

قد‏ ‏ضجرت‏ ‏الساعة‏ ‏من‏ ‏دقة‏ ‏عقاربى ‏فى ‏الزمان‏ ‏الأول‏، ‏وعقدت‏ ‏حبال‏ ‏العزيمة‏ ‏حول‏ ‏ذراع‏ ‏الأمان‏ ‏ونمت‏. ‏ولكن‏ ‏حملتنى ‏ريح‏ ‏الغربة‏ ‏فوق‏ ‏السحاب‏ ‏صادعة‏ ‏بأمر‏ ‏المجهول‏. ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏فى ‏نيتى ‏ما‏ ‏أفعل‏، ‏ولا‏ ‏فعلت‏ ‏ما‏ ‏كنت‏ ‏نويت‏، ‏وانتفض‏ ‏رفيقى ‏الرقيق‏ ‏من‏ ‏غفوته‏ ‏قائلا‏ “‏غدا‏ ‏نسفك‏ ‏الدماء‏”، ‏فقلت‏ ‏مشهدا‏ ‏الكون‏ ‏على ‏استسلامى ‏المطلق‏. “‏لتكن‏ ‏مشيئة‏ ‏الله‏”‏

أصداء الأصداء

ثمة‏ ‏قصيدة‏ ‏جديدة‏، ‏

لم‏ ‏أكد‏ ‏أجامل‏ ‏الفقرتين‏ ‏السابقتين‏ ‏حتى ‏وجدتنى ‏مغمورا‏ ‏بهذا‏ ‏الزخم‏ ‏الرائع‏ ‏فى ‏قصيدة‏ ‏شديدة‏ ‏الصعوبة‏ ‏والتحريك‏، ‏تعلمت‏ ‏أن‏ ‏أبدأ‏ ‏قراءة‏ ‏مثل‏ ‏هذه‏ ‏القصائد‏ ‏المتحدية‏ ‏من‏ ‏الآخر‏ ‏للأول‏:‏

لتكن‏ ‏مشيئة‏ ‏الله‏، ‏لا‏ ‏مفر‏ ‏من‏ ‏المعركة‏، ‏وفى ‏المعركة‏ ‏لا‏ ‏مفر‏ ‏من‏ ‏سفك‏ ‏الدماء‏، ‏وبالرغم‏ ‏من‏ ‏الإعلان‏ ‏الحتمى ‏للحرب‏ “‏هكذا‏”، ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏المعلن‏ ‏هو‏ “‏رفيقى ‏الرقيق‏” ‏فكيف‏ ‏يكون‏ ‏بكل‏ ‏هذه‏ ‏الرقة‏، ‏ثم‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏يوقظ‏ ‏صاحبه‏ ‏من‏ ‏غفوته‏ ‏داعيا‏ ‏إياه‏ ‏للمعركة‏، ‏إنها‏ ‏الطبيعة‏ ‏الحتمية‏ ‏التى ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يضعها‏ ‏فينا‏، ‏ونتذكر‏ ‏ضرورة‏ “‏اجتياز‏ ‏الغابة‏ ‏الدامية‏ (‏فقرة‏ 87)، ‏ولكن‏ ‏لماذا‏ ‏كانت‏ ‏الرقة‏، ‏مادامت‏ ‏المعركة‏ ‏حتمية‏ ‏هكذا؟‏ ‏وهى ‏تجرى ‏بأقل‏ ‏قدر‏ ‏من‏ ‏الإرادة‏ ” ‏ماكان‏ ‏فى ‏نيتى ‏ما‏ ‏أفعل‏، ‏ولا‏ ‏فعلت‏ ‏ما‏ ‏كنت‏ ‏نويت‏”.‏

فى ‏البداية‏ ‏بدا‏ ‏أن‏ ‏صاحبنا‏ ‏حاول‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏زمنا‏ ‏مستقلا‏ ‏دقاته‏، ‏وأن‏ ‏يواجه‏ ‏بهذه‏ ‏الدقات‏ ‏الخاصة‏ ‏دقات‏ ‏ساعة‏ ‏القدر‏ ‏الأصلية‏ ‏الدائمة‏، ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏القدر‏ ‏ضجر‏ ‏بهذه‏ ‏المحاولة‏، ‏وقـَبـِل‏ ‏التحدى، ‏فانتبه‏ ‏صاحبنا‏ ‏إلى ‏ضعفه‏ ‏وخيبته‏، ‏فقرر‏ ‏أن‏ ‏يهرب‏، ‏وأن‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏أمان‏ ‏ما‏ (‏مهما‏ ‏ثبت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏كذبه‏) ‏فعقد‏ ‏حبال‏ ‏عزيمته‏ ‏حول‏ ‏ذراع‏ ‏الأمان‏ ‏فنام‏ – ‏نعم‏ ‏هو‏ ‏أمان‏ ‏كاذب‏، ‏ذلك‏ ‏لأن‏ ‏هذا‏ ‏المجهول‏ (‏رغم‏ ‏أنه‏ ‏معلوم‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏المبدأ‏: ‏القدر‏)، ‏يقتحم‏ – ‏برقة‏ – ‏ويأمر‏ ‏فيطاع‏، ‏يأمر‏ ‏بأصعب‏ ‏وألزم‏ ‏وأخطر‏ ‏الأمور‏ (‏معا‏):!!. ‏غدا‏ “‏نسفك‏ ‏الدماء‏”!! ‏ ‏وما‏ ‏قدر‏ ‏يكون‏.‏

هكذا‏ ‏هى ‏الحياة‏!!‏ بالرغم من كل شىء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *