نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 14-7-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5430
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (82)
الفصل الثانى
فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
82 – الانبهار
ذاع عنه أنه عالم بكل شيء وقصدته الجموع فى ركن الطريق الذى يجلس على أريكة فيه وقال وسيط خير.””لا وقت للأسئلة السهلة، هاتوا ما لديكم من أسئلة مستعصية”.
وانهالت عليه الأسئلة المستعصية حقا. وساد صمت عميق ليسمع كلٌّ الجواب الذى يغيثه. لم أر حركة تدب فى شفتيه ولم أسمع صوتا يند عن فيه، ورجعت من عنده وسط جموع قد انبهرت بما سمعت لحد الجنون.
أصداء الأصداء
الإجابات الصامتة عن الأسئلة الصعبة هى الإجابات الحقيقية الباهرة، وهى إجابات تأتى من الداخل/الخارج مباشرة بيقين ليس كمثله شيء، ولايخفى على أحد أن الأسئلة المستعصية لابد وأن تدور حول الله والخلود والجدوى، وكل هذه الأسئلة لاردود عليها فى مرحلة بذاتها إلا بهذا اليقين الصامت وكل الردود العقلية، والعبادية، والإثباتية، والمنطقية واللفظية هى هوامش جيدة إذا ظلت فى حدودها، لكن كل هذه الردود الرصينة قد تنقلب إلى قيود وحواجز يختفى وراءها هذا الحكيم “العالم بكل شيء” والجالس على جانب” فى ركن الطريق”، والذى يلقى بالأجوبة الصامتة التى تصبح يقينا فى القلوب لا يحتاج إلى حركة الشفتين، أو خروج الصوت، ولأنه يقين، ولأن الأسئلة كانت مستعصية، ولأن الإجابات كانت يقينية رجعت الجموع من عنده وقد انبهرت بما سمعت لحد الجنون. (ملحوظة : رفضت العنوان “الانبهار” دون تبرير اقترح: “الصمت: اليقين!!).
___________________________
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net