تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (68) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 7-4-2022

السنة الخامسة عشر               

العدد: 5332

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (68)

الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

 الأصداء

‏68 – ‏الأضواء

‏”‏استعدت‏ ‏الكاميرا‏ ‏فى ‏موقعها‏، ‏وضبطت‏ ‏الأضواء‏ ‏وأشار‏ ‏المخرج‏ ‏ببدء‏ ‏التصوير‏: ‏تلاقى ‏حبيبان‏ ‏ودار‏ ‏حوار‏، ‏انتهى ‏تصوير‏ ‏اللقطة‏.:‏همس‏ ‏الموزع‏ ‏للمنتج‏ ‏وهما‏ ‏يجلسان‏ ‏على ‏مبعدة‏ ‏يسيرة‏ ‏وراء‏ ‏الكاميرا‏. ‏لن‏ ‏تصلح‏ ‏لأدوار‏ ‏الحب‏ ‏بعد‏ ‏اليوم‏، ‏قلبى ‏معها‏..‏أشعلت‏ ‏الممثلة‏ ‏سيجارة‏ ‏لتريح‏ ‏أعصابها‏ ‏من‏ ‏عناء‏ ‏التمثيل‏. ‏ووقف‏ ‏المؤلف‏ ‏فى ‏زاوية‏ ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏الأضواء‏ ‏يصغى ‏ويتابع‏ ‏لا‏ ‏يبالى ‏به‏ ‏أحد‏.”‏

أصداء الأصداء

رغم‏ ‏أن‏ همس الموزع قد يشير إلى ‏آثار‏ ‏الزمن التى قد‏ ‏تُـفقد‏ ‏هذه‏ ‏الممثلة‏ فرصها ‏التى ‏تعتمد‏ ‏على ‏شبابها‏ ‏وجمالها‏ (‏فقط‏!) ‏ (‏قارن‏ ‏فقرة‏ 31)‏، ‏فإن‏ ‏الخلفية‏ ‏قد‏ ‏أظهرت‏ ‏دورا‏ ‏آخرا‏ ‏بدا‏ ‏خافتا‏ ‏منذ‏ ‏البداية‏، ‏وهو‏ ‏دور‏ ‏المؤلف‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏يبالى ‏به‏ ‏أحد‏، ‏لكنه‏ ‏يـذكرنا‏ ‏أن‏ ‏المؤلف‏ ‏سيظل‏ ‏مؤلفا‏ ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏تحت‏ ‏الأضواء‏ ‏أم‏ ‏لا‏، وأنه يواصل النضج عادة مع مرور الزمن، وبالتالى ‏أنه‏ ‏الأبقى ‏بمعنى ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏وكأنه‏ ‏ينبهنا‏ ‏أن‏ ‏البقاء‏ ‏للأصل‏، ‏لا‏ ‏لمن‏ ‏تقع‏ ‏عليه‏ ‏أضواء‏ ‏الظاهر‏، أو يقع فريسة مرور الأيام.

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net