نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 27-1-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5262
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (58)
الفصل الثانى: فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
58 – همسة عند الفجر
تسير وأنا فى مقدمها أسير حاملا كأسا كبيرة مترعة برحيق الحياة. فى مرحلة حاسمة من العمر عندما تنسم بى الحب ذروة الحيرة والشوق همس فى أذنى صوت عند الفجر.
- هنيئا لك فقد حم الوداع.
وأغمضت عينى من التأثر فرأيت جنازتى
أصداء الأصداء
ها هى الأصداء تصدح من جديد: تتكثف اللحظات فى ذروة أخرى، إذْ يصاعد الحب، لا إلى ذروة السعادة بل إلى ذروة أروع، ذروة الحيرة والشوق، فنتعلم التمييز بين حب مخدر حتى السعادة وبين حب منتش بالحيرة محاط بالشوق، كل ذلك عند الفجر: البداية الباكرة المشقشقة، فتولد الحياة – كما عودنا محفوظ- من الموت، نعم: عادت الأصداء تمزج الحلم بالحسم وتجسد الموت، وتشق الذات البشريه ليعلن الواحد منا نهاية “مرحلة حاسمة من العمر”، ويشاهد نفسه بنفسه، وهو يتقدم المشيعين حاملا دلالات ولادته الجديدة “الكاس المترعة برحيق الحياة”، ثم يؤكد ضمنا ما ذهب إليه إدوارد الخراط فى يقين العطش من أن الارتواء ليس هو اليقين، وإنما تعميق الحيرة والشوق أبدا.
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net
صباح الخير يا مولانا :
المقتطف : …تتكثف اللحظات فى ذروة أخرى، إذْ يصاعد الحب، لا إلى ذروة السعادة بل إلى ذروة أروع، ذروة الحيرة والشوق
التعليق : الله،الله،الله،هذا كشف يا مولانا ،دائما يسفر عنه جدل النص الرخاوى مع جدل النص المحفوظى ،هكذا رأيت ” التناص ” …كانك معه صعدت إلى هذه الذروة واصطحبتمانى معكما لتحضر هذه الفتوح بداخلى …كنت دائما أسائل قلبى حين ينبئنى بأنه قد عرف الحب ،فأجيبه : فما بالك لا تسعد به ،لكنه كان أصغر من أن يحيبنى آنذاك ،أما الآن فقد اصطحبتنى داخلى معك لأرى الحيرة والشوق ….
،
هذا تعقيب ذكى ومفيد، وتلقٍّ مبدع وصادق،
لكن أرجو أن تقبلى أن أنبهك إلى أنه ليس حقك اتهام قلبك بالغفلة، صدقيه، وصدقى نفسك فى نفس الوقت، والله المستعان،