الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (51) الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (51) الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 9-12-2021                               

السنة الخامسة عشر               

العدد: 5213

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (51)

الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت

 الأصداء

51- ‏المنشود

فى غمار‏ ‏شيخوخة‏ ‏وعزلة‏ ‏وأفكار‏ ‏يقطر‏ ‏منها‏ ‏ماء‏ ‏الورد‏ ‏ترددت‏ ‏أنفاس‏ ‏الوعد‏ ‏المنشود‏، ‏ودق‏ ‏الجرس‏ ‏على ‏غير‏ ‏توقع‏ ‏وجاءت‏ ‏الجارة‏ ‏مستأذنة‏، ‏واندمجت‏ ‏فيما‏ ‏أنا‏ ‏مندمج‏ ‏فيه‏ ‏حتى ‏آمنت‏ ‏بأنها‏ ‏الوعد‏ ‏المنشود‏.‏

أصداء الأصداء

وبقدر‏ ‏ما‏ ‏كان‏ – ‏ويكون‏- ‏وجه‏ ‏الموت‏ ‏بكل‏ ‏هذا‏ ‏الجمال‏، ‏مع‏ ‏روعة‏ ‏عدم‏ ‏الاستسلام‏ ‏أمامه‏، ‏يقطر‏ ‏ماء‏ ‏الورد‏ ‏من‏ ‏الأفكار‏ ‏التى ‏تحل‏ ‏فى ‏فناء‏ ‏شيخوخة‏ ‏هادئة‏ ‏وسط‏ ‏عزلة‏ ‏رائعة‏، ‏إذن‏ ‏فهو‏ ‏الاستعداد‏ ‏الراضى ‏للرحيل‏.‏

أبدا‏، ‏مازالت‏ ‏الحياة‏ ‏حاضرة‏ ‏بكل‏ ‏حيويتها‏ ‏ونداءاتها‏، ‏فالعزلة‏، ‏والشيخوخة‏، ‏وأفكارهما‏ ‏لم‏ ‏ينقطعا‏ ‏به‏ ‏عن‏ ‏الوفاء‏ ‏بحق‏ ‏الجارة‏، ‏وأن‏ ‏يظل‏ ‏بابه‏ ‏مفتوحا‏ ‏لها‏، ‏وأن‏ ‏يأذن‏ ‏لها‏ ‏إذا‏ ‏أستأذنت‏، ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يغير‏ ‏موقفه‏ ‏من‏ ‏ترحيبه‏ ‏بالذهاب‏ ‏متى ‏جاء‏ ‏الأوان‏.‏

وهنا‏ ‏احترت‏ ‏فى: ‏من‏ ‏هى “‏الوعد‏ ‏المنشود‏”، ‏لأن‏ ‏الضمير‏ ‏فى “‏أنها‏” ‏قد‏ ‏يعود‏ ‏على ‏الجارة‏ (‏الحياة‏ ‏التى ‏مازالت‏ ‏حاضرة‏ ‏فى ‏الوعى ‏واعدة‏ ‏بالحوار‏ ‏والود‏) ‏أو‏ ‏على ‏ما‏ ‏هو‏ ‏مندمج‏ ‏فيه‏ ‏من‏ ‏أفكار‏ ‏تسقط‏ ‏ماء‏ ‏الورد‏، ‏فهى ‏أيضا‏ ‏وعد‏ ‏منشود‏.‏

ولكن‏ ‏ما‏ ‏المانع‏ ‏أن‏ ‏يعود‏ ‏الضمير‏ ‏عليهما‏ ‏معا‏.‏

 

   

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

admin-ajax (1)

admin-ajax

4 تعليقات

  1. صباح الخير يا مولانا :
    المقتطف : …..وبقدر‏ ‏ما‏ ‏كان‏ – ‏ويكون‏- ‏وجه‏ ‏الموت‏ ‏بكل‏ ‏هذا‏ ‏الجمال‏، ‏مع‏ ‏روعة‏ ‏عدم‏ ‏الاستسلام‏ ‏أمامه‏
    التعليق : هذه العبارة أحالتنى إلى ما تذكره حضرتك عن كون الموت أزمة نمو ،وأن الوعى لدى الإنسان يمتد إلى ما بعد الموت،فتعجبت من هذه الفكرة التى تجمع الموت والحياة فى إيقاع متبادل كالجوار بالفعل ،واستطردت مع أفكار حضرتك عن إيقاع الليل والنهار ،والنوم واليقظة والحلم واللاحلم ،،ألا يمكن هكذا أن نضيف إليهم الموت والحياة ؟ بل يمكن أن نمضى أكثر لنقول : حياة وحياة أخرى ،تماما مثل الشيخ وجارته ؟

  2. حين قرات هذه النشره
    انتبهت إلى الأصداء ..فهي كتابة لقطة من عمق الواقع ببساطة وصدق ..
    وانتبهت إلى أصداء الأصداء..كعمق آخر فجرته الأصداء..
    وحين اعدت القراءة..تساءلت ..هل محفوظ كان يقصد ب “اندمجت” هو ام هي إذ لم يساعدني تشكيل للكلمه .. فقد تراءى لي للوهلة الاولى في القراءة انها هي من اندمجت وعليه أولت أن الوعد المنشود لم يكن يعرف ماهو حتى جاءت صدفة الجارة ووجد من يشاركه فانتبه إلى ذلك الذي كان ينشده ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *