نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 2-12-2021
السنة الخامسة عشر
العدد: 5206
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (50)
الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت
الأصداء
50- النداء
أحيانا يظهر لى بوجهه الجميل فيلقى إلى نظرة رقيقة ويهمس “أترك كل شيء واتبعني”. قد يلقانى وأنا فى غاية الإحباط وقد يلقانى وأنا فى نهاية السرور ودائما ينتزع من صدرى الطرب والعصيان، وكلانا لم يعرف اليأس بعد.
أصداء الأصداء
إذا كان القبر قد خلا من الموت – بمعناه السلبى – فى الفقرة السابقة (49) وحدد “الحب/ الموت” مكان اللقاء المرتقب، فقد تأكد هنا “وجهه الجميل”، وتكررت الدعوة الهادئة: “أن أتــرك كل شيء واتبعنى”، وهى أقرب إلى “تعال” فى الفقرة السابقة، ولكنها تبدو بعيدة نسبيا عن “قطع الروابط” (فقرة 44) لتقترب أكثر من نداء النداهة (فقرة 19)، وليس تماما من النعش الذى يتخطى حامليه (فقرة 15)
ثم انظر معى فى حواره هنا مع الموت الجميل، فهو النهاية التى تخلصه من العصيان الناتج عن الإحباط، وهو هو النهاية التى تذكره – فى عز طربه – بأن المسألة لا تدوم فالطرب أيضا سوف يـُنزع.
وبالرغم من كل هذه السلاسة، والترحيب الضمنى، والاعتراف بالجميل فإنه لا تبدو أية بادرة استسلام لكل هذه الإغراءات، بل هو الحوار، والحوار الجاد المتصل، وحوار الموت – هكذا – هو هو خالق الحياة المتجددة، “وكلانا لم يعرف اليأس بعد”.
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net