نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 28-10-2021
السنة الخامسة عشر
العدد: 5171
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (45)
الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت
الأصداء
45- سر الرجل
كان يمر بمجلسنا وهو يصيح : إنها آتية لا ريب فيها، ثم يمضى مهرولا فلا يبقى منه إلا منظر ثيابه المهلهلة ونظرته الشاردة، ووقعت الكارثة،
قوم قالوا إنه ولى من الأولياء، وقوم قالو ما هو إلا عميل من العملاء.
أصداء الأصداء
ولكن ما هى هذه الآتية لا ريب فيها؟ إنها الساعة، ولكن أية ساعة؟ هل هى الساعة الواحدة الجامعة الرائعة الخطيرة الواعدة المتوعدة؟ أم ثمة ساعة أخري؟، وهذا الرجل (الدرويش أو العميل) ذو الثياب المهلهلة من أين له هذا اليقين الذى تحقق فى كارثه، وهل لحقت هذه الكارثة بالدرويش (أو العميل)، أم لحقت بالمنذرين، ثم اختفى الدرويش (أو العميل) بعدها، فشكـوا بقدر ما احتاروا فى أمره.
إن المبدع (والمجنون) هو الناضورى على سطح سارى المركب، وهو صفارة الإنذار قبل وقوع الكارثة، وهو من بعض الأحياء التى تحس بإرهاصات الزلزال قبل وقوعه.
فهل نحسن الإنصات له (لمحفوظ)، بدلا من الاستغراق فى البحث عن تفاصيل وتحديد هوية النذير، إذ مهما تعرفنا على هويته، فإن ذلك ليس هو ما يمنع الكارثة.
(تذكر مثلا عودة الضمير وهو ينقض كالزلزال، فقرة 23)
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net
رغم صعوبة التعليق إلا أني لن أخش المحاولة فقد علمتنا يا مولانا الحكيم شرف المحاولة ففي المحاولة خير
أتفق تماما مع حضرتك فى آن المبدع و ( المجنون ) هو من بعض الأحياء التى تشعر بارهاصات الزلزال قبل وقوعه و رغم أني احب المبدعين و لست منهم إلا أني أحاول جاهدة حسن الانصات و أجد فى تلقي الإبداع إبداع يجلي البصيرة
يا مولانا الحكيم و معلمنا الجليل من أحسن الانصات و فقه الرسالة لا يبالي بتحديد هوية النذير فالرجال تعرف بالحق و لا يعرف الحق بالرجال ……
جزاك الله عنا خير الجزاء مولانا الحكيم و دمت لنا بما وهبك الله و استخلفك فيه خير بشير و نذير
يا سحر يا ابنتى
هذه يقظة تطمئننى، وإبداع في التلقى أفخر به