نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 12-8-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 5094
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (34)
الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت
الأصداء
34- دموع الضحك
قلت له: الحمد لله، لقد أديت رسالتك كاملة، وبلغت بأسرتك برالأمان، وانتزعت من وحش الأيام أنيابه الضارية، فآن لك أن تخلد إلى الراحة والسكينة فى الأيام القليلة الباقية،
حدجنى بارتياب، و سألنى: هل تذكر أيامنا الطاهرة فى الزمان الأول؟ قرأت هواجسه فقلت: ذاك زمان قد مضى وانقضى فقال بنبرة اعتراف
- ياصديقى الوحيد، فى عز النصر والرخاء كثيرا ما بكيت الكرامة الضائعة
أصداء الأصداء
لا شئ ينسى الإنسان حلاوة براءته الأولى، تبريرات الحياة العملية، والدفاع عن الحق فى الشطارة، والكلام عن الحلول العملية، والمسئولية الحقيقية أمام أعباء الحياة، كل هذا لا يبرر أن يتنازل واحد عن كرامته، والأمل فى الاستمرار الأعمى هو أن يتواصل النسيان تلقائيا، هذه هى هذه القضية، إذ لا فائدة من النصح بنسيانها من خارج، فيقظة الشعور بالخسارة فى النهاية هى قريبة – قليلا – من يقظة الضمير المتأخرة (قارن فقرة 23) وإن كانت هنا أرق وأدق.
وقفت غير قليل عند وصف الصديق بـ “الوحيد” فى نهاية الفقرة، فهل يكون المقصود هو أن مثل هذه المصارحة لا تكون إلا بين الشخص ونفسه الأمينة، التى هى فى هذه الحالة”صديقه الوحيد”؟
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net