نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 10-6-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 5031
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (24)
الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت
الأصداء
24 – فرصة العمر
صادفتها تجلس تحت الشمسية، وهى تراقب حفيدها وهو يبنى من الرمال قصورا على شاطيء البحر الأبيض، سلمنا بحرارة، جلستُ إلى جانبها، عجوزين هادئين تحت مظلة الشيب
وضحكت فجأة وقالت: لا معنى للحياة فى مثل عمرنا، فدعنى أقص عليك قصة قديمة.
وقصت قصتها وأنا أتابعها بذهول حتى انتهت، وعند ذاك: قلت فرصة العمر افلتت، ياللخسارة!
أصداء الأصداء
صحوة أخرى، لكنها ليست صحوة الضمير بل ربما كانت العكس، ليس تماما العكس، فهى قد جاءت بعد فوات الأوان لإمكان صحوة الممكن، الذى صور لنا خيالنا أو خجلنا أو ترددنا أنه “لم يكن ممكنا” حينذاك.
لعبة التذكر هنا لاتدخل فى تجليات الذاكرة الصورية التى كررنا الإشارة إليها بقدر ما تدخل فى “مخاطر التعرية بعد الأوان”.
هو أيضا قد جعل حفيدها فى الخلفية يبنى قصورا من الرمال، وقد بدا لى أن الشيخ قد تنشطت دواخله الطفلية أيضا فى هذه السن، وقد راح يسترجعها – فى دعة – حتى لو فات الأوان.
وهل لبناء قصور الرمل أوان؟
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net