نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 21-3-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6046
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (170)
الفصل الرابع
حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه
الأصداء عودة إلى النص:
170- الحب المتبادل:
قال الشيخ عبد ربه التائه
إنهما اثنان، بقوته خلق الأول الآخر، وبضعفه خلق الآخر الأول.
أصداء الأصداء
تقول هذه الفقرة شيئا هاما وخطيرا، فهى تقر أن قدرة الخالق سبحانه وتعالى هى أصل الحياة، لكنـها تنبه إلى الوهم الشائع القائل أن الإنسان اخترع فكرة الله ليغطى بها ضعفه، وهى فقرة أخف من الفقرة السابقة (169)، إلا أن بها مغالطة جميلة، مقصودة فى الأغلب:
فالأول الذى خلق الآخر، غير الآخر الذى خلقه الأول
الأول الذى خلق الآخر بقوته هو القادر الخالق الوهاب
والآخر الذى خلقه الأول بضعفه، هو تصوّر خائب من مخلوق مغرور، تصور قد يوصله إلى الأول الحقيقى، وقد لا يوصله.
يتم الوصال من العنوان ” الحب المتبادل”، نفس التبادل الذى شاهدناه حالا بين الكون والمشيئة، والحب المتبادل هنا أشبه بالتسبيح المتبادل فى الفقرة السابقة، وحين يتعمق الحب وبتجلى التسبيح، يمكن أن يكون الاثنان واحدا، والواحد كــُـثـْـر، فى تخلق متجدد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net