الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (167) الفصل‏ ‏الرابع: “‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه”

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (167) الفصل‏ ‏الرابع: “‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه”

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 29-2-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6025

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (167)

الفصل‏ ‏الرابع

‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

الأصداء عودة إلى النص:

‏167- ‏طبيعتنا‏:‏

قلت‏ ‏مرة‏ ‏للشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه

قد‏ ‏أرحب‏ ‏بتعب‏ ‏عام‏ ‏متصل‏ ‏ولكنى ‏أضيق‏ ‏بعطلة‏ ‏شهر‏ ‏واحد‏، ‏فقال‏:‏

طبعنا‏ ‏على ‏حب‏ ‏الحياة‏ ‏وكره‏ ‏الموت‏.‏

أصداء الأصداء

إيحاء‏ ‏مباشر‏ ‏أن‏: “‏التعب‏ ‏هو‏ ‏الحياة‏ ‏والراحة‏ ‏هى ‏الموت”‏. فهل‏ ‏هذا‏ ‏صحيح؟ ‏وهل‏ ‏هذا‏ ‏ما‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يقوله‏ ‏محفوظ‏ ‏عن‏ ‏تصوره‏ ‏عن‏ ‏الطبيعة‏ ‏البشرية؟‏ (‏عنوان‏ ‏الفقرة‏: ‏طبيعتنا‏ !!)، ‏إن‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏كذلك‏ ‏فـ”‏لا”،‏

طبيعتنا‏ ‏هى ‏التأكيد‏ ‏على ‏التناوب‏ ‏بين‏ ‏التعب‏ ‏والراحة‏ (‏العطلة‏)، ‏بين‏ ‏النوم‏ ‏واليقظة‏، ‏بين‏ ‏التقدم‏ ‏والتراجع. نحن‏ ‏نحب‏ ‏الحياة‏ ‏لأنها‏ ‏ترتكز‏ ‏على ‏هذين‏ ‏الذراعين‏ ‏الذين‏ ‏يحركاننا‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏، ‏ونكره‏ ‏الموت‏ ‏لا‏ ‏لأنه‏ ‏عطلة‏، ‏ولكن‏ ‏لأنه‏ ‏يبدو سكونا‏ ‏نهائيا‏.‏

لو‏ ‏أن‏ ‏محفوظ‏ ‏لم‏ ‏يشر‏ ‏إلى “‏طبيعتنا” ‏فى ‏العنوان‏ ‏لأمكن‏ ‏تخريج‏ ‏تبرير‏ ‏ينبه‏ ‏إلى ‏احترام‏ ‏المتعة‏ ‏التى ‏فى ‏التعب‏، ‏وإلى ‏عدم‏ ‏التمادى ‏فى ‏تصور‏ ‏فائدة‏ ‏أوهام‏ ‏الراحة‏، ‏فقد‏ ‏يكون‏ ‏شهر‏ ‏عطلة‏، ‏وليس‏ ‏إجازة‏، ‏هو‏ ‏مدة‏ ‏أطول‏ ‏مما‏ ‏يحتمل‏ ‏إنسان‏ ‏حى ‏ينبض‏ ‏بالفعل‏ ‏رائحا‏ ‏غاديا‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 [1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *