نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 29-2-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6025
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (167)
الفصل الرابع
حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه
الأصداء عودة إلى النص:
167- طبيعتنا:
قلت مرة للشيخ عبد ربه التائه
قد أرحب بتعب عام متصل ولكنى أضيق بعطلة شهر واحد، فقال:
طبعنا على حب الحياة وكره الموت.
أصداء الأصداء
إيحاء مباشر أن: “التعب هو الحياة والراحة هى الموت”. فهل هذا صحيح؟ وهل هذا ما يريد أن يقوله محفوظ عن تصوره عن الطبيعة البشرية؟ (عنوان الفقرة: طبيعتنا !!)، إن كان ذلك كذلك فـ”لا”،
طبيعتنا هى التأكيد على التناوب بين التعب والراحة (العطلة)، بين النوم واليقظة، بين التقدم والتراجع. نحن نحب الحياة لأنها ترتكز على هذين الذراعين الذين يحركاننا طول الوقت، ونكره الموت لا لأنه عطلة، ولكن لأنه يبدو سكونا نهائيا.
لو أن محفوظ لم يشر إلى “طبيعتنا” فى العنوان لأمكن تخريج تبرير ينبه إلى احترام المتعة التى فى التعب، وإلى عدم التمادى فى تصور فائدة أوهام الراحة، فقد يكون شهر عطلة، وليس إجازة، هو مدة أطول مما يحتمل إنسان حى ينبض بالفعل رائحا غاديا طول الوقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net