نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 11-1-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 5976
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (160)
الفصل الرابع
حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه
الأصداء عودة إلى النص:
160– الحياء:
قال الشيخ عبد ربه التائه
ما تجلى لعينى إلا نور الوجنات وعذوبة الحياء
أكرر السؤال فتغوص فى الصمت أكثر.
تجود بكل ثمين ولكنها من الكلام تجفل.
أصداء الأصداء
يعلمنا محفوظ هنا كيف نحسن الإنصات دون أن تصلنا ألفاظ محددة، أو جمل مفيدة، وكيف نسمع أجمل الألحان من همس الصمت، ونحن لم نكد نترك الجميلة متعثرة فى الحياء (فى الفقرة السابقة)، ذلك الحياء الذى ألهمنا أن نقول: إن “أقوى الإغراء، وألح الغواية هو ما تلفع بالتلويح دون التصريح، وما تعثر فى الحياء دون السفور”، فيقرنا محفوظ فى هذه الفقرة التالية مباشرة، مؤكدا أن الجسد حين يعطى بهذا السخاء الوافر يستغنى عن الإعلان على “يد محضر” يسمى اللسان والكلام، بل إن الكلام قد يكون حاجزا فى مثل هذه المواقف، وهى إذ تجفل من الكلام هنا، تجفل خشية أن يحول دون الجود بكل ثمين غال.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net