نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 8-4-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 4968
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (15)
الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت
الأصداء
15- التلقين
جلست فى السرادق أنتظر تشييع الجنازة، خيمت فوقنا ذكريات ذلك العهد القديم وجاء رجال ذلك العهد يسيرون رجلا وراء رجل كانت الأرض تزلزل لأى منهم إذا خطا اليوم هم شيوخ ضائعون لا يذكرهم أحد، وجاء خلفاؤهم تنحنى الأرض تحت وطأة أقدامهم، تقول نظرتهم الثابتة أنهم ملكوا الأرض والزمن، أخيرا هل النعش فوق الأعناق فتخطى الجميع وذهب
أصداء الأصداء
عدنا إلى حضرة الموت: السرادق، الجنازة، وخلفية الصورة عادية، “الدنيا دول”، لا الراكب يظل راكبا، ولا الأدنى يظل تحت، لكن الذى يتحرك حثيثا فى توجه أكيد لا تراجع فيه هو النعش فوق الأعناق، وهو الذى يتخطى الجميع، وليس هم الذين يحملونه إلى مثواه، ومع ذلك فاللحاد يصر على أن يلقن الميت ماذا يقول (عنوان الفقرة “التلقين”) مع إن النعش هو الذى يتخطى (يقود) المشيعين. وكأنه ينبهنا أن الأولى أن ننصت لتلقين الميت لنا كيف نعيش، لا أن نملى عليه بما يرد به على مـَلـَكـَىْ القبر وهما يحاسبانه (فإذا جاءك الملكآن وأجلساك وسألاك ما ربك..إلخ).
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net