الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (125) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (125) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 11-5-2023                                  

السنة السادسة عشر

العدد: 5731

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (125)

 الفصل‏ ‏الثالث

“‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) ‏

فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

الأصداء عودة إلى النص:

‏125 – ‏داء

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه

بالأمس‏ ‏وأنا‏ ‏راجع‏ ‏من‏ ‏السهرة‏ ‏قبيل‏ ‏الفجر‏ ‏اعترضنى ‏فى ‏ظلمة‏ ‏الحارة‏ ‏شخص‏ ‏لم‏ ‏أتبين‏ ‏معالمه‏ ‏وقال‏ ‏لي‏:‏

‏- ‏أنا‏ ‏قادم‏ ‏إليك‏ ‏من‏ ‏وراء‏ ‏النجوم

فهزتنى ‏العزة‏ ‏قلت‏ ‏بفرح

‏- ‏من‏ ‏أجلى ‏أنا‏ ‏هبطت؟

فقال‏ ‏بنبرة‏ ‏لم‏ ‏تخل‏ ‏من‏ ‏امتعاض‏.‏

‏- ‏لم‏ ‏تسلم‏ ‏بعد‏ ‏من‏ ‏الخيلاء‏!‏

واختفى ‏صاعدا‏ ‏بسرعة‏ ‏البرق

فمن‏ ‏يعيده‏ ‏إلى ‏ومعه‏ ‏الغفران؟‏!‏

فسألته‏:‏

‏- ‏وماذا‏ ‏كنت‏ ‏تنوى ‏أن‏ ‏تطلب‏ ‏منه‏ ‏؟

فأجاب‏ ‏متجاهلا‏ ‏سؤالي‏:‏

“‏الحياة‏ ‏فيض‏ ‏من‏ ‏الذكريات‏ ‏تصب‏ ‏فى ‏بحر‏ ‏النسيان‏ ‏أما‏ ‏الموت‏ ‏فهو‏ ‏الحقيقة‏ ‏الراسخة”‏.

أصداء الأصداء

بظهور‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏ ‏أمكن‏ ‏أن‏ ‏تتعدد‏ ‏الأصوات‏ (الذوات) ‏أكثر، فيتم‏ ‏حوار‏ ‏له‏ ‏أطراف‏ متعددة‏. إن ما‏ ‏لفت‏ ‏نظرى ‏فى ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏طلب‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏من‏ ‏الشخص‏ (‏ذلك‏ ‏الطلب‏ ‏الذى ‏حرم‏ ‏من‏ ‏إعلانه‏ ‏أثناء‏ ‏تجليات‏ ‏اللقاء‏) ‏كان‏ ‏هو‏ ‏الموت‏ ‏لا‏ ‏الحياة‏، ‏فبدا‏ ‏لى ‏أنه‏ ‏من‏ ‏الجائز‏ ‏أنه‏ ‏يعلن‏ ‏بذلك‏ ‏الاكتفاء‏ ‏الراضى، ‏وأنه‏ ‏قد‏ ‏اكتشف‏ ‏أن‏ ‏أى ‏مزيد‏ ‏ليس‏ ‏إلا‏ ‏إضافة‏ ‏صفحة‏ ‏يقابلها‏ ‏تمزيق‏ ‏صفحة‏ ‏قديمة‏، ‏فيظل‏ ‏كتاب‏ ‏الحياة‏ ‏هو‏ ‏هو‏ (‏ذكريات‏ ‏تصب‏ ‏فى ‏بحر‏ ‏النسيان‏)، ‏فما‏ ‏فائدة‏ ‏الاستزادة‏ ‏منها‏، ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏فليس‏ ‏ثم ‏ ‏يأس‏، ‏بل‏ ‏ما‏ ‏وصلنى ‏هو‏ ‏ما‏ ‏أسميته‏ “‏الاكتفاء‏ ‏الراضي”، ‏أى ‏أنه‏ “‏يود‏ ‏لو‏ ‏كفي” ‏فتتحقق‏ ‏الحقيقة‏ ‏الراسخة‏ (‏الموت‏). ‏

ورغم‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏يبدو‏ ‏فى ‏ظاهره‏ ‏قمة‏ ‏التصالح‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏دلالته‏ ‏ليست‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏اتجاه‏ ‏البهجة‏ ‏والنشوة‏ ‏وشراب‏ ‏النجوى ‏ورقص‏ ‏المواسم‏ ‏الذى ‏غلب‏ ‏على ‏الفقرات‏ ‏السابقة‏،‏ ومع‏ ‏ذلك‏ ‏فليس‏ ‏هو‏ ‏اليأس‏ ‏أو‏ ‏السخط‏ ‏أو‏ ‏الانسحاب‏ ‏كما‏ ‏ذكرنا‏.‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *