نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 9-3-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5668
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (116)
الفصل الثانى
فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
116- سيدتى الحقيقة:
عرفت منازل الحقيقة فى عصر الفطرة. عندما تقرفص المرأة أمام طشت الغسيل أقرفص قبالتها فتلعب يدى فى الماء وتسترق عيناى النظر. عندما ألهو فوق السطح فى الليالى البدرية أمد يدى فى الفضاء لأقبض على وجه القمر. عندما نزور القبر فى المواسم أركز عينى على جداره لأرى. نعم الرفيق الشغف والمنازل.
أصداء الأصداء
قصيدة شديدة الجمال بعد ما أصابنى من فتور الخطبة السابقة ” نعم الرفيق الشغف والمنازل ” كيف يتنازل محفوظ عن أنه حداثى حتى النخاع، ما علينا، أنظر إلى النقلة من استراق النظر إلى حقيقة الجسد والفخذان منفرجان حول طشت الغسيل، إلى استراق الخيال وهو يمد يده يقبض على وجه القمر، إلى اختراق جدار القبر بنظرات تتعرف على حقيقة ماوراءه، كل هذا يفرضه عصر الفطرة ولغتها حيث تترجح الحقيقة بين بؤرة جسد امرأة، وحضور وجه القمر، واستكشاف الموت لتنتهى القصيدة بهذه الحركة النابضة: ” نعم الرفيق الشغف والمنازل ”
رغبة الطفل فى الاستكشاف، وطبقات المعرفة التى يختلط فيها المجرد بالعينى، والخيال بالواقع، هى الأرضية التى نسجت فيها هذه القصيدة الجميلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net