نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 12-1-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5612
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (108)
الفصل الثانى
فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
108- الاختيار
ذهبت إلى السوق حاملا ما خف وزنه وغلا ثمنه، واتخذت موضعى منتظرا رزقى وهدأ الضجيج فجأة واشرأبت الأعناق نحو الوسط، نظرت فرأيت ست الحسن تتهادى فى خطى ملكة على أحسن تقويم، سلبت عقلى وإرادتى قبل أن تتم خطوة، فنهضت لأتبعها مخلفا ورائى العقل والإرادة وأسباب رزقى، حتى دخلت بيتا صغيرا أنيقا يطالع القادم بحديقة الورد واعترض سبيلى بواب مهيب الجسم حسن الهندام وحدجنى بنظرة مستنكرة فقلت: “إننى على أتم استعداد لأهبها جميع ما أملك”. فقال الرجل بلهجة قاطعة: “إنها لا ترحب بمن يجيئون إليها هاجرين عملهم فى السوق”.
أصداء الأصداء
ليكن، وليكن شرط ” الوصول ” هو عدم الانفصال عن الواقع، ولتكن ست الحسن هى “الحقيقة”، ولتسلب الحقيقة منه عقله و إرادته، أما أسباب رزقة، فهذا ما لا يمكن التنازل عنه. سعيه اليومى لكسب رزقه هو شرط وصالها لتعيد له عقله وإرادته، والبوذى الحقيقى لا يصل إلى النرفانا إلا وهو وسط الناس عاديا رائحا غاديا، والمتصوف الذى يترك الأسباب التى أقامه الله فيها سعيا إلى وجهه تعالى إنما يمارس نوعا من الشهوة الخفية، فلا حل إلا الوصول إليه (إليها) ونحن نغوص فى طين الواقع، وليس ونحن نطير فى خيالات الوجد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net