نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 29-12-2022
السنة السادسة عشر
العدد: 5598
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (106)
الفصل الثانى
فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
106- الصفح :
إعجابى بك يا سيدتى يفوق أى حساب، إنك تنورين المكان بصفاء شيخوختك، تلقين الإساءة بالصمت وتغفرين للمسيئين إليك، فلا أعرف أمـًّا من قبلك بهذا الوفاء، قلت لها يوما: “إنك ضحية القسوة والأنانية “، فقالت باسمة: “بل إننى ضحية الحب”، ولما قرأت الدهشة فى وجهى قالت: “أنت تتوهم أن سلوكهم معى صادر من قسوة وأنانية، الحقيقة إنه صادر من حبهم الشديد لأبنائهم، وهكذا كنت أحبهم، ومن أجل ذلك قد صفح قلبى عنهم”.
أصداء الأصداء
يقول مثل عامى مصرى “قساوتهم ولا خلو بيوتهم”، سمعته أول ما سمعته من خالتى التى لم تنجنب. كنت، – وأنا بمثابة ابنها رحمها الله – حين أغيب عنها ثم أذهب إليها تسألنى عن أحوالى فى مدة الغياب ثم عن أولادى وزوجتى، وحين تطمئن تماما علينا تبدأ فى العتاب “إخص عليك”، ولكنها تواصل دعواتها لى ولأولادى راضية بالتقصير فى الزيارة مادام السبب لم يكن شرا أصابنى أو أصاب أحد أولادى وتردد هذا المثل ” متساوتهم ولا خلو بيوتهم”
فقرة عادية مـرت على فلم تحركنى بالقدر الذى أحدثه سلوك خالتى، أو أحدثه المثل الذى كانت تقوله.
ــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net