“نشرة” الإنسان والتطور
6-6-2009
السنة الثانية
العدد: 645
تعتعة
(مع ذكر الأصل بعد حكاية النص)
“لو”..!!!… ‘IF’
للشاعر الإنجليزى “رديارد كبلنج”
Rudyard Kipling
منذ سنة 1949، وأنا معجب بهذه القصيدة الأشهر ، “لو…IF”،
كنت فى القسم العلمى التوجيهية (الثانوية العامة الآن)، وكان صديقى حسن قنديل (المرحوم الذى مات منذ سنوات: سفيرا لنا فى السويد) فى القسم الأدبى، وكانت هذه القصيدة مقررة عليهم فى كتاب المختارات Selections ، كنا فى مدرسة مصر الجديدة الثانوية، وكان حسن له حس أدبى خاص، كتب أيامها قصة ما زلت أذكر معالمها بعنوان “الحب بين الفيلة”، وكانت فكرتها – كما قال لى على عهدته – أن ذكور الفيلة لا تختلط بإناثها إلا وقت اللقاح، فعرّى من خلال ذلك أبطال قصته من الرجال، هو هو ذلك الصديق الذى عرّفنى فى نفس العهد بكاتب روائى مهم، نشر أيامها رواية اسمها خان الخليلى، وأخرى اسمها زقاق المدق، هذا الكاتب كان اسمه “نجيب محفوظ”، كنا فى السادسة عشر من عمرنا نتحسس طريقنا، فى الغالب إلى ما صرنا إليه، يا ترى ماذا وجدتَ هناك يا حسن بعد أن رحلت دون أن تودعنى؟!
المهم نبهنى حسن إلى هذه القصيدة التى كانت مقرر على القسم الأدبى، وفى نفس الوقت نبهنى إلى عنصرية واستعمارية كاتبها، ولم يثننى ذلك عن مواصلة الإعجاب بالقصيدة حتى وقتنا هذا، إلى أن استشهدت بها فى تعتعة الأسبوع الماضى، “أغنية إلى الله”، متذكرا لوعة هذا المبدع بعد أن كتبها لابنه مجندا فى الحرب العالمية الأولى، ثم فقد ابنه قبل أن يقرأ القصيدة على حد ما بلغنى، وظل الأب والأم يبحثان عن رفاته، وقد ضللهم البعض حتى شاع مؤخرا أنهم دلوهم على رفات ليست لابنهما الفقيد، كان استشهادى بالقصيدة الأسبوع الماضى وأنا أشير إلى لوعة الفقد وليس إلى فحوى القصيدة، وإذا بالقصيدة تحضرنى كلها وكأنى أقرأها أمس، فأجدنى ما زلت أحفط بعض أبياتها عن ظهر قلب، وخاصة الفقرة التى تتكلم قيها عن كيف يمكن أن يلوى أفاقون الكلام الصادق الجاد الذى نقوله، ثم يروحون يستعملونه هو هو يخدعون به الحمقى والسذج ….إلخ إلخ.
رجعت إلى القصيدة – على النت هذه المرة – ورحت أقرأها مكتملة، مكتملة فخطر لى أن أقدمها لأصدقاء موقعنا بلغتنا القادرة، ترجمتـُها إلى الفصحى، فاختفى الشعر وبقى ما يشبه الحكم والنصائح، فغلبت المثالية على القصيدة كأنها اللامبالاة، عارية من الجمال،
أعدتُ ترجمتها إلى العامية المصرية، فأسعفتنى أكثر، وتجلت الصور شعرا (غالبا)، علما بأننى التزمت – تقريبا – بحرفية النص الإنجليزى.
قررت أن أعطى لقراء الموقع مزية عن قراء صحيفة الدستور (حيث نشرت النسخة العامية وحدها الأربعاء الماضى)، فقررت ما يلى:
أن أنشر الأصل بالإنجليزية، فهى جميلة بلغتها الأصلية
ثم الترجمة بالفصحى، وهى التى مسخت الشعر برغم إبقائها على معظم المعنى
ثم الترجمة بالعامية المصرية كما نشرت فى الدستور (تعتعة)، وأنت وما ترى !!
(فى انتظار تعقيباتكم لو سمحتم)
*****
IF
Rudyard Kipling
If you can keep your head when all about you
Are losing theirs and blaming it on you,
If you can trust yourself when all men doubt you
But make allowance for their doubting too,
If you can wait and not be tired by waiting,
Or being lied about, don’t deal in lies,
Or being hated, don’t give way to hating,
And yet don’t look too good, nor talk too wise:
If you can dream–and not make dreams your master,
If you can think–and not make thoughts your aim;
If you can meet with Triumph and Disaster
And treat those two impostors just the same;
If you can bear to hear the truth you’ve spoken
Twisted by knaves to make a trap for fools,
Or watch the things you gave your life to, broken,
And stoop and build ’em up with worn-out tools:
If you can make one heap of all your winnings
And risk it all on one turn of pitch-and-toss,
And lose, and start again at your beginnings
And never breath a word about your loss
If you can force your heart and nerve and sinew
To serve your turn long after they are gone,
And so hold on when there is nothing in you
Except the Will which says to them: “Hold on!”
If you can talk with crowds and keep your virtue,
Or walk with kings–nor lose the common touch,
If neither foes nor loving friends can hurt you;
If all men count with you, but none too much,
If you can fill the unforgiving minute
With sixty seconds’ worth of distance run,
Yours is the Earth and everything that’s in it,
And–which is more–you’ll be a Man, my son!
*****
الترجمة بالفصحى
إذا استطعت أن تحتفظ براطة جأشك
عندما يفقد الجميع من حولك رباطة جأشهم، ثم إذا بهم يلومونك على ذلك؛
إذا استطعت أن تثق بنفسك
بينما يشكّ فيك كل من يحيط بك،
ومع ذلك تراعي شكوكهم أيضا،
إذا استطعت الانتظار ولم تملّ الانتظار ،
أو أن تحتمل أن يكذبوا عليك فلا يستدرجونك إلى الأكاذيب،
أو أن يصلك كم يكرهونك، ومع ذلك لا تستسلم فتكرههم بدورك،
وبرغم كل ذلك لا تبدوا بالغ الطيبة، ولا الناطق بالحكمة المُثلى
إذا استطعت أن تحلم – ولا تجعل الأحلام هى التى تقودك
وأن تفكر، فلا يكون التفكير هو غاية مرادك
إذا استطعت أن تواجه كلا من الانتصار والمصيبة
وتعاملت معهما – باعتبارهما واجهة زائفة – بنفس الطريقة
إذا استطعت احتمال الاستماع إلى الحقيقة التى نطقتَ بها
وقد لواها الأوغاد لينصبوا بها فخاخاً للحمقى،
أو أن تشاهد الأشياء التي نذرت نفسك من أجلها ،وقد انهارت
فتنحنى لتمر،ثم تعيد بناءها بأدوات بالية
إذا استطعت أن تجمع كل مكاسبك فى كومة واحدة
ثم تخاطر بها فى لعبة “ملك أم كتابة”
وتخسرها، لتبدأ من جديد من حيث بدأت
ولا تنبس بكلمة واحدة عن خسارتك
إذا استطعت أن تجبر قلبك و أعصابك و وأوتارك
لتخدم نقلتك بعد أن بدا لك أنها لم تعد تستطيع
وهكذا تتماسك ولم يبق لديك أى شىء
إلا إرادتك التى تواصل إصدار أوامرها: ألا تتوقف
إذا استطعت أن تتحدث مع العامة وأنت تحتفظ بزهو فضيلتك،
أو أن تصاحب الملوك – فلا تفقد بساطة ما هو تلقائى عادى
إذا لم يستطع لا الأعداء و لا الأصدقاء أن يجرحوك ،
إذا كنت تضع كل الناس موضع اعتبارك،
دون التركيز على أحدهم بشكل مفرط
إذا استطعت أن تملأ كل دقيقة – لا تغفر لك فقدها-
بستين ثانية زاخرة بما هو أوْلى بها
فأنت لستَ إلا الدنيا بأسرها
– وما هو أكثر – إنك أنت “الإنسان”، أىْ بنىّ.
*****
الترجمة بالعامية المصرية
v لو يعـْـنِى قدرت تكون واعِى وْعاقلْ فاهمْ
وجميع الناس مهزوزه حواليك: عومْ عالعايم
ويقولوا دهـُهْ كلـُّـه بسببكْ !! ….
v لو يعنى قدرت تكون واثق إنك ناجحْ
مع إن الكل شاكك إنك ما انتشْ فالحْ
تقوم انت تكمّل مش همّـك،….
لكن برضه: مش يمكن قالوا حاجهْ تهمّك!
v لو تقدر تستنى كفاية، من غير ما تـْمـِـلّ ….
v لوتقدر تستحمل كـِدْبَة كدا ورا كـِدْبَة ،
منهمْ برضهْ
ولا تـِسأل فيهم ولا تعمل يوم زييهم ….
v لو يوصلّك غـِـلّ وكره الواحد منهم،
تقوم انت برضه ما تكرهْـهُـمشْ
كل دهوَّه، ولا تتمنظر،
ولا تعمل إنك وادْ ما حصلـْـشْ ….
v لوتقدر تحلم لى براحتك،
بس تخلى حلمك دايما محطوط تحتك،
مش يسرح بيك ويسوق فيها….
v لو بتفكـّـر زى ما عايزْ، فى اللى قصادكْ
بس ما يكونشى الفكر وبس، كلّ مُـرادكْ
v لوتقدر ياابنى تعيش خيبتك واللى جرى لكْ،
زى ما بتعيش انتصاراتك راكب خـيلكْ،
ما هى كلها يـُفَط انت حاطِطـْها
ما هى كورة وانت اللى شايـِطـْها
v لو تستحمل إنك تسمع نَـص كلامك
“الحق، الجد، مافيش زيه”،
يقولوه نفسُـهْ،
بطريقة ملوية ومش هيّهْ
يضحكوا بيها: على أى عبيط أو حد اهبلْ…
v لو تستحمل
إن اللى اديت عمرك ليهْ كلـّهْ
تشوفو يتكسّـرْ
تنحنى للأزمة، وتتأثرْ
بس تقوم منها وتعافر
تبنى ما الأول وتخاطر….
v لو تجمع نجاحاتك يعنى كلها على بعْضْ،
وتكوّمها كدا كومْ واحدْ
وتغامر بيها: … :
يا “مَـلِـكْ” يا “كتابه”،
وتقوم “خسران”
فاتقول: “ماشى”،
ولا تنطق كلمة، ولا تزنّ لْنَا، ولا تعيـّط
وكإن ما فيش حاجة قد حصلت،
كده من أصله !!
“مالعود موجود وانتَا أصْله”.
v لو تقدر تصدر لى أوامركْ لجناب جـِسْمَـكْ
يعنى تؤمر حضرة قلبك
وجوارحك، كـلـَّـكْ على بعضك
إنه “على الكل انه يواصل كدا بالعافية..”
علشان قررت انك تدخل سكة جديدة،
وكده تكمـّل مع إن ما عادشى حاجة عندك
غير قولة “ياللا” “هيلا هبّهْ”، “كله على الله”!!
v لو تقدر تتكلم عادى مع كل الناس،
وانت برضك مالى هدومك، ما نتاش منفوش
ولو انت مصاحب إيه يعنى “الريّس” نفسه،
وف نفس الوقت ما تخسرشى أيها حرفوشْ
تتبادلو لمسة حنيهْ، أو كلمة حلوة مندّية
v لو ما يقدرشى أىّ حد انه يمسّك،
يكسر نِـفسك، او يخدشْ حاجة من حِسك
لا عدو يقصدهَا،…، ولا حتى حبيبْ مش قصدهْ،
تفضل زى ما انتا برضه
v لو إنتا بتقدّر يعنى: كل إنسان
سِوا عاش أو مات
ولا بتبالغ لفلان بالذات
v لو كنت قـِدِرت تملاها ثانية بثانية
دى”دقيقة” بحالها شوف ياابنى: “ستين ثانية”
حاتعاتبك لو إنت مليتها
بحاجات ماهيشْ قدّ قيمتها
v لو إنت صحيح كنت سامعنى
ولقيت نفسك تقدر ..، يعنى
يبقى انت الدنيا دى بحالها
لأ والأدهى- واهو دا جمالها -:
تبقى انت يا إبنى “البنـِى آدم”
خـِـلقةْ ربّك،
زى ما خلقكْ