الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة الوفد مسئولية أن تكون مصريا…!! (مراجعة للمنهج)!

تعتعة الوفد مسئولية أن تكون مصريا…!! (مراجعة للمنهج)!

“نشرة” الإنسان والتطور

21-2-2010

السنة الثالثة

 العدد: 905

تعتعة الوفد

مسئولية أن تكون مصريا…!! (مراجعة للمنهج)!

ورد فى صحيفة المصرى اليوم، بتاريخ السبت 13 الجارى عنوان يقول:  “لو لم أكن مصريا لارتحت نفسيا”..وتحت العنوان مقتطفات طريفة، وأخرى سخيفة، وذلك من الفيس بوك والمدونات، تشير إلى عدد من الشعارات التى تسخر من مقولة مصطفى كامل “إننى لو أولد مصريا لوددت أن أكون مصريا”. ورد فى نفس المربع عناوين مثل “باحبك يا مصر، وبعشق ترابك، بس ترابك دخل فى عينى، ..إلخ

قارنت هذه السخرية المؤلمة، ببعض ما ورد فى تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار (التابع لرئاسة مجلس الوزراء مباشرة، لاحظ من فضلك: إتخاذ القرار!)، حين طرح سؤالا مباشرا على عينة “ممثلة للشعب المصرى!!!” كان نص السؤال هو: “هل أنت فخور بكونك مصريا؟” جاءت الإجابات الرسمية المنشورة من قبل المركز (أكتوبر 2008) كالتالى:

 73 % “فخور جدا”، 25 % “فخور فقط”، 1% “لست فخورا”، (صفر) % “لست فخورا على الإطلاق”،

 وهو بحث مقارن، أظهر كيف أن دولة مثل اليابان جاءت نتائجها على الوجه التالى:

 22 % “فخور جدا”، 39 %، “فخور فقط “، 35 “لست فخورا”، صفر % “لست فخورا على الإطلاق”.

أنا لا اشك ولا أشكك فى هذه النتائج، أعنى فى مصداقية الحصول على هذه الأرقام هكذا بطريقة منظمة مسئولة، خاصة أننى أحترم، وتتلمذت على يدى، المسئول عنها، لكن كيف نتصور بأى منطق بسيط موضوعية أو دلالة مثل هذه الأرقام، ومن ثم، ما طبيعة تأثيرها فى اتخاذ القرار؟

 أظن أن المفروض أنه علينا أن نغمض أعيننا عن كل ما حولنا ونسمع كلام الأرقام، و”من يعجبه”! (واللى عاجبه)!!

 ليس غريبا أن يتساءل أى صاحب منطق سليم: يا ترى لماذا يفخر 73% منا جدا بأنهم مصريون فى مقابل 22 % فى اليابان؟؟ ولماذا يعترف 35 % من اليابانيين أنهم ليسوا فخورين ببلدهم، مقابل واحد % من المصريين؟

يا ترى: هل ثَمَّ عيب جسيم فى المنهج؟

فى مراجعاتى للمنهج عموما، ومنهج استطلاع الرأى خصوصا، قدمنا ندوة فى جمعية الطب النفسى التطورى يوم الجمعة الماضى (12 الجارى)  لإظهار الفرق فى الاستجابات بين طريقة “نعم” “لا”، وبين طريقة “الاختيارات المتعددة” (مثل المثال السابق: فخور جدا، فخور فقط، لست فخورا، … الخ) وبين هاتين الطريقتين على ناحية، وبين طريقة الاسترسال فى الاستجابة عن طريق ما يسمى الألعاب التلقائية المبدعة:

الفكرة فى هذه الطريقة الأخيرة هو أن نعطى للمستجيب عبارة ناقصة، يكررها،  حتى لو كان ينكرها، حتى لو تبدو له لأول وهلة أنها ضد رأيه الذى يعرفه، ثم نطلب منه أن يكملها فورا بما يطرأ على ذهنه، ويا حبذا بصوت مرتفع، ولو بينه وبين نفسه. كنا نختبر كيف يمكن بهذا المنهج أن تكتمل رؤيتنا لجوانب أخرى  من أية قضية، جنبا إلى جنب مع المناهج التقليدية، فى تلك الندوة طرحنا على الحضور (وهم عينة غير ممثلة للشعب المصرى!!) لعبتين بالعامية المصرية القادرة على استخراج المكنون، وهأنذا أعرض  اليوم على قارئ الوفد بعض ذلك، مع دعوة للمشاركة، وتأجيل للتعقيب النهائى (معذرة فسوف نكرر عبارة اللعبة  كل ثانى استجابة للتأكيد على أهمية  الجهر بألفاظ العبارة حرفيا قبل التكملة  ):

اللعبة الأولى: أنا لو ما كنتش اتولدت مصرى كان يبقى أحسن، إنما برضه…….(أكمل من فضلك)

اللعبة الثانية: ما دام اتدبست واتولدت مصرى بقى، يبقى لازم ………………(أكمل من فضلك)

وها نحن نعرض الآن بعض الاستجابات

اللعبة  الأولى:

  • أنا لو ما كنتش اتولدت مصرى كان يبقى أحسن……، إنما برضه….نكسب فيها ثواب
  • …………………، إنما برضه ….أحسن من غيرها
  • أنا لو ما كنتش اتولدت مصرى كان يبقى أحسن…….، إنما برضه حا اعيش فى مصر، ومش حاهاجر، وحاحاول أثبت إن مصر أحسن من غيرها
  • …………. ، إنما برضه ….فيها حلاوتها
  • أنا لو ما كنتش اتولدت مصرى كان يبقى أحسن…..، إنما برضه…أهى عيشة وعايشينها

اللعبة الثانية:

o  مادام اتدبست واتولدت مصرى بقى، يبقى انا لازم…….أعيش فى الدور

o   …………… يبقى انا لازم…….أتعب عشان آخد حقى

o   مادام اتدبست واتولدت مصرى بقى، يبقى انا لازم…….ألعن اليوم اللى اتولدت فيه

o   …………………….، يبقى انا لازم……. أفلفص بطريقتى

o    مادام اتدبست واتولدت مصرى بقى، يبقى انا لازم…….أتعلم أعيش فيها ازاى

o   ……………………، يبقى انا لازم……فيّا حاجة من البلد دى حلوة أو هباب

o    مادام اتدبست واتولدت مصرى بقى، يبقى انا لازم…….أحاول أساعد إن المصريين يبان جوهرهم الحقيقى

o     ……………………….، يبقى انا لازم…….أغير فى معنى المصرى

o   مادام اتدبست واتولدت مصرى بقى، يبقى انا لازم ….أتعلم ازاى أحبها صح

o   …………….، يبقى انا لازم ….أساعد فى قاطرة تنميتها وتحسين صورتها بالفعل

o    مادام اتدبست واتولدت مصرى بقى، يبقى انا لازم ….أحاول أعمل حاجة فى إصلاح المخروبة مصر

o    ………… يبقى انا لازم ….أدور على حاجة تحببنى فيها وتميزها عن غيرها

o   مادام اتدبست واتولدت مصرى بقى، يبقى انا لازم ….أحاول أترك بصمة بعد موتى تكون ذكرى خالدة فى نفسية بنتى

o     …………………، يبقى انا لازم ….أحب الجزائريين حتى بعد اللى عملوه

هذا منهج آخر للتعرف على علاقتنا بما هو “مصر”!، ومن شاء أن يشارك من القراء، أهلا به، يرسل لنا أجاباته وسنه، لعلنا  نساعد الحكومة  فى اتخاذ القرار.

وبعد

فى اليوم السابق مباشرة (الجمعة 12 الجارى) جاء فى الأهرام الغراء مقالا افتتاحيا لرئيس التحرير “بعنوان: قياس حالة الوطن“، ينبهنا فيه ألا نستمع إلا للأرقام الأكاديمية والعالمية المقارنة “ومن أهمها “تقرير التنمية البشرية” أو “تقرير حالة السكان فى العالم “، وهو يضرب لنا هذا المثل قائلا: “..على سبيل المثال: تتحدد الحالة التعليمية وفقا لتقارير التنمية البشرية بمعدل معرفة القراءة والكتابة، ونسبة القيد فى جميع المراحل التعليمية!، ونسبة القيد فى التعليم الأساسى والثانوى!..” إلخ.

مع كل الاحترام لعلمية وأكاديمية هذه المعايير، إلا أننى أدعو القارئ إلى الوقوف عند مؤشر مثل “نسبة القيد فى المدارس”، دون إشارة إلى ماذا بعد القيد فى جميع المراحل!! بالسلامة…إلخ

 هل يا ترى يصلح منهج اللعب والتلقائية الإبداعية الذى عرضناه حالا، مع الأخذ فى الاعتبار بعض ما يتواتر فى المواقع والمدونات والفيس بوك، هل يصح هذا أو ذاك، بل كل ذلك: فى المساعدة مع ما يراه “مركز المعلومات”؟ ومع ما تراه الهيئات العالمية، فى اتخاذ القرار، وذلك بأن ينبهنا هذا وذاك أن نضع فى الاعتبار مثلا: بالنسبة للتعليم، ليس فقط عدد المقيدين!!!!، وإنما نوعية الحاصلين على الإعدادية أو التعليم المتوسط، وهل إذا كانوا يفكون الخط أم لا، أو على الجامعيين وإن كانوا يكتبون جملة عربية مفيدة ….أم لا !!!؟؟

لعل ذلك يساعد فى التفرقة بين الفرحة “بالفخر أن أكون مصريا”،

 وبين “مسئولية أن أكون مصريا”

لعله خير!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *