الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة الوفد: عدلت عن انتخابك، “من أجلك أنت”! ومن أجلنا طبعا…!!!

تعتعة الوفد: عدلت عن انتخابك، “من أجلك أنت”! ومن أجلنا طبعا…!!!

“نشرة” الإنسان والتطور

15-11-2009

السنة الثالثة

 العدد: 807

تعتعة الوفد

عدلت عن انتخابك، “من أجلك أنت”! ومن أجلنا طبعا…!!!

حين عدت للكتابة بالوفد مؤخرا  كان أول مقال هو بعنوان ” من ينقذ الشاب: “جمال محمد حسنى” من ورطته”،29-7-2009، كنت أحسب أنه تورط  فى حكاية السياسة هذه، وأنه من حقه – مثل إبنى-  أن يعيش بما نشأ فيه، وما تأهل له : مواطنا شريفا ثريا إيجابيا منتجا، مستمتعا بشبابه وسط أسرته، عاملا فى تخصصه،  وقد يمارس السياسة مثل كل الشعب المصرى بأن يقاطع الانتخابات، أو يسايرها مرغما، ودمتم.

أما ما استجد عندى من معلومات بعد  ثلاثة  أشهر، فقد جاء بمحض مصادفة  ذكرتها الأسبوع الماضى، ذلك أننى بعد  سماعى خطابه كله فى احتفالية الحزب الوطنى (الشهير بالمؤتمر)، وصلنى أنه لابد أننى منفصل تماما عن هذا البلد، لو صحّ ما سمعت، حيث بلغنى أن هذا الحزب هو هذا البلد، وخلاص، وبالتالى فإن  كل ما يجرى حولى، وما يصلنى من الناس الحقيقيين: مرضى وأصحاء، هى أوهام خلقتها سلبيتى، وقوقعتى فى برجى العاجى ..إلخ

فى بداية الخطاب راح سيادته، يسمّع أسماء القرى فى المحافظات التى زارها، قرية قرية حتى خيل لى أنها  بلغت مئات  الأسماء، من أول مرسى مطروح حتى نصر النوبة (أسوان)  مرورا بمركز أهنسيا ..إلخ إلخ، لينتهى  سيادته إلى ” …أن  عملية التطوير لن، وكان مش ممكن،  يكتب لها النجاح ولن يكتب لها الاستمرار فى المستقبل إلا بكم انتم وانتم بتعبروا عن الوجه الحقيقى لهذا الوطن، عن المشاكل الحقيقيه لهذا الوطن، عن الهموم الحقيقيه لكل اسرة مصرية”.

أى والله!! كدت أخجل من نفسى ومعارفى، لأننى ولا أحد ممن أعرف يمكن أن نعبر عن الهموم الحقيقية لأى أسرة مصرية…إلخ. وهكذا انتزع سيادته التصفيق من أهل كل من سمع اسم محافظته أو قريته (إسمى عندك؟!) وأشهد والحمد لله أنه نجح فى الدرس نجاحا بدرجة جيد .

ثم راح سيادته يعدد إنجازات الحزب الوطنى بشكل لا يسمح لمواطن مثلى أن ينكرها وهو يرصد  كل هذه الأرقام إلا إن كان حقودا مغرضا أو أعمى ناكرا الفضل، ومع ذلك، أو لذلك، ظللت عند رأيى الذى لا يضير سيادته ، بناقص واحد ليس عنده بطاقة،  وهو أننى لن أنتخبه (مع أننى كنت سوف أنتخبه منذ تسع سنوات فى مقالى هنا بتاريخ (16/ 4/ 2001)

أشهد له بأنه بدا مجتهدا مخلصا متحمسا، لكنه ابتعد من وجهة نظرى عن الناس الحقيقيين أكثر فأكثر، لماذا يا حبيبى؟! أين السياسة؟  يا إبنى، يا إينى،  إياك أن يكون قد خدعك التصفيق، فهؤلاء الذين صفقوا لك ليسوا ناس كفر المصيلحة التى تربى فيها أبوك الكريم، متعه الله بالصحة،  فعرف الناس، حتى ظلت بديهته جاهزة، وتعليقاته تلقائية، فى هذه السن، فى هذا المؤتمر مثلا، كان حاضرا وهو يحاور الناس، كان أكثر شبابا وأنشط استجابة، الناس الحقيقيون هم الذين نشأ بينهم أبوك، وليس هؤلاء الذين رصوا لك أسماء قراهم يا حبيبى.

المهم، لا مانع من المجاملة، ولا غبار من استثارة التصفيق، ، فالشىء لزوم الشىء، أما الذى زاد وفاض، فهو ما أنهى  هذا الشاب خطابه به قائلا :”….فى الخمس سنين اللى جايه “… محتاجين مزيد من المكاشفه والتجربه،  .. الـ4 – 5 سنين اللى فاتوا بتبين كل ما كان عندنا جرأه أكتر كل ما تسلحنا بثقه أكتر..” .” ثم يضيف بمنتهى  المنتهى ! :  ” يا اخوانى الانتخابات هى المحك”،  …….”  فى النهايه المواطن بيختار مابين بدائل.   العمل السياسى مافيهوش خيار مطلق مافيش حد حايساند الحزب الوطنى فى كل شئ لكن فى النهايه حايقف ويقول هل هذا التوجه وهل هذا الحزب فيما يطرحه ليا ولأسرتى فى المستقبل افضل مما هو مطروح من الآخرين ولا لأ،  مافيش مطلق فى السياسه هى خيار مابين بدائل مختلفه زى ما احنا لازم نختار مابين بدائل فى سياستنا زى ما احنا لازم نختار مابين بدائل  عامة، وقد تكون بدائل صعبه عشان كده باقول محتاجين جرأة أكثر لأن البدائل اللى أمامنا فى كثير من القضايا هى ليست بدائل سهله..إلخ” (أى والمصحف!)

آسف لطول الاقتطاف، لكننى صممت أن أحصل على نص الخطاب من U tube لأعد كم  مرة استعمل سيادته كلمة بدائل بهذه السهولة والبساطة، والجرأة والشجاعة ، لست أعرف مدى تصور سيادته للفرص العادلة للناس (أفرادا وجماعات وأحزابا)  الذين عندهم بدائل حقيقية ،  وخطابه هو ورجال حزبه  يذاع بواسطة أجهزة الدولة على كل وسائل الإعلام الرسمية هكذا، أما بقية الناس وحتى الأحزاب فنحن لا نعرف مجرد أسمائها، مع أنه قد يكون عندها بدائل مناسبة، بل لعل سيادته يتابع حيرتنا فى العثور على بديل ينافس سيادته على مقعد الرئاسة  إن شاء الله .

يا إبنى العزيز ، أطال الله عمر والدك الكريم ، حتى تعرف أن الأمور ليست هكذا، وأن الفلاحين ليسوا أولئك الذين ذكرتهم فى خطابك، ولا هم الذين استمعوا إليك وصفقوا فى قاعة المؤتمرات، وأن معنى كلمة بدائل هى أكبر من كل ما قلت، وما لم تكن الفرصة حقيقية ومتاحة لتداول السلطة، فكل ما قلته يحتاج لمراجعة، وتصحيح، ولو للألفاظ حتى لا يضطر مستشاروك أن يبحثوا عن وسيلة دستورية، لتغيير معنى ومضمون كلمة بدائل فى كافة المعاجم المتاحة،(بسيطة!! ولم لا ؟؟)

يا إبنى العزيز، دعنى أصارحك أنه قد خيل إلى بعد سماع أول ووسط خطابك ، أنك حذقت اللعبة، فلم أعد أشفق عليك فى ورطتك لاشتغالك بالسياسة، … وقلت ها هو قد أتقن ما تورط فيه،  لعله خيرا، على البركة!!

لكن حين أنهيت خطابك هكذا، قلت : أنا آسف،  أنا عدلت عن انتخابك لأسباب جديدة، مع أنه ليس عندى بطاقة انتخابية – عدلت عن انتخابك “من أجلك أنت” (ومن أجلنا قطعا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *