الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة التحرير : مفهوم “السياسة” عند الحكّام: قبل وبعد ما جرى!”

تعتعة التحرير : مفهوم “السياسة” عند الحكّام: قبل وبعد ما جرى!”

نشرة “الإنسان والتطور”

17-10-2011

السنة الخامسة

العدد: 1508

 

تعتعة التحرير

مفهوم “السياسة” عند الحكّام: قبل وبعد ما جرى!”

فكرة الكشف من خلال تلقائية التمثيل المصغر “مينى دراما”، (تسمى “اللعبة”) هى فكرة أستعملها منذ أكثر من ثلث قرن فى العلاج الجمعى، وهى تكشف بشكل مباشر وعفوى عن جانب فينا لا يظهر عادة أثناء الحكى الطليق أو الحوار، اللعبة عبارة عن تكرار جملة ناقصة، ثم إكمالها كيفما اتفق، بأكبر قدر من السرعة والتلقائية، وأقل قدر من التفكير والحسابات.

قبل خمسة أعوام، خطر ببالى أن أستعير لعبة لعبناها فى العلاج الجمعى قبيل آخر العام المتفق عليه لعلاج مجموعة مرضى، وذلك بهدف تقييم ما وصل، وقد استعار خيالى نص هذه اللعبة أقيّم بها موقف بعض المسئولين الذين كانوا يتولون أمرنا  آنذاك دون ذكر اسماء، وسجلت إجاباتهم المتصورة ومرت الحكاية بسلام، لست متأكدا لماذا؟

حين حاولت أن أتابع الأحداث الحالية وقد بلغت البلبلة والغموض درجة جعلت  القاصى والدانى يخاف على مصر المحروسة، رحت أنظر حولى وأتعجب وأخاف، وبرغم ترحيبى بأغلب ما حدث وخاصة فيما يتعلق بتحريك الأمل نحو تغيير حقيقى، إلا أنه قد وصلنى ما أفزعنى، ولم أجد في أغلب ما يُكتب أو يُقال فى الصحف والفضائيات وكل مصادر التواصل، ما يوضح لى الأمور وإلى أين تسير، أو حتى كيف، لم  ألقِ باللوم على أحد، فبعد حرمان كل الناس الحقيقيين من حوار سياسى حقيقى لمدة تزيد على ستين عاما، بل وقبل ذلك نسبيا، لا ننتظر من شعبنا الطيب الصبور أن يتفجر فيه وعى سياسى مسئول بمجرد إتاحة فرص التعبير، وتحريك أمل التغيير، فالوعى السياسى لا يتخلق فى أسابيع أو شهور، وما يسرى على الناس يسرى على الحكام الجدد.

حين عجزت أن أتعرف على أغلب حكامنا الأفاضل وقد فوجئوا أنهم يمارسون شيئا اسمه السياسة، لم أستطع  أن أدرك حقيقة موقفهم مما هو “سياسة” من خلال ما يصدرونه من قرارات، ولا ما يتخذونه من مواقف وأنا أتابع التخبط، والتردد، والتراجع، من كثير منهم، كان الله فى عونهم، فخطر لى  أن أعيد تجربتى مع خيالى وأتقمص بعض الحكام الآن لأقارن ما كتبته منذ عامين (5/8/2009) بما يفرزه خيالى الآن بعد أن جرى ما جرى ،  وقد خرجت من التجربة الخيالية هذه بنتائج وفروق لم أستطع أن أحدد أبعادها، ولاطبيعتها، فرحت أثبت الاستجابات القديمة، وألحقها بما خطر لى حالا (كله بخيالى) تاركا للقارئ الحكم على التجربة كلها بنفسه، داعيا لسادتى الأفاضل من الرسميين المتحمسين، والمتورطين، والمخلصين، والمحتارين، والآملين، والعاملين، والمندهشين، والمترددين بالتوفيق والسداد، وأن يخيب الله ظنى بالنسبة للاستجابات السلبية، وأن يحقق أملى فنكمل معهم على خير بالنسبة لمن استطاع أن يحتفظ منهم بالأمل أو يؤكد الإصرار، ولم أطمع طبعا (ربما تعلما من التجربة السابقة)  أن يأخذ أى منهم المسألة بجدية كافية، فتركت الأمر للقراء، وفوضت أمرى إلى الله.

على من يريد أن يشاركنا فى التجريب من القراء (أو المسئولين!!) ألا يكمل المقال الآن، ثم  ليبدأ فى اللعب معنا بتكرار العبارة الناقصة التالية بصوت عال، ثم يكملها كيفما اتفق بصوت عال أيضا، وبقدر من التمثيل يتناسب مع الألفاظ، كل ذلك وهو وحده تماما فى حجرة مغلقة ما أمكن ذلك، الجملة تقول:  “السياسة !!؟؟”: ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل .. ولكن ……(ثم يكمل كيفما اتفق)

(إرفع حاجبيك باستغراب من فضلك بعد نطقك كلمة “السياسة”)!!

يمكنك الآن أن تعود لاستكمال قراءة المقال، إن كان لديك وقت.

وبعد

أورد فيما يلى ما سبق أن تخيلته بتاريخ 5-8-2009، ثم ألحق به بين – قوسين- ما أتخيله الآن، عن احتمالات استجابات عشرة مسئولين حاليين كعينة أرجو أن تكون ممثــِّلة، ولتتفضل أنت –عزيزى القارئ0 بالمقارنة والحكم،

(1) مسئول سابق: ياه! دى طلعت صعبة بشاااكل.. ولكن  هوّا حدّ فاهم  حاجة، أهو كله ماشى.

( مسئول حالى: ولكن:  هوّا حد فاهم حاجة،ما انا زيى زيهم)

(2) مسئول سابق ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل.. ولكن  باين عليها لذيذة وفيها البركة.

(مسئول حالى: ولكن:  يعنى هوا أنا كنت عايزها؟ أهى ورطة وربنا يستر)

(3) مسئول سابق: ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل… ولكن  مكاسبها أكثر مما كنت متصور

(مسئول حالى: ولكن : والله انا خايف تيجى على دماغى)

(4) مسئول سابق: ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل…. ولكن  أنا مالى، همّا اللى حطونى فيها .

(مسئول حالى: ولكن: أنا مالى، أنا اعمل اللى اقدر عليه، والمجلس يتصرف)

(5) مسئول سابق: ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل…….. ولكن  هوّ انا كنت طايل

(مسئول حالى: ولكن:  يارب اقدر أعمل أى حاجة، حتى لو مش عارف إيه هيّأ)

(6) مسئول سابق:  ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل… ولكن  دخول الحمام مش زى خروجه.

(مسئول حالى: نفس الاستجابة)

(7) مسئول سابق: ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل.. ولكن  أدينى قاعد لحد ما تـُفرج.

( مسئول حالى:: ولكن: ما هى ماشية أهه !!)

(8) مسئول سابق: ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل…….. ولكن  كلها مكاسب.

(مسئول حالى: ولكن:  هوه فيه حد أحسن منى يقدر يمشيها زيى ؟)

(9) مسئول سابق: ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل…….. ولكن  المهم ماحدش واخد باله.

(مسئول حالى: ولكن:  أنا خايف لتيجى على دماغى)

(10) مسئول سابق  : ياه!! دى طلعت صعبة بشاااكل… ولكن  أنا ماسك فيها بديلى وسنانى

(مسئول حالى: ولكن:  يا رب ما اروحشى فْ حديد)

ثم إنه قد خطرت لى ألعاب أخرى، تصلح للأحوال الجديدة، تاركا للقارئ حق التخيل قبلى، ومن ذلك:

  • يا ترى ربنا حايحاسنى على اللى انا عملته، ولا على اللى انا ما عملتوش، دا انا ساعتها……(أكمل من فضلك)
  • دا انا لو تأكدت إنهكل الحاصل ده ملعوب من برّة ، يمكن… …(أكمل من فضلك)
  • دا انا لو اديت فلوس لكل اللى بيطالبوا بحقوقهم يبقى البلد دى…..(أكمل من فضلك)
  • إذا كنت انا مش فاهم يعنى إيه سياسة، يبقى عمال وفلاحين إيه اللى بنتكلم عنهم؟ الأصول بقى…… (أكمل من فضلك)

…………….. 

عزيزى القارئ:

هل لاحظت الفرق؟

وهل تريدنى أن أكمل؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *