الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة التحرير : “لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست اشهر”!!

تعتعة التحرير : “لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست اشهر”!!

نشرة “الإنسان والتطور”

2012-4-30

السنة الخامسة

 العدد: 1704

 

تعتعة التحرير

 “لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست اشهر”!!

لماذا قال المثل المصرى الجميل : “لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست اشهر”؟

بعد شهرين تكون قد مضت سنة وست أشهر (تقريبا) فهل آن الأوان للمراجعة الهادئة؟

 الثورة هى “إبداع جماعى لها كل مواصفات الإبداع، ولا يكون الإبداع إبداعا  إلا بعد اكتمال مراحله وخروج ناتجه تشكيلا جديدا أصيلا.  تحديدا منذ 29 يناير 2011 ، وأنا أكتب فى ذلك بدءا بسلسلة من المقالات تحت عنوان ” أسئلة ووصايا للشبان والصبايا”، نشر بعضها لعامة الناس، والباقى فى موقعى، كنت خائفا من الإجهاض أو الانحراف أكثر مما ينبغى، حتى لامنى بعض أبنائى وبناتى أننى تعجلت الوصاية على حركتهم حتى وصلت إلى بعضهم من كتاباتى رسالات سلبية، كنت أقيس على إبداع الأفراد حين يجهض، فيكون الناتج تفسخا مرضيا وليس إبداعا، فطالما وصفتُ الجنون بأنه إبداع مجهض، حرصا منى على أن أحول دون ذلك فينقلب بالعلاج إلى إبداع مكتمل شهور الحمل فالولادة،

توقفت عن مواصلة شرح وجهة نظرى حين أدركت أن التوقيت غير مناسب، حيث وصلنى أن  أغلب الشباب، وكافة المتحمسين كانوا مصرين على  التمسك بما يطمئنهم أنهم على صواب مطلق، وأعتقد أنهم كانوا محقين فى ذلك خوفا  من التمييع والتسويف والحكمة الكاذبة، لكننى عدت الآن بعد سنة وست اشهر، (حسب سماح المثل المصرى) أتساءل: ألم يئن الأوان لأكمل ما بدأت؟

عثرت فى أوراقى على ملاحظات وعناوين جاهزة للشرح والتوضيح فى مقالات مطولة، لكننى أجلت الكتابة فيها حتى يحين الوقت، فهل آن الأوان بعد سنة وستة أشهر؟!! لكن دعونى أرصد العناصر أولا:

  1. الثورة هى حركة سياسية ينتقل بها المجتمع والدولة بالقوة من حال سلبية إلى حال إيجابية، ومن حال الركود والموت، إلى حال الحياة والحركة والتجدد.
  2. الثورة: هى التغيير المفاجئ السريع بعيد الاثر فى الكيان الاجتماعى لتحطيم استمرار الاحوال القائمة فى المجتمع وذلك بإعادة تنظيم وبناء النظام الاجتماعى بناءً جذريا.
  3. الثورة عمل تقدمى شعبى حين يستجمع الشعب بأسره قواه ليقوم باقتحام جميع العوائق والموانع التى تعترض طريقه لتجاوز التخلف الاقتصادى والاجتماعى وصولاً لتحقيق غايات كبرى للأجيال القادمة.
  4. الثورة ليست نتاج فرد او فئة واحدة وإلاكانت تصادماً مع الاغلبية حيث لا بد من مشاركة الجماهير الواسعة لإعادة صنع المستقبل وفرض ارادتها.
  5. الثورة هى ناتج صراع بين مشروعين سياسيين لإعادة تشكيل واقع المجتمع والدولة نحو الأفضل، أما الفتنة فهى صراع بين عصابتين للسيطرة على السلطة! 
  6. الانقلاب: هو قيام السلطة الحاكمة او جزء منها بتغيير نظام الحكم القائم بطرق غير شرعية، مثل قيام رئيس الجهورية بتعيين نفسه ملكاً او تعطيل البرلمان او الانفراد بالسلطة. او أن يقوم الجيش او بعض وحداته بالاطاحة بالحكومة فالاستئثار بالسلطة.
  7. الانقلاب لا يهدف الا الى الاستئثار بالسلطة دون إحداث تغيير سياسى جذرى اجتماعى او اقتصادى او قانوني.
  8. الانتفاضة هى ثورة جزئية موقفية عادة، وأحيانا تكون موقوتة ، قابلة للتكرار، وقد تتوالى وتتراكم الانتفاضات حتى تصير ثورة .
  9.  الثورة فى اللغة تعنى الهيجان والوثوب والسطوع.
  10. الثورة تطبع الإنسان والمكان والزمان بطابعها الجديد.
  11. إن لكل ثورة ثقافتها وقيمها وفلسفتها وأخلاقها، وأثرها الاجتماعى السياسى والاقتصادى والفكري.
  12. فكرة الثورة الجارية هى أنها تعلن صراعا بين مشروعين: مشروع التخلف والتبعية والعبودية والطبقية والتجزئة والاحتلال الذى كان وراءه الاستعمار الغربى والذى تجلى آخر ما تجلى فى سقوط بغداد وحصار غزة، ومشروع المستقبل الذى يتطلع إلى التقدم والتحرر والحرية والمساواة والاستقلال والوحدة والنهضة!
  13. الثورة الحقيقية يمهد لها الإبداع والمثقفون والفلاسفة، ويقوم بها الشباب وعامة الناس والقادة السياسيون الأحرار.
  14. ثورة التواصل الأحدث (الإنترنت والفيس بوك ..إلخ) أغنت الثوار عن انتظار القائد الفذ ذى الكاريزما الخاصة.
  15. إن لم يكن للثورةقائد أو زعيم فهى يمكن أن تخلق قائدها أو قادتها بعد أن تبدأ
  16. قراصنة الثورات هم من يقتنصون نتائجها لأغراض سلبية خاصة غير الأغراض العامة التى قامت من أجلها.
  17. كل ثورة لم تنتقل بالمجتمع انتقالا جذريا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا، فهى ثورة قاصرة ناقصة، بل لا يصدق عليها أنها ثورة، حتى ولو أسقطت نظاما وأقامت آخر.
  18. الفرق بين الثورة والفتنة، أن الثورة تقود للأماموالفتنة للخلف.
  19. الثورة إبداع جماعى، وفشلها فى مراحلها الأولى يقلبها إلى إبداع مجهض، وهو التفسخ المجنون غير المسئول.
  20. الثورة الناقصة خدعة بشعة، وتأجيل لثورة أقدر وأكمل.

……………

وبما أننى لم أكتب تفصيلا فى أى من ذلك قلت أدعو القارئ أن يكتب هو بدلا عنى من واقع ما حدث “بعد سنة وستة أشهر” ولأسهل له الأمر أقدم له هذه الأسئلة علما بأن الأسئلة من واقع المقرر السابق تحديده!!:

الأسئلة:

1)          هل يوجد تعريف علمى للثورة ؟

2)          ما هو الفرق بين الثورة والانتفاضة؟ والانقلاب وأين نقع الآن؟

3)          هل يمكن التمييز بين هذه المصطلحات من البداية؟

4)          ما هى آليات التمييز بين الثورة والانقلاب؟

5)          إلى متى تحتمل الثورة الاستمرار بلا زعيم من لحم ودم؟

6)          هل يمكن أن يولد زعيم جديد للثورة بعد بدايتها؟

7)          ما هى العوامل التى يمكن أن تحول الثورة عن مسارها؟

8)          كيف يمكن أن تتطور الانتفاضة إلى ثورة؟

9)          هل انكشف كل “قراصنة الثورة”

10)     كيف نحافظ على زخم الثورة دون أن تتوقف حركية مصالح الناس

11)      ما هى المحكات التى نقيس بها نجاح الثورة فى المدى القريب ثم البعيد؟

12)      هل يمكن أن تنتهى الثورة إلى انقلاب أو فتنة، أو العكس؟

13)     كيف يمكن إعادة تشكيل الدولة بعد بداية الثورة ؟

14)      ما هى المضاعفات التى يمكن أن تترتب على سوء استيعاب حركية الثورة

15)     ما هو ثمن الثورة؟  وهل توجد ثورات مجانية ؟

16)     …هل يمكن تثوير الانقلاب رغما عنه؟

17)     هل للثورة عمر افتراضى معين؟ بعده لابد أن تتحول إلى حضارة؟ وإلا..؟

18)     هل للثورة توقيت يمكن معرفته مسبقا أم أنها المصادفة دائما؟

19)     هل الثورة ضرورة تاريخية حتمية ؟

20)     هل للثورات بديل يحقق نفس النتائج الحضارية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *