شرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 13-3-2013
السنة السادسة
العدد: 2021
تعتعة التحرير
ربنا يكمّل المسلمين بعقولهم!!
قال الشاب لأمه: حلمت الليلة حلما مفزعا، قالت خيرا اللهم اجعله خيرا، قال: أعذرينى يا أمى أنا لا أريد أن أحكيه، قالت: براحتك، إستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولن يحدث إلا كل خير، قال: من أين يأتى الخير يا أمى؟ قالت: من ربنا، ربك حليم ستار، حرمونا من الأمل فى الخير فى العـِلم فهل يا ترى حرّموه أيضا فى الحلم؟ قال: ولكننى أخاف أن أكتم ما رأيته، وتطلع المسألة جدا فلا أحتمل مسؤولية صمتى، قالت: إرحم نفسك يا إبنى واعمل ما تراه صالحا، ولا تنس أن الحلم حلم، وأنت لست من أولياء الله فتخشى أن تتحقق أحلامك، قال: أصل الحكاية يا أمى تتعلق بأمن الدولة، وربما أمن العالم، قالت: إياك يا إبنى أن تهوّب ناحيتهم، هؤلاء ناس ليس فى قلوبهم رحمة، ولا يميزون بين الحلم والعلم، قال: إذن أذهب إلى أصحاب القرار مباشرة لأبرئ ذمتى وهم أحرار بعد ذلك، قالت: أى قرار يا حبيبى؟ قال: قرار الحرب، قالت وهل هناك حرب ألعن مما نحن فيه الآن؟ قال: طبعا يا أمى هناك إسرائيل وأمريكا وأصحاب المال الذين يريدون افتراسنا بعد أن يخربوها ونفلس ونجوع، قالت: إسرائيل!؟ إسرائيل!؟ وأمريكا! أمريكا!؟ ألن تكف عن ترديد هواجسك هذه، ألا يكفينا ما نحن فيه؟ قال: وهل ما نحن فيه غير إسرائيل وأمريكا؟ ومَن وراءهما، قالت قل لى بالضبط: هل هى إسرائيل أم أمريكا؟ قال: وهل هناك فرق؟ قالت: ولماذا لا تأتى سيرة إسرائيل على لسان الذين يوجعون أدمغتنا ليل نهار على الناحيتين؟ قال: هم أنسونا عدونا الأصلى يا أمى مع سبق الإصرار، وهم لا يفعلون شيئا إلا لخدمته، قالت: يفعلون ماذا؟ قال: كل تخريب نتمه بأيدينا، يتم بإيعاز منهم، وهو يوفر عليهم أطنانا من القنابل وآلافا من الأرواح وهم جالسون يتفرجون ويشمتون، قالت: يعنى تريد أن تفهمنى أن الذين يحكموننا وحتى الذين يعارضونهم يعرفون أقل مما تعرف يا فالح؟ قال: معك حق، أحيانا لا أصدق كل هذا البله الذى يدور حولى حكومة ومعارضة، فأتهم نفسى أنا بالخبل حتى حسبت أننى جننت ما دام الجميع قد نسى هذه البديهيات، وأنا الذى أتذكر كل ذلك ليل نهار فى الحلم والعلم على حد سواء، قالت: إذن كان الحلم عن إسرائيل، قال: يا ليت، المسألة أكبر بكثير، قالت: ولكنهم ذكروا إسرائيل فى مؤتمر منظمة التعاون الإسلامى، قال: ويا ليتهم ما ذكروها، إسرائيل يا أمى يعنى الاقتصاد والحرب وربنا، لا أكثر ولا أقل، قالت: نعم؟ نعم؟ لست فاهمة!! قال: حين جاء ذكر اسم إسرائيل الحقيقية على لسان أحمدى نجاد انزعج الجميع، كأنه قال كلام عيب (أباحة) لا يجوز أصلا، قالت: من أحمدى نجاد هذا؟ قال: رئيس إيران يا أمى، قالت: وما لنا نحن وإيران، ماذا جرى لك؟ هؤلاء شيعة فاسقون يسبون سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة، قال: من قال لك هذا؟ إنه ملعوب أمريكا، إيش عرفهم هم فى الشيعة والسنة، إيش عرفهم بسيدنا على رضى الله عنه، هو هو التفتيت انتقلوا به إلى داخل جماعة المسلمين نفسها، وهات يا شيعة وهات يا سنة، والحكاية كلها، حرب واقتصاد واستغلال، وحرمان من حق الدفاع الشرعى، قالت: والله ما أنا فاهمه شىء، نحن مسلمون وموحدون بالله، لكنهم شيعة قال: شيعة يعنى ماذا؟ هل لهم نبى غير سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، هل يعبدون إله غير ربنا لا إله إلا هو، ربنا موجود واحد عند كل الناس حتى الذين أنكروه، قالت: أنكروا من؟ قال: أنكروا ربنا، قالت: يبدو أنك خرفت يا ضناى، إذهب يا حبيبى واغسل وجهك، واستعذ بالله، وانظر ما عليك، قال: طيب وإذا قامت القيامة فهل أخبرهم أنك أنتِ التى قلت لى إذهب واغسل وجهك؟ قالت: قامت القيامة أم قامت الحرب؟ قال: ما هى واحد، ألم أقل لك إن العالم فى خطر، قالت: كل هذا عرفته وأنت نائم تحلم ولم تحكم غطاءك عليك يا حبيبى، قال: تسخرين منى يا أمى؟ غدا يأتيك كلامى.
*****
قالت البنت لأخيها: مالك اليوم؟ قال: تذكرت أننا مسلمون، قالت: وهل كنت نسيت ذلك، قال: تقريبا، بعد أن حلت كلمة الإسلاميين محل المسلمين قالت: صحيح، لم أكن آخذة بالى، وما الذى ذكرك بأننا مسلون؟ قال: الحلم، قالت: أى حلم؟ قال: حلم ليلة أمس، ألم أقل لك؟ قالت: أبدا، قال: آسف، كان الحديث مع أمى، ولم أخرج منه بشىء، قالت: عن ماذا تتكلم؟ قال: عن الحلم والمسلمين، قالت: أى حلم وما علاقته بالمسلمين ؟ قال: جاءنى فى الحلم من ينبهنى أن باكستان بلد مسلمة قالت: وهل كنت لا تعرف ذلك قبل ذلك، قال: وأن إيران بلد مسلمة وليست شيعية فقط، قالت: طبعا وهل الشيعة إلا مسلمون، قال: وأن مصر يحكمها من يعلن أو يزعم أنه يريد أن يعود الإسلام إلى مجده لصالح كل الناس، قالت: وهل كل ذلك جديد عليك، لم تعرفه إلا أمس، وفى الحلم؟ الله يخيبك، قال: أكثر من هذا؟ قالت: إذن ما ذا؟ قال: إذن تعلن إيران الحرب على إسرائيل ما لم تنسحب من الضفة وغزة خلال ثلاثة أشهر، ويعود اللاجئون، وتدخل باكستان المسلمة حليفة لإيران مثل حلفاء الحرب العالمية، وتكون مصر محور الحلف بفضل أرضها ورجالها الأبطال، وينضم للحلف من يشاء من مسلمين وغير مسلمين، وحتى لا تكون المسألة تهديدا فارغا، تسلـِّم باكستان عشرين قنبلة ذرية لإيران حتى تتم صنع قنبلتها الخاصة، وكذلك تتسلم مصر ضعف هذا العدد، ثم خذى عندك، قالت: يا نهارك أسود، آخذ عندى ماذا؟ قال: على شرط ألا يبلغوا البرادعى والإخوان حتى لا يقولوا لأمريكا، قالت: ماذا جرى لك، هل تريد أن يحدث كل هذا سرا؟ قال: أى شىء إلا هذه الميوعة التى نحن فيها ليل نهار، وكأننا نسينا عدونا الحقيقى، ونسينا تاريخنا الحقيقى، حتى اقتصادنا نسيناه، ورحنا نخربه بأيدينا مع سبق الإصرار والترصد، قالت: ماذا جرى لك قل لى؟ قال: جننتُ، هل عندك مانع؟ قالت: بصراحة، يبدو أن هذا هو الحل، ولكن قل لى: كل هذا رأيته فى الحلم أليس كذلك؟ قال: بل فى العلم والله العظيم ثلاثا، قالت: ربنا يكمّلك بعقلك، قال: نحن وانت والمسلمين!!