الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة التحرير : “الإسلام هو الحل”: جهادا ضد انقراض النوع البشرى!!

تعتعة التحرير : “الإسلام هو الحل”: جهادا ضد انقراض النوع البشرى!!

نشرة “الإنسان والتطور”

26-9-2011

السنة الخامسة

 العدد: 1487

تعتعة التحرير

“الإسلام هو الحل”: جهادا ضد انقراض النوع البشرى!!

 فى تعتعة الأسبوع الماضى، تفضل محرر الصفحة فأبرز فقرة من التعتعة تقول “هل الإسلام هو الحل فقط لما آل إليه حال المسلمين دون سائر البشر؟”، فسألنى بعض الأصدقاء عن إجابتى شخصيا عن هذا السؤال، الذى طرحته فكانت تعتعة اليوم:

صدق او لا تصدق عزيزى  القارىء أننى أخجل ثم أتردد ثم أؤجل أن أنشر بعض الحقائق العلمية للقارىء العادى برغم ثبوتها يقينا، خوفا من التساؤل الذى يقفز إليه وهو يقول: “إحنا فى إيه ولا فى إيه”؟ ومعه حق.

خذ مثلا هذا الرقم الذى كررته عشرات المرات، والمثبت فى كل كتب ومراجع التطور والأنثربولوجيا، ونشأة الحياة، وهو معلومة علمية يقينية تقول: إن الذى تبقى على ظهر هذه الأرض حتى الآن من كل الأحياء التى عُرفت عبر التاريخ هو واحد فى الألف، أما الذى انقرض فهو 999 من كل ألف كائن حى.

 حين قرأت هذا الرقم لأول مرة (فى كتاب “الانقراض” (الذى ترجمه الصديق د. مصطفى فهمى إبراهيم، تأليف دافيد م روب، المجلس الاعلى للثقافة، المشروع القومى للترجمة 1998)،  لم أصدق، وكلما استشهدت به فى إحدى مقالاتى، أخرجت الكتاب من مكتبتى لأتأكد أننى أحد أفراد نوع من هذا الواحد فى الألف، مثلى مثل العناكب والسحالى، وأبو قردان والهدهد واللبؤة، كل هؤلاء هم ضمن الواحد فى الألف الذين نجحوا أن يحافظوا على نوعهم بالرغم من الأغلبية 99.9% التى انقرضت خيبةً فهلاكا!

عزيزى القارىء، اعذرنى فأنا أريدك أن تشاركنى – من جديد- بأى قدر من السماح فيما يلى:

أولاً: هل هذا معقول؟

ثانياً: إذا كان هذا الرقم صحيحا – وهو صحيح!! – فكيف يمكن أن نستفيد – أنا وأنت– منه لو وضعناه أمامنا كل يوم، ليهدينا ماذا نفعل؟

ثالثاً: ألا يعنى ذلك أن الأرجح، لكل منا، ممثلين لهذا الكائن البشرى، أن نقاوم الهلاك حتى نربح الجولة ولا ننقرض مع الأغلبية؟

رابعاً: وما هو ذنبى أنا بشراً أن أتطور مدركا عملية تطورى دون سائر الأحياء، وأن أشارك فيها واعياً؟

خامساً: وما علاقة مسئوليتى فردا سواء كنت قارئا واعيا أو كاتبا مجتهدا أو موزع أنابيب بوتجاز أو جندى إشارة مروراً بهذه الإشكالة التطورية لجنسنا البشرى الجميل: هنا حالاً بدءًا من الآن؟

(أصبر علىّ عزيزى القارىء فأنا اعتذرت لك ابتداء، واعلم أننى أكتب ما أكتب مرغما للرد على السؤال)

سادساً: طيب!، وما علاقة هذه المعلومة الصحيحة، (والله العظيم صحيحة وعلمية جداً) واحتمال أن تكون الأمانة التى حملها الإنسان هى المشاركة الواعية فى الحفاظ على نوعنا وتطويره؟ وما علاقة الانتخاب الطبيعى بالانتخاب بالقائمة دون الانتخاب الفردى فى مصر المحروسة؟

سابعاً: وهل السيد أوباما، اللامع الألمعى الأسمر، مسئول مثلى ومثلك – أمام الله والتاريخ– وعن انقراض الجنس البشرى بما يفعله للحيلولة دون إعلان دولة فلسطين فى الأمم المتحدة مثلا؟

ثامناً: طيب، وأين يقع احتمال الانقراض هذا من ثقل الأمانة التى تصدى الإنسان لحملها دون الجبال والسماوات والأرض التى كانت أعقل منه فأبين أن يحملنها، وتورطنا أنا وانت وأوباما وساركوزى والقذافى والمجلس العسكرى فى حملها.

تاسعاً: وكيف نربط عمليا – دون أن نُتَّهم بالجنون– بين كل ما جاء فى الثمانى نقط السابقة، وبين مليونية الجمعة القادمة التى لا أعرف لها اسما بعد، بل ولا أعرف حتى إن كانت سوف تنعقد أم لا؟

عاشراً: وما فائدة ما وصلك من هذه التساؤلات – إن كنت قد تحملتنى وصدقتنى حتى الآن– فيما سوف تقوم به من فعل بعد نصف ساعة وقد عرفنا كل ذلك، وما هو موقفك من الخطوة التالية؟

وبعد

إذا كنت – عزيزى القارىء– تتصور أننى بهذه الصدمة أو الصدمات أثنيك عن مواصلة المطالبة بتحقيق بقية مطالب الثوار، وأبرر لنفسى فى نفس الوقت عدم المشاركة فى مليونية الجمعة القادمة (إن وجدت) فلك كل الحق حتى لو قررت أن هذه الألعاب العقلية لا يتمتع بها إلا من يسمون المثقفين، مع أننى والله أقف على قائمة فلاحى خيرى شلبى رحمه الله، إن كان هذا هو موقفك مما كتبت حالا فمن حقك أن تقول لى مثلنا العامى بعد التحوير: “احنا فى زفت ولاّ فى شم ورد”، وترجمته السياسية تقول: “احنا فى طوابير العيش وزبالة الشوارع ولا فى كتابة مقال عن تطور الضفادع؟”

آسف مرة أخرى:

لكن الأوان قد حان لأقول لك بعض ما أشعر به الآن نحو دينى، وربى، وناسى، وما يجرى، وهو ما أوجزه فى جمل قصيرة قد تصلح عناوين أفصلها فى تعتعات لاحقة.

(1) إن حقوق الإنسان المزعومة – كما وصلتنى حتى الآن – هى مهمة لتنظيم الأوضاع الظاهرة الحديثة لتحقيق استمرارية محدودة للإنسان المعاصر ليظل محتظفا بحقه فى الحياة بمواصفات دمثة خائبة، لكنها لا تحافظ على بقاء نوعه.

(2) إن “الإيمان” هو الذى يعمِّق ويموضع صلة الوعى البشرى بالوعى المطلق سعيا إلى وجه الحق تعالى وهو يهدينا ليس فقط إلى حقوقنا، بل إلى واجباتنا نحو الحفاظ على الحياة وبالذات على نوعنا هذا المسمى “الجنس البشرى” الذى اكرمه ربنا بحمل أمانة بقائه عبر رحمته بما أرسله لنا من رسل لا يفرق بين أحد منهم

(3) إن أى اجتهاد عملى جزئى صغير، إنما يؤكد الربط بين أصغر المهام الحياتية وبين أكبر عمل مما يسمى حمل الأمانة، وهو إسهام رائع فى قضية التطور من أول “إزاحة الأذى عن الطريق” إلى “اتقان الإبداع الطليق” مرورا بالانتخابات بالقائمة، وإتقان تعليم الصغير ألا يقبل عقله إلا ما خلقه الله له.

(4) إن ما تفعله أمريكا أوباما أو بوش أو الست هيلارى  كلينتون، وما تفعله اسرائيل نتانياهو أو باراك، أو حتى بيريز وما يفعله “ناتو” ساركوزى أو بيرلسكونى…الخ، هو مسئوليتنا أيضا، لأننا إذا لم ننجح فى الحيلولة دون تماديه، فإننا نعجل بانضمام الجنس البشرى إلى الأغلبية الانقراضية (99.9%)، مع التذكرة بأن النوع حين ينقرض لا يعفى المظلومين من مسئولية ما اقترفه الظالمون القتلة.

وأخيراً:

هل وصلتك – عزيزى القارى– شروط موافقتى أن يكون الإسلام هو الحل “طريقا للإيمان” مثل أى دين صحيح؟

وهل وصلك أننى شخصيا مستعد أن أرفع هذا الشعار بهذه الشروط

 ولكن ليس فى الانتخابات البرلمانية القادمة قريبا جدا حتى نتمكن من فهم ما قصدت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *