الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة: الامتناع عن التوقيع

تعتعة: الامتناع عن التوقيع

“نشرة” الإنسان والتطور

10-1-2009

السنة الثانية

العدد: 498

تعتعة

الامتناع عن التوقيع

قبل النص

يبدو أن النشرة كما اعتادها الأصدقاء، بالصورة التى اعتادها الأصدقاء قد تستمر – لفترة ما – مؤجلة، ليحل محل أغلب أبوابها هذا الحديث عن الحدث والأحداث

الأحداث، الأشلاء، الموت، الدمار، البطولات: لا تريد أن تتركنى برغم أننى لا أشاهدها رأى العين،

الدماء تغمر وعيى حتى أعلى الصدر وتكاد  تزحف نحو مداخل تنفسى،

صيحات الأطفال وولولة الأمهات الثكالى يتشكل بها كل صوت يصلنى، ولو كان بوق سيارة، أو أزيز فتح باب قريب، أو شخشخة صوت مصعد قديم

لا أستطيع أن أستمر بنفس الأسلوب لنفس الهدف،

مع أننى أتصور أن ما تقوم به النشرة ومثلها يخدم الحرب الطويلة المدى،

هل تصدق؟

أنا لا أستطيع،

 لست عاجزا، لكننى لا أستطيع

هل هو مفيد ما اكتبه الآن عن الجارى، بقدر ما أعيشه، حتى لو أخطات؟

أشك فى ذلك.

لن “أوقع” على “الجانبين”

وصلتنى، عن طريق الإحالة من صديق Forward على بريدى الإلكترونى، رسالة عرفت منها أن ثمة حملة جارية للتوقيع على وقف إطلاق النار فى غزة، الآن وفورا، الرسالة موجهة من مؤسسة اسمها “أفاز” Avaazavaaz@avaaz.org، وهى مؤسسة تنادى بحاجات كويسة جدا، بكلام كويس”، (1) كما وصلنى معها رد الصديق الذى أرسلها لى، وحجته القوية فى رفض الانسياق مع مثل هذه الدعوات التى اعتبرها مشبوهة ومغرضة ومتحيزة

وفيما يلى بعض هذا الكلام “الكويس” تبع المؤسسة إياها:

“……، ….مازالت أعداد ضحايا سفك الدماء فى غزة فى تزايد مستمر – وصل عدد الضحايا حتى الآن إلى ما يزيد على الستمائة، أغلبهم مدنيون وأكثر من مائة أطفال– بينما تواصل الدبابات والطائرات والمدفعية الإسرائيلية استهداف الأماكن الآهلة بالسكان، وقصف المدارس، وصل عدد الجرحى إلى الألاف، وتعرض أكثر من 1.5مليون مواطن للترويع فى مدينتهم الصغيرة التى تحولت إلى سجن بسبب إغلاق المعابر. فى نفس الوقت تواصل حماس المقاومة بإلقاء صواريخ فى العمق الإسرائيلى مما أسفر عن مقتل 11 إسرائيلى حتى الآن، بعضهم لقى حتفه بفعل النيران الصديقة. (!!!!)

لقد بدأت حملتنا للمطالبة بالتحرك الفورى من أجل وقف إطلاق النار وحماية أرواح المدنيين فى الانتشار على نطاق واسع، ونجحنا فى كسب تأييد زعماء العالم فى أوروبا والشرق الأوسط وأماكن أخرى فى العالم:

لقد طفح الكيل. آن الأوان لوقف سفك دماء المدنيين الأبرياء.

لعلك لاحظتَ معى، ومع الصديق الذكى الغاضب الذى حول لى هذه الدعوة، لعلك لا حظت محاولة إظهار أن العدوان يتواصل من الطرفين، دون التأكيد على عدم تناسب عدد الضحايا على الجانبين ولا تصنيفهم (مدنيا وعسكريا) مع إشارة عابرة أن من لقى حتفه من الإسرائيليين كان بعضهم بنيران إسرائيلية (صديقة)!!

 كذلك لعلك لاحظت أن هذه المؤسسة “الكويسة جدا”،  لم تشر لأى مطلب من مطالب الضحايا المحتلين المتمزقين المشردين – ولو على سبيل التعويض أو الرشوة (احتياطيا!!) –  بعد وقف إطلاق النار، وبالتالى يمكن الاستنتاج أنها دعوة أن يعود الحال إلى ألعن مما كان عليه، أو حتى أن يستمر الحال على ما هو عليه.

 والمتظلم يلجأ إلى فيتو مجلس الأمن الجاهز.

ما علينا، يبدو أن الصديق (أو الصديقة) الذى حول إلىّ هذه الرسالة قد شك مثلى فى نوايا هذه المؤسسة وما شابهها حتى ردَّ غاضبا على هذه الدعوة ردا قويا قاسيا كاشفا، فكان من بين ما قال:

“………. لماذا لم تبدأ “أفاز” حملتها من أجل السلام وتحاول جمع 600 ألف توقيع من أنحاء العالم حينما طالبت حماس بالسلام والهدنة؟  كيف نوقع على  التماس عالمى يساوى بين حماس وإسرائيل، كيف نوافق على دق البيوت بالقنابل المحرمة دوليا لهدم الأنفاق وهى القنوات الوحيدة التى يأتى منها السلاح والغذاء ويهرب عن طريقها رجال المقاومة المجروحين  والمصابين ،….، كيف نوافق على سلام ونحن عزل وغير قادرين على الدفاع عن أنفسنا،وهل القضية هى سلاح المقاومة وحماس؟ وماذا عن السلاح النووى الذى تملكه إسرائيل وماذا عن القنابل المحرمة دوليا التى يستخدمها جنود الاحتلال؟ وماذا عن السكان الأصليين المطرودين من أرضهم ويعيشون فى الخيام بدون مياه وكهرباء، وبدون تعليم وصحة وعمل يقتاتون منه، وماذا عن فلسطينيى الشتات المحرومين من العودة إلى أراضيهم؟  كيف تساوون بين محتل ومقاوم وكيف تساوون بين همجى وبربرى وبين من يطالب بحقه فى حياة كريمة على أرضه.

….إلخ إلى أن قال:

كنت انتظر أن ترسلوا لنا التماسا ليوقع عليه600 ألف مواطن من سكان العالم يطالب بانسحاب اسرائيل من الأراضى الفلسطينية التى احتلتها عام 1967

ثم أنهى الصديق رده بقوله:

(…..) لن نوقع على وقف إطلاق نار يسلب من الشعب الفلسطينى آخر سلاح يقاوم به الاحتلال، لن نوقع على نزع سلاح حزب الله أو نزع سلاح حماس، فأنتم تريدون تجريدنا من سلاحنا البسيط، لتسحقونا بقنابل إسرائيل العنقودية، لتحاصروا ما تبقى منا وتسوقهم عبيداً، مسلسلين بالحبال إلى حتفهم لالالالا، لن نوقع ولن نستجدى بعد الآن، فقد طفح الكيل فعلاً ليس فقط من المؤسسة الصهيونية العنصرية، بل أيضا من هؤلاء الذين يتغاضون عن تحقيق العدل تحت شعار السلام

ثم وجدتنى أكتب ردا على هذا الصديق الغاضب على حق، أوافقه من حيث المبدأ، لكننى أيضا أرفض التوقيع على الناحية الأخرى التى اقترحها،

 وفجأة قفز لى شكى فى موقفى أنا شخصيا، واحتمالات السلبية والهرب، وعادت التساؤلات التى طرحتها على نفسى – وعلى كل واحد – فى نشرة الثلاثاء والأربعاء الماضى (عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام 3-4)، (عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام 4-4) تلح علىّ،

كتبت  للصديق الذى أرسل لى هذا “الميل” ردا هذا نصه:

 

موافق مائة فى المائة على عدم التوقيع

لكننى لن أوقع أيضا على الناحية الأخرى


أريد أن أفعل شيئا غير التوقيع

أخجل أن أكتب رأيى وأنا جالس على مكتبى

(لا أريد أن أحتجّ بسنى، وأنى فى النصف الثانى من العقد الثامن، فأنا أعرف فساد هذه الحجة)

رأيى مهما كان صحيحا لن يقرأه الجبناء الرسميون المشغولون بالتوقيع فى المحل” على بيانات لا يقرأها أحد، حتى هم أنفسهم، ثم إنه لا وقت (ولا داعى) لقراءة ما أكتب – مهما كنت أتصور أهميته -بالنسبة  للذاهبين للشهادة، وأنا جالس على مكتبى.


أريد أن أفعل شيئا
وسوف أفعل شيئا غير التوقيع
أنا الآن أفعل شيئا غير التوقيع !!!

وغير التحريض


لست متأكدا ..!!
أنا لا أفعل شيئا !!!!!!
لا داعى للانسحاب بالموت أو بالشلل إن كنتُ فعلا  أفعلُ شيئا!
هل أنا لا أفعل شيئا؟
بل أفعل فعلا
يا ليت!!

وبعد

ثم إننى تذكرت أول حصة يوم 15 مايو 1948، حين كنت فى السنة الثالثة ثانوى (أى أولى ثانوى الآن 14 سنة) وقد دخل علينا عزوز أفندى مدرس العربى، وقال “قيام”، فقمنا كلنا، وطلب منا أن نقرأ الفاتحة وندعو لنصرة جيوش العرب، وفعلنا ذلك، (لعل هذا هو ما جعلنى أقرأ الفاتحة بدلا من سورة الفتح ردا على الرسالة التى ذكرتها الأربعاء الماضى)، قرأنا الفاتحة، ودعونا بالنصر، ودخلت الجيوش العربية، واستشهد أحمد عبد العزيز ورجاله رجالنا، وكثيرون كثيرون، ونحن لا ندرى حقيقة الجارى طبعا، ثم كانت الهدنة (اسم التدليل لها الآن: التهدئة)، وإذا بالسيناريو كله يمر أمامى هكذا:

منذ سنة 1948، والهدنات هى ضدنا على طول الخط

ولم نتعلم

كل هدنة كان لها مقابل بشع، وعواقب وخيمة ممتدة

(مرة أخرى، لا يصح لمن يجلس على مكتب مثلى أن يدعو للحرب، وأنا لا أدعو للحرب، ربما أدعو: “لعدم الهدنة” !!! أو …أو…..أنظر نهاية النشرة )

منذ قرأت رواية “كل شىء هادئ فى الميدان الغربى” للكاتب الألمانى “إريك ماريا ريمركه”، وصلنى معنى الحرب، بدءاً بالحرب العالمية الأولى وعلمت منها آنذاك (19 سنة) أن مجرد تصور الحرب أو حتى الكتابة عنها، هو شىء آخر غير الحرب، ثم هأنذا الآن أشاهد بالصدفة لدقيقة ونصف قبل أول أمس: بعض مناظر ما يجرى، فإذا به أبشع من كل حرب، من كل أنواع القتل الوغد، من كل نذالة الإبادة، تحت اسم الحرب، فكيف أسمح لنفسى أن أبدو وكأنى أدعو لاستمرار هذه الحرب؟

 أقر وأعترف أن الحرب (أو هذا الذى يجرى) هى شىء آخر لا يعرفه الجالس على مكتبه أو تحت سقف بيته، شىء لا يعرفه إلا من يحارب، “الآن”، حتى الذى حارب “أمس” قد يكون قد نسيه من هول ما رأى، فكيف يدعو لاستمرار الحرب من يجلس على مكتبه ينظر ثم يفتى، مثلى حالا؟

لكن ماذا أفعل ودروس التاريخ أصرح من كل تدليس؟

لقد أتقنا الكذب والتعمية بشكل مزمن يزداد خطره جولة بعد جولة، معركة بعد معركة، تصريحاً بعد تصريح، تسمية بعد تسمية.

سنة 1956 قلنا إننا “انتصرنا انتصرنا انتصرنا”، وهذا لم يحدث، لأن الحرب لم تتوقف إلا بعد أن دفعنا ثمن وقف اطلاق النار!! (النصر!!)، دفعنا الثمن غاليا بتمرير إسرائيل من المضايق، وكذبوا علينا ست سنوات.

 والألعن أننا تعلمنا – غصبا عنا مثلما تتعلم الكلاب- درسا خطأ يقول: “إن  أقصر طريق للحفاظ على الأرواح، هو الانسحاب وليس الصمود”، ربما صح ذلك مرة أو أكثر فى ظرف خاص، لكن للأسف لقد تخلق لدينا من التجربة والنصاحة والكذب جميعا أن هذه هى القاعدة، تكوّن عند رؤسائنا وقادتنا ارتباط شرطى يغرى بتكرار نفس الخطوة (الانسحاب)  دون اعتبار لاختلاف الظروف، ومع ذلك فمازال بيننا من “الثقات المراجع” من يواصل تضليلنا بزعم أننا انتصرنا سنة 1956، وهو لا يفعل إلا أن يبرر دوره ليتخلى عن مسئوليته حتى الآن، ولولا بقية من حياء لأعلن انتصارنا أيضا سنة 67.

بالارتباط الشرطى انسحبنا فى 1967 برغم اختلاف الظروف، وبلغت الضحايا أضعاف ما لو لم ننسحب، وبدلا من أن نعترف بالهزيمة، وبدلا من أن نتألم ألم المخطئ أو الضعيف أو السلبى الذى أفاقته الهزيمة من غبائه،أسميناها “نكسة”، وعليكم “السلام”!

 وبرغم كل ذلك يبدو أننا تعلمنا هذه المرة (67) درسا إيجابيا معقولا أفادنا على مرحلتين:

تعلمنا أن الحرب طويلة النفس، وليس الانسحاب، هى التى تحفظ الأرواح، فبدأت حرب لم تأخذ حظها الكافى من التقدير، وهى حرب الاستنزاف.

كما بدأ إعداد جيش آخر، بمواصفات أخرى، هذا الجيش، بذكاء قادة جدد، هو الذى خاض حرب 1973، فانتصرنا، وكان نصرا عظيما فعلا، وهذه هى المرحلة الثانية.

 لكن دعونا نعترف بشجاعة: أن محصلة الحروب الأربعة (48 – 56 – 67 – 73) كانت الهزيمة، وحين جاء فى معاهدة السلام، أو حولها (وقد قبلتها شخصيا باعتبارها استسلاما لهذه المحصلة)، حين جاء أن حرب 73 هى آخر الحروب، لعب الفأر فى عبى، فالحروب ليس لها آخر إلا يوم القيامة، ومع ذلك تحيزت للسلام ومعاهدته، لا باعتبارها إعلانا للسلام، أو تفعيلا للانتصار، وإنما باعتبارها اعترافا باستسلام إيجابى، تأخر إعلانه ست سنوات.

أملت أن يكون استسلاما قويا قد يخفف عنا آلام وثمن الهزيمة إجمالا، ثم يسمح لنا أن نبدأ من جديد!!

 الهزيمة المؤلمة الشجاعة، هى بداية مؤلمة طموح أو ينبغى أن نكون كذلك.

وبعد (2)

  • لا يوجد شىء اسمه “السلام” بهذه الميوعة والكذب، لكن – أكرر – إن ما قبلتُه وأملتُ فيه آنذاك – بصفتى الشخصية – هو استسلام شجاع، باعتبار أنه موقف أكثر إيلاما، لكنه أقوى حفزا وتحديا.
  • يستتبع مثل هذا الاستسلام دفع الثمن ، فالمهزوم ليس له مكافأة، إلا أن يتعلم، لو تعلم.
  • على المهزوم أن يسّرح جيشه، وأن يبدأ فورا فى إعداد كل ناسه جيشا بديلا تحت التجهيز، فى كل مكان وكل مجال، حتى لا يهزم ثانية، لا فى حرب بالسلاح، ولا فى غيرها بأى سلاح.
  • وعليه: تصورُت أننا سوف نقرر، وفورا، أن تستمر الحرب بكل الأسلحة الأخرى على كل الجبهات، كما يستمر استنزاف العدو طول الوقت، (فلا يصير العدو الذى هَزَمَنا صديقا أبدا).
  • نحن مهزومون وهو منتصر، فى معركة معلنة، فمن أين تأتى الصداقة؟ لابد أن ننتصر بطريقتنا على المدى الطويل لنكون ندا مختلفا أقوى، بطريقتنا الخاصة، وأسلحتنا الخاصة، وساعتها نقرر مَن الأولى بصداقتنا.
  • ثم تتواصل الحرب على كل المستويات الأخرى، ليس تنافسا غبيا، فالمنتصر فى معركة بالسلاح الأعمى (القاتل تحت اسم الحرب)، وبخيبة العدو البليغة (نحن للأسف)، ليس بالضرورة هو الأقوى أو الأذكى أو الأعمق إبداعا أو الأكثر ثراء إنسانيا، ولا هو بالضرورة أقوى سلاحا أو أشد شكيمة فى جولات قادمة، لو استمرت الحروب على كل المحاور.

وبعد (3)

  • نعم، المنتصر فى معركة أو فى حرب حتى لو استمرت سنوات، أو عقودا، ليس هو المنتصر الحقيقى بالضرورة.
  • حسابات الزمن والتاريخ تقول إن الواعى بهزيمته قد يكون – من عمق معين، وفى الزمن المناسب -، هو المنتصر أخيرا (أنظر بعد).

إلى أن يتغير شكل الحروب إلى ما لا نعرف، يواصل الشعب (الجيش الجديد) المهزومُ: حروبَه التى يخطط لها، يواصلها وهو يختار ما يناسبه من مواقع، وهو يحدد أعداءه ببصيرة المهزوم الذى تألم فتعلم.

  • إن الشعب الذى وعى الهزيمة أصبح كله جيشا، فيستريح جيش المهزوم الرسمى، ويُسْتَغْنَى عنه مؤقتا، مطمئنا إلى تجييش شعبه كله طول الوقت.

وبعد (4)                            

إن صح ما تصورته هكذا، (وهو غير صحيح غالبا!! خذ راحتك)، فإننا يمكن أن نَعجْب لهذا  التشوين المضطرد الذى تقوم به الحكومات العربية كلها تقريبا وهى تعرض المناقصات – أى والله!! – لشراء الأسلحة الباهظة الثمن، البعيدة المدى (جدا) وهى على أتم يقين أنها لن تستخدم، ولا حتى تحت زعم الدفاع عن حدود أراضينا المقدسة،

  • فمن ناحية، لقد قرروا أنها (73) هى آخر الحروب،
  • ومن ناحية أخرى فهم جاهزون للانسحاب الجديد، ما داموا لم يسمحوا لنا أن نتجرع آلام الهزيمة (لا انكسار النكسة) حتى النخاع.

وبعد (5)

إن صح ذلك (مرة أخرى: وهو غالبا غير صحيح – أنت وضميرك-) فينبغى أن نحذف تماما (لو سمحتم) من أبجديتنا كلا من الألفاظ التالية:

التهدئة

*  وقف إطلاق النار

الهدنة

*  فض الاشتباك

*  التسوية مؤقتا

السلام (!!)

خريطة الطريق

قرارات المجالس الدولية

الضغط العالمى الرسمى (وليس الشعبى)

(… وألفاظ أخرى كثيرة أفضل ألا أذكرها الآن).

وبعد (6)

نحن نحذف هذه الأبجدية لتحل محلها أبجدية جديدة أكثر إيجازا تقول علينا الآن فورا، دائما أن نختار:

  • إما حرب لا تتوقف أبدا، مهما اختلفت أشكالها
  • وإما استسلام (يشمل تسريح الجيوش ليصبح كل الناس جيشا يبدأ من جديد)

وبألفاظ أكثر وضوحا وأنصع تاريخا:

  • إما استسلام ألمانيا أو اليابان، والبدء حالا فى الإعداد لانتصار آخر
  • وإما حرب فيتنام، أو الجزائر، دون حساب للوقت، أو للعدد.

وبعد (7)

هذه كلها آراء شيخ يهرف،

 يجلس على مكتبه، يتسحب إليه دفء حانٍ،

 والشمس تكاد تدخل حجرته بعد قليل …إلخ

 (آه…!!!)

فلا تأخذوها مأخذ الجد لو سمحتم!!

ولكن قولوا لى ماذا أفعل بدلا من ذلك؟

قرار حاسم (جدا)

  • قررت الآن حالا أن تكون هذه التعتعة هى آخر ما أكتب “فيما لا أتقن”
  • وأن أنسحب بعد اليوم إلى واجباتى الأخرى، فى محاولة إحياء الموتى من الأحياء الظلال، وتحريك الساكن، وخوض مخاطر المعرفة،

 وهو دورى الذى أتصور أننى أتقنه،

 وأنه ضمن حروبنا المتصلة،

 نحو النصر.

وبعد (8)

لكن يبدو أننى لن أستطيع

منظرالأطفال مرعب لا يتركك حتى تتألم وأنت تتجرع هزيمتك

يا رب!!

يا رب!!!!

 يا رب كفى!

كفى يا رب

آه ..!!

[1] – ماذا تقول آفاز عن نفسها:

إن آفاز.أورج هى منظمة عالمية مستقلة وغير هادفة للربح، تهتم بإطلاق الحملات الساعية إلى توصيل صوت وآراء شعوب العالم إلى صانعى القرار. (كلمة Avaaz تستخدم فى عدة لغات بمعنى صوت.) لا تتلقى آفاز أية أموال من حكومات أو شركات، ويعمل بها فريق من النشطاء ينتمون إلى أماكن مختلفة فى العالم: لندن، ريو دى جينيرو، نيويورك، باريس، واشنطن دى سي، وجنيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *