“يوميا” الإنسان والتطور
20-9-2008
العدد: 386
تعتعة
اختبارات الكادر بين “القاعدة” و”السى آى إيه”
كتب رئيس التحرير بجريدة الدستور فى مقاله الافتتاحى الأسبوع الماضى: “…لا يوجد فى العالم الغربى الرأسمالى أبدا نموذج رجل الأعمال الملياردير الذى يحكم: من إنجلترا .. إلى ألمانيا وفرنسا إلى أمريكا واليابان، دلونا على بلد واحد باستثناء تجربة بيرلسكونى الفاشلة فى إيطاليا، وديك تشينى الأفشل فى أمريكا يحكمها رجال أعمال أو أصحاب شركات..إلخ” ثم مضى يقول “.. طيب بلاش دول..، خلينا فى دوَل الطبقة الثانية والثالثة .. كوريا وبولندا وأيرلندا..؟ الإجابة لا النافية للجنس والناهية أيضا! إذن من أين جاءت هذه البلوى على دماغ مصر؟ جاءت من جمال مبارك؟؟”
يا خبر يا أبا يحيى، أنا أحبك، وأعترض عليك، وأفوّت لك، كما أننى أخاف عليك، وأحترمك، وأختلف معك، ثم إنى أوافقك أحيانا، وأعترف بشجاعتك وحتى تهورك، مثلا أوافقك على ما انتهت به مقالتك من أنه “..أنتهى الأمر إلى ما نعيشه: مصر وطن تسليم مفتاح لأكبر جماعة من متوحشى الربح ومحتكرى… إلخ، هذه حقيقة، لكنها ليست كل الحقيقة. نعم إن الذين يجلسون على الكراسى، ويعقدون الصفقات فيما بينهم فى أروقة شركة المصالح الخاصة المشتركة (الشهيرة بالحزب الوطنى) هم من ذكرت، لكنهم لم يتجمعوا هكذا لأن السيد جمال مبارك استقال من وظيفته فى بنك لندن، وعاد ليرث أباه أو لا يرثه، أنا أعتقد أن هناك من أضرّ بهذا الشاب حين نصحه بالاستقالة، فقد كانت أمامه فرصة ليعيش موظفا أمينا، وثريا شريفا، وقارئا سائحا ناجحا رياضيا محبا، وقد يكتب قصة قصيرة، أو يعزف مقطوعة مرحة على جيتار كهربائى، لكنهم ورطوه فيما هو فيه فتورط، ولو أنه رأى ماذا كتبوا تحت صورته فى أخبار اليوم العدد الماضى وهو يصافح ذلك الفلاح العجوز الطيب، وتذكر كيف كنا نسخر من أغنية عبد الوهاب “محلاها عيشة الفلاح”، حين كنا نقارنها برواية أو فيلم الأرض للشرقاوى، لو تأمل ما كتبوه تحت صورته بقرية العصايد فى الشرقية ، لأدرك حجم الورطة التى ساقوه إليها فانساق، كتبوا على لسانه بالحرف الواحد، فى الصفحة الأولى تحت الصورة: “يا بختك يا عم قاعد فى الهواء الطلق والخضرة والجمال”، أنا متأكد يا سيدى وابن رئيسى أنك أذكى من أن تقول هذا الكلام الفارغ، لأنه ليس سياسة، ولا حتى ذوقا.
وبعد
رضيتم أم لم ترضوا: لا أحداث 11 سبتمبر قامت بها القاعدة، ولا سوريا قتلت الحريرى، ولا بوش يحكم أمريكا، ولا ديك تشينى يحكم بوش، ولا علماء شركات الأدوية الحديثة تهمهم صحة المرضى، ولا حرب العراق هى نتيجة أن المرحوم صدام حسين كان يملك أسلحة الدمار الشامل، ولا ما نحن فيه فى مصر هو بسبب السيد جمال حسنى مبارك.
أنا حساس جدا من مسألة التفكير التآمرى، وحساس أكثر من مسألة الاستعداد لاتهام أى مفكر يتجاوز التبريرات السطحية للأحداث بأنه يفكر تآمريا، عصر يوم 11 سبتمبر 2001، قلت لمن أبلغتنى الخبر، هذا شرف لا ندعيه، (الجدع ده مش قد الكلام ده كده!! دى ما تتطلعشى منه ولا من اللى خلفوه)، اعتراف بن لادن المشبوه (أوالمتفق عليه) بعد ذلك لم يستطع أن ينفى هذا المنطق السليم!!، رؤساء الدول التى ذكرتها يا أبا يحيى، ليسوا هم الذين يحكمون العالم، ولا مؤاخذة. الحكام الحقيقيون الذين يعيــِّـنون أغلب حكام العالم (بالانتخاب) نحن لا نعرفهم، وإن كنا بدأنا نستنتجهم بعد تتالى الأحداث من 11 سبتمبر إلى حرب العراق .
حين رحت أفحص لاحقا مسألة 11 سبتمبر وقرأت كتاب ماتياس بروكرز، (وغيره كثير) واحترمت تربيطاته من أول بيرل هاربر، حتى العراق، اطمأننت إلى حدسى الفلاحى البسيط، وهو مرتبط بشطح خيالى الفطرى الذى اقترح على مؤخرا على ما يلى:
نؤمّـن عينة ممثـِّـلة من كل رجال القاعدة وكوادرها وعلمائها وتقنييهم، ومثلهم من المخابرات الأمريكية، ونحلف لهم بالمصحف والكتاب المقدس، وميثاق الأمم المتحدة أننا لن نتكلم فى الماضى ولا بحرف واحد، وأننا لن نمسهم بسوء، وأن اللى فات مات، وأننا سنعطيهم جوائز الشىء الفلانى من وراء رؤسائهم، وحكوماتهم، ثم نعقد لهم امتحانا، (مثل امتحانات الكادر) ونطلب منهم أن يكتبوا لنا بالتفصيل مشروع خطوات تفجير برجين فى طوكيو مثلا.
أراهن أن رجال القاعدة لن يتخطوا شرح خطوات تفجير سيارة ملغومة تقتل ابنة حارس المبنى، وتصيب حماته بجراح خطيرة.
أما رجال المخابرات الأمريكية فسينجحون بتفوق مسبوق، خاصة أنه مسموح بالغش من الملفات القديمة، وأيضا مسموح “الاستعانة بصديق”
هل رأيتم فائدة اختبارات الكادر؟
وتقول لى “جمال مبارك” ؟!!