الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة : .. أتعلم من إبنى كيف أنهزم بشرف وشجاعة؟

تعتعة : .. أتعلم من إبنى كيف أنهزم بشرف وشجاعة؟

“نشرة” الإنسان والتطور

24-1-2009

السنة الثانية

العدد: 512

تعتعة

.. أتعلم من إبنى كيف أنهزم بشرف وشجاعة؟

ماذا أفعل؟ … أدعو إلى حرب لا تتوقف وأنا جالس على مكتبى فأخجل من نفسى فأصمت؟  ..أدعو إلى إعلان الهزيمة للبدء حالا من حيث ينبغى؟ أجد القذائف تنطلق نحوى تتهمنى من أول الجبن حتى الخيانة؟ رحت أستشير سيدنا “جوجل” جزاه الله خيرا، عن هزيمة ألمانيا، وعن انتصار فيتنام، فأفادنى بما أيد موقفى. أصمت وأختلف مع محمد إبنى فى تفصيلةٍ كتبتها عن هذا الموقف الأخير، فيحضر لى مقالا كتبه منذ سنوات، فأقتطف منه، ما تيسر، وأضع نقطا “….”  مكان المحذوف،  دون استئذانه، “فليسامحنى”.

( مقتطفات من مقال “رسالة إلى انتحارى” مجلة سطور”: بقلم: محمد يحيى الرخاوى  (عدد يونيو 2005)

“….نعم أنا مهزوم، وعاجز. مهزوم لأن العالم لم يعد ينتظر منى دوراً إلا الاستسلام ودفع ثمن تذاكر الوجود المستهلك معهم، وعاجز عن أن أبين له كيف أننى أحمل شيئاً مهماً جداً ومختلفاً ، “….” : “….. أنا المهزوم العاجز مستمر، أستمر مراهناً علىّ (أنا)،  أستمر مراهناً على أن الله لم يخلقنى لمحض الإهانة، باحثاً عن حكمة أوضاعه، مؤمناً بمطلق عدله. ،….، يبدو أن ما جعلنى أستمر فى الحياة حتى هذه اللحظة هو هذه اللحظة، أنْ أستطيع أن أقولها لأخطو نحو ما بعدها،  “……..”…….أنت أيضاً مهزوم، لن يمكنك  إلا أن تبدأ من هذه النقطة، ليس لديك إلا هذا الميراث.”

” ……….” ليس معنى اعترافاتى (هذه) أننى أقبل أن أعيش مطأطئ الرأس أو أن هذا هو ما أطلبه منك. ولكن أيضاً فإنه لم يعد يجدى أن تفخر بالفراعنة ولا بالمسلمين الأوائل ولا بصلاح الدين (إلخ)………..،

“. ….. ”  ثـمَّ  فخر مصحوب بيقين بأننى لا أعترف بهذا لصالح أحد إلا أنا، لصالح صدقى أنا، لصالح نضجى أنا.. “، ” …..  ثم هاجس يوشك أن يصبح يقيناً بأن الكل مهزوم، وبأننى صاحب أكبر فرصة متاحة –الآن- فى إعلان هذا والبدء منه نحو شىء آخر أفضل من كل ما هو معروض علىّ. الشىء الأغرب، أننى أشعر -بهذا الاعتراف- بأننى أكثر حرية.

“………لسبب (غبى) …….. ساد منطقٌ حسابى تنافسى تقاس فيه الحياة بالأرقام، أرقام لم يعد لنا قبل بها، ولا إلى أبد الآبدين. فلينتصروا فيها وبها، ولأختر لنفسى مساراً آخر، لا أعرفه، ولكننا يمكن أن نجده معاً”.

“….أنا أيضاً مثلك، أريد أن أفخر وأن أنتشى بما هو أنا وبما أنتمى إليه…”،

أنا أيضاً مثلك لا أطيق هذا العالم التنافسى الذى يفرض علىَّ ألا أكون “أنا”  لصالح غبائه …..الاستهلاكى، “……..أصبحت أشك دائماً فى جدوى الحلول السهلة، الحلول السريعة” “………… فى كل مرة لم نقبل فيها الهزيمة لم نتعلم، ولم نتغير. أليس من حقنا أن ننهزم؟ ” “……… ماذا قدموا (لنا حتى الآن) إلا هزائم أسموها انتصارات أحياناً، ونكسات أحياناً أخرى، واستمراراً للنضال والصمود والتصدى فى أحيان ثالثة؟ ” “…………………” أنا لا أقول لك إن الحل فى جلد الذات، إعلان الهزيمة ليس جلداً للذات، الهزيمة حق لا بد من استغلاله بشرف، الهزيمة واجب وإلا أصابتنا لعنة غرور الشيطان.”

“لم يضاعف مهانتنا إلا إنكارنا للهزيمة، مع أنها كانت الفرصة لأن تمثل  نقطة بداية، نقطة انطلاق أكثر واقعية. –” …..” -: لا يمكن لأحد أن يبدأ تحرُّكه إلا من حيث هو، لا من حيث يحلم أن يكون، ولا من حيث يتصور أنه ينبغى أن يكون.

هل يمكننا أن نعلن الهزيمة دون أن نكفر بأنفسنا؟

هل يمكننا أن نعلن الهزيمة ونتجرع آلامها حتى نشفى من داء الكذب؟

هل يمكننا أن نعلن الهزيمة ونأخذ الفرصة فى التعلم منها ومنهم ونشكرهم عليها؟

هل يمكننا أن نعلن الهزيمة لنبدأ ؟

هل يمكننا أن نعلن الهزيمة ونبتسم؟ لأن حرب التنافس الاستهلاكى ليست حربنا!

هل يمكننا أن نعلن الهزيمة ونستمر؟ لأننا نعلم أننا لم نستدرج بعيداً عما هو نحن!

هل يمكننا أن نعلن الهزيمة ونفخر؟ لأنه ما زالت أمامنا الفرصة لأن نكون أكثر عدلاً وتقوى!  هل يمكننا أن نعلن الهزيمة دون أن نكفر بالله؟

انتهت المقتطفات من المقال،

وأكاد أرى ابتسامات غالبة تقول: ها هم الجبناء وقد اعترفوا: مهزوم من ظهر مهزوم”!! فأذكـّركم، من فضلكم، بمذكرتى التفسيرية تحدد شروط الهزيمة الشريفة كما وصلتنى من “محمد” ثم أفادنى بها سيدنا “جوجل” وهى: البدء فورا بالإعداد للحرب القادمة بأدواتنا نحن، وشروطنا نحن، وتسريح الجيوش الرسمية، وتجييش الشعوب طول الوقت، بعد خلع الحكام المسئولين عن الهزيمة فى تلك الجولة، خلعهم من وعينا ومما شوهوا به تاريخنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *