اليوم السابع
الأحد: 24-11-2013
تحرير مصر من الاحتلال الأثيم!
أستغفر الله العلى العظيم،
بهدوء مؤلم، وصبر صعب، ورغبة مزعجة فى المعرفة، خطر لى سؤال أو عدة أسئلة أطرحها على هذا الذى قتل جنودنا فى سيناء منذ أيام، لم أستطع أن أوجه إليه الأسئلة لأنه لا يسمع فكيف يجيب، فوجهتها لنفسى : يا ترى :
كيف يفكر؟ لن أقول لماذا قـَتـَل؟ حتى لو كان تصور أو صوروا له أنه قتل كافرا يطيع كافرا يحارب دين الله، ذلك أن السؤال الذى خطر لى أولا كان سؤالا سياسيا بحتا: هل يتصور هذا القاتل (وفريقه) الذى أزهق روح شاب يؤدى واجبه ويطيع أمر رئيسه ويقبض قروشه المحدودة جدا ليرعى أمه المريضة، أو يطعم ابنته الصغيرة الجائعة تنتظر عودته فى إجازته: هل يتصور هذا القاتل أنه بهذا القتل ومثله، سيرهب الجيش المحتل، فينسحب ويتراجع؟ ينسحب إلى أين؟ ويتراجع عن ماذا؟ هل يتصور هذا القاتل هو ومن أصدر إليه الأمر بالقتل أنه لو قتل إضافة إلى هؤلاء العشرة أو الأحد عشر مائة أو ألفا أو عشرة آلاف سوف ينتصر فى معركته السياسية ويقنع الناخبين أنه وفريق القتلة، أقدر على إدارة شؤون الناس وحفظ أمنهم وتأمين كرامتهم والوفاء باحتياجاتهم؟ هل يتصور هذا القاتل أنه لو أزهق هو وفريقه أرواح مليون نفس من الأثنين وتسعين مليون مصريا وتبقى واحد وتسعون، منهم ثلاثة أو أربعة أو عشرة ملايين يفكرون مثله، ويتظاهرون فرحا بكل نفس مصرية بريئة تزهق، هل يتصور أن الثمانين مليونا من المصريين سيصيرون أفضل حياة وأقرب إلى الله بعد إزهاق أرواح هذا المليون برئ الذى كل ذنبه أنه سمع أوامر رئيسه رسميا، وأنه أمضى دورة خدمته الأسبوعية أو الشهرية بعيدا عن أسرته قرب حدود بلاده، وأنه كان عائدا ليرى أهله: شابا مصريا طيبا مؤمنا متواضعا يشقى ويسعى ويتألم معظم الوقت، ويضحك أحيانا ويسخر أحيانا ويصبر كثيرا؟
هل يتصور هذا القاتل على فرض أنه نجح أن يقتل هؤلاء المليون من المصريين بعضهم من جيش الاحتلال سوف يقود هو والبضعة الملايين من عشيرته، سيقودون الكذا وثمانين مليون الباقين كالنعاج وراءه وهم يرتعدون خوفا من أن يقضى عليهم بنفس الطريقة وبنفس العمى؟ أو لعله يظن أنه قادر على غسيل أمخاخ كل من تبقى بالديناميت الأسرع انفجارا ودماء الشهداء الأنقى احمرارا؟
وتتوالى الاسئلة: يا ترى كيف يفكر هذا القاتل (ممثِّلا لبقية فريقه)؟ ألم يخطر فى باله أنه حتى لو كان هذا الجيش المصرى هو جيش احتلال أجنبى، احتل أرض المحروسة بهذ العدد وهذا العتاد، فهل هذا هو اسلوب إجلائه عن أرض الوطن؟ ألم يتعلّم من تاريخ تحرير مصر والجزائر، ومحاولة تحرير فلسطين كم سنة يحتاج أن يقضيها شعب حر ليحرر أرضه من محتل غريب؟ فكم من الوقت حسب وكم ضحية عدد حتى يحرر شعبه المصرى من جيش شعبه؟
ألم يفكر أن يبدأ مع زملائه الفلسطينين فى تحرير أرض العرب أو المسلمين جزءًا جزءًا من المحتل الصهيونى، ثم يستديرون بعد ذلك إلى الجيش المصرى المحتل يحررون مصر منه ومن آثار عدوانه على أرضها.
ماذا سيقول هذا القاتل لربه تحديدا حين يسأله عن أى أرض كان يحررها؟ وأى روح أزهقها؟ وأى طفل يتّمه؟ وأى أم أثكلها ولدها؟ وأى رزق قطع؟ وأى وعىٍ خدع؟ وأى ذل سوّق؟ وأى عدو مستغل تَبـِع؟ ألم يفكر ولو دقائق قبل أن ينام كيف سيجيب ربنا على هذه الأسئلة؟
إذا كانت الموؤودة سوف تسأل: “بأى ذنب قُتِلتْ”؟ ألم يفكر أن هؤلاء الجنود سوف يسألون أيضا “بأى ذنب قتلوا”؟
أنا آسف
أنا متألم
ادعو معى أن يحفظ الله مصر، وهيا نواصل إنقاذها جمعيا رغم كل شىء، بما فى ذلك إنقاذ هؤلاء الضالين من ضلالهم.