نشرة “الإنسان والتطور”
21-3-2010
السنة الثالثة
العدد: 933
تعتعة خاصة عن:
“تحرير الرجل قبل، ومع، تحرير المرأة”
(تحضيراً لندوة الجمعة 2 إبريل)
علمت أن الندوة الثقافية لجمعية الطب النفسى التطوى والتى ستعقد فى 2 إبريل 2010 هى رواية: “ظل الأفعى”، تأليف يوسف زيدان (صاحب رواية عزازيل)، سوف يقدمها د. محمد يحيى الرخاوى.
أنا لا أحضر هذه الندوات الثقافية منذ حوالى عامين، حتى تستقل وتنطلق، إلا أننى فوجئت أن السكرتير المسئول عن الندوة يوزع مع الرواية بحثا نظريا لى بعنوان “تحرير المرأة .. وتطور الإنسان“ بناء على توصية محمد ابنى، مقدم الندوة، وهو البحث الذى نشر فى “المجلد الثانى عشر سبتمبر 1975: العدد الثانى والثالث” من المجلة الاجتماعية القومية منذ أكثر من 35سنة،
قرأت الرواية وقرأت البحث، واحتفظت بتعليقاتى، وفرحت ….
ثم إنى اقتطفت هذه التعتعة من نص البحث لعلها تمهد للمناقشة، أو تغرى بقراءة البحث كاملا قبل الندوة (البحث موجود بالموقع) “تحرير المرأة .. وتطور الإنسان“.
شكراً يا محمد ..
……..
(المقتطف الأول) (1)
نظرة بيولوجية:
“…لا شك أن الدراسات الإنسانية عامة، والدراسات النفسية بوجه خاص قد أضافت بعدا علميا لقضية المرأة يحتاج إلى عمق نظر، لعلنا نخلص منه إلى ما هو خليق بدفع عجلة الإنسانية إلى التقدم، إذ تتخلى عن ما قد يضللنا عن طريق التطورالإنسانى ..”
ومصدر الخطأ الجسيم المعاصر الذى وقعنا فيه يأتى من التركيز على دراسات مستعرضة تعمق الفروق بين الرجل والمرأة أو تمحوها تماما، وكلا النقيضين له نفس الخطر، ولذلك ينبغى أن نستلهم التاريخ ونحن نقيّم الحاضر ونرسم للمستقبل، كما ينبغى أن نواجه مضاعفات انحراف المسار وخداع الفكر التى تصرخ فى وجوهنا فى كل لحظة، نواجهها بشجاعة المؤمن بالاستمرار بيقين الفيروس وهو يتحصن متبلورا كالجماد ثم تدب فيه الحياة ليصعد السلم إلى الأمبيا حتى الإنسان بفضل الحق تعالى..
……..
(المقتطف الثانى)
……..
“….وفى هذا البحث سوف أحاول أن أجمع الخيوط من التاريخ البيولوجي، حتى نعرف أبعاد الحاضر، عسى أن تكون هذه النظرة الطولية مكملة للتفاصيل المستعرضة – التى لن أعرج إليها – وموحية وموجهة إلى طريق المستقبل، ثم نلقى نظرة بعد ذلك إلى المشاكل اليومية الملحة..”
……..
(المقتطف الثالث)
……..
“…إن نقص المرأة يختلف عن نقص الرجل رغم أن المفروض أنهما يهدفان إلى الالتقاء فى “هدف ما” يقع فى المستقبل، مهما اختلف موقع كل منهما حاليا من هذا الهدف” … (علما بأن الرجل أبعد من المرأة عنه حاليا)..”
……..
(المقتطف الرابع)
……..
“…قضية المرأة إذن ليست إلا أحد شقى قضية سعى الإنسان إلى الكمال – أو التكامل – ولا ينبغى أن تكون قضية سعى المرأة إلى المساواة بالرجل أو التحرر مثل ما أشاع عن تحرره!!، إذ أنه هو ذاته بنقائصه واغترابه وشقائه ليس حرَّا، فهو ليس مثلا يحتذى، فالمفروض أنه – لذلك – دائم السعى نحو التكامل ربما بنفس الخطى، وربما بأسلوب أغبى...”
……..
(المقتطف الخامس)
……..
“…علينا ألا ننسى أن هاتين القضيتين – قضية تطور المرأة وقضية تطور الرجل – رغم اختلافهما فى كثير من التفاصيل ما هما إلا قضية واحدة، وكلما اقترب الرجل والمرأة من الهدف المشترك، تقاربت دائرتهما حتى تتداخلا رويدا رويدا، ولنا أن نأمل أن تنطبقا عند الهدف..”
التشابه والمشاركة – باعتبار كل منهما مشروع إنسان أكمل – موجودان منذ البداية وهما فى تزايد دائم،
والصراع المشترك ضد الطغيان والجمود والتدهور، هو أعظم صور التشابه البنّاء.
وأخيرا: فإن إغفال الهدف المشترك للرجل والمرأة معا، أو التنائى عنه، لا يعنيان إلا التوقف والجمود (لكليهما) عن أن يحقق أى منهما مرتبته الإنسانية التى هو جدير بها، إن كان يستحقها!!
……..
(المقتطف السادس)
……..
“….وكأن الحفاظ على ميزات المرأة وميزات الرجل بهذا التفرد المفيد لكل منهما – الرجل والمرأة – متميزين لم يعد يقوم بوظيفة التهجين التناسلى، فحسب، ولكنه يتيح تفاعلا بينهما خلال عمر الفرد ذاته، بدرجة حيوية تسمح أن يرى كل منهما ما ينقصه فى الآخر فيسعى إلى سد نقصه مرحليا بتكوين علاقة به يكتمل بها وجوده الإنسانى الخاص، وبعدها يصبح تواجد الكلّين معا هو تعاون أكثر منه إكمالا للنقص، ويتقدم النوع البشرى من خلال الإتصال البيولوجى الإنسانى/النفسى/الجنسى/الحر/الملتزم/الكامل: إلى مراتب أرقى على سلم التطور..”
……..
(المقتطف السابع)
……..
”…إن غاية النمو الإنسانى (والذى تظهر ملامحه أحيانا أثناء العلاج الجذرى للذهان خاصة) هو تجاوز كل من الاستقطاب الجنسى اللذّى المغترب، وكذا الثنائية الجنسانية الكيانية الاستقطابية، وهذا لا يعنى المساواة بالمعنى السطحى المستعرض، كما أنه لا يعنى الوصول إلى ما يسمى الجنس الثالث، وإنما هو نوع من الوجود الإنسانى يتمتع فيه كل من الرجل والمرأة (الإنسان) بكل ما هو “ذكرى” بمعنى الحركة والاقتحام والمبادأة والفعل الإبداعى المحدد المعالم والجنس المركز بقدر ما يتمتع فيه بكل ما هو أنثوى بمعنى الكينونة والتلقى الإيجابى والإبداع الشامل والجنس الكلى، وسواء كانت البداية من ظاهر أنثوى أو ظاهر ذكرى فإن هذا التحقق لا يأخذ أيا من الصور الرجولية الشائعة (الفحولة والقوة الظاهرة) أو الصور النسائية المشهورة (النعومة، والتلقى، والحنان).
وإنما هو تحقق تكاملى إنسانى تختفى فيه الفروق التفاصيلية بقدر ما تتضفر فيه الميزات الإبداعية التطورية المشتركة والمشاركة معاً.
تعقيب: (21/3/2010)
هل يصح بعد ذلك، وبعد قراءة الرواية، والبحث الأصلى (كتبته منذ 37 سنة ونشر منذ 35 سنة!!) أن يدور هذا الجدل الهزلى المخجل حول تعيين المرأة قاضية؟
ما هذا؟
هل هذا يليق؟
ما معنى كل ذلك؟
إلى أين وصل بنا الغباء التدهورى؟!!!
[1] – ملحوظة إلى تحديث كلمات محدودة تعويضا عن بتر المقتطف من سياقه.