الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / بعض وصف بعض مصر (1) من ملف القيم والأخلاق فى مصر الآن

بعض وصف بعض مصر (1) من ملف القيم والأخلاق فى مصر الآن

“يوميا” الإنسان والتطور

15- 10 – 2007

بعض وصف بعض مصر  (1)

من ملف القيم والأخلاق فى مصر الآن

منهج للبحث العلمى  يقوم به الشخص العادى لفحص القيم السائدة والواعدة:

1) نبدأ بالكلمة التى تصف القيمة المعنية (سلبية أو إيجابية أو واعدة) أو غير ذلك،

2) ننطقها، نتأملها، ونحسن الانصات لرنينها داخلنا،     

3) ثم نتلفت نتابعها بأى قدر من الحدْس والأمانة : فيما حولنا وفيمن حولنا،

4) ثم نرجع إليها لنعيد النظر فيها، ونتحاور، أو لا نتحاور

5) ثم  نتحمل مسئولية النتائج

ولكن لنبدأ من البداية (يمكنك أن تقرأ هذا الموضوع على أنه من باب الفكاهة! أو كما تشاء)

فى ثلاث يوميات متتالية (23 – 24 – 25 سبتمبر) قدمنا عناصر كتاب، أو “معجم” ما أسميناه بعض وصف بعض مصر”، وقد أشرت فى أول يومية (23-9) “بعض” وصف “بعض” مصر!! 2007 (1) إلى “بعض” المصادر التى يمكن أن تكشف لنا “بعض” ما يجرى “هنا والآن“، لعلنا نسارع بتحويره، أو تعديله، أو حذفه، أو مواجهته، أو تطويره، أو كل ذلك لإطلاقه إلى ما يعِـُد به، وفى اليومية التالية (24-9) “بعض” وصف “بعض” مصر!! 2007 (2) عرضت الفهرس الذى بلغ تسعة عشر فصلاُ، وكان الفصل الثامن بعنوان الأخلاق فى مصر، أما اليومية الثالثة (25-9) “بعض” وصف “بعض” مصر!! 2007(3) فكانت عن بعض معالم الفصل الأول بعنوان مصر: أين هى الآن؟ ماذا هى؟ إلى متى؟ ثم حدث ما جعلنى أبدأ الآن هنا بتبين معالم الفصل الثامن عن “الأخلاق“.

كنت أقلـّب فى آخر عدد من أعداد “الإنسان والتطور” الورقية (إبريل 2000 – يوليو 2001) فوجدت ملفا كاملا عن “إشكالة الأخلاق” وقد تناول موضوع الأخلاق عامة، وصعوبة تعريفها وتصنيفها كما كان التركيز على ما سمِّى بـ “الأخلاق الجامعية“، بمناسبة حادث بشع حدث فى كلية الآداب جامعة القاهرة قسم علم النفس آنذاك، وقد حاولوا أن يغطوا دلالة هذا الحادث بعقد ندوة عن “ميثاق الأخلاق الجامعية”، وقد ضم هذا الملف موضوعات متعددة يمكن الرجوع إليها لمن شاء فى موقعها.

وحين توقفت عند موضوع فى هذا الملف بعنوان “منظومة القيم تتغير”، انتبهت إلى الفعل المضارع “تتغير“، وربطته بالعنوان الفرعى للكتاب المزعوم ماذا “يحدث” للمصريين اليوم، فانتبهت أكثر لإصرارى على استعمال  الفعل المضارع يحدث.

نحن لسنا فى حاجة أن نعدد ما حدث، وما طرأ، وما جرى، بقدر ما نحن بحاجة إلى مواكبة التغيير الجارى: التعرف عليه أولا ثم النظر فى تنويعاته وتشكيلاته المحتملة.

منذ صدرت يومية الإنسان والتطور هذه منذ ستة أسابيع، ونحن نصر على الدعوة للمشاركة، وقد وجدت نفس هذه الدعوة موجودة بشكل صريح تحت هذا العنوان الذى أشرت إليه حالا فى آخر عدد فى الإنسان والتطور 2001، دعوة للقارئ أن يدلى برأيه فى تقسيم يعرض القيم السائدة بشكل نقدى،  فقدّرت- بعد هذا التطور التقنى – الذى سمح بصدور هذه اليومية،  أن أعيد طرح الموضوع على زوار الموقع، وبخاصة أصدقاء هذه اليومية، وذلك بأن أقدم الفرض والتقسيم المقترح لمنظومات القيم فى شكله المُجدول، وذلك بعد تحديثه بما استجد من آراء ومراجعة خلال هذه السنوات المنصرمة.

أما حكاية الشخص العادى والبحث العلمى، فأنا لا أذكر مَـن القائل (لعله أينشتاين) ما معناه:  إن العلم أشرف وأعمق من أن نتركه للعلماء، ومن كتاب (سبع تجارب قد تُحوّل وجه العالم  لـ روبرت شلدرايك) وصلتنى فكرة  كيف يمكن للشخص العادى أن يقوم ببحث علمى منضبط، فراجعتُ الفرض الذى جاء تحت هذا العنوان: منظومة القيم تتغيّر، وقلت نقوم معا ببحث علمى بالمنهج السالف الذكر فى المقدمة.

الفرض:

يقول الفرض المقترح:

أ) ثمة أخلاق وقيم حسنة السمعة (مثل التضحية، والبراءة، والثبات على المبدأ، والحرية المعلنة،…. الخ)، يمكن أن يكون عمرها الافتراضى، بما هى كما هى “هنا، والآن قد انتهى، وبالتالى فهى تحتاج إلى تعديل او تطوير أو إلغاء أو إحلال وهذه تمثل “المجموعة الأولىالتى أسميناها فضائل تحتاج إعادة نظر”.

ب) توجد  “مجموعة ثانية تمثل  عادات وشعارات راحت تُتَداول وتتزايد حتى كادت تصبح جزءاً من نسيج وعينا الجديد دون أن ننتبه بدرجة كافية  إلى أنها رذائل اصلاً، وقد أسميناها هنا “رذائل كادت تصبح فضائل مستحبة (وذلك مثل الشطارة جدا، والاحتكا،  والتعصب …إلخ)

جـ) كما تلوح “مجموعة ثالثة (تبدو الأهم ومع أنها الأكثر ندرة)، تشمل قيماً جديدة جيدة، واعدة، وإن كانت غامضة (غير مألوفة) لكنها تتخلق حاليا، خصوصا بين الشباب، حتى لو لم نلاحظها بوضوح، حتى لو كانت شديدة الندرة، وهى تحتاج أن نرصدها، ونرعاها، وننميها، ونحيطها، ونختبرها، وننتظر منها وعودها، مهما طال الزمن، حتى لو بدا ذلك أقرب إلى التفكير الآِمِـل، وقد أسميناها فضائل وقيم تتخلق (مثل فضيلة الدهشة وفضيلة الجمال وفضيلة الإبداع…إلخ)

****

وفيما يلى الجدول المبدئى الذى تراءى لى منذ سنة  2000 عن كل مجموعة، وذلك بعد أن تمت إضافات ليست قليلة، وجرى تحديث محدود:

المجموعة‏ ‏الأولىفضائل‏ (كاد) ينتهى عمرها الافتراضى ‏(لإعادة‏ ‏النظر)‏1- ‏الثبات‏ ‏على ‏المبدأ

‏2- ‘‏أنصر‏ ‏أخاك‏ ‏ظالما‏ ‏أو‏ ‏مظلوما‏’‏

‏3- ‏البراءة‏ ‏ المثالية البدائية‏ (‏نكوصا‏)‏

‏4- ‏الفخر‏ ‏بالوساطة‏ ‏(وبالوصول)

‏5-‏ مسايرة‏ ‏الجماعة‏(‏جدا‏)‏

‏6- ‏الفخر‏ ‏بالنشر‏ (‏للنشر‏)‏

‏7-‏ ‏الجوائز‏ (‏فى ‏ذاتها لذاتها‏)‏

‏8- ‏احتكار‏ ‏جنات الله تعالى‏  ‏

‏9- ‏”تقديس‏” ‏تراب‏ ‏الوطن‏ (لا المواطنين)

‏10- ‏التضحية‏ ‏المثالية‏.‏

‏11- ‏ا‏للقب‏ ‏العلمى (‏دون علم حقيقى‏)‏

12-‏التميّز‏ الفئوى ‏الطبقى (‏العنصري‏)‏

13- السلامة أولا

14- الوسطية التوفيقية (التلفيقية)

15- حقوق الإنسان (المكتوبة)

16- الديمقراطية ( خاصة بالإنابة)

17- التضحية (جدا)

18- النفس المطمئنة (الساكتة الساكنة)

19- العلم/”دينا” (وتكفير ما ليس كذلك)

20- الحب الإمتلاكى

21- الحب التلاشى

22- فرط الذكورة الفحولية

23 – جمال الأنوثة الغنِجَة (النِّسْـْوَنَة)

24 – الاستشهادات بكلام المهمّين (حالا أو تاريخأ)

25- التحدث بالأمثال والحكم السائرة

26 – النصح والإرشاد (بشكل مباشر)

27- النقد بسبّ الغرب (عمّال على باطال)

28- النقد بسبّ سلبياتنا (عمّال على بطال)

…………

……….إلخ

المجموعة‏ ‏الثانية‏ ‏رذائل‏ (عادات) ‏كادت‏ ‏تصبح‏ ‏فضائلا(للمواجهة)

‏1-‏الغش‏ ‏الفردى (‏بوعى ‏أو‏ ‏بدون‏)‏

‏2- ‏الغش‏ ‏الجماعى ‏(‏الأسَرى ‏خاصة‏)‏

‏3-‏الشطارة‏ (‏طول‏ ‏الوقت‏)‏

‏4- ‏التهرب‏ ‏من‏ ‏الضرائب

‏5- ‏البحث العلمى المصنوع

6- البحث العلمى الزائف

‏7- الاقتباس (دون إذن)

‏8- ‏الشللية‏ ‏(جدا)

‏9- ‏الاستسهال ‏

‏10- ‏حذق التزوير‏

‏11- الدين الَحـْرفى (‏التعصب‏)

‏12- ‏العزوف‏ ‏عن‏ ‏القراءة‏ ‏

‏13-‏ الاحتكار‏ ‏فى ‏التجارة‏ ‏

14- التفنن فى “اللاعمل”

15- الكسل

16- التشهيل

17- التأجيل (إن شاء الله سلبا)

18- التفويت

19- الطَّنْبلة (التطنيش)

20- الاستهلاك (والفخر به)

21- فن ملء الوقت “باللا شئ”

22- التوقف عند السببية الحتمية

23- العزوف عن السياسة

24- الاستغراق فى التاريخ

25- الاستسلام لحرفية التراث

26- التسليم الأعمى للأرقام الجامدة

27- تصديق الرواية الشفاهية بلا نقد

28-  التخلى

 

………….

…………. إلخ

المجموعة‏ ‏الثالثة‏ ‏فضائل‏ ‏وقيم‏ ‏تتخلق…(للرعاية والتنمية)

‏1-‏ فضيلة‏ ‏الحيرة‏ ‏الطازجة

‏2- ‏” ‏ ‏المخاطرة‏ ‏المبدعة

‏3- ‏‏” ‏الحس‏ ‏النقى (المتفتح)

‏4- ‏ ‏”‏ ‏الإتقان

‏5-‏” ‏الوعى ‏الممتلئ (الممتد)

‏6-‏ ‏” ‏الجهل‏ ‏المعرفي

‏7- ‏‏” ‏الإنصات‏ ‏

‏8- ‏ ‏”‏ ‏التلقى ‏المبدع

‏9- ‏” ‏ “‏تأجيل‏ ‏الحُكْم”

‏10- ‏” ‏الاقتحام‏ ‏المسئول

‏11- ‏” ‏الحوار‏ ‏بالجسد

‏12-” ‏العمل‏ ‏البدنى (‏واليدوي‏)‏

13- ‏” الحركة (جسدا وترحالا)

14- ‏” الصمت المتكلم

15- ‏” الدهشة المتجددة

16- ‏” تحمّـل الغموض

17- ‏” احتواء الغموض

18- ‏” الحيرة الخلاقة

19-‏”  ذكاء السؤال

20- ‏” وضع الفروض

21- ‏” نقد الفروض

22- ‏” نقد الذات

23- ‏” القدرة على تغيير الرأى

24 – ” صنع الجمال

25- ”   التمتع بالجمال

26 ” الإبداع المنتـَـج

27- ”  إبداع التلقى

28-” تقمص الآخر(لقبولٍ أصدق)

 

 

………….

…………. إلخ

تنبيه

إن كل قيمة من هذه القيم، سلبية أم إيجابية، يمكن أن تجد لها تعريفاً فى معجم، أو موسوعة، أو شرح فى/مَـن “النت”، أو فى كتاب متخصص مثل “فن الحب” أو “قبول الآخر”، أو “الأسس النفسية للإبداع” …. أو غير ذلك ومثل ذلك،

 ومع كل الاحترام لكل التعريفات والاجتهادات، إلا أن هذا ليس مبحثنا تماما، ولا هو منهجنا أصلا.

هذا بحث علمى يقوم به العامة الجهلة أمثالى

مرة أخرى (بعد أن عرضنا ما تيسر) نعيد التذكرة بخطوات البحث:

1) نبدأ بالكلمة التى تصف القيمة المعنية (سلبية أو إيجابية أو واعدة) أو غير ذلك،

2) ننطقها، نتأملها ونحسن الانصات لرنينها داخلنا،

3) ثم نتلفت نتابعها بأى قدر من الحدْس والأمانة فيما حولنا وفيمن حولنا،

4) ثم نرجع إليها لنعيد النظر فيها، ونتحاور، أو لا نتحاور

5) ثم  نتحمل مسئولية النتائج

النتيجة

  • كل واحد منا يتحمل –أمام الله ونفسه والناس والتاريخ – نتائج ما وصل إليه !!
  • كذلك يتحمل – غصبا عنه- نتائج ما وصل غيره إليه (فا لبحث جارٍ دون إذنه)
  • فإذا قضينا ونحن نكدح للحق تعالى، …… فسنلاقيه
  • وإذا توقفنا دون الكدحقبل أن يأتى أجلنا، فلنتحمل مسئولية جريمة التوقف

وبعد

 أليس فى هذا محاولة لقراءة ماذا يحدث“، وليس فقط “ماذا حدث“؟ 

أليس فى ذلك احتمال تحديد دور كل منا  فيما يحدثبالمشاركة أو العمى أو المواجهة ..إلخ؟

أليس فى هذا فرصة أن نساهم أن يحدث ما يحدث بطريقة أفضل ؟

ألا يحتمل أن تتجمع الجهود (لا التفسيرات ولا التنظير) فيتخلق بشرٌ قادرون على فعل حقيقى نواجه به ديناصورات الإنقراض، ومصاصى الدماء،  ومجرمى الخراب الشامل؟

دعونا نبدأ ولا نتوقف

(ملحوظة)

  • يستحسن أن ترسل لنا تعليقك لندعو الله أن يكتبه لك فى حسناتك، فى الدنيا ثم فى الآخرة إن شئت.
  • أو نرد عليه ذات يوم جمعة، وكله بثوابه،
  • أو (ربما نجمع التعليقات ونخرج منها بشىء ما)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *