الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / المقامة الرابعة “ليلة قدْر” الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”

المقامة الرابعة “ليلة قدْر” الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد 4-7-2021

السنة الرابعة عشر

العدد: 5055

 ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثالث: (دورات وشطحات ومقامات) (1)

المجموعة الثالثة

عشر مقامات (المقامة الرابعة)

ليلة قدْر (2)

فى ‏بؤرة‏ ‏الهجر‏ ‏الهجير‏ ‏تساقط‏ ‏الحلُّ ‏المـُـسـَـرْبل‏ ‏بالقوافى‏،

‏واضمحلَّ ‏القولُ‏ ‏قبل‏ ‏النصف‏ ‏لم‏ ‏تلحق‏ ‏به‏ ‏بـُشرَى، ‏ولا‏ ‏ذكرَى‏،

‏ولم‏ ‏يلمحـْهُ‏ ‏لحظٌ ‏عابرٌ ‏كيما‏ ‏يفيقُ‏،  ‏ولم‏ ‏يزلْ، ‏طفلٌ ينادى يستغيثُ ‏بوالدٍ ‏متصلـَبٍ‏ ‏فوقَ‏ ‏المنابرِ‏،

‏والذهولُ‏ ‏يدغدغُ‏ ‏الوعىَ ‏المغلـَّفَ‏ ‏بالمراثى:

            عمُّـنا‏ ‏الماضى ‏يعزِّى ‏آسفا‏،

            ‏فيما‏ ‏لــيُـجهضَ ‏ذا‏ ‏الجنين‏ ‏المحتمل‏

‏                             (‏وبرغم‏ ‏أنَّ‏ ‏الحملِ ‏خارج‏ ‏الرحمْ‏!)‏

 “لا‏ ‏تبتـئـسْ”.‏

فازداد‏ ‏بؤسى ‏واختبأتُ‏ ‏وراء‏ ‏أسوارِ‏ ‏الذى ‏لمْ ‏أقترفْ‏.‏

‏  ‏فى ‏بؤرة‏ ‏الحـُلم‏ ‏الصقيع‏ ‏تخثرتْ‏ ‏نبضاتـُـه‏ ‏فطرقتُ‏ ‏باباً ‏موصداً‏

يـُغرى ‏بوعدٍ‏ ‏غامضٍ‏.‏

 ‏ردّتْ‏ ‏بأنّى ‏آسفهْ‏، ‏

 والقاع‏ ‏ينعى ‏ناسَه‏ ‏لم‏ ‏يوجدُوا‏ ‏أصلا‏ ‏بجوف‏ ‏السـِّـرّ

‏قـُربَ‏ ‏الصبح‏ ‏لمَّا‏ ‏ينبلجْ.

 ‏وطرَقـْـتـُهُ‏ ‏بعد‏ ‏السديم‏ ‏يحفـُّهُ‏ ‏غيمُ ‏الجنون

‏ ‏فبانَ‏ ‏خلف‏ ‏الخـَـلـْـق‏ ‏حتى ‏الملتقى‏.‏

‏‏فى ‏بؤرة‏ ‏القول‏ ‏الكتوم‏ ‏نصبتُ‏ ‏شـِـرْكا‏ ‏للمعانِى ‏والمغانِى ‏والطقاطيقِ‏ ‏التى ‏ترنُو‏ ‏إلينا‏ ‏فى ‏حذرْ.‏

ورصدتُ‏ ‏مسعىً ‏للذكاءِ ‏إلى ‏غباءٍ‏ ‏ينطلقْ‏،

 ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏الفحوَى ‏التى ‏لم‏ ‏تنفجرْ، ‏

 فتناثرتْ‏ ‏أشلاؤُها‏ ‏أيدِى ‏سبَا‏.‏

‏‏فى ‏بؤرةِ ‏القهر‏ ‏الذى ‏ما‏ ‏عادَ ‏يرنُو‏ ‏بعدهُ ‏أحدٌ ‏إلى ‏حقٍّ‏ ‏يقالُ،

 ‏ ‏ينالـُهُ‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏ينلْ‏ ‏غيرَ‏ ‏الوعودْ‏. ‏

فى ‏ليلة‏ ‏القدْرِ‏ ‏التى ‏خيرٌ‏ ‏من‏ ‏العمر‏ ‏الـْمَضَى : ‏

يدعو‏ ‏الغزاة ُ ‏إلى ‏الشطارةِ ‏والمهارةِ‏ ‏والدماثةِ ‏والبلهْ‏، ‏ ‏

يدعون‏ ‏هيـّا ‏ ‏يا شباب‏ ‏نرجّعُ‏ ‏القولَ‏ ‏المعادَ‏ ‏بأنه‏:

“‏إنَّ‏ ‏السلامةَ‏ ‏أولا‏”.‏

‏‏فى ‏بؤرة‏ ‏السحـْـق‏ ‏المؤجـَّلِ‏، ‏حيثُ‏ ‏يمضى ‏الموتُ‏ ‏يطلبُ‏ ‏ودَّهَا‏،

  ‏فتخونـُهُ‏ ‏علـَـنَاً‏، 

‏فيرنو‏ ‏راكعا‏ ‏متبتـِّـلا‏،  ‏يرجو‏ ‏السماحَ‏ ‏لمن‏ ‏تمطـَّـى ‏فوق‏ ‏موج‏ ‏المدِّ‏

‏خلفَ‏ ‏سرابِ‏ ‏غـَـرْقـَى ‏الوعىِ ‏فى ‏زحفِ‏ ‏الشفقْ‏.

‏‏ ‏فى ‏بؤرة‏ ‏النور‏ ‏الذى ‏لمْ ‏ينبلجْ‏،

 ‏‏فى ‏بؤرة‏ ‏البؤَر‏ ‏التى ‏لمَّا‏ ‏تدُرْ .

والمُبْتَـدَى ‏ولـَّى..، ‏ولم يلحقـْه فعلٌ أو خبـَرْ.

المقطم‏ ‏

الساعة‏ ‏الرابعة‏ ‏صباحا

13/5/1991

 

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

[2] – المقامة الرابعة “ليلة قدْر” من الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المجموعة الثالثة: “مقامات “(ص 321)

 

 admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *