الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / المخدرات العصرية والمفاتيح السرية عن كتاب وفيلم “السر”

المخدرات العصرية والمفاتيح السرية عن كتاب وفيلم “السر”

يوميا” الإنسان والتطور

    11-12-2007

العدد: 102

 

المخدرات العصرية والمفاتيح السرية

عن كتاب وفيلم “السر

  The secret

 تمهيد

فى يومية 23 نوفمبر 2007، فى ردى على أحد ضيوف حوار الجمعة  (أ.غنيم) وهو يسألنى عن التنمية البشرية، والبرمجة اللغوية المعاصرة. أشرت إلى كتاب، وفيلم، وبدعة ما يسمى “السر” The secretوقانون الجذب The Law of Attraction قلت وأنا أرد عليه: “… فزعت فزعا شديدا من لعبة بيع الأوهام هذه، تلك اللعبة التى وصلت إلى درجة تكاد توازى ترويج المخدرات، أى والله، ثم أردفت: …. لا أنكر يا سيدى أننى عثرت على بعض الحجارة  الخام  الملقاة هنا وهناك بين أكوام القش الهشة هذه، تلك الأكوام التى يسوّقونها تحت هذه الأسماء، وأنا أكاد أكون متأكدا أنهم لا يعلمون شيئا عن أن بعض هذه الحجارة قد تكون من الأحجار الكريمة، لو أحسن الكشف عنها بطريقة أخرى لهدف آخر غير التجارة وبيع الأوهام.

أذكر أن ما وصلنى بعد ذلك من بعض المحاورين، وأيضا من نقاشى مع حفيدى عمر الذى انبهر جزئيا بما أورده الفيلم، أنه “وكيف كان ذلك”؟ أعنى كيف أن ثمة حجارة كريمة يمكن أن نعثر عليها فى كوم القش (أوراق البانجو الجافة)، وكيف نكتشف أنها حجارة كريمة؟

هذا هو موضوع هذه اليومية

مقدمة

يبدو أنه من الأفضل جمع الأحجار المتناثرة فى كوم القش[1] الذى يغرى بما لا يمكن مقاومته (المال والحب والرفاهية والحاجات دى)، تحصل عليها بمجرد أن “تريدها جدا، وتركز فى ذلك، وتصر على ذلك، فتأتى إليك بالسلامة“.

ولكن دعونا قبل التمادى فى السخرية التى سبقت إلى قلمى دعونا نتعرف على بعض المعلومات التى اقتطفتها من “النت”، وقد كتبت بتاريخ: 7 مايو سنة 2007 يقول المقتطف:

لا يوجد سر فى “السر،

 إن الكتاب والفيلم يقرران أن : 

  • قانون هذه الظاهرة الأساسى هو: إن أفكارك هى التى تحكم الكون .
  • إنه من خلال قانون الجذب، عليك أن تدع رغبتك تتجلى حاضرة تماما كأنك تشير إلى طلب محدد من قائمة معروضات (كتالوج).
  • عليك أن تعرف أن ما تريده “هو لك” فى نفس اللحظة التى تطلبه فيها
  • تريد أن تجد نفسك تعيش فى بحبوحة (وفرة) فليس عليك إلا أن تجذبها إليك.
  • إنها القاعدة التى تنجح كل مرة، لكل واحد دون استثناء.
  • الإغراء واضح: إنسَ التعليم، والجهد، والأداء.
  • كل ما تطلبه من المال، إلى القوة، إلى  حذاء يريح قدميك: هو لك، ببساطة، بمجرد أن تريده بدرجة كافية.

هل وسط  ذلك يمكن أن نجد  حجارة كريمة  بأى صورة من الصور؟.

لكن دعنى – قبل أن أجيب- أنكد على حضرتك بتصوير بطىء، لتتقمص صورتين كما فعلت أنا شخصيا، وأنا أشاهد مقطعان من الفيلم هكذا:

الصورة الاولى:

أنت عامل بناء تسكن فى حجرة على السطح فى عـزبة القصيرين فى غمرة، الساعة التاسعة مساء، ورجلك فى الجبس لانك وقعت من على السقالة منذ أسبوع، والمقاول لم يكن مؤمنا عليك، الأولاد (ستة) يذاكر الأول والثانى فى المطبخ (لا يوجد مطبخ لكنه يسمى كذلك) والثانية والثالث، ناموا بعد أن يئسوا، والرابعة والخامسة يبكيان من الجوع، عليك أن تصدق ما جاء أعلاه، (فى موضوع السر)، وأن تعرف أن أفكارك هى التى تحكم الكون، لو سمحت ركّز بكل ما عندك من حسن نية، وشديد عزم، ويقين بالاستجابة، ركز على خمسة أرغفة بلدى، ليست ساخنة بالضرورة، لم يحدث شىء؟ هى غلطتك، لو سمحت ركز أكثر؟ بكاء الأولاد يزعجك؟. ماذا يحول دون أن تركز أكثر؟ إنتظر قليلا، ها هما قد ناما ربما يأساً مثل الآخرين، عد فركز كل أفكارك على عشرة أرغفة، فالأسرة من ثمانية بحسابك وحساب أمهم، شاور بوعى بإصبعك إلى ما تريد (فى الهواء إلى الكون) حتى لا تلتفت هنا أو هناك، إشحذ فكرك، رِدْ ما تريد، لا تشغل بالك بما لا تريد، ولا بحقك فى التأمين، ولا بنذالة المقاول الذى نسيك حتى لم يزرك ليقول لك سلامتك، ولا تسمح بندمك أن يعاودك على أنك لم تحجز من أجرك ما يكفى لهذا اليوم، (مع استحالة ذلك “إجذب” من الكون بأفكارك الأرغفة الواحد تلو الآخر، ها هو الباب يدق، أحدهم جاء بالأرغفة، أو لعله جاركم جاء يسد ما استدان منك منذ ثلاثة أشهر، خمس وثلاثين جنيها بالتمام، أو لعلها بنت خالة زوجتك عرفت ما جرى، فقّدمت دور زوجتك وفضلتها على نفسها لتقبض “جمعية” هذا الشهر بدلا منها، هكذا تَحقق مفعول “السر” سوف تأخذ بعضا  من أى من ذلك، وترسل زوجتك إلى المخبز الذى بجواركم لتحصل على ما تريد، لا-لا إبعد هذه الأفكار الأخرى، وانس الطابور الذى حكت لك زوجتك عنه هذا الصباح، فهذه أفكار سلبية تمنعك من التركيز الآن، وأيضا لا تنشغل باحتمال أن الطابور قد انفض دون أن يحصل من كان يقف فى نهايته على الخبز الذى جاء من أجله، هذه أفكار سلبية، حتى لو حدث ذلك فليس لأن المخبز خلص ما فيه قبل أن يصل إليه الدور، ولكنه بسبب خطأ هؤلاء الذين كانوا فى آخر الطابور، إن أياً منهم لم يركز على الأرغفة التى قرر أن يحصل عليها، بل وراح يسخط من طول الطابور، أو لعله تجرأ فلعن الحكومة، وكان الأولى به أن يعرف أن أفكاره هى التى تحكم الكون، وأنه بدلا من الضجر والسخط وهذا الكلام الغبى، كان عليه أن يستدعى “قانون الجذب” بكل تركيز، كان القانون سوف يقصر طول الطابور، أو على الأقل يزيد كمية الخبز، حتى إذا جاء دور هذا المحظوظ بممارسة توصيات السر، وجد طلبه تحت بصره فى نفس اللحظة (أو بعد نصف ساعة، لا يضر)، تفيق من أفكارك هذه وتذهب لفتح الباب، فلا تجد أحدا، هل كانت خبطة عشواء، أم أن أذنك التقطت أصواتا لا وجود لها، ترجع فتجد الطفلين قد لحقهما الدور، وناما هما كذلك، ناما جائعين تتساقط الدموع من عينيك فتحاول أن تخفيها عن زوجتك، لم يحدث أبدا أن رأت زوجتك دموعك، هى أيضا تحاول أن تخفى دموعها عنك، وهى تغطى الأولاد ببقايا البطانية القديمة

الذنب ذنبكما، لم تصدقا “السر”،

ولم تحسنا استعمال قانون “الجذب” 

الصورة الثانية:

حضَّر خيالك معى، لو سمحت

لا تستطيع؟

لماذا؟

ما زالت الصورة الأولى تشغل بالك؟.

 أنت غاوى نكد، لو سمحت، لو سمحت، نعم، هكذا استعد، نعم، هكذا، شكرا.،

أنت الآن شخص أمريكى جدا، تريد أن تحصل على مائة ألف دولار،(يعنى ماذا؟ أنت مالك!)  ما عليك إلا أن تريدها جدا، نعم، هكذا، الآن : عليك أن ترسل أفكارك إلى الكون لتتحكم فيه ليجيب طلبك، تركز أكثر لو سمحت ينجذب طلبك إليك، تهتدى  إلى طريقة تسويق أربعمائة ألف نسخة 400000من كتاب ألفته وفشلت أن تسوّقه كما ينبغى، لكنك لما ركزت جدا جدا، على قرارك ورغبتك فى الحصول على 100000 مائة ألف دولار جعلك هذا التركيز بفضل قانون الجذب تهتدى إلى مجلة إعلانات أثناء تسوقك فى سوبر ماركت ما، فتنشر فيها إعلان عن كتابك هذا وأنه بربع دولار لا غير، ثم تناقشك صحفية انتبهت للإعلان، فتكتب مقالا عن كتابك، فتباع كل النسخ فى وقت قياسى  فتحصل على المائة ألف دولار التى ركزت عليها لأنك تريدها، أى والله، فتقول لك زوجتك وهى تعد الأوراق الجميلة ذات الرائحة الخاصة (نعم للأوراق رائحة: ولكل عملة رائحتها المختلفة عن رائحة العملة الأخرى  راجع يومية الأنف تدرك مثل العين أحيانا)  تقول لك زوجتك وهى تملأ خياشيمها بالرائحة دون أن ترفع رأسها إلى أعلى، تقول لك: ما دام الأمر كذلك هيا نركز على مليون دولار، فتركز، فيشاء الكون السميع العليم أن تحصل عليه بسر الجذب بالسلامة “… الخ.

 وخلاص.

(هذه القصة منشورة فى الكتاب، وموجودة فى الفيلم، ومثلها كثير، وصاحبها هو الذى يحكيها وعلى وجهه ابتسامة لم أفهم معناها بصراحة)

أما القصة الأولى فهى موجودة هى الأخرى لكنها ليست منشورة، لأنها مكررة، ليس فيها جديد، ويمكنك التأكد من مصداقيتها فى أى مكان مثل عزبة القصيرين، مثلا: البساتين، حارة السكر واللمون، درب شبانة، كفر الاقرع، ..إلخ إلخ.

****

من حقك أن تسألنى الآن:

طيب، إذا كان الأمر كذلك بعد هذه التعرية الصارخة، فهل يمكن أن نجد وسط هذا العبث أية أحجار كريمة كما تقول؟

قبل أن أجيب، دعنى أذكر لك بضعة أرقام ذكرتها نفس الكاتبة التى اقتطفنا كلامها من النت فى البداية،  أرقام عن المدى الذى وصل إليه انتشار الكتاب

هذا الكتاب هو من مجموعة “أوسع الكتب انتشارا”، يقول الناشر (سيمون شستر (Simon Schuster إن الكتاب يبيع مائة وخمسين ألف نسخة أسبوعيا، وأن “الــ دى فى دى”DVD باع على الأقل مليون ونصف مليون قرص (طبعا غير الذى سرقت من ورائهم)، وأنه أكثر الكتب مبيعا فى أستراليا، وبريطانيا وأيرلندا، وأنه ترجم لثلاثين لغة

طيب

حلال عليهم، ناس رايقة؟

ونحن ؟

فوجئت أن حفيدى عمر (18 سنة)، وهو صديقى كما أشرت من قبل فى أكثر من مناسبة،    أقول فوجئت أن عمر، رأى الفيلم، وأنه معجب به، ويصدق أغلبه، قلت له مازحا أو منبها، هيا يا رجل ركز لنا على ما يجرى فى العراق، لنتخلص من بوش، ومن كل ما ترتب على وجوده فى هذه الدنيا هو ومن يمثله، نبهنى أنه لا، ذلك أن قانون الجذب (الخاص “بالسر”) يمنع التركيز للتخلص من أى شئ أو أى شر أو أى شيطان. لا ينبغى أن يوجه التركيز للتخلص من السلبى، ولكن فقط يسمح بالجذب لكل ما هو إيجابى للشخص، وبنص التعليمات فإن “الحركة المضادة للحروب زادت من الحروب” كذلك لا ينبغى أن يتوجه التركيز لإيذاء الآخر، ولكن للحصول على ما تريد لك أنت فقط.

أقفلت باب النقاش، وكنت على وشك أن أكتب ما أكتب الآن، وقلت أرد عليه وللناس.

ثم يبدو أن عمر، وهو طالب بالجامعة الأمريكية، قد لا يمثل نفسه، بل يمثل جماعة لا أعرف حجمها من الشباب، لكن يمكن أن أستنتج ذلك بعد أن طلبت  منى إحدى المعدات الفاضلات فى قناة “أوربت” أن اسجل معها حول هذا الموضوع، وبصراحة أنا لم أكن أعرف شيئا عنه وسط انشغالاتى، ولكن بمجرد ان وصلنى طلبها استمهلتها فى الاستجابة حتى أتعرف على هذا الكتاب، وهذه الظاهرة، وهأنذا أفعل.

شبابنا فى قاع البحر

نحن نلوم الشباب الذين يدفعون الآلاف مقابل أن يموتوا غرقى على سواحل الأعاجم غوْصاً إلى عمق البحر، وعلى الجانب الآخر هذا هو حفيدى وصديقى يتصور أنه يمكن أن يحقق ما يريد بممارسته قواعد وقانون السر،  ولعل المفتى – غفر الله له – كان يريد من الشباب الطماعين أن يعرفوا “السر” قبل أن تقتلهم أطماعهم، كان يكفى أن يجلس أى منهم فى داره ويركز على ما يريد، مثلا وظيفة كاتب محكمة فى الوادى الجديد، أو أمين مساعد فى مخازن ورش غمرة، شريطة أن يتقن طقوس “أن يريد ما يكون، فيكون”، لا أن يرفض ما لا يريد كما أفهمنى عمر، هذا هو السبيل المضمون للسلامة، والكرامة معا، بدلا من أن يحسر قلب أمه عليه هكذا، وحتى لو كان هو مستغنيا عن حياته التى لا تساوى شيئا بنص الدستور، فما ذنب أمه؟

المهم .

بعد كل ذلك: هل يمكن أن نجد وسط هذا الكوم من الأوهام والأحلام والاختزال والتخدير أحجارا كريمة كما أزعم.

الإجابة أن : نعم

قالوا وكيف كان ذلك

قلت انتظروا قليلا وهيا معى أولا إلى استرجاع خفيف خفيف (فلاش باك) لحكاية السعادة التى سبق أن تكلمنا عنها .

عودة إلى “سعادة” برتراند راسل

حين نشرت يومية موجزة عن كتاب انتصار السعادة لبرتراند راسل  تصور القراء أننى غير موافق أن يكتب برتراند راسل، وهو من هو، عن هذا الموضوع بهذا الشكل،  وقد حاولت أن أنفى ذلك، أنفى اعتراضى، ويبدوا أننى لم أنجح، فراسل  لم يكتب عن “انتصار السعادة”، كما ترجم العنوان خطأ، السعادة لا تنتصر، ولكنه كتب عن “اقتناص السعادة”، كلمة Conquest  تعنى اقتناص، وليس انتصار Victory(وقد أشرت سابقا أننى لم أعثر على الكلمة المناسبة بدلا من انتصار، وهأنذا عثرت عليها وأنا أتناول معالجة موضوع اليوم).

سأبدأ برحلة البحث عن الأحجار الكريمة وسط كوم أوراق البانجو الجافة،  هذه بأن أفسر الإيجابيات  التى وصلتنى من توصيات ونصائح برتراند راسل، لعلنى أنجح فى النهاية أن أجد حلا لبعض ما جذب الناس إلى “هذا السر”.

فمثلا سوف أحاول أن أقرأ  “قانون الجذب” الخاص بالسر على أنه نوع من اقتناص السعادة من خلال شحذ التلقى الإيجابى، ذلك أننى فهمت من مجمل كتاب راسل أنه يقصد بالاقتناص هذا النوع من الانتقاء الجميل، والاقتحام الطيب، لما يمكن أن يفرحنا بدلا من التركيز على ما مضى، وما لا حل له، لاستحالة استعادة نفس الأحوال التى أفرزته.

هذا مجرد فتح كلام. (وسوف أقارنه ببعض قواعد السر لاحقا)

حين شغل راسل أكثر من نصف مقدمة كتابه (صفحة ونصف) باقتطاف من شعر”والت ويتمان” نبهت إلى ما يجدر بنا أن نأخذه  من إيجايات هذا المقتطف، وما ينبغى أن نحذر من التسليم له دون تحفظ.

من تلك الإيجابيات  أن من أهم  ما يعطلنا عن اقتناص السعادة هو

  • العويل على ما فات،
  • وتأجيل الفرحة،
  • والشعور بالذنب،
  • والحرص على امتلاك ما لا نحتاج،

أما  أهم ما ينبغى أن نحذر منه فهو أن تكون سعادة الحيوانات هى مثلنا الأعلى،

 فمنذ اكتسب الإنسان الوعى، ثم الوعى بالوعى، أخذ مقلبا إذا هو لم يتمكن من حسن استعمال هذا المكسب

وقد أنهيت نقاشى لهذه القضية بطرح بعض الخطوط العامة التى سوف أعيدها (لأننى سوف أناقشها فى هذا السياق الجديد)، وهى كما يلى :

1- إنه لايجوز الحديث عن السعادة أصلاً، (أو البحث عنها)، فهذا فى ذاته : ضدها.

2- إن الوعى بها (أو بأى مسمّى باسمها) هو نتاج جانبى لحياةٍ قادرة على إفرازها من ورائنا، بما يسمح لها أن تتسرب إليك من باب تركته مفتوحاً دون قصد .

3- إنها حركة نابضة، عميقة وغامضة، وجميلة وساحرة دون إعلان ذلك، وهى لا تتعارض مع الألم الحى، والحزن الخلاّق .

4- إنها متعددة التجليات بتعدد التباديل، والتوافيق مع سائر مستويات وجود الفرد وتقلباته، لكنها فى النهاية حضورٌ كلىّ مشتمل

5- إنها مسامّية (تسمح بالدخول) انتشارية (يستحيل حبسها فيمن يتمتع بها وحده لنفسه)

6- إنها نمائية (من النمو)، إذْ تواكب وتدفع إلى ما بعدها، والذى هو هى، لكنه مختلف

7- وهى غير حاضرة بما هى إلا “الآن جداً“، “الآن فقط“، “الآن الممتد أبدا،

8- وهى القادرة على أن تملأ الوقت بما يستحق أن يُملأ به، بغض النظر عن نوع محتواه 

9- وهى غير قابلة للتعريف، ولا حتى بأنها ضد ما هو عكسها!!

10- وهى ما تبقى فيك رغما عنك مما سبق ذكره، ما تبقى من كل ذلك، مما هو ليس أيا من ذلك!!

ثم قلت استدراكا :

لو أن السعادة هى كما ذكرنا الآن، فهى “ليست السعادة” التى يتحدثون عنها

 ولو أنها “السعادة” فعلاً فلن يجرؤ أحد أن يدّعى أنه سعيد .

اقتراح عملىّ (لا تأخذ به من فضلك):

تصورتُ أنه …، أننا… يمكننا أن نكتشف، بما نحن فيه “الآن”، دون أى جهدٍ إضافىّ، أن كل ما ذُكِرَ سالفا هو موجود  لدى أى واحد منا، حالاً،

 وأننا لا نشعر به لأننا لم ننتبه إلى أنه يدخل فعلاً من الباب الذى نسينا أن نغلقه (بند 2)،

وأن كل ما علينا هو أن ننتبه إلى هذا الباب المفتوح أصلاً،

 لعلنا نستقبل منه بعض كل ذلك،

برغم كل ما هو ليس كذلك !!”.

***

هل يوجد وجه شبه مع ما نبحث عنه فى مسألة “السر“.

(انتظرنا فى يوميات لاحقة).

من هنا أيضانبدا

حين راجعت هذا الذى جاءنى هكذا من فرط الحب والغيظ اللذان أثارهما فىّ كتاب “راسل”، قلت ليكن هذا هو مدخلى  إلى محاولة اليوم :

اكتشاف الأحجار الكريمة فى كوم قش ورق البانجو” وسوف يكون هذا هو موضوع يومية الغد.

***

فى الأجزاء التالية أرجو أن نعثر على كل من (كعينات):

  • إيجابية العيش فى “هنا والآن“.
  • وعمق الحق فى “العوزان”.
  • ومعنى حق الدعاء.
  • ومدى حق الاستجابة.

كما أرجو أن نتعلم كيف نضئ الضوء الأحمر أمام كل من (كعينات):

o اجترار الألم.

o قىء الذكريات الواخزة.

o التأجيل العبثى حتى تحت زعم المشيئة دون الوعى بحقيقة المشيئة.

وغير ذلك من هذا وذاك.

الخلاصة:

هل ننتهى فى نهاية النهاية إلى معرفة كيف يمكن:

العمل على تكريس اللحظة بما هى لما هى (ما أمكن ذلك)؟

هل تكون هذه هى “اللؤلؤة” التى نبحث عنها؟

وهل ثمَّ ملامح لها وسط قمم قش ورق البانجو الجافة (السر)؟

وهل نستطيع أن نخرج منها بنتائج ظاهرة، لسلوك محدد؟

هذا كله هو بعض ما نأمل فى تغطيته لحاقا.

 

[1] – ربما هو كومة أوراق جافة لشجر القنب الهندى التى تسمى البانجو

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *