الرئيسية / الأعمال العلمية / كتب علمية / الكتاب الرابع: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الحالات: من (61) إلى (80)

الكتاب الرابع: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الحالات: من (61) إلى (80)

الكتاب الرابع 

بعض معالم العلاج النفسى

من خلال الإشراف عليه

 

الحالات: من (61) إلى (80)

  

أ.د. يحيى الرخاوى 

 2019

الإهــداء

“إليهم” أيضا.

يحيى

استهلال:

هذا هو الكتاب الرابع (الحالة من 61 إلى 80) الذى أشعرنى بتقصيرى لأنه لم ينشر فى حينه فى هذه الطبعة الورقية.

المقدمة هى هى التى جاءت فى مقدمة الكتاب الأول (الحالة من 1 إلى 20)

آمل أن تثير هذه السلسة بهذا المنهج المزيد من الحوار: لعلنا نتعرف أكثر فأكثر على ثقافتنا الخاصة من خلال الواقع العارى المؤلم، والمحاولة الجادة المواكبة المسماة: “العلاج النفسى”.

 

 

الحالة: (61) المرضى: أُسْرة ممتـدة، مع الحذر من الاعتمادية

الحالة: (61) المرضى: أُسْرة ممتـدة، مع الحذر من الاعتمادية

الحالة: (61)

المرضى: أُسْرة ممتـدة، مع الحذر من الاعتمادية([1])

د. محمد عبد الفضيل: هى ست عندها 48 سنة، واحدة من ثلاثة أخوة أشقاء مش متجوزة،  معاها دكتوراة فى العلوم الإنسانية  بتكتب مقالات سياسية، هى دخلت المستشفى هنا من خمس سنين وقعدت تقريباً ست أسابيع وخرجت متحسنه نسبياً وماشية على الدواء لغاية النهارده

د. يحيى: مادخلتـْشى تانى طول السنين دى .

د. محمد عبد الفضيل: لأه، هى دخلت مرة واحدة،  البداية بتاعت الأعراض كانت بعد وفاة والدتها بحوالى سنة،  هى ليها أخ أكبر منها دكتور ومهاجر لأمريكا،  وليها أخت أصغر منها دكتورة  وعايشة هنا فى مصر،  أختها هى اللى جت لحضرتك العيادة الأسبوع اللى فات، وانا كلمت حضرتك عليها،  المريضة دى بعد ماخرجت انتظمت معايا مدة طويلة، بعد ما سافر زميلى اللى كانت بتابع معاه.

د. يحيى: يعنى بقالها معاك انت حوالى قد إيه؟

د. محمد عبد الفضيل: يمكن تسع شهور

د. يحيى: إنت بتشوفها هنا فى المستشفى

د. محمد عبد الفضيل: آه، هى أول ماجت أنا كنت مصر طول الوقت إنى أضغط عليها إنها تتحرك وتعاود نشاطها القديم، هى ست مُنجزة وشاطرة، وفعلا رجعت انتظمت  فى الشغل .

د. يحيى: هى موظفة فى الصحافة، ولا بتكتب مقالات بأجر، ولا إيه؟  يعنى لها مواعيد شغل ؟

د. محمد عبد الفضيل: أيوه ، بس مش ثابتة قوى، وكمان هى بتاخد كورسات فرنساوى وتقريباً وصلت للمستوى 12،  يعنى ماشية كويس جداً بس عايشة لوحدها،  أختها الأصغر منها إتجوزت من سنتين أختها عيانة نفسية برضه وده مصعب الدنيا شويتين خصوصا بعد وفاة والدتها ، العيانة بتاعتى دى  مالهاش علاقة بأى حد خالص، مافيش اهتمام من أى حد خالص،  حتى أختها كنت باشوف اهتمامها بيها مش إهتمام حقيقى يعنى

د. يحيى: هى مش متجوزة ؟ مش كده؟

د. محمد عبد الفضيل: آه  مش متجوزة ، هى اتخطبت مرة واحدة وهى صغيرة خالص وأتفركشت الخطوبة، وخلاص

د. يحيى: كان سنها كام ساعتها

د. محمد عبد الفضيل: كان سنها وقتها تقريباً 26 سنة

د. يحيى: ودى تبقى  صغيرة خالص؟ 26 سنة؟ ولاّ إنت بتجامل زميلاتك هنا ولا إيه؟

د. محمد عبد الفضيل: يعنى، صغيرة بالنسبة لسنها دلوقتى.

د. يحيى: السؤال بقى ؟؟

د. محمد عبد الفضيل: هى انقطعت عن إنها تيجى بقالها تقريباً فى حدود شهرين، وانا عارف إنها  مالهاش علاقة بحد ولا حد مهتم إنه يسأل عليها ، فأنا انشغلت

د. يحيى: العادة الشهرية  أخبارها إيه؟

د. محمد عبد الفضيل: بدأت تتلخبط،  وهى جاية لى كانت بدأت تخش فى سن اليأس يعنى، بس عمرنا ما اتكلمنا فى المنطقة دى، زى ما تكون مش مهتمة ، ما خلاص بقى.

د. يحيى: السؤال؟

د. محمد عبد الفضيل: بعد انقطاعها ده  مش عارف أتصرف إزاى

د. يحيى: عندك تليفونات قرايبها؟

د. محمد عبد الفضيل: عندى تليفونها  نفسها

د. يحيى: ماعندكشى تليفونات حد من قرايبها

د. محمد عبد الفضيل: لأ

د. يحيى: ليه بقى ؟؟!!، المهم ؟

د. محمد عبد الفضيل: هل ينفع إن أنا أتصل بيها ؟

د. يحيى: هو رسميا ما ينفعشى،  لكن مصريا ينفع.

د. محمد عبد الفضيل:   هوه يعنى كان الأفضل إنى أتصل بقرايبها مش كده ؟

د.يحيى: بصراحة آه، دى غلطة ما تغلطشى فيها تانى، حتى لو قرايبها يا أخى مش مهتمين بيها زى ما بتقول عن اختها، حتى لو أخوها مسافر دى معلومات أساسية لازم تتثبت فى أوراقها،  لازم تستوفيها ومن البداية، خصوصا  لما المريض يكون ذهانى، أنا ما اعرفشى فى بلاد بره بيعملوا إيه، إنما فيه خدمة اجتماعية، وفيه تأمينات، وفيه دوسيهات منظمة،  وكلام من ده، إحنا هنا عندنا الدكتور بيقوم بكل ده لوحده، مش قلنا الطبيب فى مصر بالذات والد، وفى مهنتنا دى بالخصوص، مرة تانية، دى لو بنتك وتغيب عنك شهرين حاتعمل إيه، صحيح انت أصغر منها فى السن، لكن الطبيب والد مهما كان فرق السن، الدكتور النفسى بيعمل عيلته زى ما قلت لكم قبل كده زى نمو كرة التلج ، كل ما شوية رذاذ ييجوا عليها يتلموّا حواليها يتجمدو وتكبر وتمتد، أنا ساعات باشعر إن عيلتى جايبة من مرسى مطروح للعريش لابوسنبل ، بابقى مشدود بينهم على كل المسافة دى وانا مش دارى، هى مش مسألة انشغال فكرى وكلام مـِـن ده، هى مسألة وعى ممتد، بامتداد الأسرة وعلى قد كُـبرها، طبعا ما حدش يستحمل ده بوعى كامل، لا أنا ولا غيرى، إنما ربنا موجود، ما هو اللى بيجمّع الناس على بعضهم تحت العباية الكبيرة بتاعة تواصلهم مع بعضهم، الطبيب هنا مفروض ياخد باله من الحكاية دى، مش بس الطبيب النفسانى، أنا لما كان عندى أظن ست سبع سنين كان عندنا فى بلدنا دكتور لسه فاكر اسمه،  كان اخويا جاله تيفود وما كانشى طلع لسه الكلورومايستين، يمكن أوائل الأربعينيات كده ولاّ حاجة، وكان العلاج كله بالراحة والمعرّقات والمسكنات والصبر، فكنت باشوف الدكتور “البـَـقـْـلى” (لسه فاكر اسمه) ده بييجى بيتنا فى البلد كل يوم، لحد ما افتكرت إنه، أو اعتبرته، واحد من العيلة، كان يقيس الحرارة ويطيب خاطر أمى، ويقول على نظام الأكل ويمشى، أظن هو ده الطب الأصلى بصراحة

د. محمد عبد الفضيل: يعنى أكلمها؟

د. يحيى: يا راجل اتوكل، بس حاسب إوعى تفتح باب الاعتمادية على الآخر، الست دى جدعة مهما كانت عيانة، ومعاها دكتوراه، وبتكتب فى الجرايد، وناجحه زى ما بتقول، إنت تحاسب، وما تلحش عليها، وتنبهها على الانتظام فى الأدوية لحد ما ظروفها تتحسن وتقدر تجيلك، وبعدين لو ماجاتشى لازم تتردد جدا إنك تكلمها تانى، وهنا بقى يظهر فايدة إنك تكون واخد نمرة قرايبها حتى لو كانوا مش همه، إذا كنت حاتصدق إن المرضى دول عيلتك الممتدة، فما تنساش إن الوالد راع، وكل راع مسئول عن رعيته زى ما بيقولوا، بس بالحساب، طبعا بالحسابات العادية إنت مش مفروض تعمل الكلام ده، إنما ماتنساش إنت  مسئول أمام ربنا، الحالة صعبة وجعانة ناس بغض النظر عن نوع مرضها اللى بيزود احتياجها زى ما انت عارف، فى السن دى والوحدة دى، إنت ما تتصورشى أحتياجاتها العاطفية قد إيه، والجنسية برضه، الجنس ما بـِـيـْـموتـْـشـِـى، هو حياة، هو يتركن بس من قلة مفيش، يمكن يدبل بس ما بـِـيـْـموتـْـشـِـى، صحيح ما فيش فرصة عند الست دى إنه يظهر صريح على السطح، إنما لازم تعمل حسابك إنه موجود، وتحترم ده

د. محمد عبد الفضيل: أنا فاهم طبعاً، وبصراحة  أنا اتكلمت معاها فى ده كتير يعنى

د. يحيى: يا خبر!!! آمْ حصل إيه  بقى !!!؟

د. محمد عبد الفضيل: ما حصلشى حاجة غريبة، بالعكس وصل لها نوع من الاحترام لإنسانيتها واحتياجها

د. يحيى: شفت ازاى؟ ويقولوا على مرضانا ما بيحسوش، يا راجل البنى آدم بنى آدم، راجل،  ست ، عيان مش عيان؟ نحترم خلقة ربنا: الدنيا تمشى أحسن، يعنى  مجرد احترام إن لها احتياج مشروع، دون أن تحقق احتياجها ده، بيخلى الأمور أوضح مهما بان إنها أكثر إيلاما، إنت لما تحترم الحق فى أى حاجة، مش معنى كده إنك ملزم بتنفيذ ما يترتب عليه، فيه حقوق لا إنت ولا الحكومة ولا الملك يقدروا يقدموا ربعها، لكن ما نقدرشى نلغيها من وعينا لمجرد إنها مش بتتحقق بقدر كافى، أنا قلت الكلام ده كتير وما عنديش مانع أكرره لأنه صعب، فلو سمحتم استحملو التكرار شويتين،

د. محمد عبد الفضيل: يعنى اتصل بيها؟

د.  يحيى: مرة واحدة، وبعدين نشوف سوا سوا

د. محمد عبد الفضيل: ربنا يسهل

د. يحيى: ويستر

****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: هى مش مسألة انشغال فكرى وكلام مـِـن ده، هى مسألة وعى ممتد، بامتداد الأسرة وعلى قد كبرها

التعليق: جميل التعبير ده كله حركية وتكثيف وشعر !

د. يحيى:

هيّا

د. رضوى العطار

المقتطف: الحالة صعبة وجعانة ناس بغض النظر عن نوع مرضها اللى بيزود احتياجها زى ما انت عارف

التعليق: الله ، الحالة كلها شعر كده ليه

د. يحيى:

ياه!!

د. سارة حبيب

الحقيقة أنا أفتكرت أنى اتحطيت فى الموقف ده أكتر من مرة وكان عندى قناعة أن ما دام العيان مجاش يبقى حاجة من اتنين، يا إما شاف بديل تانى يا إما مبقاش محتاجنى خلاص، أو على الأقل مبقاش بيستفيد منى – مرات قليلة أوى اللى حسيت فيها أنى محتاجه أكلم العيان أو أهله، وبحب الله كانت بتتحل، يا إما يغيب شوية ويرجع يا إما أهله يتواصلوا معايا – دلوقتى أخذت بالى إن دايما فيه Exceptions وبحساب.

كنت فاكرة إن كفاية لما أقلق على عيان ما بيجيش أنى أدعيله.

شكراً.

د. يحيى:

أى قاعدة سليمة، تكون أكثر سلامة حين تسمح باستثناءات محددة

الدعوة عن طريق ربنا الذى يجمعنا عليه ويفرقنا عليه: قد تكون كافية إذا حضر فى الوعى الجمعى الجماعى المطلق/الغيب: ليحتوينا نحن الاثنين (فأكثر) دون اغتراب أو وصاية.

د. مروة بدر

أنا دلوقتى حالاً أفتكرت العيان اللى كان واخد موعد معايا من شهر وما جاش، هاكلمه النهارده، ولو ما ردش هاكلم والده

شكراً يا د. يحيى.

د. يحيى:

دون التزام بتكرار المكالمة لو سمحت

أ. أحمد رأفت

أنا دلوقتى أفتكرت عيان كان واخد معايا موعد كل أسبوعين ومجاش لمدة شهر فقلقت عليه لأن كان عنده أفكار إيذاء نفسه فكلمت أخوه أطمئن عليه فحسيت أد أيه أن وصلهم اهتمام واحترام.

د. يحيى:

هذا طيب، ولكن ليس قاعدة، فلكل حالة حساباتها

د. خليلة

أنا بعمل كده دايماً يا دكتور بخلى علاء السكرتير يطمن عليهم، سبحان الله يا دكتور بيعدوا على دماغى فجأة، وبحس أن يكن ربنا ليه حكم أنهم يجوا فى بالى عشان هما محتاجين سؤالى.

-الجديد بقى يا دكتور أن لفترة طويلة كان أنك تتواصل مع العيان من الممنوعات فى شغلتنا كنوع من الحدود بس آخر كورس أخدته فى مدرسة العلاج الجدلى السلوكى إن فيه حاجة اسمها مكالمة للطوارئ عادى تتحمل بس هما عاملين لها شكل واسئلة ووقت معين.

شكراً أنك موجود.

د. يحيى:

ما الحكاية!! هذه الحالة أيقظت كل الذكريات الطيبة، والمواقف الإيجابية الحرفية المسئولة.

الحمد لله

د. مصطفى السيد

هذا هو الحكيم الطبيب اللى كان دوره أوسع بكتير من الباثولوجى والفارماكولوجى واللى بينظر للحجات وللإنسان بنظرية كلية أعم وأشمل الموصوفة فى الكتب، وده دور صعب ومحتاج دكتور واعى ومريض واعى يقبل الدور دا ويحترمه مش يسىء استغلاله أو يفسره غلط

د. يحيى:

هذا صحيح

دون أن تدمغ كل الآخرين لو سمحت

د.مدحت منصور

وصلنى من حيرة الدكتور محمد وسؤاله مدى إنسانيته وإحساسه بمريضه بشكل يبعث على الفخر ، كنت دائما أسأل نفسى عن الفرق بين معالج الثمانينات والذى كان يشعرنى أن قبوله لمريضه أمر مفروغ منه وأن تحمله لمريضه حق للمريض بشكل يجعل مريضه مطمئنا إليه شاعرا أنه لا يمكن أن يتخلى عنه، تخيل كمية الأمان والتى كان يشعر بها المريض مع طبيبه ومدى صلابة العلاقة وأذكر بكل خير دكتور عادل صبيح بلندن الآن كما علمت ودكتور رفيق حاتم بفرنسا، لا أدرى إن كان المعالج قد اختلف أم أنا الذى اختلفت أم كلانا.

د. يحيى:

لهما تحياتى أيضا (د. رفيق & د.عادل) وهما من أعز أبنائى، لكننى لا أتوقف عن تجديد ثقتى فى الأصغر فالأصغر من أبنائى وبناتى، وفى رأيى أن الذى يفعلها له وللناس، صغيرا أم كبيرا هو الرابح أولا وليس أخيرا.

د. عمرو دنيا

أجد بداخلى صعوبة شديدة فى الاتصال بالمريض مهما كان السبب، ولم أفعلها حتى الآن وأظن أننى أقرب إلى ألا أفعلها مطلقا، وقد يكون الاتصال بأى من أقاربه أو من يهتمون به أسهل بالنسبة إلىّ وإن لم أفعلها حتى الآن… صعوبة شخصية هذه أم إلتزام؟ يمكن رسميا لا يجوز بينما مصرياً قد يجوز كما أشرت حضرتك لا أدرى؟

د. يحيى:

عندك حق.

وللضرورة أحكام.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 27-10-2009  www.rakhawy.net

الحالة: (62) تعدد نقلات الأعراض أثناء العلاج

الحالة: (62) تعدد نقلات الأعراض أثناء العلاج

الحالة: (62) 

تعدُّدْ نقلات الأعراض أثناء العلاج([1])

د.وائل لطفى: هو ولد عنده 15 سنة، حضرتك محوِّلـْـهـُـولى من حوالى 6 شهور هو كان بيتابع قبل كده مع دكتور (س…) زميلنا اللى كان هنا  حوالى سنة ونصف،  وانقطع  بعد كده حوالى 8 شهور

د.يحيى: أنا حولته لك من قد إيه ؟

د.وائل لطفى: من 6 شهور

د.يحيى: وكان مع د. (س…) سنة ونصف قبلها،  مش كده؟

د.وائل لطفى: أيوه

د.يحيى: يعنى هو لما بدا مع  د. (س…)  كان سنه حوالى 13 سنة

د.وائل لطفى: تقريباً

د.يحيى: وبيجى كل إسبوع

د.وائل لطفى: أيوه

د.يحيى: وبييجى لوحده ؟

د.وائل لطفى: لأ، هو ووالدته

د.يحيى: وهوه  معاك بقاله أد إيه  بتقول؟

د.وائل لطفى: 6 شهور

د.يحيى: يعنى مشوار جامد أكتر من سنتين

د.وائل لطفى: هو أول لما جه لحضرتك العيادة خالص لما حضرتك حولته للدكتور  (س…)  كان بيعمل براز على روحه، وحضرتك قولت إن ده عدوان، وإن ده هو موقفه من العالم الخارجى، وهو وحيد أمه بس هو عنده إخوات غير أشقاء من زوجتين تانيين من الأب، هو الأصغر

د.يحيى: طيب  ده فى الأول، وبعدين لما د .(س…)، مشى وحولـتـُه لك إنت، كانت الحالة إيه؟

د.وائل لطفى: لما حضرتك حولتهو لى من 6 شهور كان الشكوى الأساسية عنف، مش التبرز،  كان بيضرب والدته ضرب شديد قوى، هوه الولد رغم ان سنه صغير إلا ان جسمه ضخم وبيضرب والده كمان لدرجة ان والده ساب لهم البيت مابقاش يستحمل يعيش معاه

د.يحيى: إنت بتقول ان له أخوات من زوجات سابقة

د.وائل لطفى: هو له أكتر من أخ وأخت من زوجتين سابقتين، الاتنين اتوفوا واحده ورا التانية، هوا الأب مسن عنده 68 سنة، وهو عامل عمليات فى القلب، وماعدش يستحمل، عشان كده ساب البيت وقعد فى بيت تانى بعيد عنه

د.يحيى: وأمه

د.وائل لطفى: أمه بتستحمل، هو وحيدها

د.يحيى: الأب بيشوف الأم إزاى؟

د.وائل لطفى: يعنى!!، ييجى مرة  كل إسبوع أكتر، أقل، بيجى يزورهم بيقعد معاهم ساعتين تلاتة يشوفهم، ويقضى طلباتهم، ويمشى يروح البيت التانى، المهم النقلات اللى حصلت  للعيان ده غريبة، يعنى هو بطل يتبرز، راح ظاهر العنف الشديد ده، تـَـقـّـلت له الدوا، العنف قل شوية، مابقاش فيه عنف، وبقى الدواء مكتـِّفه، لكن بدأ وسواس فى الوضوء وفى الصلاة والحاجات ديه

د.يحيى: .كل ده أثناء العلاج

د.وائل لطفى: آه، مع العلاج بدأ يظهر وسواس، ما كانشى فيه الأول

د.يحيى: ياه !!، دى ملاحظة مهمة

د.وائل لطفى: أيوه، دلوقتى بيقعد يتوضى كتير جداَ، ويعيد الوضوء وبيتخانق مع والدته وبيخليها تعيد الوضوء أكتر من 15 مرة، كان بيشتكى قبل كده إن فيه أصوات جواه بتقول له مش حانخليك تصلى، مش حانخليك تعمل كذا، الأصوات دى بدأت تظهر تانى برغم إنه بيأخذ علاج ضد الذهان نيورولبتات Neuroleptics كتير بصراحة، ثم إنه بدأ مايروحش المدرسة، ووالدته بتشتغل مدرسة، وكانت بتساعده لحد الإعدادية، لكن دلوقتى مزرجن خالص

د. يحيى: ما بيروحشى خالص! ياه!! دى بداية حاجة تانية

د.وائل لطفى: بيروح يوم فى الإسبوع أو حاجه كده

د.يحيى: والدته عندها كام سنة ؟

د.وائل لطفى: 48 تقريباً، وهى ست كويسة، باعت عفش البيت علشان المدرسين والدكاترة،

 د.يحيى: طيب إيه بقى اللى موجود  عند الولد ده  لحد  دلوقتى؟

د.وائل لطفى:  دلوقتى العنف قلّ جدا، هى الوساوس اللى موجوده على السطح، وبدأنا نعدّيها شوية شوية، والأصوات هو مـِتـْعايش معاها، هى داخلية، مافيهاش مشكلة دلوقتى،  الأول كانت بتزعجه جداً يبتدى يصرخ ويقعد ينطق الشهادة بصوت عالى جداً، كان بينزل جرى للشيوخ فى الجامع، كان بيقعد يسألهم هو أنا مسلم؟ هو أنا كفرت؟  الصوت بيقول لى كذا كذا، وعمل مشاكل جامدة جداً فى المساجد لدرجة أن شيوخ المساجد مابقوش يدخلوه المسجد من كتر ما بيبقى يشغل الناس حتى فى الصلاة، والدتة الأسبوع اللى فات خلاص ماعدتش مستحمله وشايفة إنه مش حاينفع يكمل فى دراسة ولا تعليم، وعايزه تحول له من تعليم ثانوى لتعليم مهنى، أنا وافقت فى الأول، بس الأم كانت نفسها برضه أنه ممكن ينفع ياخذ ثانوى عام، حتى ولو بعد كده يدخل معهد سنتين بالفلوس أو أى حاجه زى كده، بصراحة الولد أداؤه فى المدرسة، إذا كان بيروحها خالص، بقى وحش  برغم إنه ذكى جدا، أنا يعنى جبته العيادة ومعاه كتابه يقعد ساعة قبل الجلسة يراجع موضوع محدد، كان تحصيله كويس بس هو الولد أخذ موقف كده من المدرسة قال أنا مهتم بالآخرة،  ويعنى أعلن رفض تام للحياة الدنيا، ورفض المدرسة وبيقول أصل فيها بنات، والشارع فيه بنات، وحاذاكر فى البيت، لأ مش حاذاكر، وأهم حاجه الجنة ..وكده.

د.يحيى: السؤال بقى؟

د.وائل لطفى: يعنى السؤال أنا مش قادر آخذ قرار هل أقول لوالدته ده ماينفعش واخليه يكمل فى التعليم المهنى وخلاص، بس ده برضه صعب على الأم رغم إنها هى اللى اقترحته فى الأول

د.يحيى: هوه وصل فى ثانوى عام لحد فين؟

د.وائل لطفى: هو دلوقتى فى سنة أولى، والأم صعبانه علىّ،  بتدفع مصاريف عاليه فى الدروس وغالبا الواد حايسقط، وتبقى الفلوس راحت على الأرض وفى الآخر برضه حاتحول له تعليم مهنى

د.يحيى: فيه تاريخ عائلى فى الأسرة ؟ فيه أمراض نفسية ذهانية بالذات؟ أو أى حاجة من دى؟

د.وائل لطفى: لأه مافيش

د.يحيى: هل سألت زميلك الدكتور (س…)  عن السنة ونص اللى قعدهم معاه؟

د.وائل لطفى: لأه للأسف ما سألتوش

د.يحيى: …. إزاى بقى؟!! مش احنا قايلين إن احنا ناخد المعلومات من كل المصادر المتاحة؟ ما هو زميلنا لسه موجود ماسافـرشى، والاتصالات معاه ماشية، يبقى ليه تضيع على نفسك فرصة معلومات مهمة، وزميلك ده من نفس مدرستنا، وانا اللى محول له العيان ؟

د.وائل لطفى: أنا للأسف ما عرفوش

د.يحيى: هوا انت لازم تعرفه؟ مش احنا قلنا إن علينا إننا نتحصل على أى معلومة متاحة عن العيان لأنها حاتفيدك حاتفيدك، فما بالك إذا كان زميلك، ومن نفس المدرسة، وسنة ونص يا راجل علاج نفسى،؟!   وبتقول كان منتظم، كل أسبوع، وإيه بقى حكاية ما تعرفوش دى، مش فيه تنظيم يا راجل للتواصل بين زملاء المهنة، لو حتى واحد زميل عمرك ماشفته ولا سمعت عنه، ومن مدرسة تانية خالص، مش فيه حاجة إسمها إتصال مهنى وأخلاقى وعلمى وإنسانى، ولاّ إيه؟

د.وائل لطفى: المفروض، بصراحة د. (س…) عمل مجهود كبير جداَ بشهادة والدته اللى فرحت قوى بحكاية إنه بطل التبرز، برغم ظهور الحاجات التانية.

د.يحيى: عموما أنا أشكرك بجد، وأشكر د. (س…)، دى حاله من الناحية العلاجية صعبة صعبة،  ومن الناحية العلمية والتعلم شديدة الأهمية، الولد إبتدى العلاج مع زميلك من سنة ونصف وهوه معاك بقاله ست أشهر، وشوية انقطاع، قبلها وبعدها، يعنى المرض ييجى بقاله سنتين وشوية، اتنقلت الأعراض وحتى التشخيص من كذا إلى كذا، يبقى احنا نقدر نقرا العيان بالطول، ونشوف سوى معنى الأعراض فى كل مرحلة،

أنا فى خبرتى عرض التبرز ده فى الأطفال من أصعب ما يمكن، فما بالك إذا استمر حتى السن دى؟ هوه اسمه بالإنجليزىEncopresis ، وانا مش لاقى لها ترجمة بالعربى لحد دلوقتى، بيترجموها “تبرز لا إرادى”، قياسا على التبول اللاإرادى، وده مش صح قوى، أغلب التبرز ده يبقى والعيال صاحيين، عينى عينك، أما التبول اللاإرادى فيبقى عادة بالليل، وهما نايمين، حتى بيسموه ساعات التبول الليلى Nocturnal Enuresis ،  بصراحة أنا شفت حالات قليلة جدا  من حالات التبرز دى، وكنت دايما باستغرب، وكانوا مابيخفوش بسهولة، أنا عموما ماليش خبرة فى علاج الأطفال، إنما لما باشوفهم باعرف أفهم لغة المرض وأحط الفرض الإمراضى، وابعتهم للى يعالجهم، عموما  التكهن Prognosis والمآل Outcome فى حالات التبرز دى، كانو دايما مش تمام، صحيح أنا باحب العيال، وهما بيحبونى، وباعرف ألاعبهم، من أول خمس دقايق مـِـعـْـرفة، وهم بيلقطوا بسرعة اللى انا باعمله، لكن زى ما قلت باقف عند توصيف الإمراضية، مش مهم التشخيص أو الاسم، وبعدين باحوّلهم لبنتى، هى متخصصة فى نفسية الأطفال، هى عندها خبرة أكتر، مادام مش نافع اسم “التبرز اللاإرادى”، يبقى نشوف له اسم أقرب، أنا ميال أسميه “التبرز القهرى واعيا”، فى خبرتى، العيال اللى أنا شفتهم بالعـَرَض ده عمرهم ما اتبرزوا وهما نايمين، بس انا قلقان من كلمة القهرى دى، خايف لتتفهم على إنها زى الوسواس، مع إنها بالعكس لأن الواد أو البنت ما بيقاوموش الفعل عادة، دول زى ما يكون بيحبوه، أو بيتحدُّوا بيه، يمكن هو قهرى بمعنى تانى إنه مثلا بيقهر بيه أهله، أنا ساعات كفتح كلام فى العلاج أقول للعيل من دول: هو انت “بتشخ على بابا، ولا على ماما، ولا على مين؟”، بس على شرط يكون فيه علاقة، وأكون مطـّـمئن إنه حايكمل علاج مع المختص، والغريب إن الحالات دى، على الرغم من إنى باتكلم عن عدد قليل وهو كل اللى شفته طول خبرتى، إنما من حقى أقول إنهم مايبقاش مع الحكاية دى  أعراض تانية جامدة، زى ما يكون العرَض الفظيع ده قام بالواجب واستوعب كل الإمراضية([2]) Psychopathology ،  الفكرة يعنى إنى تصورت إن الواد من دول بيقول كل اللى عنده من احتجاج مرضى وتحدّى بالعـَـمـْـلة المهببة دى، على فكرة العرض ده فى الأطفال الأصغر، بيبقى مفهوم أكتر، لكن بيبقى زفت برضه، لكن لما يوصل لحد سن 12 وهوه بيعمل التقيلة فى هدومه، وهوه صاحى عينى عينك، وساعات فى الفصل فى المدرسة، ده شىء صعب جدا، لدرجة تكافىء الذهان مهما كان مافيش غيره

إنتوا عارفين أنا بافهم العيانين إزاى، حتى العيال، بافهمهم بالتقمص، يعنى يا د.وائل إنت فاكر لما كان عندك 12 سنة،  فاكر طبعاً، يعنى لما تتصور إنك وانت فى السن دى تقوم عاملها كدهه عينى عينك على عينك يا تاجر، تبقى بتعمل إيه، على فكرة العيال دى مش بتبادر وتقول غصبن عنى زى عيال التبول الليلى اللإرادى، أنا باحس كده زى ما يكونوا مش مكسوفين من الحكاية  قوى، ده عكس اللى بيحصل فى بتوع التبول، وخلى بالك زى ما قلت حالات التبرز ده بالذات، عكس التبول تماما، غالبا مابيحصلشى بالليل من أصله، يعنى ما بيحصلشى أثناء النوم، أنا ولا حالة من كل اللى شفتهم عملها وهوه نايم، يبقى إيه بقى؟! يبقى لغة وعدوان وتحدى، أنا باترجمها كده بشكل مباشر، طبعا هى مش قاعدة، إنما الحكاية دى إنه بيعملها وهو فى كامل وعيه، ده بتخلينى أتمسك بالفرض اللى خطر لى أكتر، بالنسبة لى الفرض واضح، وجاهز، وبعدين فى التبول اللاإرادى، خصوصا لو كان مستمر طول الوقت، يعنى اللى عمره مابطل،  باربط المسألة بمعلومة فسيولوجية بسيطة، باقول إن المثانة حجمها صغير، لأنها ما اتعلمتْشى كويس، المثانة بيوسع حجمها حبة حبة نتيجة للتدريب على التحكم، إنها تقدر تحوّش البول لحد كمية كذا، إنما الكـِـلـَى ماعندهاش فكرة، مالهاش دعوة، عمالة تنقط بول ليل مع نهار، فلما بتتملى  المثانة لحد الحجم اللى اتعودت عليه تفرّغ نفسها، تروح عاملاها، مالهاش دعوة، نايم صاحى ماتفرقشى، لما ساعات بادِّى تعليمات سلوكية للى عنده تبول لاإرادى إنه يأخر الاستجابة للرغبة فى التبول وهوا صاحى، ربع ساعة، وبعدين نص ساعة، وهكذا، بافهمّه إن ده بيكبـّر حجم المثانة بالتدريج، وبالتالى تختشى على عرضها  وتساع اللى بينزل فيها طول الليل لحد مايصحى، وعدد مش قليل من العيال بيفهوا الحكاية دى، وبيعملوا التمرينات، وحالتهم بتتحسن.

فى التبرز بقى هنا، ماينفعشى الكلام ده، الإرادة المرضية هنا بتبقى واضحة، الوعى الظاهر بيبقى يقظ مهما قال غصبن عنى،  فعلشان كده أنا باعتبره  لغة حاسمة وجسيمة، زى ما يكون بيقول للأهل أو للكبار أو للناس أو للواقع: ملعون أبوكم ولاد كلب، واللى عاجبه (الألفاظ التى قيلت فى الإشراف كانت أصعب من ذلك). أنا فهمت خطورته أكتر لما لاحظت إن الواد من دول لا بيشتكى من اللى بيعمله زى الأهل ما بيصوتوا، ولا بيدعى الخجل تقريبا، ولا بيبقى عادة عنده أعراض تانية زى ما قلنا، فحسيت إن العرض ده بيستوعب إمراضيته، يعنى حسيت إنه عدوان مركز بيقوم بالواجب، صرخة فى وشنا، عالية كفاية، يبقى مش محتاج أعراض مساعدة يقول بيها اللى جواه. أنتوا فاكرين حاجة إسمها الفصام أحادى الأعراض([3])، طبعا فى التشخيصات الحديثة مش موجود، طيب وفاكرين لما وصفت لكم حاجة اسمها “الفصام القـِطـَاعى”([4]) لما قلت لكم إن التفسخ ساعات لما يحصل فى قطاع معين من السلوك أو الشخصية، ويكون جامد قوى، بيحمى بقية قطاعات السلوك أو الشخصية من التفسخ، أهو هنا بقى أنا شفت حاجة زى كده، زى ما يكون من كتر العدوان والاحتجاج اللى بيقوم بيه التبرز العلنى ده، بيبقى كفاية أعراض بقى، زى ما يكون العيا بيقول: “أدينى قلت اللى عندى بالعـَـمـْـلة دى على عينك يا تاجر واللى عاجبه”، زى ما يكون الواد بيقول لنا برضه: “أنا اهه متماسك، وقوى، وقادر، وباشخ عليكم وعلى الواقع وعلى اللى بتفرضوه عليا، وان كان عاجبكم”.

أنا آسف أنا طولت فى حكاية التبرز مع إنه  اختفى بفضلك وفضل  الدكتور (…س)، ربنا يخليه ويبارك لك، مش هوه بطل تبرز برضه؟ مش كده؟

د.وائل لطفى: أيوه

د.يحيى: طيب، كل ده شرح فى عرض اختفى، حاجة مش موجوده دلوقتى، إيه لزومه إن احنا نعرفه فى الحالة دى؟ حانستفيد منه إزاى؟ أنا قلت فى الأول إنها حالة صعبة فى العلاج، ومهمة فى العلم، ليه بقى؟ مش ضرورى إن كل ما هو مهم فى العلم، ينفع بشكل مباشر فى العلاج، إحنا بنتعلم عشان نفيد الحالة اللى بتعلمنا، وبرضه عشان نلحق حالات تانية قبل ما توصل للصعوبة دى، الولد ده بيوريك تطور الإمراضية: يعنى ازاى اللى جواه عبر عن موقفه، بشكل متغير، واتنقل من تعبير لتعبير، بميكانزمات مختلفة، وما سابشى نفسه يتفـَـرْكش، يعنى يبقى فصامى متفسخ مثلا، صحيح الميكانزمات اللى استعملها واحد ورا التانى كانت جسيمة ومعيقة لدرجة شبه ذهانية، إنما برضه، لحد دلوقتى على الأقل هى اللى حمته من إنه يتفركش ويبقى فصامى صريح، أنا حاقول لكم أنا بافكر ازاى، وباحط الفرض اللى هو أساس العلاج، وفى نفس الوقت قابل للتغير أول بأول مع التقدم فى العلاج، سواء بالتحسن أو بغيره:

الجدع ده بدأ يقول “لأه” بحكاية التبرز دى، إحتجاجاً على شىء ما، مش ضرورى نعرف قوى هوه بيحتج على إيه، على أمه، على أبوه، على المجتمع، على الدراسة، على كل ده مع بعضه، فراح شاخخ علينا، جه زميلنا د. (….س)  وأنت كملت بعده كتر خيرك حاولتوا تـِـسـْـمـَـعـُـوه، وتلمـُّـوه، ونجحتم الحمد لله، زى ما يكون وصلته رسالة إن هناك احتمال آخر، أو سكة تانية يقول بيها اللى هوه عايزه، لكن هو ما قبلشى سكة العلاج اللى المفروض يقدم وسائل للاحتجاج بطرق أخرى، يعنى يا إما هوه ما قبلهاش  لحد دلوقتى على الأقل، يا إما إن العلاج ما عرفشى يوصلها له بحرفنة معلشى، الحكاية مش سهلة، هوه اختار سكك تانية، أقل فضيحة، إنما يمكن تكون أخطر، يعنى هوه قدر يتحكم فى اللى جواه مش بإطلاقه بكل التحدى ده، لأه، بإنه يقفّل عليه ، أو يقلبه عدوان بحق وحقيق زى ما هو نازل ضرب فى أمه وأبوه، بعد ما اختفى التبرز، ما هو كان بيخرج العدوان بإنه يشخ عليهم، دلوقتى العدوان اتكتم، يمكن يتفجر فيه، ويفركشه، راح محوط نفسه بالأسمنت المسلح بتاع الوسواس والتدين ده، وراح نازل هبش فى اللى حواليه بالاعتداء الجسدى الفعلى، لحد ما وصلت الحكاية  إلى إعاقة جسيمة حتى عن الحياة “الدنيا” نفسها، واما ييجى واحد فى السن دى، وبالشكل ده، ومع النقلة دى يقول لك النجاح الوحيد هوه فى الآخرة، يقعد يبالغ فى التدين لحد ما المشايخ نفسهم يقولوا لأه، يبقى نفهم النقلات والتباديل دى مع بعض، خصوصا إذا ارتبط ده باختفاء العرض الأولانى، يعنى بدال ما كان فيه صمام أمن (ضد التفسخ) ، صمام مرضى طبعا لأنه  بيطلع العدوان مع كل شخة علينا، انسد الصمام ده بأسمنت الوسواس المسلح، وما اكتفاش إنه يسد فتحة الصمام، قال لك لف يا واد لف حوالين كل وجودك واربط جامد، راح جايب عافية أبوه وأمه ومقفل كل حاجة، وراح سادد بالمرة  سكة علاقته بالحياة الدنيا والمدرسة .

أنا فى بحث الدكتوراة بتاعتى سنة 1959 كنت بادّى مادة تحرك اللى جوه (ميثدرين ميثامفيتامين، زى الـ ل.س.د. LSD   بس على خفيف)، وكنت باعمل اختبار الـMMPI  قبلها وبعدها، فكان مقاييس الذهان تنزل بعد الحقنة دى، تروح مقاييس العصاب تطلع، أوالعكس، يعنى مقاييس التحولConversion  والجسدنة Somatization تنزل، تطلع مقاييس الفصام والبارانويا وكلام من ده، أنا خدت ده  دليل على العلاقة التبادلية العكسية بين ميكانزمات العصاب الدفاعية، وبين تفجر الذهان، طبعا ماهيش قاعدة لازمة طول الوقت، اللى حصل هنا ماهوش كده بالظبط، لأن انا باعتبر التبرز القهرى ده ذهان محدود بصراحة، فهنا  الحالة دى بـِـتـْـوَرِّيكْ التبادل ده من أشكال مختلفة من الذهان، على الأقل من حيث الحدّة زى كتاب مفتوح لهذه العلاقات

نيجى بقى للتدين المفرط اللى المشايخ نفسهم رفضوه، هوه ما اقتصرشى على تدين شخصي، لأه، دا راح يفرض نوع تدينه الدفاعى على أمه، وعلى الناس فى الجامع، مافيش مانع إن التدين يلم الواحد بطريقة معقولة، لكن المسألة هنا مع كل المظاهر المصاحبة دى لازم تتاخد بطريقة تانية، خصوصا لما نشوف إن ده ابتدا يعوق الحياة العادية، زى ما يقول لك أنا مش رايح المدرسة عشان الحياة الآخرة كفاية، وكلام من ده، وخلى بالك تلاحظ إن على قد ما عرض التبرز العدوانى، اللى هوه جه بيه كان خطير، على قد ما الميكرزمات اللى ظهرت بالشكل القوى المعوق ده ظهرت بشكل مرضى معيق، من أول الميكانزمات اللى شكلت الوسواس، لحد الميكانزمات الجديدة اللى يمكن تسحبنا ناحية الفصام وهوه عمال يبعد عن  منطقة العلاقة بالواقع مع ظهور الإرادة العكسية بالخُلفNegativism  بالنسبة لمرواحه المدرسة وكلام من ده، إنت خدت بالك من اختفاء كذا قصاد ظهور كيت، خدت بالك من التوقيت، والتزامن، والتبادل ؟

د.وائل لطفى: شوية ، بس طيب بقى، وانا أعمل إيه دلوقتى ؟

د.يحيى: أيوه صحيح، الظاهر العلم سرح بينا على حساب العلاج، لكن لأّه، ما هو كل دى فروض عشان تحدد لنا الخطوات، وبرضه بتبين لنا بنقيس بإيه، السؤال بتاعك فى محله جدا، هوه احنا ازاى  نستفيد من كل ده فى الحالة دى بالذات؟

شوف بقى، لو صح الفرض ده يمكن نسأل نفسنا يا ترى هوه كان أحسن يتنيه يشخ، واهو رايح جاى المدرسة، وما فيش أعراض تانية لحد مايمكن ربنا يحلها أهو بيكبر ومسيره يبطل، ولا أحسن العلاج الجامد اللى عملته انت وزميلك، وخليتوه يبطل الزفت ده، راح طالع لنا الخطر التانى اللى بيهدد كل تركيبته ومستقبله ويمكن اللى حواليه؟ المسألة عايزة تتشاف واحدة واحده، وخلى بالك مش كل الحالات زى بعضيها، إحنا علينا مانتحمسشى قوى لسرعة زوال عرض خطير زى ده مهما كان شاذ وقبيح ومزعج، أنا سألتك فى الأول عن التاريخ الأسرى، وهل فيه حد فى العيلة عنده كذا أو كذا، أنا سألتك السؤال ده عشان اعرف هو مولود ومعاه برامج واستعدادات جاهزة للهجوم ولا لأه، وبرغم إنك قلت لأ مافيش حد مريض فى العيلة، إلا إنى بانصحك إنك ترجع كل شوية وتتطقس يمكن تلاقى، ثم خلى بالك: المسألة مش حاتفرق قوى، بس لو فيه حد كده ولا كده، يبقى لازم تهدِّى اللعب أكتر شوية أو شويتين، من حيث السرعة فى الحرص عل التخلص من العرض الأولانى الظاهر ده، يعنى المعلومات دى عن الأسرة من الناحيتين بتخليك تبذل جهد أكبر، وتخليك تحسن التوقيت أفضل، وبرضه الفرض ده والشرح ده يمكن يرجّعنا لحكاية إن سواء التبرز القهرى اللى بيسموه غلط لاإرادى، سواء الفصام حتى، هو قرار المريض بيتخذه من مستوى معين من وجوده، إحنا مش قبل كده قلنا حتى فى النشرات اللى باطلعها كل يوم دى، إن الجنون هو فعل مش بس رد فعل، المسألة هنا واضحة تماما مع كل النقلات: إنت تقدر تترجم كل مرحلة إلى قول له معنى،

  • التبرز القهرى أو العدوانى قلنا إنه بيقول لنا ملعون أبوكم ولاد كلب،

  • الإيذاء اليدوى لأبوه وأمه بيقول، طيب ما دام قفلتوا منصة الصواريخ اللى كنت مركب عليها مدفع البراز، أنا حاحارب بالمصارعة اليدوية وحاضربكم (أبوه وأمه)

  • الوسواس القهرى راخر بيقول، طيب مادام قفلتوا فتحة منصة الصواريخ أنا حاخش قلعة الوسواس.

بالشكل ده برضه ممكن تفهم ليه مع إنه ذكى، بطـَّـل مذاكرة ومدرسة بكل العناد ده، يمكن عشان يتفرغ لمعاركه الداخلية، ويمكن برضه عشان يحتج على اللى فرضوه عليه.

بالفهم ده إنت ممكن تقلب انشغالك بإنه خف من التبرز ولا ماخفش، إلى إنه يا ترى هوا العلاج ممكن يورى له سكة تالتة للحياة، سكة يعبر فيها عن احتجاجه وفى نفس الوقت بيكمل دراسته، دا حتى تكملة دراسته، زى ما بنقول دايما، ممكن تعتبر نجاح لصالح احتجاجه: يعنى  النجاح يخليه أقوى، فيحتج أحسن ويغيـّـر، وده مش كلام شعر، دا ممكن لو كنت انت شخصياً بتعمل كده، ومقتنع بكده يمكن تلاقيه كلام منطقى وبسيط.

على أية حال أنا مش شايف إنكم انتم استعجلتم ولا حاجة فى التخلص من عرض التبرز، دا شىء قبيح جدا فى السن دى، وممكن يدخلنا فى متاهات، دى بتبقى مصيبة فى المدرسة، وكتير منهم بيعملها فى الفصل والناس تشم الريحه ويروحوا يلاقوا عجين فى الكلوت، وهات يا تقليس، وبامبرز، ويمكن طرد من المدرسة، يعنى باختصار المسألة ماكانشى فيها استعجال ولا حاجة.

د.وائل لطفى: مش عارف المسائل كده بقت أصعب ولا أسهل؟

د.يحيى: أظن ممكن تبقى أسهل لما نتوقع إن الأعراض اللى بتظهر أثناء العلاج ممكن تناولها أول بأول، غير الأعراض اللى بتييجى من الضلمة قبل ما نبتدى، مابنبقاش عارفين أصلها وفصلها، ثم إحنا هنا زى ما لاحظت بندور على معنى الأعراض أكتر ما بندور على الأسباب.

أعتقد إن آن الأوان إنك تشتغل أكتر مع أمه الطيبة المضحية دى، وعلاقتها بجوزها، أبوه   اللى خد بعضه ومشى، وهو عنده 68 سنة، أنا خايف لتكون الست مكلبشة فى إبنها ياعينى ومش عايزاه يكبر، هوه ده مش باين صحيح لكن كل شىء محتمل، إنت مقدرها ومقدر تضحيتها أنا عارف بس ده مش كفاية، إنت برضه تبص لاحتياجاتها غير التسقيف لتضحيتها من بره بره. ساعات الأم لما تضحى وكذا وكذا يعنى بتبقى عايزه عائد يعنى غالى أوى يعوضها عن أبوه وكلام من ده، يعنى وربنا يجزيك خير وتكمل يا ابنى وتقول لنا أول بأول ونتعلم مع بعض

د.وائل لطفى: طيب وحكاية تحويله للتعليم المهنى والكلام ده

د. يحيى: بصراحة أنا مش متحمس قوى للهرب ده، خصوصا إن الحالة شديدة، ولغة المرض مش مرتبطة بالدراسة بوجه خاص، وانت بتقول إنه ذكى، ما هو برضه اللى بيفشل هنا فى الثانوى العام، ممكن يفشل فى أى حتة تانية، المسألة مش مسالة الأسهل والأصعب، المسألة هى إننا حانقدر نخلى العجلة تدور تانى فى الاتجاه الصحيح أو لأه، حتى لو اشتغل صنايعى وخف، يبقى خير وبركة، مش هوه لسه بييجى وفيه علاقة معاك

د.وائل لطفى: أيوه

د.وائل لطفى: طيب يا أخى كمل، وبلاش تستعجل، وربنا معاك، وخلينا نستبشر خير.

****

التعقيب والحوار:

أ. أيمن عبد العزيز

– برجاء توضيح كيف أن التبرز القهرى يمكن أن يكون ذهان محدود وهل التبرز الذى يظهر فى حالات التفسخ والتدهور هو أيضا؟ً عدوان أمْ أن التبرز له أنواع أخرى كالنكوص مثلاً.

– باختفاء عرض التبرز وحلول الميكانيزمات التى شكلت الوسواس هل لو تحمس المعالج فى علاجها ممكن أن يرجع مرة أخرى للتبرز.

د. يحيى:

لم أستقر بعد على تسمية هذه الظاهرة باسم “التبرز القهرى” لأن المريض (الطفل عادة) لا يقاومه أصلا، بل يكاد يفعله قصدا، كما ذكرت فى المناقشة هذا مجرد فرض واقتراح.

أما أنه ذهان محدود فعلينا أن نقوم بتعريف “الذهان المحدود” أولا ثم نضع هذا التبرز المرضى تحته، وأنا أفضل استعمال تعبير الفصام القـِطَاعى Sectorial Schizophrenia عن تعبير الذهان المحدود limited psychosis، وأعتقد أن ما جاء بالنشرة هو قياس على ما أسميته فى سياق آخر “الفصام القـِـطـَـاعى” Sectorial Schizophrenia، ويبدو أنه غير كاف، ولذلك فإنى سوف أرجع له غالبا فى تفصيل لاحق عن الفصام بالذات، وبعض مكافآته.

أما وجه الشبه مع حالات التفسخ والتدهور فى الذهانات المتمادية فهوغير موجود إلا نادرا، فهناك المثير وهو عادة يكون إعلانا لنكوص ذهانى يرجع بالمريض إلى سن الرضاعة قبل أن يتعلم التحكم أصلاً، أو أنه قد يكون علاقة على فقد العلاقة بالواقع وخلل خطير فى تماسك الذات، لكن نادرا ما يكون عدوانا غائبا وليس كما شرحنا فى هذه الحالة، وأحيانا يصل الأمر فى هذا التبرز الذهانى إلى أن يكون عدوانا على الذات أيضا خاصة حين يأكل بعض هؤلاء المرضى برازَهم.

أنا أسف.

د. رضوى العطار

تعليق عام على الحالة :

الحالة دى فيها كلام وخبرة كبيرة جداً، أعتقد من أهم حالات الإشراف اللى قرأتها لحضرتك .

شكراً جزيلاً .

د. يحيى:

والله يا رضوى أنا أكاد لا أميز أفضلية حالة عن حالة، وقبل ذلك أفضلية أى مريض على مريض

د. رضوى العطار

المقتطف: كان بيعمل براز على روحه، وحضرتك قولت إن ده عدوان، وإن ده هو موقفه من العالم الخارجى.

التعليق: أنا فى الحقيقة مهتمة بده، لأن فى الأدب كونديرا ذكره فى روايته بصفة متكررة!

د. يحيى:

أية رواية من روايات كونديرا لو سمحت؟

أنا قرأت كونديرا وقدمت نقدا لروايته “كائن لا تحتمل خفته”([5]) وأعجبت بها فى حدود قراءاتى لها مترجمة، وأعتقد أن هذا لا يكفى مع واحد مثل كونديرا.

د. رضوى العطار

المقتطف: فاكرين لما وصفت لكم حاجة اسمها “الفصام القطاعى” لما قلت لكم إن التفسخ ساعات لما يحصل فى قطاع معين من السلوك أو الشخصية، ويكون جامد قوى، وساعتها بيحمى بقية قطاعات السلوك أو الشخصية من التفسخ، أهو هنا بقى أنا شفت حاجة زى كده، زى ما يكون من كتر العدوان والاحتجاج اللى بيقوم بيه التبرز العلنى ده، بيبقى كفاية أعراض بقى، زى ما يكون العيا بيقول: “أدينى قلت اللى عندى بالعـَـمـْـلة دى على عينك يا تاجر واللى عاجبه”، زى ما يكون الواد بيقول لنا برضه: “أنا اهه متماسك، وقوى، وقادر، وباشخ عليكم وعلى الواقع وعلى اللى بتفرضوه عليا، وان كان عاجبكم”.

التعليق: تفسير جيد جداً ، شكراً.

د. يحيى:

نفع الله بكِ.

د. رضوى العطار

المقتطف: يعنى بدال ما كان فيه صمام أمن (ضد التفسخ) ، صمام مرضى طبعا لأنه  بيطلع العدوان مع كل شخة علينا، انسد الصمام ده بأسمنت الوسواس المسلح، وما اكتفاش إنه يسد فتحة الصمام، قال لك لف يا واد لف حوالين كل وجودك واربط جامد، راح جايب عافية أبوه وأمه ومقفل كل حاجة، وراح سادد بالمرة  سكة علاقته بالحياة الدنيا والمدرسة .

التعليق: شكرا برضه، شعر لذيذ!

د. يحيى:

ثم ماذا يا رضوى؟ ثم ماذا؟

د. رضوى العطار

المقتطف: أنا فى بحث الدكتوراة بتاعتى سنة 1959 كنت بادّى مادة تحرك اللى جوه (ميثدرين ميثامفيتامين، زى الـ ل.س.د. LSD   بس على خفيف)، وكنت باعمل اختبار الـMMPI  قبلها وبعدها، فكان مقاييس الذهان تنزل بعد الحقنة دى، تروح مقاييس العصاب تطلع، أوالعكس، يعنى مقاييس التحولConversion  والجسدنة Somatization تنزل، تطلع مقاييس الفصام والبارانويا وكلام من ده

التعليق: ممكن توضيح أكثر.

د. يحيى:

أظن أن هذا قد يحتاج منك إلى قراءة رسالتى لتحضير الدكتوراه، وهى تربو على مئتى صفحة، وايضا ربما تحتاج إلى أن تزداد ألفتك واستعمالك لهذا الاختبار الجيد MMPI المتميز برغم أنه مترجم، لكن تقنينه فى ثقافتنا جاء محكما ومنضبطا.

د. مصطفى السيد

الحالة دى صعبة عليا أوى – دى حالة خارج التشخيصات وجداول التشخيصات السهلة – خط واضح وخطة واضحة للعلاج

دى بقى محتاجة اختراع ومحتاجة نقلات سريعة فى الخطة طول الوقت

فى كلام كتير اتقال عن الأمراض اللى تقل وتزيد بالتبادل مع بعض – طيب يعنى هو ينفع انا اختار له مرض واشتغل على التانى – اسيب له مشكلة يعيش بيها ومشكلة أحلها، ما انا مش هاقدر أغير أبوه وأمه وتاريخه.

د. يحيى:

يا عم مصطفى نحن لا نغيّر أحد نحن نحاول أن، نتواصل أعمق من خلال الوعى المشترك، وهذه النقلات ليست نقلات بالمسطرة، ولكنها تناوب مستويات  وعى المريض وترجيح بعضها فى كل مرحلة، وهذا ما وصلنى منك وانت تلتقط أن المسألة محتاجة “اختراع ونقلات سريعة” هذا صحييح، لكن هى ليست مسألة إرادية منطقية ولكنها مسألة تشكيل للوعى المشارك (المريض – أو المرضى – والمعالج) وربما هذا هو ما أعنيه من مصطلح “نقد النص البشرى”.

أ. أمير حمزة

الحالة دى مهمة ومفيدة جداً – نقلات المريض فى تعبيره عن العدوان بداية من التبرز وبعدين العنف بالضرب تجاههم ثم بالدين خلتنى تقمصت الولد وحاولت أشوف اللى جواه أياً كان سببه – لكن وصلنى الألم الكبير والقهر اللى جواه اللى عبر عنه بالتبرز كعدوان ضد أبوه وأمه، وإزاى قدر العيان يكون ملموم بدفاعات مرضية وإزاء ممكن يكون ده مكافئ للفصام، وقفت كتير عند موضوع الدين واستخدامه كدفاع واحترت إزاى ممكن يكون الدين دفاع يلم بنى أدم حايفركش؟

د. يحيى:

الإيمان هو عملية إبداعية ضامة باستمرار (لا إاله إلا الله)

أما الدين فهو سلوك يدعم الإيمان الصحيح

لكن إذا ما استولى الوصاة على هذا وذاك فالخوف أن يتخثر الوعى، فيحدث العكس، ويتكلّـس الوجود كله و يتجـمـَّدا!!.

د. كريم

المقتطف: “أو بيتحدِّوا بيه”

التعليق: أنا دايما بشوفه موقف اعتراض

د. يحيى:

ربما

عندك حق.

د. كريم

المقتطف: “بتشخ على بابا، ولا على ماما، ولا على مين؟”

التعليق: حلو أوى الصيغة دى فى السؤال.

د. يحيى:

ربنا يحليلك دنياك ومعرفتك وفنّك

بس خلّ بالك لحسن أبوه أو أمه يسمعوا تلبسها انت،

أو تأكد إن الميه مش مقطوعة.

د. كريم

المقتطف: “لدرجة تكافئ الذهان مهما كان ما فيش غيره”

التعليق: بالضبط مع الوسواس أنا شايف ذهان

د. يحيى:

لقد وصفت ستة ذهانات وظيفية أخرى إحداها هو “ذهان الوسواس القهرى التسلطى” أنظر موقعى الخاص([6]):

 www.rakhahwy.net

د. كريم

المقتطف: “محوط نفسه بالأسمنت المسلح بتاع الوسواس والتدين ده”

التعليق: أنا شايف إن ده أصعب من التبرز والتفسخ كمان

د. يحيى:

لا أظن، لست متأكدا

ربما هو “أخـْـفـَـى”وليس ” أصعب” فقط ،

 لذلك فهو “أخطر”.

أ. منى أحمد

أنا مقتنعة أن نقلات الاحتجاج هى لصالحه، وأعتقد أنه كل ماكبر احتجاجه حايبقى صعب لكن يمكن تغييره، وبالتالى علاجه.

(التبرز القهرى)، بالنسبة لى جديدة جداً.

د. يحيى:

المسألة ليست بهذه المباشرة

عذرا.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 3-11-2009  www.rakhawy.net

[2] – أصبحت اسمها مؤخراً “النفسمراضية” (كلمة واحدة منحوته)

[3] – MonoSymptomatic Schizophrenia

[4] – نشرة “الإنسان والتطور”: 22-4-2017، بعنوان: أنواع الفصام Sectorial Schizophrenia

www.rakhawy.net

[5] – رواية “كائن لا تـُحتمل خفـّـته”، ميلان كونديرا ، ترجمة، مارى طوق، المركز الثقافى العربى، 1984

[6] – نشرة الإنسان والتطور : 23-7-2016 بعنوان: مقدمة عن العصاب فى مقابل الذهان

– Psychotic/Non-Psychotic Dimension ‏ (& Six Psychoses worth considered as independent categories). Y.T.Rakhawy, 1992, Structural-Teleological Approach       to Nosology & Diagnosis in Psychiatry An Egyptian Point of View.

الحالة: (63) التوصية بـصدمة الدخول للمستشفى، وضرورة التروى

الحالة: (63) التوصية بـصدمة الدخول للمستشفى، وضرورة التروى

الحالة: (63)

التوصية بـ”صدمة الدخول” للمستشفى، وضرورة التروى([1])

د.محمد حسام: هى عيانة عندها 16 سنه طالبة، وهى الرابعة من أربعة حضرتك حولتهالى، من حوالى أربعه شهور، وهى كانت جايه والدتها كانت بتشتكى إن هى عصبية على طول، وإن فيه صعوبة فى التواصل معاها فى البيت، وإنها طول الوقت قاعده على الكمبيوتر مابتعملش حاجه خالص غير كده، ومالهاش صحاب خالص

د.يحيى: هى فى سنة كام؟ بتدرس إيه؟

د.محمد حسام: هى لما جت لى كانت لسه مخلصه ثانوية عامة

د.يحيى: 16 سنة ، ومخلصه ثانوية عامة ؟!

د.محمد حسام: آه كانت لسه مخلصه ثانوية عامة

د.يحيى: الثانوية الخوجاتى، قوام قوام.

د.محمد حسام: لأه هى مدرسه لغات، بس مصرية

د.يحيى: وجابت كام فى الماية

د.محمد حسام: كانت جايبه حاجه وثمانين %

د.يحيى: أدبى ولا علمى

د.محمد حسام: علمى، هى كانت عاوزه تدخل الجامعة الأمريكية، تدرس كمبيوتر، المشكلة غير إنها منعزلة: إنها هيـّـا سمينة جدا فى السن دى،

د.يحيى: وزنها؟

د.محمد حسام: وزنها كان 104 هى حالياً 94

د.يحيى: نزلت كده فى قد إيه

د.محمد حسام: فى أربع شهور

د.يحيى: بناء على العلاج النفسى معاك، ولا إيه؟

د.محمد حسام: لأه دا بناءً عن إنها بدأت ترجّع، الترجيع مش مرتبط بالعلاج قوى، بصراحة، أنا ركنت مشكلة الوزن ديه شوية وبدأنا نتكلم فى مشكلة انعزالها وإن هى ماينفعش كده، وكمان هى طول الوقت بتشتكى من وجع فى جسمها، وساعات بدوخة، لدرجة إنها فى آخر جلسة كان زى ما يكون حايغمى عليها تقريبا أثناءها.

د.يحيى: ابوها بيشتغل ايه؟

د.محمد حسام: أبوها صاحب شركة صغيرة

د.يحيى: إنت قلت لنا على شكوى أمها ماقلتش البنت نفسها بتشتكى ولا لأه، وبتشكى من إيه أكتر، الوزن، ولا الترجيع، ولا إن مافيش تواصل

د.محمد حسام: من كله

د.يحيى: بتقول بقالها معاك أربع شهور، مش كده؟

د.محمد حسام: آه

د.يحيى: طيب ما هى ماشية كويس أهه، كل أربع شهور تخس عشرة كيلو رضا

د.محمد حسام: لأه، ما أنا قلت لحضرتك إن المشكلة الأساسية مش الوزن، هى كمان ابتدت تشتكى من اضطرابات فى النوم وكده، وبعدين بقت مش قادرة تتواصل مع اللى حواليها خالص، الحكاية دى بقت واضحة بعد ما اتكلمنا فيها فى الجلسات.

د.يحيى: هى جاتلك وهى واخدة الثانوية العامة، فات أربع شهور، واحنا فى يناير مش تقول لنا وضعها الدراسى إيه دلوقتى؟

د.محمد حسام: آه هى دخلت الجامعة الالمانية الترم ده، وسابتها ماكانتش عايزه تكمل فيها عايزه تكمل فى الجامعة الامريكية، وقبلوها تانى فى الجامعة الامريكية بعد ما الترم بدأ، فهى حاتبتدى الترم اللى جاى ده فى خلال الشهر اللى جاى

د.يحيى: ماانت وشك عليها حلو أهه، مش هى دلوقتى بتذاكر وتمام التمام؟

د.محمد حسام: هى كانت بتتعلم انجليزى عشان تتحسن فيه توصل للمستوى اللى عايزاه الجامعة الأمريكية، وحاجات كده .

د.يحيى: طيب الحمد لله، وحصل، السؤال بقى؟

د.محمد حسام: السؤال انا قلقان عليها صحيا، جسمانيا هى بتعانى طول الوقت من الم فى الجسم، ومابتقدرش تتحرك ما بتقدرش تعمل حاجة فى البيت طول الوقت نايمة وفى اخر جلسه زى ما قلت، كانت زى ما يكون حايغمى عليها لدرجة ان انا طلبت لها حاجه عشان تشربها

د.يحيى: أثناء الجلسة؟

د.محمد حسام: أثناء الجلسة، هى دلوقتى داخله فى حلقة مفرغة كده ما بين أن هى ماتاكلشى، وتيجى فى الآخر تتعب من كتر الصيام، يا تاكل كتير وترجّع، تزيد العصبية، تزيد الآلام، تزيد قلة حركتها، ماتتحركشى، وشكلها كده مش نافع.

د.يحيى: السؤال بقى؟

د.محمد حسام: السؤال هل دخول المستشفى ممكن يكسر الحلقة اللى هى فيها دى

د.يحيى: انت عرضت عليها دخول المستشفى؟

د.محمد حسام: عرضت

د.يحيى: قالت ايه؟

د.محمد حسام: هى رفضت فى الأول رفضت رفض قاطع، بس حاليا موافقه تدخل المستشفى بس انا مش عارف حاقدر اساعدها ازاى فى المستشفى أكتر من بره

د.يحيى: ايه الهدف من وجهة نظرك من دخول المستشفى ؟

د.محمد حسام: انا عايز اكسر الحلقة اللى هى فيها دى، تبطل ده

د.يحيى: تبطل تطرش؟ ولا تبطل تخس؟ ولا تبطل تتوجع؟ حلقة إيه؟ وتكسرها منين بالظبط؟

د.محمد حسام: تبطل ترجـّـع، وبرضه نكسر العزلة اللى هىّ فيها دى، هى مابتقدرش تعمل أى حاجه، مالهاش علاقة بأى حاجة أو أى حد إلا من خلال الكمبيوتر

د.يحيى: وأهلها رأيهم ايه فى دخول المستشفى

د.محمد حسام: الأم موافقه.. أصل البنت هى فعلا فى معاناه طول الوقت

د.يحيى: والأب؟

د.محمد حسام: الاب مااعرفش موقفه قوى، أنا ما اتكلمتش مع الاب، هو الاب ماجانيش غير مرة واحدة بس

د.يحيى: هل فيه مشكلة بين الام والأب؟

د.محمد حسام: لأ مش باين، بس هم يعنى علاقتهم بعيدة، يعنى هم مع بعض فى البيت بس علاقتهم بعاد عن بعض،

د.يحيى: مش فاهم

د.محمد حسام: ده اللى وصلنى، هى البنت نفسها قالت لى انا ممكن ادخل المستشفى، وموافقة على كل الشروط اللى انت تقولها لأن هى كانت كل برنامج انا باحطه، بتحاول تبدأ فى تنفيذه، إنما بتفشل بسرعة

د.يحيى: بصراحة يا محمد يبدو إنك عملت عمل كويس فى الأربع شهور دول، أولا نجحت إنها تيجى بانتظام، مع إنها زى ما انت بتقول عندها صعوبة فى عمل علاقة، والعلاج علاقة زى ما انت عارف، ثانيا: البنت خست عشرة كيلو، وده مش شوية، صحيح هو مش هدف فى ذاته، إنما وهى عندها 16 سنة، وتخس حتى بالترجيع، أهو شىء كويس برضه، ثالثا: إنت نجحت بعلاقاتك معاها ومع أمها إنك تطرح خطوة صعبة جدا، ولثقتهم فيك خليتها هى وأمها يقبلوها كل على حده، إنت عارف فى مصر يعنى إيه بنت تدخل المستشفى، سـُـمعة، وسوء فهم، ووصمة لما تيجى تتجوز، والمستشفى مستشفى مهما كان، تقول مجتمع علاجى، تقول كسر حلقة، الناس ما لهاش دعوة غير إنها بنت ودخلت مستشفى نفسانى، وقليل إن ما قالوا مستشفى عقلى، تقول مجتمع علاجى، علاج جماعى، فرصة نمو وكلام من ده، الناس عندنا ما بتفرّقشى، وانت عارف كل ده، وعارف إن احنا من حيث المبدأ ما بندخلشى بنات فى السن دى فى المستوى الاجتماعى ده، إلا لما يكون ما فيش حل نهائى غير كده، أنا مش فاهم ازاى أنت نجحت تفهمها إن ده ممكن يكسر الحلقة المفرغة اللى بتقول عليها؟

د.محمد حسام: هى، البنت ذكيه جدا

د.يحيى: المسألة مش مسألة ذكاء، عموما إذا كنت واثق من عمق موافقتهم، مش مجرد زهق، وأمل فى حل سحرى، يبقى نحسبها واحدة واحدة، ومن أول ثانية نفكر فى الرسائل الإيجابية والسلبية اللى ممكن توصل لها من دخولها، من أول إنها تفاجأ بنوع المرضى اللى عندهم حاجات أخطر بكتير، لحد إنها تريح وتعتمد وتستغل دخولها ده لما تخرج تزود فى الانسحاب تحت زعم إنها مريضة بأمارة إنها دخلت المستشفى، أنا عموما مش متحمس، وفى نفس الوقت بافكر يمكن بصراحة فى السن دى، وبالشكل اللى انت حكيته كده، ممكن تكون صدمة جيدة، تفوقها لما تتعرف على إن الدنيا فيها ناس، وأمراض، ومجتمع، وإيقاع يومى، غير اللى هى عاشته ستاشر سنة يا أخى، محتمل يوصل لها رسالة وهى فى السن دى تفوقها وتفضل معاها بقية عمرها، ساعات أسمى ده “دخول الصدمة” Shock Admission وأظن أنا اتكلمت عليه قبل كده ومرات نفعت معايا، حتى قبل المستشفى بتاعتنا دى بتاعه المجتمع العلاجى ده، وكان الدخول أحيانا لمدة ساعات أو لمدة يوم واحد، أو اتنين، ويخرج العيان بعد ما تكون وصلته الخبطة والدهشة، ونكمل بشكل مختلف، بس بصراحة كان أغلبهم شباب مش بنات، الرسالة اللى بتوصل من الصدمة دى فى السن دى بتبقى مش مفهومة قوى، مش مباشرة، زى ما يكون الواحد منهم بينتبه إن فيه ناس تانية، حياة تانية، إن فيه احتمال وعى مختلف، إن المسأله ما هياش كده وبس، إن حياته ونموذج يومه، علاقاته ومواقفه، مش هىَّ القاعدة العامة، وبعدين يمكن ده يخليه يعيد النظر ويمكن يتأكد إن اللى ماشى فيه مش هوا النموذج الوحيد الصح، كل ده، وفى السن دى بالذات، يمكن يعطى فرصة للبنت إنها تلحق نفسها وتصحح مسارها، كل ده بيحصل بطريقة تحتية، إنما بنشوف نتائجها أكتر ما بنحدد معالمها مسبقا، ثم إنها يمكن بعد الدهشة وهى فى السن دى تمد ايدها تقول عايزة أجرّب حاجة تانية غير اللى أنا كنت فيه، بس ده مش مضمون، كمان بس أهم حاجة إنك تفهمها كويس قوى إن مافيش من ناحيتنا وعود إنها تِـخـِـف، إحنا مش بنسحر أو بنضمن أى حاجة محددة، تبقى عارفة كويس قوى إن احنا حانعمل اللى علينا مية فى المية، وإن النتيجة على الله، وهى وشطارتها، يبقى واضح إنها هى مش داخله تخف بالمعنى البلدى، تخف من إيه بالضبط؟ لأه بقى، وكمان خلى بالك، لازم الدخول ده، اللى انا مش متحمس له، مايعطلش الكورسات اللى بتاخدها فى الانجليزى أو غير الانجليزى، خلى بالك إن التحصيل الدراسى هنا فى السن دى، وعند البنت الشاطرة دى، ده ثروة، برغم إنها بتحققه على حساب انطلاقها واختلاطها والكلام اللى انت قلته ده كله

د. محمد حسام: ما هو باين هى ما عندهاش غير كده

د. يحيى: والظاهر هى منعتك تروح بعيد عن كده، يا أخى فى السن دى، مش ملاحظ إنك إنت ما جبتش سيرة للناحية العاطفية، وبصراحة ولا الجنسية، هى بتحصل على اعتراف بأنوثتها، وبجوعها العاطفى، منين ومن مين؟ هى حلوه ؟

د.محمد حسام: هى حلوه بس هى شايفه نفسها وحشه

د.يحيى: طيب يا أخى، حكاية شايفة نفسها وحشة، مش ضرورى تكون مرتبطة بالتخن من عدمه، إنت شايفها حلوة، وأظن أنا وصلنى من كلامك إنها حلوة، تبقى حلوة، مش لازم حد يوصل لها الحكاية دى، مش بس انت، ما ينفعشى، حاتبقى عامل زى أى أب أو أم لما يمدحوا جمال عيالهم بالحق والباطل، لا زم تفكر فى احتياجاتها الطبيعية، خلقة ربنا، اللى هى ركنتها على جنب، ويمكن دخولها المستشفى ينبهها للى وصلت له.

د.محمد حسام: بس النقله دى بدخولها المستشفى حاتبقى جامدة جدا، يعنى انا قلقان عليها من الفرق الفظيع الى حا تفاجأ بيه، يعنى من إن هى لوحدها طول الوقت بقالها عشر سنين ولاّ أكتر ولاّ أقل، هب نيجى نحطها فى وسط ناس كتير مختلفين مره واحده كده؟ يعنى انا قعدت معاها حوالى شهر كامل عشان بس ترفع رأسها من على الأرض، عشان نتكلم بس، فاأنا مش عارف إيه الصح برغم موافقتها، وحماسها، وبرضه برغم موافقة أمها

د.يحيى: ما هو عشان كده أنا قلت لك من الأول لازم نحسبها مرة واتنين وعشرة، عشان مانعملشى زيهم ونأمل فى اللى مش ممكن، ثم إن ماوصلنيش إيه اللى اضطرك فجأة إنك تفكر فى حكاية المستشفى وانت مابقالكشى معاها غير أربع تشهر، إوعى تكون لقيتها تقيلة عليك، قلت ياللا شيلوا معايا؟

د.محمد حسام: وفيها إيه؟ أنا فعلا مستصعبها، ونفسى إنها تتحرك بأى شكل.

د.يحيى: برضه ماتستعجلشى، وبعدين فيه عندك يا أخى المستشفى النهارى بتاع منى (الديوان)، ما هو ممكن يوصل لها اللى انت عايزه، من غير دخول وحبسة وبيات، ووشم، وكلام من ده، يعنى حا تروح الصبح وتروّح آخر النهار، كام يوم كده فى الأسبوع، ويبقى أجلنا خطوة المستشفى الداخلى على قد ما نقدر

د.محمد حسام: يا ريت، بس انا متأكد إنها إذا راحت المستشفى النهارى مرة أو اتنين، لا يمكن حاتكمل ما دام الأمر فى إيدها.

د.يحيى: برضه انا ما زلت خايف من خطوة المستشفى، ولو إنى مش معترض ميـَّـة فى الميـَّـة، إنت تخليك معاها كمان شويتين، لحد ما يظهر تهديد محدد فى مجالات مهمة، زى التوقف الدراسى، زى العزلة التامة، زى زيادة الوزن فجأة، أو نقصه بشكل متسارع، كل دى ترموترات نقيس بيها خطوة خطوة، واديحنا مع بعض.

د.محمد حسام: شكرا.

***

التعقيب والحوار:

د. رجائى الجميل

هذه المريضة تنادى على صحبة حقيقية ومشاركة .

زى ما يكون رفضها وانعزالها هو رغبة حقيقية فى “” اما حاجة بجد تروينى . او مش لاعبة “” طبعا مع الوضع فى الاعتبار ان المريض الذهانى بيلعب لعبة “” يا تدونى حقى كله يا حاجيب عاليها واطيها “”

هى لغاية دلوقتى (حسب تاريخ الحالة طبعا . مش دلوقتى دلوقتى يعنى ) لسة ما انفصلتش قوى وفعلا قدرت تعمل علاقة ايجابية مع الدكتور محمد، مش عارف ليه حاسس ان العلاج الجمعى ممكن يبقى افضل لها من المستشفى .

والله اعلم.

د. يحيى:

العلاج الجمعى ليس متاحا دائما، وهو فن أصعب ويحتاج وقتا أطول

اقتراح جيد لو توجد فرصة لتطبيقه

د. رضوى العطار

المقتطف: …. هى دلوقتى داخله فى حلقة مفرغة كده ما بين أن هى ماتاكلشى، وتيجى فى الآخر تتعب من كتر الصيام، يا تاكل كتير وترجّع، تزيد العصبية، تزيد الآلام، تزيد قلة حركتها، ماتتحركشى، وشكلها كده مش نافع.

التعليق: فى السن ده، الرغبة فى انها تعمل Control على أى حاجة فى الحياة بتتقلب لاضطرابات الأكل، ده غير ان ساعات الفم والاضطرابات المرتبطة بيه زى الأكل بيبقى ليها دلالة أعمق اتعلمتها فى العلاج بالحركة، الفم مصدر كلام وتواصل مع الآخر، لما بيحصل اضطراب فى العلاقة بالآخر مع وجود مشاكل فى صورة الجسم الأعراض بتظهر بالشكل ده

د. يحيى:

لعل ذلك صحيح، إلا أن التركيز على مناطق معينة فى الجسم مثل الفم أو الشرج قد يرجع أساسا إلى الفكر التحليلى النفسى الذى لم أقتنع به بدرجة نافعة ولا أنا أمارسه، لكن دعينا نواصل احترام  الجسم كوعى متعيـّـن Concretized Consciousness

ويحتاج إلى فن علاجى خاص

د. رضوى العطار

المقتطف: برضه ماتستعجلشى، وبعدين فيه عندك يا أخى المستشفى النهارى بتاع منى (الديوان)، ما هو ممكن يوصل لها اللى انت عايزه، من غير دخول وحبسة وبيات، ووشم، وكلام من ده، يعنى حا تروح الصبح وتروّح آخر النهار، كام يوم كده فى الأسبوع، ويبقى أجلنا خطوة المستشفى الداخلى على قد ما نقدر

التعليق: حل جيد جدا ومحترم جدا.. شكراً

د. يحيى:

العفو.

د. رضوى العطار

المقتطف: من أول إنها تفاجأ بنوع المرضى اللى عندهم حاجات أخطر بكتير، لحد إنها تريح وتعتمد وتستغل دخولها ده لما تخرج تزود فى الانسحاب تحت زعم إنها مريضة بأمارة إنها دخلت المستشفى، أنا عموما مش متحمس.

التعليق: انا معاك فى ده ومش شايفه دخول المستشفى حل، هو إيه حكاية استخدام المستشفى ككرباك وجلد بين بعض المعالج!!  مش ده اللى اتعلمناه من حضرتك خالص!

د. يحيى:

ما علمته وأعلمه لكم – هو ما جاء فى حوار الإشراف.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.يحيى: ماانت وشك عليها حلو أهه، مش هى دلوقتى بتذاكر وتمام التمام؟

د.محمد حسام: هى كانت بتتعلم انجليزى عشان تتحسن فيه توصل للمستوى اللى عايزاه الجامعة الأمريكية،

وحاجات كده . د.يحيى: طيب الحمد لله، وحصل، السؤال بقى؟

التعليق: بلاحظ أن حضرتك بتدى اهميه كبرى للدراسه والعمل يمكن تفوق الجانبين التانيين النوم والعلاقات.

د. يحيى:

ألا ترين معى يا مريم أن الدراسة أو العمل أو كليهما يمكن رصد التقدم فيهما أسهل وأدق من العلاقات، أما النوم فبرغم تقيميى له كطور أساسى فى النبض اليوماوى، لو تواصل من خلاله الإبداع النمائى إلا أنه ليس إيجابيا بصفة دائمة فإنه كثيرا ما يكون تثبيتا للدوائر المغلقة والنبض فى المحل.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.محمد حسام: لأه دا بناءً عن إنها بدأت ترجّع، الترجيع مش مرتبط بالعلاج قوى، بصراحة، أنا ركنت مشكلة الوزن ديه شوية وبدأنا نتكلم فى مشكلة انعزالها وإن هى ماينفعش كده، وكمان هى طول الوقت بتشتكى من وجع فى جسمها، وساعات بدوخة، لدرجة إنها فى آخر جلسة كان زى ما يكون حايغمى عليها تقريبا أثناءها.

التعليق: مش فاهمه ليه الدكتور جنـَّـب مسأله الترجيع دى وقال مش مرتبط بالعلاج اوي… هو الترجيع ده طبيعى يعني

د. يحيى:

لكل معالج الحق فى ترتيب أولويات ما يرتبط بالعلاج (قوى أو أقل أو أقل) ثم لعل المعالج هنا تغاضى، ولو مؤقتا أو مرحليا عن الترجيع،  وربما يوظفه بطريقة غير مباشرة لانقاص الوزن الذى وضعه جانبا بقصد ذكى.

ثم يا مريم لو سمحت لا تأخذى كل عرض (أو جملة) بشكل مستقل هكذا.

د. مدحت منصور

التروى فى دخول المستشفى مطلوب للولد زى البنت فالوصمة فى مجتمعنا تصيب الاثنين على حد سواء وسوء الفهم كذلك وإذا كان العلاج النفسى مازال وصمة فى كثير من الأماكن فى مصر فما بالك بدخول المستشفى، ما يصلنى دائما من أستاذنا حمايته للبنت وإشفاقه عليها وهذه أخلاق فرسان، ولا أقولها مجاملة، لكن ألا ترى يا أستاذنا أن البنات هذه الأيام لم تعد كالبنات بتاعة زمان ولكم جزيل الشكر.

د. يحيى:

يعنى يا عم مدحت هل أنا أعرف بنات زمان حتى أعرف بنات هذه الأيام؟ أنا احترم المرأة بحق، ليس تعاطفا ولا لأنى نصير المرأة وكلام من هذا، أنا أراها أقل تشوها، وأكثر ابداعا، ليس بمعنى أن نضحك عليها لتكتفى بالإنجاب إبداعاً، وإنما بمعنى صدق التلقائية الخاصة التى تتميز بها المرأة فى عمق موقفها فى كثير من الأحيان، برغم القهر الذى ترزح تحته فى كثير من الأحيان أيضا،

 أما الرجل فيبدو أنه قد ارتاح لرجولته، ونفخ فيها حتى استغنى عن التغيير غرورا، وراح يسير فى المحل وهو يخدع نفسه أكثر.

(دون تعميم لو سمحت)

[1] –  نشرة الإنسان والتطور:  17-11-2009   www.rakhawy.net

الحالة: (64) حدود الضغط فى اتجاه قرار صحيح

الحالة: (64) حدود الضغط فى اتجاه قرار صحيح

الحالة: (64)

حدود الضغط فى اتجاه قرار صحيح([1])

أ. حازم حسن: هو عيان كنت اتكلمت عنه هنا  فى الإشراف قبل كده، اللى هو والده ووالدته كانوا  دايما فى مشاكل،  هو عنده 22 سنة، هو له أخ واحد وكان فى كلية التجارة، وسقط كذا سنة وكان أهله دخلوه المستشفى عشان بيتعاطى حاجات خفيف خفيف كده، وحصلت مشاكل وبعدين خرجوه، والده وولدته منفصلين، والدته هى الست السمينة  اللى كانت بتيجى تتخانق دايما دى.

د.يحيى: قعد فى المستشفى قد ايه ؟

أ. حازم حسن: قعد فى المستشفى شهر، وبعد ما خرج الدنيا إتظبطت شويه

د.يحيى: كان تشخيصه إيه ؟

أ. حازم حسن: يعنى، اضطراب شخصية وإدمان.

د.يحيى: وإيه سبب دخوله المستشفى

أ. حازم حسن: كان بطل يذاكر، وبيسقط، وزودها فى حكاية الحاجات اللى بياخدها دى.

د. يحيى: وبعدين؟

أ. حازم حسن: هوه  لما خرج من المستشفى الدنيا بدأت الدنيا تتظبط، وابتدى يذاكر شويه، بس رجعت الصعوبة تانى، وظهرت مشكلة  تحويله من الكلية، وهو بيقول إن هوه ماكانش عاوز الكلية اللى هوه فيها دى خالص، وعشان كده هوه بيقاوم إنه يكمل فيها،  وابتدى ياخد حشيش تانى، وبعدين دا عمل مشاكل شديدة بينه وبين أهله.

د. يحيى: طيب مش المشكلة دى كانت موجوده من الأول؟ من قبل مايخش المستشفى؟

أ. حازم حسن:  أيوه، وأنا كنت دخلته لحضرتك فى العيادة، وحضرتك قلت له: ينجح الترم ده، وبعدين ممكن نفكر إنه يحول لو كان ده فى مصلحته، عشان مانسيبشى الموقع اللى احنا فيه واحنا مهزومين، لأنه ممكن يكرر الانسحاب من أى ضغط جديد مهما غيرنا، .. وهوه اقتنع شوية، وبعدين جت حكاية المستشفى، وطلع واتظبّـت تانى، لكن رجعت لقيته من أسبوعين بيقول لى انا عاوز أخش آداب علم نفس، فأنا اتكلمت معاه إن احنا اتفقنا إن التغيير دلوقتى مش فى صالحه، وقلت له رأيى إنى شايف إن التغيير إلى آداب علم نفس بالذات مش فى صالحه أكتر، وهو ابتدى يتكلم معايا بمنطق إنه مهتم باللى جرى له، وإن عنده فضول يشوف إيه الحاجات النفسية اللى حصلت له دى، وحصلت له ليه، وكده.

د.يحيى: وانت إيه اللى خلاك تقول له إن ده بالذات مش لصالحه، أنا موافقك، بس انا باسأل ليه يا ترى؟.

أ. حازم حسن: أنا كنت شايف ان الاختيار مش صح، أنا ربطت الاختيار ده بالمرض وسوء فهم فكرة العلاج النفسى، زى ما يكون هو متصور إنه حايدرس حاجات بتتقرا وحايطبقها على نفسه، يقوم يخف، وده كلام فارغ

د. يحيى: إزاى يعنى؟ من وجهة نظرك؟

أ. حازم حسن: ما انا كنت فى آداب علم نفس، وعارف إيه اللى بندرسه، ولا بيخفف، ولا له دعوة ، ولا له علاقة باللى بنتعلمه دلوقتى هنا فى العلاج العملى ده.

د.يحيى: معقول، بس والنبى ما تعمـِّـمـْـشى، لا كده، ولا كده.

أ. حازم حسن: المهم الجدع ده فِضِل مُصِر على قراره بالتحويل، وأنا مصر وشايف إنه غلط تمام، لدرجة إنى لما لقيته مصمم قوى كده، قلت له انت لو نفذت واخترت ده أنا مش حاقدر اكمل معاك، المصيبة إن أهله مش حاسس إنهم معايا خالص.

د.يحيى: هوه بقاله معاك قد إيه بعد ما خرج من المستشفى

أ. حازم حسن: 7 شهور تقريبا

د.يحيى: هوه فى كلية إيه انت قلت؟

أ. حازم حسن: تجاره انجليزى

د. يحيى: عنده كم مادة؟

أ. حازم حسن: ساقط فى تلات مواد

د.يحيى: السؤال بقى؟

أ. حازم حسن: أصله هو ما سمعشى الكلام، وحوّل خلاص من الكليه

د.يحيى: طيب وانت جى دلوقتى تسأل فى حاجة حصلت وخلاص، ما اللى حصل حصل، هوه أبوه كان موافق ؟

أ. حازم حسن: أبوه شويه آه وشويه لأ،  أبوه كان عاوزه يفضل فى كلية التجارة، وهو اللى ضغط عليه يخشها من الأول.

د.يحيى: إنت قلت إن عنده  أخ

أ. حازم حسن: أيوه عنده أخ، اه

د.يحيى: فين ؟

أ. حازم حسن: فى طب أسنان

د.يحيى: أبوه بيشتغل ايه

أ. حازم حسن: أبوه تاجر، وما عندوش فكرة آداب علم نفس يعنى إيه، ولا حتى تجارة إنجليزى يعنى إيه، أهو تجارة وخلاص.

د.يحيى: بصراحة أنا شايف إن العيان فرض عليك وعلى أهله قرار سلبى شويتين، اللى عمله ده هرب يعنى هرب،  واخوه فى طب أسنان. يعنى المستوى الدراسى اللى الأب هيأه لعياله معقول، اللى يدخـّـل ابن  تجاره انجليزى ويدخل اخوه طب اسنان يعنى يبقى أب فاهم وعملى، أنا مش فاهم إيه اللى خلاه يرجع فى كلامه، ويوافق على التحويل، مش الولد نجح قبل كده فى تجارة؟

أ. حازم حسن: أيوه، بس سقط فى الكليه بقاله سنتين

د.يحيى: ورا بعض؟ يعنى هما رفدوه

أ. حازم حسن: لأ ما اترفدشى ، لسه له سنه كمان

د.يحيى: بقاله سنتين، وعنده كام علم

أ. حازم حسن: تلاته

د. يحيى: همـّـا كلهم كام

أ. حازم حسن: أظن 7 مواد

د.يحيى: طيب مش ناجح فى اربعه وساقط فى تلاته ؟

أ. حازم حسن: آه

د.يحيى: طيب ، مش دى سكة أقرب برضه، كلية عملية، ولغة، وأبوه تاجر، يعنى البديل اللى هوه بيهرب فيه ده، ما لوش معالم إلا إنه اسمه “علم نفس”، وهوه عيان نفسى، وكل اللى شده للتحويل فى الغالب هى كلمة “نفسى”، وبعدين حايروح يحفظ شوية كلام نظرى، ويتهيأ له إنه بيتعالج وكلام من ده، يا شيخ حرام عليك، فالقرار ده سلبى بصراحة، بس انت لو فى بلاد بره وتتدخل قوى كده يمكن يقولوا إنت بتتحكم فيه وبتتدخل فى حريته وكلام من ده، إنما أنا ماأظنش ده بيحصل هنا لأن المعالج له حق أن يشير باللى شايفه، انت خبير مستشار برضه، مش معالج بس، وده رأيك العلمى، ومن حقك تقوله، ما دام انت ما عندكشى وسيلة ضغط إنك تفرضه، وبرضه من حقك تتوقف عن الاستمرار فى علاجه لو هو مامشيش على الخطة المتفق عليها، احنا هنا فى بلدنا ، بنعدى حكاية حقى وحقك دى، وزى ما بنكرر هنا دايما، إن احنا بنشيل هم العيانين بتوعنا زى ولادنا، بنشيل هم العيان سواء سمع أو ما سمعشى، مش كده ولا إيه؟

أ. حازم حسن: أنا كنت عايز أدخله المستشفى

د.يحيى: بالذمة ده اسمه كلام؟! يا راجل تتنقل من “مش عايز أكمل معاه إذا ما سمعشى الكلام”، تروح ناطط على طول إلى “عايز أدخله المستشفى؟”  ليه ؟ عشان يسمع الكلام؟

أ. حازم حسن: نوع من الضغط يعنى

د. يحيى: ضغط إيه يا راجل حرام عليك، مش إنت بتقول إن أهله وافقوه على اللى حصل، وسحبوا أوراقه وخلاص؟

أ. حازم حسن: أيوه، ما هم أهله صعب جدا، ولا فاهمين يعنى إيه آداب، ولا يعنى إيه علم نفس، وساعات يتهيأ لى إنهم زيه، فاهمين إن علم النفس حايخففه، أنا بصراحة صعبان على الوقت اللى قضاه فى كلية التجارة، وبرضه مش عارف أوصل لهم ازاى إن دراسة علم النفس ما بتخففشى، أنا قلت لهم كل حاجة، وحاولت مع كل واحد لوحده، ومع المريض أكتر

د.يحيى: طيب ما انت عملت اللى عليك وزيادة، حا تعمل إيه أكتر من كده!  السؤال بقى؟

أ. حازم حسن: هو السؤال إن هل  من حقى بقى ما أكملشى معاه، ولا لأه؟

د.يحيى: أظن الأمر ده متروك لك، إذا كنت مش عايز تكمل عشان اختلاف الآراء، لأ طبعا لازم تكمل، إنما إذا كنت مش حاتكمل عشان شايف إن ده مصلحته، وعشان تزقه يدور على حد تانى يساعده، يمكن يلاقى حد غيرك يقف جنبه، حد يكون نفسه أطول مثلا، يبقى تقول له كده بوضوح، وساعات فى الحالات دى المريض بيقبل التحدى وينجح فى اللى اختاره غصبن عن توقعاتك،

أ. حازم حسن: يعنى أبلغه كل الكلام ده وخلاص؟

د.يحيى: أظن المسألة مش مسألة مجرد تبليغ، المسألة هى توضيح حدود المساعدة، ومسئولية القرار، ومن الممكن تستعين بيّا لو كنت خايف قوى من تحمل مسئولية فشله نتيجة قراره ده، يبقى أما تيجى من سلطة علمية أعلى، همه حايخدوها جد أكتر، وانت ضميرك يستريح برضه، واللى يحصل يحصل

أ. حازم حسن: يعنى أعرضه على حضرتك،

د.يحيى: طبعا، ده حقك وحقه

أ. حازم حسن: هوه لوحده؟ ولا هوه وأهله؟

د.يحيى: أفضل لوحده الأول، وبعدين مع أهله

أ. حازم حسن: شكرا

****

التعقيب والحوار:

أ. أيمن عبد العزيز

وصلنى استعجال من المعالج وهروبه هو للمستشفى للإستئناس، لماذا دخول المستشفى والتوصية بها فى هذه الحالة؟ ثم ما هو شكل المستشفى؟ أى مستشفى والسلام؟ أم مستشفى لها شروط لتحدث الهدف المرجو منها.

د. يحيى:

أظن أنه كان يعنى “مستشفى المجتمع العلاجى” مستشفانا يعنى،

كما أعتقد أن ملاحظاتك وضعت فى الاعتبار أثناء المناقشة

أرجو مراجعتها.

أما عن المعالج فقد وصلنى صدقه أكثر من احتمال استعجاله.

أ. أيمن عبد العزيز

هل تحدث صدمة الدخول  فى مستشفى المجتمع العلاجى بالاختلاط بالمرضى فقط؟ وهل صدمة الدخول توازى صدمة الخروج؟.

د. يحيى:

أولا: الصدمة واردة فى أى مستشفى، وعلى الطبيب والمعالج أن يلحظها ليستفيد منها لصالح المريض.

ثانيا: الخروج من المستشفى لا يسمى صدمة عادة، إلا إذا حدث مفاجأة للمريض دون توقعه، وأحيانا ضد توقعه، وقد يكون مفيدا، الحسبة صعبة كما ترى على الناحيتين.

د. أحمد عثمان

أعتقد أن المزنق  الأكثر تواترا بالنسبة لى من خلال ممارستى المتواضعة يكمن بشكل اثقل فى الوصول إلى  يقين من كون القرار المختار هو الاصوب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يأتى من صعوبة تحديد نسبة وضوح إعلان هذا الموقف للمريض.

د. يحيى:

عندك حق، وعليك أن تبذل جهدا أكبر مع المريض وليس بالنيابة عنه.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: “… يعنى ما سمعشى الكلام”، تروح ناطط على طول إلى “عايز أدخله المستشفى؟” ليه ؟ عشان يسمع الكلام؟

التعليق: امتى يكون دخول العيان المستشفى ضروري… ايه الشروط؟

د. يحيى:

أولا: أذكر أننى تناولت هذه النقطة مرارا فى إشراف سابق

ثانياً: هناك أنواع (وأهداف) كثيرة للتوصية بدخول أى مريض المستشفى (طوعا أو كرها)

ثالثا: ينبغى أن يكون دخول المستشفى فى أى مرحلة هو الاختيار الأخير اضطرارا.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.يحيى: أظن الأمر ده متروك لك، إذا كنت مش عايز تكمل عشان اختلاف الآراء، لأ طبعا لازم تكمل، إنما إذا كنت مش حاتكمل عشان شايف إن ده مصلحته، وعشان تزقه يدور على حد تانى يساعده،

التعليق: ساعات بنحس بده فعلا… لكن احيانا يحصل تمسك العيان بمعالجه.. بتيجى فى دماغى فكره ان ممكن يكون العيان بيستخدم العلاج كأنه ميكانزم ويرتاح له لأنه مرتاح انه لابيتقدم ولا بيتأخر … هل فيه معيار يوضحلى تمسك العيان بالمعالج فى صالحه ولا العكس

د. يحيى:

– لكل حالة ظروفها

– والأمر لا يتوقف فقط على التشخيص أو حتى الفروق الفردية بين المرضى، وإنما يتوقف كذلك على الفروق الفردية بين المعالجين.

– وأخيرا هو يتوقف على نوع المستشفى ونوع العلاج هل هو مستشفى “المجتمع العلاجى” أم “مستشفى لدرء الخطر” أم “مستشفى لبداية التأهيل” الخ.

أ. محمد عادل

عدى عليا اكتر من حاله برضو عاوزين يغيرو التخصص ويدخلو علم نفس . انا كنت بضغط ف انهم الاول يخلصو كليتهم وبعدين نبقى نقرر بس فيه اتنين كمـّـلـو والتزمو بعد ضغط وكمــّـلنا ، وواحد مجاش تانى .انا اتخضيت وكنت قلقان عليه . مش عارف الضغط ده صح ولا غلط وخصوصا انى عارف إن تغيير التخصص في الوقت ده مش مناسب ومش هيستفاد حاجه (من وجهة نظرى)؟

د. يحيى:

مرة أخرى.

لكل حالة حساباتها.

لا داعى للتعميم.

د. باسم رمزى

انا كنت عاوز اركز على نقطه مهمة للعلاقة بالمريض، هل يصح ان تعطى المريض اختيار نهائى فاصل فى مثل هذا الحال؟ فى رايى اذا وصلت الى هذا النقطه فى العلاج النفسى يجب عليك اعاده التفكير فى علاقتك بالمريض. رجوعاً الى الوضع الحالى اعتقد انه يفضل للمعالج ان ينهى علاقته بالمريض ليوضح للمريض اهميه القرار النهائى ويريه نتائج قراراته.

د. يحيى:

كل هذه تباديل واردة، وهى تتوقف على متانة العلاقة العلاجية، ومدتها، وآلياتها، وارتباط كل ذلك وغيره بالتعاقد العلاجى المبدئى، وبما تحقق من أهداف متوسطة وباتفاق الطرفين أو جميع الأطراف.

أ. فؤاد محمد

إن احنا بنشيل هم العيانين بتوعنا زى ولادنا، بنشيل هم العيان سواء سمع أو ما سمعشى، مش كده ولا إيه؟

ورغم ان العيان بيبقى اكبر منى سنا يا دكتور باس بحس احيانا إنى أنا باخاف عليه زى ما يكون ابنى ..برغم فرق السن ورغم انى مش أب ..ده صح؟  و لاَّ إيه!؟

د. يحيى:

صح ونصف

على شرط أن تتحمل مسئوليته

ولا تتردد فى استشارة الأكبر فى الإشراف متى لزم الأمر حسب مراحل العلاج وظروف كل حالة

د. رضوى العطار

المقتطف: وحضرتك قلت له: ينجح الترم ده، وبعدين ممكن نفكر إنه يحول لو كان ده فى مصلحته، عشان مانسيبشى الموقع اللى احنا فيه واحنا مهزومين

التعليق: مهمة الجملة دى (مانسبش الموقع واحنا مهزومين، بس خد بالك يا معلم ساعات الجملة دى تخلى الواحد محلك سر بيحارب فى طواحين الهوا، ساعات الرضا بالهزيمة والسماح بيها بيبقى شرف ويمكن انتصار كمان!!

د. يحيى:

ساعات، ساعات.

د. رضوى العطار

المقتطف:د. يحيى: بالذمة ده اسمه كلام؟! يا راجل تتنقل من “مش عايز أكمل معاه إذا ما سمعشى الكلام”، تروح ناطط على طول إلى “عايز أدخله المستشفى؟”  ليه ؟ عشان يسمع الكلام؟

أ. حازم حسن: نوع من الضغط يعنى

التعليق: بصراحة موقف المعالج بالضغط عليه باستخدام المستشفى موقف قد يرقى إلى كونه غير عملى وغير أخلاقى وبيرجعنا للعصور الوسطى وما تأخذنيش على رأيى بس بصراحة حسيت بتقزز ورغبة فى القىء!!

د. يحيى:

تعليق لا يتناسب مع موقف المشرف الواضح والمعلمّ، الذى أرجو أن تقومى به يوماً ما.

هذا الشعور الشخصى (التقزز والرغبة فى القىء) يقلل من كفاءتك المهنية، وهو يشكك فى قدرتك على التحمل المسئول حتى فى موقف التدريب، الأمر الذى هو من أساسيات عملنا.

د. رضوى العطار

المقتطف: هو السؤال إن هل  من حقى بقى ما أكملشى معاه، ولا لأه؟

التعليق: لا مؤاخذة يسيب المريض ده ليه !!

هو احنا بنتخلى عن المرضى عشان أخذ قرار خاطىء مش على مزاجنا هو فى إيه يا دكتور؟ هو ده اللى اتعلمنا من حضرتك !!!

أنا بصراحة مش موافقة نهائيا على طريقة الكرباك دى، لا مؤاخذه ده طب نفسى العصر الحديدى!!

د. يحيى:

لهذا هو إشراف وليس درس أو خطابة

أما أسلوبـِك هذا: فهو يحتاج منك إلى مراجعة جادة وعميقة،

 المسألة أصعب من حماسك وتصورك.

د. رضوى العطار

المقتطف: إن ده مصلحته، وعشان تزقه يدور على حد تانى يساعده، يمكن يلاقى حد غيرك يقف جنبه، حد يكون نفسه أطول مثلا، يبقى تقول له كده بوضوح، وساعات فى الحالات دى المريض بيقبل التحدى وينجح فى اللى اختاره غصبن عن توقعاتك،

التعليق: الله ينور عليك يا كبيرنا

د. يحيى:

وعليك

على شرط تهدّى حبتين.

د. نجاة إنصورة

المقتطف: د. يحيى: مش هتكمل عشان شايف إن ده مصلحته وعشان تزقه يدورعلى حد تانى يساعده يمكن يلاقى حد غيرك يقف جنبه “

التعليق: اعتقد إنه رأى سليم، رفض تغيير التخصص للعيان خاصة لقسم علم النفس ,,, لأن محاولات الهدم والبناء اثناء قراءاته حول الموضوع ستؤدى لإيحاءات سيئة وتعطل العلاج .

د. يحيى:

تقريباً.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 17-12-2018  www.rakhawy.net

الحالة: (65) الوسواس غطاء محكم، على مجهول، فاحذر وانت ترفعه

الحالة: (65) الوسواس غطاء محكم، على مجهول، فاحذر وانت ترفعه

 

الحالة: (65)

الوسواس غطاء محكم، على مجهول،

 فاحذر وانت ترفعه([1])    

د.نوال: هى عيانه كنت عرضتها من شهر ونص هنا، هى عندها 17 سنة

د.يحيى: بتشوفيها بقالك قد إيه؟

د.نوال: أنا باشوفها بقالى 4 شهور ونص، أو 5 شهور، بس عرضتها فى الإشراف هنا من شهر ونص، وهى التانية من اتنين بنات، فى سنة أولى أكاديمية “….” حضرتك كنت حولتهالى كده عشان كانت بتعانى قوى من أعراض وسواس قهرى

د.يحيى: دى بنوته صغيرة لسه!! المهم؟

د.نوال: لما عرضتها المرة اللى فاتت كانت عشان الأعراض كانت زايده قوى فى الوقت ده…

د.يحيى: بس انا ما كنتش أعرف إن الأكاديمية “….” دى بالذات بياخدو بنات فيها، أنا عادة باشوف العيال اللى بيجولى منها هما العيال الضاربة اللى خابوا فى الثانوية وأهلهم قادرين يدفعوا، أنا ما باعممشى. دول همه للى باشوفهم فى العيادة بس، يمكن فيه ناس مية مية فى الأكاديمية دى، فيه إيه بقى فى الحالة بتاعتك دى؟

د.نوال: لما الأعراض كانت جامدة وعرضتها هنا من شهر ونص، كانت بتستغل الأعراض جامد عشان تبتز باباها ومامتها

د.يحيى: أختها عمرها قد إيه؟

د.نوال: هى اكبر منها، عندها 24 سنة

د.يحيى: متجوزة؟

د.نوال: لأه، متخرجة من تجارة، وبتشتغل

د.يحيى: مصاحباها؟

د.نوال: مش قوى، أو يمكن لأه.

د.يحيى: وأبوها بيشتغل إيه؟

د.نوال: باباها ومامتها محاسبين فى بنك

د.يحيى: يعنى انت عرضتيها من شهر ونص، عشان زيادة الأعراض، وابتزازها أهلها، فيه ايه جديد بقى؟

د.نوال: النهارده هى أعراض الوسواس قلّت جدا ، تقريبا بقى مافيش وسواس

د.يحيى: برافو عليكى وعليها، شاطرة، فى مدة قصيرة!، هوا انت اتخضيتى لما خفـّت ولا إيه؟

د.نوال: لأه، المشكله إنها قلبت حاجه تانية، أصل هى قبل ما تييجى ما كانشى لها علاقة بولاد خالص، وبنت مؤدبه جدا، عمرها ما خرجت مع ولد ولا عرفت ولد

د.يحيى: طب وبعدين، هوه كان إيه نوع الوساوس

د.نوال: إنها تقعد تقلع وتلبس عشرين مرة، وتقعد تكتب الحاجه كذا مره

د.يحيى: بتاخد أدوية؟

د.نوال: آه بتاخد الأدوية اللى حضرتك كاتبها لها، نيورولبتات، ومضادات الوسواس بجرعة كويسة

د.يحيى: طب وبعدين؟

د.نوال: البنت زى ما قلت لحضرتك الأعراض قلت خالص، وعلاقتها بيّا بقت كويسه، بس  هى  قلقانى فى 3 حاجات: اول حاجه حكت ليا على موضوع كده مش عارفه تعمل فيه ايه ، ان باباها بيعرف واحده على مامتها، ودى كانت أول مره تقولها لأى حد، وبتقول لى انا مش عارفه طب أكلم بابا ولا أعمل ايه؟ بس البنت وهى بتتكلم أكنها موافقه على كده

د.يحيى: عرفتى ازاى إنها: “أكنها موافقة؟ “

د.نوال: انا سألتها

د.يحيى: قولتى لها إنتى موافقه؟  قالت آه

د.نوال: لأ ما سألتهاش إنت موافقه ولا لأه، أنا  قلت لها إنت رأيك ايه؟ انت مديّه عذر لبابا إنه يعمل كده؟ إنت رأيك إن ماما علاقتها ببابا يعنى هى اللى مخليا بابا يعنى يكون حابب يعرف حد بره،  فقالت لى: آه.  دى حاجه، الحاجة التانية ان البنت فى الفتره الأخيره ابتدت تعرف ولاد وتركب معاهم عربيات وتخرج معاهم

د.يحيى: إنت قلت إنها قبل ما تجيلك ما كانتش تعرف ولاد خالص، مش كده

د.نوال: خالص خالص

د.يحيى: البركة فى سعادتك، يعنى العلاج النفسى عمل اللازم، ولا إيه الحكاية؟!!

د.نوال: أنا حاسّة إن الموضوع فيه دور للعلاج، ومزنوقة، لأن ده جه مع اختفاء الوسواس تقريبا. حاسة إنى مزنوقة.

د.يحيى: مزنوقه ليه بقى! مزنوقه فى ايه؟

د.نوال: البنت صغيرة، وبتخرج مع الولاد، وهى ما كانتشى كده، أنا مسئولة مش كده؟

د.يحيى: طبعا مسئولة، ما احنا مسئولين على طول ما هى دى الزنقة الحقيقية، يمكن البنت بتعمل زى باباها، يمكن عشان كده موافقة على سلوكه، المهم يعنى السؤال إيه بالتحديد؟

د.نوال: السؤال الأولانى اللى هو موضوع حكاية انها تعمل ايه مع باباها وعمالة تلح عشان أقول لها رأيى فى الحكاية دى.

د.يحيى: مش ملاحظة إنها عارفة حكاية أبوها ومكتـّمة، وبعدين هى عرفت ولاد، مش تربطى دى بدى، تبقى هى عايزة تاخد رأيك فى سلوك أبوها، ولا فى سلوكها هى؟

د.نوال: يمكن الاتنين

د.يحيى: إنت ما تكلمتيش عن علاقتها بأمها فى كل الهيصة دى

د.نوال: هى مركزة على موضوع باباها، وعمالة تسألنى أكلم بابا ولا لأه

د.يحيى: تكلمه فى ايه؟ ما اذا كانت هى موافقه زى ما بتقولى، تكلمه فى ايه؟

د.نوال: مش عارفة، زى ما تكون هى عارفة أكتر منى، ومقررة إنها ما تكلموش، بس عايزة موافقتى، مش عارفة ليه

د.يحيى: أنتى واخده بالك انها عندها 17 سنه

د.نوال: ما هو ده إللى راعبنى. وبرضه مش فاهمة ليه الوساوس اختفت لما ابتدت تتصرف كده. هل لو احنا لو وقفنا السلوك الجديد ده الوسواس حايرجع تانى؟

د.يحيى: إنتى جربتى تعملى كده؟

د.نوال: انا ما جربتش بشكل مباشر، بس فيه  مره كده هى  كانت مصممه تروح عيد ميلاد كده غريب، وكلمتنى فى التليفون،  انا قلت لها يعنى تيجى الجلسه، ونقعد نتكلم ما ينفعش اقول لك فى التليفون، بس هى راحت  عيد الميلاد ده، وقالت لمامتها إنها كلمتنى، وما قالتلهاش أنا قلت لها إيه.

د.يحيى: استعملتـِـك يعنى!

د.نوال: أيوه، بس حسيت إنها لما عملت كده، الوسواس ما رجعشى ، أنا كنت متصورة إنها لو سمعت كلامى حايرجع الوسواس، فهى ما سمعتشى والوسواس ما رجعشى

د.يحيى: ده استنتاجك، وهوّا استنتاج كويس، بس مش قاعدة، ما علينا، إنتى قلتى تلات حاجات، ما تقولى التالتة بالمرة

د.نوال: الحاجة التالتة إن همّا أول ما جم لحضرتك خالص كانوا سألوا حضرتك على موضوع السواقه، حضرتك قولتلهم مش وقته، فا همّا حيدخلوا لحضرتك الأسبوع اللى جاى يسألوك برضه على موضوع السواقه تانى، هل يناسبها إنها تسوق فى الفتره دى ولا لأ

د.يحيى: ما هى ما عندهاش رخصه ، دى لسة 17 سنه،  تسوق ازاى؟

د.نوال: ما هو باباها حايطلع لها حاجة اسمها “رخصه مؤقته” لحد ما تتم  18 يعنى

د.يحيى: بصراحة أنا ما اعرفشى الحكاية دى

د.نوال: ولا أنا، بس هى أكدت لى إن ده ممكن.

د.يحيى: خلينا فى الموضوع الأهم دلوقتى، كده ولا كده أنا مش حادّى نصيحة ضد القانون، وحتى لو عندها 18 سنة، وفى الظروف دى، أنا أسيبها تسوق بأمارة إيه !

د.نوال: طيب خلينا فى الموضوع بتاع إن الوساوس اختفت لما ابتدت تتصرف كده، فيه علاقة بين ده وبين ده؟

د.يحيى: موضوع الوسواس ده والنقلات بتاعته، وخصوصا فى السن دى، بيشاور على علاقة الوساوس من ناحية بالسلوك التحررى اللى زى ده فى السن دى، وبرضه هوه له علاقة من ناحية تانية باحتمال التهديد بالفركشة اللى ممكن تكون وراه،

السن دى هى سن نقلة مهمة عند الولد والبنت، وهيـّـا نقلة نمو أصلا، يعنى بيحصل انطلاقة من جوه، انطلاقة طبيعية، بنسميها “بسط” Unfolding بلغة “الإيقاع الحيوى” اللى هو أساس فكرى، البسط ده فى السن دى بيصاحبه خلخلة فى التركيب الموجود عشان النمو يفرد يعنى، والخلخلة دى بيولوجية عادية، إذا تمادت هى اللى يمكن تقلب فصام لا قدّر الله، إنما إذا كانت محدودة، فى ظروف معقولة، بنسميها “أزمة مفترقية” Cross-Roads Crisis قوم إيه بقى، البنت من دول، أو الولد، يلحق يلم نفسه بميكانزمات ضبط وربط، زى ما يكون بيحوّط على اللى جارى جواه باللى يقدر عليه، ومن أهم التحويطات دى السلوك الوسواسى، اللى مش ضرورى يوصل لمرحلة المرض، ده من ناحية، من الناحية التانية، “البسط” بتاع النمو ده لما يطلع فى السلوك مباشرة، مش بس يهدد بالتفكيك، ده بيبقى زى انطلاقة كده فيها درجة من الثورة، ومن الحرية، ومن التجربة، والكلام اللى بنوصف بيه الفترة دى، أنا ما احبش أسميها المراهقة مع إنها كده، أصله اسم شائع وكل اللى بييستعمله بيستعمله بسطحية، أنا باعتبرها نبضة نمو حرجة وجسيمة. النظر فى الوسواس فى المرحلة دى بالذات من خلال اللى تحته بيهدينا لحاجات كتير نقدر نتعامل بيها معاه فى العلاج،

إنتى عارفه إن فرويد كان اشتغل فى المنطقة دى كتير، بس بطريقته، الرموز وما الرموز، وتحليل السلوك حتة بحتة، والجدع العيان اللى بيطلع فوق الترابيزة مش عارف كام مرة لما يسمع إيه وكلام من ده، أنا باحترمه زى ما انتى عارفة، بس يعنى حكاية سلك الألومونيا ده اللى بيقعد عمنا فرويد يفك فيه شعرة بشعرة ما لوش لازمة قوى يتعب نفسه كده، الوسواس ده ميكانزم ضبط وربط للتهديد اللى اتحرك جوه، يا إما التهديد بالتفكيك والفركشة، يا إما التهديد بالانطلاق اللى ممكن يوصل للانحراف،  يييجى الوسواس يلملم على ده، وعلى ده، قصدى يلم الحكاية لحد ما النبضة بتاعة النمو دى تاخد حقها من غير مضاعفات، وعادة بيبقى الوسواس هنا خفيف خفيف، ويقوم بالواجب، لكن ساعات بيزودها حبيتن زى الحالة بتاعتك دى، واضح فيها إن الوسواس برغم إنه وصل لدرجة مرضية، إلا إنه كان حاميها من شطحة الحرية اللى تخليها تغلط، ولو من وجهة نظر المجتمع، ومع الوسواس، وحتى قبل ما تعيا إنتى بتقولى إنها كانت منطوية، وما بتكلمشى ولاد وكده، يعنى ده برضه ميكانزم من نوع: إبعد عن الشر وغنى له، ما كانشى ده كفاية، فجه الوسواس يقوم بالواجب زى ما قلنا.

د.نوال: طيب إحنا ما سيبناهوش يكمل الواجب ليه؟

د.يحيى: ما هو برضه الحكاية لها حدود، يعنى هوه احنا اللى رحنا جبناها من بيتها وقلنا لها إن باين إن حضرة الوسواس المحترم ده زودها حبتين، وإن الحكاية ماتستاهلشى كل التربيط ده؟ مش هى اللى جت هى وأمها لما انقلب دور الوسواس من تأدية الواجب، إلى سجن ووقفة وتكرار وكلام من ده، يعنى احنا ما بنتدخلشى إلا لما المسيرة تقف، سواء مسيرة النمو، أو مسيرة الإنجاز العادى فى الحياة زى المذاكرة والعلاقات وكده، وانت بنفسك قلتى إنها لما جت لك، وفى أول علاجك معاها لما قدمتيها لنا من شهر ونص، كان عشان الوسواس زاد عن الحد جدا، مش كده؟

د.نوال: أه، بالضبط

د.يحيى: طيب، يبقى لازم نعمل حاجة، جيتى حضرتك البركة فيكى، وقفتى جنبها، البنت اتطمنت إن حتى لو اللى جوه ده زودها حبتين، أديكى جنبها ومستحملاها ومسامحة شوية ولو بالمقارنة بأهلها وبالمجتمع اللى حواليها، راحت مستغنية عن الضبط والربط باستعمال ميكانزمات الوسواس، يعنى استغنت عن الوسواس، يبقى بلغة الأعراض: خفّت، زى ما يكون إنت إديتيها بوقفتك  جنبها الأمان من شطح اللى بيلاعبها من جوه ده. طبعا ده بمساعدة الدوا اللى بيخفف الوسواس شويتين (الأنافرانيل) اللى يكسر الدائرة المغلقة والدوا التانى (النيورولبتات) اللى بيهدى النشاط القديم اللى اتحرك قال إيه عشان  يشارك فى النمو ، زى ما انتى عارفه.

د.نوال: بس دى ما اتطمنتشى بس، دى راحت الناحية التانية

د.يحيى: أظن إنها اتطمنت لك بس استعملت الطمأنينة، مش بس عشان تكتسب الحرية، والتلقائية، والحركة، يبدو إنها ما صدقت إنك طيبة ومسامحة، وراحت حاكيالك حكاية أبوها، وأظن هى ماكانتشى بتسألك تقول له ولا لأه عشان تجاوبيها، أعتقد إنها كانت بتحاول توصّل لك إن المجتمع اللى بيقول لها لأه، هوه نفس المجتمع اللى بيسمح لنفسه إنه ما فيش حاجة اسمها لأه، ما هو بابا أهه اللى بيمثل المجتمع بيعمل وبيعمل، ويبقى المجتمع من ناحية كذاب، ومن ناحية بيسمح للكبار، وحتى المتجوزين منهم، إنهم يستجيبوا للى بيتحرك جواهم أهه، يبقى أنا ليه ما اعملشى زيهم كده واكسر سجن القيود العادية وبالمرة سور سجن الوسواس ده،  ما هو أصل لما تكسير القيود بيحصل بالشكل ده ما بيفّرقشى قوى بين المرض، وبين الأخلاق الفوقية، هوا ما بيصدق وهات يا تكسير وجرى براحته

د.نوال: يعنى كده يبقى العلاج ضرّها ولا إيه؟

د.يحيى: مش قوى كده، دول يادوب أربعة شهور، وكل ده حصل، النمو عايز وقت، والسماح مش معناه الانطلاق بلا حدود، وانت اكتسبت ثقتها بشكل واضح، والعلاقة مستمرة، صحيح هى استغلتك مرة فى حكاية عيد الميلاد، ويمكن تستغلك كمان مرة أو اتنين أو أكتر، لكن أظن إذا العلاج مشى فى الاتجاه السليم، هى يمكن تقدر تبنى منظومتها الأخلاقية الجديدة فى حضنك واحدة واحدة، دى مشكلة حقيقية، وهى مشكلة التربية عموما، والعلاج النفسى هوه إيه، مش إعادة تربية برضه.

د.نوال: طيب مادام تربية، يبقى دور الأهل فين بقى؟

د.يحيى: ما هو واضح هنا إن كل واحد من أهلها له  منظومته اللى مماشية حاله، وده بيوْصَل للبنت فبتتلخبط، يعنى الأب اللى حايطلع لها رخصة مؤقتة بشكل استثنائى لحد ما تبلع السن القانونية، ما شعرشى جواه إنها بتركب عربيات مع الأولاد؟  بقى ده اسمه كلام؟  وفى نفس الوقت هو مستمر بيعمل اللى هوه عايزه، ومابيخبيش لدرجة إنها تعرف، وتحتار، وتسألك تقول له ولا ما تقولّوش، وتقول له إيه، لأه الرسايل اللى بتوصل لها من الأسرة دى ملخبطة خالص، والعلاج النفسى من مسئوليته إنه يبقى متسق، وإنه يوصل رسايل متماسكة فى بعضها، تحل محل اللى جارى د ه

د.نوال: إزاى؟

د.يحيى: هى مسألة صعبة طبعا، حتى بالنسبة لنا احنا ياكبار، يعنى ضبط جرعة السماح، مع جرعة الحرية، مع جرعة الانضباط، مع جرعة العدل، شىء شديد الصعوبة.

د.نوال: وهى حا تفهم ده ازاى؟

د.يحيى: يا خبر!! إوعى تجيبى لها سيرة لحاجة من دى؟ دى تبقى محاضرة مش علاج، وهوه يعنى احنا فاهمينه كفاية، ولا بنمارسه بالضبط كده من أصله، أدى احنا بنحاول، ومصحصحين على قد ما نقدر وبنساعد بعض، وبنشوف نفسنا واحنا بنشوفهم، وربنا يستر

د.نوال: إزاى؟

د.يحيى: وبعدين بقى!!!؟ بس عندك حق، المسألة مش ازاى، المسألة إن احنا نقتنع بضرورة ده، ونشوف صعوبته عندنا، وندى فرصة لكل عيان واحنا مقدرين إن ظروفه مختلفة عن أى عيان تانى، وعننا ، وهوه بيشاركنا فى المحاولة فى وقت كاف، مش احنا قلنا النمو عايز وقت؟

د.نوال: آه بس يجوز تحصل مضاعفات فى الوقت ده

د.يحيى: كل شئ جايز، وادى احنا بنحسبها أول بأول، يعنى مثلا طبعا ما فيش سواقة عربية فى السن دى، خصوصا فى ظروف النقلة دى، ولازم نتكى على بقية الالتزامات، ونستغنى عن النصائح المباشرة والوعظ والإرشاد، وما تنسيش، إن إحنا ما بنعممشى، كل حالة ولها ظروفها.

د.نوال: بس الأمور دى صعبة قوى فى المجتمع بتاعنا ده

د.يحيى: طب نعمل إيه ما دام احنا بنعالج عيانين من المجتمع بتاعنا ده، فى المجتمع بتاعنا ده، طبعا هى ظرووف صعبة، هوه إيه اللى سهل؟ بس مش عشان هى صعبة نقوم احنا نستسهل، يعنى هى البنـّـية دى لما تتحرك جواها حاجة اسمها حرية وحقها وكلام من ده، وانتى تسمحى بالحركة دى شوية، بقصد أو من غير قصد، فهى تقوم تلقط السماح ده، وتندفع تعمل اللى بيعمله أبوها، وما فيش حد أحسن من حد، وبعد ما كانت مكتمة على اللى بيعمله أبوها قررت إنها تقول لك، زى ما تكون بتبلغك إن  ما دام بابا بيعمل كده،  تبقى المسائل مش زى ما همه بيقولوا،  فا انت عملتى حاجه بسيطه خالص، لكن كويسة جدا، إنتى والدوا والإشراف وكله، اللى حصل إن إحنا مدينا إيدنا على الحركة بتاعة النمو اللى انطلقت فى السن دى، ودى نابعة من تنشيط كل الأمخاخ اللى عندنا، والظاهر المخ القديم زودها حبتين، وقال فرصة يا واد بعد ما كنت ملغى خالص، رحنا احنا مديين دوا من اللى بيهدى المخ القديم بالذات، بس خفيف خفيف عشان ما نقتلوش، ما هو جزء مننا برضه، وفى نفس الوقت ادينا دوا من اللى بيكسر حلقات السجن الدوارة المقفولة اللى بيمثلها الوسواس، كل ده وانت واقفة جنبها، راح الوسواس متراجع، راح المخ القديم منتهزها فرصة وراح ناطط يقول حقى، فاضل إن احنا نحترمه برغم ذلك، حتى لو غلط خفيف خفيف نلحقه، ونقول له مش قوى كده، ما ينفعشى، طبعا كل ده بيحصل من غير ما نحدد ازاى، ولا نقولـُـهْ بالكلام، ده بيتم من خلال موقف المعالج نفسه، وفهمه للمجتمع بتاعه، وللمرحلة ، ولنفسه ، وده نفس اللى بيحصل لما يكون فيه تهديد بالتفسخ، يعنى فصام فى السن دى، ومتغطى أغلبه بوسواس، لكن احنا بنحسب المسائل مش بس بظهور اللى اسمه وسواس، لأه باللى جارى تحته، نفس الحكاية تقريبا، زى ما بنحسب الوسواس بتاع البنية دى، بانطلاقة النمو التحتية اللى لو ماانضبطتشى جرعتها، حاتزودها زى ما حصل

د.نوال: بس ده كله عايز وقت وشغل

د.يحيى: والله هى دى شغلتنا، وهى دى طبيعة النمو، خصوصا فى السن دى

د.نوال: طيب ، وبالنسبة للسؤال الأولانى خالص، حكاية أبوها، تقول له ولا ما تقولوش؟

د.يحيى: ماهو بالشكل ده يبقى السؤال الأولانى مرتبط بالموضوع التاني، زى ما تكون هى عايزة تسمح لأبوها باللى بيعمله، عشان تسمح لنفسها زى أبوها، ويبدو إنها عملت كده وما استنيتشى رأيك، فراح الوسواس مختفى، وظهر بداله اللى ظهر ده ، اللى هو فى اتجاه سكة اللى بيعمله أبوها.

د.نوال: طيب وبعدين

د.يحيى: أنا مش عارف بصراحة أرد بإيه أكتر من كده، ما هو أصل الحدوته دى هى هى معاكي، شخصيا ومعايا، ومع كل الناس، وهى شديدة الصعوبه، وما قدامناش غير ضبط الجرعه واحترام الزمن، ما فيش نمو من غير زمن كافى زى ما قلنا، وبعدين إحنا لازم نشتغل فى بقية أشكال السلوك اليومى، هى البنية دى بتصلى ولاّ مابتصليش؟

د.نوال: لأ ما بتصليش

د.يحيى: كل العيله ما بتصليش؟

د.نوال: هى بتقول مامتها بتصلى،  وباباها  لأه

د.يحيى: إننى عارفه أنا مش باسأل من بـُـعـْـد دينى وبس، لكن زى ما بافكركم عادة إن الانتظام فى الصلاة، كسلوك وعادة، هو زى ما يكون وسواس مشروع وجيّد، يقوم بالواجب فى الحدود المطلوبة، إنتو عارفين أنا ضد أى تفسير للدين بالعلم، لكن احنا دلقتى بنتكلم عن النمو، ودور الوسواس، دى خبرات واقعية بتتقاس بنتائجها، فلو فيه عادة منتظمة، وفى نفس الوقت بتشاور على قيمة اجتماعية وأخلاقية ودينية، وشكلها متكرر وضرورى، ومش بس كده، لأه ، وفيه معاها احتمال تحريك للوعى نحو وعى مطلق متناغم بشكل أو بآخر، أظن ده كله بيأدى دور إيجابى، من غير الحكاية ماتتقلب وعظ وإرشاد، بس لو هى ما بتصليش من أصله، لا هى ولا أبوها، يبقى صعب إن احنا نقدم توصية فى الاتجاه ده، ولو إنى ساعات باعمل  المسألة دى  بالتدريج، وبعيد عن أى أوامر دينية مباشرة، أو حلال أو حرام، أو ترهيب وترغيب، بس يكون فيه جو فى الأسرة يسمح بكده، وإلا تبقى تعليمات زى الجسم الغريب.، كل ده مع الدوا واستمرار السماح، والانضباط من ناحيتك، وبلاش أبوها اللى بيته من إزاز ده، ولا أمها اللى ما نعرفشى عنها كتير

د.نوال: طب حضرتك نزود الدواء عشان اللى حصل  ده

د.يحيى: حاتعلى الدواء ليه بقى؟، إنتى خفتى من المخ القديم ولا إيه، إحنا عايزين نروضه مش نموّته، إنت تقيسى بحاجات تانية غير الوسواس اللى اختفى، وجنب السلوك اللى رعبك ده، إنتى عندك المذاكرة، والانتظام فى الأكاديمية، والنوم، والعلاقات العادية التانية، لما حياتها تتملا بأشياء إيجابية واضحة ومهمة، أظن ده حايديها فرصة تبنى منظومتها فى حضنك واحدة واحدة؟ هى بتنام بالجرعة الحالية ولا لأه؟ بتذاكر ولا لأه؟

د.نوال: بتنام ، وبتذاكر، خصوصا بعد العلاج

د.يحيى: طيب، يبقى احنا ماشيين فى السليم، ويبقى الدواء الحالى كفاية، وخلى بالك من نفسك إوعى تكونى مركزه على السلوك الجديد ده، وعايزة توقفى المخ اللى اتحرك من جوه ده، مهما كان نشط إوعى تكونى ناوية توقفيه  بالكيميا وتريحى دماغك، أولا هوه ماينفعشى يتوقف فى الظروف دى بالكيميا، وثانيا لو نفع حايبقى على حساب النمو كله، إحنا بننمو بكل الأمخاخ اللى فينا، مش بالأمخاخ الوصية علينا من جوانا، ولا من برانا.

د.نوال: يعنى إيه،

د.يحيى: لأه بقى، إحنا قلنا الكلام ده ميت مرة، وحانقوله ألف مرة، وانتى عارفاه غالبا، وهو بيحيط العلاج بالطول والعرض، ومش كلام يتقال.

د.نوال: أيوه ، بس التطبيق حاجة تانية

د.يحيى: طبعا

د.نوال: متشكرة

د.يحيى: ربنا معاكى

****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: “..أنا ما احبش أسميها المراهقة مع إنها كده، أصله اسم شائع وكل اللى بييستعمله بيستعمله بسطحية، أنا باعتبرها نبضة نمو حرجة وجسيمة”

التعليق: جيد جدا وصف المرحلة دى بالنبضة الحرجة والجسمية.. جميل جدا

د. يحيى:

فعلا  هى حرجة وجسيمة

د. رضوى العطار

المقتطف: “الوسواس ده ميكانزم ضبط وربط للتهديد اللى اتحرك جوه، يا إما التهديد بالتفكيك والفركشة، يا إما التهديد بالانطلاق اللى ممكن يوصل للانحراف،  يييجى الوسواس يلملم على ده، وعلى ده، قصدى يلم الحكاية لحد ما النبضة بتاعة النمو دى تاخد حقها من غير مضاعفات”

التعليق: شكرا على التوضيح المحترم ده.. أفادنى جدا

د. يحيى:

ربنا ينفع بك فعلا

د. رضوى العطار

المقتطف: ” لأه الرسايل اللى بتوصل لها من الأسرة دى ملخبطة خالص، والعلاج النفسى من مسئوليته إنه يبقى متسق، وإنه يوصل رسايل متماسكة فى بعضها، تحل محل اللى جارى ده”

التعليق: معاك حق .. شكرا

د. يحيى:

العفو

د. رضوى العطار

المقتطف: ” اللى حصل إن إحنا مدينا إيدنا على الحركة بتاعة النمو اللى انطلقت فى السن دى، ودى نابعة من تنشيط كل الأمخاخ اللى عندنا، والظاهر المخ القديم زودها حبتين، وقال فرصة يا واد بعد ما كنت ملغى خالص، رحنا احنا مديين دوا من اللى بيهدى المخ القديم بالذات، بس خفيف خفيف عشان ما نقتلوش، ما هو جزء مننا برضه، وفى نفس الوقت ادينا دوا من اللى بيكسر حلقات السجن الدوارة المقفولة اللى بيمثلها الوسواس، كل ده وانت واقفة جنبها، راح الوسواس متراجع، راح المخ القديم منتهزها فرصة وراح ناطط يقول حقى، فاضل إن احنا نحترمه برغم ذلك، حتى لو غلط خفيف خفيف نلحقه، ونقول له مش قوى كده، ما ينفعشى، طبعا كل ده بيحصل من غير ما نحدد ازاى، ولا نقولـُـهْ بالكلام، ده بيتم من خلال موقف المعالج نفسه، وفهمه للمجتمع بتاعه، وللمرحلة ، ولنفسه ، وده نفس اللى بيحصل لما يكون فيه تهديد بالتفسخ، يعنى فصام فى السن دى، ومتغطى أغلبه بوسواس، لكن احنا بنحسب المسائل مش بس بظهور اللى اسمه وسواس، لأه باللى جارى تحته، نفس الحكاية تقريبا”

التعليق: الله! الكام سطر دول فيهم موسيقى من بتاعه تشايكوفسكى رحمانينوف

شكرا

د. يحيى:

يارب كل من يحاول أن يلم بما نحاوله يصدق تشبيه الطبيب النفسى والمعالج النفسى وهو يتعامل مع هذا التعدد من الأمخاخ (جمع مخ) أنه مثل مدرب كرة القدم وهو يوجه لاعبيه من على خط التماس أثناء اللعب، بل التشبيه الأدق والأجمل هو: أنه مثل المايسترو وهو يقود فرقته المتعددة الآلات والأدوات.

د. رضوى العطار

المقتطف: “لكن زى ما بافكركم عادة إن الانتظام فى الصلاة، كسلوك وعادة، هو زى ما يكون وسواس مشروع وجيّد، يقوم بالواجب فى الحدود المطلوبة، إنتو عارفين أنا ضد أى تفسير للدين بالعلم، لكن احنا دلقتى بنتكلم عن النمو، ودور الوسواس، دى خبرات واقعية بتتقاس بنتائجها، فلو فيه عادة منتظمة، وفى نفس الوقت بتشاور على قيمة اجتماعية وأخلاقية ودينية، وشكلها متكرر وضرورى، ومش بس كده، لأه ، وفيه معاها احتمال تحريك للوعى نحو وعى مطلق متناغم بشكل أو بآخر، أظن ده كله بيأدى دور إيجابى، من غير الحكاية ماتتقلب وعظ وإرشاد”

التعليق: إيه ده أخيرا فهمت حضرتك بتوصى بالصلاة لو فى كسل عنها ليه، حاجة محترمة وواعية جدا، كتر خيرك.

د. يحيى:

العفو

د. على الشمرى

موضوع وسواس  العيانه  اللى بتتعالج عند الدكتورة نوال: كما تفضلت حضرتك واشرت إن  الوسواس  عبارة عن ميكانيزم ضبط لما يجرى داخل العيانة،

والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة، هل يتوجب على المعالج التأكد من حقيقة ما يقوله العيان؟ أليس  من الجائز آن يكون كل ما نسبته لوالدها مجرد إسقاط  لتبرير السلوك الذى صارحت فيه المعالجة د/ نوال؟

د. يحيى:

جائز.

 د. على الشمرى

ماهو الأفضل بالنسبة للمعالج ان يكتفى بما يسمعه من العيان ويبنى خططه العلاجية عليه؟ أم يتقصى عن حقائق مايقوله المريض مع مخاطر اهتزاز صورة العلاقة مع العيان؟

أليس من الأفضل مناقشة نتائج مظاهر سلوك العيانة المحتملة الأخرى؟” مثلا تعاطى مخدرات  أو انحراف أخلاقى خطير، يترتب عليه نتائج مؤلمة للعيانة مستقبلا” أم ان ذلك ربما يتسبب فى زيادة القلق والوساوس؟

د. يحيى:

طبعا كل ذلك واجب،

 وأعتقد أن د. نوال تقوم به بقدر كافٍ، وهذا عمل راتب متصل (روتين لازم) فنحن نعمل معا فى مؤسسة تكامليه، والمسئولية مشتركة، والإشراف مستمر، والمتابعة واردة وإعادة عرض الحالة بعد فترة احتمال قائم، وإلا فكيف التدريب؟ وما هو الإشراف؟

وشكراً جزيلاً.

د. دعاء مجدى

الحالة دى وضحتلى يعنى إيه المعالج يبقى والد وإن المعالج محتاج يشتغل على نفسه كتير عشان يعرف يعمل المعادلة دى.

د. يحيى:

ربنا ينفع بك.

د. نجاة إنصورة

المقتطف: د. يحيى “موضوع الوسواس ده والنقلات بتاعته، وخصوصاً فى السن دى بيشاور على علاقة الوساوس من ناحية بالسلوك التحررى اللى زى ده فى السن دى وبرضه هوه له علاقة من ناحية تانية باحتمال التهديد بالفركشة اللى ممكن تكون وراه “

التعليق: أذهل أحياناً كثيرة أمام تلك الصلابة التى يمتلكها الوسواسى والتى ينصاع لها سلوكياً وقهرياً أحياناً لم افهم هى إحدى اعراضه ام انها استعداد قبلى ضمن تواترات الشخصية الوسواسية كإحدى “أضطرابات الشخصية” المرضى بالوساوس رغم التماسك فى مقابل قهريتهم متناوبين هذا التناوب هو اللى بيفكك أم أنه دورة جديده للتماسك والعكس من الناجية الاكلينيكية ؟

د. يحيى:

يمكنك الرجوع إلى طبيعة النوابية فى فرض لاحق نشرت أكثر من نشرة بعنوان “حالات الوجود المتناوبة” [2]  وإن لم يتضمن إشارة مباشرة إلى الوسواس خاصة

د. نجاة إنصورة

المقتطف:  د. يحيى ” انت ما تكلمتيش عن علاقتها بأمها فى كل الهيصه دى “

التعليق: أعتقد إنه سؤال غاية فى المهنية هنا لأن كل المؤشرات تدى لضرورة التركيز على علاقتها بالأم قبل كل شئ والرجوع لبداية العلاقة بالأم منذ الطفولة بغض النظر عن علاقة الأم بالأب أو العكس .

شكراً جزيلاً سيدى

د. يحيى:

بارك الله فيك.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 1-12-2009  www.rakhawy.net

[2] – نشرة الإنسان والتطور: 14-3-2016، بعنوان: تنويعات الإيقاعحيوى وحالات الوجود المتناوبة

الحالة: (66) مسئولية المعالج تتصاعد مع صعوبة وتعقد الحالة!!

الحالة: (66) مسئولية المعالج تتصاعد مع صعوبة وتعقد الحالة!!

الحالة: (66)

مسئولية المعالج تتصاعد مع صعوبة

 وتعقد الحالة!! ([1])

 د.محمود شلقامى :… هو شاب عنده 30 سنه التانى من أربعة إخوه،  معاه بكالوريوس بيشتغل فى شركة خاصة،  يعنى هو جالى تقريباً من سنه، كان بيشتكى من أعراض اكتئاب وقلق كده،  وكان فيه  شوية أعراض وسواسية ودى كانت أول مرة يطلب فيها العلاج

د.يحيى: وبعدين؟

د.محمود شلقامى: هوا جالى من سنه تقريباً هنا فى المستشفى،.. بعد فترة فضل منتظم معايا لفترة 4 شهور الدنيا اتحسنت شوية بالدوا، وشوية بالجلسات، الأمور مشيت.

د.يحيى: كان بييجى كل أسبوع بانتظام ؟

د.محمود شلقامى: أيوه، منتظم، كان بيبجى كل أسبوع

د.يحيى: وبعدين؟

د.محمود شلقامى: فى نهاية الأربعة شهور كانت الدنيا أتحسنت بشكل واضح خالص بالنسبة للأعراض اللى هو كان  جى بيها، وفجأة  قال لى إنه عايز يقول لى حاجه ما قالهاليش،  كان أول مرة يكلمنى فيها، يعنى زى ما يكون كان محرج قبل كده

د. يحيى: يبقى انت نجحت تكتسب ثقته غالبا ، إيه دى بقى؟

د.محمود شلقامى: هو له أخت أصغر منه بـ10 سنين يعنى سنها دلوقتى 20 سنه تقريبا،  من 8 سنين حصلت بينهم علاقة جنسية كاملة ، كان هو عنده 22 سنة وهى 12- 13 حاجة كده

د.يحيى: طيب طيب وبعدين

د.محمود شلقامى: العلاقة الجنسية دى استمرت بينهم لمدة سنتين

د.يحيى: علاقة كاملة ؟ يعنى مابقيتش بنت

د.محمود شلقامى: أيوه، مابقيتش بنت

د.يحيى: كانت كل قد إيه

د.محمود شلقامى: إحنا  قعدنا حسبناها كده تقريباً كانت حصلت تقريباً 8 مرات فى خلال السنين دى كلها

د.يحيى: غريبة !! متأكد ؟ 8 مرات بس؟  وكل مرة كاملة

د.محمود شلقامى: لأه، قصدى تمان مرات كاملة، والباقى مش كاملة

د.يحيى: الباقى يعنى كل قد إيه ، وازاى ؟

د.محمود شلقامى: يعنى مداعبات كتير بقى، مالهاش عدد

د.يحيى: وأهلهم كانوا فين

د.محمود شلقامى: لأ هما اهلهم موجودين، وهما بيعملوا الحاجات دى  فى الوقت اللى بيكون أهلهم بره البيت

د.يحيى: مش هوه له أخوات تانيين

د.محمود شلقامى: ليهم يعنى،  فيه أخ أكبر منه ده متجوز ومسافر بره، وفيه ما بينه وما بين أخته دى أخ مات فى حادثة من 6 سنين

د.يحيى: الأخ مات من ست سنين، والعلاقة من 8 سنين مش كده؟

د.محمود شلقامى:  من 8 سنين

د.يحيى: يعنى قبل موت الأخ ده بسنتين

د.محمود شلقامى: أيوه

د.يحيى: بعد موت الأخ زادت العلاقة ولا زى ما هى

د.محمود شلقامى: لأ بدأت تقل، بدأت تقل لغاية لما وقفت خالص

د.يحيى: وقفت إمتى؟

د.محمود شلقامى: وقفت تقريباً من بعد وفاة الأخ بسنه يعنى من 5 سنين بالظبط

د.يحيى: ولما وقفت العلاقة انقلبت إيه ؟

د.محمود شلقامى: بقوا واخدين جنب من بعض كده

د.يحيى: يعنى كره؟ خوف؟ رغبة من بعيد؟  ندم؟ أى حاجه؟

د.محمود شلقامى: اللى هو بيوصّلهولى إنه حاسس بالذنب طول الوقت

د.يحيى: وهى؟

د.محمود شلقامى:  أنا ماشفتش البنت

د.يحيى: هوه بيصلى

د.محمود شلقامى: بعد وفاة أخوه دخل فى قصة دين وبدأ يصلى، ومربى دقن

د.يحيى: وهى متحجبة؟

د.محمود شلقامى: أيوه،  متحجبة الحجاب العادى

د.يحيى: قابلتها

د.محمود شلقامى: مانا قلت ما قبلتهاش

د.يحيى: طلبت مقابلتها

د.محمود شلقامى: ماحدش فى العائلة كلها يعرف إنه بيتعالج من أصله.

د.يحيى: ليه؟

د.محمود شلقامى: يعنى هو مخبى عن أهله إنه بييجى العياده،  حاولت معاه أكتر من مرة انه يجيب حد أقابله، بس ما ركزتش على أخته، ما كنتش عارف أنا لو قابلت أخته كنت ممكن أعمل إيه، يمكن كنت أضرب  لخمة أكتر.  يعنى الموضوع صعب علىّ تمام

د.يحيى: بتقول هوه كان معاك بقاله 4 أشهر

د.محمود شلقامى: لأ ، هوه كان معايا بقاله سنه، قعد منتظم معايا فى الأول 4 شهور وبلغنى بالقصة دى قرب آخر الأربع شهور الأولانيين

د.يحيى: وبعدين؟

د.محمود شلقامى: قطع خالص

د.يحيى: إيه ده، يعنى قال لك القصة دى، وراح خالع بعدها على طول؟

د.محمود شلقامى: مش على طول، حكى عن الذنب، مرة اتنين وبعدين قطع كل الشهور دى، وبعدين جه من يومين

د.يحيى: جه يعمل إيه بقى ؟

د.محمود شلقامى: انا حاقول لحضرتك حالاً، هوه جه من يومين بيقول لى ان حصل إن الحكاية اتكررت، والعلاقة الجنسية رجعت، وإنه متلخبط جدا.

د.يحيى: هى البنت بقى عندها كام سنه دلوقتى ؟

د.محمود شلقامى: هى أصغر منه بـ8 سنين هى دلوقتى22 سنه

د.يحيى: وهو 30، بس  لما بدات العلاقة كان عندها 12 أو  13 سنه ، وهو 22 مش كده

د.محمود شلقامى: تقريبا

د.يحيى: هه، وبعدين، ولما العلاقة رجعت يعنى، رجعت كاملة، ولا مداعبات خفيف خفيف؟

د.محمود شلقامى: لأ، كاملة، حصلت المرة دى تقريباً من شهر، وهو بيقول إنه متشكك هو وهى إن  يكون حصل حمل

د.يحيى: كمان؟!

د.محمود شلقامى: أنا مش مصدقه قوى المرة دى

د.يحيى: يعنى!! بس مش معنى كده إنك تكدبه، بس الحكاية ملخلخلة حبتين.

د.محمود شلقامى: أنا مش مصدقه انها حامل،  يعنى حتى الطريقة اللى بيحكى بيها وإحساسه بالموضوع مش هوه

د.يحيى: السؤال إيه بقى بعد ما أتحفتنا بالمعلومات الصعبة دى

د.محمود شلقامى: أنا مش عارف أعمل إيه فعلاً، مش عارف أتصرف فى الحالة دى خالص

د.يحيى: الحكاية دى فعلا بقت حكاية، أديكو زى ما انتم شايفين المجتمع من برّه رايح فى ناحية، ومن جوه زى ما يكون رايح الناحية التانية، الحكاية بتزيد فعلا،  ولا يمكن عمل مسح ليها عشان نعرف تواترها، إحنا فى العيادات معلشى بنعرف أكتر وأكتر عشان الثقة،  ومريض بقى وكلام من ده، إنما حقيقة الوضع فى المجتمع الأوسع تقريبا ما حدش عارفه، وفى المناطق اللى احنا بنتصور إنها محافظة ومتدينة وكلام من ده ، تبص تلاقى مفاجآت مرعبة، يعنى مثلا أنا لاحظت إنها فى الصعيد مش أقل من حتت تانية ، يمكن اكتر، وفيه جملة سمعتها مش فى عيادتى، كنت باتناقش مع حد قال لى إن البنات فى الصعيد يقولوا على أبوهم لما يعملها “هوه أولى بِلَحْمُه”، يعنى المسألة مش ضرورى تبقى غصبن عن البنت وكلام من ده، المهم تكون فى السر، أنا مش عارف أقول لك إيه يا محمود، حدد سؤالك أكتر، هى البنت خلصت جامعة؟

د.محمود شلقامى: أيوه، خلصت  الكلية

د.يحيى: 22 سنة، وخلصت!! تبقى شاطرة، ماشى الحال

د.محمود شلقامى: أيوه كانت بتنجح السنه بسنتها

د.يحيى: خلى بالك المسألة فيه فرق بين إن ده يحصل وعندها 12 أو 13 سنة، وإنه يحصل تانى بعد فترة وهى عندها 22 سنة، ومتخرجة

د.محمود شلقامى: ما انا عارف، أنا حسيت كده، أعمل أنا إيه؟

د.يحيى: إحنا نمشى واحدة واحدة، الأول تفكر نفسك إنك طبيب، وطبيب نفسى، وفى نفس الوقت إنت فى مجتمع مصرى، إللى كررنا فيه ميت مرة إن الطبيب والد، والمصيبة إنك فى الحالة دى والد العيان ، ووالد اخته برضه، مع إنها ماهياش عيانتك، إحنا هنا بنتعلم كده، ولا إيه، يبقى نبتدى بالمصيبة اللى ما تأكدناش منها بتاعة الحمل دى، لازم نتأكد منها، مش من كلامه، ما انت شاكك فى كلامه وبتقول إنه وهو بيحكى عن الموضوع ده  زى ما يكون الحكاية مش كبيرة ولا حاجة، يعنى مش باين على وشه برغم إنه بيسألك، يا أخى إنت دكتور، وعارف إن اختبار الحمل بسيط فى أى أجزخانة حتى ببلاش، ولا بتلاتة تعريفة، يبقى تطلب منه بشكل واضح إنه يعمله، عند مختص، فى معمل، فى مستشفى، دا مجرد  عينة بول من غير ما هى تروح ولا حاجة، على قد ما انا فاكر،

د. محمود شلقامى: وإذا رفض

د. يحيى: يرفض بتاع إيه بقى؟ ما أظنشى، مهما كان بيكذب، أو مش عارف حجم المصيبة، هوه نفسه عايز يعرف المسألة وصلت لحد فين،

د. محمود شلقامى: وإذا طلع إيجابى ، يعنى حامل، أنا أعمل إيه

د. يحيى: هوه احنا مش قلنا الطبيب والد، لو بنتك لا قدر الله وانت عرفت، حا تعمل إيه؟

د. محمود شلقامى: يا نهار اسود،

د. يحيى: اسود أبيض، الوالد والد

د. محمود شلقامى: أنا مش قادر أتصور

د. يحيى: برضه طبيب، والطبيب والد ، سواء اتصور أو ما اتصورشى

د. محمود شلقامى: يعنى إيه؟

د. يحيى: الوالد والد، فيه والد يمكن يضربها بالنار لما يعرف انها حامل، وإذا عرف إنه من اخوها أظن حايضربهم هما الاتنين، وفيه والد يستر ويستغفر ويسند لحد ما تعدى، تختار تكون مين فى دول؟

د. محمود شلقامى: إللى تشوفه حضرتك

د. يحيى: أنا مالى ياعم، كفاية اللى عندى، هوه انت فكرك إنى مش كل يوم باتدبس عشر مرات حاجات زى كده أشكال وألوان؟ المهم بعد التحليل أظن ما فيش حل إلا إنها تسقط نفسها وفورا، وانت عندك  حجة علمية  إنها بتاخد أدوية عشان ما ينزلشى العيل متشوه، ما هو لازم البنت حاتتعب نفسيا وتاخد دوا، مش كده ولا إيه؟!

د. محمود شلقامى: مش ده يبقى تحايل؟

د. يحيى: تحايل إيه يا ابنى، دى مصيبة سودا، وهى فعلا حا تحتاج دوا غالبا من الأدوية اياها دى، ثم إحنا فى إيه ولا فْ إيه، المسألة بدرى بدرى، والبنت لازم تتستر، برغم إنها لحد دلوقتى مش العيانة، أخوها هوه اللى بيجيلك، مش كده ؟

  د. محمود شلقامى: أيوه، لكن هى اللى حا تعمل عملية، يبقى لازم اشوفها وكده

د. يحيى: عليك نور، بس خلى بالك إنت لازم تبقى حذر جدا إن هما يستعملوك من غير إذنك، يعنى بالشكل ده إنت تنتهزها فرصة، وتتعرف على البنت بعد ما كان صعب تقابلها من أصله عشان هوه قال إنه مخبى عن أهله، يبقى ده سبب وجيه، وتساعدهم هما الإتنين  إنهم  يشوفوا حجم الورطة، وتحط شروطك لصالح علاج الولد، ولصالح مستقبل البنت فى نفس الوقت.

د. محمود شلقامى: ما انا خايف الحكاية تتقلب وعظ وإرشاد، وحضرتك بتنبهنا إن ده ماينفعشى

د. يحيى: وعظ وإرشاد إيه يا جدع انت، إحنا فى مصيبة سودا، وانت أبوهم هما الاتنين، والحكاية متقطعة، ومتفتفتة ، ولازم تلحق تنقذ ما يمكن إنقاذه.

د. محمود شلقامى: يعنى أعمل إيه؟

د. يحيى: هوه انت خايف لو طلعت حامل، ونصحت بتسقيطها من إيه يعنى؟! خايف أحسن تتعود عليها وتستسهل، يعنى هى جت على كده، إنت عارف المسألة الأخلاقية دى مش عايزة تسهيلات وتلاكيك، يعنى انت بتصدق إن حبوب منع الحمل هى المسئولة عن انتشار ممارسة الجنس فى البنات الصغيرات اللى فى بلاد بره؟  دى قيم وتنظيمات اجتماعية وثقافية، وكله داخل فى كله، إنت تأدى دورك، وتمنع الأذى، وتاخد بإيد اللى محتاج لك، وتسيب الأمور بعد كده تنظم نفسها. الثقافة الجنسية دلوقتى فى عدد من بلاد بره إنهم يعلموا العيال ازاى ما يجيلهمشى إيدز، والبنات ازاى ما يحبلوش وهما صغيرات، إنت الست اللى كانت حا تبقى نائب الرئيس ما كين ده ولا مش عارف اسمه إيه، إنت عارف دعايتها كانت عبارة عن إيه؟

د.محمود شلقامى: لا ما اعرفش

د.يحيى: دى ست من الحزب المحافظ، وبتدافع  عن حق حمل السلاح للرجل الأمريكى وكانت ملكة جمال من 20 سنه وعندها 6 عيال ومن ضمنهم بنت حامل، أظن دى كانت من ضمن الدعاية اللى متصورة إنها تنفعها فى الانتخابات، يعنى شايفه إن حمل بنتها يمكن يجيبلها كام ميت ألف صوت كده بالصلا عالنبى، وحمل السلاح كام ألف، وحلاوتها كام ألف، كل ده وهى مش عارفة أفريقيا قارة ولا سوبر ماركت يا راجل المسائل بتختلف بين الثقافات اختلافات فظيعة إحنا مش عارفينها، فإنت  واجبك كطبيب إنك انت تبص فى المجتمع بتاعك وبسرعة تساهم إيجابياً فى مساعدة الناس دول مهما بلغ مستواهم الخلقى أو الدينى عشان يقفوا على رجليهم، ويبدأوا يشوفوا الحدود ويشوفوا هم عايزين إيه بالضبط فى حدود ثقافتهم، وطبقتهم ، وقيمهم، وانت تقريبا بتسند من بعيد لبعيد.

د. محمود شلقامى: إحنا سبنا العيان، وبنتكلم عن أخته اللى انا ما شفتهاش، أنا مش عارف أعمل له إيه

د. يحيى: ما دام هوه بييجى ويقطع، وبعدين لما يتزنق ييجى تانى، يرمى فى وشك حكاية جديدة وقبل ما تكلمه فيها يقطع، يبقى المسألة عايزة حسم وإعادة تعاقد وإعادة تحديد الهدف والمراحل والكلام ده، يعنى العيان ده بقى آن الأوان تسأله مباشرة هو عايز إيه من العلاج ده، هى المشكلة أخلاقية، ولا مشكلة إعاقة سلوكية وتكيف، ولا عايز يخش الجنة مادام قعد على كرسى الاعتراف ولا إيه بالضبط، وبعد ما يحدد، تحدد انت إن كان عندك اللى هوه عايزه ولا لأه، يمكن فى الأخر هو يحدد موقفه فى أعراضه وخلاص، مثلا عنده توتر، وعايز يقلل التوتر، وسلامتك وتعيش، ساعتها بقى إنت حر، يا تقلل له التوتر بشوية دوا، يا تشوف إيه اللى ورا ده، وبعدين تشوف هو عايز إيه بعد كل القضايا الأخلاقية دى ، خلـّـى بالك المبادئ، والفلسفات ماهياش موضوع علاج، دى حاجات بتظهر على السطح، وحسب علاقتها بالإعاقة أو الأعراض بنحوّد عليها على قدها، إنما ما يصحش تجرجرنا لمسائل تجريدية ولا مطلقة تبعدنا عن دورنا الأساسى كأطباء ومعالجين ناس بذاتهم فى ظروف كل واحد مختلف عن التانى فيها.

د. محمود شلقامى: طيب وهو الجدع ده عايز إيه؟

د. يحيى: هوه انت بتسألنى ولا انا اللى أسألك، ثم إنت مش واخد بالك إنّ االحاجات دى كانت بتحصل مع اخته ، كل فين وفين، برغم إنها علاقة كاملة زى ما بتقول ، إيه تمان مرات فى ما اعرفشى كام سنة، تفتكر إيه اللى كان حايشهم ما يعكوهاش كل يوم والتانى، مش لازم كان فيه حاجة زى موانع أخلاقية، أو دينية هى اللى بتهدّى اللعب بالشكل ده، ده إذا كان مافيش كذب خالص، حتى لو ما صرحوش بالموانع دى لنفسهم بشكل مباشر، إنت لازم تدعبس فى المنطقة دى، وحاتلاقى مؤشرات تحدد لك انت وهو إيه المطلوب فى المرحلة دى بالضبط، وإيه اللى ممكن، وده يوصلك لإيه اللى تقدروا تحملوه

د. محمود شلقامى: ده لو جه تانى

د. يحيى: لأ بقى، إنت  تقعد تدوشنا الدوشة دى كلها ، وما انتش عارف إن كان حاييجى ولا لأه، بس عندك حق، ما انت قلت لنا من الأول إنه انقطع، وبعدين طبّ عليك يقول لك الكلمتين اياهم دول، وخلاك تضرب اللخمة دى كلها، ما هو انت بقى لو طبّ عليك تانى أول حاجة تعملها إنك تحدد معاه مدى التزامه بالتردد على العلاج فى الاتفاق الجديد، مش كده ولا إيه!

د. محمود شلقامى: يعنى إن ما جاش منتظم ما كملشى معاه

د. يحيى: من حقك طبعا، ما هو فيه خوف من مجيئه المتقطع ده إنه يكون بيستعملك، حتى وهو مش قصده، يعنى كل ما ضميره ينقح عليه، ولا الدين يتحرك جواه، ينط لك على كرسى الأعتراف، ويتهيأ له إنه بالشكل ده بقى مريض ومعذور، ويروح يكمل اللى هوه فيه لحد ما ينقح الشعور بالذنب عليه تانى وهكذا، لا ياعم إحنا قلنا ميت مرة إننا نسامح نسامح، ونسمع نسمع، إنما نشتغل محللين تحت الطلب لأه وستين لأه.

د. محمود شلقامى:  طيب والبنت الغلبانة دى، ما حضرتك بتقول إنى مسئول عنها برضه.

د. يحيى:  ده صحيح، بس هى مسئولة مية فى المية أولا، إذا كنا نفوت ونعذر ونفهم وهى سنها 12 سنة، دلوقتى هى عندها 22 سنة زى ما بتقول، تبقى مش مسئولة ازاى!!، ثم إنها بالرغم من إنها  مش عيانتك  بشكل مباشر لكن المسئولية ممتدة زى ما اتفقنا، وعلى فكرة هوه لو جابها وكان شجاع مسئوليتك حاتزيد، وفى نفس الوقت، يمكن يوصلك منها كلام تانى، يمكن مثلا يوصلك منها أسباب تانية للى حصل غير اللذة الجنسية، لأن الحكاية لو كانت جنس وبس، لذة وبس، كانت بقت أكتر من كده بكتير، طالب اللذة للذة ما بيهمدشى منين ما فيه فرصة، إنما لو هى محتاجة  للشوفان، إنها تشعر إنها متعازة، دى حاجة تانية، ساعات البنت أو الست  تدفع الجنس تمن للحصول على الحاجات  دى وهى مش واخدة بالها،  ثم خلى بالك الخبرة الأولى فى السن البدرى ده بتبقى لها وضع تانى، أنا فيه قصة مهمة كتبت لها نقد كويس، اسمها “اسم آخر للظل” مؤلفها واحد  اسمه “حسنى حسن” كان وصف حاجة كده لإحدى شخصيات القصة، هى  بنت، خالها نام معاها وهى يمكن عندها 11 سنة، علاقة كاملة برضه، وهى حست بلذة معينة قعدت تدور عليها بقية حياتها وأظن حسب ما أنا فاكر ما لقيتهاش، أظن أنا فهمت ساعتها إيه اللى ممكن تشعر بيه البنت فى السن دى، غير الاغتصاب والكلام ده، يمكن حاجة زى كده هى اللى خلت البنت دى ترجع بعد المدة دى تقبل اللى بيعمله أخوها،موضوع المحارم ده يا محمود موضوع قديم وجوهرى ومهم جدا، هوه أساسى فى التركيب البشرى نتيجه لتاريخه الحيوانى والإنسانى أيضا، وما كانشى محتاج كل الدربكة والحواديت اللى فرويد عملها حواليه عشان يفسره  بأوديب ومش أوديب والكلام ده، فيه أساطير كتيرة تفسره بشكل أكثر مباشرة ووضوح وتقربنا أكتر من الفكر التطورى، بدل سجن الرموز ده، وبعدين نحتاس ونقعد نحاول نحلها يا نعرف يا مانعرفشى.  نرجع مرجوعنا للجدع ده، إنت قلت إنه دخل الدين شوية وربى دقنه، مش كده؟ هو لسه مربيها ؟

د.محمود شلقامى: أيوه

د. يحيى:  واخته محجبة مش كده؟

د. محمود شلقامى: أيوه

د.يحيى: خلى بالك أنا مش باسأل عشان أدمغ نوع معين من التدين، لأه، أنا بافكرك إن كل الأبعاد لازم تتاخد فى الاعتبار فى المرحلة اللى جاية، يمكن يكون النزوع الدينى كامن، أو ناقص، مش بس بتاع الحلال والحرام، لأه بتاع النضج والعلاقة بربنا، اللى هى مش ضرورى تكون هى هى العلاقة بالضمير والثواب والعذاب زى ما بيشيعوا، ده بيبقى جزء لا يتجزأ من النضج الحقيقى

د. محمود شلقامى: إزاى؟

د. يحيى: أنا فاكر إن منين بتيجى فرصة فى الكلام عن الجنس ولا عن الدين بنقول ازاى، وانت كل ما تعالج أكتر وتشوف عيانين أكتر، حا تعرف ازاى، وان شاء الله تهضم كل ده لحد ما تعمله لوحدك من غير ازاى، وتقدر ترجع للموقع بتاعى وتقرأ عن الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل([2]) وأيضا عن الغريزة الإيمانية ([3]) يمكن فيا ملامح اجابات

د. محمود شلقامى: بصراحة أنا لسه محتاس

د. يحيى: بصراحة عندك حق، وآدى احنا مع بعض وربنا يستر.

****

التعقيب والحوار:

 أ. زكريا عبد الحميد

فعلا المجتمع فيه مفاجآت مرعبة..وماحدش عارف رايح على فين…؟ والعبد لله رصد نتفة صغيرة من سطح سكن كان فيه من أربع سنين، كان فيها مداعبات بتحصل بين المحارم وسجلتها فى مخطوطة كتاب لم اجد له ناشرا بالطبع (بالمناسبة يا د.يحيى هل قرأت كتابى – العائش فى سيناريوهات- وماهو رأيكم ؟ هل وفقت فيه)

د. يحيى:

أظن أن ما خفى علينا مما هو جارٍ أكبر بكثير مما نعرفه، وعلى كل من يرى ولو نقطة محدودة، ولو تحتمل الخطأ، أن يرصدها، ويشكلها بأدواته المتاحة فيضيف إلى مساحة ما نرى، ما نحن أحوج أن نراه.

أما عن كتابك يا زكريا فأنا آسف أننى لم أقرأه، ولا أذكر أنه عندى، فمن أين أحصل عليه؟

أ. منى حامد

استفدت كثير اوى من الحالة دى للشغل ولى شخصيا

ربنا يخليك لنا ويمتعك بالصحه والقدره على العطاء

انزعجت شويه من فكرة ان الطبيب والد، وصى، سلطه، مرجع. انا رافضه الفكره من ناحيتن، ناحية تقليل احساس المريض بالمسئوليه عن اختياراته، وكنت حضرتك دائم التأكيد عليها (كنت بحضر جروب القصر العينى من حوالى 20 سنه ولسنوات عديده متفرقه ثم انقطعت لظروف العمل والسفر وغيرها)

ومن ناحية ثانيه، الابوة تحمل الطبيب اكثر مما يحتمل وقد تعطيه احساس ومشروعيه لفرض وصايته وقيمه وتحيزاته وربما نواقصه الى آخره من تحقيق مصالحه هو.

انا سعيده جدا بالموقع ومذهوله من كم الجهد المبذول فيه

ربنا يخليك

د. يحيى:

أهلا مُنى، والله يا شيخة كنت أنتظرك هكذا مع أننى لا أذكرك شخصيا طبعا، لكننى فرحت لأن تعقيبك فيه “نعم”، وفيه “لا”، أنا مازلت أرى أن الطبيب والد فى ثقافتنا بالذات، وبالتالى فإن فيه كل مزايا وعيوب الوالد كما ذكرت، وعليه كل هذه المسئولية قبل وبعد ذلك، والتفاصيل فى كل ما تقدّم، فى هذه الحالة،  وفى كل ما تقدم قبلها وبعدها!!

د. رضوى العطار

المقتطف: “موضوع المحارم ده يا محمود موضوع قديم وجوهرى ومهم جدا، هوه أساسى فى التركيب البشرى نتيجه لتاريخه الحيوانى والإنسانى أيضا، وماكانشى محتاج كل الدربكة والحواديت اللى فرويد عملها حواليه عشان يفسره  بأوديب ومش أوديب والكلام ده، فيه أساطير كتيرة تفسره بشكل أكثر مباشرة ووضوح وتقربنا أكتر من الفكر التطورى، بدل سجن الرموز “

التعليق:  فرض محترم جدا

د. يحيى:

أتذكر يا رضوى أننى أجبت بتفصيل أكثر عن هذا الموضوع، وفرض: “نحو (أجرمية الأسرة) Grammar of the Family فى نشرة سابقة([4])، وفى ندوات كثيرة يمكن الرجوع إليها، كما أننى كتبت كتيباً كاملا فى نقد “عقدة أوديب” ([5])

د. دعاء مجدى

مبدئياً كان الله فى عون المعالج الحالة صعبة جداً عليا

لو افترضنا إن أخت المريض، هى المريضة وراحت قالت للمعالج بتاعها إن جالها عريس هتقوله ولا مش هتقوله؟

د. يحيى:

لا يمكن إصدار أحكام عامة لو سمحتِ

أ. فؤاد محمد

هو امتى يا دكتور يحيى الموت يحرك الداخل زى الحاله اللى قبل اللى فاتت 69 وامتى الموت بيهدِّى او بيطفى الداخل لحين إشعار اخر بما ان فى الحاله دى الموضوع هـِدِى بعد موت الاخ، الحاله اللى فاتت الموضوع زاد، مع اختلاف نوعية كل حالة عن الأخرى هنا وهناك.

د. يحيى:

لا يمكن الإجابة هكذا بشكل عام، فلكل حالة – كما رأيت-  ملابساتها وظروفها

أ. مصطفى عيد

السلام عليكم …

انا مصرى كندى و اعمل كطبيب و معالج نفسى فى كندا. من خلال عملى تمر على حالات مشابهة و ربما اكثر تعقيدا و يسعدنى التواصل معكم لمناقشة مثل هذه الحالات من زوايا متعددة بما فى ذلك اختلاف الثقافات بين البيئة الشرقية و الغربية.

تحياتي…

د. يحيى:

أهلا بك وبارك الله فيك

أظن أن اختلافات الثقافات وأيضا اختلاف قواعد وضبط وربط الممارسة المهنية تختلف اختلافا شاسعا بين الثقافات بما لا يسمح بتعميم الردود

 ومع ذلك فأهلا بك وفقنا الله وإياك.

أ. يوسف حسين عزب

شعرت بفارق جوهرى هنا عن الحالات السابقة..إذ انكم هنا فى معظم الردود تتحدثون عن الاصل النظرى سواء لردودكم او الراى المخالف إن صح التعبير ،وهذا ما يهون امكانية التعليق على العمل بخلاف الحالات السابقة اتصور ان الامر تعلق فيها بفنكم (بالفن الخاص بكم) فى العلاج دون اصل نظرى وكان ذلك معجز عن التعليق

د. يحيى:

لعل عندك حق

د. نجاة انصورة

* الحالة بالفعل غاية فى الصعوبة ومتشابكة جداً وكثيرة المتغيرات ومهمة من حيث الحدوث وضرورة التصدى والمواجهه كى لا يكون العلاج النفسى مدعاة للإتيان بمثل هذه الأفعال المشينة وربما استسهالها .خاصة وإن درجة المرض لم تسبب إعاقتهما دراسياً ولا مهنياً وهذه بحد ذاتها نقطة فارقة . إلا ما ترتب عنها من ذنب وهذا وارد وبالرغم من ذلك فلم يحقق الذنب وظيفته بالكف عن الممارسه ولم يراجع الطبيب المتابع بعد تغيب الا ليلقى عليه وزر اعتقاده بالحمل وكإنه جاء ليعرف وماذا بعد ؟

وهنا شجعت موقف دكتور يحيى بدفع الطبيب بخطوة سريعة لتدارك الموقف مهما كانت التداعيات الأخرى بالتأكد من الحمل والإسقاط الفوري

د. يحيى:

هذه لمحات إيجابية مهمة

شكرا

د. نجاة انصورة

المقتطف:  “خايف المسألة هنا تتقلب وعظ وإرشاد”

التعليق: مش من الضرورة تتقلب وعظ وإرشاد إنما من المهم جداً ان تتقلب “توجية وإرشاد” هذا الفرع من فروع علم النفس يستخدم علاجياً وله نتائج غاية فى الأهمية .

د. يحيى:

أظن أن الوعظ والإرشاد المراد تجنبهما فى العلاج النفسى هو النوع اللفظى الخطابى الفوقى،  بلا مشاركة أو مواجدة.

د. نجاة انصورة

لم أفهم أيضاً استغراب الدكتور محمود للطريقة الباردة التى يتكلم بها العيان عن موضوع الحمل ,,, ماذا نتوقع من عيان غير البرود والحديث ببرور والإستجابة ببرود وكل حياتهم برود وظلام والمنظومة الإنفعالية لديهم منتهية والبرود السمه ا|لأكثر بروزاً للعرض وللأحداث بالأساس فلو كان عدم تصديقه نابع من تشكيكه نتيجة برود العيان بسرد الموضوع فأعتقد هنا إنها مشكله مهنية بالدرجه الأولى بالنسبة للطبيب .

السؤال: هو الذنب اللى خلى العيان يستنكر فعله بعد أكثر من تسع سنوات ويربى دقنه وقرر يجى للعلاج ؟ ولو نعم هل هذا يشجعنا تغيير النظرة التقليدية للذنوب واعتبارها حافزاً نحو التغيير والإنجاز ولو فى بعض الأحيان ؟ ولو مكنش الذنب هو اللى أظهر بصيرة العيان للعلاج فبصيرته هنا بذلك قاعدة مهيأه نحو التغيير ؟

د. يحيى:

التوقف عند الشعور بالذنب هو ذنب فى حد ذاته([6])

 أما التعلمَ فالتغير نتيجة للخطأ الذى يبدو ذنبا فهو من أولويات مسيرة التعلم والتطور،

ولا يمكن تحديد أين يقع موقف المريض من هذا أو ذاك لكن اسمحى لى يانجاة برفض ما جاء فى مقدمة تعقيبك من حكاية “.. ماذا نتوقع من عيان غير البرود، والحديث ببرود …الخ” هذا تعميم ضار مهما كان وراءه من تألم واستنكار.

عذراً

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 24-12-2018  www.rakhawy.net

[2] –  الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل ، محاضرة‏ ‏ألقيت‏ ‏فى ‏منتدى ‏أبو‏ ‏شادى ‏الروبى (لجنة الثقافة العلمية) 15/12/1998.www.rakhawy.net

[3] – أطروحة “الغريزة التوازنية الإيمانية” نشرت فى مجلة سطور ، عدد يوليو 2004 ،  قراءة فى الفطرة البشرية الأسس البيولوجية للدين والايمان،www.rakhawy.net

[4]  نشرة الإنسان والتطور، -1-2009 بعنوان: عن المؤسسة الزواجية والعلاقة بالموضوع، وأيضاً نشرة: 17-9-2016، بعنوان: الطبنفسى الإيقاعحيوى (89): رابعاً: التاريخ الجنسى

[5] – يحيى الرخاوى، “إعادة‏ ‏قراءة‏ ‏فى ‏عقدة‏ ‏أوديب”، لم ينشر ورقيا بعد.

[6]–  نشرة الإنسان والتطور عن “الشعور بالذنب” بتاريخ، 27-1-2008، وأيضا نشرة: 28-1-2008، بعنوان: النفّـرى..، والشعور بالذنب www.rakhawy.net

الحالة: (67) المأزق: بين سر المهنة، واحتمال الضرر

الحالة: (67) المأزق: بين سر المهنة، واحتمال الضرر

الحالة: (67)

المأزق: بين سر المهنة، واحتمال الضرر([1])

أ.أكمل عبد الجليل: هى بنت عندها 17 سنه فى تالتة ثانوى حضرتك محولها لى من حوالى شهر كده هى قعدت معايا بالظبط 4 جلسات جاية بمشاكل سلوكية يعنى ومفيش مذاكرة ومحاولات انتحار، وهى دخلت  مستشفى تانية مرة قبل كده

د.يحيى: وبعدين

أ.أكمل عبد الجليل: فيه محاولات انتحار متعددة يعنى مشاكل كلها سلوكية يعنى بالنسبة للبنت، الأب والأم منفصلين يمكن من وقت ولادتها يعنى الجواز ما استمرش شهور وبعدين حصل حمل واتولدت وبعدين حصل طلاق على طول بعد ولادتها بشهر يعنى الأب بعيد خالص مالهوش علاقة بيهم،عايش حياته وهو متجوز ومخلف ثلاث أولاد من الجديدة، والأم ماتجوزتش ومعاها البنت دى وعايشه مع بقية أسرتها.

د.يحيى: الأم بتشتغل أيه ؟

أ.أكمل عبد الجليل: بتشتغل سكرتيرة فى مؤسسة خاصة، والبنت عايشة مع الأم وخالتين والجد والجده فى بيت واحد مع بعض، يعنى فالخالات هما اللى مربين البنت،  يعنى العلاقة بينها وبين مامتها وحشه أوى من إعدادى لحد دلوقتى

د.يحيى: الأب بيشتغل إيه قلت لى

أ.أكمل عبد الجليل: الأب شغال موظف كويس، بس هو بعيد ملهوش علاقة بيهم، مابيصرفش عليهم، حتى المبلغ اللى المحكمة حكمت للبنت بيه نفقة  كان 50 جنيه بيدفعهم بعد خناق كل مرة،  ومرة يدفع ومرة لأه،

د.يحيى: خمسين جنيه فى الشهر؟!!

أ.أكمل عبد الجليل: أيوه

د.يحيى:  وهى الأم لها دخل غير ماهيتها

أ.أكمل عبد الجليل: مساعدات بقى مش منتظمة، ماهو  خالاتها اللى هى قاعدة معاهم مش متجوزين، وبيشتغلوا،  وجدها معاشه معقول  وكده يعنى،

د.يحيى:  المشكلة بقى؟

أ.أكمل عبد الجليل: هى البنت  كانت هربت من البيت وباتت بره ليلتين، فدخلوها المستشفى، هى دلوقتى جت قالت لى على حاجة الأهل مايعرفوهاش، قالت لى  إن هى متجوزة عرفى راجل أكبر منها بحوالى ضعف السن عنده 36 سنه وهى عندها 17 سنه، وانا  مش عارف أعمل إيه، يعنى الجواز العرفى ده طبعاً أنا مش موافق عليه خالص،  بقالها 7 شهور متجوزة ،وأهلها مايعرفوش، وهى مستأمنانى جداً على السر ده،  والأهل بييجوا معاها، مش عارف أقول لهم ولا ماقولهمش

د.يحيى: هى والراجل ده بيتقابلوا كل قد إيه،  وفين ؟

أ.أكمل عبد الجليل: لأ مفيش مواعيد محددة هى بتحاول تزوغ درس، تعمل نفسها  بتخرج تجيب حاجة،  تروح له تقعد معاه ساعة فى الشقة وترجع، حاجة زى كده

د.يحيى: شقة مين؟

أ.أكمل عبد الجليل: شقته هو

د.يحيى: هوه ساكن لوحده؟

أ.أكمل عبد الجليل: آه هو كان متجوز وطلق

د.يحيى: عنده عيال

أ.أكمل عبد الجليل: لأه

د.يحيى: طب وعرفى ليه بقى ما دام حر كده، وعنده 36 سنة،  وتمام التمام

أ.أكمل عبد الجليل: هى بتقول عشان مايلمسنيش فى الحرام وحاجات كده

د.يحيى: ليه ، هوه الجواز الرسمى هوه اللى حرام ولا إيه؟

أ.أكمل عبد الجليل: هو ماعندوش استعداد أنه يعلن رسمى، وهى مش قادره تبعد عنه، وفى نفس الوقت قالت أخلينى كده لحد ما أخلّص دراسة

د.يحيى: تخلص؟ وبعدين تعمل إيه؟ تطلق عرفى، ولا يتجوزها رسمى؟

أ.أكمل عبد الجليل: هو اللى مش عايز الجواز يبقى رسمى

د.يحيى: ليه بقى؟

أ.أكمل عبد الجليل: هى بتقول إن أهلها حايرفضوا لأن هما يعرفوه يعنى

د.يحيى: حا يرفضوه ليه ؟

أ.أكمل عبد الجليل: هما عارفينه، وعارفين إن له علاقات كتير، وكان مصاحب خالتها شوية

د.يحيى: مصاحب مين؟!!

أ.أكمل عبد الجليل: خالتها، هو ساكن فى الشارع اللى وراهم على طول

د.يحيى: السؤال بقى؟

أ.أكمل عبد الجليل: ما انا قلت من الأول، أقول لأهلها  ولا ما أقولشى

د.يحيى: إنت بتشوف أهلها

أ.أكمل عبد الجليل: آه، باشوف خالتها، وشفت مامتها، وطلبت باباها شفته مرة واحدة وفعلا لقيته بعيد خالص، ما لوش وجود فى حياتها ولا فى وعيها خالص

د.يحيى: إنت رأيك فيه إيه، فى أبوها

أ.أكمل عبد الجليل: راجل مش مهتم بالمرة، يعنى مش فارقه معاه، بيقول  هما اللى ربوها يكملوا بقى،  هو بيعتبرها بعيدة، ما يعرفش عنها حاجة، ما لوش دعوة،  بيرمى المشاكل على الأم وإنها هى السبب، وإنه حاول وحاول وحاول، حاول يتقرب من البنت زمان وهى صغيرة، لكن أهل امها  كانوا بيرفضوا جداً وبيطردوه ويشتموه، فهو بيقول إن هما السبب فى مشاكلها دلوقتى فهو ملوش دخل بقى.

د.يحيى: طب انت عايز إيه دلوقتى؟

أ.أكمل عبد الجليل: ما انا قلت لحضرتك، أقول لهم ولا ما أقولهمشى؟

د.يحيى: الظاهر أنا كمان ضربت معايا لخمة، عشان كده باين علىّ بازوّغ من الإجابة،

أ.أكمل عبد الجليل: إذا كان حضرتك تزوغ يبقى انا أعمل إيه؟

د.يحيى: هو من الناحية التاريخية يعنى والأدبية فيه مبدأ إن ما دام المريض قال للحكيم سر، يبقى مش من حق الحكيم يفشيه نهائى، وده زى حكاية كرسى الاعتراف عند أخوانا المسيحيين، وفيه أفلام وحاجات اتعملت تتناول الموضوع ده، إنما المسألة بيتهيألى ما يصحش نسيبها مطلقة كده، إحنا بنلاقى نفسنا فى موقف منع الضرر، لما يكون فيه خطر واضح، حريقة مثلا، مش حاتستنى لما تستأذن اصحاب البيت إن كنت تخش تطفيها ولا لأه، طبعا الخطر اللى كل الناس متفقة انه خطر، ومستعجل بيسمح بده، إنما الأزمة بقى لما يبقى الخطر فيه فصال وآراء وكلام من ده،  إحنا هنا قدامنا البنت صغيرة، قاصر تقريبا،  ومضرورة، وبتقول إنها  بتحبه وحواديت من دى، وهى ما لهاش أب من أصله، وهو ما صدق ريحة إنهم يمكن يرفضوه وهات يا استغلال، وهو عارف إنها عايشة مع خالاتها اللى كان ماشى مع واحدة منهم،  وبكره تحبل ويسقطها، يعنى الخطر واضح من كل ناحية تقريبا، هى البنت منتظمة فى الحضور؟

أ.أكمل عبد الجليل: جدا

د.يحيى:  طيب، ما هى دى علامة كويسة، زى ما يكون انت فى الوقت القصير ده، نجحت إنك تبقى فى مكان الأب، لدرجة إنها قالت الكلام ده بدرى بدرى يبقى وثقت فيك ، مش كده ولا إيه؟

أ.أكمل عبد الجليل: أيوه، بس الثقة دى تاعبانى، خايف لتكون بتستغلها عشان تستمر فى اللى هى فيه، ما دمت أنا أبوها، وعْرِفت، وسكت، أنا تعبت لدرجة إنى فكرت أوقف العلاج خالص.

د.يحيى: طيب ، إنت لو قفت العلاج يعنى، مش الأمور برضه حا تزداد سرية، حاتتمادى فى اللى هى فيه، هوه انت لما توقف العلاج يعنى، هى حاتوقف العلاقة ؟

أ.أكمل عبد الجليل: يعنى أكمل وأقول لأهلها؟

د. يحيى: ولا ده باين انه ينفع على الأقل دلوقتى، البنت كسرت الحواجز واللى كان كان، يبقى لازم كل خطوة نحسبها بمسئولية طبية، وأبوية، وهما بينى وبينك واحد، مش كده؟ مش احنا عمالين نقول الطبيب والد، الطبيب والد،

أ.أكمل عبد الجليل: بس هنا المسائل متلخبطة، يعنى انا لو دى بنتى، أحب ان الدكتور يقول لى مش يخبى على

د.يحيى : ما انت بتقول إن أبوها مش هنا خالص، ولا بيحب يتقال له ولا ما يتقالوش، وحتى امها سايباها لخالاتها، اللى واحدة منهم كانت ماشية مع الجدع ده

أ.أكمل عبد الجليل: ما هى دى مصيبة تانية، يعنى لو قلت لهم، حاقول لهم إن واحدة منكم كانت ماشية معاه، وياترى ده صح ولا لأه

يحيى: هى البنت عرفت الحكاية دى من مين؟ منه؟ ولا من البيت عندها؟ يعنى من أمها وخالتها؟

أ.أكمل عبد الجليل: الظاهر من الاتنين، عشان بتقول إن ده سبب الرفض اللى هى تصورته لو اتقدم رسمى، وهو ما صدّق

د. يحيى : والله يا ابنى انت معذور، دا يمكن خالتها لسه عايزاه، ولاّ نفسها فيه، وكلام من ده، ولما تعرف يمكن تزيد المصايب، وتغير، يمكن تفضحه وتفضح البنت وحاجات كده،

أ.أكمل عبد الجليل: أنا برضه فكرت فى الاحتمال ده، وخصوصا إن خالاتها هما اللى ربوها، ومش عارف صورة خالتها دى بقت شكلها إيه وهى بمثابة أمها

د. يحيى: وبرضه معرفتها بالحكاية دى يمكن خـَـلـِّـتـْهـَا تستسهل الأمور بالشكل ده

أ.أكمل عبد الجليل: يمكن برضه

د. يحيى: بصراحة لما زادت “اليـِـمـْـكـِـنـَـاتْ”، أنا ما عنديش رد جاهز دلوقتى، الراجل بيستعبط وبيقول إنه اتجوزها عرفى عشان بيخاف من ربنا، والبنت مصدقة ولا مش مصدقة، ما تفهمشى،  مانقدرشى نستبعد أنه يمكن فيه ربنا فى الموضوع، أظن فيه مراحل قدامنا لسه قبل ما نقرر نقول ولا ما نقولشى، أعتقد إن أمها غلبانة فى الموضوع ده كله، اتطلقت من بدرى، وحتى البنت اللى طلعت بيها اخواتها استولوا عليها، أنا رأيى إنك تبتدى توثق علاقتك بأمها، شوية شوية، وتدرس شخصيتها بطريقة مباشرة، علاقتها باخواتها دول، وموقفها إيه من تصرف أختها اللى كانت ماشية مع الراجل ده، من غير ما تجيب سيره للعلاقة إلا لو هى صرحت بيها، وبعدين ماتستسهلشى، وأنا أظن إنك تقدر تشتغل فى علاقتها بأمها الأول، وبعدين بيها أكتر وأكتر لحد ما تلاقى سكه إن هى اللى تقول لهم، يعنى لما تثق فيك لحد ما تطمن لنصيحتك وبالتالى تبقى نصيحتك إن هى اللى تقول لهم مافيش مانع لو تقدر تقول للراجل ده إنها حاتقول لأهلها

أ.أكمل عبد الجليل: متهيأ لى هوه مش عايزها تقول لهم ولا حاجة، وهى بتسمع كلامه

د.يحيى: مش عايزها تقول طبعا، يعنى واضح إن فيه ندالة واستغلال، يعنى بنت مافيش خبرة ومافيش دعم أسرى ومافيش بيت، راح الجدع ده عامل لها شوية حركات تغذى الاحتياجات الأولية بتاعتها، صعب تعتمد عليها وصعب تسيبها برضه، انت تشتغل وتسيبك دلوقتى من الموقف الأخلاقى اللى ممكن يزعجك شويتين، ولو قدرت إن البنت تقول لهم  فى وقت مناسب يبقى خير وبركة، ولو انى مش عارف فاعلية انها تقول لهم حايكون موقفهم إيه فى الظروف دى

د. أكمل عبد الجليل: إزاى يعنى؟

د. يحيى:  نرجع واحدة واحدة: المستوى الأول اللى هو التقاليد والأصول، وبعدين التانى اللى هو الضرر والمسئولية، وبعدين التالت فاعلية القرار لو قالت لهم

نبتدى بقى من الأخر من فاعلية القرار إذا كان قرار مالوش فاعلية يبقى مافيش داعى للمستويات اللى قبله إذا ضمنت إن القرار له فاعلية واقعية مثلاً فى منع اللى جارى، وتتقلب المسألة رسمى وشرعى، ودا باين عليه مش حايحصل، مع ذلك لو حصل يبقى له فاعلية فى نمو البنت، مش احنا قلنا العلاج النفسى هدفه النمو عشان الواحد يبقى أكثر رؤية للواقع واكثر مسئولية عن الفعل، لكن الإعلان واخبار الأهل هنا، مش باين إنه حايترتب عليه جواز رسمى لأنه باين على الراجل وغد، وبعدين بيستغل بنت صغيرة بالشكل ده، طب افرض اتجوزها حتى ماأظنش إنه حايكمل معاها، وهى، ولو حبلت دلوقتى ما هو حايسقطها، بصراحة أنا كنت لسه حاحتج على إن تقديم الحالات كده بدرى بدرى بعد شهرين، مش تمام، إنما فى حالة زى دى لأ، انت عندك حق، هنا فيه خوف إن العلاج النفسى يضرها لو سكتنا، البنت صغيره ويمكن تتصور إنك أبوها وموافق مادام قالت لك وانت سكت، يعنى موافق

أ.أكمل عبد الجليل: ما هوّه ده اللى أنا خايف منه

د.يحيى: هوه الانتظار فرصة إن البنت تكبر بس مش مضمون فى الظروف دى، يعنى باختصار الرد هو انتظر مع مسئولية كاملة فى الثلاث مناطق دول، التقاليد، والآداب المهنية، والضرر والضرار، فأظن أن الوقت هنا مهم، ويبقى الهدف واضح إن البنت تكبر ولو شوية صغيرين، تكبر يعنى تشوف الواقع مش تكبر يعنى تبطل، خصوصاً انى أظن أن العلاقة فى السن دى مع واحد زى ده لها مبررات الاستمرار بشدة، فيها لذة وحركات واستقلال وحب واعتمادية وحاجات كده، يعنى لها مبررات قوية حاتلاقى نفسك بتحارب حاجة مش سهلة، ومع ذلك يمكن مع الزمن إنت تبقى أكثر أبوة ، وبالتالى تبقى أكثر حضور، فى وعيها، وتبقى حافز كويس لاتخاذ قرار مناسب، يعنى أنت عايز تقول لهم إيه بالضبط فى الوقت ده، هو نكد والسلام؟ مادام مش حايترتب على القوالة أى حاجة مفيدة

أ.أكمل عبد الجليل: حاسس بالمسئولية

د.يحيى: بس تعالى نتصور سوا لو انت قلت لأمها، هل أمها حاتضيف حاجة، هل هى حاتقول لأبوها اللى خالع، ولا حاتفضح اختها وخلاص، ولا حاتطردها فى الشارع؟ ما هو كله صعب، يبقى حتى إن احنا نقول لأمها لازم نشوف فاعلية القرار الأول، وفايدته، وتوقيته

أ. أكمل عبد الجليل: يعنى استنى قد إيه؟

د. يحيى: “لا” مش كتير قول شهر كمان، تستحمل وتخليك طيب، ونتابع معاك فى الاشراف تانى بعد شهر مثلا، المهم البنت تنتبه لدروسها فى نفس الوقت، وكلام من ده

أ. أكمل عبد الجليل: حاضر، ربنا يستر

*****

التعقيب والحوار:

د. ناجى جميل

أعتقد أن إبلاغ الأهل عامة شديد الخطورة لسببين: أولهما أن الأهل ليس لهم سيطرة من الأصل على المريضة كما يبدو، وثانيهما أن ذلك سيعرض العلاج لخطورة التوقف، وبالتالى فقدان المريضة للمعالج والعلاج كفرصة آملة للنمو.

أعتقد بشدة أن الصبر الذى طرحتموه ومحاولة مساعدة المريضة لاتخاذ هذه الخطوة بنفسها هو أفضل.

د. يحيى

رأيك سليم لو أمكن تنفيذه مع ضمان تجنب مضاعفات أخطر مثل الحمل سرا أيضا، مع التذكرة أنه لا يوجد شىء اسمه “حمل عرفى” أو “ابن عرفى” مثل “الزواج العرفى”!!

أ. هالة حمدى

…… حكاية يستنى قد إيه دى مشكلة، لأن الوقت فى الحالة دى مهم، وكل يوم بيكون فيه مخاطر على البنت فالسرعة مطلوبة والتأنى مطلوب.

د. يحيى

آسف يا هاله، فقد حذفتُ فقرة من رسالتك قبل هذا التعليق، لأننى تصورت أن بها خطأ مطبعيا،

 أما هذه الفقرة فردى عليها هو أنك شاركتينا الخيبة، تقولين “السرعة مطلوبة والتأنى مطلوب”!!! يعنى ماذا؟ ربنا يفتح عليك، أنا معك أوافقك أنه كله “مطلوب” فى “حينه، أى فى وقته المناسب”، هل تقصدين ذلك؟

أ. منى أحمد

أنا رأيى إن المعالج يبلغ أهلها وفى الوقت المناسب ومايكونشى بعد وقت طويل، يعنى متفقة مع رأى د.يحيى. رايى أننا نحاول نوطد العلاقة بينها وبين أهلها وبالأخص والدتها ولو العلاقة اتحسنت وبقى فيه قرب بجد، هنا نضمن شوية إن مشكلتها مع اللى المفروض إنه زوجها هاتكون أسهل فى حلها، لأن البنت دى بجد محتاجة أكثر من حد جنبها، يعنى المعالج يكون أب بجد والأم تقرب وتكون هى المسئولة بجد عن تصرفات البنت.

د. يحيى

ربنا يسهل، فقط: أرجو أن تعدّى كم مرة وردت كلمة “بجد” فى تعليقك، وتتأملين ما تعنين بها، وأنت تشاركينا الحيرة.

وربنا يستر

ويسهل.

د. رضوى العطار

المقتطف: مش عارف أقول لهم ولا ماقولهمش

التعليق: سؤال صعب جدا ومأزق صعب، يا دى الداهية السودا خصوصا انها قاصر!!

د. يحيى

مهنتا صعبة معظم الوقت فهى مسئولية رائعة مـُـوجـِـعـَـة.

د. رضوى العطار

المقتطف: نرجع واحدة واحدة: المستوى الأول اللى هو التقاليد والأصول، وبعدين التانى اللى هو الضرر والمسئولية، وبعدين التالت فاعلية القرار لو قالت لهم

التعليق: حلوة جدا طريقة تنظيم التفكير دى!

د. يحيى

شكراً.

د. رضوى العطار

المقتطف:  مش احنا قلنا العلاج النفسى هدفه النمو عشان الواحد يبقى أكثر رؤية للواقع واكثر مسئولية عن الفعل

 التعليق: إيه ده لخصت العلاج النفسى فى جملتين! فى الجون بصراحة!

د. يحيى

عقبال ما يبقوا “هاتريك”

د. رضوى العطار

المقتطف: تكبر يعنى تشوف الواقع مش تكبر يعنى تبطل

التعليق: حلوة برضه الجملة دى جدا ، الله فى جمل كتير قصيرة وحلوه زى قصيدة النثر فى الحالة دى!!

د. يحيى

ماشى.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 29-12-2009  www.rakhawy.net

الحالة: (68) المؤسسة الزواجية، وثقوب الاستسهال

الحالة: (68) المؤسسة الزواجية، وثقوب الاستسهال

الحالة: (68)

المؤسسة الزواجية، وثقوب الاستسهال([1])

د. سامى فايق: هى مدام عندها 33 سنة، تالتة من تلاتة، واخده ليسانس آداب فرنساوى وبتشتغل سكرتيرة ، متجوزة وعندها ولدين حضرتك حولتها لى من شهر ونصف

د.يحيى: وبعدين؟

د. سامى فايق: هى كانت جاءت قبل كده بسنة ونص تقريبا، عن طريق واحده يعنى كان أبوها فى المستشفى، وهى جت تعمل معايا جلسات،  وبعدين من تلات شهور تقريبا، جت لحضرتك وحضرتك حولتها لى لما عرفت إنى قعدت معاها قبل كده، وأنا بقالى ست  جلسات المرة دى معاها، وملاحظ إن عندها  أعراض طاقة زياده

د.يحيى: وده تشخيص ده ؟

د. سامى فايق: ما حضرتك علمتنا نوصف أكتر ما نشخص، أو قبل ما نشخص

د.يحيى: طيب، تقصد إيه بطاقة زايدة؟

د. سامى فايق: هى جاية بأعراض طاقة زيادة، ومابتنامشى،  وعاوزه  تسيب جوزها، هى من زمان من أول ما شفتها قبل ما حضرتك تحولها لى وهى عايزة تسيب جوزها وأنا كنت باأجل وأهدّيها، بس بطريقة عكسية .

د.يحيى: طريقة عكسية  يعنى إيه؟ هى اتجوزت إمتى ؟

د. سامى فايق: يعنى أقول لها سيبيه تقوم  ترجع فى كلامها، وهى جَتْلىِ من 9 سنين، وعندها ولدين

د.يحيى: وعايزة تسيب جوزها من إمتى ؟

د. سامى فايق: من سنة ونص أو سنتين

د.يحيى: وقبل كده لأه ؟؟

د. سامى فايق: لأه، ما فكرتشى قبل كده.

د.يحيى: مــتأكد؟

د. سامى فايق: لأ،  أو ممكن هى قالت لى إنها فكرت تسيبه قبل ما تجيلى بخمس ست شهور، وانا عارف إنها عنديه، فكنت بقولها سيبيه ، فكنت عارف إنها حاتخالف رأيى، وتعند وتفضل معاه.

د.يحيى: هى دى بقى الطريقة العكسية؟ بس دى مخاطرة ياابنى، إنت متأكد إنها عيـّلة وبتعمل العكس وخلاص، مش تخلى بالك لا تلزقها فيك؟

د. سامى فايق: آه، ما انا كنت واخد بالى

د.يحيى: إزاى بقى؟!! إنت كنت عمال تزق فى الطلاق، وبتعض على شفايفك “كده وكده” ولا إيه؟

د. سامى فايق: لأه، كنت باقول آه، عشان هى تقول لأه

د.يحيى: اسم الله ، الحكاية مش بالبساطة دى

د. سامى فايق: ده كان فى الأول، بس لما حضرتك حولتها لى بعد ما انقطعت المدة دى، ماعملتش كده تانى، يعنى مازقتش تانى، الظاهر كـِبـِرت، أو خـُفـْت

د.يحيى: ودلوقتى هما فين من بعض؟

د. سامى فايق: الأسرة بقت مشـّته، جوزها بيبات عند أخوه، بس مافيش طلاق حالياً انفصال بس

د.يحيى: أخوه متجوز ؟

د. سامى فايق: أخوه ؟ لأه

د.يحيى: أخوه قاعد فى بيت العيلة

د. سامى فايق: لأه،  فى شقه بتاعته

د.يحيى: أخوه أكبر ولا أصغر؟

د. سامى فايق: أكبر

د.يحيى: أكبر منه ومش متجوز، والأخ الصغير، جوز الست دى عنده ولدين؟

د. سامى فايق: أيوه

د.يحيى: ليه الكبير ماتجوزش ؟

د. سامى فايق: ما سألتش

د.يحيى: هو جوزها عنده كام سنه

د. سامى فايق: 36 سنة

د.يحيى: يبقى أخوه بتاع   38 – 40 سنة

د. سامى فايق: تقريبا

د.يحيى: أخوه بيشتغل إيه ؟

د. سامى فايق: ماسألتش برضه، أنا كل اللى قدرت عليه إنى قابلت جوزها.

د.يحيى:  برافو، ما كان من بدرى

د. سامى فايق: هوا بصراحة كان مستعد، وفعلا جه، وبدأ يعمل معايا هو لنفسه جلسات

د.يحيى: جلسات إيه ؟ بفلوس؟

د. سامى فايق: آه بفلوس

د.يحيى: كويس، بقت رسمى، وهو بييجى لوحده، ولا معاها؟

د. سامى فايق: لأ هو بييجى لوحده

د.يحيى: بيجى بقاله قد إيه؟

د. سامى فايق: هو المفروض إن ليه خمس أسابيع بيجى، بس فيه أسبوعين ماجاش، هوه بعد ما جه تلات مرات، ولقيته راجل كويس فعلا، رحت الجلسة الأخرانية قولت لها خلاص أنا حاكلم الدكتور يحيى ونعرض الحالة بتاعتكم عليه.

د.يحيى: قلت لها هى ولا قلت له؟

د. سامى فايق: ليها هيه،  عشان المفروض بعد أربعة جلسات حضرتك بتشوفها عشان تأخذ قرار الطلاق ولا لأه، قالت لى لأ أنا مش جاية عشان الطلاق، قولت لها ما انتى طول النهار والليل بتتكلمى عليه، هوه احنا اتكلمنا فى حاجة تانية ، لكن بصراحة انا فرحت إنها بقت مش عايزة

د.يحيى: السؤال بقى ؟!! لكن قول لى هى  غابت عنك بين المرة الأولانية والتانية قد إيه؟

د. سامى فايق:  هى غابت كده حوالى سنة ونص

د.يحيى: ياه !!  السؤال بقى

د. سامى فايق: عايز أخلى جوزها يرجع ويعيش معاها، هوه لسه قاعد عند اخوه

د.يحيى: انت اللى عايز كده ، ولا هيه؟

د. سامى فايق: أنا اللى متحمس، بس مش عارف صح ولا غلط

د.يحيى: يعنى السؤال ازاى تخلى جوزها يرجع ، مش تشتغل يا بنى، لحد ما تشحن البطاريتين والجاذبية ترجع، تقوم تشدهم لبعض

د. سامى فايق: عندها صعوبة فى العلاقة بالآخر عموما، مش بس بجوزها

د.يحيى: وأنت ماعندكشى؟ ما كلنا عندنا ، تعريف المنطقة دى صعب وعايز شغل

د. سامى فايق: عندى بس باحاول اتغلب عليها

د.يحيى: ما كلنا برضه بنحاول نتغلب، هو الجنس بينهم كان عامل إيه ؟

د. سامى فايق: أنا سألته وسألتها،  هى بتقول إن هو بيمارس الجنس يعنى اللى  هو الجنس التبولى يعنى ينام معاها وخلاص يقلب

د.يحيى: وهو بيقول فى ده إيه؟

د. سامى فايق: هوه الظاهر مش واخد باله، بيقول عادى

د.يحيى: ما يمكن هى يا عينى بتسمع كلام من صاحباتها، وتكرر الكلام وخلاص، أصل تعبير التبولى دا صعب شويتين، هوه بينى وبينك إهانة له وليها، بس انا مش متأكد إن كانت فاهمة معناه قوى زى ما وصلنى، ولا سِمْعِتـْها من واحدة صاحبتها وخلاص، أو يمكن من دكتور قبلك، أو يجوز قرت حاجة زى كده، طب وهى بعد ما قالت كده ، مش انت استفسرت منها عن قصدها، وعن إيه اللى ناقص من وجهة نظرها؟

د. سامى فايق: تقريبا، بتقول إنها نفسها إنه يعمل معاها كذا وكذا وكذا وكذا

د.يحيى: وكذا وكذا إيه؟ إنت مكسوف ولا إيه؟ ده علم يا ابنى.

د. سامى فايق: هى بتطلب منه إنه  هو مثلاً يعنى يبوس يحضن ويداعب والحاجات دى

د.يحيى: يا ابن الحلال، إنت لسه صغير ، داخل على خبرة جديدة (كان على وشك الزواج)، الحكاية عايزة دراسة أعمق شوية، خلى بالك، احنا وصلنا للطلاق، وعندنا ولدين، لازم ناخد كل نواحى العلاقة جد على الآخر، زى الكلام ما فيه اللى بنسميه حوار الصم، أو حوار الطرشان، يعنى انت تقول كلام، أنا أرد عليه بكلام تانى كانى ماسمعتش اللى انت قلته، الجنس برضه كده، الأجساد كده، الجنس فيه حوار صم برضه، يعنى جسم ده يقول كلام، دا إذا كان بيتكلم، يقوم جسم ده يرد كلام تانى خالص، دا إذا رد من أصله، فاهم، الجنس حوار زى أى حوار تانى، محتاج آخر، ومعنى، وإلا يبقى أصوات وخلاص، أصوات من جانب واحد، يا أصوات مختلفة عن بعضها من الناحيتين.

د. سامى فايق: مش فاهم.

د.يحيى: عندك حق، يعنى مثلا هى عايزاه يحضن ويبوس الأول عشان تـُثار، ولا عشان تحس إنه موجود معاها، وهى موجودة معاه، وإن فيه عوزان طيب، وكده، أنا مش عارف أقول لك إيه بالظبط، طيب، خلينا نتكلم هنا على ثلاث مراحل عشان نتبين الأمور ماشية ازاى:

المرحلة الأولى: قبل ما تعرفها خالص، هى متجوزة بقالها تسع سنين مش كده، نتكلم مثلا على الست سنين الأولانيين قبل ما يبقى فيه طاقة زيادة، وزهق وكلام من ده

المرحلة التانية: لما انت شفتها من سنة ونص لوحدك، وكانت بتتكلم عن الطلاق جامد، بعدين قطعت، وبعدين رجعت تانى تستشيرنى أنا

المرحلة التالتة: لما انا حولتها لك، ورجعت فى كلامها، بس مشت جوزها عند اخوه، مش كده؟

د. سامى فايق: معقول

د.يحيى: على فكرة ، هى ليها علاقات مع حد  غير جوزها ؟

د. سامى فايق: أيوه، هى ليها علاقات

د.يحيى: علاقات كاملة ؟

د. سامى فايق: لأ مش كاملة حسب كلامها

د.يحيى: بوس واحضان زى اللى بتتكلم فيه عن اللى عايزاه مع جوزها ؟ ولا حب ولا إيه؟

د. سامى فايق: آه، بوس وحاجات تانية بس مش لحد الآخر.

د.يحيى: طيب وهى موقفها إيه من الحاجات التانية دى

د. سامى فايق: هى بتقول إن هو أحسن من جوزها

د.يحيى: طيب ياابنى، مش  كل ده لازم يندرس قبل ما تتحمس إنك ترجّع جوزها، مش بس من ناحية القيم والأخلاق، من ناحية نضجها من عدمه، من ناحية عمى جوزها اللى باين عليه زيادة حبتين

د. سامى فايق: طبعا لازم، بس الحكاية صعبة جدا

د.يحيى: ما هو كله صعب؟

د. سامى فايق: أنا ساعات باكتب بعض الكلمات فى الجلسات لما أحس إن لها دلالة خاصة، فلقيتنى كاتب  عبارة هى قايلاها أظن إنها مهمة، قالت لى ” أنا ثقتى فى نفسى اتهزت بعد ما جوزى بطل يعاكسنى”

د.يحيى:  يا خبر، ما انت شاطر أهه، دا كلام مهم، من ناحية إن جوزها كان بيعاكسها، ويلاعبها فى الأول، يمكن أحيانا فى الست سنين اللى شاورنا عليهم، وبعدين بطـّل، وبرضه الجملة المهمة اللى انت كتبتها بتشير إنها عايزة الحاجات اللى كانت فى الأول دى، المعاكسات دى، عشان تشعر بالثقة فى نفسها، ومش الثقة بشكل عام، الثقة إنها أنثى، وبنى آدماية متشافه، ومرغوب فيها هى بالذات وكلام من ده. هى قالت الجملة دى  فى المرة الأولانية ولا التانية؟

د. سامى فايق: الأولانية.

د.يحيى: هوه انت كتبت الكلام ده وهى قاعدة ، ولا من الذاكرة بعد ما مشيت

د. سامى فايق: من الذاكرة بعد ما مشيت

د. يحيى: أحسن، إنت عارف بيقولوا جلسة العلاج النفسى  55 دقيقة ليه،  عشان الخمس دقائق دول الحكيم يكتب ملاحظاته، وحاجات زى كده، فيه زملاء بيكتبوا أثناء الجلسة، بس انا باشوف إن ده موقف دمه ثقيل، بيبعدنى عن العيان مهما كان

د. سامى فايق: أنا عارف، أنا فى الغالب باكتب بعد العيان ما يمشى، ومش كل مرة

د.يحيى: ده جيد، اللى أنت بتعمله ده جيد، طيب، وبقية المستويات

د. سامى فايق: مستويات إيه

د.يحيى: مستويات العلاقة ، ما هو احنا لما بندرس العلاقة بين اتنين متجوزين أو عاملين علاقة أيا كانت، ما بنركزشى على الجنس وخلاص، صحيح هو من أهم المستويات، لكن خد عندك: الكلام مع بعض، المواضيع المشتركة، الناحية العاطفية ، مش بتحبنى مابتحبنيش، إنت بتحبى زى زمان ولا أقل، وكلام من ده وغيره، لأه، بتشوف بيعملوا إيه سوا، بيتعشوا بره ولا لأه، بيلعبوا مع بعض أى لعبة تسلية، بيقعدوا مع بعض والتليفزيون مقفول ولا ما بيطيقوش ويروحوا فاتحينه على طول، كل ده كلام بسيط بس مهم جدا. إحنا قلنا تلات مراحل، وانت كتبت  جملتها “إنه بطل يعاكسنى”، يا ترى بطل إيه بالظبط ، ويعنى إيه يعاكسنى، مش احنا قلنا تلات مراحل، يبقى فى كل مرحلة، إيه اللى نِقِص، وإيه اللى ظَهَر، وإمتى ، وساعات ليه إن أمكن. وبعدين تقارن  كمياً ونوعياً الحاجات الصغيرة اللى شاورنا عليها دى، كل ده يشاور لك على قرارك وحماسك إن الراجل يرجع بيته، ويهديك للوقت المناسب والتحضير المناسب لرجوعه، وإلا يبقى ماعملناش حاجه.  دلوقتى إنت عايز ترجعه لمين؟  للى كتبت الجمله دى، ولا للى عاملة علاقات خفيف خفيف، وكأنها مش عاملة حاجة، ولا للأم اللى مش واخده بالها إنها أم زى ما وصلنى، وبعدين أنا مش فاهم هى اختارت كلمة يعاكسنى بالذات ليه، ما قالتشى يدلعنى، يلاعبنى، أنا متصور إن المعاكسة دى أكتر فى الشارع، جر كلام، إنما فى البيت حايعاكسها ازاى مثلا؟  يقول لها أنتى ألذ من طبيخك، ويمكن طبيخها زى الزفت،  حايعاكسها يقول لها إيه يعنى الضبط مش تسألها قصدها إيه؟ وعايزه إيه.

وبعدين حكاية إن واحدة ست متجوزة، وتعمل علاقات مهما كانت خفافى، فى مجتمعنا بالسهولة دى، ده يعطلها عن إنها تبذل جهد فى اتجاه تعميق علاقتها مع جوزها، مهما كان فيه عيوب، طبعا هو مسئول زيها وأكتر، وعايز شغل أصعب، لأن الرجالة زى ما انت عارف مغرورين،  وده بيخلى الأمور أصعب، إحنا اتكلمنا هنا عن صعوبات  المؤسسة الزواجية عدة مرات، إتكلمنا بطريقة فيها شجاعة المعرفة، إنما ماقلناش حلول واحد اتنين تلاتة، لأن هى مالهاش حلول واحد اتنين تلاتة،  شجاعة المواجهة مع تواضع الحلول بينى وبينك بيتعبنا،  زى الديمقراطية كده مالهاش حل لأن مافيش بديل جاهز أحسن منها، أما يكون الأمر كده بنستحمل ونعترف بالصعوبة عشان نبذل جهد،  أنا أعتقد إن البشرية لسه برضه فى مرحلة الاجتهاد فى مسألة فقه العلاقات البشرية دى، أنا متصور المسألة عايزة تتعمق ويبتدى الفهم  من مراحل يمكن قبل الإنسان لحد ما نشوف ازاى وصل البنى آدم للعلاقات الواعية اللى احنا اتدبسنا فيها دى، أظن حانلاقى إن البنى آدم متورط فى حكاية العلاقات دى، لا هو قادر يرضى بالمستوى الحيوانى، ولا عارف يشتغل فى المستوى اللى يخليه إنسان بحق وحقيق، حتى من الناحية النظرية، وانا باشتغل فى اللى باسميه “فقه العلاقات البشرية”، حسيت إن ما ينفعشى تمسك  قلم وورقة النهاردة وتكتب: إن العلاقة الموضوعية بين البشر هى كيت وكيت، هو على حد علمنا، وحتى فى بلاد بره، الصعوبات موجودة، والفشل على ودنه، لما تيجى تضيف للصعوبة دى فى مجتمعنا إحنا بالذات حكاية منظومة القيم، أنا مش عايز أخطب واقول الأخلاق والدين والكلام ده، تلاحظ إن الست دى  بالذات منظومة القيم عندها مش واضحه قوى، على فكرة تعبير منظومة القيم ده بيشمل مساحة أكبر من الدين والأخلاق، وفيه برضه خصوصية أكتر، يعنى الست دى معتبرة نفسها  حرة ولا مش حرة، ويعنى إيه حرة، بتصلى ولا مابتصليش ، مش دين بس، الصلاة ساعات بتعلن أبعاد أكتر شوية من مجرد أداء العبادة.

د. سامى فايق: هى مابتصليش

د.يحيى: مابتصليش عن اعتقاد ولا عن كسل

د. سامى فايق: لأ عن كسل انا أخر جلسه بس فتحت حكاية الصلاة قالت لى أنا ساعات باصلى مرة أو مرتين فى اليوم حسب التساهيل

د.يحيى: حتى اللى بيصلوا  بتختلف منظومة القيم عندهم عن بعض، فيه  اللى بيصلى عاده، وفيه  اللى بيصلى خوف، وفيه اللى بيصلى ورطه، وكده،  نيجى بقى للعلاقات اللى عاملاها وهى متجوزة، وعاملاها من ورا جوزها، حتى لو هى علاقات مش كاملة زى ما بتقول، والله أعلم، لكن يا ترى هى معتبراها خيانة زوجية ولا لأه، أو حتى خيانة حب بلاش زوجية، ما هو الحب التزام برضه، الحاجات دى كلها قيمتها إنها بتورى مدى الاستسهال، وإن لما جوزها يرجع، يرجع على أساس إيه؟ مش شروط، لأه مجرد يرجع لمين، عشان إيه، مش كفاية عشان الأولاد، ولا يرجع على شرط إنه  يعاكسها زى زمان!!، يعنى إيه؟ واخد بالك؟

د. سامى فايق: أيوه، أنا نـَفسى موقفها من جوزها غايظنى التعليقة بتاعتها دى، ومش عارف هو مستسلم ليها ليه، روح عند أخوك، يروح عن اخوه، أنا مش مبسوط من الحكاية دى.

د.يحيى: بصراحة عندك حق،  إوعى تكون مستعجل على رجوعه عشان الحكاية دى ، يعنى انت متغاظ من سمعانه الكلام، إتغاظ زى ما انت عايز، بس مش ده اللى يرجعه

د. سامى فايق: طبعا

د.يحيى: وبعدين فيه احتمال تانى، إن الست دى نتيجة لعدم نضجها تكون بتاخد احتياجاتها زى الأوبن بوفيه، يعنى تاخد اسم الجواز من هنا، والبوس من رف تانى، والإنصات والتحمل منك، وحاجات كده

د. سامى فايق: أنا فكرت كده برضه

د.يحيى: ما هو لما تلاقى الست دى الصعوبات قدامها بشكل منظم ومحكم من كل ناحية، مش نتيجة لوعظ وإرشاد بس، يمكن تفهم إن عليها دور فى إنجاح المشروع الزواجى الصعب ده، خصوصا بعد تسع سنين وعيلين، إنما طول ما فيه خروم هنا وهنا وحتى خرم العلاج النفسى معاك، حاتلاقيها عمالة تاخد من كل رف حاجة، تحطها فى سبت احتياجاتها، وبالشكل ده ماتشتغلشى فى العلاقة كفاية، ولا هوه طبعا، لأنه هو أصعب، وبعدين تقعد تقارن بين جوزها اللى بيتبول فيها، وبين دكهه اللى عمال بوس واحضان مع وقف التنقيذ، حا تبقى الحكاية زروطة، ولا نمو، ولا يحزنون.

فلازم انت تدرس المسألة من كل الوجوه، وتحاول تسد الاخرام على قد ما تقدر، وإوعى تلبس عمة وهات يا وعظ، مش حاينفع، تلاقى كل اللى حواليها ماعندهومشى إلا النصايح والوعظ، وما نفعتشى زى ما انت شايف: الراجل عند اخوه، وهى عندك، وعند صاحبنا، وسلامتك وتعيش، حتى علاقتها باللى هى عاملة معاه، أو معاهم علاقة، لازم تتقطس تشوف بيتقابلوا فين، مش تعرف العنوان يعنى، لأ ، يعنى فى شقة، ولا فى العربية، ولا فى الشغل، التفاصيل دى مهمة، لأنك بتقدر تعرف هى صداقة ولا تهريج، ولا حركات نص كم، وتعرف برضه موقفها إيه من المجتمع، ومن الفضيحة، بتخاف، ولا مش هاممها ، إحنا مش بنعرف الواحدة من الكلام والحكى، قد ما بنعرفها من مشاعرها الخاصة والعامة، وحساباتها وكده.

د. سامى فايق: بس ده يبان إنه مش علاج

 د. يحيى: لأه دا علاج ونص، إنت مفروض تعرف كل معلومة تساعدك إنك تفهم عيانتك، وتقدر تتقمصها، عشان تقدر تحكم هى بتفكر ازاى وكده،.

خلى بالك إن قيمة الاستسهال اللى سادت فى البلد مؤخرا، دخلت فى كل مؤسسة، بما فى ذلك المؤسسة الزواجية، والمنظومة الأخلاقية بالطول وبالعرض، فى بلاد بره هم مدركين الصعوبة برضه، وبيفركشوها أول ما تنفعشى، إنما فى الغالب ما بيكذبوش، أو بيكذبوا بطريقة شيك

د. سامى فايق: الظاهر أنا احترت زيادة، ولسه قدامى مشوار طويل

د. يحيى: هوا فيه حد فينا مشواره قصير، ولا فيه مشوار بيخلص من أصله

د. سامى فايق: شكراً جزيلاً 

****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: “مش تشتغل يا بنى، لحد ما تشحن البطاريتين والجاذبية ترجع، تقوم تشدهم لبعض”

التعليق: أنا بحب طريقتك الأدبية فى وصف الإنسان أو يمكن وصف السيكوباثولوجى غالبا ده اللى خلالنى لما بعدت أربع سنين عن المستشفى كنت باجئ أسلم على حضرتك وأقعد ماكنتش معرفش الظاهر بتفكرنى بكل الأدباء اللى بحبهم وده بيخلينى استمتع واصبر على الشغلانة،

وكتر خيرك من كل قلبى والله

د. يحيى

الحمد لله أن وصلك الحس الأدبى والنقدى فى ممارستنا ومهنتنا فى هذه المؤسسة (ربما مقارنة بغيرها) آملا أن تواصلى الحوار والتعلم والتعليم.

لكن يا رضوى أرجوك أن تتذكرى -برغم تكرارى- أن عملنا هو “نقد النص البشرى” وهو ليس عملا  فنيا خالصا، لكنه واقع إبداعى صعب خاص، متبادل!!

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: “مستويات العلاقة ، ما هو احنا لما بندرس العلاقة بين اتنين متجوزين أو عاملين علاقة أيا كانت، ما بنركزشى على الجنس وخلاص، صحيح هو من أهم المستويات، لكن خد عندك: الكلام مع بعض، المواضيع المشتركة، الناحية العاطفية ، مش بتحبنى مابتحبنيش، إنت بتحبى زى زمان ولا أقل، وكلام من ده، لأه، بتشوف بيعملوا إيه سوا، بيتعشوا بره ولا لأه، بيلعبوا مع بعض أى لعبة تسلية، بيقعدوا مع بعض والتليفزيون مقفول ولا ما بيطيقوش ويروحوا فاتحينه على طول، كل ده كلام بسيط بس مهم جدا”

التعليق: مهم جدا جدا شكرا جزيلا

د. يحيى

العفو

د. رضوى العطار

المقتطف: “أنا أعتقد إن البشرية لسه برضه فى مرحلة الاجتهاد فى مسألة فقه العلاقات البشرية دى، أنا متصور المسألة عايزة تتعمق ويبتدى الفهم  من مراحل يمكن قبل الإنسان لحد ما نشوف ازاى وصل البنى آدم للعلاقات الواعية اللى احنا اتدبسنا فيها دى، أظن حانلاقى إن البنى آدم متورط فى حكاية العلاقات دى، لا هو قادر يرضى بالمستوى الحيوانى، ولا عارف يشتغل فى المستوى اللى يخليه إنسان بحق وحقيق، حتى من الناحية النظرية، وانا باشتغل فى اللى باسميه “فقه العلاقات البشرية”، حسيت إن ما ينفعشى تمسك  قلم وورقة النهاردة وتكتب: إن العلاقة الموضوعية بين البشر هى كيت وكيت، هو على حد علمنا، وحتى فى بلاد بره، الصعوبات موجودة، والفشل على ودنه، لما تيجى تضيف للصعوبة دى فى مجتمعنا إحنا بالذات حكاية منظومة القيم، أنا مش عايز أخطب واقول الأخلاق والدين والكلام ده”

التعليق: بالك انى ساعات بقول للزملاء أنى بحس إن العلاقات البشرية أصعب من الطب اللى بندرسه فى اكتر من سبع سنين أنما العلاقات مش بندرسها ونزعل من مشاكلها رغم أن مفيش وسيلة لتطورها وفهمها غير المحاولة والخطأ والمراجعة والإستمرارية….

د. يحيى

….وحوارات وجدل كل مستويات الوعى البينشخصى والجمعى والجماعى …الخ

د. رضوى العطار

المقتطف: “إحنا مش بنعرف الواحدة من الكلام والحكى، قد ما بنعرفها من مشاعرها الخاصة والعامة، وحساباتها وكده”.

التعليق: معاك حق جدا

د. يحيى

على البركة

د. رضوى العطار

المقتطف: “هوا فيه حد فينا مشواره قصير، ولا فيه مشوار بيخلص من أصله”

التعليق: يا دهوووتى السودة .. ربنا يستر

د. يحيى

وصلتنى أيضا أنه: يا فرحتى يا هناى (أيضا)،

ربنا يلطف.

أ. يوسف عزب

وصلنى ان الطبيب نفسه مش على الخط واحتمال ان يكون مضرا لمريضته، وتقريبا لم يستوعب ما قلته او لن يستوعبه، كما ان سيادتك كنت مغيرا عليه اغارة كبيرة

د. يحيى

أرجو أن تعيد قراءة اليومية، وأن تحترم محاولة هذا الإبن الناشئ الصادق المستشير، وقد استوعب ما قلتُه أكثر منك بكثير، ربما لأنه قَبِلَه فاهما متعلما ما اسميته أنت إغارة عليه.

أ. عزة هاشم

الله عليك يا دكتور يحيى، بجد رائع.

د. يحيى

ربنا يخليك.

د. أميمة رفعت

إرتحت لقولك إحنا مش بنعرف المريض من الكلام والحكى، قد ما بنعرفه من مشاعره الخاصة والعامة، وحساباته، وأن فكرة أنه “يبان إنه مش علاج” هى فكرة خاطئة، ده علاج ونص، لأنه يساعد على الفهم والتقمص .

كنت أخشى ان أكون منتقصة لحق المريض إذا ظللت “أعرف” دون ان أعطيه شيئا يخرج به آخر الجلسة، شىء أسميه علاجا مع أننى أكون فى حاجة شديدة للمزيد من الإجابات والمعلومات . فجاءت جملتك لتطمئنى. كما أنها ذكرتنى أنه أحيانا أثناء جمع المعلومات تترتب فى ذهن المريض أفكاره وتبرز أولوياته لتحرك تفكيره وتثير بداخله أسئلة مهمة ربما تساعدنا معا.

وبعيدا عن هذه الحالة، أذكر حالة تعانى من رهاب شديد لاحتمال اختراق مهبلها، وهى متزوجة منذ عشرة أعوام وعند سؤالها (أثناء جمع المعلومات) عن تدينها وإن كانت تصلى، قالت بالحرف الواحد “وأنا فى الإعدادى ما كنتش متأكدة إن ربنا موجود زى ما أنا دلوقتى مش متأكدة إن المهبل موجود”  ثم توقفتْ فجأة وتعجبتْ من الجملة التى صدرت منها دون أن تعى، وسألتنى لماذا قالت ذلك؟ وما علاقة ربنا بالمهبل؟ وبعيدا عن “الفهم” فقد شعرتْ بشىء قوى بداخلها يربط الإثنين ببعضهما ولكنها لم تستطع تفسيره (ولا أنا، ولا حاولت).

د. يحيى

ياه!!!نحن فعلا نتعلم من المرضى

لابد من احترام ما لا نفهم، حتى لو لم نفهمه تحديدا طول العمر، وعلى حد علمى فإن بعض الأساطير قد تلمس هذه المنطقة، بنفس الطريقة.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 12-1-2010  www.rakhawy.net

الحالة: (69) شرخ فى جدار الكبت، وتحريك الداخل

الحالة: (69) شرخ فى جدار الكبت، وتحريك الداخل

الحالة: (69)

شرخ فى جدار الكبت، وتحريك الداخل!! ([1])

أ.عاصم: هو عيان عنده 23 سنة مخلـّص معهد فنى متوسط، هو فى سنة تانية كلية، يعنى بيكمل بعد المعهد، وهو متوقف بقاله 3 سنين فى سنه تانية، دخل المستشفى هنا من سنتين، كان دخل بسبب ان فيه أفكار انتحارية، وإن فيه أصوات وهلاوس بيسمعها، وحاجات بيشوفها، قعد اسبوعين وخرج متحسن جزئيا، ولو إن خروجه كان بناء عن إلحاح والده، وضد النصيحة الطبية. لما خرج اختفى لمدة 6 شهور كده أو 7 شهور كان والده بيعالجه عن طريق الجن والحاجات دى

د.يحيى: طيب وإيه اللى جابه تانى؟

أ.عاصم: ما انفعشى، فرجع تانى وقال نكمل بس بلاش مستشفى، فأنا انتظمت معاه سنة ونص لحد دلوقتى.

د.يحيى: بتشوفه هنا فى المستشفى؟

أ.عاصم: بدأنا فى المستشفى، ومكمل فى العيادة متابعة لحد دلوقتى

د.يحيى: متابعه ولا علاج نفسى

أ.عاصم: لأ علاج نفسى، 50 دقيقة كل مرة، يبقى علاج نفسى

د.يحيى: انت بتقول مكمل متابعه! ليه ما قلتش مكمل علاج نفسى؟

أ.عاصم: قصدى يعنى…

د.يحيى: مابلاش قصدى دى، اتفضل كمّل..

أ.عاصم: هو مكمل بانتظام بقاله سنه ونص، هو فى تحسن باستمرار، يعنى هو رجع يكمل دراسته، وانتظم فى الكلية، ودخل الجيش، وهوه كان طول الوقت متهرب من الجيش، وفى نفس الوقت ملتزم بساعات محدده بيشتغل فيها

د.يحيى: يا خبر!! باسم الله ما شاء الله!! ما هو ميه ميه أهه، بييجى ليه بقى، وعايز تسأل عن إيه؟ هوه انا يخرج من إيدى أعمل كده زيك فى سنة ونص لواحد كان ييسمع أصوات!!

أ.عاصم: لأه، فيه حاجة مهمة عايز اسأل فيها

د.يحيى: يا راجل حاتلاقيك عارف الإجابة ما دام حققت ده كله

أ.عاصم: لأ مش عارف

د.يحيى: خير؟

أ.عاصم: الأصوات اللى هو بيسمعها كلها بتدور حوالين انه شاذ، مش راجل يعنى، فأنا بعد ما والده لمح لى إنه ممكن يجوّزه، زقيته فى سكة الجواز، هوه والده عارف إن الأصوات اللى بيسمعها بتقول له الحاجات دى، وهو والده متصور إن الجواز حايحل المشكلة دى، وهو فعلا حاول فى السنة اللى فاتت دى مرتين، بس اتفشكلت، فالمرة دى بياخد رأيى، هو عايز يجوزه عشان يثبت له ان هو يعنى مش كده، وبصراحة أنا وافقت، بس لقيت نفسى عايز اتراجع فى القرار ده، ان هو ما يتجوزش دلوقتى

د.يحيى: مش انت بتقول عنده 22 سنة؟

أ.عاصم: 23 سنة

د.يحيى: طيب، هوه عنده فلوس يتجوز بيها

أ.عاصم: والده عنده، مش كتير، ما هو عمدة يعنى كام فدان كده بيزرعوهم خضار، هى أرضهم جنب القاهرة، يعنى بيكسب.

د.يحيى: هوه عنده كام أخ وكام أخت؟

أ.عاصم: هو التامن من تسعه، وهو آخر العنقود تقريبا.

د.يحيى: التمانية اللى قبله اتجوزوا

أ.عاصم: أيوه، كلهم متجوزين

د.يحيى: كلهم؟

أ.عاصم: كلهم

د.يحيى: بنات وولاد؟

أ.عاصم: بنات وولاد

د.يحيى: اسم الله!! ولاد حضرة العمدة بقى!، كده معقول، هه وبعدين؟

أ.عاصم: هى الأعراض اللى عنده كلها بتدور حوالين المسألة الجنسية دى، مش بس الأصوات بتقول له كده وهو مش كده، لأه، دا هوه حكالى إنه هوه نفسه بيحس إنه عنده جنسية مثلية.

د.يحيى: ممكن تقولنا كلام عادى جنسية مثلية دى كلمتين على بعض، هوه بيقول لك جنسية مثلية، ولا بيقول الكلمة البلدى، يعنى الأصوات بتقول له إيه بالظبط؟ وهو بيقول إيه؟

أ.عاصم: آه، الاصوات بتقول يا “خـ…””، وهوه بيقول على نفسه إنه حاسس إنه مثلى، وساعات يقولها بالإنجليزى، Homosexual

د.يحيى: إحنا عشان نقرب من العيان، يبقى لازم نستعمل ألفاظه، سواء الألفاظ اللى هو بيتسعملها، أو الأصوات المرضية اللى بيسمعها، مش نقعد نترجمها للغة الفصحى، أو للغة الأعراض، مش كده ولا إيه؟

أ.عاصم: طبعا أحسن

د.يحيى: الأصوات اللى بيسمعها دى أصوات رجاله ولا ستات؟

أ.عاصم: أصوات رجاله

د.يحيى: مافيهاش ستات أبدا؟

أ.عاصم: لأه

د.يحيى: رجالة كبار ولا صغيرين؟

أ.عاصم: فى نفس سنه تقريبا

د.يحيى: وهو موقفه إيه منها، بيتفاعل لها ازاى

أ.عاصم: هى مش بتشتمه يعنى، هى بتوصفه، بتقول له إنت كذا

د.يحيى: وهوه بيعمل إيه؟

أ.عاصم: بيقول إن الشهوه بتاعته بتتحرك لما الأصوات بتيجى، وساعات بيمارس العاده السريه لما الأصوات تيجى

د.يحيى: طيب، ولو ابتدا يعمل العادة السرية من غير أصوات، بتييجى الأصوات بقى ولا إيه؟

أ.عاصم: مش متأكد، مش دايما.

د.يحيى: وهوه بيتخيل أثناء العادة قدام عنيه صور مثلا، ولا لذة وخلاص؟

أ.عاصم : هوه بيقول إن اللذة بتيجى من ورا

د.يحيى: إنت متأكد؟

أ.عاصم : غالبا يعنى هوه بيقول إن اللذة بتيجى من ورا، بس ساعت من ورا وقدام مع بعض

د.يحيى: طيب كل ده، إيه علاقته بدخوله المستشفى؟

أ.عاصم : البداية بتاعت الأعراض كلها من شهرين، بدأت مع وفاة أخوه فى حادثه، فبيقول ان الحاجه دى كانت جوايا، بس الحادثه هى اللى أظهرت الحاجات دى كلها، وقعد شهرين مخبيها، وبعدين لما زادت، وابتدا ماينامشى ويتهيج شوية كده، جابوه المستشفى.

د.يحيى: يعنى أخوه اتوفى، وبعدها بشهرين ظهرت الاصوات، وبعدين المستشفى، وبعدين هوه معاك من سنة ونص وحصلت له الحاجات دى كلها مش كده؟

أ.عاصم: بالظبط

د.يحيى: قبل بقى السنتين دول يعنى لما كان عنده 20 أو 21 سنة، من سن 11 لحد ماعِيى كان إيه نشاطه الجنسى بالنسبة للعادة السرية مثلا

أ.عاصم: كان بيعملها وبيتخيل بنات، مافيش أى مشكله خالص، بس هوه قال لى إن ساعات يعنى كانت الحاجه دى جواه، بس ماكانتش بالضخامه وبالحجم ده كله

د.يحيى: طب اخواته اتجوزوا فى سن قد إيه؟

أ.عاصم: فى حوالى نفس سنُّه كده، ما سألتش بالتفصيل

د.يحيى: مين اللى اقترح فكرة الجواز؟ ابوه ولا هو؟ ولا أنت؟

أ.عاصم: هوا أبوه اللى اقترح، وانا وافقت تقريبا

د.يحيى: السؤال بقى إيه؟

أ.عاصم: أنا حسيت فى الأول زى أبوه، إن ده يمكن يثبت له ان هو مش شاذ، بس فكرت فيها لقيتها ما تنفعشى، فباسأل دلوقتى هوه ينفع ولا ما ينفعشى، وازاى أرجع فى كلامى؟ خصوصا وإن الخطوبتين اللى قبل كده على طول ما نفعوش.

د.يحيى: كانو ورا بعض؟ كانوا إمتى؟

أ.عاصم: فى أقل من شهر، من حوالى شهرين كده.

د.يحيى: بس زى ما يكون حسبتها لقيت أن ده مش حل أو مش وقته يبقى السؤال اللى فاضل هو هل ينفع ترجع فى كلامك ولا لأه، مش كده؟

أ.عاصم: آه، هوه ده

د.يحيى: ده سؤال جيد، إنت لاحظت إنى سألت بالتفصيل عن جواز اخواته، وفى أى سن، وشغلة ابوه، يا ترى ليه؟ عشان إحنا ما بناخدشى قرارات فى الهواء الطلق، ده قرار معين لشخص معين من ثقافة معينة، ده إذا سمحنا لنفسنا ناخد قرارات من أصله، يعنى عمده فى بلد قرب القاهرة، وبيزرع خضار، ومخلف ييجى عشرة، كلهم اتجوزوا، وعايشين حواليه، وكلام من ده، يبقى انت وانت قاعد مع العيان بتاعك، وانت بتفكر، تعمل حسابك تستفيد من كل حرف من الكلام ده، يبقى تشوف الأول العيان بتاعك بيشتغل ولا لأه، بيكسب ولا لأه، إمال حا يفتح بيت ازاى! حاتلاقى إن حضرة العمدة بيصرف على تلات اربع بيوت من بيوت عياله، هو عيانك ده بيشتغل؟

أ. عاصم: بيشتغل فى الأرض مع ابوه، وعاملين له حفظ وظيفة فى بنك لغاية اما يخلص الجيش بتاعه

د.يحيى: ماشي، تقوم تحسبها من الواقع ده قبل ما نخش فى مرض وأصوات وشذوذ وكلام من ده، يعنى هنا الثقافة الفرعية تتحط فى المقام الأول بالنسبة للقرار ده، يعنى العيان ده لو هوه قاعد فى الزمالك مثلا، إبن وكيل وزارة، وسنه 23 زى ما بتقول، أعتقد إن فكرة الجواز بالشكل ده مش حاتبقى مطروحة بالمرة، ولا حا تخطر على ذهنك لا انت ولا ابوه، مش كده ولا إيه؟

أ. عاصم : آه طبعا

د. يحيى: وبعدين فى الثقافة الفلاحى دى، وانت عارف علاقتى بيها، أنا متربى فى مدن، إنما كل الأجازات كنت باقضيها فى بلدنا، الفلاحين يقعدوا يهزروا مع اللى حايتجوز لدرجة قاسية وجارحة جدا أحيانا، لما يقولوله إوعى تكسفنا، وكلام من ده، وساعات الحكاية تحود برضه على شذوذ وما شذوذشى، كان فى بلدنا وانا صغير سمعتهم بيتريقوا على بعض أثناء جنى القطن، ويقولوا حاجة زى غنيوة ” إن كنت عايز تعرفنى، إسأل عليّا سليم شعبان” (هذا ليس اسمه طبعا)، وانا كنت صغير، وكنت استغرب كيف أن سليم شعبان ده هو مرجعهم فى معرفة الرجال وقدراتهم إياها، ومن هو سليم شعبان، و لمّا كبرت، واتعرفت على سليم شعبان ده بالصدفة، عرفت انه كان شاذ سلبيا، وفهمت مغزى الغنيوة، إن العريس ممكن يجرب نفسه، ويختبر رجولته وقدرته مع “سليم شعبان”، قبل الجواز، فطلعت الغنيوة، وكأن شهادة سليم شعبان ترد على تشكيكهم فى نجاح العريس، طبعا دى سخرية تدبح، ومش ضرورى تكون حقيقة بتحصل، إنما ساعات الفلاحين ما بيرحموش، المهم إن العيان بتاعك ده عيان، ودخل المستشفى، وكان على وش جواز حتى قبل ما يتحسن، وأبوه بيعرض الحل ده، والخلفية بتاعته من واقع ثقافتة تلاقى فيها كلام كتير من ده، جه بقى حصل حاجتين، إن أخوه مات فى حادثة، وأخوه ده شاب قريب من سنة، فكتم الحكاية شهر أو اتنين زى ما بتقول وبعدين اتحرك فيه الخوف من الموت، أو الموت نفسه هوّه اللى اتحرك بداخله بصراحة، ويمكن اتقمص أخوه الميت، وموضوع العجز الجنسى ده ساعات فى البيئة دى بيعادل أو يرادف الموت أحيانا، وأظن انت عارف التعبير الساخر اللى يقوله الراجل وهو بيخاطب رمز رجولته: “يجعل يومى قبل يومك”، وبرضه تعبير وصف العنة، إن العضو “زى الفار الميت”، وكلام من ده، فالمسألة هنا هى مش مسألة زعل على اخوه واكتئاب وخلاص، لأه دا يبدو أن فقد الأخ فى حادثة خلخلت القشرة اللى مغطية اللى جوه، راح الموت اللى جواه قافز وهدد، لحد ما مرض ودخل المستشفى عيان، عيا جامد وأصوات وكلام من ده.

أ.عاصم: طيب ما هو المشكلة هى هى سواء كان عيى ودخل مستشفى، ولا لأه، يعنى دلوقتى الجواز حا يساعده، ولا حا يفقسه، ولا إيه؟

د.يحيى: مين قال إن الحكاية هى هى؟ احتمال إن إللى اظهر الجانب الآخر للتركيب الجنسى اللى جوه العيان هو الحادث بتاع أخوه ده، وبعدين ظهر المرض ومن ضمنه الحاجات دى، ده غير إن واحد يمر بخبرة جنسية أثناء كبرانه تخليه يحوّد كده ولا كده، ويتعود ويعلق عليها، إنت لازم طول الوقت فى الحالة دى تفكر فى حاجتين: إن ده مريض، وإنه ما مارسشى الشذوذ أصلا، حتى لو كان حاسس إنه عايز يمارسه، ولو يجرب، أو حاجة زى كده، بس ما فيش أى حاجة حصلت زى ما انت قلت لنا، ويمكن ده كله من ضمن أعراض المرض. يبقى نعامل موضوع الجواز من خلال المعايير العادية الأول، وبعدين نحط المرض فى الاعتبار، وبعدين تظهر مسألة الشذوذ إللى ما ظهرتشى على السطح إلا لما عيى، مش كده ولا إيه؟!

أ.عاصم: طيب وهو ليه الشذوذ، أو يعنى الأعراض اللى فيها سيرة الشذوذ ظهرت مع المرض؟

د.يحيى: انت عارف يا ابنى إن المرض ده بالذات، بنعتبره نتيجة لشرخ جامد فى جدار الكبت، بمجرد ما الشرخ ده يحصل ساعات تلاقى العيان بسرعة كده يلجأ لنوع من القهر المرضى فى محاولة سد الشرخ ده، تبص تلاقى اللى جواه، سواء خوف، أو رغبة، أو الشكل التانى من تركيبنا الجنسى، تبص تلاقيه ظهر من غير ما يستأذن العقل الواعى، حاجة زى كده، فيبقى حاناخد مسألة الجواز على مستويين، المستوى العادى: هل فى الثقافة دى، فى المجتمع ده، ينفع يتجوز ولا لأه فى الوقت ده فى السن ده؟ والمستوى التانى هو طارئ المرض، وظروفه، ومعنى ظهور الأعراض دى فى الوقت ده وكلام من ده

أ.عاصم: طيب ماشى، يعنى اعمل إيه أنا دلوقتى؟

د.يحيى: على المستوى الأول، وحتى لو مجتمع العيان، وأبوه، وثقافته الفرعية موافقين على الجواز ومتحمسين له، فلازم تاخد بالك انت وتفهمهم إن ظروفه غير ظروف اخواته، لأن هنا الجواز مطروح فى سياق العلاج والمرض، وما تنساش إن أبوه خرّجه من المستشفى قبل الأوان عشان يعالجه بتطليع الجان وكلام من ده، فى الغالب هما متصورين إن الجواز حا يخففه، مش بس إن آن الأوان إنه يتجوز، وهنا بقى لازم إحنا نفهمهم إن المسألة ما عدتشى كده بعد ما ظهر المرض بالشكل ده وفى الوقت ده وبالمحتوى ده، خد بالك من قصدى إن ده هوه المستوى التانى إللى له حسبة تانية.

أ.عاصم: أنا فهمّت أبوه حاجة زى كده، يعنى إن الجواز مش علاج، أصل انا شفت الحكاية دى فى عيانين تانيين كتير، وأبّهات وأمهات كتير.

د.يحيى: عندك حق، دا المسألة بالنسبة لى كانت بتوصل إنى أشوف العيان فى الكشف عازب، يجينى فى الاستشارة متجوز، أنا طبعا بابالغ، بس باقول لك إن كتير من الأهل حتى ما بيستشيروش الدكتور من أصله، وأثناء العلاج الطويل ساعات تبص تلاقى العيان لا بيشتغل ولا بيكسب، ولا خف، ولا حاجة، وأبص ألاقيه طابب عليا متجوز، طبعا إحنا ما عندناش وسيلة نقدر نمنع بيها الحاجات دى بالقوة الجبرية، إحنا كل اللى نقدر نعمله إن احنا ننصح بشكل واضح مسئول وحازم جدا وفى الوقت المناسب وخلاص، ثم إحنا إذا كنا منتميين لمدرسة علاجية بتتكلم عن النمو والكلام ده، فالجواز عايز واحد وصل درجة من النضج والمسئولية بحيث يقدر يشيل مسئولية الخطوة دى ويعملها، عشان كده أنا مستغرب إنك وافقت فى الأول بالسهولة دى

أ.عاصم: مش بسهولة قوى يعنى، الظاهر إنى حسيت إن أبوه حايجوزه حايجوزه سواء أنا وافقت أو لأه

د.يحيى: يجوز فعلا، بس برضه تتعلم إن حسبتنا لازم تبقى أكثر موضوعية عشان تحد من اندفاع الأهل خصوصا فى مجتمع زى ده بالذات، إنت طبعا متتبع إحنا كام مرة اتكلمنا فى النشرات، والإشراف، والتدريب عن صعوبة العلاقات البشرية عموما، والعلاقات داخل المؤسسة الزواجية خصوصا،

إحنا حكينا ولا مليون مرة عن صعوبة الجواز، وحقيقة الجواز وضرورة الجواز، ويمكن إحنا بنسميها المؤسسه الزواجيه عشان ما نلبخش ونخوف الناس من إنهم يتحملوا مسئولية الارتباط الرسمى المستمر بشكل جاد، ده عند الناس العاديين جدا، فما بالك بقى عند اللى اتكسر ودخل المستشفى

أ.عاصم: أنا برضه لسه محتار إيه اللى أظهر الميول دى مع المرض فى الجدع ده بالشكل ده؟

د.يحيى: هوه فى الغالب اللى حصل، إنه لما انكسر بعد موت أخوه، وتحريك الموت بداخله، زى ما قلنا اتحرك معه “داخل” كتير، ومن ضمنه الجانب الآخر من الهوية الجنسية، وده وارد فى صور مختلفة، وتشوفها كتير فى الفصاميين بالذات، وعموما فى الذهانيين، واللى بيتحرك مش بس الشذوذ، لا دا أى حاجة جوه كانت مكتومة ممكن تتحرك، يعنى مثلا حالة دكتور شريبر المشهورة اللى فرويد حللها من خلال السيرة الذاتية اللى كتبها شريبر ده أثناء وبعد خروجه من مستشفى الأمراض العقلية، دى حالة مشهورة جدا، وبيعاملوها على إنها حالة بارانويا، أو فصام بارنوى، وفرويد شخصيا ما شافهاش إنما حلل كتاب السيرة الذاتية ده اللى د. شريبر وصف فيه أطوار مرضه بالتفصيل، وكان دكتور شريبر (وعلى فكرة هو دكتور فى القانون مش طبيب) وصف إنه عنده خلل فى الهوية الجنسانية([2]) مش شذوذ([3])، يعنى كان فى مرحلة فى عز مرضه معتقد إنه نفسيا ست مش راجل، ده ماشى مع التفسير اللى قلناه فى الحالة دى هنا شوية، هوه مش مطابق طبعا، لأن الشذوذ حاجة تانية، زى ما قلنا لما حصل للعيان بتاعك ده انه اتكسر جدار الكبت عنده، قام المرض طلع الجنسية المثلية وأسقطها بالصورة دى، وبرضه خلى بالك إن فى المجتمعات الريفية اللى زى مجتمعه، العيال بيتعلموا الجنس أثناء اللعب مع بعض، ومع الحيوانات ببساطة وسهولة جدا، فلو حصل ارتباط شرطى مع لذة من نوع معين، وبعدين حصل كبت لها، بتلاقى الحكاية جاهزة تنط من جوه مع أى شرخ فى جدار الكبت وبالذات مع ظهور الذهان.

أ.عاصم: هو هنا بيشتكى مش من ميوله، لأه دا بيشتكى إن من إن أصوات بتكرر عليه الحكاية دى

د.يحيى: ما هو ده مهم برضه، ما هو “الرغبة فى”، بتتقلب إلى “الخوف من”، وبعدين الميكانزمات تساعد بعضها، ويحصل إسقاط وكلام من ده، تتقلب الحكاية إلى أصوات وهلاوس، بدل ما هى رغبة وشعور بالذنب، أو الاتنين مع بعض زى ما انت شاورت من بعيد على حاجة زى كده فى العيان بتاعك.

أ.عاصم: طيب دلوقتى أنا أعمل إيه؟

د.يحيى: إنت مقدم الحالة وانت مقرر ترجع فى دعم قرار الجواز، مش كده؟ ما هو ده عين العقل، إنت عليك إنك تحافظ على العلاقة، وتطمئن بعد المشوار ده إن الزمن لصالحكم، لأنه بيكبر وراح الجيش واشتغل وبيدرُس، عايز إيه أكتر من كده

أ.عاصم: طب والشذوذ؟

د.يحيى: شذوذ إيه يا ابنى؟ هوه فين؟ دى أعراض ظهرت فى ظروف معينة، والعيان بتاعك أمين وواضح مع نفسه فى المنطقة دى فبيحكى لك عن مشاعره ومخاوفه، ودى خطوه جيدة ناحية التكامل أثناء النمو، يعنى غير التشنج بتاع “إما …أو “، إما راجل أو ست، إما سلبى أو إيجابى، دا كلام ضد عملية جدل النمو البشرى، أنا باشتغل طول الوقت وباعلمكم على أساس إن خلقة ربنا هى خلقة ربنا، وإن رحلتنا فى الحياة إننا نحقق قوانينها طبعا واحنا بنحاول نعرفها، واحد ورا التانى، وانا شايف إن قبول التناقض والتوليف بين الحاجات اللى ضد بعضها دى، هوه من أهم قوانين “خلقة ربنا”، وارجع أفكرك إن التوليف غير “الحل الوسط”، (حتة من هنا على حتة من هنا)، لأه! التوليف إن الدنيا تمشى ناحية احتواء الأضداد فى كيان كلـّى جديد، وهكذا، وده بداية الطريق اللى يخلى المسائل تمشى أحسن فى أحسن نحو استيعاب الأضداد فى حركية الجدل النفسى النمائى إللى هوه فى نفس الوقت احتواء بيولوجى وتطور، قصدى إن المفروض مثلا إن كل راجل فينا يقبل الست اللى جواه، والقبول مش معناه إطلاقها على سجيتها، وإنما هو بداية الاعتراف بالجانب الآخر من الوجود، ونفس الحكاية بالنسبة للست تقبل الراجل اللى جواها، وكلام من ده، يا شيخ، دا حتى فرويد فى جواباته مع صديقه د. فلايس كان بيقول إن لمّا الراجل والست ينامو مع بعض (يقصد الجنس) بيبقوا أربعة مش اثنين.

أ. عاصم: إزّاى يعنى؟

د. يحيى: يعنى كل واحد منهم بيطلع اللى جواه فى نفس الوقت، بس دا مش وقت تفصيل الحكاية دى.

أ.عاصم: بس دى حاجة تخوّف، وساعات تكسف

د.يحيى: عليك نور، وصلك كلامى؟!! عشان كده تصور يا إبنى إن المعالج لازم يحط الافتراضات دى، بالدرجة اللى يقدر عليها مش أكتر، يحطها على إنها احتمالات فيه هو كمان، مش المعالج هوه بنى آدم برضه، له نفس التركيب: “خلقة ربنا”.

أ.عاصم: يا خبر!! يمكن انا كنت مستعجل على جواز الجدع ده عشان كده

د.يحيى: الله يفتح عليك، يمكن، ما هو الجواز اللى ما فيهوش حركة نمو، بيزود الست ستوتية بمعنى استقطاب، ويزود الراجل ذكورية بالمعنى الغبى يعنى استقطاب برضه، يعنى بيوسع المسافة، يريح الاتنين من الاعتراف بالجانب الآخر، ومع إن ده مريح ومسكن، إلا إنه مش ضرورى يكون هو غاية المراد من رب العباد اللى خلقنا بتركيبة قادرة على التوليف، مهما كانت المخاطرة.

أ.عاصم: يعنى انا حاستنى على الجدع ده لحد إمتى؟

د.يحيى: تستنى على إيه؟ على جوازه؟ هى المشكلة فى جوازه؟ هوه جاى لك عشان يتجوز؟ مش انت بتقول إنه بيشتغل، وواصل دراسته، ودخل الجيش، وبيجيلك للعلاج، تبقى مستعجل على إيه بقى؟ إنت تهدى اللعب، وتحافظ على العلاقة، وتضبط المسافة بينك وبينه، وتشتغل مع نفسك زى ما بتشتغل معاه، مش تفحر فى نفسك بالتفكير، لأ، سماح بس واحتمالات غامضة، على فكرة، هوه فيه تاريخ عائلى عنده لأى مرض نفسى أو عصبى أو حاجات من دى؟

أ.عاصم: هو عمه كان عنده صرع واتحسن جدا وخلاص

د.يحيى: انت عارف الصرع قد إيه أنا باحترمه، وباحطه فى الاعتبار بالنسبة للأمراض النفسية زى ما قلت ميت مرة، مع إن أغلب الدكاترة والعلما بيفتكروا إنه مرض عصبى بعيد خالص عن النفسية

أ.عاصم: أظن أنا كده فهمت شوية من نواحى كتيرة

د.يحيى: كل اللى عايز اقوله إن مش كل رغبة ومشاعر الناحية التانية تبقى شذوذ، ومش كل أفكار وتجاوزات تبقى ميول مش هية، وإن المرض النفسى الشديد، الجنون يعنى، الذهان قصدى، بيقلـِّبنا من فوق لتحت، ويطلع الجوانب التانية اللى جوانا فى دائرة الوعى الخارجى عريانه كده، وساعات مبالغ فيها، واحنا بقى وشطارتنا، يا إما نحتويها، فيه، وفينا. وهى بتحرك اللى بتحركه فينا لصالحنا وصالح المريض يا إما.. بقى…

أ.عاصم: ياه!!

د.يحيى: اللى حصل بقى!

أ.عاصم: شكرا.

د.يحيى: العفو.

****

التعقيب والحوار:

د. مدحت منصور

أود أن أحيى أ.عاصم على تراجعه لأن مريضه يتقلب من فوق لتحت و بالعكس،

فكيف يدخل فى علاقة تقلبه أو تساهم فى شدة التقليب و النتيجة التى أتوقعها كسر ووقوع مرة أخرى ثم هل سيخبر العروس أم يكفى على الخبر ماجور وأنا أعلم أن فى ثقافات معينة و ثقافات أعلى يتم التكتيم ويبدأ مرة أخرى بعد الزواج السعى وراء الأضرحة و تطليع الجان و العلاج بالقرآن الكريم وخلافه، وهل نهمل رد فعل الزوجة بعد الزواج و تعاملها مع الموقف، فهل فى تلك الثقافات وأعلى منها نستبعد حدة الكر والفر والعلاقات الصفقاتية ومحاولة التأثير النفسى باستغلال الحالة المرضية ومحاولة السيطرة على مقاليد الأمور و الرؤية التحتية، يجب أن يكون مريضك من الصلابة والوعى والنمو بحيث يستطيع أن يتحمل عبء علاقة ثقيلة حقا صعبة جدا ليستمر فى العلاج والنمو.

د. يحيى

أظنك تعنى يجب أن “يصير مريضك” على درجة وليس “أن يكون مريضك”… الخ

لأنه لو كان بهذه الصلابة .. لما احتاج للعلاج أصلا!

أ. أحمد أسامة

هل المقصود بالست اللى داخل الرجل والعكس… جنسيا فقط أم أيضا بعض صفات الست عامة والعكس بالتبعية.

د. يحيى

لا طبعا

المقصود هو “كل صفات الأنثى جميعا داخل الرجل، وكل صفات الرجل داخل الأنثى، لكنها ليست بالمباشر ولا بالتحديد الذى نعرفه، وهى لا تظهر عادة بشكل مباشر فى السلوك الظاهر.

د. أسامة فيكتور

بصراحة اتخضيت من تحريك هذه المنطقة واتخضيت من التحريك عموماً ورجعت افتكر ان الواحد ممكن يتحرك فيه حاجات فى اى وقت؟ وربنا يديم علينا نعمة الكبت ويحفظها من الزوال؟ وانا مع رأى أ. عاصم ورأى حضرتك نؤجل الجواز لحد ما الدنيا تهدا.

د. يحيى

لكن لا تنسى أننا نمارس مهنة لا تسمح بالتأجيل لأجل غير مسمى.

وبمناسبة بداية تعليقك الشجاع تذكرت ما يشبه السخرية دعوة ابتدعتـُها تقول: “يا ربنا يا ربنا: أدِم علينا نعمة العـَمَى”!!

ما رأيك؟

أ. عصام جمال عبد العزيز

بعد قراءة تفاصيل الحالة خلال تلك الورقة مرة واحد اعتقد أن الزواج حل علاجى له ، لكن بعد ما قرأتها مرة واثنين لا أعرف كيف يمكن مساعدة هذه الحالة ولكن بالتأكيد الزواج ليس حل لها وإنما قد يؤدى الزواج إلى ظهور أفكار أخرى مكبوتة وراء الجنسية المثلية مثل انه عديم المسئولية أو لا يستطيع الاعتماد على نفسه . وشكراً.

د. يحيى

أوافقك فعلا على تجنب استسهال أن يستعمل الزواج بهذه السطحية والاستسهال.

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى …. “دا حتى فرويد فى جواباته مع صديقه د. فلايس كان بيقول إن لمـّـا الراجل والست يناموا مع بعض (يقصد الجنس) بيبقوا أربعة مش اثنين”

التعليق: جيد جدا الوصف ده .. شكرا.

د. يحيى

على فكرة، حدث اختلاف تاريخى حول هذه النقطة حيث اتهموا فرويد أنه سرق هذه الفكرة من صديقه دكتور فلايس من خلال الرسائل المتبادلة بينهما، وأن فلايس هو صاحبها الأصلى، وفلايس ليس طبيبا نفسيا ولا هو محلل نفسى ولا أذكر تخصصه، أظن أنه كان أنف وأذن، ومجرد صديق لفرويد يتبادلان الرسائل.

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى: انت عارف الصرع قد إيه أنا باحترمه، وباحطه فى الاعتبار بالنسبة  للأمراض النفسية زى ما قلت ميت مرة”

التعليق: ممكن توضيح أكثر؟

د. يحيى

برجاء الرجوع إلى عشرات بل مئات الصفحات التى كتبتها فى هذه العلاقة ([4]) والتى تنطلق من مبدأ أن المخ البشرى هو “تفاعل الطاقة والمعلومات”([5]).

وقد رجحت لى هذه الفكرة حين تدعمت أثناء حضورى على الرائع المبدع “هنرى إى” فى عروضه للحالات فى مستشفى سانت آن فى باريس سنه 1968، 1969 وإليك بعض الروابط ([6])

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.يحيى: الأصوات اللى بيسمعها دى أصوات رجاله ولا ستات؟

أ.عاصم: أصوات رجاله

د.يحيى: مافيهاش ستات أبدا؟

أ.عاصم: لأه

د.يحيى: رجالة كبار ولا صغيرين؟

أ.عاصم: فى نفس سنه تقريبا

د.يحيى: وهو موقفه إيه منها، بيتفاعل لها ازاى

التعليق : آثارت فضولى طبيعه الاسئله وفاهمه أن كل رد وله دلاله… محتاجه المزيد من الفهم وإدراك الدلالات فيها

د. يحيى

يا مريم إياك أن تتخذى هذا الأسلوب كقاعدة لفهمك مريضك أو الاقتراب منه، كل هذه الأسئلة تحاول أن تتعرف على الواقع الداخلى الذى قد يـُـسقط  فى صورة هلوسات أو أحلام مع ارتباطاته الخاصة ودلالاته المتنوعة، أما محاولة إيجاد دلالة لكل نوع من الهلوسات (أو الضلالات) والإسراع بتفسير الحالة على هذا الأساس فهى عملية عقلية حسابية تعطل العلاج وربما تفسد التعرف على المريض والمرض.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى:  والخلفية بتاعته من واقع ثقافتة تلاقى فيها كلام كتير من ده، جه بقى حصل حاجتين، إن أخوه مات فى حادثة، وأخوه ده شاب قريب من سنة، فكتم الحكاية شهر أو اتنين زى ما بتقول وبعدين اتحرك فيه الخوف من الموت، أو الموت نفسه هوّه اللى اتحرك بصراحة، ويمكن اتقمص أخوه الميت

التعليق : فهمت من الكلام ووصلنى فكره انه كأنه كان عارف ضمنا من أنه قرب على سن الجواز اللى هو الاختبار… بعدين جه موت اخوه خلى إجابته على الاختبار أصعب لما واجه الموت اللى هو يقابل العجز الجنسي…

د. يحيى

هذا دليل آخر على إسراعك بالربط المباشر ولو جزئيا، بالأحداث مع الأعراض وهذا ما نبهت إليه فى إجابتى عليك فى السؤال السابق.

أ. مريم عبد الوهاب

كلمه (الموت نفسه هو اللى اتحرك) مخيفة وصادمة

د. يحيى

كتبت عن الموت ودلالاته فروضا كثيرة، من أول أنه إعادة ولادة إلى أنه أزمة نمو مثلا: نشرة (من الموت الجمود إلى الموت الولود!!!) ([7]) ولعل من المفيد (دون شرح) أن أذكرك باستلهام النفرى وهو يتحدث بما هداه حدسه أن يستلهم من ربه قائلا: “تدخل إلىّ فى صلاتك كما تدخل إلىّ فى قبرك”([8])

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 22-12-2018  www.rakhawy.net

[2]–  Transsexualism

[3]–  Homosexuality

[4] – وأن الصراع هو أحد مظاهر إطلاق الطاقة عشوائيا ونوبيا بشكل مباشر .. الخ

[5] – The brain is a processon of Enorgg and inforation

[6] – نشرة الإنسان والتطور: 12-12-2016،بعنوان: قراءة المخ (الأمخاخ) لتشكيل النفسمراضية التركيبية، وأيضا نشرة 8-5-2016، بعنوان: الصرْع والوعى، والمخ www.rakhawy.net

[7] – نشرة الإنسان والتطور: 2-12-2005  www.rakhawy.net

[8] – نشرة الإنسان والتطور: 15-3-2014 بعنوان: “فى موقف “الأعمال” www.rakhawy.net

الحالة: (70) هل تصلح العلاقة العلاجية عن بُعد

الحالة: (70) هل تصلح العلاقة العلاجية عن بُعد

الحالة: (70)

هل تصلح العلاقة العلاجية “عن بُعد”؟([1])

د. أشرف مختار: هو بس فيه عندى حالة ولد صغير عنده حوالى 8/9 سنين كده فى سنه رابعة إبتدائى

د.يحيى: مين اللى حوله لك ؟

د. أشرف مختار: هو والده كنت حضرتك محوله لى

د.يحيى: حولت والده بس؟ ماحولتهوش هو؟

د. أشرف مختار: آه، هو من حى شعبى، وهو ولد كويس قوى، أبوه جابه لى من حوالى 6 أسابيع كده، هو أبوه بعيد شوية، بس راجل جدع، وأنا أعتبرت، يعنى وصلنى إنه واحد محترم، هو كويس فعلا

د.يحيى: أبوه بيشتغل إيه؟

د. أشرف مختار: أبوه شغال فى قطاع أعمال، ومستور قوى يعنى.

د.يحيى: كنت محول لك أبوه ليه ؟

د. أشرف مختار: حضرتك كنت محوله لى عشان كان جاى بأعراض زى ما تقول اكتئابية كده، يعنى هو متجوز اتنين وكان ده عامل له شوية مشاكل، ومش عارف يعدل، وبيحاول يوصل للمثالية، وحاجات كده وده كان عامل له مشاكل مش قليلة

د.يحيى: مربى دقنه؟

د. أشرف مختار: لأ أبدا، هو أب طيب جداً، وحاضر، بس هو غايب عنهم معظم الوقت، يعنى شغله فى شرم الشيخ، غايب جسدياً يعنى، إنما حاضر فى وعى العيال كويس قوى، وبرضه حاضر فى وعى أمهاتهم كويس قوى برضه، برغم إن هو متجوز اتنين يعنى

د.يحيى: ومخلف من الاتنين؟

د. أشرف مختار: ومخلف من الاتنين، آه

د.يحيى: متجوز الاتنين بقاله قد إيه؟

د. أشرف مختار: الأولانية دى بقالها حوالى 15سنة والتانية بقالها حوالى 10 سنين تقريباً

د.يحيى: مش هو بيشتغل فى شرم الشيخ ؟

د. أشرف مختار: آه

د.يحيى: حد من مرتاته دول معاه فى شرم الشيخ ؟

د. أشرف مختار: لأ

د.يحيى: يعنى بيجى فى الإجازة يرعى البيتين؟

د. أشرف مختار: آه، وعدل بقى وحاجات كده، هو الولد اللى انا باشوفه ده هوه الاكبر من الست التانية، وعنده أخت أصغر منه بسنتين

د.يحيى: مش انا حولت لك أبوه الأول، هوه أبوه عامل إيه دلوقتى ؟

د. أشرف مختار: هو أبوه ماشى كويس قوى، وخلص مشاكله تقريباً والدنيا هديت، وقدر يدبر أموره، وماشى الحال.

د.يحيى: والولد بقاله قد إيه معاك؟

د. أشرف مختار: لأه، هو جالى بالظبط من 6 أسابيع، ماشفتوش غير مرة واحده

د.يحيى: يا راجل شفته مرة واحدة، يبقى كشف ده ولا علاج نفسى وإشراف وكلام من ده؟

د. أشرف مختار: زى ما حضرتك علـّمتنا إن العلاج النفسى ممكن يكون زى الحب كده “من أول نظره”، ثم إن علاقتى بأبوه وتحسُّنه، خلـّتنى أحس إن دى مش مرة واحدة

د.يحيى: عندك حق، طيب ماشى، وبتسأل على إيه دلوقتى؟

د. أشرف مختار: هوا أنا شفت الولد، لقيته كويس جداً ومصحصح، بس زى ما تكون أمه هى حاسه بمسئولية غياب الأب، فبتزودها فى الحماية شويتين.

د.يحيى: يعنى إيه؟

د. أشرف مختار: عندها “فرط حماية” Over Protection يعنى

د.يحيى: يعنى إيه فرط الحماية؟ يعنى بتعمل إيه؟ مش احنا اتفقنا نوصف التصرفات قبل ما نحط يفط وأوصاف خوجاتى

د. أشرف مختار: يعنى هى شديدة التدخل فى تفاصيل كل سلوك بيعمله الولد، يعنى مش مدّية له مساحة له لوحده يتحرك فيها، هو الولد شاعر بده قوى وزى ما يكون بيطالب بحقه ده وهو فى السن دى بدرى كده، أنا حسيت إنه بيمر فى فترة الاستقلال بدرى بدرى، وإنه عايز يثبت وجوده وحاجات زى كده، هوه بيحب ياخذ دور قيادى مع بقية الأطفال، وأمه قلقانة عليه جداً فجابوه لى

د.يحيى: أمه بتشتغل؟

د. أشرف مختار: لأه، هى قاعده فى البيت مابتشتغلش، فأنا شفت إن الولد مافيهوش حاجة، وقلت لها إحنا داخلين على امتحانات، وأنا شايف إنه مفيهوش حاجة

د.يحيى: هوه فى سنة كام؟

د. أشرف مختار: رابعة حضرتك، رابعة إبتدائى، أنا قعدت معاه شوية وبتاع، وقلت له إنت مافيكشى حاجة ياحبيبى، لو عـزت حاجة إبقى كلمنى فى التليفون، الحقيقة إديته تليفونى المحمول، يعنى تعاطفاً معاه، يعنى حسيت إن هو يعنى محتاج إنه يحس إنى موجود ساعة ما يعوزنى

د.يحيى: عليك نور، مش ده اللى بنقول عليه “فى المتناول”، يعنى Available طب وأمه؟

د. أشرف مختار: قلت لها تخف عنه شوية، على مسئوليتى، ولو احتاجتينى أنا موجود، ما حسيتشى إنه هو يعنى موصوف له جلسات العلاج النفسى وكلام من ده، لقيت إنه كفاية كده وبس.

د. يحيى: طيب، ما انت ماشى صح أهه، هوه فين السؤال بقى؟

د. أشرف مختار: يعنى هوه ينفع إنه يبقى علاج نفسى من غير علاج نفسى؟

د. يحيى: حلوة دى، هوا انت لازم تكبس على نفسه عشان يبقى علاج نفسى، مش انت صاحبته أهه؟

د. أشرف مختار: تقريبا

د. يحيى: بأمارة؟؟

د. أشرف مختار: هو الولد كان تقريباً بيكلمنى مرة فى الأسبوع تقريباً، فى حاجات ممكن تبقى بسيطة يعنى، لكن المكالمة بتبقى مهمة بالنسبة له وليّا

د.يحيى: باين عليك صاحبتـُه بصحيح.

د. أشرف مختار: تقريباً، الحقيقة أنا كنت بابقى فرحان بمكالمته فعلا، أنا مش عارف امتى امتحاناته حاتخلص، يعنى هو حايبدأ قريب، أظن بداية الامتحانات على طول الشهر الجاى ده، ومستنى يييجى أشوفه بعد الامتحان، بس أنا شايف إنه مالوش فائدة حقيقية إنه ييجى جلسات وبتاع، كل المطلوب إنه يندمج أكتر مع اصحابه، وتخف عنه أمه شوية، وخلاص.

د.يحيى: بصراحة عندك حق، هو انا ماليش خبرة مباشرة مع الأطفال، ساعات بيجوا لى مرة واحده يعنى وخلاص، يا أحولهم يا يخفوا من بره بره، يعنى نتصاحب قوام قوام، نقول كلمتين ولا ضحكتين قوام قوام، أبص الاقى ربنا يسهل وخلاص، بصراحة أنا سهل علىّ أصاحب العيال بسرعة وألاعبهم حسب سنهم، وأحيانا الواد من دول أخليه يكلم أبوه بغضب وزعيق بعد ما أخرّج أبوه بره الأوضه، أو لما مثلا يكون بيشخ على روحه، أقول له بدل ما تشخ عليه ما نشتمه أحسن، وبعدين نصالحه، طبعا دى مش قاعدة، وبرضه مش قلة أدب لأنه بيشوف علاقتى بأبوه بعد ما ننده له من بره، وقد إيه أنا باحترمه، وعاذره، فيفهم بسرعة إن دى مش شتيمة، من غير ما نتكلم، ده فى الحالات البسيطة اللى باحس فيها إن المشكلة فى الأهل أكتر، وخلى بالك عندنا إحنا فى بيئتنا وثقافتنا، من السهل أظن إن الطفل يبقى له أب واتنين وتلاتة، وبسرعة، والطبيب والد، لكن طبعا فيه حالات بتبقى عايزة شغل ووقت وبرامج وكلام من ده، والحالات دى أنا باحولهم على طول للى بيعرفوا أكتر منى المختصين فى الأطفال، أنا سمعت من “مُىْ” بنتى مؤخرا إنها بتعمل علاج جمعى لعيال عندهم ذاتوية (أوتيزم)، اللى بيسموها غلط “توحد” وكلام من ده، وإنها جابت نتيجة معاهم بالعلاج الجماعى ده، بصراحة فرحت جدا، خصوصا إن فكرتى بسيطة جدا عن الذاتوية دى، فكرتى إنها قطع كل وسائل المواصلات بين العيل واللى حواليه، زى “شَلَلْ علاقاتى“، يبقى بِنشتغل فى العلاقات، مش العلاج الجمعى هوه تنمية علاقات برضه؟ مش كده ولا إيه؟ هى “مى” بتقول إنها لقت نتائج طيبة، وانا على قد ما استغربت فرحت، لأن ده بيثبت إن العلاج الجمعى مش كلام أساسا، فبالتالى الفرض ماشى، أنا بالرغم من إنى ماعنديش خبرة فى الأطفال بس أنا باحس إنها يمكن تكون مهمة سهلة بالنسبة لفكرة العلاج من منظور نمائى اللى احنا بننتمى ليها، يعنى إحنا بنستلم الطفل فى حالة حركة نمو جارية بطبيعتها بحكم سنه، مش بنضطر نفك الكلاكيع اللى حوطته ووقفته، الطفل يادوب بنحوده الناحية الصح، ومع الوقت والفرص بيعملوا اللازم، أحسن من اللى بنعمله مع الكبار ونقعد نعتل ونحزق على ما يسمح ويرحرح سنتّين

د. أشرف مختار: ويا عالم!!

د.يحيى: أظن إن “اللعب” و”المساحة” و”الآخرين” همـّا مفتاح النمو عامة، وهمّا همّا اللى الأطفال محتاجينه، ويمكن يكون علاجهم الأساسى هوه فى توفير ده، ما هو لو انت قعدت تكلم العيل ومتصور إن ده العلاج يمكن يضحك عليك، وان كان جدع يضربك، بصراحة أنا باحس إنى اقدر أصاحب عيال عندهم تلات سنين من غير ولا كلمة، أنا عندى عيانين كبار بيجيبوا معاهم عيالهم فى سن تلات اربع سنين أو أكبر شوية، أول ما يخشوا العيا ده يجروا علىّ ويلفوا حوالين المكتب ويلزقوا فى الكرسى بتاعى، تقريبا فى حضنى وانا باكلم أمهم، وأمهاتهم بيقولوا إن هما اللى بيطلبوا ييجوا فى الاستشارة، وبيسألوا عن المعاد وكلام من ده، أنا مش متأكد إيه اللى بيجرى، أنا ما عنديش حاجة خاصة، بس الظاهر هما بيبقوا عارفين بياخدوا إيه من الواحد من غير ما يعرف، ودول ولا هم عيانين ولا حاجة خلى بالك، أنا آسف باتكلم عن نفسى شوية، بس هوه ده اللى حاصل، آه يعنى، أنا فيه عيال عيانين مصاحبنّى لدرجة إن أمهم وهى جيّالى العيل من دول يصرخ عشان ييجى معاها، وأول ماتخش البنت من دول تسيب أمها قاعده على الكرسى وتيجى جرى تقعد جنبى طول ما أنا باكلم أمها وانا حاطط إيدى عليها، واقعد أفكر فى الحرية، والحركة، والسكات، ما هو كل ده ممكن يسموه علاج نفسى، فاللى أنت عملته ده كويس خالص إنك أنت صاحبت الواد، وما استـُدْرِجتش للجلسات والعلاج بالكلام لمجرد إنهم استشاروك، أظن الولد ده ما وصلوش احترامك له بس، دا يمكن وصل له برضه احترامك لأبوه، برغم يمكن صعوبتك وانت بتتقمصه عشان تفهم يعنى إيه متجوز اتنين، وازاى راضيين هما الاتنين، وإيه حكاية العدل دى، الحاجات دى كلها بتوصل للأطفال بسهولة، وبدون ولا كلمة، مش انت قعدت تقول فى الأول إن الراجل ده برغم غيابه الجسدى، إلا إنه حاضر فى وعى عياله، دول ودول، مش كده، يبقى انت راخر بتوصلك حاجات تخليك تستعمل تعبيرات مش مألوفة زى “حاضر فى وعى عياله” ده كلام مهم، إحنا طبعا ما حاولناش نفسر سلوك الأم وحكاية فرط الحماية دى بعدم أمانها هى نتيجة إن جوزها متجوز واحدة تانية، بس خلى بالك دى الزوجة التانية، يعنى مطمّنة أكتر شوية، ولو إن بينى بينك، تلاقى جوّاها بيقول اللى عملها مع مراته الأولانية، يمكن يخليه يعلمها معانا احنا الاتنين، وده شعور مقبول، إنما الظاهر ما وصلشى لك أى رابط بين احتمال عدم أمان الأم، مع تصرفها مع الإبن بالشكل ده، وأنا رأيى مانفحّرشى كتير ما دام الأمور ماشية، والعلاقة بينك وبين الولد بدأت، وبينك وبين أبوه اكتملت، يبقى موقف الانتظار الإيجابى هنا هو المطلوب لأى مدة مهما طالت.

د. أشرف مختار: يعنى ما فيش داعى أسأل عليه فى التليفون إذا اتأخرت مكالمته

د. يحيى: الظاهر انت بتحبه بصحيح، إنما بصراحة ما فيش داعى، إلا مثلا بعد ما تتصور إن نتيجة الامتحان ظهرت وما قالولكشى ممكن من باب حب الاستطلاع، أو من باب الحب برضه من غير استطلاع يا أخى، إحنا بنى أدمين عاديين، نعمل إيه فى اللى بنحس بيه لصالح اللى بيثقوا فينا، وطبعا إذا كنت لسه بتشوف أبوه يبقى طبعا حا تسأل عنه لما يجيلك، تسأل من غير لهفة لحسن تقلب أبوه يبقى زى امه.

د. أشرف مختار: وده كفاية إنى اتطمن؟ أبقى عملت اللى علىّ؟

د. يحيى: يا أخى ما انت عندك المحكات اللى بنقيس بيها الدنيا ماشية ازاى، إنت بتحسبها للعيال زى ما بنحسبها للكبار، مش احنا بنقول للكبار النوم والدراسة أو العمل والاختلاط هما الترمومترات قبل الشكوى والأعراض وكلام من ده، أهو برضه نقول للعيال وأهاليهم، المذاكرة، واللعب، والنوم، واللماضة هما العلامات على إننا ما شيين صح، مش كده ولا إيه ؟

د. أشرف مختار: كده، متشكر جدا

د. يحيى: البركة فيك.

*****

التعقيب والحوار:

د. نجاة أنصوره

المقتطف: د:يحيى: أظن إن “اللعب” و”المساحة ” و”الآخرين” هما مفتاح النمو عامة وهما هما اللى الأطفال محتاجينة ويمكن يكون علاجهم الأساسى هوه فى توفير ده “

التعليق: ما يطلق عليه العلاج العلاقاتى تماماً فهو يبدأ من العلاقة بالمعالج الى المحيطين به وهذا مفهوم دقيق جداً وكما اسلفتم و”النوم” و”الدراسة” و”العمل” و”الإختلاط” للكبار وللصغار هى محددات للسلوك الطبيعى السوى رغم أى “حالات” لا تحسب ان تكون بمستوى disorders

ولم  تصلنى تماماً شكوى الأم عن أعراض إبنها تماما ً.

د. يحيى

الإشراف لا يعرض الحالة مكتملة كما تعلمين.

د. رضوى العطار

المقتطف: د.يحيى: أظن إن “اللعب” و”المساحة” و”الآخرين” همـّا مفتاح النمو عامة، وهمّا همّا اللى الأطفال محتاجينه، ويمكن يكون علاجهم الأساسى هوه فى توفير ده”

التعليق: معاك حق تمام

د. يحيى

يا رب وفَّق

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى:….. أنا عندى عيانين كبار بيجيبوا معاهم عيالهم فى سن تلات اربع سنين أو أكبر شوية، أول ما يخشوا العيا ده يجروا علىّ ويلفوا حوالين المكتب ويلزقوا فى الكرسى بتاعى، تقريبا فى حضنى وانا باكلم أمهم، وأمهاتهم بيقولوا إن هما اللى بيطلبوا ييجوا فى الاستشارة، وبيسألوا عن المعاد وكلام من ده، أنا مش متأكد إيه اللى بيجرى، أنا ما عنديش حاجة خاصة، بس الظاهر هما بيبقوا عارفين بياخدوا إيه من الواحد من غير ما يعرف، ودول ولا هم عيانين ولا حاجة خلى بالك، أنا آسف باتكلم عن نفسى شوية”

التعليق: بصراحة أنا برضه ساعات أطلع أقعد قريب من حضرتك من غير ما أبقى عايزة أى حاجة بس بطلع بحس أنى مطمنئة وبس معرفش دى مثالية منى والا إيه!

د. يحيى

لم آخذ بالى،

أحسن!

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى: “… وأنا رأيى مانفحّرشى كتير ما دام الأمور ماشية”

التعليق: بالضبط دى قاعدة مهمة جدا

د. يحيى

جدا.

أ. نادية حامد

اعجبنى جدا مصطلح “شلَلَ علاقاتى” ووصلنى جدا تفسير حضرتك إن الذاتوية هى قطع جميع وسائل الإتصالات بين الطفل واللى حواليه

وإن فكرة العلاج الجمعى هى تنمية علاقات برضه وربطها بفكرة العلاج التكاملى اللى هو صميم شغلنا مع مرضانا.

د. يحيى

هذا صحيح.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 2-3-2010  www.rakhawy.net

الحالة: (71) الفرق بين العلاج النفسى والمتابعة، وضرورة الالتزام بشروط التدريب، وأهمية التشخيص

الحالة: (71) الفرق بين العلاج النفسى والمتابعة، وضرورة الالتزام بشروط التدريب، وأهمية التشخيص

الحالة: (71)

الفرق بين العلاج النفسى والمتابعة،

وضرورة الالتزام بشروط التدريب، وأهمية التشخيص([1])

د.هشام: هى طالبة فى كلية قمة، فى جامعة بعيدة شوية

د.يحيى: بتشوفها فين فى العيادة، ولا فى المستشفى؟

د.هشام: لأ، هنا فى المستشفى، هى عندها 27 سنه دخلت المستشفى عندنا أكتر من مرة، 3 مرات بالظبط، أخر مرة كانت من سنه وشهرين.

د.يحيى: متجوزه؟

د.هشام: لأ، لسه.

د.يحيى: 27 سنه، ولسة طالبة؟ هى بتشتغل؟

د.هشام: لأه طالبة بس، هى متعثرة دراسيا فعلا

د.يحيى: فى سنة كام؟

د.هشام: فى أخر سنه، فى سنه رابعه

د.يحيى: عندها كام ماده؟

د.هشام: عندها 5 مواد

د.يحيى: عندها كام أخ وكام أخت؟

د.هشام: تلاتة: واحده أخت واتنين صبيان

د.يحيى: أبوها موجود؟

د.هشام: توفى من 8 شهور

د.يحيى: هى نمرة كام؟

د.هشام: هى التالتة

د.يحيى: وكل اللى قبل منها إتجوزوا

د.هشام: فيه بنت إتجوزت، والأخ الأكبر إتجوز، وأخوها الصغير لسه مخلص جيش

د.يحيى: والدتها بتشتغل؟

د.هشام: آه بتشتغل

د.يحيى: هى حلوه؟

د.هشام: مش أوى، وهى بتيجى من سفر بعيد نسبيا، من الصعيد وعلى فترات

د.يحيى: كل قد أيه؟

د.هشام: كل شهر يعنى، ى ماعرفتش أخليها تيجى كل أسبوعين حتى.

د.يحيى: وده مسميه علاج نفسى، برضه؟ مش دى تبقى متابعة؟ بتقعد معاك قد إيه كل مرة؟

د.هشام: بتقعد ساعة

د.يحيى: كويس، يبقى نخليه علاج نفسى عشان خاطرك. ولو مؤقتا، ولا انت حاتحط لنا مبدأ “إنما العلاج بالنيات”، مش احنا قلنا العلاج وقت وتعاقد، وكلام من ده.

د.هشام: أنا كنت عرضتها قبل كده لحضرتك من 3 شهور بخصوص زنقة كده ما كنتش عارف أشتغل فيها، هى حتة مساحة السماح، أنا كنت خايف تورطنى يعنى أوافق على حاجات مخالفة لمنظومة القيم الخاصة بيّا، وهى نفس المشكلة لسة معايا.

د.يحيى: عندك كام حالة؟

د.هشام: هى دى أكتر حالة منتظمه فيه حالات تانية، بس مش منتظمه يعنى

د.يحيى: مش احنا قولنا ياابنى لازم فى التدريب والإشراف يكون معاك أربع حالات على الأقل، يعنى 8 حالات يرسوا على 4، يعنى انت عندك حالة واحدة منتظمة، وبتيجى مرة كل شهر وفوتناها لك عشان بتقعد معاها ساعة، يبقى ده تدريب، يحتاج الإشراف ده بالطريقة دى؟

د.هشام: ما هو انا لسه فى البداية

د.يحيى: ماشى ماشى، بس لا بد بعد شوية صغيرين تكون وصلت للحد الأدنى عشان تاخد وتدى مع نفسك، وتقارن، وتراجع، يقوم الإشراف يبقى له معنى وفايدة غير كده يا ابنى، العلاج النفسى ده مهنة زى أى مهنة، وأصعب، عشان كده كل ما زاد عدد عيانينك، كل ما اتعلمت أحسن، ولو غلطت أكتر، حاتتعلم أكتر ما دام الإشراف شغال، إنما ده كله ما يحرمكشى من إنك تسأل اللى انت عايزه النهارده.

د.هشام: … فالمرة الى فاتت اتكلمنا فى السماح، وبعدين حضرتك قلت لى إن احنا لازم نقيس حركة العلاج بإنجاز عملى فى الحياة اليومية، جنب الحكاوى والسماح وقلته،

د.يحيى: هه؟ وعملت كده؟

د. هشام: هى رجعت تذاكر، وبتخش الامتحانات ونجحت فى أخر مرة فى مادتين، بعد ما كانت اتوقفت خالص، فهى تعتبر ماشية،

د.يحيى: قلت لى عندها كام مادة؟

د.هشام: عندها 5 مواد فى الترم التانى

د.يحيى: والأولانى

د.هشام: الأولانى نجحت فى 5 فاضل لها 3

د.يحيى: يعنى عندها 8 لسة !! بقالها قد إيه فى سنه رابعة

د.هشام: دى تالت سنه، بس الدنيا اتحركت، وهى دلوقتى بدأت تسمع الكلام وتنفذ التعليمات.

د.يحيى: طيب وعملت إيه بقى فى موضوع السماح وقلته، هوه انت قصدك إيه بالسماح بالضبط؟

د.هشام: السماح ! أصل هى البنت كان عندها كبت من ناحية الجنس الآخر، يعنى ما بتسمحشى لنفسها إنها تفكر إن فيه حاجة اسمها رجالة من أصله.

د.يحيى: خلى بالك، دى عندها 27 سنه، قمت انت سمحت بإيه بقى؟

د.هشام: بإنها تحرك شعورها باتجاه الجنس الأخر، أو تعترف بيه على الأقل

د.يحيى: حاتعمل إيه يعنى؟

د.هشام: تعجب أو تحب، أو على الأقل تعترف لنفسها باحتمال أى حاجة، مجرد اعتراف إنها منجذبه لحد مثلا

د.يحيى: مش فاهم، يعنى تعجب بمين يعنى أو تنجذب لمين؟

د.هشام: اى حد

د.يحيى: واحده عندها 27 سنه بتقول لها أنا أسمح انك تعجبى بأى حد؟

د.هشام: هو ده اللى حصل فعلاً، فهى اتعرفت على شاب وبدأت تذاكر معاه فى مكتبة الكلية وطبعاً أهلها كانوا مستغربين شوية، بس انا قلت لهم إنى متابع الموضوع.

د.يحيى: متابع إيه يا ابنى وانت على بعد مئات الكليلومترات، وبتشوفها مرة كل شهر، ثم انت ما قلتلناش هى سمحت لنفسها تعجب بيك الأول ولا لأه.

د.هشام: ما هى بتيجى فعلاً مرة كل شهر

د.يحيى: وده بقى دليل الإعجاب؟

د.هشام: ماتكلمناش فى الجلسات اللى فاتت فى حاجة زى كده

د.يحيى: يا إبنى وهى دى حاجة حا تتكلموا فيها بالألفاظ، يعنى حاتقول لها إنت معجبة بىّ ولا لأه

د.هشام: أصل الأمور اتطورت بعد كده أكتر من كده بكتير، النقلة الجديدة إنها أتعرفت على راجل عنده 49 سنه

د.يحيى: الكلام ده من إمتى؟ وازاى؟

د.هشام: ده بقى له شهر مثلاً، راجل عنده 49 سنه على المعاش وأتعرفت عليه بالصدفه فى صيدلية وهى بتصرف العلاج

د.يحيى: على المعاش 49 سنه

د.هشام: معاش مبكر يعنى

د.يحيى: متجوز وبتاع؟

د.هشام: متجوز ومخلف وجد حديثاً بدأوا يتصلوا ببعض بالتليفون، العلاقة أتطورت وبدأوا يتكلموا فى الحب، وإنه هو عايز يتجوزها وكلام من ده، فأنا لقيت نفسى متورط فى النقطة دى مش عارف أشتغل فيها خالص، البنت بتتكلم بصراحه بتقول أنا حاسه بالحنان، وحاسه بالعطف، أنا محتاجة كده أوى، بيتصل يومياً على الموبيل

د.يحيى: إنت قلت إن أبوها مات قريب مش كده، المهم الراجل ده قابلها ولا لسه كله تليفونات؟

د.هشام: قابلها مرة بميعاد، ومرة فى الجامعة، بس الموضوع واقف لحد هنا، بس انا خايف أكون أنا السبب من ناحية، ومن ناحية تانية مش عارف مدى جرعات السماح بعد كده حاتكون ازاى، ويا ترى حاتقول لى أول بأول، ولا يمكن تبطل تقول وتكمل هى، وحاجات كتير بتدور فى مخى بالشكل ده.

د.يحيى: أنت بقالك هنا قد إيه يابنى

د.هشام: سنه و10 شهور

د.يحيى: يعنى سنتين تقريبا، وبتحضر الإشراف طول المدة دى، شوف يا ابنى: اللى انت قلته ده ما فيهوش أى غلط جسيم، وكان محتمل يحصل سواء إنت سمحت أو ما سمسحتش، وأعتقد إنك سمعت هنا كلام كتير فى الإشراف عن مساحة السماح ومسئولية الطبيب أو المعالج والكلام ده، بس انا شايف إن الغلطة الأساسية فى الحالة دى هى مساحة خبرتك، وقلة عدد العيانين بتوعك، وما اعتقدشى حتى إنك بتقرا باب “التدريب عن بعد” بانتظام، لأنه واضح إنك بتشتغل بشكل نصائحى مباشر، وده شىء طبيعى فى البداية، إنما إن ما كانشى الحالات اللى انت بتعالجها حاتزيد بحيث تسمح لك بالمقارنة مع مرور الزمن، حاتلاقيك زى ما تكون بتسمّع وبتنفذ وخلاص، وده بصراحة مش علاج نفسى، هو التدريب يا إبنى مش إنك تعرف تعمل إيه حتة بحتة، لأ إنت لازم تشتغل وتشتغل، وتشتغل، وكل ما تشتغل أكتر، كل ما تعرف أكتر وتتعلم أكتر، زى أى صنعة، والشروط اللى احنا حطيناها دى هى الحد الأدنى، وانت بعد سنتين ما وصلتش لربعها يا شيخ، يمكن دى مش غلطتك، يمكن ما حدش من الكبار بيحوّل لك، وانت لسه ما بتجيش العيادة عندى، عشان كده أنا افضل ما أعلقشى على سؤالك بشكل مباشر دلوقتى، لأنى مهما قلت وإنت مش مستوفى الشروط بتاعة أربع عيانين على الأقل، يعنى تمانية يرسوا على اربعة، حا تبقى الحركة محدودة خالص، والكلام ما يفيدشى قوى لو يبقى قاصر على حالة، أو نص حالة ما دام بتيجى كل شهر، لا يا ابنى الكلام ده ما ينفعشى، المتابعة مهمة جدا، بس ما يصحش نعاملها معاملة العلاج النفسى، وتقول لها تعجبى بالرجالة وما تعجبيش، وانت بتشوفها على سفر كل شهر،  أو أكثر بالذمة حا تلحقها ازاى؟ طبعا الحاجات دى لما تتلحق بدرى بدرى، نتيجة للمقابلة المنتظمة كل أسبوع، والإشراف المستمر، بتبقى المسئولية واضحة، والإشراف قايم بالواجب، خلى بالك أنا لما أرد على واحد زميلك مستوفى الشروط، وعنده حالات كفاية لمدة كفاية، غير لما أرد عليك دلوقتى، دى جرعات تتحسب زى سنة أولى، سنة تانية، سنة تالتة، يعنى ما ينفعشى امتحان أو دروس سنة تالتة هى هى ياخدها بتاع سنة أولى

د.هشام: ماهو كل بداية لازم تبقى قليلة كده

د.يحيى: أنا معاك، لكن انت طولت فى البداية، وقللت فى كل حاجة، ثم إنك اخترت حالة صعبة لأنها زى ما انت قلت فى الأول إنها دخلت المستشفى تلات مرات، يبقى الحكاية شديدة، والمرض فى الغالب ذهانى، ويا دوب ممكن نبتدى معاها بالمتابعة، والتأهيل، والتأكد من الامتثال للدوا وكده، هو انا مش عشان باقول لكم باستمرار إن التشخيص ييجى فى المقام التانى أوالتالت، نقوم نستهون بيه، أو نهمله كلية، لا لا لا، نهائيا، أى يافطة تشخيص بتحطنى فى المساحة إللى أتحرك فيها، مش بس بالأدوية، لأ بكل حاجة، بجرعة الضغط، بجرعة السماح، بجرعة كل حاجة، لما تقولى “هوس” أعرف إن فيه طاقه وفيه حركة، وفيه احتمال كسر الحواجز، وكده، لما تقول فصام ألاقى نفسى جوه الفركشة ومهمتى إن الملم ألملم ألملم، وآخد المسألة من أطرافها حتة بحته، لما تقول لى انشقاق ألاقى نفسى باعامل تيارين يعنى متوازيين وكلام من ده، يبقى إنك تييجى تتكلم على سماح ومش سماح فى حالة دخلت المستشفى تلات مرات، ومتعثرة دراسيا، وبعيد عن سكنها جغرافيا، من غير ما تحط التشخيص التركيبى بالذات قدام عينك، تبقى الحكاية مش تمام. التشخيص مش بيقول لك دى عندها نقص ولا زيادة فى كمية المادة الفلانية وخلاص، التشخيص وانا بالذات قلت التركيبى، وده رسم لعلاقات الأمخاخ ببعضها فى المرض ده بالذات يعنى هى بقت متركبة ازاى بالعيا الفلانى، ده بيشاور لك على الطاقة، واندفاعاتها، ومستويات الوعى، واحتمالات النكوص، وتركيبة الميكانزمات، وبالتالى بيحدد بالتقريب المساحة اللى تتحرك فيها، ويمكن الطريقة اللى تتحرك بيها، وبرضه يفضل إن كل عيان غير كل عيان حتى لو التشخيص واحد، والإشراف طول الوقت أهو موجود تحت أمرك وإذنك، غير كده يبقى حا تتعلم ازاى، وحانعالج العيانين ازاى!

د.هشام: طيب ومسألة إن ده يتفق أو ما يتفقشى مع منظومة القيم بتاعتى

د.يحيى: لا يا عم، هوا احنا لسه حصّلنا منطقة منظومة القيم بتاعتك، ولا بتاعتها، البنيّـة تعبانة، وطالعة من مرض شديد، ذهانى فى الغالب، إمال هى دخلت المستشفى ليه، وراحت عارفة واحد زميلها فى المكتبة، وهب راحت نطه لراجل متجوز قابلها فى أجزخانة، وفى الغالب عرف إنها عيانة، وهو جـِدّ، راحت هى شابطة، وهات يا أنا محتاجة، وباحس بحنان، لا يا عم، دا احنا بدرى قوى على ما نوصل لمنظومة القيم بتاعتك وبتاعتها والكلام ده، إنت مش بتحكى عن واحدة عيانة عندها صداع، وأرق وجايالك العيادة، ولها علاقات وآراء خاصة، وبعدين منظومة القيم بتاعتها اتصادمت مع منظومة القيم بتاعتك، لا يا راجل، دا احنا هنا فى مسائل تانية الناحية التانية، مسائل تحتاج تتلم كلها على أرض الواقع أولا، زى ما انت عملت بنجاح كده لما رجعتها الجامعة، ودخلت الامتحان، ونجحت فى بعض المواد، وكل ده مع الحذر الشديد من فتح أبواب ومجالات جانبية قبل ما يبقى لها كيان ونجاحات وعلاقات أسرية متواضعة عادية، إحنا مش حانلغى عواطفها، ده إذا كنت حا تسمى دى عواطف، هوا احتياج، وواضح إن العلاج النفسى ما كانشى كفاية إنه يغطيه،يمكن عشان بعد المسافة وطول المدة بين الجلسات، وطبعا ما دامت المسألة ذهان ومستشفى مرة واتنين،يبقى تخلى عينك طول الوقت على الامتثال فى تعاطى الأدوية، وتسأل عن الحكاية دى كل مرة، كل مرة، بديهى، مش كده؟

د.هشام: طبعا

د.يحيى: عشان كده قلت لك من الأول إن الحالة دى أقرب للمتابعة، وإنها تقريبا مش علاج نفسى بالمعنى المعروف، وفى الحالة دى يبقى الحذر أكثر وجوبا، ومساحة السماح أضيق جدا جدا، والمسئولية بالتالى أكبر فعلا.

د.هشام: يعنى أعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيى: إحنا نشوف قلنا إيه واحدة واحدة، أول حاجة نسمى الحاجات بأساميها، يعنى ده مش علاج نفسى، لا تظلمها، ولا تظلم نفسك، ولا تظلم العلاج النفسى، دى متابعة، ويجوز أهم من العلاج النفسى، تانى حاجة: إنك توفى شروط الإشراف وتقول لزملاتك الأكبر إنهم يحولولك عدد كافى من الحالات عشان تشوف وتتابع وتقارن ويبقى الإشراف أخد وعطا، تالت حاجة: إنك تعرف إن التشخيص مهم جدا، وإن اللى دخل المستشفى غير اللى ما دخلشى، مجرد دخول المستشفى فى مصر هنا، يعتبر تشخيص فى حد ذاته، وبرضه اللى دخل مرة غير اللى دخل مرتين تلاتة، أو أكتر، وهكذا، رابع حاجة: الدوا، سواء كان مع علاج نفسى أو مش علاج نفسى، يبقى الدوا، فى الحالة دى شديد الأهمية، يليه مباشرة أداءها فى الكلية، يبقى دول أساس المتابعة والتأهيل، لحد ما تفرج وتتخرج، ونبتدى نقول يا هادى فى سنها والعلاقات والكلام اللى بيخلى السيف على رقبتنا فى الحالات اللى زى دى، فى السن ده، فى مجتمعنا ده، خامس حاجة: إنك ما دام حا تستوفى شروط التدريب، يبقى تستعمل حقك فى الإشراف زى ما انت عايز طول الوقت

د.هشام: ربنا يقدرنى، متشكر

د.يحيى: ربنا يوفقك.

****

التعقيب والحوار:

د. عماد شكرى

يقولون أن المستقبل للعلاج عن بعد باستخدام تقنية الانترنت والمحمول،

لا أعرف هل يجوز هذا ويكون مثمر أم لا،

لدى مريض عراقى بالسويد، بدأت فى إجراء جلسات معه باستخدام الانترنت فوجدتها بلا طعم لكن ربما تكون حل و أفضل من الاكتفاء بالمتابعة

حالة كالمعروضة تحتاج تدخل مواكب مستمر. فهل يمكن أن يحل هذا التواصل العلاجى فى ظل بعُد المسافة وربما صعوبة المواصلات أو لعوائق أخرى كثيرة.

د. يحيى

كل شىء جائز

لكننى معك تماما بأنه لا طعم لأى من ذلك إلا باعتباره تسكينا وحوارا وليس علاجا

المهم قد تكشف الأيام عن ما لا نعرف مما قد يصح أو لا يصح إلا بعد الاختبار

أنا لا أرد عادة على أغلب الاستشارات التى تصلنى على الموقع لأنى أشعر بالسطحية وأحيانا باحتمال الإضرار وأحيانا بالاختزال ….الخ

أ. مريم عبدالوهاب 

المقتطف:  د.يحىى: العلاج النفسى مهنة زى أى مهنة وأصعب عشان كده كل ما زاد عدد عيانينك كل ما اتعلمت احسن ولو غلطت اكتر حتتعلم اكتر ما دام الاشراف شغال

التعليق: أنا مؤمنة بالكلام ده جدا …الغلط كتير بيكون فايدته اعلى حتى من الصح ..منساش غلطتى وابقى مصحصحه ومركزه وبتقدم

د. يحيى

الإشراف بكل مستوياته هو الذى يسمح بذلك بأمان نسبى

أ. مريم عبدالوهاب 

المقتطف: د.يحيي: لما يكون فيه هوس اعرف ان فيه طاقه وفيه حركه وفيه احتمال كسر حواجز

ولما تقولى فصام يبقى مهمتى أن ألملم ألملم ألملم ولما تقولى انشقاق يعنى بتعمل تيارين يعنى متوازيين

التعليق: اختصار مبهر وعميق ..جامع مانع ..الله يبارك فيك يارب

د. يحيى

شكرا

أ. مريم عبدالوهاب 

المقتطف: د.يحيي: يبقى الدوا فى الحاله دى شديد الاهميه يليه مباشره أداءها فى الكلية يبقى دول أساس المتابعه والتأهيل لحد ما تفرج  وتتخرج ونبتدى نقول ياهادى فى سنها.

التعليق :اتعلمت التمسك بالمتاح واستمراريته حتى الانتقال للمأمول البعيد …و ربنا يرزقنا الصدق

والإخلاص فى العمل

د. يحيى

والصبر، والنفس الطويل

د. نجاة أنصوره

أولاً:  التفاصيل كانت وافية وأكثر من مهمة حيث جعلت من معرفة بداية التدهور أوضح ويمكن مقارنته بعمق والتنبؤ بشكل أدق بمآل الحالة .

د. يحيى

طيب

د. نجاة أنصوره

ثانياً:  لماذا 4 حالات كشرط للإشراف ؟ لقد كانت هذه النقطة تحول بين الكثير من المعالجين المبتدئين كانوا يرغبون فى حضور الإشراف وبشغف ,,, أرى ان نكون أكثر سماحة لمساعدتهم على النجاح المبكر والتدريب .

د. يحيى

دعينا نحاول ونقبل استثناءك

على شرط أن تزيد الحالات خلال أسابيع ولو إلى أربعة،

هذا العدد هو ناتج خبرتى فى الإشراف لمدة أكثر من نصف قرن.

د. نجاة أنصوره

ثالثاً:  أعجبنى الدقة فى استفزاز المعالج لينمى قدراته ويختبرها فى ذات الوقت وفق توجيهات حضرتك التى تبدو صارمة كالعادة ,,, هذا هو التعليم ,,, وأنا أقرأ كنت أختبر نفسى وقدراتى اذا كنت بمكان هذا المعالج كيف سأفكر ؟ ووجدتنى لن افكر بأكثر مما جا به المعالج تقريباً ,,,

وهذا قد أفادنى جداً …

د. يحيى

بارك الله فيك

وأدام قدرتنا على “التعلم” والتعليم مهما طالت المدة.

د. نجاة أنصوره

رابعاً:  لم يصلنى كيف ان د هشام خاف انه يكون هو السبب فى جعلها تتعرف على رجل 49 سنه …. الخ هو مش المفروض اننا بالفعل نعطى مساحه كبيرة لطبيعة المشاعر، العلاقات، الميول، الأشخاص لمرضانا!؟

نحن كل شغلنا يتمركز حول هذه النقطة ويجب تعريتها دون تردد أو مخاوف أياً كان احتمالية الإيحاء الذى يصل المريض مع المتابعة والإهتمام طبعاً.

د. يحيى

وتظل المسئولية تتزايد مع استمرار العلاج.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 23-12-2018  www.rakhawy.net

الحالة: (72) العلاقات العلاجية هى تجليات مسئولة للعلاقات البشرية الطبيعية

الحالة: (72) العلاقات العلاجية هى تجليات مسئولة للعلاقات البشرية الطبيعية

الحالة: (72)

العلاقات العلاجية هى تجليات مسئولة

 للعلاقات البشرية الطبيعية([1]) 

د. مأمون مختار: هو شاب عنده 32 سنة حاصل على بكالوريوس كلية نظرية، أبوه موظف متوسط المركز، وأمه ربة منزل، عنده تاريخ إيجابى للمرض النفسى، الأم كانت بتتعالج من اضطراب شديد

د.يحيى: اضطراب شديد، إيه هوّه؟

د. مأمون مختار: كانت بتتعالج من اكتئاب ذهانى يعنى، لمدة طويلة

د.يحيى: قعدت بتتعالج أد إيه؟

د. مأمون مختار: قعدت بتتعالج 6 سنين على الأقل

د.يحيى: بإيه

د. مأمون مختار: كانت بتأخذ أدوية، هى مادخلتش مستشفى ولا خدت جلسات كهربا، يعنى العلاج أدوية بس.

د.يحيى: وهى حاليا عندها كام سنة؟

د. مأمون مختار: هى حالياً عندها 55 سنة، وهو دخل المستشفى وقعد فيها شهرين وخرج تقريباً من أربع شهور

د.يحيى: بيشتغل ؟

د. مأمون مختار: هو حالياً مابيشتغلش كان بيشتغل موظف بشهادته العالية، موظف كويس

د.يحيى: بقاله اد إيه مابيشتغلش

د. مأمون مختار: بقاله تقريباً سنتين وقبل كده كان شغله بصراحة مش منتظم قوى

د.يحيى: هو معاك بقاله أد إيه؟

د. مأمون مختار: هو حضرتك محولهولى بقاله كده 7 شهور، إنما هو تعبان من زمان، من حوالى 12 سنة، وبعدين لما الحالة اتطورت، دخل المستشفى.

د.يحيى: دخل كام مرة ؟

د. مأمون مختار: مرة واحدة ، وقعد شهرين

د.يحيى: وهوه كان عامل إيه فى شغله وهوه بره؟

د. مأمون مختار: يعنى، مش بطال، هوه إشتغل قبل كده فى الكويت، بس سافر ورجع، وعموما  مش منتظم فى الشغل بتاعه

د.يحيى: رجع بسبب المرض؟

د. مأمون مختار: مش بسبب المرض كده بصورة مباشرة، هو رجع عشان الوساوس كانت بتخليه يتأخر دايماً عن شغله، ييجى ياخد الأدوية تنيـّـمه، يتأخر برضه

د.يحيى: يعنى كان هناك لامم نفسه نسبيا ؟

د. مأمون مختار: تقريبا، بس بصراحة هوه  لما دخل المستشفى هنا كانت فيه فركشه جامده خالص، لكن  الدنيا إتلمت بسرعة، أنا عرضته على حضرتك قبل كده لما كنت مش عارف أقرّب واضغط على الوسواس، كنت خايف لا يتفركش منى تانى.

د.يحيى: وقلنا إيه ساعتها؟

د. مأمون مختار: قلنا إن الضغط  فى المستشفى غير الضغط بره، بعد ماخرج من المستشفى زقيته على طول على الشغل، وفعلاً لقينا شغل بعد ماخرج بأسبوع على طول، وكان منتظم فيه من البداية وخفضنا جرعة الأدوية، وخففنا نوعها، والدنيا مشيت كويس

د.يحيى: طيب فين السؤال بقى، ما هى الدنيا ماشية عال العال أهه

د. مأمون مختار: المشكله دلوقتى اللى عندى فى العيان ده: أولاً هو مش ناسى خالص إنى أنا اللى دخلته المستشفى ومعتبرنى أنا المسؤول عن كده،   وده الظاهر عامل مسافه كبيره جداً بينى وبينه فى العلاج

د.يحيى: طب وبعدين؟  مش هوه انتظم معاك برضاه وهوه بره؟

د. مأمون مختار: أيوه منتظم، بس زى ما يكون  مافيش أى نوع من أنواع الثقه، زى ما يكون بييجى وهوه كارهنى تماماً،  ومع ذلك مصر إنه يكمل معايا

د.يحيى: هو اللى بيجى لوحده، ولا أهله اللى بيجيبوه ؟

د. مأمون مختار: لأه هو اللى بيجى من نفسه ومصر إنه هو ييجى

د.يحيى: يعنى هوه بيجيلك عشان يكرهك ويمشى؟!!!

د. مأمون مختار: زى كده، يعنى هوه  بيجيلى أى نعم، بس مش واثق فيا، زى ما يكون أنا حسيت إنه بييجى عشان  يضمن إنى أنا ما دخلوش المستشفى، أو زى ما يكون عشان مش عايز يقعد يلف على دكاترة تانيين، حاجة كده زى اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش.

د.يحيى: هو لف قبل كده على دكاترة؟ قبل مايخش المستشفى؟

د. مأمون مختار: هوه كان مع حضرتك سنتين، كشف ومتابعة وكده،  وبعدين حضرتك حولتهولى

د.يحيى: لأه يعنى، دكاترة غير حضرتى.

د. مأمون مختار: أيوه، هوه  لف لفة كبيره قوى

د.يحيى: يبقى مجيئه معناه إنه مختارك أهه ، مادام عنده بدائل وخبرة سابقة. طيب ولما كان فى الكويت، كان بيتصل بيك؟

د. مأمون مختار: لما كان فى الكويت حضرتك رشحت له دكاترة هناك، وكان بيتابع معاهم بانتظام برضه لحد ما جه.

د.يحيى: ودلوقتى، وصلتوا لحد فين؟

د. مأمون مختار: دلوقتى هو عنده صعوبات كتير،  وهو محدد لى مناطق نشتغل فيها ومناطق أنا ماليش الحق إنى أتدخل فيها، يعنى حاجات زى الجواز وعدم الجواز ومش عارف إيه وبتاع

د.يحيى: يعنى بيقولك إنت مالكش الحق فى كذا كذا

د. مأمون مختار: آه، بيقول لى إنت تعرض رأيك بس، القرار النهائى ليا

د.يحيى: أيوه كده، يعنى بالنسبة للقرار، ماشى، يعنى، لكن بالنسبة للكلام ما فيش حاجة اسمها ممنوع الكلام فى كذا، ومسموح فى كيت.

د. مأمون مختار: أيوه، بس برضه حكاية إنه هوه اللى بيحدد بالشكل ده، بتخلينى متكتف جداً معاه، وبصراحة فكرت أكتر من مرة إن احنا نوقف العلاج،  لإنى أنا مش عارف أشتغل معاه، مش عارف أعدى المسافة اللى بينى وبينه، وساعات ألمح له إننا نبطل علاج، يتخض جداً، وأبص ألاقيه بيكلمنى على التليفون على طول أول  ما يخرج من العيادة يقول لى لأه، أنا مش حاوقف العلاج، أنا مصر إنى أنا آجى، وأكمل

د.يحيى: طيب ما هو ده معناه إن فيه علاقة حقيقية، حاجة كده زى الحبـّيبة ما يسيبوا بعض، ويتقمصوا، ويرجعوا، وكلام من ده،

د. مأمون مختار: هو أنا فعلا باحب العيان ده جدا ً، ونفسى أساعده أكتر من كده، بس الفترة الأخيرة حاسس بإنه بقى تقيل ، مش قصدى هوه اللى تقيل، لأه، المسئولية ناحيته تقيلة، فأنا مش عارف أتصرف إزاى فى الوضع ده

د.يحيى: طيب مش هوه ياابنى عيان ذهانى، Psychotic مش كده؟ مش دخل المستشفى شهرين، وكلام من ده، يبقى يعنى حالة تقيلة.

د. مأمون مختار: آه

د.يحيى: وبعدين إنت بقالك معاه ييجى سبع شهور،  بصراحة  أنا شايف اللى إنت عملته معاه ده شديد الإيجابيه وكله علم  وصنعة وحرفنة، كون إنك إنت قدرت تحافظ على العلاقة بالشكل العميق ده لمدة سبع شهور، وتوصلوا لصدق المشاعر دى، دى حاجة عظيمة فى ذاتها، هوه انت فاهم إن العلاقة العلاجية دى حب وخلاص، هى كده بالضبط زى ما انت بتوصف، دى هىّ العلاقات البشرية الحقيقية اللى فيها كل حاجة، دى  صنعه لوحدها إنك تسمح لها تطلع زى ما هى، وبعدين نيجى بقى لحكاية ازاى تحافظ عليها، والعيان ذهانى زى ما قلنا، كونك تفتكر التشخيص وانت شغال، دا يخليك تظبط الجرعة ويوسع دايرة سماحك، وبرضه يخليك تحترم الجارى خصوصا لو كان مش مفهوم بشكل مباشر أو سهل، إحنا نحرص أول حاجة على إن العيان ييجى، وبعدين المحتوى بقى زى ما ربنا يرزق إيه اللى جواه، مجرد إن العيان يبقى حريص على الموعد، ومنتظم، وخايف لا العلاقة تنقطع، وفى نفس الوقت انت بتحبه، ومحتاس كده، ده شىء كويس، تلاحظ إنها علاقة زى  العلاقات البشرية العادية مع مسئولية مهنية هادفة، إن واحد عيان ييجى، ويصر على إنه ييجى، برغم الخوف، والصعوبة، والشك، ومشاعر الكره اللى وصلتك، أو حركات المقاومة، وبرضه يصر على إنه ييجى، من  غير ما أهله يجيبوه، أو يضغطوا عليه، وهو ذهانى، يبقى اسم الله على المعالج وعليه، ويبقى ساعتها تتأكد إن فيه علاقة بحق وحقيق، وأظن شفتم إن العلاقة الكويسة ماهياش حب وتحسيس وبس، الكره علاقة، والعـِنـْد علاقة، والصد علاقة، والتهديد علاقة، هو ده الشىء الطبيعى، العلاقة تبقى مفيدة علاجيا، وإنسانيا لما تسمح إننا نتعامل مع كل ده مع بعضه، من غير ما نكذب، ولا نتوقف. يعنى الإشكال الحقيقى هو إننا نحافظ على العلاقه بكل اللى فيها لصالح الهدف منها، يعنى إنها  تبقى نافعة للطرفين، بس خلى بالك ، يستحسن قوى مايبقاش فيه مناطق ممنوعة فى العلاقات الجدّ دى، يعنى ما يجيش يقول لك لأه ما تتكلمشى فى كذا، ونتكلم فى كيت، وبعدين لازم فى أى علاقة طبيعية إحنا بندورعلى أى عامل مساعد عشان يحافظ عليها، وينميها، هنا إنت ما قلتش أى حاجة عن محاولتك الاستعانة بالأسرة، صحيح الأم عيانة زى ما قلت فى الأول، أو كانت عيانة، إنما ده ما يمنعشى إنها تساعد، وتساعد بجد، العلاقة الحقيقية الصعبة دى عاملة زى علاقة الجواز، هو الجواز بيبقى علانية عشان المجتمع يساعد على الحفاظ على العلاقة الصعبة دى، وبرضه بنلجأ فيه لمساعدة أهل الطرفين فى الزنقة، وهنا العيان بتاعك ذهانى ما تنساش، يعنى فى أى وقت ممكن يتفركش زى ما كنت خايف عليه المرة اللى فاتت، فلازم الأسرة فى الحالة دى تقف جنبك وجنبه، زى ما وقفت جنبه ودخلته المستشفى قبل كده.

تلاحظ يا إبنى برضه إن العلاقة الحقيقية هى علاقة متغيرة بالضرورة، يعنى، تحتمل التقلبات، العلاقه اللى مش متغيره مهدده يا إما بالرخامه والتسويه الهامده،  يا إما بالقطع بغير رجعة، وده برضه فى الحياه العادية، يعنى  العلاقه بتبقى متغيره بكل مصاعبها، مره تصيب ومره تخيب، وهُبْ نبتدى من أول وجديد، بس خلى بالك إحنا ماتربيناش على كده، وحتى الكتب والدراما الخايبة ما بتقدملناش العلاقات بالشكل الصح، العلاقة الحقيقية هى  “رايحه –جاية” معظم الوقت، فإنت ماشى تقريباً مظبوط، بتقيس بحقيقة اللى مفروض يحصل بين البشر، لا أكثر ولا أقل، المفاجأة هى إننا ما كناش نعرف ده، يعنى اتعودنا اننا نكتفى بإن ده بيحبنى، لأ دا بيكره، وخلاص.

فاضل بقى تستعد للأزمه القادمه ، وده برضه موجود فى الحياة العادية، يعنى عليك إنك تحسبها إزاى الأزمة الجاية حاتحصل، هنا بقى نرجع للاستعانة بالمعلومات اللى عندنا، وكل ما المعلومات كانت وافية تلاقى إننا نقدر نتوقع صح، بالشكل ده ما نتفاجئشى بالأزمه اللى جايه ، وبعدين عندك متغيرات كتير فى الحالة دى لازم تعمل حسابها زى ما انت شاورت، يعنى مثلا هو حا يسافر تانى ولا عدل نهائى، وبرضه مسألة الجواز، وتخلى الخيوط فى إيديكم إنتم الاتنين طول الوقت، حكاية إنك تقول له قرار ونصيحه دا كلام سطحى بالنسبة للحالة دى، لازم تفاعل ومشاركة، وهوه فى النهاية اللى حا ياخد قراره بنفسه بعد ما توضح موقفك على الآخر،

 ثم إن العلاقة الحقيقية هى العلاقة المهددة بالتوقف، وفيها إيه، زى الجواز كده، لما يكون الطرفين واخدين الحكاية جد، لازم يحطوا احتمال الطلاق، أنا آسف معلشى للمتجوزين هنا،  يعنى احتمال فسخ العلاقه هو ده اللى يخليها متغيرة ومستمرة بتجدد حقيقى، فبيبقى فى ذهنك احتمال فسخ العلاقه كاحتمال حقيقى، وارد إن أى علاقه فى الدنيا تتفسخ، حتى إخوانا المسيحيين بيصعبوها حبتين إنما بيهربوا من حكاية لا فراق إلا بالخناق، بالجواز المدنى فى بلاد بره، وهنا زى ما انت عارف إيه اللى جارى طول الوقت.

إنت عارف إن نسبة الطلاق بتزيد فى كل الدنيا، وصلت واحد من اتنين ، أو اتنين من تلاته أحيانا فى بلاد بره، وده مش دليل على فشل المؤسسة الزواجية قد ما هو دليل على إن اللى بيحاولوا يعملوا علاقة مستمرة واخدينها جد من ناحية، وبرضه فيه احتمال إنهم بيستسهلوا من الناحية التانية، إحنا  شغلتنا زى كده بالظبط،  علاقه معرضه للانتهاء، وفى نفس الوقت واعدة بالتغيير، ده ما يفرقشى  إذا كانت حب ولا كره، اللى بيفرق هل هى مستمرة للوقت الكافى ولا لأه، هل هى إيجابيه وفيها محاولة من الطرفين ولا لأه، هل هى بتصب فى عمل مفيد للإتنين  ولا لأه، يعنى مثلا تيجى نقيس العلاقة بتاعتَك دى مع العيان ده أنا شايف إن العيان بيشتغل،  وبيتقدم وانت بتكبر، وبتمارس مهنتك بأمانة، وبتسمح لنفسك بالحركة والسؤال، حانعوز إيه أكتر من كده.

د. مأمون مختار: لأه كده رضا

د.يحيى: لمن يرضى

د. مأمون مختار: شكراً جزيلاً

****

التعقيب والحوار:

أ. أيمن عبد العزيز

بداية أشكر حضرتك على وضع بعض القواعد والتوضيحات التى يحتاجها المعالج كل فترة لتقييم الاداء.

– إذا كان العلاج النفسى له شروط واضحة فهل المتابعة لها شروط أم هى اجتهادية خاصة أن كثيراً من المعالجين يستسهلوا المتابعة عن العلاج النفسى.

د. يحيى

نعم، المتابعة أسهل،

 وهى اجراء روتينى جيد وضرورى  ويختلف من حالة لحالة، ومن معالج لمعالج.

أ. أيمن عبد العزيز

– وهل هناك زمن محدد يحتاجه المعالج لبداية ممارسته العلاج النفسى؟

د. يحيى

البداية هى من أول يوم لممارسته المهنة “تحت إشراف”،

 أما بدون إشراف، فالمسألة تختلف، ولابد من وقت كافٍ من الممارسة العامة، والمتابعة قبل أن تسمى لقاءات الأصغر منفردا مع المريض علاجا نفسيا بالمعنى الذى نقدمه.

د. رضوى العطار

المقتطف: الجواز بيبقى علانية عشان المجتمع يساعد على الحفاظ على العلاقة الصعبة دى، وبرضه بنلجأ للمجتمع لمساعدة الطرفين فى الزنقة

التعليق: لطيف التفسير ده

د. يحيى

ياليتنا نتحمل مسئوليته

د. رضوى العطار

المقتطف: إحنا  شغلتنا زى كده بالظبط،  علاقه معرضه للانتهاء، وفى نفس الوقت واعدة بالتغيير، ده ما يفرقشى  إذا كانت حب ولا كره، اللى بيفرق هل هى مستمرة للوقت الكافى ولا لأه، هل هى إيجابيه وفيها محاولة من الطرفين ولا لأه، هل هى بتصب فى عمل مفيد للإتنين  ولا لأه، يعنى مثلا تيجى نقيس العلاقة بتاعتَك دى مع العيان ده أنا شايف إن العيان بيشتغل،  وبيتقدم وانت بتكبر، وبتمارس مهنتك بأمانة، وبتسمح لنفسك بالحركة والسؤال، حانعوز إيه أكتر من كده.

التعليق: جميل وصف العلاقات ده، لكنه صعب ومعقد رغم بساطته.

د. يحيى

جمع صفة الصعوبة إلى التعقيد إلى البساطة فى وصف هذه العلاقات بالجمال فاجأنى كأنى لست صاحب النص.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 13-4-2010  www.rakhawy.net

الحالة: (73) إن لم يتحرك المريض، فسوف تتحرك الحياة (فى المعالج على الأقل)

الحالة: (73) إن لم يتحرك المريض، فسوف تتحرك الحياة (فى المعالج على الأقل)

الحالة: (73) 

إن لم يتحرك المريض، فسوف تتحرك الحياة

 (فى المعالج على الأقل) ([1])

د.خالد عبده: …فيه واحد عندى، هوه عنده 29 سنة، حضرتك كنت حولتهولى فى العياده من سنة، فى خلال السنة دى هو قطع أربع شهور ماجاش فيهم، هو ولد وليه ثلاث إخوات بنات، هو ترتيبه الثالث، يعنى بعده بنت واحدة، أبوه شغال فى شغلة كويسة محترمة، بيقبض معقول برغم شهادته البسيطة، ووالدته ست بيت

د.يحيى: والعيان بيشتغل إيه؟

د.خالد عبده: هوه ما بيشتغلش، ده لسه فى سنة رابعة، كلية نظرية، آخر سنة.

د.يحيى: عنده 29 سنة ولسه حتى دلوقتى فى سنة رابعة؟ فاضل له كام ماده

د.خالد عبده: باقى له 6 مواد

د.يحيى: شكله مريّح قوى، خير؟ إيه الحكاية؟

د.خالد عبده: المشكلة اللى أنا معاه فيها إن هو أولاً هو وأهله رافضين الدوا من أصله، ورافضين دخوله المستشفى

د.يحيى: طب دوا ليه؟ ومستشفى ليه؟

د.خالد عبده: مش هوه عيان؟ إمال أنا باعمل إيه معاه بقالى سنة؟

د يحيى: أنا مش فاكره قوى، ما دام جالى، وانا حوّلتهولك، وهوه بيجيلك بقاله سنة، يبقى عيان، مش كده ولا إيه؟ هوه فيه تاريخ مرض نفسى فى الأسرة؟

د.خالد عبده: على كلامهم مافيش

د.يحيى: طيب، أنا مش فاهم، أنا شفته من سنة، وانت بتشوفه بقالك سنة، بتعملوا إيه بقى فى السنة دى؟

د.خالد عبده: هى والدته اللى قدرت أشوفها من أهله، قالت مش عاوزين دوا، ومش عاوزين مستشفى، إحنا عايزينك تضغط عليه إن هوه يذاكر، وإنى أخليه يتخرج، مابيذاكرش أى حاجه خالص ومابيعملش أى مجهود

د.يحيى: الأربع شهور اللى قطعهم عن العلاج دول متقطعين ولاّ على بعض؟

د.خالد عبده: لأه كانوا على بعض

د.يحيى: من إمتى لأمتى؟

د.خالد عبده: يعنى رجع من حوالى شهر، يبقى قطع من حوالى خمس شهور.

د.يحيى: وقبلها كان منتظم ييجى سبع شهور؟!

د.خالد عبده: آه

د.يحيى: كنت بتشوفه كل اسبوع؟

د.خالد عبده: آه، بس هو لما كان بيجى كان بيجى غصب عن أهله ماكانوش عاوزينه ييجى يعنى، هو اللى كان عاوز ييجى

د.يحيى: غريبة! إحنا عادة بنشوف العكس! مش كده؟

د.خالد عبده: أيوه، ما هو السؤال هو عشان كده، أعمل إيه أنا بقى واحنا واقفين مطرح ما بدأنا.

د.يحيى: بتأخذ منه كام فى الساعة اللى بتقعدها معاه

د.خالد عبده: عادى، نفس الأتعاب زى أى واحد

د.يحيى: وهوه ماعندوش مشكلة فى الدفع؟

د.خالد عبده: أهله على قد حالهم جدا، إنما بيدفعوا لما بييجى، مع إنهم حتى الجلسات مش مقتنعين بيها، يعنى هما رافضين كل حاجة تقريبا، حتى إنه ييجى ليا، بصراحة والدته، كلمتنى مرة وقالت لى أنا مش عاوزاه ييجى العلاج

د.يحيى: … الله يكون فى عونك، ما تشوف شغلانه تانية يا ابنى وانت فى أول الطريق بدرى كده، واحد كسلان وراقد فى الخط وأهله مش عاوزينك، ولا عاوزين علاج ابنهم، ولا فاهمين حاجة، ولا انت عندك وسيلة غير إنك تستحمل، وتدى تعليمات، وتسمع، وتصبر، بقى ده اسمه كلام؟ بقى انت يعنى خدت بكالوريوس الطب والجراحة عشان كده؟!! إنت واخد بالك شغلتنا غريبة ازاى؟ بقى ده يسموه طب ازاى بالله عليك؟

د.خالد عبده: بس انا حاسس إنه طب، وإنى باأدى واجبى، ومش رافضه، بس مش عارف أعمل إيه.

د.يحيى: عشان كده باشكرك، وباقول لك الله يكون فى عونك، أنا قلت لك الكلام ده كله عشان أأكد اختيارك، وافهٍّمَكْ الطبيعة الصعبة لشغلتنا

د.خالد عبده: فهمت آه، بس أعمل معاه أنا إيه دلوقتى؟

د.يحيى: شوف ياإبنى، هوه لما قطع أربع شهور وبعدين جه من شهر، يعنى دى كانت فرصة عملية إنك تعيد التعاقد معاه، أكتر من مع أهله، لأن هوه اللى بييجى، صحيح أهله همه اللى بيدفعوا، لكن باين عليهم بيدفعو على عينهم، يمكن عشان الحيلة، الولد الوحيد، وانت بتديله ساعة بحالها من وقتك، ودلوقتى، بعد المدة دى، تقدر تشوف الساعة دى بتتملا بالهدف بتاعنا، وبتاعه، ولا لأه، وأديك عندك نتايج سنة، منها سبع شهور علاج واربعة انقطاع، وآدى شهر أهه، إنت تراجع نفسك، وتراجع الموقف معاه برضه، الساعة دى ياتقدر تملاها بفايده له وليك أكتر فى أكتر، يا إما المسألة مش نافعة، الحكاية مش إنك تقبض أتعابك وبس، أو حتى تتعلم وتشحذ مهاراتك، وهو يعمل اللى يعلمه، وباين إنه راقد فى الخط مية الماية، إنت مش بتتعلم فيه، إنت بتأدى واجبك، وتحاول تحل محل أهله اللى واضح إنهم خالعين وسايبينها لك، وحتى باين إنهم سايبنهالك غصبن عنهم، يعنى زى متورطين كده، ويمكن لهم شوية حق، ما هم مش شايفين نتيجة، أظن آن الأوان إنك تحاسب نفسك على الوقت، ومين أولى بيه، سواء إنت، أو هوه، أو عيان تانى، المسألة بينى وبينك مش كلها طب فى طب، دى فيها جزء أخلاقى، وجزء دينى، وجزء عاطفى، إنت طبيب، وصحيح هوه كل ما بييجى أديك بتعالجه، بس العلاج له مواصفات، ومحكات، ومراحل، ومراجعة، مش يعنى إنه ييجى وخلاص، وإذا وصلت إن ما فيش حركة خالص، يبقى من حقك تفكر تدى وقتك لحد تانى، بعد ما تخطر الأهل والعيان بالصعوبة، والوقفة، وقلة الجدوى.

د.خالد عبده: لكن ما هو رجع تانى وعايز يستمر

د.يحيى: أيوه فعلا، يبقى تنتهزها فرصة، وتحط شروطك فى العقد الجديد، وشروط موقوتة بزمن معين، وأداء معين، وتعاون منه ومن الأهل محددين، وإذا ما اتنفذتشى الشروط، يبقى أنت فى حر فى إنك تقطع العلاج، وتبرئ ذمتك ليكون بيستعمل العلاج زى تبرير للسلبية اللى وصل لها.

د.خالد عبده: بس انا حاسس إنه عيان، وإلا بييجى ليه، ما هو أنا ماعنديش حاجة أقيس بيها غير المذاكرة والنجاح، ما هو لسة تلميذ.

د.يحيى: هوه شكلها كده، لكن المسالة بعد ما وصل عمره تسعة وعشرين سنة، ولا بيذاكر، ولا بينجح، تبقى خطيرة شويتين، وللأسف هوه معفى من الجيش عشان وحيد، المسألة إن ماينفعشى واحد فى السن ده، يقعد أهله يصرفوا عليه أكل وشرب وعلاج، وهوه حتى مابيذاكرشى، أنا ساعات أطلب من الجماعة دول يشتغلوا عمل يدوى فورا، عشان يعول نفسه، ويحترمها، ويعفى أهله من أعباؤه.

د.خالد عبده: ما أنا عرضت ده عليه شوية، بس الأهل مارضيوش، وقالوا إحنا مش مقصرين، وهوه خلاص بقى فى سنة رابعة وكده

د.يحيى: ده صحيح، بس خلى بالك، أنا عندى عيانين قعدوا فى سنة رابعة دى عشر سنين، أنا عندى واحد فى بكالوريوس طب، إنتو عارفينه، بيجيلى من اسكندرية، آخر زيارة له بابص فى الورقة اللى دخلالى معاه لقيت سنة 52 سنة، أى والله، وعنده لسه باطنة وجراحة، ودخل الامتحان الشهر اللى فات، هزرت معاه وانا باقول له يا فلان همّا بيسمحو للطلبة اللى فى المعاش إنهم يحضروا الامتحانات لسه؟ خلى بالك آخر سنة دى بتبقى عاملة زى البوابة اللى حايخرج منها للواقع اللى هوه هربان منه، والعيانين دول موتهم وهلاكهم يرجعوا للواقع، فما تتطمنشى قوى زى أهله ما بيقولوا إنه وصل سنة رابعة.

د.خالد عبده: ما انا مش متطمن، إنما مش عارف أقيس التقدم بإيه، لا بيذاكر، ولا بيشتغل، ولا بيروح الكلية، وحتى مش منعزل قدام النت وكلام من، ده يعنى لا بيخرج، وييجى، ولا له اصحاب، ومابيشربشى سجاير ولا حاجة، بصراحة أنا مش قادر أتخلى عنه.

د.يحيى: شوف أما أقول لك، فيه حاجات كده بتحصل برغم إن الموقف يبقى مش مفهوم، وفيه حاجات كتير بينى وبينك، بنعملها لوجه الله واحنا مش واخدين بالنا، يعنى ساعات مابنقدرشى نحسبها، نقوم نسيبها تستمر، طول ما هى مستمرة ومافيش حاجة أوحش، يعنى ما فيش مضاعفات، تبقى ماشية، باقول ساعات!

د.يحيى: والله ما أنا عارف هوه فيه مضاعفات ولا مافيش

د.خالد عبده: عندك حق، الوقفة دى نفسها مضاعفات، بس برضه نرجع ونقول: إيه الحاجة إللى خلته يرجع بعد ما قطع أربع شهور، ساعات اللى حصل فى السبع شهور الأولانيين يبقى مش باين على السطح، يقوم يتخمّر جواه بعد ما يقطع، يلاقى نفسه كان وصل لحاجة مش واضحة وماكملتشى، يقوم ييجى عشان تكمل، من غير ما يعرف إيه هىَّ، ولا انت كمان تعرف إيه هىّ.

د.خالد عبده: يعنى أشد عليه أكتر؟ أهدده إن المسالة مش حا تتكرر؟

د.يحيى: تقريبا، يعنى المسائل تبقى أوضح، والأهداف المتوسطة تبقى محددة، وإعادة التعاقد أو إنهاؤه يبقى مطروح بعد النجاح فى الوصول للهدف المتوسط الأول فالتانى فالتالت، وهكذا، أو حتى بعد أى فشل فى أى واحد من الأهداف دى. بس ما تخليش الأهداف مجرد سمعان الكلام والمذاكرة، لازم البرنامج يشمل كل أو معظم نواحى الحياة، كل يوم كل يوم كل يوم، والمسألة ممكن توصل إلى إنك تقول له بصراحة: “إنت يا إما تسمع الكلام، يا أنا مش فاضى لك، يعنى ياتسمع الكلام يا مع السلامه، إنت تروح للزملاء بتوع الدوا وبس يمكن يساعدوك من غير تضييع وقتى ووقتك، وتبقى واقعى وانت بتحسبها، وما تنساش إنك صغير، والحاجات اللى مش مباشرة دى بتعلم أكتر، إنت مش مدرس بتدى دروس خصوصية، ده مرض، حتى لو معالمه غامضة، وانت طبيب، بس إياك يكون إنهاء العلاقة مجرد استسهال، يبقى حتى مش حاتتعلم، أنا لما كنت قدك كده، ويمكن أصغر منك، كان سنة 57 كان دكتور محمود سامى الله يصبحه بالخير، كان معيد وانا كنت نايب، فجبت له واحد قريبى شبه الحالة بتاعتك دى، كان فى ليسانس فى دار العلوم، أظن قعد معاه يجيى له فى القصر العينى ببلاش تلات اربع سنين، وماخدشى الليسانس ولا البكالوريوس بتاع دار العلوم لحد ما مات من كام سنة كده، باقول لك إنه قريبى من بعيد، كان كل ما الدكتور محمود يقعد معاه آخر النهار فى العيادة فى قصر العينى، وببلاش، أقعد أقول لنفسى، يا صبره، هوه قاعد معاه بيعمل إيه، ولا بيقولوا إيه، أصل بصراحة قريبى ده كان دمه تقيل على قلبى، بعد كده عرفت إن تقل الدم ده بيبقى أحيانا مظهر من مظاهر المرض خصوصا لما يكون صاحبه راقد فى الخط زى العيان بتاعك ده، كنت أستغرب على الدكتور محمود، واقول يا ترى هوه قاعد معاه بالصبر ده عشان بيجاملنى ولا الحكاية تستاهل، وبصراحة اتكسفت أسأله أيامها، كنت صغـيـّر، قصدى يعنى من الحكاية دى إن بلاش يبقى توقيف العلاج مجرد استسهال أو يأس بدرى أو حاجة زى كده. العيان قريبى ده طلع فى الآخر بعد ما انقطع وسألت الدكتور محمود، طلع “فصام” من اللى بيقولوا عليه “بسيط”، وهو لا بسيط ولا نيلة، ده من ألعن الأنواع، لأنه بيتسحب من الأول بأعراضه السلبية، وفقد الإرادة، والكلام ده، بصراحة أنا اتعلمت من الحكاية دى، وبقيت أدوّر بعد كده على التشخيص كل ما حالة تزرجن معايا، يعنى أنا اتعلمت منه معنى الصبر مع ناس توقفوا من الداخل أو من الخارج بهذه الصورة المفزعه، الحاجات دى بتعلّم أكتر من مجرد “ده ذاكر”، و”ده نجح”، لو المسألة اقتصرت على كده، تبقى مدرسة بقى مش علاج، قصدى أقول لك إنك وانت صغير لو بطلت علام من بدرى من الحالات الصعبة دى، مش هاتعالج ناس حتى أسهل بعد كده يعنى، ساعات يبقى الترموتر بتاعك بيقول إن الحالة مش نافعة، وانت بتكمل برضه تبص تلاقيك بتحس زى ما تكون تقدم العيان الحقيقى بيتراكم مع ذلك من وراك غصبن عنك. إنت لما بتزق واحد زى ده بتحرك الحياه نفسها، مش بتحرك الشخص، وساعات تلقط إنك بتحرك الحياة اللى جواك انت كمان، لو الحياة عند العيان ما تحركتشى، يعنى لو ماكنش مع الجهد اللى بتبذله، والوقت اللى بتديهوله يتحرك يبقى فيه حاجة تانية لازم تتحرك فيك من خلال العناد والرؤية والمراجعة والحسابات والحمد والصبر والكلام ده كله، وإن شاء الله ربنا يوفقك ويوفقه؟

د.خالد عبده: كله على الله.

****

التعقيب والحوار:

أ. منى حامد              

حضرتك وصفت حالتين: حالة قريبك مع الدكتور محمود سامى وحالة طالب الطب وعمره 52

وكذلك ذكرت ان انهاء الدراسه هو خروج للواقع وان الواقع بيخوف المريض خوف البنى آدم من الموت، وكذلك ماوصفته عن الفصام البسيط الاخبث من اى نوع آخر، كل ذلك أوصل لى ما يلى:

إن الامل فى التغيير، التحسن، الشفاء او ..او اى وضع آخر غير تثبيت الوضع على ما هو عليه بيكون امل ضعيف جدا، واعرف ذلك ايضا من خبرتى المتواضعه

السؤال: لماذا التطويل إذن فى محاولة العلاج؟

د. يحيى

استمرار محاولات العلاج هو حق المرضى طول الوقت، والله وحده هو الذى يضع النهايات النهايات.

لو فتحنا الباب أمام إنهاء العلاج أمام الصعوبات كلها، أو احتراما لحسابات تنبع من الخوف أو اليأس أو الكسل، إذن فنحن نفتح باب الاستسهال على مصراعيه،

أ. منى حامد              

لماذا يصر هؤلاء المرضى احيانا على علاقه مع المعالج حتى بعد كل هذا التبلد والانسحاب؟ وما هى دلالة الانتظام او العوده المستمره بعد كل انقطاع؟ 

د. يحيى

لأسباب كثيرة جدا من بينها: العادة، والاعتماد، والاستسهال، والتبرير، والأمل الحقيقى، والأمل الغامض، وتزجية الوقت.. (كفاية كده).

أما دلالة العودة فهى كل ذلك!!

أ. منى حامد              

هل هناك ضرر من استمرار العلاقة “العلاجية”، اذا صح تعبير “علاجية” فى هذه الحاله.

د. يحيى

أظن الرد جاء فى النشرة، وأيضا فى ردى عليك حالا – يا منى – وفى التعقيبات السابقة، المهم ألا يكون هناك ضرر من استمرار العلاج وألا تصبح كل وظيفة المريض فى الحياة أنه “متعالج مزمن”!

أ. منى حامد              

حضرتك اقترحت انهاء العلاقة فقط لصالح الطبيب؟ هل هناك مصلحة للمريض نفسه فى انهاء العلاج؟

د. يحيى

لا أظن أننى ذكرت ذلك تحديدا

 برجاء الرجوع لأصل النشرة.

فإن كنت قلته فأرجو تصحيحه:

 إن مصلحة المريض تأتى دائما فى المقام الأول

أ. منى حامد              

لدى مثل هذه الحالات، ولاتزال تسبب لى كثيرا من الحيره ويبقى البحث عن الجدوى والمصداقية سؤال مؤلم. ويبقى انهاء العلاقة حل لا يخلو من إحساس بالذنب والتخلى.

د. يحيى

ولهذا أنشر هذا الباب بانتظام.

 د. أسامة فيكتور

… مش برضه تقل الدم، والبخل ده بيبقى أحيانا مظهر من مظاهر المرض خصوصاً لما يكون صاحبه راقد فى الخط زى العيان بتاع الحالة دى؟

د. يحيى

أحيانا، وليس دائما، أو ربما غالبا

د. أسامة فيكتور

ازاى لمّا بتزق واحد زى ده يتحرك وهوه مزرجن كده، الحياة نفسها بتتحرك بدال الشخص؟

أفهم أن تتحرك الحياة داخل المعالج، ولكن لا أفهم كيف تتحرك الحياة نفسها.

د. يحيى

علاقتى بالحياه يا أسامة هذه الأيام تنفصل أحياناً عن “الأحياء”، كأنها كيان قائم بذاته ونحن جزء منه، وبالتالى إن لم تتحرك الحياة فى مريضنا تحركت بنا لنا، وله

ما رأيك؟

 د. مروان الجندى

أوافق على رد حضرتك على المعالج من حيث ضرورة الاستمرارية فى مثل هذه الحالات، وعدم استسهال إيقاف العلاج حتى لو لم يوجد تحسن فى الحالة، وبالرغم من موقف الأهل على الرغم من صعوبة تنفيذه أحياناً بسبب اليأس.

د. يحيى

ربنا يقدرنا.

د. مروان الجندى

لدى سؤال:

ماذا أفعل إذا اتصل بى الأهل من وراء المريض وطلبوا منى صراحة أن أتصل به تليفونياً وأخبره بألا يأتى إلى الجلسة بأى عذر لأنهم يرون أن ابنهم ليس مريضا، دون أن أبلغ المريض بأنهم فعلوا ذلك؟ بحيث يظهر أنهم موافقون على علاجه أمامه، ومن ورائه لأ؟

د. يحيى

ما هذا؟!! ما هذا؟!! ألم أنصح أو انبه أو أذكر ألا نعطى أية معلومات عن المريض إلا للمريض وأمامه وبإذن منه، فما بالك بالهاتف؟ إياك إياك إياك.

من حق المريض أن يتكلم من ورائهم وليس من حقك أو حقهم أن يتكلموا من ورائه.

(استثناء: إلا حسب نصوص قانونية فى الأحوال القضائية(

 د. مدحت منصور

الدكتور المعالج راجل طيب بس مش كان يخفض من أتعابه شوية للولد الغلبان ده مش يمكن مقاومة أهله قصر ديل يعنى مع إنى أشهد بأننى لم أر هذا النظام إلا عندكم و لم يقابلنى فى أى مكان آخر.أحسست إن المعالج هدى مع المريض يعنى ما قاومش ويعنى إيه مريض ما ياخدش دوا إن كان لازمه دوا، أنا فاكر كلمة حضرتك المشهورة (خلاص شوفلك دكتور غيرى) والله ما زلت رغم الحب وسنى ده با اخاف منك حقيقة، وبين الحب و الاحترام و الخوف مرة منك و مرة لحسن تزعل نمت علاقة علاجية رائعة بل وإنسانية.

د. يحيى

هذا صدق طيب

أ. رامى عادل

لا اعلم لم تذكرت حكمه تقول: “معللا بالوصل والموت دونه” وكان الوصال هو ماء المحاياه، رغم أن الجميع يبحث عنه بعيداعن الناس، فى دور العباده، أقصد أن الإنسان طالما يسعى ليجده فى بنى أدم، سيصل باذن الله، وجود إنسان يمثل هذه القيمه صعب للغايه، لكن لا مانع أن نمرعلى غير المرغوب فيهم.

د. يحيى

مرة أخرى أشكرك يا رامى

لقد اقتربتَ كثيرا من كل الناس.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 20-4-2010  www.rakhawy.net

الحالة: (74) الموقف الحـُكمى، والموقف العلاجى، واستعجال التغيير

الحالة: (74) الموقف الحـُكمى، والموقف العلاجى، واستعجال التغيير

الحالة: (74)

الموقف الحـُكمى، والموقف العلاجى،

 واستعجال التغيير([1])

 د.أحمد شلتوت: هو مريض حضرتك كنت محوله لى من حوالى شهرين ونص، عنده 42سنة، كان جاى بأعراض وسواسيه، هو بيشتغل محاسب فى مؤسسة كبيرة، ومن طبيعة شغله إنه يراجع الحسابات كتير أوى

د.يحيى: ما هو كل محاسب لازم يراجع الحسابات!ّ ولا إيه؟

د.أحمد شلتوت: بس ده كان بيقعد يراجع الحسابات لدرجه إنه كان بيقعد فترات طويله بعد شغله، يعنى بعد ساعات العمل يقعد فى الشغل بتاعه يراجع، وبرضه ده بيخليه يتأخر عن تسليم الشغل اللى معاه فى معاده زى زملاته

د.يحيى: بقاله قد إيه معاك

د.أحمد شلتوت: بقاله 3 شهور تقريبا

د.يحيى: والحالة كلها بقالها قد إيه

د.أحمد شلتوت: هو لف على دكاتره كتير من ساعة لما بدأ يتعب، بس ماكنش لاقى النتيجه اللى هو عايزها وبعدين لما جه لحضرتك بيقول دى كانت أول مره إن حد يقعد معايا ويتكلم معايا كده

د.يحيى: حد اللى هو أنا؟ ولا أنت؟

د.أحمد شلتوت: اللى هو حضرتك، وبعدين هوه قعد معايا بناء عن توصية حضرتك، فهو العيان جالى حوالى 4 مرات الأولانيين كنا اشتغلنا أكتر الوقت فى النقطه دى

د.يحيى: أنهى نقطه

د.أحمد شلتوت: نقطة الأعراض الوسواسيه اللى فى الشغل اللى معطلاه

د.يحيى: وبعدين؟

د.أحمد شلتوت: على ثالث أو رابع مره حسيت إن الأمور مش مطمئنه فطلبت إنى أقابل مراته، هو الأول ماكانش مرحب، بس يعنى بعد كده جابها على الجلسه الرابعه تقريباً

د.يحيى: عندهم عيال؟

د.أحمد شلتوت: … آه عندهم اثنين ولد وبنت

د.يحيى: عمرهم؟

د.أحمد شلتوت: 5 سنين و 7 سنين

د.يحيى: مراته بتشتغل؟

د.أحمد شلتوت: لأه ما بتشتغلش، لما مراته جت واتكلمت معاها حصل تغير تام فى نظرتى للحاله، لأنها اتكلمت على مشاكل أكبر من الوسواس بكتير، ظهر لى من كلامها إن فيه حاجة فى الشخصية، يعنى هو شخصيه سلبيه جداً اعتماديه جدا، بيرفض تحمل أى مسئوليه بأى شكل من الأشكال لدرجة إن هو اتأخر فى جوازه قوى خوفا من المسئولية، مراته بتتكلم على إنه هو ما بيعملش أى حاجه فى البيت، مالوش أى دور ناحية مراته أو ناحيه ولاده

د.يحيى: هى بتشتكى من ده ولا ماشى الحال وانت اللى نكشتها؟ وهوه موقفه إيه من علاقتهم؟

د.أحمد شلتوت: هو ماجابش سيره خالص فى الثلاث أو الأربع مرات قبل ما أقابل مراته، ماجابش سيره من ناحية أى صعوبة من ناحية مراته ولا الكلام ده خالص

د.يحيى: يعنى هوه كان شايف إن دى حاجة تستاهل إن الدكتور يتكلم فيها ولا إن ده تدخل مالوش لازمة؟

د.أحمد شلتوت: لأه هو كان تعليقه على الكلام ده كان بيقول إن احنا خرجنا بره الموضوع

د.يحيى: موضوع إيه؟ البطء فى تقفيل الحسابات وكده؟

د.أحمد شلتوت: أه موضوع الحسابات

د.يحيى: ومراته؟

د.أحمد شلتوت: مراته بتحكى على إن له قوالب ثابته فى حياته، هو مثلاً عنده مشوار كل أسبوع بيروحه لوالدته، بيروح عندها ويدخل ويقعد عندها فتره معينه ويخرج، حتى لو كانت هى نايمه، حتى لو ما شافهاش

د.يحيى: هى والدته عايشه مع مين؟

د.أحمد شلتوت: والدته عايشه لوحدها

د.يحيى: تماماً؟

د.أحمد شلتوت: تماماً

د.يحيى: ووالده؟ متوفى؟

د.أحمد شلتوت: آه والده متوفى

د.يحيى: من إمتى؟

د.أحمد شلتوت: لأ، من زمان، من حوالى عشرين سنة كده.

د.يحيى: واخواته؟

د.أحمد شلتوت: عنده 3 أخوات

د.يحيى: رجاله ولا ستات

د.أحمد شلتوت: رجاله

د.يحيى: السؤال بقى

د.أحمد شلتوت: السؤال: هو بالنسبه للعيان ده أنا لقيت صعوبه شديده معاه بعد ما قابلت مراته، وهوه برضه اتلخبط، بدأ يقطع، ما عادشى منتظم على الجلسات زى ما كان الأول، وأنا ما بقيتشى لاقى له مدخل ينفع إنى أحفزه أو أغيّره بالنسبة للبيت، كل ما أحود على الكلام فى اللى جارى فى البيت، يروح مقفل ومتكلم عن الشغل، والوسوسة فى الشغل وهوه متمسك بالشغل ده أوى على أمل إنه حا يترقى وحا يبقى قديم وياخد وضع أحسن

د.يحيى: فيه عنده تاريخ أسرى للمرض النفسى؟

د.أحمد شلتوت: لأه مافيش، على حد كلامه

د.يحيى: طيب، مش عارف إنت بتسأل على إيه بالضبط، أى منطقة عايزنا نناقشها؟

د.أحمد شلتوت: أصل كمان باين الشغل حا تتغير طبيعته، بيقولوا إنهم بيجددوه فا بيمشوا الناس على قد ما يقدروا، والناس اللى حا يفضلوا حا يقعدوا فى بيوتهم لحد ما التجديد يخلص، وده ممكن ياخد سنتين، يعنى هوه معرض فى أى وقت فى الفتره اللى جايه أنه يتسوح يلاقى نفسه فى الشارع، أو قاعد فى البيت مستنى الفرج، وانا عمال أقول له ندور على شغل احتياطى، ما فيش فايدة، أقول له العيال حايتشردوا، وهو ولا هو هنا، مراته قالت إنه من كتر ما هوه مش مسئول ما كانشى عايز يخلّف من أصله.

د.يحيى: إزاى؟

د.أحمد شلتوت: كان رافض الخلفه، رافض الإنجاب، ما وافقشى إلا بعد ضغط من الأسرة

د.يحيى: طيب، وهوه جنسياً كويس مع مراته

د.أحمد شلتوت: هوه ما جابشى سيرة، بس مراته اتكلمت فى الحته دى، وقالت إنها بعد ما حملت وخلفت مرتين العلاقة بقت على فترات متباعده قوى

د.يحيى: كل قد إيه؟

د.أحمد شلتوت: كل ثلات أربع أسابيع، وهو بيعملها مابيكملهاش للاخر علشان يتجنب أى فرصه للحمل.

د.يحيى: ده بيسموه العزل، وده موصوف فى الدين عندنا

د.أحمد شلتوت: أيوه بس هوه بيعملها عشان يتهرب من المسئولية، مراته عندها مشاكل صحيه تمنعها إنها تاخد حبوب أو تركب لولب.

د.يحيى: طيب سيبك من حكاية الحمل دلوقتى، هى مراته موقفها إيه بغض النظر…؟

د.أحمد شلتوت: من ناحيتها هى يعنى متضرره، بتقول إنها ما بتستمتعش خالص

د.يحيى: ده من الأول للآخر؟ من ساعة ما اتجوزوا؟

د.أحمد شلتوت: أيوه، من الأول للأخر

د.يحيى: قبل الخلف وبعد الخلف؟

د.أحمد شلتوت: قبل الخلف وبعد الخلف

د.يحيى: طيب وبعدين؟

د.أحمد شلتوت:…المشكله عندى فى العيان ده إنى حاولت أقولّه مثلاً نفكر فى مشروع، نحسن نفسنا شويه، إنت راجل محاسب قديم وعندك خبرة طويلة، ألاقيه مصدّرلى ابتسامه بلهاء، وبيسمع الكلام وخلاص على كده، وكل ما نفتح حته زى ديه يرمى لى حته الأعراض الوسواسيه ديه فى الشغل وبس، وإن هو بيعيد الحسابات كتير، وكلام من ده.

د.يحيى: السؤال بقى؟

د.أحمد شلتوت: هو ده السؤال، أنا مش عارف أحفّزه ازاى، مش عارف شخصيه زى دى أدخل لها منين

د.يحيى: انت زى ما تكون شايف إن الراجل ده زى ما يكون ميت، ما بيتحركشى

د.أحمد شلتوت: أيوه بالظبط

د.يحيى: بالظبط إيه؟ أنا بانبهك إن ما ينفعشى يكون موقفك بعد تلات شهور، أغلبهم زق ونصايح، يكون بالشكل ده، طبعا إنت صادق وده شعورك، ماينفعشى تزيـّفه، لكن لازم تشتغل فيه، أنا شايف إن شعورك ناحيه العيان واخد موقف حُكمى، أكتر منه موقف علاجى، إنت ناسى إن فيه ناس عاديين لا بيتعالجوا ولا حاجة، وراقدين فى الخط الرقدة المهببة دى؟ الناس دول يعنى ندفنهم بالحيا يعنى عشان بنزقهم ما بيتزقوش؟

د.أحمد شلتوت: يعنى أعمل إيه ؟

د.يحيى: يا أخى مش انت دكتور، وهوه عيان بيجيلك، وبيستنجد بيك، حتى لو كان ما بيتحركشى، هوه إيه اللى بيخليه يجيلك بانتظام إلا إنك دكتور، وإن جوّا جواه نِفُسه يتغير؟

د.أحمد شلتوت: يعنى أعمل إيه ؟

د. يحيى: يا أخى لما يكون واحد سجن نفسه فى السانتيمتر بتاع الحسابات بتاعته بالشكل ده، والسجن ده حاميه من أى تغير غير محسوب، أو مش حاميه حتى، بس مطمِّنه إن المسألة لما تكون محسوبة، يبقى هو فى السليم ضد المفاجآت، وهات يا حسابات ووساوس: “محلك سر”، مش برضه تحترم خوفه اللى موقفه قبل ما تحكم عليه بالموت بالسهولة دى، ثم إن فيه جوانب أخرى غير الحسابات والشغل ومراته لازم تحطها فى الاعتبار يمكن نفسك تتفتح شوية، إنت ما قلتلناش مثلا علاقته بولاده شكلها إيه

د.أحمد شلتوت: هى برضه علاقه سطحيه جداً لأنه رامى المسئوليه كلها على مراته

د.يحيى: يعنى هوه من الأول ما كانشى عايز يخلف، ولما خلف خلع

د.أحمد شلتوت: آه

د.يحيى: برضه معلشى، إنت يادوب قعدت معاه كام اسبوع، وماشفتش مراته إلا فى نص السكة تقريبا، مش يمكن مراته خدت المبادرة بطيبة، وبعدين استحلتها عشان تركبه ولو لاشعوريا، وهو ما صدّق وريّح، وكانت النتيجة إنه طلّع عينها، ونسى ولاده؟ كل شىء جايز يا راجل، مش احنا قلنا ميت مرة إن كل جريمة عاملها اتنينً، هنا مش جريمة قوى، إنما أهى مصيبة والسلام، مصيبة لأن نتيجتها سلبية على الجميع، هو مش مبسوط، ومش عايش إلا فى السنتمتر بتاعه عمّال يلف حوالين نفسه فيه، وهى شايله الحمل لوحدها وقرّبت تنخ، وأظن العيال ضايعين وربنا يستر، طبعا النتيجة سلبية على الجميع، ومش معقول ده كله يتغير فى أربع أسابيع وخصوصا مع موقفك الحُكمى ده.

د.أحمد شلتوت: يعنى فيه أمل؟ أكمّل يعنى؟

د.يحيى: يا جدع انت!!! طبعا، ما دام بييجى، وربنا موجود، والست مستحملة ولو شوية كمان، يبقى فيه أمل طبعا، مش هوه محاسب بيعمل شغله مظبوط ويمكن يترقى، وبيدور على شغل تانى تحسبا للاستغناء، يعنى هو ما وقفشى ورقد فى الخط وقال الحقونى وبس، وحتى لو قال الحقونى ما هى دى ميزة برضه، مش ضرورى يكون معنى كده إنه عايز يتشال وبس، لأ، مجرد مجيئه وانتظامه، يخلينا نحط احتمال إن نفسه فى حاجة تانية.

د.أحمد شلتوت: طيب إزاى أقدر أستغل طيبة مراته أكتر من كده شويه؟

د.يحيى: عندك حق من حيث المبدأ، لكن خلى بالك: العلاقة وصلت لنوع عايز الحذر شويتين وانت بتحاول تفهمه، مراته ست غلبانه مش حا تقدر تعمل حاجه أكتر من اللى هى بتعمله، يمكن المطلوب إنها تعمل حاجة أقل، أنا متصور إنها كل ما تحاول تقرب بحق وحقيق، يمكن تبص تلاقيه حا يترعب، أو حا يعتمد أكتر، ثم ما تنساش الإشارة اللى انت قلت لنا عليها اللى بتورينا علاقته بأمه اللى بيروح لها بالانتظام ده، صحيح ده برّ الوالدين وكل حاجة، بس يروح، ويقعد عندها نفس الساعات فى نفس المعاد كل أسبوع حتى وهى نايمة، يعنى تحط ده فى الاعتبار

د. أحمد شلتوت: بس ده عنده 42 سنة

د.يحيى: أظن إنه فى السن دى لازم نحترم اللى اتعود عليه من ناحية، إنما نفكر فى احتمال اللى بيتسمى “أزمة منتصف العمر”، ودى تعنى إشارة لاحتمال هزّه تفوقه تخليه يشوف إن اللى اتعود عليه مهما كان مستمر ومتكرر، ما عادشى نافع

د.أحمد شلتوت: يعنى بعد ده كله ممكن يتغير؟

د.يحيى: يا راجل بلاش تستعمل تعبير “يتغير” بالسهولة دى، التغيير ده عادة فى العلاج بيبقى نتيجة، مش هدف أولى، وبعدين هنا فيه كذا مجال تقدر تشوف فيه اللى بتسميه تغيير من عدمه، طبعا بعد المدة الكافية، يعنى مثلا، سامحنى، أنا فى الحالات اللى زى دى بيصعب عليّا اللى حواليه أكتر ما هو بيصعب عليا، وبابقى وانا بعالجه عينى على العيال اللى مالهومشى ذنب دول، يعنى باحس بمسئولية نحو الأسرة كلها، ويمكن هنا ولاده أهم من مراته، لأن مراته رخره ممكن تكون اتعودت على السلبيات الزفت دى، إنما بافكر هما ولاده حا يوصلهم إيه من هذا الوجود الخانق اللى قرب يبقى وجود ميت، فده بيحمسك إنك تصبر، ينوبك ثواب من احتمال إن تحسنه، يبقى فيه وقاية للعيال دول، ودايما تفتكر إن منتصف العمر الفرصة فيه مش أقل من نقلة أزمة المراهقة،

د.أحمد شلتوت: يعنى أستنى لحد إمتى وبعدين أقول إنه مش نافع خالص؟

د.يحيى: يا أخى، يا أخى، دول شوية أسابيع يا دوب، إحنا لسه بنقول يا هادى.

د.أحمد شلتوت: يعنى أعمل إيه بالظبط

د.يحيى: تعمل دكتور، طبيب نفسى، معالج، تمارس شغلتك طول ما هو بييجى، وتسيب النتيجة على الله، وكل ما الوقت يمر والعلاقة تتوثق، تقدر تزود جرعات الضغط والشروط سنـّة سنـّة، ولازم حا يوصله إنك رافض الاختيار الساكن ده، واللف حوالين نفسه طول الوقت، ولما حايبقى حريص على علاقتك بيه، ورأيك فيه، يمكن تبص تلاقيه فى لحظه معينه راح متحرك ناحية اللى انت عايزه له، إنت عليك إنك ترصد الحركة فى أى اتجاه، أكتر ما ترصد حكاية يتغير ويتحسن والكلام المعتاد ده، يمكن يتحرك نحو مراته، نحو الجنس، نحو إبنه، نحو بنته، نحو نفسه، يضبط نفسه بيقدر يفرح، بيقدر يندهش، أى حاجة جديدة، تبص تلاقىِ نفْسَك اتفتحت ويمكن تقبله أكتر فى أكتر بدل الموقف الحكمى الفوقى ده.

د.أحمد شلتوت: يا رب اقدر أشوف حاجة تستاهل الاستمرار

د.يحيى: يا راجل أنا شايف إنك مستعجل قوى، مرة تانية باقول لك إنك بقالك يا دوب شوية أسابيع، أى حركة حقيقية عايزة وقت، اللى اتكونِّ فى أربعين سنة مش سهل إنه يتتعتع فى شهر، وبعدين كل ما تزهق تتلفت نحو بعض الإيجابيات اللى موجودة تصبرك، أهو بيشتغل والعيال بيكبروا وحا يتجوزوا، والوليه مراته مستحمله ربنا يعوضها خير ويصبرها، وكلام من ده يمكن ربنا يبارك لك ويبارك له.

د.أحمد شلتوت: كله على الله

د.يحيى: ربنا يسهل

****

التعقيب والحوار:

د. ايمان الجوهرى

طيب ما هو ممكن نشتغل مع العيان ومراته فى وقت واحد علشان نحرك الأمور.. يعنى الست دى أكيد عندها مشاكل هى كمان من سلبيه جوزها (اللى ممكن تكون هى ساعدت فيها فى علاقتهم من الأول بوعى او بدون) يعنى نخلى الست تتكلم مع جوزها فى احباطها وضيقها ونخليه يشوف النظره السلبيه اللى عند مراته ليه وأنه خيب أملها وبدل ما الست تتكلم عن جوزها تتكلم معاه فى مشاعرها الحقيقيه من رفض وتحمل وأستياء. ممكن المواجهه دى لو كانت حقيقيه مش مفتعله تبقى حافز على الحركه للامام فى هذه الأسره.

د. يحيى

علاج الأزواج (العلاقة الزوجية) هو تخصص داخل التخصص، وأظن أن فيه كثير مما تقولين، وابنتى د. منى تخصصت فى ذلك جزئيا، وانت تعملين معها بعض الوقت على قدر علمى ويمكن أن تفيدانا فى ذلك.

فقط أرجوك يا إيمان أن تتذكرى أن كل ما أوصيت به من مواجهة طيبة قد تنقلب تصادما خطرا يهدد كيان الأسرة كلها، إذن لابد أن يتم ذلك مع وجود وسط مناسب، بمعاونة وسيط حرفى واعٍ.

أ. مريم عبدالوهاب 

 المقتطف :د.يحيى: يا جدع انت طبعا ما دام بييجى وربنا موجود

التعليق:  اجمل الكلمات اللى بحبها منك استاذى (ربنا موجود)

احساس بالمعيه والرعايه بتوقفك عن انك تحس ان اللى بتديه للناس مش منك أد ما هو تسخير ربنا ليك عشان خاطر عباده

د. يحيى

هذا هو

أ. مريم عبدالوهاب 

 المقتطف: د.يحيى :سامحنى انا فى الحالات دى بيصعب عليا اللى حواليه اكتر ما هو بيصعب عليا وببقى بعالجه وعينى على العيال اللى مالهومش ذنب

التعليق: ربنا يبارك فيك يا استاذى ..اتعلمت من النقطه دى نظره الرعايه الشامله خاصه فى الحالات اللى بيكون فيها العيان مسئول عن اسره …عينى على اللى حواليه اقوم اتنشط واتقوى بربنا على استكمال المسيره بحب ورضا

د. يحيى

الحمد لله

د. نجاة أنصوره

أولاً:  إستوقفتنى “أحادية العَرَض”  الذى يبدو إنه إنصب على الحسابات فى صورة تكرار ومعاودة، ولا أعرف إذا ماأعتبرنا تهربه من المسؤولية البيتيه تنطوى بالفعل من ذات المنطلق الوسواسى ؟ وما إذا كان عدم إرتياح المريض لفتح سيرة علاقته مع زوجته واولاده ومسؤولياته تندرج تحت نفس المنطلق الوسواسى أيضاً فى صورة (كرب) مما يجعله يقفل الحديث عن ذلك الجانب فور فتح المعالج له ؟

لم أجد فى سرد الحالة فى عمومها ما يوضح لى ذلك .ولكن لو أعتبرناه ” كرب ” فكان يجب التركيز المكثف هنا على تبديد هذا الغرض والإشتغال على تفكيك التشوه أولاً وقبل أى خطوات أخرى حتى قبل التركيز على المعاودة والتكرار فى الحسابات لأن الكرب هو الوصلة الرابط بين ” التكرار ” وبالتالى كل مناحى حياته

د. يحيى

عذرا، فأنا لا أستعمل مصلح كـْرب عادة

وأيضا أنت ما زلت تعودين للتركيز على التشخيص هاديا ومرشدا أول

وعلى فكرة أنا لا أعرف ترجمة “كرب” إلى الإنجليزية، أقصد لا أريد أن أعرف.

د. نجاة أنصوره

ثانياً:  مستوى المشاكل التى يعانيها العيان أعتقد إنها لا تنتظر المراهنة على عامل ” الوقت ” فبعض شكاوى المرضى قد يكون الوقت فيها مقابل خسارات فادحه وتتطلب تدخلا مباشرا وربما ” توجية وارشاد ” فقد يكون المقابل ضياع الزوجه والأولاد وفقد المعونه إذا ما فقد وظيفته ,,, وكل هذا يحتاج لهنا والآن بما تعنى الكلمة من معنى أشمل .

د. يحيى

ومع ذلك يظل القرار للمريض

ويظل العلاج النفسى ليس مرادفا “للتوجيه والإرشاد” فى المقام الأول، ولكنه التشكيل والإبداع من الطرفين.

د. نجاة أنصوره

ثالثا:  ربما أيضاً كان من الأفضل البدء فى توجيه زوجته نحو ” عمل ” مبكر سواء من الناحية الوظيفيه أو أدوار فعالة تقوم بها للضغط من جهتها على زوجها لإقحامه فى المسؤوليه والشعور بمخاطر سلبياته، مع الإيفاء أيضاً بضرورة معاملته بروح الصداقة حتى يتجاوز المحنة للمزيد من التقبل والإنصياع لأراؤها.

د. نجاة أنصوره

رابعا:  كما كان يجب التركيز بأسئلة مباشرة للمريض عن مقاصده من ترك المسؤولية على زوجته  والوقوف على الأسباب الحقيقة المباشرة كما يراها ” المريض ” دون أخذ ذلك ضمن إمراضيته والسلام .

سادساً:  لم يوضح العرض أى نوع من العلاج السلوكى أو غيره الذى اتخذه المعالج من محاولات الكف من الوسواس فى  عرض ” التكرار ” أعتقد إن المعالج هنا ركز أكثر عن سلبيات المريض ( النتائج) نحو عائلته دون التركيز الأعمق نحو العرض المرضى ” التكرار – الوساوس ” وما يعكسه عن حياته كلها .

أما عن مستوى الإشراف الأكبر والتوجيه فكان بالفعل فى مستوى المسؤولية حيث التوجية كان منصباً على ضرورة حرفية النظر فى النتائج وتحفيز المعالج عن إستنباط معالجتها بالنظر الأعمق والتدبر المبدئي.

د. يحيى

شكرا يا نجاة على هذه التفاصيل

لكننى توقفت غير قليل على “الينبغيات” التى وردت فى تعقيبك، ثم إن مبادئ ما يسمى العلاج السلوكى هو يتداخل بشكل مباشر فى أى علاج على أى مستوى بل هو أساس أى تربية هادفة سليمة.

شكراً.

أدعو الله أن تخف درجة خطابتك وأوامرك وأستاذيتك لصالحك وصالح مرضاكِ

(وصالحنا).

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 27-4-2010  www.rakhawy.net

الحالة: (75) العلاج، وتعتعة البدائى فى الحلم

الحالة: (75) العلاج، وتعتعة البدائى فى الحلم

الحالة: (75) 

العلاج، وتعتعة “البدائى” فى الحلم([1])

د. محمد رياض: هى عيانه عندها 26 سنة جايه بالشكوى الأساسية موضوع المرض الجلدى ده، وموضوع وزنها، وإن هى مش مبسوطه من تخنها وإن ده مضايقها ومعطلها

د.يحيى: مرض جلدى إيه؟ وهى بتشتغل إيه؟.

د. محمد رياض: عندها صدفيه، وهى بتشتغل شغلنتين، أول ما جتلى كانت شغاله شغلانه واحدة تسويقيه إدارية، يعنى فى مجال كويس، وكانت بتاخد بونص كويس، كانت بتعمل أرقام كويسه، وهى كان طموحها إنها تشتغل فى الإعلام، ومقدمة دبلومة إعلام، وكانت مأخره الخطوة دية، وفعلاً بدأت فى المجال ده وبدأت تنزل تحقيقات وكلام من ده.

د.يحيى: وبعدين؟                              

د. محمد رياض: فى خلال شهريين ثلاثه أنا فوجئت إن موضوع الصدفيه اللى عندها بيتحسن بدرجة سريعة، هى كانت راحت لدكاتره أمراض جلدية كتير وقالولها ورا ده مرض نفسى مش قليل، وهى بدأت تفرح عشان موضوع الصدفيه ده اتحسن، وبدأت تهتم بشكلها وبلبسها ووزنها

د.يحيى: خلاص ما تكملش، ألف مبروك، عايز إيه تانى؟! ما خلاص خـَفـُتْ (ضحك)!

د. محمد رياض: الحمد لله، بس اللى حصل إنها من 3 أسابيع حصل تغير مفاجىء

د.يحيى: خير؟

د. محمد رياض: من 3 أسابيع بدأت تقول أنها بتشوف فى أحلامها علاقة مش كويسة مع أخوها، وإنهم بيشوفوا بعض عريانين، وزى مايكون فيه علاقة جنسية بينها وبين أخوها فى الحلم، وده بقى مزعجها لدرجة شديدة جداً.

د.يحيى: مش فى الحلم؟ هىّ مالها؟

د. محمد رياض: “أيوه.. وبعدين هى بدأت تخاف تنام، وبتقول: أنا على طول بدأت أقرف من نفسى بدرجة مزعجة خالص، وبدأت ماحبش النوم”…  وفعلا لدرجة إنها ساعات ما تنامشى من كتر الخوف من الحلم ده، وده بدأ ينعكس على شغلها، ما بتنزلش شغلها الصبح فى ميعاده، يعنى بدأ يبقى فيه تأخير مش قليل خالص

د.يحيى: وإيه أخبار الأدوية؟

د. محمد رياض: لأه، حضرتك ماكتبتش دوا من الأول، يعنى هى ما بتاخدش دوا خالص لحد دلوقتى.

د.يحيى: طيب وبعدين؟

د. محمد رياض: أنا مابقتش فاهم ده أوى، مابقيتشى عارف أعمل إيه؟ فى الأول كده قلت لها اسمحى بالموجود ده، يعنى إقبليه، أياً كان، خلّى اللى يطلع يطلع وأدى إحنا موجودين مع بعض، وربنا يصلح الحال، بس ده ما أثرشى كتير، يمكن بقت تحلم بزياده، وبدأ ده ينعكس عليها فعلاً فى شغلها ما بقتش تنزل الشغل بانتظام، وبتبكى كتير، وبتشتكى على طول.

د. يحيى: السؤال؟

د. محمد رياض: بصراحة أنا مش فاهم أوى اللى حاصل، ومش حابب أزقها فى حاجه أنا مش واخد بالى منها قوى.

د.يحيى: انا متهيألى إن أنت واخد بالك كويس، وعملت عمل كويس، هى لها أخوات تانيين ولا لأه

د. محمد رياض: ليها أخ وحيد

د.يحيى: أكبر ولا أصغر؟

د. محمد رياض: أصغر بسنتين، وأنا برضه باشوفه، بيحضر جلسات معايا

د.يحيى: هى اللى جابته؟

د. محمد رياض: لأه، حضرتك حولته لى هوه راخر من شهريين، حضرتك اللى حولته

د.يحيى: وهو ماله بقى؟

د. محمد رياض: هوه مش بيروح بإنتظام دراسته ومتأخر فى التحصيل

د.يحيى: مش هى عندها 26 سنة يبقى هوه 24 سنة

د. محمد رياض: هو فى ثالثة جامعة.

د.يحيى: أنت ماربطش بين إنك أنت بتشوفهم هما الأثنين، وإن هما الأثنين ظهروا فى الحلم أثناء العلاج، مع تحسن المرض الجلدى؟

د. محمد رياض: أكيد فيه رابط يا دكتور يحيى بس مش قادر أحط أيدى على حاجه معينة.

د.يحيى: طيب يعنى أنت عملت عمل جيد فعلاً، زى ما تكون العلاقه العلاجية سمحت عند الست دى، ببعض الخلخله والمسامية بين المستويات وبعضها، مستويات الوعى يعنى، انت عارف أنا باقصد إيه بالوعى، يعنى تنظيمات المخ فوق بعضها بعلاقاتها المتنوعة،

إحنا زى ما قولنا ألف مره لحد ما غلب غلابى، مش معاكم، لأ مع الناس اللى بره، العلاقة المحارمية دى حاجة طبيعية تاريخا، يعنى هى علاقة موجوده فى المراحل اللى قبل الإنسان، وكان مسموح بيها فى مراحل الإنسان الأولى، وهذه القضية رغم بساطتها، وإن إحنا قلناها هنا 100 مرة، إلا أنها لسه مرعبة، وهى لا تدل على اى شىء خاص بيها قوى، بمعنى إن زيها زى بقية الحاجات المكبوته، زى العدوان مثلاً، زى القتل مثلاً، القتل كان طبيعى برضه فى مرحلة معينة من تطور الأحياء يعنى الأسد يقتل الثعلب، وياكله، والتعلب يقتل الأرنب، كله سلوك بقائى وطبيعى، إنما لما بقينا بنى آدمين التاريخ ده اتغطّى جوانا، باقول اتغطى مش اختفى، ولما اتغطى كبْس، اتحور أظن إلى أوحش، يعنى دلوقتى البنى آدم بيقتل البنى آدم مش لأسباب بقائية ولا حاجة، ولا علشان جعان، دا بيقتل البنى آدمين بالجملة، قتل احتياطى ولاّ استباقى، اسم الدلع اليومين دول، كذلك الجنس، زمان عبر تاريخ الحياة ماكانش فيه حكاية محارم ولا يحزنون بين الحيوانات، ولا حتى عند الإنسان الأول، لحد ما انتظم اجتماعيا ثم دينيا بما سموه مؤخر “نحو الأسرة”Grammer of the famly بقى فيه “الممنوع من الجنس” زى فى النحو فى اللغة “الممنوع من الصرف”، وأظن أنا قلت ده مرّات كثير قل كده

تيجى بقى للعلاج : العلاج النفسى الحقيقى بيعمل إيه؟ هو بيعمل شويه سماح شوية للى موجود فى طبيعتنا الأولانية، اللى بيكون دخل فى الضلمة، تحت ظروف كتمت على نفسه بسرعة أو بالعافية أو بغباء، يقوم ييجى العلاج يقرب المستويات المختلفة الظاهرة والمخنوقة من بعضها بحذر، زى مايكون بيتحسس طريقة للتصالح أو حاجة كده، يقوم ممكن يطلع اللى كان مستخبى فى الحلم، وبعدين يمكن يطلع فى العلم فى الحكى بشكل مباشر أو غير مباشر فى الظروف اللى تسمح بده، وبعدين إحنا بقى نشتغل عشان نروّضـّه ونظـّمه بأجرومية “نحو الأسرة” وده بيتم يعنى بالاحتواء والنمو والالتزام والمجتمع والدين والمصلحة والنفع وحاجات كده، زى ما حصل فى التاريخ، يعنى الحدوته هنا انك إنت عملت عمل بسيط خالص، لكن هو شديد الدلاله، إنك انت بالاستماع والصبر والتحمل الست دى لقت راجل فهمان وطيب وبيسمعها، راحت سايبه اللى جوه يطلع، وده أغناها عن إنها تقعد تزود القهر والكبت وكلام من ده، يعنى الست دى إللى ماكبرتشى من ناحية العلاقات برغم شطارتها واجتهادها، لحد ما تعبت لقت إن فيه حد محترم بياخد تلاته تعريفه وبيسمع وبيسمح ومهتم، فهى سمحت للى جوه إنه يقرب ناحيه بره شوية، فطلع فى الحلم. ما هو إحنا اللى بنخبيه سواء كانت علاقات محارمية أو عدوان أو جنس أو أى استغماية بنقعد كاتمين عليه جامد، حتى مابيطلعشى فى الحلم المحكى اللى بيوصل لنا، لكن لازم هوّه بيتحرك فى الحلم الجوّانى، وإذا طلع وخدنا خبر بيه، ولو على خفيف، نترعب ويمكن نزقه لتحت جوّه أكتر، فيطلع على جتتنا بَلاَ، زى “الصدفيه” فى الحالة دى، اللى حصل مع السماح والسماع فى العلاج إن دبت الطمأنينة جوّه، قام ده قرب من ده، جه أخوها يتعالج من حاجه سطحية زى ما بتقول، وهوه متأخر فى الدراسة، مايمنعش أن يكون عنده نفس الوضع بس هو لمّها بطريقة اكتر حِنّيه، يمكن عشان ولد فماظهرش المرض الجلدى مثلا، تيجى إنت عملت إيه فى العلاج مع الست دى، قعدت تحرك وتـْلمّ، تحرك وتلم، فدى مرحلة جيدة بس لها مضاعفاتها طبعا، يعنى من ألعن المضاعفات احتمال التوقف عن العلاج دلوقتى خوفا من مزيد من التحريك، يقوم مثلا يحصل نكسة فى الصدفية أو فى الحالة النفسية، على فكرة كتير من الأمراض الجلدية عندى بافهمها على إنها لغة، أنا اشتغلت فى المنطقة دى أبحاث كتير إتعلمت منها إن المخ لما مايقدرش يعبّر، الجلد بيعبر، وماتنساش إنهم من أصل واحد فى التطور وعلم الأجنة، الاتنين: “الجهاز العصبى” و”الجلد” بيتكونوا من الإكتودرم، والجلد –فى خبرتى- بيعبر بأمراض مختلفة عن مستويات مختلفة من الصراع أو البدائية أو غيره، يعنى فى خبرتى وأبحاثى: الثعلبة Alopecia Areata تعبير خفيف شوية، الصدفية Psoriasis أعمق وأعمق، فيه مرض اسمه Liken Planus (وبالعربى اسمه “حزاز مسطح”)، ده صرخة أعمق وأعمق، ساعات بيبقى تعبير عن عدوان فظيع.

إنت عندك دليل هنا إنك وصلت لعمق معين فى التحريك، دليل إيجابى هو اختفاء أو تحسن “الصدفية” وده شىء نادر، ده يعنى إنك انت وصلت لمنطقه لغة الخلايا من داخلها، حديث الخلايا الجلدية، أعمق كتير من الحساسية والهرش،

حاقولك على حاجة بس ماتتخضش: لما أنت تيجى تهوِّى على حاجة بشغل بسيط، وانت مش واخد بالك يمكن التهوية دى توصل للعيانة بسماح جامد يخليها تستغنى عن لغة الجلد، وتسيب نفسها لحد ما تتحرك مستويات أعمق بدون قصد، يعنى نقدر نترجم اللى حصل بإن العيانة دى ماعدتش محتاجة أنها ترجع سمكة تغطى نفسها بصدف تانى، (الصدفية)، وفى نفس الوقت هىّ مااستعجلتْشِ فى استعمال ميكانزمات جديدة، أو ما لحقتشى،  طبعاً ماحدش بيقبل الكلام ده بسهولة، بس انت تاخدها بالراحة عشان تفهم، فلما تيجى انت تهوّى بطيبة وصدق تبقى بتقبل التناقض وبتطبطب على مستويات الوعى مع بعض، يقوم اللى جوه، المستوى يعنى اللى مستخبى يقرّب، وده هنا العلاج خلاّه يطلع فى الحلم كده، يبقى ده دليل جيد مش سيئ لكن زى ما قلتلك إنك لو بطلت دلوقتى أو العلاج وقف لأى سبب يبقى ده سىء جداً. لأن ده معناه وقفة فى محطة لا حصلت النجاح التسوياتى للضبط والربط اللى كانوا قبل كده، ولا كملت الوعى والمسئولية والجدل والنمو، يعنى ألعن حاجة تبطيل العلاج فى المرحلة دى ويمكن بعديها يحصل تبطيل الشغل وبعديها ظهور الصدفيه لأن كل ده معناه إنها وقفت ورجعت تغطى اللى جوه بالصدف تانى، يبقى احنا كده فى مرحلة محتاجة السماح الصبور، وضبط جرعته، وقبل ده وبعد ده محتاجه ربنا لأنه هوه اللى بيلم ده على بعضه زى ما لمّك انت والعيانة كده والاسم علاج

المصيبة إن السماح المرحلى بالمحارمية ولو على مستوى المشاعر العابرة، لازم يمر بيك انت شخصيا وده طبعاً شديد الصعوبة على أى واحد عادى، بس أهه بنقول المسألة نظرى، وأى لحسه وعى تكفى لو المعالج يقدر عليها

وماتنساش إحنا عندنا أسلحة تانية كتير تساعدنا فى شغلنا، يعنى حانهدى جرعة التحريك بأدوية، ونزود جرعة الوقت شهور مش أسابيع عشان نستوعب اللى حصل على مهلنا ونكمل الإيجابيات اللى اتحققت، برافوا عليك وعليها

د. محمد رياض: بصراحة مش فاهم قوى، وخايف كمان

د. يحيى: يبقى كده وصل لك اللى أنا عايز أقوله، الحكاية مش صعبة قوى، والمسئولية خطيرة، لكن كده إحنا بنقرّب للطبيعة أكثر، وربنا موجود وأنا موجود باشتغل عنده، ويمكن أكون عشان أنا مهتم بالمنطقة دى كتير قادر أتكلم كده وكأنى باقرأ فى كتاب، عموما كل ما تلاقى نفسك عايز تجيب العيانة وتيجى تشورنى أهلا

د. محمد رياض: يعنى اعمل إيه دلوقتى؟

د. يحيى: انت تهدى اللعب، وتديها دوا خفيف خفيف، يعنى شوية نيورولبتات Neruroleptics متوسطة، وتزوّد وتنقص حسب الحالة، وتفرد مساحة الزمن، وتحافظ على العلاقة العلاجية والانتظام فى العمل والنجاح.

د. محمد رياض: يا رب

د. يحيى: يا رب

****

التعقيب والحوار:

أ. أيمن عبد العزيز

وصلنى معنى السماح النسبى اللى موجود مع طبيعتنا الأولى وعلينا الاحتواء والنمو والالتزام والمجتمع…الخ

لكن فى حالة وجود هذه البدائية على المستوى الشعورى هل تتبع نفس المنهج فى العلاج؟

د. يحيى

طبعا لا توجد قاعدة

لكل حالة ظروفها وتفاصيل أحوالها.

وأذكر أننا تناولنا فى الإشراف حالات محارمية صريحة، وليست فقط فى الحلم، ويمكن الرجوع إليها.

أ. أيمن عبد العزيز

على الرغم من أن المحارميه لها أصل تطورى وتاريخى لكنها صعبه جداً كما أشرت حضرتك، وأرى إنها تحتاج إلى تدريب ويمكن أن تكون على مستوى عقلانى.

د. يحيى

طبعا صعبة، لكنها أكثر احتراما لقوانين الحياة والأحياء، وأكثر مباشرة عن هذه اللغة المعقدة التى فسرها بها فرويد بأوديب وهذا التعقيد الذى لا يحتاجه من يحترم التطور والإنسان.

ثم دعنى أذكر أن المستوى العقلانى فى هذه الأمور  هو أعجز من أن يحتويها، بل قد يشوهها.

إذن ماذا؟

كل شىء!! كل شىء!! (برجاء قراءة النشرة من جديد).

أ. أيمن عبد العزيز

برجاء توضيح أكثر عن علاقة الجلد، بالامراض والمستويات المختلفة من الصراع والبدائية؟

د. يحيى

يا رجل هذا يحتاج لكتاب بأكمله، والمراجع والأدبيات فى هذا المجال بلا حصر، ويمكن أن ترجع إليها فى “جوجل”، وسوف تجد أن أطباء الأمراض الجلدية، كما الأطباء النفسيين، قد أعطوها حقها وزيادة.

د. حسن سرى

هل من الممكن توضيح اكثر عن مرض الصدفية وعلاقته بالمرض النفسى.

د. يحيى

أنظر الرد السابق لو سمحت.

 د. مدحت منصور

وصلنى أن عدم معرفة الطبيب بما يفعل ربما يكون أفضل من أن يعرف ويخطط لما يفعل شرط وجود إشراف من الأكبر.

د. يحيى

أحيانا

د. محمد أحمد الرخاوى

بغض النظر يا عمنا عن فرضياتك البيولوجية عن التطور ولكن فعلا هل استطاع احد فعلا ان يسبر غور الانسان الاول ووجوده وعلاقاته كيف تطور هذا الوجود الى ما نحن عليه الآن من تقنين وتنظيم للعلاقات هل التطور يحدث عند مرحلة حرجة وبالتالى عكسه اى الانقراض؟ الرسل والانبياء كلهم كانوا يبلغون الرسالة بوجود اله واحد ولكن لم يكن هناك دستور مكتوب (وحى بكتاب) الا بعد فترة من الرسل حتى بعد سيدنا ابراهيم والله اعلم هناك الكثير مما لم يذكر عن الحياة الاولى للانسان الا حقيقة وجود الله كحقيقة مطلقة وبيولوجية وحتمية الكدح اليه لملاقاته بعد معرفته وانه ليس كمثله شئ !!!!!!

د. يحيى

المعرفة متصلة، والكشف ممكن

عندى: أن عمق الأسطورة أصدق من زيف التاريخ (فى أحيان كثيرة).

والانسان الآن يحمل فى خلاياه تاريخا أقوى من هذا وذاك،

 هذا بعض ما نراه أحيانا فى خبرة الجنون.

د. رضوى العطار

تعليق عام: الحالة دى دسمة جدا وفيها علام كتير ومسئولية تطورية كبيرة جدا، وكتر خيرك على عرضها فعلا.

د. يحيى

شكراً (كالعادة)

د. رضوى العطار

المقتطف: “إنما لما بقينا بنى آدمين التاريخ ده اتغطّى جوانا، باقول اتغطى مش اختفى، ولما اتغطى كبْس، اتحور أظن إلى أوحش، يعنى دلوقتى البنى آدم بيقتل البنى آدم مش لأسباب بقائية ولا حاجة، ولا علشان جعان، دا بيقتل البنى آدمين بالجملة، قتل احتياطى ولاّ استباقى، اسم الدلع اليومين دول”

التعليق: هو فعلا اتغطى فاتحور إلى أوحش، أعتقد أن ديسموندموريش وهو عالم حيوانات Zoologist عمل كتاب اسمه The Naked Ape وكتب فيه كلام مهم فى نفس الفكرة!

د. يحيى

أحيانا أخاف عليك يا رضوى من غلبة القراءة، والاستشهاد بالتجريد المكتوب والإبداع المهم، على حساب السماح بحركية كل مستويات الوعى دون تحديد أو استشهاد لكن بصراحة أنا أرى أن هذا مفيد، وذاك لازم (وبالعكس).

د. رضوى العطار

المقتطف: ” على فكرة كتير من الأمراض الجلدية عندى بافهمها على إنها لغة، أنا اشتغلت فى المنطقة دى أبحاث كتير إتعلمت منها إن المخ لما مايقدرش يعبّر، الجلد بيعبر”

التعليق: مهم جدا الكلام ده وياريت تقول لنا عناوين النشرات أو الأوراق البحثية التى حضرتك ذكرتها، شكرا

د. يحيى

أنا لا أذكر تحديدا أين نشرت هذه الأبحاث، لكنها غالبا موجودة فى الموقع وقد كانت منذ أربعين أو خمسين سنة، لكنها أجريت بالمنهج الوصفى، والاحصائى جزئيا ولم أكن أجرؤ لا أنا ولا استاذى (عبد العزيز عسكر) أن نفسر هذه الظواهر كما أفعل الآن فى هذا الحوار الحى الموضوعى.

د. رضوى العطار

المقتطف: ” وماتنساش إنهم من أصل واحد فى التطور وعلم الأجنة، الاتنين: “الجهاز العصبى” و”الجلد” بيتكونوا من الإكتودرم، والجلد –فى خبرتى- بيعبر بأمراض مختلفة عن مستويات مختلفة من الصراع أو البدائية أو غيره، يعنى فى خبرتى وأبحاثى: الثعلبة Alopecia Areata تعبير خفيف شوية، الصدفية Psoriasis أعمق وأعمق، فيه مرض اسمه Liken Planus (وبالعربى اسمه “حزاز مسطح”)، ده صرخة أعمق وأعمق، ساعات بيبقى تعبير عن عدوان فظيع”

التعليق: معلومات مهمة جدا جدا.. أول مرة أخد بالى من الربطة بتاعة الاكتودرم دى!

د. يحيى

أنا لست صاحب هذه المعلومات، وهى قديمة وجيدة ومدعمة، كل ما أضفته هو تحديد كل مرضى قمت بالبحث فيه، بغض النظر عن الجداول المنشورة بنوع معين ودرجدة شدة للحالة (أو المرض) النفسية التى يعبر عنها.

د. رضوى العطار

المقتطف: ” ده يعنى إنك انت وصلت لمنطقه لغة الخلايا من داخلها، حديث الخلايا الجلدية، أعمق كتيرا من الحساسية والهرش”

التعليق: حلو التعبيرين دول: لغة الخلايا وحديث الخلايا فيهم مزيكا وشعر وحياة كتير أووى!

د. يحيى

يارب يصلوا خبرتك بالتدريج، ولا تتوقفى عند الفرحة والتشجيع

بارك الله فيك.

د. رضوى العطار

المقتطف: ” حاقولك على حاجة بس ماتتخضش: لما أنت تيجى تهوِّى على حاجة بشغل بسيط، وانت مش واخد بالك يمكن التهوية دى توصل للعيانة بسماح جامد يخليها تستغنى عن لغة الجلد، وتسيب نفسها لحد ما تتحرك مستويات أعمق بدون قصد، يعنى نقدر نترجم اللى حصل بإن العيانة دى ماعدتش محتاجة أنها ترجع سمكة تغطى نفسها بصدف تانى، (الصدفية)، وفى نفس الوقت هىّ مااستعجلتْشِ فى استعمال ميكانزمات جديدة”

التعليق: إيه ده  دى نظرة تطورية عمرها ما جت فى بالى حتى فى الحلم!!

د. يحيى

ما وصلك هو تفسيُر أفرحنى، لكننى تمنيت لك ما هو أعمق وأكثر إفادة، وهو عندك فعلا وعليك أن تكتشفيه فهو ثروة إكلينيكية وإنسانية.

د. رضوى العطار

المقتطف: “ويمكن أكون عشان أنا مهتم بالمنطقة دى كتيرا قادر أتكلم كده وكأنى باقرأ فى كتاب”

التعليق: فعلا قراءتك للنص البشرى للمريض ده سيمفونية ترقى لأعمال فاجنر وتشايكوفسكى.

د. يحيى

ليس تماماً :

(مش قوى كده!!)

شكراً.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 4-5-2010  www.rakhawy.net

الحالة: (76) تناسب التحريك النفسى مع العقاقير والمسئولية

الحالة: (76) تناسب التحريك النفسى مع العقاقير والمسئولية

الحالة: (76)

تناسب التحريك النفسى

مع العقاقير والمسئولية([1]) 

أ. أكمل وصفى: هو شاب، حضرتك كنت محولهولى من سنتين، هو فى كلية معقولة،  كان جاى متوقف فى سنة أولى، ساقط سنة وكان جاى بمحاولات انتحار، مش جد قوى، وهو أساساً مش من القاهرة،  من الأقاليم ، بلد مش بعيدة قوى.

د.يحيى: عمره كام ؟

أ. أكمل وصفى: دلوقتى عنده 22 سنة

د.يحيى: وفى سنة أولى لسه؟!!

أ. أكمل وصفى: لأه، كان فى سنة أولى لما بدأت معاه، دلوقتى فى تالتة هو كان جاى متوقف

د.يحيى:  يعنى بقالك معاه سنتين، وبييجى من الأقاليم، برافو عليك

أ. أكمل وصفى: …. كانت الأعراض اللى جاى بيها التوقف والعزلة وعايز يحول من الكلية والأفكار اللى قلت عليها انتحارية، أظن كانت أحيانا محاولات جد جد،  كان فيه لخبطة جامده فى الأول، يعنى عدينا ده كله الحمد لله،  ونجح ومشى فى تانية واتنقل،  ودلوقتى هو فى تالتة

د.يحيى : له اخوات؟

أ. أكمل وصفى: آه، له أخ أصغر فى طب، وأخت فى ثانوية، هما عائلة متفوقة دراسيا يعنى كلهم متفوقين يعنى، هوه أقلهم، وعشان كده لما اتوقف اتخضوا فعلا

د.يحيى : أبوه بيشتغل أيه؟

أ. أكمل وصفى: الأب والأم مدرسين كانو فى إعارات وحاجات كده، ودلوقتى الأب قاعد فى البيت مابيشتغلش، وهمّا  مرتاحين مادياً شوية

د.يحيى : طيب، ما هى الأمور ماشاية كويس أهه، فين المشكلة؟

أ. أكمل وصفى: المشكلة مع الجدع ده إنه بقاله فترة طويلة معايا، وعملنا علاقة كويسة جداً جداً، يعنى كل خطوة تقريباً بياخد رأيى، ونتفاهم ونتفق، وماشى الحال،  كان فى الأول طول الوقت كان فيه اعتمادية علىّ، وبرضه فيه إعتمادية على مامته وباباه، بصراحة همّه  بيوفروا له كل حاجة تقريبا

د.يحيى : الله !! ما خلاص كله كده تمام !

أ. أكمل وصفى: لأه مش قوى،  اللى حصل إن من فترة كده، من حوالى شهر لاقيته رافض الكلية تانى، وبقيت حاسس إن هو عنده زى خوف من الناس اللى فى الكلية إن حد بيتكلم عليه، يعنى أعراض جديدة ما افهمتش هى طالعة ليه دلوقتى كده ازاى.

د.يحيى:  الحاجات دى ما كنتش موجودة من الأول؟ ولو على بسيط؟

أ. أكمل وصفى: لأه، خالص، إللى كان موجود قبل كده إن هو خجول، وإنه عايز يكلم بنات ومابيعرفشى، لأه ماكانشى فيه الكلام الجديد ده بالصورة دى، هوه دلوقتى خايف يروح الكلية خالص

د.يحيى:  وهوه دلوقتى مع العلاج، قدر يكلم البنات يعنى؟

أ. أكمل وصفى: السنة اللى فاتت عمل علاقات، وراح وجه، وخرج فى رحلات وحاجات كده، لكن السنة دى لقيته واخد موقف الناحية التانية خالص

د.يحيى: هوه متدين؟

أ. أكمل وصفى: يعنى، معقول، المهم إنى أنا بعد المدة دى كنت متوقع إن العلاقة بقت قوية جداً بينا، وإنه قال لى كل حاجة، لكن فى الفترة الأخيرة لقيته بيتكلم فى حاجات ماكانش بيتكلم معايا فيها قبل كده

د.يحيى :  زى إيه؟

أ. أكمل وصفى: يعنى إنه هو اتعرض لخبرة جنسية ومارس الشذوذ وهو فى تالته إعدادى، ودى كانت أول معرفته يعنى إيه جنس، وده كان مع واحد أصغر شوية

د.يحيى: مش فاهم، يعنى هوه اللى عرّف الواد، ولا الواد اللى عرفه

أ. أكمل وصفى: هو عمل كده مع الواد، وكان فاهم أن هى دى العلاقة الجنسية

د.يحيى: البداية كانت سلبى ولا إيجابى

أ. أكمل وصفى: البداية كانت ايجابى، وبعدين بقوا يعملوا مع بعض

د.يحيى : فارق السن؟

أ. أكمل وصفى: سنة ، سنتين، الولد التانى كان فى أولى إعدادى، وهو كان فى تالتة

د.يحيى :  ماشى

أ. أكمل وصفى: فضلت العلاقة دى مكملة فتره طويلة وهو مش فاهم إن ده غلط، فاهم أن ده الطبيعى، واستمر كده لحد أولى ثانوى، وتانية  لما بدأ يفهم

د.يحيى : عارف يا أكمل فى سنة تانية ثانوى يعنى عمره قد إيه؟

أ. أكمل وصفى: عارف آه : 16  17

د.يحيى :  بقى ده اسمه كلام؟ انت مش فاكر لما كان عندك 16 سنة كنت عارف إيه؟

أ. أكمل وصفى: هو ماكنش عنده أى خبرة خالص

د.يحيى : .. يعنى بدأ  فى سن 15 ويقول لك ده طبيعى، وقعد كده  لحد سن 17؟؟

أ. أكمل وصفى: هو على كلامه ماكانشى عارف إيه ده؟

د.يحيى: يا ابن الحلال ده على كلامه، طيب وعلى كلامك انت؟ وده ولد ذكى، وبتقول عيلته كلها متفوقين

أ. أكمل وصفى: أيوه، هو ذكى جداً، بس ماعندوش أى خبرة فى الحياة

د.يحيى :  ياابنى، يا إبنى:  خبرة إيه وبتاع إيه، هو فى السن دى، وفى المجتمع ده، المسألة دى عايزة خبرة قوى، هوه يقول اللى يقوله، ممكن يبقى مؤدب ومايسميش الحاجات باسمها الشعبى، لكن ما توصلشى للدرجة دى إنه يعتبر إن هوه ده الطبيعى، ولا إيه؟

أ. أكمل وصفى: قصدى طبيعى بمعنى أن ده مش حرام يعنى

د.يحيى : أيوه كده جايز، بس ماينفعشى تستعمل تعبير طبيعى ومش طبيعى، بدل حرام وحلال، لازم يكون تعبيرك دقيق، إن هو يقول إن ده مش حرام شىء، وانه يقول أن ده الطبيعى شىء تانى، ولا إيه رأيك؟

أ. أكمل وصفى: آه صح

د.يحيى :  إتفضل

أ. أكمل وصفى: العلاقة كانت بتحصل كل فين وفين، يعنى لو قرب من الولد ده يحصل مرة أو كده، لكن هى وقفت خالص من سنتين تقريبا.

د.يحيى: دلوقتى هوه عنده 22 سنة

أ. أكمل وصفى: أيوه

د.يحيى: يعنى قعد يعمل كده  لحد سن 20 سنة

أ. أكمل وصفى: آه بس يعنى أول سنتين كان بيعملها أكتر طبعا، وبعدين بقت تقل شوية شوية

د.يحيى :  ماشى قعد يعملها لحد ما جالك، مش انت بقالك معاه سنتين برضه؟

أ. أكمل وصفى:  آه

د.يحيى :  مش تلاحظ إنه بطل لما عمل علاقة علاجية معاك

أ. أكمل وصفى: يمكن، بس انا ماعرفش ده كله إلا لسه من شهر

د.يحيى :  هوه ضرورى تعرف!!، النتيجة بتقول إن العلاج عمل شغل كويس، قبل ما تحكوا فى الموضوع، ولا تنصح ولا حاجة

أ. أكمل وصفى: يجوز

د.يحيى :  طيب ماشى، وبعدين؟

أ. أكمل وصفى: بعدين بعد  ما هو حكى واتكلم فى الموضوع ده ، حس إن كان مخبى الجزء ده، وهوّا مايعرفشى إيه اللى خلاه يتفتح دلوقتى بعد المدة الطويلة دى، ولا أنا أعرف، فأنا قلت له إنت  ليه ماقولتليش واحنا بقالنا فتره طويلة مع بعض .. فهو الظاهر كان خايف إن أنا يعنى أرفضه لما اعرف عنه الموضوع ده، فأنا بدأت انتبه، واحترم سكاته، زى ما احترم قولانه، فأنا ماحبتش إن أنا أركز على الموضوع قوى بحيث إنه مايقفش عنده هو كمان، بس فى نفس الوقت بقيت أزقه فى سكة المصارحة عموما، يعنى مثلا أسمح، أو أطلب إنه يتكلم فى خيالاته، كنت فى الأول مركز على المذاكرة وكده، دلوقتى مثلا بقيت افتح معاه فى الكلام عن البنات مثلا

د.يحيى :  هوه بيعمل العادة السرية كل قد إيه؟

أ. أكمل وصفى: بيعملها بمعدل كبير، كل يوم تقريبا

د.يحيى : كام مرة فى اليوم؟

أ. أكمل وصفى: ممكن مرتين تلاتة

د.يحيى: حتى فى السنتين اللى هو معاك فيهم؟

أ. أكمل وصفى:  آه، وكنت باشتغل فى ده بس ماكنتش عارف خلفية المسائل كلها.

د.يحيى: وبعدين؟

أ. أكمل وصفى: .. هوه بعد ما عرفنى الموضوع ده بدأ  ينتظم فى الكلية تانى، وأنا بدأت  أزقه إنه ياخد موقف، ويعبر عن نفسه وكده، فبدأ  يشتغل فى ده كويس لدرجة انه أخذ موقف من والده، وبدأ يتخانق معاه، ماكنش بيقدر يعمل ده قبل كده، بصراحة وصلت لأنه قدر يقول له أنا باكرهك، وقال له مرّة أنا عايز أقتلك، فالأهل اتصلوا بيا منزعجين، حسيت إنى زى ما اكون بازقه فى سكة كبران شديدة  عليه، حسيت بقلق جامد.

د.يحيى: السؤال بقى ؟

أ. أكمل وصفى: أولا: أنا باعرضه علشان أنا مش عارف ماشى صح ولا غلط ، ثانيا: هو مابيأخذش دواء وأنا بصراحه مش مستريح فى المرحلة دى إنه ماياخذش دواء، أنا شايف إن اعتماديته زادت بدرجة فظيعة هو كان أخذ دواء من سنتين وحضرتك وقفته، كان بيأخذ عند دكتور قبل كده، وانا باسأل هل الدواء ليه دور فى المرحلة دى ولا لأه، أنا حاسس إن مسؤوليتى زادت، وإن جوّاه بيتحرك جامد دلوقتى وخايف عليه يعنى

د.يحيى: خايف عليه فى أى إتجاه ؟

أ. أكمل وصفى: فى كل الإتجاهات يعنى هو أنا عاوز آخذ موقف فى قصة الشذوذ والحاجات ديه، وفى نفس الوقت عاوز يكمل فى اتجاه استقلاله عن والده، بس مش بالشكل ده، وبرضه بالنسبة  لعلاقته بزمايله اللى هو كان معتمد عليهم طول الوقت عاوزه ياخذ موقف منهم، وفى نفس الوقت ما يستغناش عنهم لأنه محتاجهم فى حركته دى.

د.يحيى: جرى إيه يا جدع انت، ما انت بقالك سنتين بتعمل كل ده، وعايز له إللى احنا عايزينه لأى عيان، خلى بالك العيان ده فعلا فى مرحلة حرجة، لازم نركز على اللى ظهر جديد بعد كل المدة دى، لازم نحترم ملاحظاتك العملية دى قد ما نحترم شعورك بالمسئولية

أ. أكمل وصفى: عايز أعرف فى الفترة دى أكمل إزاى، أهدّى اللعب فين، واحرك فين؟

د.يحيى : نرجع مرجوعنا للحركة اللى العلاج النفسى الجدّ ممكن يعملها، العلاج مش مسألة فضفضة وذكريات وحل عقد وكلام من ده، هى حركة، وتقليب، وإعادة صياغة، مش كده؟ مش احنا قلنا الكلام ده ميت مرة، مش معنى كده إن قَولاَنُه كفاية، لأه، القولان شىء، ولمّا واحد يجيلك يا دوب بيتكسف أو مابيذاكرشى، وبعدين تبص تلاقى قدامك مصايب طالعة من جوه بتتحدى، وانت حتى ما قصدشى إنها تطلع، ده معناه كويس، وإن دى خلقة ربنا، من غير حواديت وعقد وأسباب محددة، احنا بنتعامل مع كل المستويات زى ما ربنا خلقها وبعدين المرض لخبطها، أو أظهر لى لخبطتها، سواء بأسباب معينة، أو بدون أسباب معروفة، زى ما انت شايف: الحالة بتاعتك ماشية فى نفس الإتجاه اللى العلاج النفسى الحقيقى، والعلاج عموما، بيهدف له، اللى هو تحريك ثم تنظيم، يعنى التركيز على قبول خلقة ربنا مالوش نهاية، يعنى عندك هنا، الجنس خلقة ربنا، والانفصال عن الأب خلقة ربنا، بس كل مرحلة ولها أبجديتها وظروفها، وشروطها، يعنى هنا الممارسة المثلية خدت دورها، وراح راجع منغلق على نفسه، وهات يا عادة سرية، حتى وهوه معاك بتوصل لتلات أربع مرات فى اليوم، الحكاية دى بعد المدة دى ماعادتشى ثانوية، وما ينفعشى تاخدها على إنها تكرار قهرى، أو تفريع طاقة وخلاص، دى زى ما تكون بقت بديل عن عمل “علاقة بآخر” بالموضوع، مش ضرورى موضوع جنس، أى آخر يا راجل ، هوه إيه اللى خلاه يبطل العلاقة مع الجدع صاحبه ده من غير ما تشتغلوا فيها إلا إنه عمل علاقة معاك، علاقة علاجية حلت محل الاحتياج التانى، الظاهر الجدع ده حصلت عنده قفلة فى النمو الجنسى، قصاد القفلة فى النمو العلاقاتى ، أو يمكن دى بتشاور على دى .

نيجى بقى لعلاقتك بيه إنك إنت قعدت مبسوط جدا إنك إنت علاقتك بيه كويسة جدا جدا لمدة سنتين، عملوا اللازم، بطل يعمل مع صاحبه، ونجح سنة ورا التانية، وده لما كان التحريك بيحصل بنسبة تدريجية عالهادى، وده كويس ، بس بصراحة هوه مش غاية المراد، هو تحريك محسوب مع مؤشرات متواضعة، لكن بتيجى مرحلة بتبص تلاقيك بقصد أو من غير قصد قدام نقلة مهمة ماتقدرشى تهديها على مقاس قدراته، ولا حتى قدراتك ، بتبقى عاملة زى مرحلة المراهقة كده، أزمة نمو، زى ما يكون العلاج النفسى الحقيقى بيقدم فرص لمراهقة محسوبة، مع صحبة وتحت إشراف، وأظن فى العلاقة العلاجية إنت عملت كده، فمايصحش نخاف من اللى ظهر ده، ولا نسارع ونكبته ونقول عيب ومش عيب، وبرضه إنت عملت كده، واللى مخليك تشعر بالمسئولية هو نفس شعور الأب قدام ابنه فى فترة المراهقة، يبقى نفسه إنه يكبر، وفى نفس الوقت خايف من اللى حاصل، اللى ظهر على السطح ده بعد سنتين، مش مجرد ذكريات بيفتكرها، لأه، ما هو كان موجود طول الوقت، حتى أثناء العلاج، بس هوه اتطمن لك، ومع الوقت، والحركة، سمحت إنه يحضر بالشكل ده، أهلا، إنت فعلا عندك حق تخاف، وتشعر بمسئولية، بس مش معنى كده إنك تتراجع، أو تهجم بالدوا زيادة وتخمّد كل اللى حصل، شوف إنتَ مش طبيب، وحسيت إنك محتاج تشور طبيب عشان احتمال ندى دوا، عشان يساعد فى ضبط جرعة الحركة، وده ميزة العمل فى مؤسسة متكاملة، إن اللى مش طبيب، جنبه طبيب يشوره، فى الوقت المناسب، وانت بتعمل كده بالضبط، يمكن لو طبيب وبيدى دوا وبس، ماياخدشى باله كويس من التوقيت، أو من ضرورة ضبط الحركة فى الوقت المناسب لجرعة مناسبة من دوا معين، كتر خيرك، أنا أعتقد ما دام وصلتوا للمرحلة دى، وبعد ما نتفق على جرعة الدوا، ونفهمه وظيفتها فى  المرحلة دى بالضبط، احنا محتاجين وقت أطول وتنظيم سلوكى أكثر حزما فى نفس الوقت، يعنى خد عندك الدراسة، واللعب الجماعى، وكله بالقلم والورقة، من خلال العلاقة، وبعدين واضح إنه بيعدى من مرحلة لمرحلة، وخلـّى بالك العادة السرية بافراط كده حتى وهوَّا معاك كانت بتعلن إنه اكتفى بذاته عن الآخر، وهوّا دلوقتى زى ما يكون بيطلع منها بالتدريج هيه برضه، والحمد لله باين أنه مش مضطر يرجع لمرحلة الجنسية المثلية مثلا، هو هنا عنده فرصة إنه يعدى فى المراحل المتتالية بالراحة

وخلى بالك والنبى من مسألة الدراسة، وهو فى المرحلة دى، وبالذكاء ده، لأن يجوز التوقف الدراسى ده يبقى التعبير المرضى عن احتجاجه على أبوه، مع إن الفشل الدراسى حايخليه أكثر اعتمادا عليه، وتبتدى الحدوته، والحلقة المفرغة إياها اللى اتكلمنا فيها كتير قوى.

إنت بالشكل ده قدمت لنا نموذج جديد يفسر ليه الدكاترة بيفضلوا يدوا دوا مالأول للآخر وخلاص، يمكن عشان ما يتعرضوش للى انت اتعرضت له، وده جايز، ويمكن يكون مفيد، لكن لا هو كل حاجة، ولا هو ماشى مع طبيعة البشر، اللى بيترتب على المبالغة فى هذا الخوف إن بتظهر نظريات شبه علمية بأكملها تختزل البنى آدم ، وتكون النتيجة إنهم يعاملوا اللى على السطح وخلاص، لأه بقى، الخوف وارد، والحسابات مهمة، أما إن احنا نقول هوه ده وخلاص، لأه ربنا حايحاسبنا على إننا بنخاف من خلقة ربنا، زى ما خلقنا إحنا مسئولين نراعى كل المستويات عشان تستمر عملية النمو، ومافيش نمو من غير خوف، ومافيش نمو من غير مخاطرة، وادى احنا بنحاول نشيلها سوا سوا.

أ. أكمل وصفى: بس صعبة، لكن العلاقة ماشية، الحمد لله

د.يحيى : ونِعْم بالله.

****

التعقيب والحوار:

د. محمد الشرقاوى

أرى كلما قرات اكثر من واحدة من هذه الحالات لحضرتك انك تحب العلاج بالصدمات، وأنك وجدت بالتجربة وان المريض يدخل خضم الحياه بها، على الرغم من أنه يكون قد تجنبها سابقا.

انا اعلم ان حضرتك بتعمل كدة فى صالح المريض بس اتهيألى إنه صعب قوى، يكاد يكون مستحيل…

د. يحيى

أذكر أننى تكلمت فى حالات سابقة عن صدمة الدخول إلى مستشىفى نفسى (أو تعلمت وأيضا صدمة الخروج منه، وأنا عموما أرصد أى تغير نوعىّ من طور إلى آخر بمثابة صدمة ولادة جديدة، وتسمى “المأزق” واستيعاب الصدمة هو من أساسيات العلاج بكل وسائله، حتى أننى فهمت عمل الصدمة الكهربائية من خلال أنها بمثابة إعادة تشغيل المخ([2]) الذى ثبت أنه يعيد بناء نفسه باستمرار، هذا إذا تمّ إعداده لذلك الإعداد المناسب بكل الوسائل العلاجية متضفرة.

د. على سليمان

حالة صعبة الله يعينكم، والعامل المؤثر اللى يزيد الامورتعقيدا المشكلة السلوكية الشاذة (الجنسية المثلية) بالاضافة المرض النفسى والتى لايوجد لها علاج دوائى فعال ولاعلاج نفسى ناجع  والعلاج السلوكى التقليدى مازال متعثرا شكرا دكتوريحى على عرض مثل هذه الحالة التى تفيد المعالجين والمهتمين فى مثل هذه القضايا

د. يحيى

يارب ينفع بك، وبهم، وبنا

أ. حسن محمد

النتيجة إنهم يعاملوا اللى على السطح وخلاص والله يادكتور هذا هوالواقع لللاسف واحييك تحية خاصه على هذا التوجيه الكريم للطبيب المعالج لهذه الحالة واتمنى لو كل الاطباء النفسيين حذو حذوك فى البحث عن المشكلة والتعمق فيها بدلا من الاكتفاء بكتابة دواء تلو دواء ويا فرحة شركات الادويه!!!!

والظاهر ان السفريات والاستضافة بالفنادق الفارهة جابت لهم نتيجة أحسن!!!!! وشكرا

د. يحيى

ومع ذلك فالعقاقير مهمة جدا جدا إذا أحسن استعمالها، وأتقن توقيته، وهى التى أتاحت لى فرصة العلاج النفسى العميق، وعلاج الذهانيين، ومعظم العلاج الجماعى.

لكن العقاقير وحدها، وخاصة إذا كانت مبنية على علم زائف، أو إذا أعطيت طول العمر دون داع هو ما أنبه على الحذر منه.

أ. عصام جمال عبد العزيز

لم أستطع فهم المشكلة التى يعانى منها المريض هلى هى رغبته فى الاستقلالية أم خجله من الأخرين وخاصة البنات أم توقف النمو الجنسى ، وقد ظل يمارس المثلية الجنسية قرابة خمس سنوات؟

د. يحيى

كل ذلك  يا ابنى، برجاء تتبع النقلات الإيجابية والسلبية وتجنب الاختزال إلى: “إما: أو”

أ. عصام جمال عبد العزيز

شكراً جدا د. يحيى على كلامك فى هذه الحالة من منظور للعلاج النفسى ودور العلاج النفسى ووظيفة الأخصائى النفسى حقا أفدنى هذا الجزء ، شكراً جزيلا.

د. يحيى

العفو.

أ. عصام جمال عبد العزيز

ما الذى سوف يحدث عند أخذ الدواء؟ ما المتوقع من المريض؟

د. يحيى

ذكرت من قبل فن  إعطاء الأدوية وخاصة النيورولبتات، وهى أدوية لها هيراركية تكاد تقابل هيراركية الأمخاخ وبالتالى هى تُعطى وتزيد وتنقص باستمرار مع تغير مراحل العلاج (ومراحل النمو العلاجى) وقد أشرنا إلى ذلك فى نشرات سابقة ([3])، وأيضا فى ندوات سابقة يمكن الرجوع إليها فى موقعى  www.rakhwy.net

د. رضوى العطار

المقتطف: ” وانا باسأل هل الدواء ليه دور فى المرحلة دى ولا لأه، أنا حاسس إن مسؤوليتى زادت، وإن جوّاه بيتحرك جامد دلوقتى وخايف عليه يعنى”

التعليق: محترم جدا وعلمى السؤال ده من المعالج فى الوقت ده من العلاج بصراحة انبهرت من  ذكاء المعالج فى طرح السؤال ده!

د. يحيى

لك حق، وخاصة إذا تذكرت أن المعالج ليس طبيبا، غالبا ينتمى إلى مدرستنا التى تعمل أن يلم الأخصائى المعالج غير الطبيب بالمبادىء الأساسية التى نتعامل بها مع الأدوية هيراركيا، ونغيرها حسب مرحلة العلاج وتطور الحالة.

د. رضوى العطار

المقتطف: ” الظاهر الجدع ده حصلت عنده قفلة فى النمو الجنسى، قصاد القفلة فى النمو العلاقاتى ، أو يمكن دى بتشاور على دى”

التعليق: ممكن توضيح أكثر من فضلك؟

د. يحيى

القفلة فى النمو عموما، سواء جنسى، أو علاقاتى هى نوع من التوقف، أو التكرار (تكرار النص script) أو انغلاق الدائرة (بديلا عن لولب ونبضة النمو) وحين تطول وتزمن تصبح أمام احتمال ما نسميه اضطراب الشخصية، وقد لا نلاحظ ذلك كثيرا: خصوصا أن كثيرا مما نسميه الوجود العادى المغترب هو نتيجة لقفلات ربما أقل حدة ووضوحاً.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 11-5-2010  www.rakhawy.net

[2]علاج بالصدمة أم تنظيم الإيقاع”، برجاء الرجوع إلى الموقع www.rakhawy.net ثم اسميته مؤخرا فى ردى على د.أميمة  “إعادة تشغيل حاسوب الدماغ  “Re-start نشرة الإنسان والتطور: 14-1-2009  “عن الخزى، والقهر

[3] –  أنظر نشرة الإنسان والتطور: 11-3-2013، بعنوان: علاقة هذا العلاج بأنواع العلاج الجمعى www.rakhawy.net

الحالة: (77) صعوبة علاقات، وهرب من الواقع، واستسهال التخلّى

الحالة: (77) صعوبة علاقات، وهرب من الواقع، واستسهال التخلّى

الحالة: (77)

“صعوبة علاقات”، و”هرب من الواقع”، و”استسهال  التخلّى”([1])

أ.مختار ماجد: …. هى ست عندها 41 سنة، بقالها معايا حوالى 3 سنين، مطلقة، عندها ولد وبنت، البنت عندها حوالى 11 سنة، والولد عنده 8 سنين

د.يحيى: بتشتغل ؟

أ.مختار ماجد: هى ما بتشتغلشى، هى ربة منزل واللى بيصرف عليها اخواتها، أختها أساسا، أصل اختها تعتبر يعنى غنيه، جوزها غنى مستريح بزيادة خالص

د.يحيى: مطلقة بقالها قد إيه؟

أ.مختار ماجد: بقالها حوالى 5 سنين

د.يحيى: مطلقة ليه؟

أ.مختار ماجد: اتطلقت بعد ما اكتشفوا إن جوزها نصاب وحرامي، عليه شيكات، وأحكام قضايا وكده، فاخواتها طلقوها منه، وكمان هى عندها مشكلة بالنسبة لصحتها، حاجة كده فى القلب، يعنى هى كانت عملت عمليه فى القلب وكده، وماشيه على دوا قلب طول الوقت

د.يحيى: بتيجى كل اسبوع ؟

أ.مختار ماجد: آه، منتظمة، بتيجى كل اسبوع

د.يحيى: 3 سنين، وبتيجى كل اسبوع ؟

أ.مختار ماجد: فيه فترات كانت بتقطع، بس يعنى تقريبا هى منتظمة 3 سنين، كان فيه فترات دخلت فيها  المستشفي، بس انا خدتها من بعد ما دخلت المستشفى،  ودخلت معانا الجروب (العلاج الجمعى)، أنا والدكتور أحمد فى العيادة.

د. يحيى: بتاخد دوا؟

أ.مختار ماجد: لأه، دى مشكلة برضه، أولا: هى فضلت  فترة طويلة مافيش أدوية خالص،  وكان دايما فيه خناقه حوالين  الموضوع ده

د.يحيى: فيه دكتور بيشوفها معاك ؟

أ.مختار ماجد:  آه، دكتور أحمد، هى كانت معانا فى الجروب، ما انا باعمل جروب مع د.أحمد

د.يحيى:  قعدت فى الجروب قد إيه ؟

أ.مختار ماجد: قعدت فى الجروب 4 شهور، بس رفضت تكمل، فالدكتور أحمد  شاف إنها تكمل معايا فردى طول الفترة دي، وهو كان بالنسبه ليا مرجعيه فى الدواء، وفى المستشفى كنا بنشوفها سوا،  وخصوصا بعد ما دخلناها آخر مره

د. يحيى: هى دخلت المستشفى كام مرة ؟

أ.مختار ماجد: كانت دخلت المستشفى هنا مرتين ودخلت مستشفى د. عادل صادق مره قبل كده

د.يحيى: السؤال بقي؟

أ.مختار ماجد: ان هيه جت من أربع شهور رفضت الأكل خالص

د.يحيى: آخر مره دخلت المستشفى إمتى؟

أ.مختار ماجد: من سنتين

د.يحيى: وبعدين؟

أ.مختار ماجد: قعدت أشوفها، وبعدين الجروب، وبعدين رجعت فردى، وماشى الحال لحد ما رفضت الدوا نهائى، فوصلنا لاتفاق إنها تاخد حقنة كل أسبوعين، وكده، ومشى الحال نص نص، بس الفترة اللى فاتت دى من اربع شهور، بدأت ترفض الأكل خالص لدرجه إنها خسّت جامد،  يعنى كانت هى وزنها أصلا قليل، 55 كيلو، نزلت حوالى 7 كيلو

د.يحيى: ياه !! بقت كام؟

أ.مختار ماجد: بقت حوالى 49 كيلو

د.يحيى: طولها كام؟

أ.مختار ماجد: طولها مثلا 160 – 165سم، حاجة كده، ما هى رفضت الأكل لفترة طويلة،  ورفضت تاخد دوا القلب كمان، ورفضت تاخد أى  حاجه تعيشها، زى ما تكون تقريبا قررت إنها تموت، حاجة كده،  فأنا بعد كده قلت لأختها ان هى تخش المستشفي، هى رفضت وهما اترددوا، قالولها طب تقعدى عند مامتك، قعدت عند مامتها وبعدها رجعت قعدت لوحدها وابتدت تاكل.

د. يحيى: طيب ما هو كويس اهه

أ. مختار ماجد: لكن بصيت لقيت فيه قرار تانى خالص ان هيا حاتتخلى عن مسئولية الاولاد،  مش عايزه مسئولية الأولاد خالص، وحاتسيبهم،  واعملوا فيهم اللى انتم عايزينه

د. يحيى: إيه ده ؟!!

أ. مختار ماجد: ما انا برضه اتخضيت، أنا مزنوق فى كده دلوقتي

د. يحيى: وبعدين ؟

أ. مختار ماجد: هى دلوقتى اللى بتقول انا عايزه اخش المستشفى، ولما بارفض وأنبهها إن حالتها ماتستاهلشى، أو إننا يعنى حانعمل إيه أكتر فى المستشفى؟  تقول طيب ودّونى دار مسنين، أفكرها بسنها تقول دى  شهادة الميلاد بس اللى بتقول كده.

د. يحيى: ده كلام مهم  فعلا يا مختار

أ. مختار ماجد: فادلوقتى انا مش عارف اضغط عليها بإيه، هى كانت بتخاف من دخول المستشفى جدا، دلوقتى مش زى قبل كده ، دلوقتى مافيش مشكلة عندها إنها تخش المستشفى فى سبيل ان هى ماتربيش الولاد

د.يحيى: دى الحكاية وسعت قوى، طيب السؤال بقى واحدة واحدة؟

أ.مختار ماجد: أولا انا هل أدخلها المستشفى ولا لأ ؟

د.يحيى: لأه ، السؤال التانى بقى؟

أ.مختار ماجد: تانى حاجة:  هل أضغط عليها إن هى ترجع لأولادها ؟

 د.يحيى: هما اولادها مع مين دلوقتى؟

أ.مختار ماجد: ولادها أساسا عند خالهم بس خالهم ده مش مستقر، فبين خالهم وخالتهم

د.يحيى: بتقعد معاها 50 دقيقة كل جلسة؟

أ.مختار ماجد: عادى طبعا،  50 دقيقه آه

د.يحيى: وهى بتقول إيه لما بتقترح عليها تلم عيالها، وتقعد معاهم

أ.مختار ماجد: مش كده، أنا نفسى مش عارف إيه اللى أصلح للأولاد، يعنى هل هى تصلح دلوقتى مع الرفض ده، والحالة كده، إنها تربى الأولاد دول؟ أنا حاسس إنها طول الوقت بتأذيهم

د.يحيى: واذا مارجعتشى يعنى، هى دى مش أذية برضه

أ.مختار ماجد: ما هو انا مزنوق عشان كده

د.يحيى: الولاد قلت لى سنهم كام ؟

أ.مختار ماجد: 11 و 8

د.يحيى: إيه موقفهم من امهم؟

أ.مختار ماجد: الولاد ملهيين مع عيال خالهم وخالتهم، والناس دول بصراحة مش مقصرين، بس حاسس إنهم مركزين على الوفاء بالتزامهم بالصرف والفلوس أساسا، يعنى دروس، مش دروس، إنما مش واخدين بالهم من أى حاجة تانية .

د.يحيى: لما بيقعدوا مع امهم  بيبقى شكلهم إيه،  ولما بيقعدوا مع خالهم بيبقى شكلهم إيه؟

أ.مختار ماجد: بيتهيألى  لما بيقعدوا معاها بتبقى الحياة مستقرة أكتر، يمكن من غير ما تقصد، بيبقى ماشى الحال، هى بتبقى منظمة وكده لما بتكون ملمومة ، لكن لما الحالة بتتقلب، بيبقى فيه عياط وخناق وبهدله، وخالتهم بتاخدهم الفترة دى

د.يحيى: مدارسهم ماشية؟

أ.مختار ماجد: ماشية، ماهى مدارس خاصة وكده

د. يحيى : فيه تاريخ عائلى للأمراض بتاعتنا؟

أ.مختار ماجد: فيه حاجة أنا عرفتها مؤخرا  كانت حصلت زمان، إن أمها، أم المريضة يعنى، كانت فى سن كده معينه زمان طفشت برضه من ولادها ومن جوزها وراحت اسكندريه، واختفت،  واتجوزت، وماعرفوش عنها حاجه إلا من 7 – 8 سنين

د.يحيى: ليه عِرِفت ده متأخر كده يا شيخ؟!!

أ.مختار ماجد: أنا عرفته من بدرى، بس ماكنتش متصور إن له أهمية كبيرة، بس دلوقتى يتهيأ لى إن فيه حاجة كده فى العيلة يمكن نسميها ” التخلي” مثلا أو حاجة كده، هى عموما والدتها رجعت، بس مش بخطرها قوى، هما جابوها وقعدوها  فى شقه هنا فى مصر

د.يحيى: بصراحة الأمور مش واضحة قوى، مش حالة أم العيانة بتاعتك دى وصلت إلى درجة مرض نفسى يا بنى، مش مجرد تخلى وزعل وخصام وكلام من ده

أ.مختار ماجد: أظن كده، وده بيخلّى الحالة تبقى أصعب، وأصعب؟

د. يحيى: بصراحة آه، ودلوقتى أنا باراجع نفسى، مش عارف عيانتك دى اطلقت عشان جوزها حرامى زى ما قلت لنا فى الأول، ولا عشان إن عندها صعوبة شديدة فى إنها تعمل علاقة من أصله مع أى “آخر”، سواء جوزها، أو عيالها، أو غيره

أ.مختار ماجد: أظن هى اتطلقت عشان ده وده مع بعض، جوزها فعلا مش تمام، أثناء ما كان معاها كان اختها وجوز اختها بيصرفواعليهم برضه، وهوه كان بياخد الفلوس منها، وكأنها حقه، ومع ذلك هوه عايز يرجع لها دلوقتى

د.يحيى: وهى دخلت المستشفى أول مرة  قبل ما تتطلق؟

أ.مختار ماجد: آه ، دخلت المستشفى بعد العمليه وكده،  بعد عملية القلب، قبل ما تتطلق

د.يحيى: بصراحة، مره تانيه هيه حاله من أصعب ما يكون، عايزالها كام “فرض” كده، كل واحد لوحده، وبعدين نحاول نلضمهم فى بعض، بس دلوقتى من الناحية العملية هى دى حالة تستحمل تقعد تتكلم فى ده وغيره  50 دقيقه كل اسبوع لمدة 3 سنين؟ ولا هى محتاجة أكتر لعملية تأهيل ومتابعة دقيقة من خلال العلاقة العلاجية دى، طبعا كتّر خيرك إنك صبرت عليها تلات سنين، وما دخلتشى المستشفى السنتين الأخرانيتين، بس باين إن الحالة مش ماشية، وإن الأعراض عمالة تتقلب يمين وشمال وبس، بس كويس إن لسه فيه علاقة معاك يمكن نقدر نعمل حاجة من خلالها.

أ.مختار ماجد: ما هو مافيش بديل قدامى، المستشفى وهى عايزة تخش، هربا يعنى زى ما حضرتك شفت، يبقى المستشفى ماعادتشى وسيلة ضغط، يعنى مافيش أى حاجه أعرف أضغط بيها عليها عشان تنفذ برنامج التأهيل اللى حضرتك بتشاور عليه.

د.يحيى: ماشي، باقول لك كتر خيرك، أنا ما عنديش اعتراض معين، هى حالة صعبة على أى واحد، وإنك تقعد معاها المدة دى كلها، تحاول تلمها وتصلح الممكن، ده شىء مش شوية،  3 سنين ده وقت مش قليل، واحنا لسه كده “محلك سر” أو حتى راجعين لورا،  وبعدين إنت عملت شغل تانى كويس اللى هو إنك انت يعنى بقيت تستشير زميلك الطبيب الدكتور أحمد أول بأول، خصوصا إن باين فيه خطر على نفسها، مش بس على عيالها، يعنى قلة أكلها وسرعة خسسانها دول إنذارات مهمة، وبرضه تـَخليها عن عيالها بالصورة دى حاجة صعبة خالص، مع إن الظروف بره شكلها معقول من ناحية إن اختها ما اتخلتشى عنها ولا عن ولادها، وجوز اختها مش ملزم، وبيصرف بطيبة وكرم زى ما بلغتنا، إنت عرضت حاجات كتير مع بعض كلها صعب بصراحة، أولادها، ووزنها، وحالة قلبها، ووحدتها، وقلة شغلها، ورفضها الحياة، ومحاولة الهرب للمستشفى أو لبيت مسنين، ده بالإضافة إلى خلفية ماضيها ودلالات هرب أمها أو تخليها الغريب ده، كل ده داخل فى بعضه بشكل صعب يا ابنى، عندك حق.

أ.مختار ماجد: طيب دلوقتى أنا أعمل إيه؟ أكمل ازاى؟ أبدأ منين؟  والأمور عايزة شغل فى كل ناحية؟

د. يحيى: عندك حق، بس تبدأ إيه، ما انت بدأت بقالك تلات سنين، أنا رأيى إن الصعوبة بدأت من امها، وانت عارف علاقتى بالوراثة إيه، إحنا مش بنوْرث مرض معين، إحنا بنورث برامج معمولة من مئات، وساعات آلاف السنين، باين إن برامج “صعوبة العلاقات البشرية” بتظهر فى تنويعات وأشكال وألوان حسب الظروف المتاحة، وبتوصل طبعا لحد المصايب والأمراض إذا ما كانتشى تلاقى ظروف فى التربية  والمجتمع تلملمها وتوجّهها، إنت قلت هنا إنك حسيت زى ما يكون فيه ميل لحاجة اسمها “التخلى”، ظهر عند أمها وما عندناش تفاصيل عن مساره لمدة مش قليلة، سبع تمن سنين أو أكثر، ولا  احنا عارفين تفاصيل عن مآله، لأنك ما قلتش لنا هى أمها وهى قاعدة لوحدها دلوقتى عاملة إيه، وعلاقتها بيها إيه وكلام من ده، إنت لازم تبحث الموضوع ده لو سمحت، لازم نعرف أكتر، عشان نتحمل المسئولية أكتر.

الست دى بتتخلى عن عيالها زى ماقلت، لكن أنا ما اقدرشى اعتبرها اتخلت عن جوزها فى حدود المعلومات اللى انت قلتها، الظاهر كان فيه عيوب مش قليلة، لا يمكن التعايش معاها من واحدة عادية، فما بالك بواحدة هشة وهرابة بالشكل ده، لكن بالنسبة لأولادها فيه تخلى يعنى فيه تخلى، ومش مفهوم قوى، ما هو احنا ما نعرفشى عمق العلاقة بين الأهل والأولاد خصوصا فى الطبقة المتوسطة دى، احنا بنبص للأهل من بعيد وبنحكم على علاقتهم بأولادهم بأحكام ظاهريه وخلاص، إنما الظاهر إن فيه علاقات أكثر بدائية وقوة من الأعراض والأمراض والخطر والكلام ده، إحنا بنشوف النتايج ونحكم، أما طبيعة العلاقة وعمقها البيولوجى النفسى معا حسب فكرى، وتشكيلاتها، وتغيراتها فأظن دى منطقة لسه مش فى متناول العلم بالشكل الكافى فى مرحلة المعرفة الحالية، يعنى كل اللى بنشوفه إذا كان الأولاد ماشيين فى المدارس ولا لأه، بيلعبوا ولا لأه، وكلام من ده، لما بنيجى بقى ونلاقى غريزة أصيلة زى غريزة الأمومة انضربت، ولو فى الظاهر بالشكل ده، نقف ونستغرب، هو إيه اللى حصل بالظبط؟

أ. مختار ماجد: ما هو ده اللى خلانى مش عارف أقرر إيه الأصلح لها، وإيه الأصلح للأولاد

د. يحيى: عليك نور، ما هو احنا مسئوليتنا ممتدة للأولاد، وساعات بينى وبينك، بتبقى للأولاد أكتر، خصوصا لما يكون الأم أو الأب حالتهم صعبة، او متوقفة زى الحالة دى، ما هو ربنا حايسألنا على ده، وعلى ده، أنا بيتهيأ لى إن الست دى كانت أكثر صراحة مع نفسها من أمهات كتير بيضروا أولادهم  أو بيستعملوهم من غير ما يدروا، فيه احتمال يا ابنى إنها تكون سابتهم مش تخلى، لأه، بغريزة الأمومة الأقوى يمكن هى شافت اللى انت شايفه، قصدى اللى انت حطيته كاحتمال، وقالت جوا جواها، أرحمهم منى، ثم إن المرض هنا مش صريح قوى، يعنى إنت ماقلتلناش برغم إنها دخلت المستشفى أكتر من مرة إن كانت بتشوف هلاوس مثلا أو بتعتقد فى ضلالات ولا لأه،  أنا عندى خبرة إن الأولاد بيتأقلموا مع المرض الصريح بتاع أهلهم بسهولة أكتر من حساباتنا، لأن ده بيبقى واقع آخر بيتعاملوا معاه بطريقة أو بأخرى، ما دام بيهجمشى عليهم ويأذيهم، أو يقف فى طريقهم ويعطلهم، يعنى العيال بيشوفوا أمهم ولا أبوهم وهو بينام ويصحى، ويقعد معاهم ويروح دورة الميه وياكل ويشرب، وبعد كده مش مهم إن كان حتى بيشوف هلوسة ولا لأه، الست دى ما عندهاش كلام من ده، يمكن عندها ما هو أخطر، ويمكن سابت العيال رحمة بيهم، ده مجرد احتمال تحطه فى الاعتبار

أ.مختار ماجد: يعنى أحسن ماترجعشى للأولاد؟

د.يحيى: ماتتسرعشى كده، أنا باقول احتمالات، ثم إن المسألة مش فى إيدنا قوى زى ما انت شايف.

أ.مختار ماجد: طيب والدوا؟

د.يحيى: لا ، الدوا ده مهم جدا حتى من غير هلاوس ولا ضلالات ولا كلام من ده، بس لازم يتظبط أول بأول مع مسيرة العلاج، يعنى مش مجرد تهميد وخلاص، لأه، إحنا ندى الدوا فى الحالات دى زى ما انت عارف عشان نهدى المستويات الأقدم اللى بتنشط بعيد عن الواقع، وتعرض أو تفرض حلول بدائية، وبعدين أول ما نتطمن إن الدوا حدّ من النشاط البدائى ده احنا نقدر نشغل المستويات الأحدث بتاعة  الواقع والعلاقة بالموضوع، وده يسمح لنا إننا نخف إيدنا ونقلل الدوا والكلام اللى انت عارفه ده، برغم إنك مش طبيب، وده طبعا باستشارة د. أحمد زميلك طول الوقت لأنه هوه أدرى بيها منى، مش هو كان زميلك فى الجروب لما كانت معاكم؟

أ.مختار ماجد: أيوه

د.يحيى: وبالإضافة لكده ، أنا موجود، واحنا كلنا موجودين أهه

أ.مختار ماجد:  يعنى تقعد تاخد دوا لمدة قد إيه؟ خصوصا وهى مزرجنة بالشكل ده؟

د.يحيى: لأ بقى، مزرجنة، مش مزرجنة، الدوا ضرورى، وده بيحميها من إنها تخش المستشفى

أ.مختار ماجد: ما هو المصيبة إنها عايزة تخش المستشفى

د.يحيى: آه والله، مصيبة فعلا، هى معاها شهادة إيه؟

أ.مختار ماجد: بكالوريوس كلية نظرية

د.يحيى: طيب ما فكرتش إنها تشتغل بقى، ولو بالتدريج، بتدريج التدريج يعنى

أ.مختار ماجد: فكرت، وعرضت عليها، لكن المقاومة كانت فظيعة، لدرجة إنى حسيت إن الدعم المادى بتاع أختها وجوز اختها خلوها تريح على كده، وما تحسش إنها مضطرة تشتغل أكل عيش، لا عشانها ولا عشان أولادها.

د.يحيى: أظن عندك حق، بس من خلال العلاقة اللى بينك وبينها، اللى استمرت تلات سنين عالحلوة والمرة، أو على المرة والمرة، ممكن تلاقى سكة توصل لها إن الشغل دلوقتى ماعادشى أكل عيش وبس، ده مواعيد، وعلاج، ومجتمع، وكرامة، وإنجاز، وعلاقات، وكلام من ده.

أ.مختار ماجد: يا ريت

د. يحيى : ياريت إيه يا جدع انت، إنت قدها وقدود إن شاء الله،

أ.مختار ماجد: والأولاد

د.يحيى: لا، أظن تستنى شويتين على الخطوة دى، أعتقد إن هى لو اشتغلت يمكن الأمور ترجع طبيعية شوية شوية، وبعدين خلى بالك اللى عملوه اختها وأخوها للأولاد مش شوية، دى من الحاجات الرائعة فى مجتمعاتنا، دول لو فى بلاد بره مش حايلاقو حد يلمهم كده، صحيح فيه مؤسسات حكومية بتحمى الأولاد من أهلهم وكلام من ده، لكن لأه، هنا حاجة تانية تلقائية وشريفة وحميمة بصراحة، وبعدين إحنا عايزين معلومات أكتر وأكتر عن “التخلى” بتاع امها ده، يعنى ده لما حصل كان هى فى سن كام، وعملت إيه، وإيه اللى فاضل من ده دلوقتى عندها، وإيه وجه الشبه بين التخلى ده، والتخلى بتاع أمها، مش كده ولا إيه؟

أ.مختار ماجد: آه طبعا، بس الظاهر أنا مادقيتشى كتير فى التفاصيل عشان كنت حاسس إن مهما حصلت على معلومات، هى معلومات تاريخية، يعنى مالهاش نتيجة ممكن أستغلها لصالح الموقف الحالى يعنى

د.يحيى: إيش عرفك؟  إنت ماتعرفشى إيه المعلومة اللى تقدر تستغلها، وإيه المعلومة اللى مالهاش فايدة، يمكن فيه معلومات تفتح نفسك، وتخليك تصبر وتحسبها أصح

أ.مختار ماجد: يا ريت

د.يحيى: شوف اما أقول لك، المعلومات مش فرجة، ولا فك عقد، دى زى دراسة طبيعة المواد الأولية اللى حانعيد بيها البنا، إذا كان صالح للإعادة، أو على الأقل نعمل حسابها واحنا بنرممه.

أ.مختار ماجد: إزاى؟

 د.يحيى: لأه بقى، مش إزاى، المسألة مش نعمل كذا بالمعلومة الفلانية تحديدا، آه دا ممكن، لكن فيه حاجات بتخش جوانا كمعالجين وبعيدن تطلع لما نعوزها، بصراحة الحالة صعبة، وأى جهد فى أى اتجاه يمكن ينفع، يعنى انت مثلا ما قلتلناش كفاية عن الكام سنة اللى عاشتهم مع جوزها النصاب كانوا فيهم إيه، صحيح إنت بتاخد المعلومات من مصدر واحد مشكوك فى مصداقيته، إنما تشوف هى استحملت قد إيه، وابتدت ترفض إمتى، والأهل هما سبب الطلاق فعلا ولا هى اللى طلبت وهما ساعدوها، وكده

أ.مختار ماجد: وده حايفيد فى إيه؟

د.يحيى: يا ابن الحلال، مش احنا قدام “صعوبة علاقات”، و “هرب من الواقع”، و”سهولة تخلى”، يبقى أى دراسة لأى علاقة مع آخر، أو مشروع آخر، حاتفيدك تعرف قواعد النحو بتاع الست دى وهى بتعمل العلاقة العلاجية اللى هى تمهيد للعلاقات الطبيعية، كل ده مهم جدا، وصعب برضه.

أ.مختار ماجد: طيب وافضل أقعد معاها مرة كل أسبوع ساعة برضه ؟

د.يحيى: مش احنا قلنا حالا إن الست دى عايزة تأهيل منتظم أكتر ما هى عايزة كلام وحديت، يعنى إنت دلوقتى متأكد إن فيه علاقة معاك، وعلاقة طيبة، والعلاقة دى هى اللى خلتها تيجى تلات سنين بانتظام تقريبا، وأظن برضه هى اللى خلتها ماتدخلشى المستشفى ، يبقى آن الأوان إنك تستغل العلاقة دى فى العمل على تخطيط برنامج تأهيلى هادى محكم متواصل، أنا باعملها حتى مع العواجيز بالقلم والورقة، باكلف أولادهم إن النوم يبقى فى نفس الميعاد، والفطار فى نفس الميعاد، والخروج ما اعرفشى إيه، والزيارات، وأنا قلت لكم الكلام ده ييجى مليون مرة، وكل ما كانت العلاقة وثيقة وطويلة، تلاقى التعليمات بتوصل أحسن، ده اللى ساعات باسمّيه “الضغط المحب”.

أ.مختار ماجد: يعنى أبطل أقعد معاها ساعة

د.يحيى: أظن آه، بس بالتدريج، لأنها اتعودت على حكاية الخمسين دقيقة  دى، وعلى الحكى، والكلام ده، خليها يا أخى نصّ ساعة،  أو تلت ساعة وتلت ساعة مرتين فى الأسبوع، ويستحسن يكون حد من أهلها الطيبيين دول معاها عشان هما اللى حاينفذوا كتير من التعليمات، وإنت تعلمهم حكاية “الضغط المحب”، دى، ولو انها بينى بينك صعبة، يعنى سهل إنك تقولــْها، لكن وانت بتنفذها أحسن لازم تنسى التعبير ده، إنت تتعرف على إنك بتعمل ” ضغط محب” من النتايج مش من إنك تقوله كشعار، أنا ساعات لما باغلط واقول حاجة زى كده لعيان، يا إما ينسى ” الضغط”، يا ينسى “المحب”! أى والله، لكن لما بيوصل المحتوى أثناء الشغل، بتبقى الأمور حاجة تانية.

أ.مختار ماجد: فى ظل إن هى دلوقتى رافضه الاولاد ومتخليه جدا لدرجة ان هى عايزه تخش المستشفى عايزه تروح دار المسنين اضغط إزاى؟

د.يحيى: انت طلعت جدع انك انت ما استسهلتش دخولها المستشفي، لكن مش معنى كده إن دخول المستشفى مالوش فايدة على طول الخط، لو كان وصلك حاجة جديدة من العرض النهارده، لو عايز حد يساعدك وانت بترسم خطة التأهيل بدل الاقتصار على العلاج الكلامى، يمكن دخولها المستشفى لفترة قصيرة يكون إعلان لتغير طريقة العلاج، ونوع المتابعة، ويمكن برضه هى بنفسها تلاقى إن المستشفى ما هياش حل، وحتى ماهياش مهرب، لأنها فترة مؤقتة بطبيعتها، وبعدين بينى وبينك، يمكن تفكر بعد دخولها المستشفى إنها ترجع الجروب، أنا مش فاهم إنت رضيت إنت والدكتور أحمد إنها تنقطع عن الجروب ليه؟

أ.مختار ماجد: هى اللى رفضت  خالص

د.يحيى: ما هو ده له دلالته برضه، لأن الجروب امتحان علاقاتى أكبر بكتير

أ.مختار ماجد: يعنى نرجعها الجروب؟

د.يحيى: حا ترجعها إزاى فى الظروف دى، هوه بالعافية، واحدة واحدة، حسب خطة التأهيل الجديدة، سواء بعد دخول قصير للمستشفى، أو بدونه، وانا شايف إن التلات سنين اللى فاتوا دول ما راحوش هدر بصراحة

أ.مختار ماجد: على الله

د.يحيى: كله على الله، إحنا نعمل اللى علينا، وبرضه كله على الله.

****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: إحنا بنورث برامج معمولة من مئات، وساعات آلاف السنين، باين إن برامج “صعوبة العلاقات البشرية” بتظهر فى تنويعات وأشكال وألوان حسب الظروف المتاحة، وبتوصل طبعا لحد المصايب والأمراض إذ ما كانتشى تلاقى ظروف فى التربية  والمجتمع تلملمها وتوجّهها

التعليق: للأسف معاك حق، وأغلب الوقت المجتمع بتاعنا بيفركش ما بيلملمشى

د. يحيى

إن معايشة هذه الصعوبات واعتبارها مما يميز النوع البشرى هى الأساس الذى بنيت عليه فروضى عن “الحزن الحيوى الخلاق” وهو طور إيجابى لمرحلة الإنسان خاصة، وبذلك رفضت أن يقترن الحزن دائما بما هو شعور بالذنب سواء كان متعلقا بالانجذاب للمحارم (فرويد) أو ناتجا لقتل الأم (فى الخيال الطفلى) تخلصنا من مأزق تناقض الوجدان وهو الذى اسمته “ميلانى كلاين” ومدرسة العلاقة بالموضوع “الموقع الاكتئابى” Depressive Position أثناء نمو الطفل “مدرسة العلاقة بالموضوع” أما الفرض الذى وضعته بديلا فهو أن مواجهة هذا الموقف بوعى بشرى خلاق هو عملية إبداعية جدلية، مستمرة قد اسميته طور “الحزن الحيوى الخلاق”، الذى يميز “الطور العلاقاتى البشرى” الذى أحللته محل الموقع الاكتئابى فى النمو الإيجابى

إذن يا رضوى إذا كان المجتمع بيفركش هذا الموقف فإنه يكون قد تنازل عن حق المنتمين إليه فى أن يكونوا بشرا يدفعون ثمن أنْسَنتهم (من إنسان).

د. محمد أحمد الرخاوى

بصراحة انا حبيت الست دى جدا وانا فعلا حاسس انها بتحب عيالها جدا عشان كدة عايزة تتعالج الاول اكتر من انها بتتخلى عنهم.

الدرس المستفاد من الحالة دى او التحدى او التعرية هى  “يا ترى فعلا احنا لازم احنا نفسنا نبقى اصحاء نفسيا عشان ما نضرش عيالنا من ورا ضهرنا او من ورا ضهرهم”

بصراحة دى ست شريفة جدا وصادقة جدا وعظيمة جد

ربنا معاها ومعاكم.

د. يحيى

نحن نحب كل المرضى (المفروض يعنى) حتى حين نرفضهم، أو نكرههم، فهذا نوع آخر من الحب، لأنه يستبعد الشفقة والتخدير المسترخى، المهم أن تستعمل العواطف البشرية من الجانبين لصالح مسيرة العلاج،

أما علاقة صحة الآباء بنمو الأبناء وفرصهم فى الصحة فهى حقيقة بديهية مهمة.

لكننى لاحظت سطحية هذه العواطف التى تناولها تعليقك فى حالة شديدة الصعوبة والتحدى.

عذرا

د. تامر فريد

أنا طول ما انا بقرأ التحليل ده بقارن بين الكلام بوجهه نظر حضرتك وبوجهه نظر طبيب آخر مشغول بقضية حايكتب لها دوا إيه (النموذج الطبى)، وشايف أنك مش مشغول بس بالعيانة لأ ده بالمعالج والمتدربين وباقى العيانيين من خلالها، وشايف أن جزء كبير من خبرة المعالج هذه هى التى تحدد اختيار هذا النوع المسئول من العلاج واللى حضرتك قفلت معاه فى النهاية بكله على الله.

د. يحيى

نعم، كله على الله بالمعنى الإيجابى: أن نستعمل كل المعارف والمعلومات بمسئولية وحذر، ولصالح المريض الذى هو صالحنا فى نفس الوقت، رغم أنف كل من لا يريدنا أن نفعل ذلك، حتى يتمكن أن يجمع أكثر ما يستطيع من أدوات الضياع وآلياته.

أ. أيمن عبد العزيز

فى حالة بقاء المريضة فى نفس الدائرة (محلك سر) وصعوبة تغيير أى شئ وبقاء الوضع كما هو ماذا يفعل المعالج خاصة إذا حدث تغير وأصبح هناك صعوبة فى دخول المستشفى.

د. يحيى

الوقت، والعلم، والصبر، وربنا من قبل ومن بعد

أ. أيمن عبد العزيز

هل مع محاولات الضغط يمكن يسهل التخلى عن العلاقة العلاجية مع المعالج، خاصة أن هذا البرنامج هو الأسهل، أعنى توجيه المسئولية للمريضة، وماذا يفعل المعالج تجاه ذلك.

د. يحيى

ضبط جرعة الضغط أصعب وأدق فى كثير من الأحيان من ضبط جرعة العقاقير.

أ. عبير محمد

أعتقد أن التخلى الموجود عند المريضة دى مالوش علاقة قوى بتخلى أمها، أقصد أنه مش برنامج موروث قوى، لأن أخواتها كلهم يمكن يكون عندهم ما هو عكس “التخلى” تماما بمدى احتضانهم لأولادها وليها هى كمان، وده برضه يخلينا ندور على معلومات أكثر فى كل من “التخلى” المريضة عن زوجها أو العكس وكذلك تخلى الأم.

د. يحيى

كل ما ذكرت تحتاج بذل جهد أكبر، ووقت أطول، وحرفة أمهر، ودعم ربانىّ رحمن رحيم.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 18-5-2010  www.rakhawy.net

الحالة: (78) العلاج النفسى والواقع وحيرة اتخاذ القرار!

الحالة: (78) العلاج النفسى والواقع وحيرة اتخاذ القرار!

الحالة: (78)

العلاج النفسى والواقع وحيرة اتخاذ القرار! ([1])

أحمد عبد العاطى: هو حالة كانت هنا فى المستشفى من 3 شهور كده، قعد فى المستشفى شهرين وخرج وكمل معايا فى العياده، هو شاب  عنده 27 سنه التالت من أربعة، همّا 3 ذكور وبنت وهو التالت منهم الأب شغال فى السوق ووالدته ربة منزل،

الشكوى الأساسية: كانت شك فى أهله إن والده مش والده، والناس كلها والحاجات مش حقيقية وكده، ده اللى كان داخل بيه المستشفى، وخرج والدنيا كانت أهدى بكتير، المشكلة دلوقتى إنه كان شغال فى شرم الشيخ وكان متجوز واحده فرنسية، سافر فرنسا وبعدين رجع ومستقر دلوقتى فى مصر يعنى هنا فى القاهرة، واحنا كنا بنزق فى سكة الشغل وإنه ضرورى، وإنه يواظب على الدواء والحكاية ماشية لحد دلوقتى.

د.يحيى: مبيشتغلش لحد دلوقتى

أحمد عبد العاطى: ما هو كان شغال طول الوقت فى شرم ولسه ما رجعشى.

د.يحيى: وهوّا فى القاهرة دلوقتى بيعمل إيه؟

أحمد عبد العاطى: مابيعملش حاجة، مابيشتغلش

د.يحيى: بقاله قد ايه مبيشتغلش

أحمد عبد العاطى: الثلاث شهور اللى تردد علىّ فيهم

د. يحيى: وزوجته فى فرنسا لسه؟ ولاّ إيه؟ هما كانوا دايما كده وهو رايح جى عليها وبالعكس، يعنى، إقامتهم فى شرم الشيخ فرنسا القاهرة ولا شرم الشيخ فرنسا شرم الشيخ القاهرة ولاّ إيه الحكاية؟

أحمد عبد العاطى: شرم الشيخ، فرنسا، فرنسا شرم الشيخ، يعنى دى بالظبط حياته بين فرنسا وشرم الشيخ بس يعنى فرنسا دى يعنى 8 شهور 6 شهور كده مع مراته اللى كان متجوزها

د. يحيى: كان، ولا لسه متجوزها؟

أحمد عبد العاطى: يعنى هما زى ما همّا

د.يحيى: السؤال بقى إيه بالضبط؟

أحمد عبد العاطى: المشكلة دلوقتى إنه ما بيشتغلش، مع إن الشغل متاح جداً فى شرم الشيخ، بالنسبة له هو شغال مرشد بينزل مع الأجانب فى الصحراء، بياخد فلوس حلوه وهو كان دَخَل هنا وكان عنده ضلالات اضطهاد، وخايف ليرفدوه من الشغل من غير سبب

د. يحيى: وده لسه موجود؟

أحمد عبد العاطى: هوا لما باجيب سيرة شرم الشيخ ألاقيه لسه خايف ليرفدوه

د. يحيى: زى زمان؟

أحمد عبد العاطى:  يعنى!! نص نص، يعنى اللى موجود لسّه هوّا إن الناس فى شرم الشيخ هما اللى أذوه ورشوا له حاجات وكده وإن ده اللى جاب له التعب من الأول

د. يحيى: السؤال بقى؟

أحمد عبد العاطى: دلوقتى يعنى أنا خايف إن أنا أزقه لهناك يتنكس ثانى

د. يحيى: هوّا مالوش فرص شغل هنا؟

أحمد عبد العاطى: هو هنا بيسعى فعلاً، هو وأخواته بيسعوا، وفيه مقابلات فى كذا شغل يعنى، لكن مش عارف يشتغل، مفيش شركة قبلته، لسه يعنى مفيش شركة بعتت له لحد دلوقتى

د.يحيى:  لا هنا ولا فى شرم الشيخ

أحمد عبد العاطى: هنا،…. لا ما هو أنا رافض شرم الشيخ دلوقتى

د.يحيى: إنت اللى رافض؟

أحمد عبد العاطى: أيوه رافض شرم الشيخ، أصل هو كان متابع فتره مع الدكتور مجدى قبل ما ييجى لنا بفتره، وكان بيسافر شرم وبتاع وبقى كويس جداً فالدكتور مجدى وقف له الداو، وقال له عيش حياتك، بعدها بكام شهر بدأ يخش تانى فى الحواديت دى فأنا مش عايز أعيد نفس التجربة معاه، يعنى طول ما هو قاعد هنا باحس أنه كويس جداً، لكن أول ما بتيجى سيرة السفر باخاف.

د. يحيى: طول ما هو قاعد فى مصر هوّا كويس جدا ولا أنت اللى كويس جداً.

أحمد عبد العاطى: (ضحك) احنا الاثنين

د.يحيى: هوّا الدكتور مجدى هوّا اللى حوله لك؟

أحمد عبد العاطى: لا .. لا، حضرتك، فا دلوقتى هل أجازف وأبعته يروح هناك يشتغل ويبقى فى متابعه ودواء وكده، ولا أضغط إن احنا نفضل فى القاهرة هنا؟ ونعيش حياتنا هنا؟ يعنى ده اللى أنا ماشى فيه دلوقتى صح ولاّ إيه؟ أنا مش عارف أرسى على بر.

د.يحيى:  الحالة مش سهله، وخصوصا مع اعتبار التشخيص، أنت عارف أن فى الكتب علاج الفصام بالعلاج النفسى فيه كلام كتير، واللى انت بتعمله ده هو علاج نفسى أيوه، لكنه فى نفس الوقت تأهيل، وتدعيم وتعليم.

فى بلاد بره أول ما واحد يبقى عنده فصام ويعلق التشخيص، هات يا تقارير، وهات يا أجازات، وهات يا تأمين، وده مش حلو قوى رغم إن شكله كويس، وحقوق إنسان وكلام من ده، إحنا عندنا الحياة بما فيها الصحة: حرب وتحدى لأكل العيش، وده يمكن يكون بطريق غير مباشر لصالح العيان، لأنه حيخليه يضطر يشتغل وأحنا نسنده يخف، مش بس يخف، دايمكن المرض يبقى خبرة دافعة لمستوى أحسن وعلاقات أمتن.

أحمد عبد العاطى: ما هو ده اللى أنا عامل حسابه وباسأل عنه، هل أخذ المخاطره إنه يشتغل وينتكس ويتعالج واللى يحصل يحصل؟، وده هو اللى بيتهيألى إنه أحسن ما يتركن نتيجة الخوف أنه هو مش ممتثل لتعاطى العقاقير بانتظام، والطيب أحسن؟.

د. يحيى: الطيب يا ابنى أن أحنا نعمل الصح فى حدود الإمكانيات وحسب ثقافتنا وظروفنا، طبعا أى خطوة فيها مخاطرة، المخاطره هنا مش سهله واحتمال النكسة وارد، ودى مش سهله يعنى مش مفروض نرحب بيه أبداً، وندعو الله إنه ما تحصلشى، ونعمل كل حسابتنا عشان ما يحصلشى، إنما برضه نفرض إنه ملقاش شغل فى القاهرة، حاياكل منين؟ آدى واحدة، ولو حتى حد حيأكله ويسنده يبقى إحنا بنغذى الاعتمادية والنكوص، وبنزقه ناحية مآل سلبى وأنت عارف بشاعته.

أحمد عبد العاطى: يبقى أعمل إيه؟

د.يحيى: أنا شخصيا ميال أنه يروح شرم الشيخ ويجيلك كل شهر، إنما أنه يقعد هنا فى مصر يستنى النهاردة بكره، بعده، يعنى شهر فى اثنين فى سته، يبقى كل سنه وأنت طيب، داخلين على المآل السلبى من غير فصال، فا يبقى حرصك على الشغل مع مغامره النكسه ده جيد جداً، بس ماتبقاش خواف قوى، يعنى بمعنى أنك تدى نفسك وتديله فرصه معينه شهرين مثلاً، مش أكثر، أن مالقاش شغل فى القاهره لمده شهريين ياخد حقن طويلة المدى، ويروح شرم الشيخ بلا وجع دماغ، وأشوفه معاك باستمرار كل ما تعوز أو هوّا يطلب، والحسبه شوف تبقى علمية، وفيها اعتبارات ثقافية وواقعية، وطبعا تشوف مراته هىّ لسه معاه ولاّ لأ، وهى حاتيجى ولاّ لأ، وحاتستقر معاه ولاّ لأ، وحاتلتزم بمتابعة الدواء ولاّ لأ، ويمكن تضطر تستعين بأصحابه أو قرايبه فى شرم الشيخ ياخدوا بالهم إذا كان حد منهم هناك، وإنهم ينتبهوا للدوا، ولعلامات بداية أى نكسة لا قدر الله، علامات زى الأرق الممتد أو فرط الحساسية فى الشغل أو التوقف عن العمل والحاجات دى.

أحمد عبد العاطى: ياه، دى الحكاية صعبه قوى

د. يحيى: ما هى الحياة كلها صعبة، والمرض بيصعبها أكتر.

****

التعقيب والحوار:

أ. إسلام محمد

عن إختلاف مجتمعنا حاليا وثقافيا عن ذى قبل أرى فى تعامل المعالج النفسى مع الحالة أمر مشجع ولكن ليس سهلا بالتحرك بحرية فى العلاج .

يعنى زى ما المعالج فى معلومات كتير غامضه بالنسبه له عن أعماق ثقافة المريض يتحرك بحرية غامضة فى العلاج وممكن تصيب ساعتها المريض مش حايبقى مريض ولا خف هيرجع حاجه تالته أحسن بمراحل كثيرة جدا.

د. يحيى

أهم ما جاء فى تعليقك بالنسبة لى أنك التقطت احتمال أنه ممكن إنه “حايبقى حاجة ثالثة

وهذا هو هدف تقديم الحالة.

بل بينى وبينك يمكن أن يكون هذا هو هدف أى علاج عميق لو أتيحت لنا الفرصة.

د. ماجدة صالح

إن هذا النقل الأمن لهذه الحالات هو بمثابة خبرة علمية منقولة ومسجلة حتى لو لمن يكن عليها أى تعليق.

د. يحيى

تصورى يا ماجدة أنى مندهش -كما جاء فى مقدمة البريد اليوم- من وفرة التعليقات وجديتها، علما بأننى لم أجد فيها أية استجابة صدرت تحت ضغط كما كنت ألاحظ سابقا، وهكذا يبدو أن ما ينفع الناس –وكل فى موقعه- هو الأولى بالتقديم.

د. هالة الحلوانى

أنا ماشيه بنفس خطوات حضرتك فى الحالات المشابهة لدى، وده أسعدنى

د. يحيى

ربنا يوفقك وينفع بك.

أ. محمود جمال الدين محمود

لماذا لا نأخذ رأى المريض فى رجوعه للعمل “بشرم”؟

د. يحيى

برغم أننا لا نضع التشخيص فى المقام الأول جدا فى العلاج النفسى، إلا أننا نحسبها علميا وعمليا وبدقة شديدة مع وضع التشخيص واحتمال النكسة فى الاعتبار، فلا تنس أن هذا المريض ذهانى أساسا، وأنه كان بالمستشفى لوقت قريب، وأنه لم يتعاف لدرجة مطمئنة،

نعم نأخذ رأيه لكن لا يكون هذا هو نهاية المطاف بل بداية الحوار، ولا ننسى أنه فى حاجة إلى الأساس العلمى والحساب الخبراتى التى يبنى عليها المعالج رأيه.

أ. محمود جمال الدين محمود

وإذا كان عمله “بشرم” له علاقة بالمريض مش يبقى أحسن إن احنا نزق فى انه يرجع يشتغل هناك كجزء من العلاج ومقاومته للمرض؟

د. يحيى

برجاء قراءة ردى السابق حالا

ثم لا ننسى أن هذا هو مأزق المعالج الذى من أجله عرض الحالة على المشرف ليسأله النصيحة

ألم تلاحظ؟

أ. أية محمد حسين

من العبارات التى استوقفتنى على لسان المعالج ، دا أنا مش عارف أرسى على بر، وكأنه توحد مع مشكلة المريض، هل هذا شىء جيد أم سىء؟

وشكراً فى انتظار المزيد.

د. يحيى

هو شىء جيد من حيث المبدأ، لكن لا ينبغى أن نتوقف عنده، فنحن نتقمص مرضانا لنفهمهم أعمق وأدق، ونحترم مأزقهم، ثم نخرج معهم منه بالرأى وبالخبرة والعلم والمعيّة، ولا نتوقف عند التقمص والكشف العقلانى أو التعاطف السطحى.

د. سعدية فرحات

فى حاجات جديدة شوفتها فى تقديم الحالة دى زى “إن المرض ممكن يبقى خبرة رائعة لمستوى أحسن وعلاقات آمنة”، شكرا لحضرتك

د. يحيى

رؤيتك صحيحة، وتبعث على التفاؤل وفى نفس الوقت هى مسئولية ضخمة، ورحلة صعبة.

أ. أمير حمزة

شكراً دكتور يحيى لقد أستفدت كثيراً من الحالة وفى انتظار المزيد

د. يحيى

الحمد لله، ربنا يسهل.

د. كيرلس فوزى

الحيرة قد تعوق قرارات هامة، خصوصا إذا كان المعالج مسئول، فماذا نفعل؟

د. يحيى

المعالج دائما مسئول!!!

برجاء الرجوع إلى كل ما جاء فى النشرة

وكل ما جاء فى هذا البريد

ويستمر الإشراف

والله يوفقنا

أ. أيمن عبد العزيز

هل من حق المعالج التخوف من المجازفة بالتحسن الموجود حتى فى ظل التهديد بالمآل السلبى فى المغامرة بالانتكاسة بالدفع بالمريض فى بيئة مرسبه ومدعمة للمرض.

د. يحيى

التخوف وارد لأسباب عملية

وفى نفس الوقت المغامرة ضرورية لأسباب حياتيه واقعية

والصعوبة هى فى ضبط الجرعة بين التخوف والمغامرة، وكله: بالعلم، والخبرة، والمسئولية، والعلاقة بربنا، واحترام الواقع بكل تفاصيله.

أ. علاء عبد الهادى

اللى وصلنى هو العلاج بالمواكبة زى ما حضرتك بتقول إن احنا بنسند العيان ولما ده يوصله هايفرق كتير.

د. يحيى

هذا صحيح، على أن “المواكبة” تحتاج كثيرا من التفاصيل لاستيعاب معناها وطريقتها والمسئوية المترتبة عليها ويمكن الرجوع مؤقتا لنشرات “الإنسان والتطور” عن “المواجهة – المواكبة – المسئولية:  م.م.م.” ([2])

وأتمنى أن تتاح الفرصة لشرحها تفصيلا فى نشرات قادمة.

أ. عماد فتحى

بأرصد التردد اللى بيكون عندى لما بأحاول أزق المريض فى سكة ممكن يكون فيها مغامرة ويكون صراع بين ما هو كده احسن وقرار أنه لازم نغامر، الموضوع يبقى صعب هل هو خوف من المعالج أنه يتحمل المسئولية. مش عارف.

د. يحيى

أعتقد أن كثيراً من الردود السابقة فى البريد اليوم هى رد ضمنى على تساؤلاتك الأمينة

برجاء العودة إليها كلها فقد يصلك ما تريد.

أ. محمد الويشى

وصلتنى صعوبة: المواجهة والمواكبة والمسئولية.

د. يحيى

لكن مهنتنا تحتاج لها جميعا حتى لا تخدع أنفسنا ونروّج لقيم “قـِلّـةْ القلق” و”أنا مرتاح كده!!” وتسويق ما يسمى “السعادة” الرخوة خاصة فى ظروفنا الصعبة المتحدية.

أ. منى أحمد فؤاد

أنا موافقة حضرتك أنه يأخذ فرصة الأول فى القاهرة، ولو ماشتغلش يسافر ويتابع ويشتغل وينتكس واللى يحصل يحصل، كما أننى أعتقد أنه لازم يستقر فى مكان واحد هو ومراته لو مكمل معاها لأن عدم الاستقرار ده هيأثر عليه.

د. يحيى

والله يا منى معلومة “مراته” هذه أنا غير راض عن جرعة إلمامى بها، أو حتى إلمام المعالج بها بالقدر الكافى فى حدود ما ورد فى النشرة، وما صرّح به المريض، وما تكلم عنه المعالج، ولابد من استيفاء المزيد عنها حتى ندخلها فى الحسابات بما يعين مسيرة العلاج أو على الأقل لا يعوّقها، وأعتقد أن كثيرا من تفاصيل القرارات سوف تتوقف على احتمال حضورها ومسئوليتها وقدر مشاركتها فى الدعم والتدخل، وخصوصا أنها تنتمى إلى ثقافة أخرى، حرة جدا!! جدا!!! وربنا يستر.

د. أحمد يوسف

تعلمت من النشرة أن متابعة مريض الفصام أهمها العمل، حتى لو عرضه العمل لمخاطر التعرض للانتكاسة، افضل من الإجازات وانتظار الانتكاسة بدون عمل، وأن العمل لمريض الفصام مهم لصالح مسيرة العلاج، وأن المرض ممكن يبقى خبرة أحسن وعلاقات أمتن.

د. يحيى

هذا صحيح، ليس فقط لمريض الفصام وإنما لكل الأمراض غالبا، خصوصا فى مجتمعنا، وحتى سيجموند فرويد حين سئل فى نهاية حياته عن تعريفه للصحة النفسية قال إنها: “أن تعمل وأن تحب” ويمكنك الرجوع تفصيلا إلى “مستويات الصحة النفسية”([3]) فى موقعى   www.rakhawy.net

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 14-10-2015  www.rakhawy.net

[2] – نشرة: 25-2-2008، بعنوان: المواجهة – المواكبة – المسئولية الفروق الثقافية والعلاج النفسى،

ونشرة : 26-2-2008، بعنوان: علاج المواجهة المواكبة المسئولية م.م.م. www.rakhawy.net

[3] – يحيى الرخاوى “مستويات الصحة النفسية، من مأزق الحيرة إلى ولادة الفكرة”، منشورات جمعية الطب النسى التطورى، الطبعة الأولى، 2017

الحالة: (79) .... ماذا يقول لمن يخطبها؟

الحالة: (79) .... ماذا يقول لمن يخطبها؟

الحالة: (79)

…. ماذا يقول لمن يخطبها؟([1])

د. ماجد: هو شاب عنده 29 سنة الرابع من اربعه، إخواته الثلاثه كبار وبنات، أبوه على المعاش، ووالدته على المعاش هو شغال معيد فى معهد عالى كويس فى قسم مافيش فيه حد غيره يعنى هو الدكتور الوحيد اللى فى القسم ده

د.يحيى: هوّا المعيد دكتور يا جدع انتَ؟

د. ماجد: أصل هو المعيد الوحيد اللى فى القسم فبيعتبروه دكتور

د.يحيى: بس ما أخدشى دكتوراه لسـَّـه

د. ماجد: بس معيد وشايل القسم

د.يحيى: أيوه، لكن مش دكتور

د. ماجد: حاضر.. حاضر

د.يحيى: أصل ساعات الناس دول بيستعملوا لقب دكتور بدرى بدرى، وأنا شايف إن ده له دلالته فى شغلنا، فى مجتمعنا ساعات ده بيعلن إنه بيحقق طموحاته بكلمة بدون مقابل، قبل الهنا بسنة، ساعات الواحد، أو الأهل، يروح لازق كلمة دكتور قدام اسمه، وهو لسه طالب طب فى سنة أولى، مثلا، وده مش كويس، هو العيان اللى قال لك ان اسمه دكتور فلان؟

د. ماجد: ما هـُـوّا المعيد الوحيد اللى فى القسم

د.يحيى: تانى؟! طيب هوّا أخذ الماجستير

د. ماجد: لأه لسه شغال فيها

د.يحيى: يا راجل!! عنده 29 سنة، ولسه ما أخذش الماجستير وبيسمّى نفسه دكتور! يبقى إيه بقى؟ خلـّى بالك ده علامة فى شخصيته تهمك.

د. ماجد: ما هوْ مافيش حد فوقيه ولا تحتيه فى القسم ده، يعنى هو الوحيد اللى بيدرّس فى هذا القسم،

د. يحيى: وبعدين؟ انت مش عايز  تفهم دلالة التقريب الخايب ده ليه!! المهم خير؟

د. ماجد: هو المشكله إن هو أخر جلسه كان جايب والده معاه بيقول إن هو…

د.يحيى: (مقاطعا) هى كانت اول جلسه إمتى الأول

د. ماجد: من 7 شهور كان بيتابع مع الدكتور(أ..) زميلنا، لحد ما مسافر انجلترا، وبعد كده قطع وراح لزميلنا التانى الدكتور (ب..)، من المقطم برضه، لحد ما سافر السعوية، هو كمان، والدكتور (ب ….)، ده هوّا اللى حوّله ليـّـا قبل ما يسافر

د. يحيى: انتو بتشقطوا لبعض من برّه بَرّه من ورايا ولاّ إيه؟! طب والله دى حاجة كويسة بس تدونى خبر، المهم المشكلة بقى؟

د. ماجد: هو دلوقتى عنده 29سنة، ولسه ماخلصش الماجيستير بتاعته، دى تالت سنه فى التمهيدى ماجستير، اه وشاف عروستين، فوالده جه يسألنى نفس السؤال اللى بنكرر مناقشته هنا، العيان بيسأل برضه: هو أنا حاقول للى حا تقدملهم دول انى انا مريض وباتعالج ولا لأ

د. يحيى: هو له تشخيص محدد؟

د. ماجد: أيوه، نوبات وجدانيه حادة، ثنائى القطب يعنى

د. يحيى: كام نوبه، وكل مرة النوبة هىّ هيـّـا ولاّ بتتغير؟

د. ماجد: بيجيلوا مرة نشاط، ومرة كتمة، مش بانتظام وهوه بيخرج من واحده، بعد شوية يخش فى الثانيه، اه، يعنى، وساعات يطلع من ديه يخش فى ديه، وساعات يبقوا مع بعض.

د. يحيى: ويقعد كويس بينهم قد إيه؟

د. ماجد: ساعات شهر، ساعات شهر ونص شهرين، حاجه كده، ودخل المستشفى كذا مرة

د. يحيى: هو أول مرة دخل المستشفى امتى؟

د. ماجد:  من 9 سنين

د. يحيى: ودخل كام مرة فى التسع سنين دول

د. ماجد: مرتين

د. يحيى: يعنى مرة واحدة بعد أول مرة

د. ماجد: أيوه

د.يحيى: طيب، تحديداً: إنت عايز إيه دلوقتى؟

د. ماجد: ما انا قلت، هوّا عمال يسألنى: هى للى حا يتقدملها دى، يقول لها انه هو تعبان وبيتعالج ولا لأ؟

د. يحيى: هو عنده 29 سنة ومعيد، ومع انه فى تمهيدى اللى هى سنة واحدة بقاله ثلاث سنين، فراح مختصر السكة ودَكترْ نفسه، مش كده؟

د. ماجد: يعنى

د. يحيى: والدواء

د. ماجد: حاليا ماشى على قرص واحد بالليل

د. يحيى: نومه كويس

د. ماجد: بينام مش بطال، يعنى لو هو ما واراهوش شغل بينام، إنما لو فيه زنقة شغل او حاجه ممكن ينام مثلاً اربع او خمس ساعات بالكتير قوى فى اليوم

د. يحيى: انت اتجوزت قريب، وخلفت، مش كده

د. ماجد: ايوه

د.يحيى: ولد ولا بنت

د. ماجد: بنت

د. يحيى: أحسن

د. ماجد: ليه؟

د. يحيى: تجِّوزها له؟ ولو أكرمتها وربيتها كويس تشفع لك فى دخول الجنة

د. ماجد: لسه بدرى، دى عمرها شهور

د. يحيى: تغمض عينك وتفتحها تلاقى عندها 25 سنه، ترضى تجوزهاله؟

د. ماجد: ما هو ده اللى باسأل علشانه، ولو ده بيتقدم لبنتى وقال لى على مرضه أنا حاعمل إيه

د. يحيى: انا متصور إن ده هو مقياس مهنى وأخلاقى ودينى فى نفس الوقت، لكن خلـّى بالك من الفروق وماتبالغشى فى القياس بمشاعر شخصية.

د. ماجد: انا لما باحط نفسى مكان أهل البنت، ومكان البنت باقول لأه، لما باحط نفسى مكانه هو ووالده، باتلخبط

د. يحيى: يعنى انت تفضّل تجوز بنتك لواحد رخم مابيحسش وبيكسب ومش هنا، ورايح جاى، وأهـُـمْ مكملين وخلاص، مش قصدى قوى كده، بس أنا باحاول أوريك الناحية التانية، السؤال اللى انت بتسأله جيد جداً وفى محله، لأن احنا مسؤلين عن الإجابه عليه دينياً أولاً، وأخلاقباً وعلمياً ومهنياً ثانياً، إحنا مسئولين عنه، وعن البنت اللى حايرتبط بيها برضه، فى الحالة دى احنا لازم نرجع نفحص بدقة معلوماتنا عن البنت المشروع دى، لازم تعرف سنها وشهادتها، وشغلها إذا كانت بتشتغل،

د. ماجد: يعنى كونُهْ يقولها أو ما يقولهاش، دا يتوقف على معلوماتنا عنها

د. يحيى: معلوماتنا عن مدى نضجها، وعن ثقافتها، إنت بالتاريخ اللى انت قلته ده، لازم يقول لها أيا كانت هى مين، ويقول لأهلها كمان، بس مش يقول لها اسم مرض سمعه منك أو من أى دكتور بينى وبينك، اسم المرض مش هوّا أهم حاجة حتى عند الدكاترة، المهم التفاصيل، الكلام الأهم هنا بيبقى فى مسار المرض يعنى التكهن Prognosis والمآل Outcome، وده أصعب وعادة احنا ما عندناش معلومات حاسمه للرد على الحاجات دى، لأن الحسبة العلمية المنشورة التى فى الكتب المراجع، بتبقى للمجاميع، يعنى نسبة كذا واحد من المرض الفلانى من مية % خفوا تماما، وكام واحد من الميّة أزمن، وكده،  أما بالنسبة للحالة الفردية فما تقدرش تجزم بتوقع نهائى لحالة بذاتها.

د. ماجد: طيب، وبعدين أعمل أنا إيه؟ أقول له إيه؟

د. يحيى: .. يقولها أنا باروح للدكتور فلان، وإذا كانت تيجى تقابلك أو تقابلنى أهلا وسهلا!! ونتكلم معاها أو حتى مع أهلها بس قدامه 100%، مافيش أى معلومة عنه تتقال من وراه، وأظن احنا اتناقشنا فى الموضوع ده قبل كده، إنما بنعيد ونزيد فيه عشان كل حالة مش زى التانيه زى ما انت عارف، ومن خلال مقابلتك للبنت، فى حضوره، حاتلاقى فرصة توضح الأمور أحسن، ويمكن تقدر تحكم عليها وعلى شخصيتها، وعلى حبها إذا كان الارتباط على أساس الحب، وتشوف بنفسك وتحكم إذا كانت البنت دى ممكن تبقى سند له، ولاعبء عليه، ويا ترى حاتساعده فى فرص علاجه إذا مـِـرِض ولا حاتعايره، وكلام من ده.

د. ماجد: أحكم عليها ازاى يعنى؟

د. يحيى: الجواز عقد مهم متعدد المستويات بما فى ذلك الفلوس، بما فى ذلك الحب، وهى من حقها تسأل اللى هى عايزاه قبل ما توثق العقد، وانت ترد عليها زى ما انا بارد عليك دلوقتى

د. ماجد: صعب علىّ

د. يحيى: ما احنا مع بعض، احنا بنقول العلم بيقول كذا، ودا معناه كيت، إنما كل حالة مش زى التانيه، انت تقول لها الكلام واضح وبس، وبرضه ممكن تحدد لها دورها: وبرضه تفهمها دورك حيكون كذا وكذا،

د. ماجد: طيب وإذا طلبت ضمانات وكلام من ده

د. يحيى: ضمانات إيه يا جدع انت، هى تلاجة لازم لها شهاده ضمان لمدة محددة، انت تقول لها انا ماقدرش اوعدك بحاجه، عاجبك عاجبك مش عاجبك انتى حـرّه، انما لا المرض النفسى عيب ولا هو خطر عليكى قوى زى ما بيشيعوا، ولا انا اقدر احكم أكتر من كده

د. ماجد: طب وإذا سألت عن الوراثه والعيال

د.يحيى: ترد برضة بالعلم، وإن احتمال كذا وارد إنما الاحتمال الأكبر إنهم يطلعوا سلام أو حتى أحسن من العاديين، واللى يسرى عليهم يسرى على أبوهم، لأن المرض نفسه مش هوّا اللى بيتورث، إنما الاستعداد له اللى ممكن يطلع مرض، وممكن يطلع تميـّز والسلام.

د. ماجد: وهى حاتفهم كل ده؟

د. يحيى: كل واحد وعلامه، لحد ما ربنا يسهل له بواحدة تفهم، ما هو من حقه يعيش وياخد فرصة زيها وزى أى حد، وبعدين لازم تدخل فى الحسبة بقيه مقومات الصفقه الاجتماعيه والعاطفيه والجسديه وكل حاجة.

د. ماجد: ازاى يعنى؟

د. يحيى: يعنى كل حاجة تتحسب بجدية، ولو بالتقريب، من أول الفلوس لحد احتمال النكسات، تتحسب بهدوء ووضوح، وانت تجاوب على قد ما هى تسألك.

د. ماجد: يعنى هى اللى تسأل وبس

د. يحيى: غالبا، وساعات اهلها همّ اللى يسألوا، وده حقهم برضه، انت ترد رد علمى أساسا، وفى حضور العيان بتاعك وعلى الجميع أن يتحمل مسئولية اللى يوصل له.

د. ماجد: وإذا سألتنى اسئلة ما اعرفش إجابتها

د. يحيى: تبقى انت أمين وجدع، حكاية ما أعرفشى دى مش عيب، ده واقع وعلم، وانا موجود، وانا برضه من حقى ما اعرفشى، هوه مش انا اللى محولهالك؟

د. ماجد: لأه، دى حالة من المستشفى

د. يحيى: ما هى مسئوليتى برضه

د. ماجد: واذا هى طلبت ضمانات

د. يحيى: تانى ضمانات؟!! لا يا عم احنا مش بتوع ضمانات خايبة ، احنا مش شركة تأمين، إحنا نعمل اللى علينا مية المية، واللى فيه الخير يقدمه ربنا !

د. ماجد: وإذا هو مارضاش يقول لها أو يجيبها عشان أقابلها واعمل كل ده.

د. يحيى: هوه حر، تبلغه كل ده، وتبلغه استعدادك واستعدادى وإذا كان عارف إن إحنا بنناقش الحالات بدون أسماء تلخص له المناقشة دى، وبعد كده هو يتحمل مسئولية قراره، طبعا.

د. ماجد: شكرا

د. يحيى: العفو ربنا معاك

****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: تغمض عينك وتفتحها تلاقى عندها 25 سنه، ترضى تجوزها له؟

التعليق: السؤال ده مهم وإنسانى ومحترم جدا لكن بيفتح الباب لفرض ثقافة المعالج وآرائه أكثر من اللازم.

د. يحيى

هذا صحيح

ولابد من مراعاة قدر الأحكام الشخصية، خاصة التى لا يعرف صاحبها أنها شخصية، ومن أهم آليات العلاج النفسى أن ينتبه المعالج أن المريض هو المريض فيساعده فى رؤية ما يريد ويستطيع، ولا يصدر الأحكام التى تناسبه هو (تناسب المعالج).

د. رضوى العطار

المقتطف: الكلام الأهم هنا بيبقى فى مسار المرض يعنى التكهن Prognosis والمآل Outcome، وده أصعب وعادة احنا ما عندناش معلومات حاسمه للرد على الحاجات دى، لأن الحسبة العلمية المنشورة التى فى الكتب المراجع، بتبقى للمجاميع، يعنى نسبة كذا واحد من المرض الفلانى من مية % خفوا تماما، وكام واحد أزمن، وكده،  أما بالنسبة للحالة الفردية فما تقدرش تجزم بتوقع نهائى لحالة بذاتها

التعليق: بالظبط ، دى المعضلة والمصيبة!

د. يحيى

ومع أنها المعضلة والمصيبة، إلا أن البعض يتناولونها باستسهال غير مناسب.

مع التذكرة أن التكهن بمآل المرض هو إلزام للمعالج أن يحسِّن من هذا التكهن إذا كان سيئا بما يبذل من جهد وصبر ومسئولية مع المريض.

د. رضوى العطار

المقتطف: لأن المرض نفسه مش هوّا اللى بيتورث، إنما الاستعداد له اللى ممكن – يطلـّع مرض، وممكن تطلـّع تميـّز والسلام.

التعليق: حلو جدا السطر ده، كتر خيرك والله يا معلم!

د. يحيى

هذا الفرض كتبت فيه عشرات النشرات (مئات الصفحات) وأيضا تناولته فى معظم كتاباتى – وممارساتى- عن علاقة “الإبداع بالجنون بالوراثة”([2])

أ. إسلام نجيب

طبعا يقول…وإن شاء الله هيلاقى اللى تستحمله ويستحملها وتكون الصعوبة دى بالنسبة له وبالنسبة لها جزء كبير جدا من علاجه.

د. يحيى

ياليت.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د:يحيى لأن احنا مسؤلين عن الإجابه عليه دينياً أولاً، وأخلاقباً وعلمياً ومهنياً ثانياً، إحنا مسئولين عنه، وعن البنت اللى حايرتبط بيها برضه، فى الحالة دى احنا لازم نرجع نفحص بدقة معلوماتنا عن البنت المشروع دى،

التعليق: يا دكتور.. يا استاذي.. ياعظيم… دراعاتك بتحضنا وتحضن عيانينا… ربنا يباركلنا فيك… هو الله وحده اللى يقدر يكافئ عملك المخلص المثمر ده

د. يحيى

شكراً

وربنا يقدرنى.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: .. يقولها أنا باروح للدكتور فلان، وإذا كانت تيجى تقابلك أو تقابلنى أهلا وسهلا!! ونتكلم معاها أو حتى مع أهلها بس قدامه 100%، مافيش أى معلومة عنه تتقال من وراه، وأظن احنا اتناقشنا فى الموضوع ده قبل كده

التعليق: ايه ضروره أن يكون الأمر قدامه 100%

وهل ده مبدأ ولا تبع الحاله والظروف؟

د. يحيى

أفضل أن يكون مبدأ (مع استثناءات نادره)

فى خبرتى وجدت أن الكلام عن المريض دون حضوره هو تقليل من قيمة مشاركته ورأيهْ، وأيضا قد تنتقل الرواية إليه بقصد أو بدون قصد، محرّفة أو مغلوطة.

لذلك وجب الحرص باتباع هذا المبدأ ما أمكن ذلك.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: يعنى كل حاجة تتحسب بجدية، ولو بالتقريب، من أول الفلوس لحد احتمال النكسات، تتحسب بهدوء ووضوح، وانت تجاوب على قد ما هى تسألك

التعليق: ياريت يا دكتور يكون الوضوح والبساطة دى فى مشاريع الزواج عموما.. يوفر كتير من المشكلات…

د. يحيى

ياليت.

أ. محمد الحلو

تعليق عام : ردود حضرتك يا دكتور يحيى هى بمثابة المختصر المفيد أعتقد إن مافيش كلام ممكن يتقال بعد هذا التوضيح الرائع…..

د. يحيى

لا

فيه ونصف!

والرأى والعون مطلوبان من الجميع.

أ. محمد عادل

انا لما باحط نفسى مكان العيان واهله حقيقى باتلخبط وبابقى مش عارف اعمل ايه خصوصا لو اهل البنت رفضو.

د. يحيى

الحيرة دليل صدق المحاولة، لكن لا ينبغى أن تطول الحيرة وإلا أصبحتْ ترددا وتذبذبا

كل ما عليك هو أن تسهم فى حوار يقربكما من الواقع وفى نفس الوقت لا يغفل تنوع التوقعات.

أ. عصام جمال عبد العزيز

من خلال تقمص لشخصية وحالة المريض يبدو أنه من الشخصيات الطموحة لكن متسرع فى النتائج حتى دون بذل جهد كبير لتحقيق طموحه مثل لقب الدكتور وهو لم يحصل على لقب الماجيستير بعد، بجانب كلام حضرتك بأن يذهب إلى العيادة مع الفتاة لتعرف بمرضه أرى أن يقول لها ذلك قبل الذهاب إلى العيادة وأن يشرح لها طبيعة المرض الذى يعانى منه من وجهة نظره وليس من وجهة نظر الدكاترة الذين تردد عليهم ويقترح عليها أن تأتى معه وإذا رفضته فهو الكسبان .

د. يحيى

أولاً: رأى المريض على العين والرأس لكنه ليس دائما هو الأصلح أو هو الصواب

ثانياً : المريض كثيرا مايكتفى (أو يقنع) باسم التشخيص الذى لا يعنى كل ما نريد إبلاغه فى هذه الظروف ولهذه المطالب

ثالثاً: لم أفهم كيف أن رفض الفتاة الحضور للطبيب تجعل المريض “هو الكسبان”!! وكانك تتصور أنه يريد أن يهرب. ثم إن هذه مبالغة فى تصوير حق الفتاة فى القبول والرفض حسب ثقافتها ومخاوفها وسماتها.

د. دعاء مجدى

هل الكلام ده هيختلف لو كان بعد الجواز؟ بمعنى لو ما حصلشى كلام عن المرض قبل الارتباط، ثم الجواز اكتشف الطرف التانى ما أخفوه، هل الوضع يختلف؟

د. يحيى

طبعا يختلف، لأن الواقع اختلف

لكن احتمال الاستمرار قائم بحسابات علمية موضوعية.

أ. نادية حامد

ماذا يقول لمن يخطبها؟ أو ماذا تقول لمن يتقدم لخطبتها؟ السؤال ده دايماً بيكون زنقة فى معظم حالاتنا لكنى أتفق مع حضرتك إن كل حالة مش زى التانية وإجابته بتحملنا مسئولية دينيه واخلاقيه ومهنية وعلمية ودايماً زى ما حضرتك علمتنى يحط نفسى مكان المريض والأهل.

د. يحيى

يحط نفسه مكان المريض…، على ألا يحل مكانه تماما!! حتى يتجنب الشخْصَنَة.

د. كريم

أنا رأيى إنها لازم تعرف قبل الجواز، دى حاجة مهمة وأساسية.

د. يحيى

هذا أصدق

وربنا يستر.

أ. محمد حامد

مسؤليه كبيره وصعبه بلاقيها فى ما ارضاه لاهلى واحبائى وما ارضاه للمرضى

صعبه اوى المسؤليه دى

د. يحيى

مهنتنا صعبة

فلنتحمل مسئوليتها

أو نتركها لمن يتحمل مسئوليتها.

د. محمد على

كل الكلام ده جميل جداً فى حالة أن يكون المتقدم للزواج مريض ذكر، أما فى حالة أن تكون أنثى هل كل هذا الرأى والشروط ستكون مطروحة أيضا؟ رغم عدم تحمل المجتمع للمرض النفسى خصوصاً لمـّا تكون بنت؟

د. يحيى

نعم،

حق الحياة ليس مكفولا للذكر دون الأنثى، المريض مريض، والفرص واحدة، والمجتمع يتغير بما نقوم به، ونتحمل مسئوليته معا، مهما كان الإيقاع بطيئا والطريق طويل،

 المرأة أحق بالحياة، وفى رأيى أن الأنثى هى الأصل فى حفظ النوع، وعندى أيضا أنها هى الأمل الواعد فى تطوره، ومن ثم فحقوقها أولى بالرعاية سواء فى التواصل أو السماح أو الاحترام.

د. نجاة أنصوره

المقتطف: د. يحيى: هو ليه تشخيص محدد؟

د.ماجد: أيوه نوبات وجدانية حادة، ثنائى القطب يعنى .

التعليق(1): الشئ بالشئ يذكر هى ممكن تختلط الأعراض الحدية فى أعراض متداخلة بالضرورة لدى الشخص الحدى “الشخصية الحدية” “البوردن لاين وثنائى القطب” باى بولار؟

أستشف تناسق عرضى بينهما فى معظم الحالات كإنهم زملة واحدة تنبثق من الحزمة ذاتها!

د. يحيى

ترجعين يا نجاة  للاهتمام بألفاظ التشخيص  أكثر من التركيز على الفروق الفردية والنفسمراضية

مع التذكرة بأن القياس بهذه التشخيصات هكذا قد يكون ثانويا، بل قد يكون معوّقا للعلاج النفسى، التشخيص يا نجاة هو للمجاميع والاحصاء، أما للعلاج، فتشخيص كل مريض يكاد يكون هو المريض نفسه، أما هذه اللافتات التصنيفية فهى ليست ضرورية طول الوقت، بل وكما ذكرت قد تكون معطلة.

د. نجاة أنصوره

التعليق (2): هو ممكن مريض ثنائى القطب يقدر يقيم علاقات  وجدانية صادقة وثابثة تصل لحد الزواج خاصة فى فترة باكرة من المرض كعمر هذه الحالة موضوع الطرح؟

د. يحيى

ممكن ونصف.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 16-12-2018  www.rakhawy.net

[2] – مثلا: نشرة “الإنسان والتطور”: 23-3-2014، بعنوان: علاقة الإبداع بالتفكيك والتهديد بالتفسخ.

– حركية الوجود وتجليات الإبداع، المجلس الأعلى للثقافة، 2007، ص 194

الحالة: (80) حفظ النوع وحفظ النوعية

الحالة: (80) حفظ النوع وحفظ النوعية

الحالة: (80)

حفظ النوع وحفظ النوعية([1])

أ.نادية: حضرتك هى عيانة عندها 41 سنة و6 شهور دخلت المستشفى عندنا هنا من سنتين مرة فى 2011 ومرة فى 2016 شهر ثلاثه اللى فات وهى بتابع معايا بقالها 9 شهور وحضرتك بتشوفها معايا من الوقت للتانى هى عندها فوق الأربعين سنة ليسانس تاريخ مابتشتغلش متجوزة هى الأولى من ثلاث إخوات هى إتجوزت متأخرة شوية وهى عندها 39 سنة جوزها بيشتغل مهندس معمارى وعنده 45 سنة بس هو كان متجوز قبل كده وطلق وعنده 5 أولاد من الزوجة الأولى هى العيانة لما دخلت عندنا المستشفى الدخول الأول كان فى 2011

د.يحيى: عندها أولاد

أ.نادية: لأه معندهاش أولاد هى كانت تشخيص فصام وجدانى

د.يحيى: حاليا بتجيلك بانتظام

أ.نادية: آه حاليا بتيجى بشكل منتظم، متشخصة كده فى الدخول الأولانى ودخلت المستشفى بأعراض كانت ضلالات إضطهاد وإنها إسمها مميز إسمها هبه من الله وكان فى طاقة عالية ونشاط زايد

د.يحيى: التاريخ العائلى

أ.نادية: فيه تاريخ عائلى إيجابى: العمه متشخصه برضه فصام وجدانى إكتئابى وبتتعالج لحد دلوقتى

د.يحيى: عمرها

أ.نادية: العمه: حاجه وخمسين سنة 55 سنة

د.يحيى: متجوزة ومخلفة؟

أ.نادية: متجوزة ومخلفة، والأب كان مر بخبرة كده وهو كان فى الثلاثينات كان الشغل بتاعه هو عنده مصنع بلاط، كان فيه شوية خسائر، دخل فى نوبة خوف وفزع وبس بمجرد ماهو راح صيدلية جابوله دوا كده أخذ شوية منه، وبعد كده الدنيا إتحسنت ومظهرش أى تعب تانى، العيانة دى دخلت عندنا من 9 شهور وبرضه كانت بتقول إنها كانت حامل وحصل إجهاض وماكانتش تعرف إنها حامل

د.يحيى: فى كام شهر؟

أ.نادية: فى الشهر الثالث، ماكانتش تعرف وحصل فجآه وده كان بالتزامن مع سفر جوزها للسعودية كان رايح زيارة لأخوه هناك علشان يشوف شغل معروض عليه، فحصلت الإنتكاسة فدخلت المستشفى ولما دخلت المستشفى كان برضه الكلام فى الدين كتير والأفكار موجودة والطاقة العالية وقلة النوم والعنف اللفظى والعنف البدنى وأخذنا شوية وقت عقبال ما الدنيا إستقرت وقعدت معانا حوالى شهر فى المستشفى، دلوقتى بقالها 9 شهور بتابع معايا هى طول الوقت يادكتور يحيى الأمور مستقرة من ناحية الأعراض يعنى شوية تتكلم فيها شوية مابتتكلمش فيها، وبتكمل حياتها، مشكلتى معاها هى علاقتها بالدواء هى طول الوقت مستنية حضرتك طول الوقت اللى تيجى تقول كفاية أدوية فزنقانى معظم الجلسات وتقريبا مفيش ولا جلسة إلا ولازم تنكش فى حتة الدواء دى، طيب توقُّعِك إيه؟ طيب دكتور يحيى حايعمل إيه؟ تتوقعى إنه حايوقف الدواء ديه جزئية جزئية ولاّ مرة واحدة،؟ الحاجة التانية موضوع الخلفة يعنى برضه مفيش كام جلسة كده إلا وتفتحه، عندها رغبة إنه يحصل حمل حتة الأمومة بشوفهاعالية عندها قوى، هى عاوزة تلحق هى داخله على 42 سنة دلوقتى فإحنا كنا إتفقنا نأجل 6 شهور بعد ماتدخل المستشفى علشان بس نشوف الدواء ونشوف إنتظامها، هى إستقبلت ده بس على أمل برضه إن حضرتك حانتكلم فى موضوع الخلفة ده وحانسمح إن يكون فيه حمل ولا لأه، الزوج مش متحمس شويه وده اللى وصلنى وحضرتك بتشوفه برضه وبتشوف أبوها معايا، الجوز مش واصلنى أوى إنه متحمس لموضوع الخلفة وخصوصا إنه شايفها إنها بتأخذ أدوية، ورابط ده بالخبرة بتاعة الإجهاض، وإنه عنده برضه 5 أولاد

د.يحيى: انتى قلتى إنه مطلق

أ.نادية: هو مطلق آه والأولاد مع والدتهم

د.يحيى: كلهم

أ.نادية: كلهم الخمسة وعلاقتهم بيه مش مظبوطه ومتوترة برضه

د.يحيى: أكبرهم سنه كام؟

أ.نادية: فى ثانوية عامه 17 سنة

د.يحيى: والصغير

أ.نادية: والصغير فى الإعدادى

د.يحيى: مطلق من إمتى

أ.نادية: قبل الجوازة دى بسنتين (هما متجوزين بقالهم سنتين) ونصف يعنى من خمس سنين تقريبا فهو مش متحمس لحتة الخلفة بس هى بتلح عليها من وقت للتانى وبرضه إحنا كنا إتفقنا على ال 6 شهور دول إحنا بقالنا دلوقتى 9 شهور

د.يحيى: إنتى قلت لنا هو عنده كام سنة؟

أ.نادية: 45 وهى 42 هى مستنية دلوقتى يعنى إمتى “البريود” حاتيجى، وبترصد مواعيدها، شايله هم إنها ماتبقاش منتظمه فتقف” طيب أنا حالحق أخلف ولاّ خلاص” هى عاوزه الحتة دى: بشدة فممكن تيجى جلسات تعيط بسبب الموضوع ده إنها عاوزه تخلف

د.يحيى: بتشتغل

أ.نادية: لأه مابتشتغلش

د.يحيى: معاها شهادة إيه

أ.نادية: ليسانس أداب قسم تاريخ إشتغلت كده بعد التخرج فى حضانة وسابتها ومكملتش الشغل وهو برضه مش متحمس أوى إنها تشتغل يعنى بس أنا لما طلبت ده إن إحنا ندور على شغل وإن ده مهم ليها ووقت الفضاء كتير اللى بتقضية فى البيت ماكانش معترض يعنى هو ساب الباب مفتوح كده إن لو ظهر فرصة شغل تشتغل فأنا مزنوقة فى الحتة دية شوية

د.يحيى: حددى بقى السؤال

أ.نادية: هل حانحسم معاها حكاية الحمل واحتمالاته وننظم ده ونتابع فيه ولا حانوصل رساله إن إحنا حنأجله تماما يعنى مفيش داعى ليه؟

د.يحيى: ده سؤال..، فيه سؤال تانى

أ.نادية: السؤال التانى زنقة الدواء هل حنوصْل رسالة برضه الدواء حاتمشى عليه فترات طويلة مفتوحه ولا برضه حانحدد ليها وقت لإنها طول الوقت زى مابقول لحضرتك بتتكلم فى حتة الدواء والتقليل ويمكن رابطاها بفرصة الحمل، وأى حاجه بتحصلها بتربطها إن ده تأثير الأدوية

د.يحيى: يابنتى إنتى شطورة وليكى خبرة عمومية وخبرة فى العلاج النفسى فكتر خيرك، أهم من ده كله إنك أنتى أم وعارفه يعنى إيه أم، أنا معرفش يعنى إيه أم بس انا من كتر ماعشت مع عيانينى يعنى ومع الأمهات بالذات، واللى مش أمهات برضه ساعات يخطر فى بالى إنى أم أكتر من إنى أب، حتى ساعات يعنى كده بابقى فرحان إنى أنا رغم إنى أنا ذكر إنما عندى مشاعر أمومة لدرجة تسمح لى بالتقمص، أظن إنت كنتى تقدرى تلقطى إن كل المشكله ديه مع التاريخ العائلى مع عمتها مع كذا تتركز فى حرمانها من حقها فى الأمومة. هذه السيده زى أى طفلة عندها 4 سنين أو سيدة عندها 76 سنة من حقها تبقى أم، خلقة ربنا من بقية حقوق الإنسان الجوهرية، العيال الجداد بتوع حقوق الإنسان دول واللى بيعملوه عمال على بطال فى المسألة دى ناسيين لما نيجى نتكلم على حقوق الإنسان “الحق فى الشوفان”، “الحق فى الحزن”، “الحق فى الوحدة”، (مش الشكوى من الوحدة) هما مش واخدين بالهم، وهل ده رأيه وهل دى هى كل الطبيعة البشرية، فاهمين إن حقوق الإنسان إن الواحد يبعبع ويعبر عن رأيه وخلاص طب مش يشوف الواحد الأول إن كان ده رأيه صحيح ولا مستعار ولا مستورد، فيه ناس لما تقول لهم حقوق الإنسان يقولك الأكل والشرب والعمل والسكن، ده صحيح، وبنسميه مستوى الضرورة، طبعا لازم أكل وأسكن وأركب مواصلة الأول، وبعدها أقول حرية وديموقراطية طيب والحقوق الأصلية بتاعة الحيوانات أتنازل عنها وأنساها إزاى؟ ما أنا أصلى حيوان، الحقوق بتاعة العصفورة والحقوق بتاعة الحداية، هو ده الأصل، من حق العصفورة إنها تبيض وتقعد على بيضها وتفقس وتروح تجيب حبايه علشان تحطها فى فم الكتكوت لحد ما يطير، كل ده بيفكرنا بالأساس بشغلتنا “ربى كما خلقتنى” و”ربى كما خلقتنى” مش مقتصرة على إنه خلقنى إنسانا لأه ده من قبل كده من بداية الحياة لحد ما بقيت إنسان، الأسس دى لو نسيناها تبقى المؤسسة ديه مبنية على فراغ، احنا بنأكد عليها علشان لما نقول طب نفس تطورى ومش تطورى يبقى ده مش هزار، ده علم وإيمان ومسئولية.

ونيجئ بقى نفسر معلومة من اللى أنتى قولتيها، وتروحى لاقطه حقائق علمية إن هذه المرأة جايه من جهاز عصبى متحرك نابض، – بدليل تاريخ الحركية العائلية – يعنى جاهز للحركه فإن لم تتح له فرصة تمتعها بحقوقها الطبيعية ككائن حى من نوع البشر، تنط لنا احتمال الحركة النشاز يعنى المرض، ومن أهم الحقوق دى عند كل الأحياء من أجل استمرار النوع إن الطير بيبيض والحيوان بيولد من غير ما يعلن رأيه فى الصحف والاذاعة، القطة مثلا بمجرد الولادة وقبلها تتحرك الأمومة فيها، وماحدش علـــِّـمها إنها تشيل عيالها وبتنط بيهم 7 بيوت علشان تحميهم من أى خطر ، وحق الأمومة موجود قبل أى حق تانى عند الأنثى بالذات ولو ما احترمنهوش كحق أساسى فإن النوع ينقرض، الرجاله معندهوش فكرة عن الحق فى الأمومة بالرغم إن جواهم “أم” زى ماقولتلك على نفسى، فبيستهينوا بيه، جوز الست دى عنده خمس عيال ومتجوز بدرى، خلى بالك إن غالبا ما تحركش عنده حق الأمومة من أصله.

كده خلى بالك الكلام عن الأمومة فى حالتك دى يمكن يكون أهم من كلام فرويد عن الجنس، وساعات الجنس بيبقى وسيلة لتحقيق الأمومة ضمن حاجات تانية كتير إنتِ ما قولتيش لنا حاجة عن الناحية الجنسية بين الست دى وجوزها فى السن دى

أ.نادية: أه ماشى الحال، لدرجة أن الزوج كان بيوصفها أنها  عندها رغبة زياده فى الموضوع ده

د.يحيى: تصدقى وتأمنى بالله إن الست دى فى الغالب بالنسبة لحكاية الرغبة دى وإن كل حاجه ماشية  24 قيراط، ممكن ترتبط الرغبة بالأمومة برضه فى نفس الوقت ، فيه واحده تبقى عندها رغبة عشان علاقة، فيه واحدة عشان اللذة، وواحدة عشان ربنا أمر بكده، وواحدة عشان جوزها ما يبصبش بره ……، حكاية جاهزيتها للجنس ما تتعارضشى مع أن الجنس يمثل لها خطوة أنبساط نحو أستقبال حقها المؤجل فى الأمومة مش حا أقول حقها اللى هى محرومه منه بس لأن الواقع فرض عليها التأجيل ده.

لما نرجع بقى ونربط بين السؤالين بتوعك تلاقيهم سؤال واحد سؤال عن مدى واقعية احتمال الحمل، ثم إن اتهام الدوا إنه سبب فى أى أعراض تظهر بعد تعاطيه شائع عند الكثيرين، هى عايزة تبطل الدوا، وتلاقيها بقى عايزة  ترجّع كل حاجة تطرأ عليها حتى وجع جسمها أو شياط طبيخها بتأثير الدوا ولا مؤاخذة.

أ.نادية: طول الوقت هى بتعمل كده أى سبب بتقول ده من الدواء

د. يحيى: نيجى نعمل أيه بقى عمليا وأنتى بتعالجى وأنتى طيبه وقعدتى معاها 8 شهور، ولاّ أنتى عايزه تدخليها المستشفى وأديكى عرفتى الحدوتة من الأول للآخر، ولاَ أنتى قادره تبطلى الدواء عشان كل اللى قلناه ده ومش عشان الحمل بس، وطبعا هى عارفة سنها، وعارفة إنها بتخطى فى أوائل الأربعينات يعنى سن اليأس، ويا تلحق يا ماتلحقشى

أ.نادية: هى تبان أقل من سنها وهو يبان أقل من سنه

د.يحيى: نعمل إيه بقى بعد ده كله لازم نقول حاجه عمليه، مش الست دية بنى آدماية قبل ما تبقى مشروع أم، إية بقى متطلبات إن الواحد يبقى بنى آدم عنده 45 سنه وغالبا حايعيش لحد سن 75 سنة ولا أكتر؟  مش لازم ربنا خلقنا عشان نعيش بنى آدمين ولا عشان نحلفّ وخلاص، يعنى قصدى الست دى من هنا لحد ما تموت عشان تواصل إنها بنى آدم مش لازم تتجاوز  متطلبات الأمومة أو حقوق الأمومة إذا استمر نضجها النفسى فى المسار التطورى الطبيعى؟ أنا أعتقد إن فيه علاقة بين الفرد ونوعه غير مجرد الجنس والتكاثر، يعنى زى ما فيه برنامج أو غريزة “حفظ النوع” لازم فيه برنامج بل غريزة “حفظ النوعية”، ما يكفيش أن البنى آدمين يبقوا كام مليار زياده عشان يحافظوا على نوعهم، لأه وهما بيبقوا كام مليار لازم ما يتنازلوش عن مكاسبهم اللى حققها نوعهم، يعنى ما يتراجعوش عن الحقوق اللى بتميز الإنسان أثناء تطوره حتى أصبح إنسانا.

ده تاريخ طويل وهو جزء من البيولوجى حتى لو ما خدناش بالنا، أما الست دى تكون حرمت من المشاركة فى الحفاظ على النوع هى ما حرمتش من الحفاظ على “النوعية” طبعا حاتشعروا إنى بابْعد، والله العظيم أنا باتكلم جد  لما نرجع نربط السؤالين اللى أنتى سألتيهم ببعض، والنصيحة الهايلة اللى انتى بدأت بيها وإنها تشتغل بدل ما هى قاعدة فى البيت تنتظر الذكر لحد ما ييجئ يحط البذرة عشان تلحق تبقى أم، أنا شايف إن الاقتراح بتاعك بتاع الشغل كان فى محله تماما لأنه بطريق بسيط خالص وانت مش قاصده حتى كان بيتجاوز “حفظ النوع” إلى “حفظ النوعية”، الشغل زى ما بأقول وأعيد طول الوقت عباره عن”ساعة” (مواعيد) و”ريس” و”مجتمع” و”عائد” و”ناتج”، أنا رايحه الشغل الساعة تسعة، أنا أتأخرت ربع ساعة، أنا خلصت اللى عليّا” “صباح الخير – صباح النور”، كل هذه الحركة معاً هى التى تملأ الوقت فتمتلئ الحياة، مش تقعد الست حبيسة البيت عمال تنظف وتمسح وتستنى السيد السند ويصبح الجنس طاقة لمجالات إبداعية متنوعة، مش بس وظيفته إنه يديها فرصه أمومه إنما هو يوثق العلاقة البشرية على مستويات  متعددة

ويمكن بالشكل ده تنتقل الوظيفة العلاقاتية من دور إنها بتحافظ على النوع إلى إنها بتحافظ على النوعية وتبص تلاقى وحدات الشغل والوقت والناس هما لبنات بناء المجتمع ودفع التطور البشرى.

هيا إيه الحضارة؟ ما هى إن البنى آدم يبقى بنى آدم   يعنى يبقى أمين على تاريخه وهو بيملأ وقته بالعمل عشان يكمل مشاوره الطويل، المرأة اللى زى دى اللى عندها شهادة وزوج طيب ووقت هى من حقها لسه إن نوصلها الرسالة ديه، ماتوصلهاش بالكلام ده طبعا دا انت لو قلت لها كده يمكن تضربك وتبطل الدواء، بس لو عشت معاها النقلة دى حاتلاقى لسه فيه مجال نشتغل فيه، يعنى اللى مش قادر يحافظ على النوع بالأمومه يحافظ على النوعيه بأنه يسهم فى أستمراريه الإنسان إنسانا، أوعى تفكرى أنى بقول كلام مثالى، بصراحة صدقى أو ما تصدقيش أنا شايف إنه صح، ويمكن يكون له علاقة بالحالة لو كانت لك أنت علاقة بيه.

****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: مشكلتى معاها هى علاقتها بالدواء هى طول الوقت مستنية حضرتك طول الوقت اللى تيجى تقول كفاية أدوية فزنقانى معظم الجلسات وتقريبا مفيش ولا جلسة إلا ولازم تنكش فى حتة الدواء دى، طيب توقُّعِك إيه؟ طيب دكتور يحيى حايعمل إيه؟ تتوقعى إنه حايوقف الدواء ديه جزئية جزئية ولاّ مرة واحدة؟

التعليق: الحقيقة ان بيبقى عندى تعاطف شوية مع تخوف المرضى الدائم من موضوع الاستمرار على الأدوية، أنابقفش نفسى كتير جدا وانا بفوت جرعات مضاد حيوى أو أى دواء يحتاج أمشى عليه، فالخوف والسؤال ده مشروع جداً.

د. يحيى

عندك حق من حيث المبدأ، لكن فى هذه الحالة هناك عوامل كثيرة متداخلة تجعل ملاحظتك بعيدة فى تفسير مقاومتها للدواء، فهناك السن، وعلاقة الدواء بالحمل المحتمل وشاغلها الشاغل، وعدم الامان الذى تشير إليه طبيعة هذا الارتباط ….إلخ إلخ

د. رضوى العطار

المقتطف: وتروحى لاقطه حقائق علمية إن هذه المرأة جايه من جهاز عصبى متحرك نابض، – بدليل تاريخ الحركية العائلية – يعنى جاهز للحركه فإن لم تتح له فرصة تمتعها حقوقها الطبيعية ككائن حى من نوع البشر، تنط لنا احتمال الحركة النشاز يعنى المرض

التعليق: “جهاز عصبى متحرك نابض” … جيد وفيه حركة تتشاف وتتسمع وتتحس التعبير ده!

د. يحيى

ياه !! شكراً.

د. رضوى العطار

المقتطف: ويصبح الجنس مش بس وظيفته أنه يديها فرصه أمومه إنما هو يوثق العلاقة البشرية على مستويات  متعددة.

التعليق: موافقة تماماً….

د. يحيى

تناولت هذا الموضوع بالتفصيل فى أطروحة بعنوان: “الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل”([2])، وقد ألقيته فى لقاء بالمجلس الأعلى للثقافة من سنوات، وهو موجود بالموقع بتفصيل مناسب.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أما الست دى تكون حرمت من المشاركة فى الحفاظ على النوع هى ما حرمتش من الحفاظ على “النوعية” طبعا حاتشعروا إنى بابْعد، والله العظيم أنا باتكلم جد

التعليق: وصلنى انها تشوف دورها فى حفظ نسل الانسانيه وزياده كفاءته بدورها فى عمل منتج

د. يحيى

شكرا

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: فيه واحده تبقى عندها رغبه عشان علاقة فيه واحدة عشان اللذة، وواحدة عشان ربنا أمر بكده، وواحدة عشان جوزها ما يبصبش بره

التعليق :هل الغرائز فيها كمان فروق فرديه… وهل ممكن تتغير من عمر للتانى تزيد أو تنقص تبع أولويات الفرد وحياته

د. يحيى

طبعاً ممكن ونصف

أ. رانيا

الحفاظ على النوع ام النوعية كلاهما رائع فى الاهمية لانهم يكملون بعض.

د. يحيى

هذا صحيح.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 29-12-2018  www.rakhawy.net

[2]– بمكن الرجوع تفصيلا فى موقعى الخاص    www.rakhawy.net

الخاتمة

الخاتمة

الخاتمة

انتهى الكتاب الرابع

ويليه الكتاب  الخامس والأخير

الحالات (من 81 إلى 100)

لست متأكدا

أخشى التكرار

تعليق واحد

  1. صباح الخير
    الكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى الرخاوى شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف https://www.rakhawy.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *