الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الكتاب الخامس: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه: الحالات: من (81) إلى (100) الحالة: (95) صعوبات المعالج بين صدق مشاعره وتحديات الواقع

الكتاب الخامس: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه: الحالات: من (81) إلى (100) الحالة: (95) صعوبات المعالج بين صدق مشاعره وتحديات الواقع

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 25-1-2023

السنة السادسة عشر  

العدد: 5625

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (95) من الكتاب الخامس من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

الحالة: (95)

صعوبات المعالج بين صدق مشاعره وتحديات الواقع (1) [1] 

د.يحيى: إتفضل يا ابنى

أ.عماد: هو ولد عنده 20 سنة هو طالب فى إدارة أعمال الجامعة الكندية فى الفرقة الأولى هو عنده أخ وثلاث إخوات اتنين أكبر وبنت أصغر 18 سنة

د.يحيى: هو الأب شغال إيه؟

أ.عماد: هو الأب متوفى بقاله أكتر من 13 سنة

د.يحيى: يعنى الأب مات والولد ده عنده 7 سنين

أ.عماد: تقريبا هما تبنوه وهو عنده ثلاث سنين

د.يحيى: الله!! هو متبنىّ؟!

أ.عماد: آه

د.يحيى: دقيقة واحدة بس هو عنده 20 سنة دلوقتى مش كده؟

أ.عماد: أيوه

د.يحيى: والوالد مات إمتى

أ.عماد: وهو عنده ست سنين تقريبا

د.يحيى: وأمه

أ.عماد: هيّا مش أمه أمه، عموما الأم موجودة وعايشة

د.يحيى: والبنات أعمارهم دلوقتى

أ.عماد: هو أصغر من أخر بنت بـ 17 سنة، والكبيرة متجوزة

د.يحيى: ومخلفة؟

أ.عماد: متجوزة وعندها بنتين

د.يحيى: والتانية؟

أ.عماد: التانية كبيرة عندها 45 سنة وماتجوزتش

د.يحيى: والراجل مات سنة كام ؟

أ.عماد: الراجل مات وهو عنده تقريبا 65 سنة

د.يحيى: كان بيشتغل إيه؟

أ.عماد: الراجل كان عنده زى مصنع ملابس صغير

د.يحيى: والمصنع شغال لحد دلوقتى؟

أ.عماد: لأه

د.يحيى: والست؟

أ.عماد: الست مابتشتغلش

د.يحيى: ساكنين فين؟

أ.عماد: ساكنين فى المهندسين

د.يحيى: طيب سبب التبنى إيه بقى ما دام عندهم عيال

أ.عماد: هى البنت الصغيرة بدأت تخش جامعة، وليها شوية إهتمامات بالأيتام والكلام ده كله، فكانت بتروح دار أيتام كل أسبوع وهو الولد ده إتعلق بيها فى الدار، وبدأت تأخذه أجازات تاخده تفسحه وترجعه فى سن الثلاث سنوات، وبعدين وبدأ شوية يبات معاهم ليلة ليليتن وبدأ الولد يتعلق بيها، وهما العيلة بدأت تتعلق بالولد وبعدين بدأ الولد مش عاوز يقعد فى الدار والأيام اللى يقعد فيها فى الدار، بيقطع الأكل والشرب والكلام ده كله

د.يحيى: أيامها كان عنده كام سنة؟

أ.عماد: يمكن ثلاث سنين فهما فى الدار قاموا مانعين تماما إن هما يزوروه أو يقابلوا الولد فبدأ الولد فى الدار لا يأكل ولا يشرب 

د.يحيى: مين اللى منع الزيارة         

أ.عماد: المسئولين عن الدار، فقام الأب كان هو تعبان ومش عارف يعمل إيه وقال حاروح أتبناه، وعمل الإجراءات ومشى فى كل الإجراءات وخلّص وأخذ الولد

د.يحيى: بشهادة ميلاد؟

أ.عماد: أيوه بشهادة ميلاده وهو الولد إتسمى فى الدار اسم فيه شبه من إسم الأب من الأول خالص

د.يحيى: الواد عرف إمتى إن هو متبنى؟

أ.عماد: عرف وهو عنده 16 سنة وعرف صدفة

د.يحيى: إزاى؟

أ.عماد: هو كان رايح النادى وهو كان بدأ يعمل شوية مشاغبات فى النادى والأمن قال له إنت اللى عامل مشاكل فى النادى إنت من الأقارب، يعنى عضويتك عضوية أقارب، فبدأ يسأل يعنى إيه عضوية أقارب، فعرف فراح ليهم ومن هنا بدأ التحول فى الولد تماما

د.يحيى: كان الراجل مات؟

أ.عماد: آه كان الراجل الأب مات، هو الولد ده دخل المستشفى عندنا وقعد شوية فى المستشفى فترة

د.يحيى: قعد أد إية؟

أ.عماد: قعد 6 شهور

د.يحيى: دخل ليه؟

أ.عماد: بدأ يأخذ مخدرات وكان فيه عدوانية وبدأ يهمل فى الدراسة شوية والعلاقات ابتدت تبوظ

د.يحيى: حتى مع البنت الصغيرة؟

أ.عماد: آه البنت الصغيرة دية متجوزة ومخلفة ومابتشتغلش، هو عايش مع البنت الكبيرة والأم، بس العلاقة عموما باظت خصوصا مع الصغيرة اللى إتجوزت دلوقتى

د.يحيى: حصل إيه؟

أ.عماد: هى علاقتها فى الفترة الأخيرة بيه وحشة جدا، وهو علاقتة بكل الناس وحشة جدا، كمّ عدوان طالع على الجميع

د.يحيى:  إزاى؟ وليه؟

أ.عماد:  بيقول لهم أنا حائذيكم زى ما أنتوا أذيتونى

د.يحيى: أذوه فى إيه؟

أ.عماد: هو شايف كده، وهو كلامه أنتوا كنتم سيبتونى عايش عيشتى زى ما أى حد عايشها، كنت عشت فى الدار زى اللى فى الدار، إنتوا أخذتونى ليه وخلتونى أعيش فى المستوى ده ليه؟ أنتوا لازم توفروا لى كل حاجة

د.يحيى: هو عنده 20 سنة، يقصد أذوه على أى مستوى دلوقتى، طيب ده قانونا ده يورث ولا مايورثشى

أ.عماد: لأه مايورثشى، اللى أنا عارف إنه مايورثشى

د.يحيى: الأب مكتبلهوش حاجة؟

أ.عماد: كتب له شقة تمليك، وكان سايب له فلوس التعليم كلها

د.يحيى: طيب

أ.عماد: هو الفترة الأخيرة إنتكس ورجع يشرب تانى وبدأ الجنان ده يطلع العدوان اللى طالع ده وجات فيه فترة وساب البيت

د.يحيى: ساب البيت وراح فين

أ.عماد: راح قعد فى شقة بتاعتهم فى إسكندرية أخذ المفتاح بالعافية وراح قعد فى الشقة ديه هناك ومحدش ليه دعوة بيا وكده، بس طول لما كان قاعد هناك كان عمال يبتزهم فى فلوس، أبعتولى فلوس، هو كان غالبا قاعد بيضرب فقلت لهم إقفلوا السكة دى تماما ومحدش يبعتلوا فلوس خالص

د.يحيى: ده كان بعد ما قعد هنا فى المستشفى بقد إيه؟

أ.عماد: هو خارج بقاله دلوقتى سنة

د.يحيى: هو قعد هنا أد إيه

أ.عماد: قعد 6 شهور

د.يحيى: ماتعرفش أى حاجة عن  الأهل الأصليين

أ.عماد: هما حتى لما تبنوه راحوا الدار قالولهم القصة إنها كانت فى حادثة قطر فى أواخر التسعينات، حادثة القطر اللى حصلت فى العيد الكبير هو كان طفل من ضمن ثلاث أطفال هما اللى فضلوا عايشين فى القطر وماعرفوش يستدلوا على أهاليهم

د.يحيى: طيب فين السؤال بقى

أ.عماد: السؤال فى الصعوبة اللى انا حاسسها مع الولد

د.يحيى: هو دلوقتى هنا فى المستشفى؟

أ.عماد: لأه هو مش فى المستشفى هو بره بس بيجيلى، هو رجع من الإسكندرية ورجع الدراسة الترم ده وبدأ ينتظم بس طول الوقت وهو عمال يغلط فيهم

د.يحيى: يغلط فى إيه

أ.عماد: فى إتجاه إن هما لازم يأمنوا له مستقبله، لازم يجيبولوا عربية، ويحطـّوا فلوس بإسمه فى البنك

د.يحيى: الكلام ده موجه للأم

أ.عماد: آه للأم

د.يحيى: مش للإخوات

أ.عماد: مش للإخوات

د.يحيى: علاقة الأم بيه إيه من يوم ما اتبنوه حسب رغبة الأخت الصغيرة

أ.عماد: كانوا كلهم موافقين والأم مرتبطة بيه جدا

د.يحيى: إزاى

أ.عماد: هى ضعيفة طول الوقت، حتى وهو فى المستشفى ولما كان هنا بيتعالج، كانت ضعيفة فى التعاون فى العلاج

 د.يحيى: وبعدين؟

أ.عماد:  أنا جوايا حاجات كتير ملخبطانى هو بيجيلى دلوقتى بعدما خرج

د.يحيى: إستنى بس، أنا عارف شغلكم ومتابع نتائجه لكن ما أعرفش تفاصيله، هو شغل عظيم جدا ومنظم جدا

أ.عماد: بيجيلى كل أسبوع بعد ماقطع فترة طويلة وبعدها إنتكس ورجع قالىّ أنا عاوز أجيلك كلمنى، وإتفقنا وبدأ يشرب إستروكس، وبدأ يشرب حشيش، ووقفنا الإستروكس و الحشيش دلوقتى ماوقفش تماما

د.يحيى: بيشرب لوحده ولاّ مع حد

أ.عماد: لأه مع حد

د.يحيى: حد ولا حدود

أ.عماد: لأه مع حد واحد

د.يحيى: فين

أ.عماد: ده ساكن فى وسط البلد بيشرب فى بيته

د.يحيى: صاحبه ده مالهوش أهل

أ.عماد: لأه

د.يحيى: طيب هو موجه العدوان للأسرة بس ولا خارج الأسرة كمان

أ.عماد: لأه للأسرة

د.يحيى: خارج الأسرة لأ؟ أصحابه لأه، زملاؤه فى الدراسة لأه؟

أ.عماد: لأه

د.يحيى: خالص

أ.عماد: خالص

د.يحيى: موجه لمين فى الأسرة بوجه خاص

أ.عماد: موجه للأم والأخت الكبيرة وساعات الأخ أحيانا

د.يحيى: هو بيشوف الأخ إزاى؟ وفين؟ وكل أد إيه؟

أ.عماد: هو من ساعة الأخ ده كمان لما عرف بِعِد عنه خالص، وهوه شايف إن الأخ ده أخذ كل حقوقه وما “بيدنيش حقى” 

د.يحيى: الميراث كان كبير شوية

أ.عماد: آه كان كبير شوية

د.يحيى: إتحول إلى فلوس

أ.عماد: إتحول آه إلى فلوس، والأخ ضيع شوية فلوس، حاول يعمل مشاريع وفشلت

د.يحيى: فشلت! هو الأخ فيه حاجة فى سلوكه

أ.عماد: لأه

د.يحيى: شغال إيه

أ.عماد: هو مهندس

د.يحيى: مهندس يعنى فى شركة

أ.عماد: هو مهندس كان عنده شركة خاصة كده صغيرة ماشى وكذا مشروع يخش فيهم مانجحش فيهم قوى

د.يحيى: ولحد دلوقتى مش ناجح؟

أ.عماد: لأه مش ناجح فى حاجة

د.يحيى: إنت بتشوف الجدع ده كل أسبوع ساعة

أ.عماد: ساعة آه

د.يحيى: بتعمل إيه فى الساعة ديه؟ أصل أنا ما باعرفشى أكلم الجماعة دول فى إيه مدة طويلة

أ.عماد: أنا باشوفه كل أسبوع ساعة، أنا بصراحة باحبه، وأنا شايف بالنسبة ليا دلوقتى إنه يرجع للدراسة، هو نجح فى الترم الأولانى، فأنا عاوز يكمل فى ده، ماشى، الحاجة التانية بقى بدأت أشتغل فى إن إحنا نقلل المخدرات شوية أكثر من كده

د.يحيى: بيدفع كام؟

أ.عماد: بيدفع 200

د.يحيى: طيب ماشى أمه اللى بتدفع

أ.عماد: أختة اللى بتدفع

د.يحيى: أم 45 سنة ديه

أ.عماد: لأه اللى أصغر منها، الصغيرّة

د.يحيى: منين

أ.عماد: من جيبها

د.يحيى: يعنى من دخل جوزها ولا من ميراثها

أ.عماد: لأه من شغلها

د.يحيى: هى بتشتغل؟ بتشتغل إيه؟

أ.عماد: بتشتغل فى بنك

د.يحيى: طيب كمّل

أ.عماد: أنا أوقات كتيرة باحس إن الحدوتة ثقيلة عليا أوى من جوايا

د.يحيى: ما انا قلت إنى انا ما باعرفش فى شغلتكم دى قوى، بتهيألى إن الكلام ثانوى فى علاج الجماعة دول، بيبقى المهم تشغيل الأوامر والنظام والحركة وملء وتنظيم اليوم والعلاقات والوقت وكده

أ.عماد: هوَّا ده

د.يحيى: أنا مش عارف بتقعد معاه ساعة بتعملوا فيها إيه؟ وبتقضّتوها كلام برضه؟

أ.عماد: يعنى أنا كتير باتكلم وهو كتير بيتكلم على عدم إحساسه بالأمان اللى موجود طول الوقت، إحساسه إن هو لوحده

د.يحيى: ما تكلمتوش فى وسط الهيصة اللى إنت حكيتها دلوقتى عن تفاعله لما عرف أصله وفصله، وهو عرف وهو سنة 16 سنة

أ.عماد: الأول لما عرف إن هو مش إبنهم الحكاية ليها قصتين، كذبوا كذبة عليه إنك إنت باباك إن هو ومامتك ماتوا فى حادثة وهما ولاد عم وهو مالهوش حد تانى غيرهم

د.يحيى: هو عرف الحقيقية كلها أمتى؟ بعد ابوه ما مات؟

أ.عماد: أه وبعدين هو ماصدقش الكلام دة فجات الأم سألت وقالت لازم نقوله الحقيقة واللى حصل، فقالوا له الحقيقة كلها

د.يحيى: وهو عنده 16 سنة، عمل إيه بقى ؟

أ.عماد: كان فيه كم عدوان لفظى طالع فى الوقت ده: “أنا عاوز أعرف مين أهلى”، هو أنتم ليه عملتوا “فيا كده”؟ والعدوان قعد بيزيد، وبعد كده بدأ يخش فى الضرب بشكل كبير 

د.يحيى: طيب أنا حاسأل سؤال إدارى شوية: الجماعة اللى هما بيروحوا الملاجىء دول بعضهم بيبقى معروف مين أبوهم وأمهم وبعضهم لأه بعضهم، بيبقوا لقطاء ومجهولين تماما، وبعضهم لأه، الجدع ده من أنهى فريق؟

أ.عماد: ده مش معروف مين أبوه ولا مين أمه

د.يحيى: يعنى زى لقيط يعنى؟

أ.عماد: آه هما أهله ماتوا فى حادثة القطر ومعرفوش يستدلوا على حد من أهله يعنى أبوه وأمه أتحرقوا فى حادثة القطر وهو كان طفل بيبى ماعرفوش يستدلوا على أهله

د.يحيى: وانت بتشتغل معاه فى إيه؟

أ.عماد: أنا باشتغل معاه على فكرة أن إحنا نقلل الضرب والعدوان، وهوّا بدأ يرجع للدراسة، بدأ ينتظم فى الدراسة بس هو فيه جزء جواه ما بيهمدشى، أنا مش عارف أعمل إيه فى العدوان الداخلى ده، أنا عندى صعوبة لمّا باشوف العدوان على الأهل دول بابقى مستغرب، باحس ساعات إنى أنا مش قادر أكمّل معاه، عندى حاجات متناقضة ناحيتة يعنى أحبه ولا ماحبهوش؟

د.يحيى: السؤال دة مهم جدا إنت بتسأله لنفسك ولا بتكتشفه، يعنى إنت قاعد مع واحد تقوم مكتشف إنك بتحبه ولاّ بتقرر إنك تحبه؟ المسألة تفرق

أ.عماد: أنا مش عارف يا دكتور يحيى أنا أوقات باحبه بس ساعات بيطلع العكس

د.يحيى: يا ابنى إنت قديم وصنايعى وناجح، فلازم عارف الفرق، لما تكتشف إنك بتحبه غير لما تقرر إنك تحبه، اكتشاف الحب أقرب إلى آليات مهنتنا، ويبقى عكسه هو إعادة نظر فى هذه العاطفة، ومدى القدرة على توظيفها لصالح العلاج

أ.عماد: ده ممكن زى ما حضرتك قلت، بس ساعات أنا عندى صعوبة فى رفضه أكثر من كده قوى، وساعات بواجه الصعوبة عينى عينك وبيحصل وجع فى فكرة إن الواحد: “هو إنت لو مكانة حاتعمل إيه؟”

د.يحيى: أهو إنت شاطر أهه: أنا كنت حاسألك السؤال ده

أ.عماد: فيه حاجتين بقى لما باعمل تقمص للولد، احتاس، لما بابعد عنه بأحس بالذنب والتقصير

د.يحيى: يعنى إنت تصورت يابنى، إنت تصورت نفسك وخصوصا فى المراحل دى وتصورتك شاب عندك 16 سنة وقاعد كده ومالكش أب ومالكش أم وقاعد فى بيت غريب مهما كانوا ملايكة تصورت نفسك حاجة زى كده

أ.عماد: أنا تصورت نفسى وماستحملتش

د.يحيى: بعد ماتصورت رحت قفلت الباب ده وكمّلت؟ ولاّ إيه؟

أ.عماد: دا التقمص موجود طول الوقت يا دكتور يحيى، أنا موجوع وعندى صعوبة طول الوقت، أنا باعرضه فى الإشراف علشان أنا مش مستحمل أكتر من كده

د.يحيى: هيـّا أنهى حتة اللى وجعتك أكتر

أ.عماد: معرفة الولد بالخبر ده، والمفاجأة، وبعدين الوحدة

د.يحيى: وبعدين؟

أ.عماد: وبعدين كم الألم، كم الخوف اللى موجود

د.يحيى: هوّا خايف من إيه ومن مين؟ ولا انت حتى لما اتقمصته لقيت إيه؟

أ.عماد: يمكن أنا بالنسبة ليا حابقى خايف من الناس

د.يحيى: خايف من الناس إن يحصل إيه؟ إيه اللى يخوف فى موقف زى كده فيه حاجات طيبه، وفية صعوبات عملية تخوف، إيه  اللى يخوف ياعماد يابنى

أ.عماد: مش عارف أنا حاسس بتهديد طول الوقت

د.يحيى: إن إيه؟ إن يحصل إيه؟

أ.عماد: إنهم يتخلوا عنه، يمكن يبقى فيه تخلى تانى، أنا مش عارف أوصفه يعنى

د.يحيى: مافكرتش فى احتياجاته العاطفية المستقبلية وهو بيكوّن أسرة

أ.عماد: فكرت طبعا

د.يحيى: خايف عليه علشان كده

أ.عماد: دية حاجة أنا خايف منها، لما أعوز أكّون أسرة لازم أسأل الأول أنا مين فى الدنيا، وكمان أنا حاقدر أكمّل كده لحد أمتى؟

د.يحيى: دة بقى إتكلمتوا فيه؟ ولا لمحّتوا له؟ ولا خبّطتوا عليه؟

أ.عماد: لأه خبطنا عليه

د.يحيى: هو عنده 20 سنة النهاردة

أ.عماد: آه

د.يحيى: فيه إرتباطات أو ميول عاطفية

أ.عماد: أه فيه ميول عاطفية

د.يحيى: مع حد معين ولا نحو الجنس كله

أ.عماد: هو فى الفترة الأخيرة كان فيه علاقة كده موجودة معاه بقالها كام سنة معاه

د.يحيى: كام سنة ؟!

أ.عماد: أه بقالها من وهو مثلا عنده 14 سنة أو 13 سنة

د.يحيى: يخرب بيتك!! قبل ما يعرف؟

أ.عماد: قبل ما يعرف

د.يحيى: طيب قعدتْ أد إيه؟

أ.عماد: قعدت 3 سنوات وبعد كده إنقطعت

د.يحيى: إذن عرف وهىّ معاه

أ.عماد: أه وهى معاه

د.يحيى: قام قالها؟

أ.عماد: ما قلهاش

د.يحيى: طيب والعلاقة إنقطعت لهذا السبب؟

أ.عماد: لأه هى صاحبت حد تانى

د.يحيى: بوم بوم بوم، يعنى هى اللى خلعت

أ.عماد: آه

د.يحيى: خلعت قبل ما يعرف ولا بعد ماعرف ولا إيه؟

أ.عماد: لأه بعد ماعرف، بقالهم سنة ونصف كده

د.يحيى: يعنى من سن 16 لحد سن 18 قعدت معاه لحد ال 18 ومشيت؟ يا حبيبى يا ابنى!

أ.عماد: أه

د.يحيى: طيب هو شكله إيه

أ.عماد: هو ذكى جدا

د.يحيى: طيب ذكى، طب الشكل

أ.عماد: شكله مقبول

د.يحيى: وكان إيه تفاعله لما سابته

 أ.عماد: إبتدى يخش فى المخدرات والكلام ده كله    

د.يحيى: طيب هو عرف، ولما عرف والبنت سابته دخل على طول فى المخدرات ولا بعد شوية يعنى المدة قد إيه

أ.عماد: بين المخدرات ولما عرف؟

د.يحيى: أيوه باسأل عن تسلسل الأحداث

أ.عماد: تسلسل الأحداث فى الحتة دى بالذات؟

د.يحيى: أيوه يعنى كان بياخد مخدرات علشان ينسى ولا إيه؟

أ.عماد: هو بيدعى كده

د.يحيى: ولا اتوجع لدرجة أنه ما ستحملش فأخد مخدرات

أ.عماد: أعتقد أنه كان بياخد مخدرات عشان يطفى الوجع اللى موجود

د.يحيى: هو بيصلى

أ.عماد: لأه

د.يحيى: أبوه – رب الأسرة يعنى  الله يرحمه- كان بيصلى

أ.عماد: أه كان بيصلى

د.يحيى: وأمه

أ.عماد: بتصلى

د.يحيى: وأخواته

أ.عماد: وأخواته بيصلوا

د.يحيى: يعنى هو الوحيد اللى فى العيلة دى اللى مابيصليش، مش غريبه شوية هو الوحيد اللى مابيصليش، هل هما أهملوا فى ده شوية ولا إيه الفكرة اللى خلت الأربعه يصلوا وهوه لأ

أ.عماد: هو برضه فى سن المراهقه كانت الدنيا مش مظبوطه وهو كان خلاص حاسس إنه مش منهم، الظاهر كده

د.يحيى: هو عرف فى سن 16 سنة والصلأه تبدأ عادة من 7 سنين، الصلاه بتبدى من 7 أو 8 سنين، إيه اللى خلاه هو ده اللى مايصليش، ما هو لازم يا حبيبى يا ابنى نفحص كويس ونتساءل: عيلة: أب وأم وعيالهم بيصلوا، يبقى إيه اللى ممكن يوصله لو أهملوا إنه يصلى هوّا لوحده، غير بقية العيلة، يفوّتوا إنه ما يصليش حاجة تبص تلاقيها عاوزه تتفسر .. معلهش إبقى دعبس فيها، ديه حا توريك شوية حاجات يعنى، مش يمكن هما كان لهم منظومة تربوية أو أخلاقية أو دينية طبقوها على كل أفراد الأسرة وهوّا لأه

أ.عماد: هما كانوا كلهم مدللينه جدا

د.يحيى: يمكن حاجة زى كده

أ.عماد: اتهيألى فيه احتمال إنهم كانوا معتبرينه يعنى زى الطفل اللعبة يعنى

د.يحيى: أيوه ساعات تقدر تستنتج الغلط من حاجة زى كده لما تلاقى واحد هو الوحيد المتبنّى، وبعدين هوّا الوحيد اللى مابيصليش، تحس أن كان فيه فى التربيه تفرقه غير مفسرة، غير مبررة، يعنى وأنت قلت عليها الدلع او الاستعمال (لعبة) ده معهم، كّمل…

أ.عماد: اللخطبة اللى جوايا، أنا يعنى إنى أنا باحبه، بس أوقات لما بلاقى العدوان والغل منه على الأسرة الطيبة دى، ما باقدرش، انا باعرض الحالة عشان أعرف أنا  فين

د.يحيى: أنت بتحبه..، طيب، وهو بيحبك ؟

أ.عماد: أنا مش حاعرف أجاوب، بس اللى واصلنى ان هو بيحبنى، يعنى حتى فى عز الأزمات لما باكلمه بيسمع وبعمل حسابى

د.يحيى: هو ملتزم فى المواعيد معاك لأنه بيحب يبجى ولا نتيجه لضغط أمه

أ.عماد: لأه هو بيقولى أنا اللى باحب آجى

د.يحيى: طيب لما أنت تقمصت الأهل يا ترى ليه مفوتين له سواء من ناحيه الدلع؟ سواءً من ناحيه تفويت الصلاة؟ سواء من ناحية الاستحمال والصرف والتبذير؟

أ.عماد: أنا مش لاقى إجابة

د.يحيى: عندك حق، بس احنا اتعلمنا لما ما نلاقيش إجابة نحط فرض تلاقيه مش نافع يبقى فرضيين، وبعدين تلاتة فروض يا إبنى الفرض “إجابة محتملة” ما هواش سؤال!

أ.عماد: ماعرفش هو ممكن يكون فيه حاجات كتير، ممكن: ماعرفش هل يمكن يكون عندهم أحاسيس بالذنب ناحيته

د.يحيى: أهوّه دا فرض نبتدى بيه، ونتساءل يا ترى هما ممكن يحسوا بالذنب إنهم عملوا فيه أيه؟

أ.عماد: أن هما خدوه

د.يحيى: كويس كده، ماشى معايا، أصل ساعات الشهامة والمثالية، ودى صفات جيدة من الصفات اللى بنسقف لها بدون تحفظ، يعنى ساعات، تبقى غطا مش حلو، وبعدين عواطف البنت الصغيره اللى جابته تروح فارضه على بقيه الأسره قيم أعلى من خبرتهم فى العطاء او العدل وكده، فا يبقوا فرحانين بيه جدا وغصب عنهم الحته ديه بتروح عامله شغل عكّ، وكل ما يقربوا منها يخافوا يروحوا حاميينه أكتر ومطبطبين أكتر، أظن ده احد التفسيرات، فيه تفسير تانى: يكون فيه حته جواهم بتاعت الموال اللى بيقول: “إزرع فى أرضك وأرض غيرك لأه وربى فى ابنك وابن غيرك لأ” فيه موال كده أظن ده موجود جوانا حتى لو ما سمعناهوش، تفسيرات تانية قريبة من الفرض الأول زى يعنى معظم التفسيرات فى اتجاه إنهم يمكن تجاوزوا مستوى القيم اللى متصورين إنهم منتمين لها، زادت معاهم شوية شهامة همُا مش قدها وزى مأقولتلك، الفرض ده لو مانفعش ده ينفع ده ودلوقتى وصلنا لإيه دلوقتى؟ ونرجع نقول إيه السؤال أيه بتاعك النهاردة؟

أ.عماد: هو كان سؤالى هوّا عن المشاعر اللى ملخبطة جوايا فى الكلام اللى أنا أتكلمت فيه، أعمل فيها ايه، واللى جارى بينه وبين أهله، والسؤال التانى هو انا ماشى معاه والدنيا ماشيه يعنى حتى حددتله مصروفه، وفكره، والحاجات من بره والكلام ده كله، يا ترى ده كفاية؟ بس أنا مش عارف حا أقدر أستحمل ده للأخر ولا لأه

د.يحيى: أنت بتقول بتاخد 200 جنيه يبقى تستحمل على قد الـ 200 جنيه….، لا .. لا .. عندك!! إوعى تصدق يا عماد يا ابنى دا اللى انت بتعمله ده ما يتقدرش بملايين يا ابنى

أ.عماد: ربنا يخليك

د.يحيى: طب إذا كانوا أهله قصروا فى حكاية الصلاه بغض النظر عن هما بيوظفوها أزاى، إنت ما خطرشى فى بالك إنك تستعملها بطريقتنا

أ.عماد: دلوقتى الوضع اللى احنا فيه شايف إنه صعب أوى التدخل دلوقتى بالصلاة، دلوقتى يعنى. 

د.يحيى: عندك حق يمكن الدخول من مدخل علاقته بربنا يكون أطيب وأرحم وانت تستحمل التأجيل على قد ما تقدر

أ.عماد:  ما هو ده هوّا السؤال إزاى أستحمل يعنى فكرة إن أنا حا أستحمل، ولحد أمتى؟ يعنى ده سؤال طول الوقت هو جوايا

د.يحيى: أولا كتر خيرك، ثانيا دى حالة صعبة أكتر من أى تصور عادى، إنت تحتاس وما تنساش إنه هوَّا  محتاس برضه يا عينى وهو بيدور له على شكل، دا يا عينى بدأ وهو ما بيتخيلش شكل أب جواه، مافيش أب جواه لأن الأب ده بناء داخلى مش بس فى الخارج، يعنى توقيت غياب الأب فى السن دى مع المعرفه ديه تعتبر خبرات صعبة أوى لأن الاحتياج للأب بيبقى عالى أوى من بدرى، ثم إن العلاقة العاطفية اللى ظهرت وراحت مقطوعة من البنت مش منّه، ده مش بيبقى محتاج أب بس، ده بيبقى محتاج أب وأم وممكن البنت ديه تكون قامت بوظيفه الأم أو بوظيفه الأخت اللى هى تعتبر تبنته من الملجأ، وهوبْ وراحت سايباه واتجوزت، يبقى مش بس أبوه وأمه اللى خلفوه هما اللى سابوه، وأيضا أمه الجديده سابته وبعديين قدَر خلى أبوه اللى هو رعاه سابه برضه، بقوا تلات صدمات لواحد مالهوش سند داخلى، أظن مادام انت بتحبه تبقى أمين وشاطر وصابر فا تاخد يعنى طبعا وقتك، يعنى يستحسن تستمر معاه أكتر مدة ممكنة، وتصبر عليه صبر حقيقى، هوّا له مين الواد ده غيرك دلوقتى، انت شايفه كله، وشايف نفسك، يعنى الأم الغلبانه حا ترعى الحته اللى شايفاها مش حاترعى الحدوته اللى أحنا بنقولها دلوقتى، ومش حاترعى الفاقد المتكرر، مش حاترعى الوحدة المفروضة، وأظن يا بنى إن ممكن تفكر فى العلاج الجمعى اللى فيه انتماء مش بس للقاعديين فى الجلسة العلاجية، ده بيبقى فيه عزومة انتماء للمجتمع ككل دايرة ورا دايرة، ويمتد بعد كده لحد ربنا.

أصل يا إبنى الواحد بيتولد بهلومّه أهل وهلومه فرق وهلومّه جروبات جواه ويتنيه كل ده جوه ويلعب معاه وهو مش واخد باله، فا ده عنده الحته ديه فراغ نسبى وأنت وهو مش عارفين، وأنا مش عارف وأنت عملت شوية حاجات كويسة جدا، مثلا ما أستسهلتش ودخلته المستشفى، كان ممكن تستسهل وأصله بيضرب ومش عارف أيه وتروح مدخله، لأه بقى هى مش بالبساطة دى وفى نفس الوققت صبرت عليه صبر كافى يعنى فى نفس الوقت مشاعرك إيجابية بصحيح، هى مش استماع وتفريغ، لأ دى  رعاية واهتمام ومسئولية، التلاته دول فى العلاج النفسى (السيكوثيربى) يفرقوا، إنك ترعاه ده موضوع تانى، إنك تهتم بمستقبله والكلام ده موضوع، يعنى داخل فى المهنه بشكل أو بآخر، فى حاله زى دى ما تدقش أوى على الصلاه بدرى، وخليها من ضمن الأبنيه اللى بتتبنى فى الوقت المناسب، وبعدين فيه صعوبات مستنياك تانية، فاكر البنت اللى سابته دى، إنت فين وفين على ما تلاقى واحدة يعنى تملا الفراغ ده عاطفيا أو رسميا، كلهم حايقوموا بنفس الدور حسب نضجهم وطيبتهم، وأنت مش بتقوم بدور أب بس، لأه أنت بتقوم بأدوار ملء الاحتياج الإنسانى، والاعتراف الإنسانى، بشكل منظم وهادئ وفين بقى البنت اللى حا تحتمل كل ده وتستطيع إنها تستوعب ظروف هذا الشاب، وكمان العلاقات اللى هى سطحيه وحاجات كده مش حا تفيده، فا شوف حايجيلك مواجهات مش حأقولك أصعب من اللى أنت فيها، لأه بس فيها نفس الزنقة تبقى محتاس، كل ده وارد ومافيهوش فرص متعدده بحيث تنقى الحاجات اللى تناسب هذا الشاب، مش سهل خالص تلاقى الستات ولا البنات اللى مستعدة إنها تقول آه ولأه طول الوقت وهى بتحب، إنت بتقول آه ولأه لمده طويلة، حصل إيه، انت بتشتغل على أساس إن ينوبك ثواب، وأنت تستفيد، مش تستفيد يعنى تستعمله وتتعلم فيه، لأه ديه حالة لو انت قدرت تدى رغم هذه الصعوبات وتصبر إنت حا تستفيد وربنا حا يجزيك خير، وبعديين يا ابنى أظن إنك كنت أمين لما ما أندفعتش وأنت بتقول أنا باحبه، لأه مأقولتش كده أترددت وقولت فى “الغالب” يمكن “آه لأه” أه بحبه لما قولتلك عن الفرق أنك تقرر أنك “تحبه” ولا تسيب نفسك تحبه إجاباتك يعنى كانت إجابات صنايعى، وده كويس، وأظن أن ده اللى واصل للولد، الناس دول ما بيحبوش الكلام الحلو السهل، دول بيحتاجوا انك تبقى شايف ده ومستحمل وشايف ده ومستنى، كل ده ييجى بانتظام وتلقائية.

طبعا فيه حاجات تانية مش عايز أسأل فيها عشان حا تلخبط لنا الدنيا، واحنا مش ناقصين مثلا عن موضع الاهتمام بالنشاط الحركى فى الحدوتة دى كلها، وأنا ما باسميهاش رياضة، الرياضة ديه بتاعت واحد أتنين مش هيّا، تبقى عشان كده أنا بامنع فى كل روشتاتى “الجيم” و”الحديد” والكلام ده، إنما بأوصى بالرياضة المشتركة أو المزدوجة، الحاجات ديه لازم تبقى فى البرنامج يعنى ساعات لما الواحد يلاقى حوسه فى الحسابات بتاعتنا ديه أد كده مشبكة كده وفيها كل حاجة، مع كل حاجة الجسم بيقدر ينقى الحاجات اللى تصلح له، لما الجسم يبقى عمال بينمو ويبقى عمال يشتغل باعتباره وعى ومش عضلات ودم وجلد وبس، يبقى دوره حاجة تانية، ولاّ أقول لك، نأجل الموضوع ده النهاردة وشكرا

أ.عماد:  أنا اللى متشكر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 17-3-2019 www.rakahwy.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *