الرئيسية / الأعمال العلمية / كتب علمية / الكتاب الخامس: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الحالات: من (81) إلى (100)

الكتاب الخامس: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الحالات: من (81) إلى (100)

الكتاب الخامس 

بعض معالم العلاج النفسى

من خلال الإشراف عليه

 

الحالات: من (81) إلى (100)

 

أ.د. يحيى الرخاوى

 2019

الإهـــداء 

اليهم أيضا: وهم أصحاب الفضل فى هذه الكتب الخمسة!! 

                     يحيى

                     19-4-2019

 

استهلال:

هذا هو الكتاب الخامس (الحالة من 81 إلى 100) الذى أشعرنى بتقصيرى لأنه لم ينشر فى حينه فى هذه الطبعة الورقية.

المقدمة هى هى التى جاءت فى مقدمة الكتاب الأول (الحالة من 1 إلى 20)

آمل أن تثير هذه السلسلة بهذا المنهج المزيد من الحوار: لعلنا نتعرف أكثر فأكثر على ثقافتنا الخاصة من خلال الواقع العارى المؤلم، والمحاولة الجادة المواكبة المسماة: “العلاج النفسى”.

الحالة: (81) ضرورة استيفاء المعلومات ولزوم التأجيل

الحالة: (81) ضرورة استيفاء المعلومات ولزوم التأجيل

الحالة: (81)

ضرورة استيفاء المعلومات ولزوم التأجيل مع الإشراف المعاوِدْ([1])

أ.مراد: صباح الخير يا دكتور يحيى هى عيانة عندها 35 سنة مخلصة وحاصلة على دبلوم صنايع، متجوزة وعندها ولدين واحد عنده 11 سنة وواحد عنده 13 سنة والشكوى الأساسية اللى هى كانت جايه ليا بعد ما حضرتك حولتها لى، إنها كانت عاوزة تطلق، أشتغلت معاها فى الموضوع ده إن مافيش طلاق دلوقتى وإن احنا نأجل الموضوع ده علشان خاطر أولادها

د.يحيى: أنا اللى محولها لك؟

أ. مراد: أه حضرتك محولها لى بقالك 8 شهور يعنى قولتلها نأجل القرار ده ويعنى جوزها فى الوصف بتاعها عاوزها تبوس على إيديه ورجليه طول الوقت، بتقول إنه دايماً بيصورها وهى فى الحمام، التليفونات بتاعتها دايماً يبص فيها فى الشنطة يُدور عليها، خلاها اتحجبت وهى مش متحجبة، وهو بيشك طول الوقت، واكتشفت أنا من حوالى 3 جلسات أنها دخلت فى علاقة كاملة مع واحد قعدت معاه بالضبط طول السنة بس همّا أربع أو خمس مرات يعنى كل شهرين مرة كل 3 شهور مرة تتصل بيه وتروح له، وهى دايماً طول الوقت هى قاعدة بتشتكى من العلاقة الزوجية، يعنى بتعبر عن الغياب الجنسى والغياب العاطفى طول الوقت إن جوزى ولا مدينى حقى فى الجنس ولا إنى أنا أتحب، ولا بيحسسنى إنى أنا سِتّ من أصله ولا أى حاجة

د.يحيى: هى بتشتغل؟  

أ. مراد: لأه هى ما بتشتغلش

د.يحيى: إنت قلت معاها شهاده إيه؟

أ. مراد: دبلوم صنايع

د.يحيى:  بين العلاقة والعلاقة مع الراجل ده تليفونات وحاجات

أ. مراد: أيوه بيتكلموا فى التيلفونات طول الوقت

د.يحيى: طول اليوم يعنى؟

أ. مراد: بالنهار وبالليل دايماً وبأستمرار أنا لما عرفت من جلستين أنا رفضت ده تماماً ووقفته وقلتلها ده ماينفعش خالص، باين هى كانت عاوزه زى تاخد موافقة منّى: بإن مادام جوزى ده فيه كل الحاجات الوحشة دى يبقى أنا ليا الحق أنى أعمل كده، قولتلها طبعاً مافيش حاجة اسمها ده قصاد ده، أنا رافض ده، وهى وافقت وهى كل شوية تقول لى إنها عاوزة تكلم الراجل ده بس على شرط تاخد منى الموافقة وأنا رافض ده تماماً، حتى المعلومات اللى هى كانت بتديها لى أنا كنت متشكك فى صحتها.

 وبعدين جوزها لحد دلوقتى رافض إنه يتعالج نفسى أنا ما شوفتوش غير يمكن ساعة لما هى جات فى الأول، وهوه رافض إنه هو يجئ أو إنى أنا أقابله قالت له تعالى قابل الدكتور يحيى رافض تماماً برضه.

د.يحيى: هى لسه العلاقة ماشية مع الراجل ده لحد دلوقتى

أ. مراد: العلاقة أنا وقفتها بقالى 20 يوم ما هى دلوقتى ما بتكلمهوش

د.يحيى: عشرين يوم بس؟

أ. مراد: أيوه

د.يحيى: هى بتصلى

أ. مراد: هى بتقول أنا بدأت، بس أنا ما أعرفش أعمل زى حضرتك، إنها تبدأ تصلى حتى فرض أو فرضين ونبدأ واحدة واحدة

د.يحيى: عندها دخل خاص؟

أ. مراد: عندها دخل خاص

د.  يحيى: منين؟

أ. مراد:  تقريباً من والدتها ومن أولادها

د.يحيى: والدتها بتديها ولا ميراث؟

أ. مراد: لأه بتديها وفيه مساعدات  تانية

د.يحيى: بتقول ومن أولادها ولا من والدها؟

أ. مراد: من أولادها: ولدين عندهم 13 و 12 سنة بيلعبوا فى فريق كره يد والماتش اللى بيكسبوه كل واحد بياخد تقريباً 90 جنيه يعنى بياخدوا فى الشهر كل واحد 700 أو 800 جنيه فى نادى كبير وواخدين بطولات كتير هى بتاخد فلوس أولادها وبتصرف منها

د.يحيى: بتقول أولادها عمرهم كام وكام؟

أ. مراد: “أيوه واحد عنده 13 سنة وواحد عنده 11 سنة تقريبا” فيه مرة جُمْ معاها فى جلسة، فأنا كنت بكلمهم عن والدهم وقالوا لى أنه هو صعب ومازودوش عن كده!، وفرحت بيهم، وبمهارتهم وبشطارتهم وبراءتهم، ومكاسبهم، فكلمتهم فى ده وشكرتهم.

د.يحيى: وهو الراجل ما بيصرفش خالص

أ. مراد: الراجل بيصرف بس يعنى بصورة بسيطة جداً هى الجلسة اللى فاتت بتقولى جوزى ده انا مش عارفه أعمل معاه أيه؟

د.يحيى: الراجل اللى ماشيه معاه ده متجوز؟

أ. مراد: لأه هو على وش جواز يعنى حا يتجوز لسه، وهوه فى نفس عمرها، عنده 36 سنة

د.يحيى: وجوزها؟

أ. مراد: جوزها عنده 44 سنة أكبر منها بعشر سنين هى كانت بتقولى إنى يا إما أنا أوافق على ده، يا إما إنها تمشى فى الطلاق وتخلعه، بتقولى شوف لى حل

د.يحيى: انت شايف مدى إصرارها على الطلاق ليه؟

أ. مراد: يعنى بتقول لى ده أعيش معاه إزاى؟

د.يحيى: خلاص وافق

أ. مراد: أوافق على إيه؟ على الطلاق ولاَّ إن هى تخليها ترافق الراجل ده

د.يحيى: فى الغالب هى عايزاك توافق على الرفق

أ. مراد: هى بالنسبة لى أخلاقياً أنا ما أقدرشى أعمل كده

د.يحيى: وأنت مالك أنت، أنت راجل بتشتغل وظيفتك معالج نفسى مش معالج أخلاقى، كل اللى عليك إنك أنت بتحاول تعدل السلوك المضرّ للمريض واللى حواليه، أما تفاصيل الاختيار فده متروك لكل واحد حسب قيمه وظروفه ومكسبه وخسارته

أ. مراد: وولادهم الحلوين دول؟ أنا مش عارف همـّا طلعوا حلوين كده إزاى؟ أنا مش قادر أصدّق، ولا قادر أوقـّـف علاجها.

د.يحيى: أظن احنا تناولنا الموضوع ده فى الإشراف عدة مرات وماعانديش إضافه،  ماتنساش إنك معالج إكلينيكى، وإنك انت فى مجتمع مصرى مش مجتمع سعودى أو خوجاتى وأعتقد إن فى المجتمع المصرى البعد الأخلاقى مهواش بُعْد غير طبى، هو طبى، أيضاً، يعنى مهواش بُعْد دينى، أو بعد حرية وكلام من ده، إنت بتحسبها بالعائد العاجل والآجل عليها وعلى ولادها وعلى من يهمه الأمر رغم إن جوزها زى ما انت وصفت، أو زى ما هىّ وصفته، والله أعلم إلى أى مدى الوصف ده يعنى صحيح ولا لأ، إلا إنك إنت مسؤل عنها وعن أولادها وعن مايصل إلى أولادها صحياً وأخلاقياً ودينياً أمام ربنا، هوّ فيه رابطة طبعا بين كل ده، ففى حالة زى ديه الحقيقة لو صح كلامها عن جوزها بيبقى فيه مشكلة إنسانية حقيقية مش عشان الجنس وبس، علشان يمكن فيه حاجة أساسية مفتقداها برضه مش ضرورى تكون باينه للعيال، مش أنا قلت لكم المرة اللى فاتت إن شروطى فى جوز بنتى يكون واحد دمه خفيف وكريم وابن حلال وبيفهم وطيب، يعنى تلاحظ الصفات دول مافيهمش جنس قوى، يعنى ساعات الجنس بيظهر فى الصفات دول وساعات لأه، فى حاله زى ديه ورغم إننا إستبعدنا الجانب الأخلاقى بتاعك إنت مش بتاعها هى، ما أظنش إن الطلاق هو حل مثالى، يعنى هو وارد بقى ما دام الأمر وصل إنها تحصل على إحتياجها من مصدر أخر بالشكل ده، وأنا شايف إن أخدنها فلوس من أولادها بالشكل ده مش حلو خالص، دول ألف وخمسين جنيه فى الشهر، طيب يا ترى العيال شعورهم إيه بالنسبة للحكاية دى، يا ترى هل ده بيحصل برضاهم تمام، مافيش حد فيهم طلب منها إنه يحوش شوية فى حصّالته، يبقى انت لما تقول لها تصلى يمكن دى بداية إنها تراجع موقفها من العدل ومن الحق والمستحق، بصراحة يا ابنى هى حاله صعبة بالنسبة لى عشان فقر المعلومات وصعوبة تصور أولاد بالإيجابيات دى، ويبقى ده أبوهم ودى أمهم، لازم فيه حاجة ناقصة، بس خلى بالك انك تبقى حذر جدا من الخلط بين موقفك الشخصى الاخلاقى وخوفك الشخصى وقراراتك، وبعدين هى بتزنقك بأى حق يا توافق يا تطلقنى، بقى ده اسمه كلام؟ هوّا انت مأذون؟! ما تعمل اللى هى عايزاه وتتحمل مسئوليته.

أ. مراد: هى ما قالتهاش صريحة كده

د.يحيى: أيوه معلش انت شميت ريحة إن ده الهدف من استمرارها، عايزة أب أو أخ كبير أو سلطة علمية تمضيلها، طيب ماعزمتش عليها تشتغل؟

أ. مراد: أنا فعلا زقيتها فى سكة الشغل دلوقتى، هى معاها شهادة متوسطة وبتقول إن جوزها حايرضى إنها تشتغل، بس حاسة إنه حايطلع عينها فى الشك وحياخد فلوسها لما تشتغل

د.يحيى: شوف يا ابنى انت ترجع بقى ترتب الحاجات دى فى الشكل اللى انتوا وصلتوله لحد دلوقتى، الطلاق يترتب فى موضعه، وحكاية ولادها يترتبوا فى شكل أم وعيالها وسر تفوقهم وحلاوتهم، والرَّفق يترتب فى شكل احتياجتها وأخلاقها ودينها وظروف الواقع، وبعد ده كله يمكن تنجح إنك تفهم وتربط ويمكن ما تنجحش، الحالة دى يعنى ماهياش سهلة خالص خالص خالص، إنت لازم لازم تصر أن جوزها ييجى، مش عشان تِصْلحهم وتطبطب عليهم قد ما إنك تدور عنده عن هل فيه شئ ممكن إصلاحه أم لأ؟ هل كلامها كله صح؟ هل الراجل وحش للدرجة دى، مش ممكن عيليين بالجمال ده يطلعوا من أب بكل اللى وصفته أمهم كده، يعنى عايز يستعملها وخلاص، مش يمكن فيه إيجابيات وصلت للعيال هيا مش شايفاها، ودى اللى خلتهم حلوين كده، وبرضه تحترم سماحـُـه لها بالشغل حتى مع الشك، هم حاجتين عمليتين، واحد انك تشوف جوزها على حقيقته باى طريقه انت بقى وشطارتك، واتنين انها تشتغل وبعد ما تشتغل تشوف الدنيا ماشيه إزاى

أ. مراد: يعنى أنا أعمل إيه دلوقتى؟ ما هو مش راضى ييجى

د.يحيى: والله ما انا عارف انا صعبان عليّا الولدين دول اللى زى الفل، وهى زى ما تكون ما تستاهلهمشى

أ. مراد: برضه لسه مش عارف أعمل إيه

د.يحيى: يستمر الحال على ما هو عليه ما أمكن ذلك، بس تحاول تقفل الخرم اللى بيتسرب منه كل المجهود العلاجى ده

أ. مراد: أنهو خرم

د.يحيى: الراجل ده اللى حايتجوز بكره، وبيستعملها فى الوقت بدل الضائع

أ. مراد: يارب أقدر

د.يحيى: يارب يا شيخ، الحالة صعبة، وأدى احنا أهه معاك، ماتنساش

أ. مراد: شكراً.

د. يحيى: ربك يعينا.

*****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: بالنهار وبالليل دايماً وبأستمرار أنا لما عرفت من جلستين أنا رفضت ده تماماً ووقفته وقلتلها ده ماينفعش خالص،

التعليق: أعتقد بدرى أوى إنها توقف ده تماما، امال احتياجاتها الشديدة دى هتاخدها منين؟!

د. يحيى:

هذا صحيح

التوقيت دائما مهم

وملء الزمن – بما ينبغى تدريجيا – هو لصالح المسيرة العلاجية باستمرار.

د. رضوى العطار

المقتطف: د.يحيى: وأنت مالك أنت، أنت راجل بتشتغل وظيفتك معالج نفسى مش معالج أخلاقى، كل اللى عليك إنك انت بتحاول تعدل السلوك المضرّ للمريض واللى حواليه، أما تفاصيل الاختيار فده متروك لكل واحد حسب قيمه وظروفه ومكسبه وخسارته

التعليق: الله ينور على حضرتك .. شكراً.

د. يحيى:

العفو.

د. رضوى العطار

المقتطف: إنت لازم لازم تصر أن جوزها ييجى، مش عشان تِصْلحهم وتطبطب عليهم قد ما إنك تدور عنده عن هل فيه شئ ممكن إصلاحه أم لا؟

التعليق: كويسة جدا مقابلة الزوج بالهدف ده!

د. يحيى:

التأكد من مصداقية المعلومات من طرف واحد هو من أكبر مسئوليات الطبيب لسلامة التخطيط وصدق العون لكل الأطراف.

د. كريم سعد

أنا ضد فكرة الحكم على المريض أو التدخل فى قرارته وأخلاقياته ولكن لأى مدى أمتنع عن التدخل؟

د. يحيى:

التدخل واجب لمنع الخطر العاجل على المريض أو على من حوله

لكن ليس معنى التدخل أن يتم فرض الرأى عشوائيا أو تبعا لمنظومات المعالج القيمية.

د. كريم سعد

المقتطف:  وأعتقد إن فى المجتمع المصرى البعد الأخلاقى مهواش بُعْد غير طبى، هو طبى، أيضاً

التعليق: يعنى إيه؟

د. يحيى:

الطب أصلا هو الحكمة، والطبيب كان اسمه “الحكيم” عبر الزمن

والطبيب حكيم، ليس مندوب مبيعات شركات الدواء، ولا هو وسيط لتسويق العلم السلطوى.

والحكمة لا تنفصل عن الفلسفة إذْ تسير على أرض الواقع.

والطبيب الفيلسوف – حسب أبو الطب أبو قراط – تناغما مع الحس الشعبى النقى: يقترب من الوجود الإلهى.

د. كريم سعد

المقتطف: خلى بالك انك تبقى حذر جدا من الخلط بين موقفك الشخصى الاخلاقى وخوفك الشخصى وقراراتك.

التعليق: صح جداً.

د. يحيى:

على ألا يدفعك فرط الحذر لادعاء اتخاذ الموقف المتعادل (غير المتميز) وانتبه أنك لا تعرف كل ما هو بداخلك، فاحذر مما تعرف كما تشاء، أما ما لا نعرفه فاعتبره فرضا عاملا، وراجعه باستمرار وناقش فيه من تشاء فى مستويات الإشراف المتعددة([2]).

Dr. ahmad elebrashy

المقتطف: أنا لما عرفت من جلستين أنا رفضت ده تماماً ووقفته وقلتلها ده ماينفعش خالص، باين هى كانت عاوزه زى تاخد موافقة منّى

التعليق: انا متفهم الموقف الابوى للمعالج ورفضه ، إلا أنى بتسائل عن موقفه وحقه فى اتخاذ قرار الايقاف؟ وخطورة ده وتحول العلاقة العلاجية الى علاقة أبوية فيها اعتمادية على المعالج.

د. يحيى:

الاعتمادية المعلنة المسئولة لا غبار عليها

وهناك اعتمادية أخفى، وهى اعتمادية الطبيب (المعالج) على مرضاه

والاعتمادية المتبادلة، يمكن أن تعلن فى بعض مراحل العلاج، ونحن نحدد سوء استعمالها لكن لا نرفضها بإطلاق.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: يبقى انت لما تقول لها تصلى يمكن دى بداية إنها تراجع موقفها من العدل ومن الحق والمستحق،

التعليق: أكم من مصلين ليل نهار لا يدركون العدل والحق…أين وكيف نتعلم تلك الصلاة التى تعلمنا تلك القيم

د. يحيى:

برغم أننى أستعمل هذه النصيحة بشكل غير نادر، إلا أننى أوافقك تماما أن الصلاة لا تنهى دائما عن الفحشاء والمنكر، كذلك هى لا تنهى عن الظلم والاستعباط،

 المسألة كلها هى تذكرة ضمنية بوجودٍ أكبر ممتد فى الناس إليه، وهو يتعلق عندى بدوائر الوعى الممتد، وقد يوقظ الجانب الإيجابى لبعض النفوس المستعدة لذلك.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ. مراد: وولادهم الحلوين دول؟ أنا مش عارف همـّا طلعوا حلوين كده إزاى؟ أنا مش قادر أصدّق، ولا قادر أوقـّـف علاجها

التعليق: مش واصلنى تعجب الأستاذ مراد لأن الاولاد حلوين كده… مش هو علاقه الأمومة والابوه مختلفة شوية عن العلاقة الزوجية، يعنى ممكن يكون زوج مش مناسب للزوجه لكنه اب جيد.. أوأم جيدة .. محتاجه أستوضح الأمر.. استاذى الكريم

د. يحيى:

ممكن.

ولكننى فرحت بهذين الصبيين (11، 13 سنة)، وهما يحصدان هذه البطولات الرياضة الصعبة، وفرحت لنظام ناديهما الذى يشجع ذلك بمكافآت مالية ليست هى الهدف الأول من هذا النشاط طبعا.

 تحفظاتى كانت على أن هذا الموقف الإيجابى يحتاج دعم تربوى ظاهر وخفى، كما يحتاج مشاركة أخلاق رياضية فى وعى الجماعة التى ينتمى إليها هؤلاء الصبيين، كما يحتاج رسائل إيجابية طول الوقت، وكل ذلك لم يصلنى من المعلومات المحدودة عن هذه الأسرة كما قدمتها المعالج.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 6-1-2019 www.rakahwy.net

[2] – أنظر نشرة “مستويات الأشراف” بتاريخ: 1-2-2009 www.rakhawy.net

الحالة: (82) من الأعراض الظاهرة إلى السلبية

الحالة: (82) من الأعراض الظاهرة إلى السلبية

الحالة: (82)

من الأعراض الظاهرة إلى السلبية

 فى واقع صعب ([1])

د. مروان: صباح الخير يا دكتور يحيى، الحالة الأولى هو ولد عنده 17 سنة الخامس من 6 أخوات بس الأخ الصغير الأصغر منه غير شقيق حضرتك كنت حولتهولى تقريبا من 5 شهور هو حاليا فى تانية ثانوى، والده تقريبا أستاذ فى كليه اقتصاد وعلوم سياسية فى جامعة الأزهر

د. يحيى: والده إيه؟

د. مروان:  أستاذ فى كليه الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة الأزهر، هو الولد كان جئ بيشتكى بأنه بيحلم كتير قوى بالنهار ويقعد يتخيل حاجات مش موجودة خالص كأنه بيحارب حد مش موجود يتكلم مع ناس مش موجودة

د. يحيى: هو دخل المستشفى

د. مروان: لا هو ما دخلش المستشفى خالص

د. يحيى: بتقول بقاله كام شهر كده؟

د. مروان: 5 شهور دلوقتى وغير بقى جنب دا كله ما بيذاكرش وشاكك فى والده أن والده خد ميراث والدته

د. يحيى: هو ترتيبه الكام من اخواته

د. مروان: الخامس

د. يحيى: بعده إيه

د. مروان: بعده واحد صغير ما هواش شقيق

د. يحيى: وأبوه

د. مروان: أبوه دكتور فى جامعة الأزهر زى ما قلت

د. يحيى: دكتور ولا أستاذ

د. مروان:  لا أستاذ تقريبا فى كلية تجارة، أستاذ فى كلية التجارة جامعة الأزهر

د. يحيى:  دكتور فى مادة إيه

د. مروان: لا ما اعرفش فى مادة إيه بصراحة

د. يحيى: والده عنده كام سنة

د. مروان: والده 55  سنة

د. يحيى: هه وبعدين؟

د. مروان:  …. يعنى بعد ما ابتدينا والولد خد الدواء راحت التخيلات اللى كان بيعملها والناس اللى كان بيشوفهم مش موجودة الحاجات دى كلها تقريبا هديت خالص ما كنش بيصلى بدأ ينتظم على الصلاة شوية العادة السرية كان بيمارسها كتير جدا كل ده قلّ، اللى باقى حاجة بس والده اللى بيشتكى منها أن هو مش بيذاكر خالص حتى معاملته مع والده اتغيرت وزى ما جهِ فى كلامه إنه بيتهم والده إنه خد ميراث والدته

د. يحيى: بتشوفه فى العيادة

د. مروان: اه

د. يحيى: انا اللى حولتهولك من كام شهر، علشان إيه

د. مروان: إنه كان بيحلم أحلام يقظة كتير وسايب الواقع تماما وعايش تقريبا طول اليوم فى الأحلام بتاعته دى

د. يحيى: يعنى حولتهولك فى الصيف

د. مروان :اه

د. يحيى: وكان ساقط

د. مروان: كان ساقط فى تانية ثانوى

د. يحيى: الخمس شهور دول ذاكر ولا ما ذاكرش

د. مروان: لا مذاكرته مفيش خالص

د. يحيى: ودلوقتى

د. مروان: لحد دلوقتى

د. يحيى:  وانت بتعمل معاه ايه 

د. مروان: أنا باضغط عليه فيها بس مافيش فايدة

د. يحيى: طيب ما نفعش فى الخمس أشهر دول،قوم تعمل ايه؟

د. مروان: أنا عرضت على والده فعلا دخول المستشفى بس والده بخيل زى ما وصلنى من شكوى الولد يعنى ما بيصرفش وما بيعملش أى حاجة ليهم، وحاجات كده، وكلمت والده فى موضوع المستشفى أكتر من مرة وحاسس بمقاومة جامدة

د. يحيى: بس بيكمل معاك

د. مروان: اه

د. يحيى:  بياخد الدوا

د. مروان: اه هو ماشى على الأدوية اللى كتبناها له

د. يحيى: وبعدين؟

د. مروان: هو كده يعتبر الواد واقف مطرحه

د. يحيى: فيه تاريخ عائلى

د. مروان: لأ مش قوى هوّا عنده عمّ وعمة، جت سيرتهم كده بس مش مرض يعنى

د. يحيى: مالهم

د. مروان: العم تقريبا شيزيدى وهما ما قالوليش بالظبط

د. يحيى:  السؤال بقى

د. مروان: هو انا مع التحسن اللى حصل فيه شوية حاجات كده باقية بسيطة فى الأعراض، أنا حاسس إنى عملت اللى علىّ وكفاية كده

د. يحيى: الأعراض اللى هى ايه بقى

د. مروان :اللى هى كان بيحلم وانه كان دايما بيشك فى والده ان والده سرق فلوسهم، يعنى أنا شايف إن فيه حاجات اختفت، بس ما هواش التحسن اللى كان نفسى فيه

د. يحيى: إختفت لحساب ايه؟ ماخدتش بالك التغير ده إلى أحسن ولاّ إلى أوحش

د. مروان: يعنى شفت ان ممكن يكون الدوا اللى وقفهم، هل ينفع إن انا على أساس إن الاهل بيشتكوا منه ،اختفت يعنى الخيالات منه بس فضلت حكاية إن هو ما بيذاكرش. هل ينفع ان انا أعمل الجلسات بدل ما هيه كل أسبوع كل أسبوعين وهوّا بيدفع 40 جنيه فى الجلسة وابوه مستكترهم، ما هو أبوه بخيل جدا زى ما قلنا.

د. يحيى: وحاتخليها كل أسبوع ليه، إنت ما خدتش بالك إنك اللى انت بتقول عليه أحسن، أنا بشكك فيه أقول لك هوّا إلى الاحسن ولا إلى الاوحش، هوّا قلة المذاكرة وقلة كل حاجة كده مش تعتبر أعراض سلبية حلت محل الأعراض الظاهرة

د. مروان: يعنى انا لما كنت فكرت فى الحكاية انا كنت عايزأعرف بقى أن أختفاء الحاجات اللى هو كان بيحلم بيها وجه عشانها وبيشتكى منها ده معناه ايه فى المرحلة دى

د. يحيى: فكرت لقيت إيه؟

د. مروان :هى النقطة كلها فى وقفة الولد َ لدرجة إن أنا جبته العيادة وكنت بقعد اذاكرله، يعنى أنا جبته وكنت بقعد اذاكرله واسمّع له ساعات، بس لما يروّح البيت بقى كل ده بيضيع مفيش حد بيضغط عليه خالص، قلت لوالده إضغط عليه، إحرمه من أى حاجة فى المقابل، بس مافيش فايدة، والوقت بيمر يعنى مثلا بقالنا شهرين مثلا فى الحكاية دى

د. يحيى: طيب أظن انت تقدر تجاوب بقى، وانت شاطروبتشتغل فى المستشفى بقالك كتير، وعرفت احنا بنعمل إيه، تقدر تجاوب بقى إيه لزوم جلسات العلاج النفسى ده مادام الدنيا واقفة كده

د. مروان: هو أنا مايل أكتر انه يخش المستشفى

د. يحيى: نعم؟ نعم؟

د. مروان: يعنى انا كنت مايل إلى إنه يخش المستشفى

د. يحيى: ما انت قلت إن الراجل بخيل بيدفع الأربعين جنيه بالعافية، يبقى حايدفع مصاريف المستشفى إزاى، ومافيش قدامه سبب ظاهر مزعج

د. مروان: آه بالظبط

د. يحيى: طيب حاتعمل له إيه؟

د. مروان: مش عارف

د. يحيى: لا لازم انت تجاوب المرّة دى، انت بتقعد معاه ليه؟ لزومه إيه؟ ولا علشان 40 جينه

د. مروان: لا مش كده عشان نطلع بحاجة إيجابية حتى أى حاجة.

د. يحيى: طيب ما نفعتش 5 شهور، وأب بخيل والحالة ما بتتحركش تقريبا، تقعد معاه ليه    

د. مروان: يمكن يعنى

د. يحيى: نعم؟

د. مروان: يمكن

د. يحيى:  طيب بتسألنى ليه؟ ما تستنى لحد “ما يمكنش” إبقى أسألنى ساعتها، ولا حاتقعد تستنى لحد امتى

د. مروان: آه صحيح

د. يحيى: حاتدى لنفسك فرصة قد ايه؟ كمان شهرين و تكون الامتحانات جت، وهل انت متوقع أى حركة والوالد اتحول لطوبة مركونة جنب الحيطة مابيتحركش، وابوه ولا على باله

د. مروان:  آه صحيح، طب أعمل إيه؟

د. يحيى: حاتعمل إيه فى ايه والراجل أبوه مش فاهم مع إنه المفروض انه أستاذ وعارف يعنى ايه مذاكرة وامتحانات وبتاع، حاجة زى كده يا إبنى يعنى انك تقعد مع واحد زى ده علشان تاخد 40 جنيه مفيش اى مانع طالما عندك وقت، ما عندكش وقت يبقى غيره أوْلى بوقتك، لكن تقعد مع واحد زى ده وأبوه زى ده، تقريبا مافيش أى حاجة إيجابية بتساعدك، إنت ممكن تفكر أنك تبعته إلى المراكز التانية اللى بتذكّر  لحد لما احنا نعمل واحد كده  حسب سياستنا، يعنى ممكن توديه عند د. “منى” يعنى علشان يذاكر، وإذا ما ذاكرش ورجع لك تاتى تعامله زى أى واحد جديد وتحط شروطك، وهما اللى يبطلوا يا إما يذاكر، يا إما يشتغل، يا إما ما يجيش، وبعدين عندنا حاجة برضه أنا باعملها يمكن أنتو ما تقدروش عليها، أنا ساعات باشترط من تانى يوم ما يكون عندى، يا يذاكر يا يشتغل، يقولولى يشتغل إيه؟ أقول لهم أى حاجة: يبيع كبريت أو يلزق بلاط أو يلحم كاوتش أو أى حاجة، ساعات الواد يتخض ويحتار وساعات يلقطها ويلحق نفسه، بس ييجى والده بعد يوم بقى ولا يومين ودا راجل أستاذ فى الجامعة ويرفض بالطول وبالعرض، يبقى ساعتها تعتذر ويبقى عندك حق

د. مروان: لا أنا ما أقدرش أعمل كده

د. يحيى: أبوه بخيل مش عايز يدخله المستشفى، مش عايز يصرف عليه، أنا خايف ليكون قرارك ده أستجابة  لبخل أبوه، اذا كان بيمن عليك بالأربعين جنيه يبقى يلعن أبو فلوسه والنقطة الثانية الحقيقية هى خوفك من الانسحاب الغير مباشر يكون انسحاب عن أداء واجبك مع إنك حاسبها لمصلحته، وده حقك، وبعدين ممكن تشوفه كل يوم يومين تلاته متابعة علشان تشوفه أشتغل ولا لأ، وفى الحالات دى بتحط جدول للعمل اللى اتفقتوا عليه: ميكانيكى، مبيض محارة، نقاش، يجيلك فى المرات دى معاه ورقه وقلم ومن الساعة كذا إلى الساعة  كذا، وتوقيع المعلم بتاعه، على فكرة أنا لما باعمل كده الواد ما بيصدقشى فى الأول، لكن لما بيلاقينى جدّ، ويشعر بحبى له من نوع تانى، وبأقوله انت كده ابنى وكده ابنى، بس لو مركون جنب الحيطة وقاعد مابتعملش حاجة لا مذاكرة ولا شغل تبقى لا ابنى ولا أعرفك، ساعات الواد بيبص فى عيونى ويلاقينى جد، ويصدق وينوى، بس أول ما يدخل علينا أبوه خصوصا لو كان دكتور أو أستاذ زى حالتك دى، والواد يبص فى وشه يعرف إنه مستحيل إنه يقبل إنه يشتغل، يقوم الواد متراجع ويرجع فى كلامه

د. مروان: بس انا ما أقدرش أعمل كده

د. يحيى: طبعا، إوعى تعملها إلا لما تكون مليان بيها، انت دلوقتى تجيبه وتيجى لى،

 واللى فيه الخير يقدمه ربنا

*****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى:  أختفت لحساب ايه؟ ماخدتش بالك التغير ده إلى أحسن ولاّ إلى أوحش

التعليق: حلو جدا السؤال ده.

د. يحيى:

ربنا يحلى لِك دنياك، وينور بصيرتك.

د. رضوى العطار

المقتطف: هوّا قلة المذاكرة وقلة كل حاجة كده مش تعتبر أعراض سلبية حلت محل الأعراض الظاهرة

التعليق: موضوع قلة المذاكرة فقط مع الإيجابية فى مناطق أخرى فى بعض الحالات هل يعتبر أعراض سلبية برضه ولا إيه؟

د. يحيى:

لا طبعا

“المذاكرة” هى إحدى المجالات للفاعلية والحيوية والسلامة، لا أكثر، وإذا ظهر بديلا عنها فى عمل إيجابى فاعل بين الناس لا تعتبر المسألة ظاهرة سلبية إلا عند البرجوازية المغلقة التى تستعمل أبناءها كمشروع استثمارى محدد المعالم، ولعلك لاحظت ذلك فى “زنقة” الاختيارات التى أعرضها على من توقف عن المذاكرة فى هذه النشرة، وأيضا فى نشرات أخرى كثيرة.

د. رضوى العطار

المقتطف: وهما اللى يبطلوا يا إما يذاكر يا إما يشتغل، يا إما يجيش، وبعدين عندنا حاجة برضه أنا باعملها يمكن أنتو ما تقدروش عليها، أنا ساعات باشترط من تانى يوم ما يكون عندى، يا يذاكر يا يشتغل، يقولولى يشتغل إيه؟ أقول لهم أى حاجة: يبيع كبريت أو يلزق بلاط أو يلحم كاوتش أو أى حاجة، ساعات الواد يتخض ويحتار وساعات يلقطها ويلحق نفسه،

التعليق: بالظبط

د. يحيى:

هكذا تقتطفين ما جاء فى ردى عليك حالا وتحتفين به

 شكرا.

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى:  طبعا، إوعى تعملها إلا لما تكون مليان بيها، انت دلوقتى تجيبه وتيجى لى،

التعليق: مش فاهمه أوى معنى “إوعى تعملها إلا لما تكون مليان بيها؟

د. يحيى:

عندك حق

ربما كنت أعنى: أن يكون هذا المسئول (الطبيب /المعالج) فى حالة حضور مـُـواكـِـب لحركية المريض بكل معنى الكلمة، وكأنه يخاطب نفسه (أو ابنه شخصيا) ويرضى له ( أو لابنه) ما يعرضه على مريضه الشاب، وأن يكون مستعدا لاختبار ذلك فى نفسه أو فى ولده بأى صورة ولأى فترة، وأن يكون مسئولا – مشاركا فى المسئولية- عن كل النتائج فى كل اتجاه.

د. كريم سعد

أوقات كتير بنقف عند نقطة وتكون هى اللى تخلينا نوقف علاج ، وأقول لنفسى “أنا مش هقدر أعمل كل حاجة ولا أصلّح كل حاجة.

د. يحيى:

– ليس من مهمتنا آن نعمل كل حاجة أو “نصلح كل حاجة،

– نحن لا نصلح الكون، ولا حتى نصلح الأخطاء أو نأتى بالمعجزات.

– نحن نواكب المريض مهما كانت الصعوبة لنحدد التوجه ونملأ الوقت معا: بصبر وبالتدريج.

– ثم نقبل نتائج كل خطوة كمرحلة لإعادة التعاقد للخطوة التالية، وهكذا.

أ. إسلام نجيب

الظاهر إن أخطر مآل هو المآل السلبي….

هل يا دكتور المريض السلبى فيه أمل دائما إنه يخرج من السلبية والعدم؟

أم إنه قد يصل إلى مرحلة لا أمل فيها؟

د. يحيى:

لا يوجد ما يسمى “المريض السلبى” وإنما يوجد ما نسميه “الأعراض السلبية”، وبرغم أنها أكثر استدامة عن الأعراض الإيجابية (مثل الهلاوس والضلات وفرط الحركة… الخ)، إلا أنها ليست النهاية، كل ما هناك هى أنها تحتاج إلى تأهيل وتحريك وتنشيط بكل مسئولية حتى لو كانت النتيجة المؤقتة هى ظهور الأعراض الإيجابية،

 وفقد الأمل غير مطروح أصلا ما دمنا نتنفس.

أ. رانيا

المقتطف: د.يحيى: أختفت لحساب ايه؟ ماخدتش بالك التغير ده إلى أحسن ولاّ إلى أوحش

التعليق: يعنى ممكن الاعراض تختفى بس المرض يفضل والعطلة دى هى المؤشر

د. يحيى:

هذا صحيح، بل ويمكن أن الإعاقة تزيد مع اختفاء الأعراض الإيجابية.

أ. رانيا

المقتطف: د.يحيى: طبعا، إوعى تعملها إلا لما تكون مليان بيها، انت دلوقتى تجيبه وتيجى لى،

التعليق: ما معنى مليان بيها؟

د. يحيى:

برجاء مراجعة ردى على نفس التساؤل الذى طرحته الابنة د.رضوى العطار حالا.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: بتاريخ  11-3-2008 www.rakhawy.net  (تم التحديث)

الحالة: (83) الصعوبة والمصداقية .. والصبر ..

الحالة: (83) الصعوبة والمصداقية .. والصبر ..

الحالة: (83)

الصعوبة والمصداقية .. والصبر .. والمسئولية([1])

أ. أحمد: هى بنت عندها 23 سنة هى بقالها معايا سنة تقريباً كانت فترات التوقف هى فترات الإمتحانات، وزواجى، وكده، يعنى ماكنتش بشوفها فيها يعنى هى معاها شهادة متوسطة، بتشتغل فى كازينو بتاع قمار

د.يحيى: وإتخرجت منين؟

أ. أحمد: من دبلوم صنايع

د.يحيى: من كام سنة؟

أ. أحمد: دبلوم صنايع يعنى هى متخرجة وهى عندها 17 سنة يعنى من خمس ست سنين كده

د.يحيى: شغالة بقالها اد إيه؟

أ. أحمد: بقالها ثلاث سنين، فهى كانت الأول جايه بأعراض جسدنة وتوتر وكده

د.يحيى: بتدفع كام؟

أ. أحمد: بتدفع خمسين

د.يحيى: هى منين

أ. أحمد: هى من حلوان أصلاً

د.يحيى: مرتبها كام؟

أ. أحمد: هى بتحصل على أربع الاف تلاث ألاف فى الشهر يعنى

د.يحيى: دبلوم صنايع بتتحصل على أربع الاف؟

أ. أحمد: من كازينو القمار اللى فى فندق خمس نجوم، أنا ماكنتش أعرف طبيعة الشغل فيه أوى، يعنى كازينو القمار طلع فيه نسب حسب الشغل بتاعهم جوه الكازينو نفسه، يعنى المهم المشكلة البنت طالعة فى الأول مفيش مشاكل فى شغلها، وبعدين مع الوقت الأب توفى فى منتصف سنة العلاج، يعنى من 6 شهور كده، فبدأ يظهر مع ده مشاعر ذنب ولخبطة وتناقض عندها إن هى جوه الكازينو بتلبس لبس معين يناسب شغلة بالليل، طبيعة الشغل فيها تناقض، يعنى فيه إحتمال يحصل تجاوزات مش تمام، الكازينو ده ما بيخشهوش إلا عرب وأجانب بس ما بيخشهوش مصريين خالص تقريبا.

د.يحيى: هى بتشتغل إيه بالضبط فيه؟

أ. أحمد: بتبقى واقفة على ترابيزة قمار واقفة ترص ورق القمار

د.يحيى: القمار!!

أ. أحمد: آه

د.يحيى: فى السن دى؟ فين؟

أ. أحمد: فى فندق كبير بالقاهرة

د.يحيى: فيه كام فندق مسموح بيه بالقمار فى مصر بالشكل ده، قصدى فى القاهرة؟

أ. أحمد: تقريباً كل الخمس نجوم، هى إشتغلت فى كذا مكان يعنى

د.يحيى: وده شغل قانونى؟

أ. أحمد: آه، والكازينو ده مالهوش علاقة بالفندق، الكازينو ده إداره مستقلة أنا كنت فاكر إنه تبع الفندق بس عرفت بعدين

د.يحيى: البنيّة دى حلوة؟

أ. أحمد: آه حلوة آه، قوى

د.يحيى: إيه السؤال بقى؟

أ. أحمد: السؤال أولاً إن هى بره الكازينو محجبة بتصلى، وهى عندها تناقض فظيع جداً، والإحساس بالذنب دلوقتى موجود بين إن الفلوس ديه حرام ولاّ حلال، وبرضه بين طبيعة الشغل بين لبسها جوه غير برّه، وبين إن هى طول الوقت معرضه للتحرشات، وإن هى متشافه بشكل وحش، فأنا مش عارف طول الوقت الموقف الأخلاقى بتاعى أنا متداخل فى العلاج قد إيه؟

د.يحيى: إنت قولتلى بقالها أد إيه معاك؟

أ. أحمد: بقالها سنة دلوقتى

د.يحيى: إنت تقصد إيه بالموقف الأخلاقى بتاعك؟

أ. أحمد: يعنى الحرام والحلال

د.يحيى: وده بتسميه الموقف الأخلاقى بأمارة إيه؟

أ. أحمد: بأمارة ربنا يعنى

د.يحيى: ربنا يبقى فى منطقة الدين اللى طبعا فيه مكارم الأخلاق، لكن فيه موقف أخلاقى تانى حتى من غير دين!

أ. أحمد: أنا بأتكلم عن نفسى وعن ربنا يعنى

د.يحيى: يعنى إنت عندك قيم ثابتة وسقف يحدد موقفك، وانت حر فيه، بس يا ترى هوّا هوّا اللى يحدد موقفك من مرضاك؟ ومن البنت دى بالذات؟ ويا ترى هوَّا هوَّا اللى عند البنت دى برضه

أ. أحمد: هو الموقف من ربنا، هو مش أكتر من كده

د.يحيى: عندك حق بس دى حاجة إنك تحدد الحدود، ثم إن دى مش نظرية نتكلم فيها ده موقف يترتب عليه دور وعلاقة مهنية، ودى صنعتنا لها دور مهنى مميز. 

أ. أحمد: بلاقى نفسى عايز أربط بين الفلوس اللى هى بتاخدها والحلال والحرام

د.يحيى: ليه بقى؟ انت مالك، انت مش بتاخد أتعابك

أ. أحمد:  ايوه الحمد لله، بس ما أنا باخدها من الفلوس دى برضه، وده بالنسبة ليها الظاهر هو ده اللى مأزمها برضه، يعنى ما بين إن هى تطلع تشتغل بره بى 200 أو 300 جنيه فى أى محل ملابس، وده الواقع الحقيقى اللى حايحصل لإن معاها دبلوم صنايع والفرص بتاعتها هيا كده وبس، وما بين إن هى بتأخذ ثلاث أو أربع الآف أو ممكن تأخذ خمس الاف فى الشهر فى الشغلانة ديه مع باقى الميزات واللبس والحاجات دى

د.يحيى: حاجات إيه بالضبط، هى بترفض أو بتصد محاولات التعليق والتحرش ولا لأ

أ. أحمد: هو الكازينو فى الفندق بيحميهم، ولو إن فيه زميلاتها بيتساهلوا، هى مابتساهلش، يعنى الكازينو المفروض إن هو بيحميهم جوه الكازينو نفسه، ولكن لو هى عاوزه تعمل شغل مع العرب والأجانب، ينفع إن هى تعمل اللى هيا عاوزاه

د.يحيى: وهى مابتعملش؟

أ. أحمد: لأه

د.يحيى: هى ما اتجوزتش ليه ما دام حلوة قوى زى ما بتقول وبتأخذ خمس الاف، هى فرصها فى الجواز إيه؟

أ. أحمد: هى الفكرة عندها بس عندها أختها شغالة فى نفس الشغلة، هى فى كازينو شبيه تانى، يعنى مش شغالة فى نفس المكان، بس أختها وسلوكياتها عليها علامات أستفهام كتير أوى لدرجة إن أختها ليها ملف أداب.

د.يحيى: الأخت أكبر ولا أصغر

أ. أحمد: الأخت أكبر بسنتين بس سكة الأخت أطول فى السكه ديه

د.يحيى: بتقول فيه ملف أداب

أ. أحمد: آه

د.يحيى: لأختها؟

أ. أحمد: لأختها آه

د.يحيى: ليه؟ عملت إيه؟

أ. أحمد: هى إتمسكت مرة، أنا معرفش تفاصيل أوى، وهوّه جم فى مرة حصل كبسة على البيت أخذوهم من جوه البيت هى والبنت اللى بتجيلى، باتوا ليلة فى التخشيبة وكده، وبعدين ده من الضغوط الجديدة إن هى عاوزه تعزّل من المنطقه علشان سمعتها وكده

د.يحيى: وانت مصدق ده كله حرفيا

أ. أحمد: المريضة بتقول لى إن أختى هى طبعاً مش قليلة الأدب، وإنها مش بتمارس أى حاجة لأه خالص

د.يحيى: النقطة ديه فحصتها مع غير المريضة

أ. أحمد: أنا جيبت الأم، بس الأم شخصية ضعيفة جداً وشايفة إن بناتها بيشتغلوا فى فنادق وبيكسبوا وخلاص

د.يحيى: بتقول الأب توفى من 6 أشهر

أ. أحمد: أيوه وكان ضعيف كان مالوش حس ولا خبر

د.يحيى: يعنى الأم ضعيفة والأب ضعيف

أ. أحمد: آه

د.يحيى: فيه إخوات تانيين غير البنتين دول

أ. أحمد: آه فيه بنت وولد فى التعليم لسه، هما أربعة

د.يحيى: السؤال تانى

أ. أحمد: السؤال الأول هى طول الوقت بتربط بين ربنا وشغلها وإن الفلوس ديه حرام ولا حلال!

د.يحيى: هيّا محجبة؟

أ. أحمد: بره الشغل محجبة وبتصلى بشكل زيادة، جوه الشغل بتلبس اللبس الخاص بالكازينو ولعب القمار

د.يحيى: هى قالت لك إيه بالضبط فى النقطة ديه

أ. أحمد: هى عندها خناقة مع نفسها طول الوقت، بس زادت الخناقة ديه بعد وفاة الوالد وحضورها الموت، فبقت خايفة من ربنا وإن هى هاتقابل ربنا إزاى، وإن الفلوس ديه حرام ولا حلال، وفى نفس الوقت الأمر الواقع بيلحّ عليها، وإن هى حاتطلع تشتغل إيه بعد ما أقلمت حياتها على المبلغ ده، بتقول إن هى ما معهاش حاجة، معايا دبلوم حاطلع اشتغل فى أى محل ملابس

د.يحيى: أنا سألتك عن فرصها فى الجواز إنت كلمتنى عن أختها

أ. أحمد: ما هو أختها جزء من قلة فرص الجواز

د.يحيى: ليه

أ. أحمد: هى فى المنطقه دلوقتى سمعتها وحشة علشان شغلهم بالليل وبعدين بيجيوا الساعه 8 أو 7 الصبح، ثم بعد حادثة الأداب ديه الحكاية اتنيلت، فبقت سمعتهم أوحش

د.يحيى: حادثة الأداب دى كانت إيه بالضبط؟

أ. أحمد: اللى حصل إن جه البوليس، أخذهم من بيتهم، أخذهم من جوه البيت يعنى، جه قبض عليهم من جوه البيت القضية كانت فى جريمة قتل مش عارف فى الفندق ولا جنبه، حصلت قصة كده يعنى، واتقفلت الحكاية وخلصت.

د.يحيى: مع ذلك البنت الكبيرة اللى سمعتها وحشة أكتر بيتقدملها ناس

أ. أحمد: البنت التانية أقوى، ومش فارق معاها الكلام ده والحواديت ديه، بتمارس حياتها عادى

د.يحيى: هى أختها دى عندها 24 سنة

أ. أحمد: لأه عندها 25 سنة ديه، اللى معايا أنا عندها 23 سنة

د.يحيى: أصغر منها بسنتين

أ. أحمد: آه بسنتين

د.يحيى: السؤال بقى اعمل معروف

أ. أحمد: السؤال هو حكاية إن هى تسيب الشغل ولا تعمل إيه؟

د.يحيى: الحالة صعبة بصراحة، وِسْعت قوى، فلوس، وسمعة، وحلال وحرام دخلوا فى بعضهم

أ. أحمد: أنا مش عارف حاجة خالص، وكمان هى عايزة تعزل من الحتة، أنا أيدت إن هما يعزلوا من المنطقه

د.يحيى: هوّا فى شقق جاهزة لهم

أ. أحمد: مفيش حل غير إن هى تدور على سكن تانى، وده الحل الأسهل الموجود دلوقتى، حاتعمل إيه يعنى، علشان سمعتهم

د.يحيى: ومع كل ده بتقول علاقتها بربنا كويسة

أ. أحمد: آه علاقتها بربنا كويسة

د.يحيى: طيب ما تسيب ربنا يحلها، لو كانت علاقتها وحشة كنت إنت تحلها لكن علاقتها كويسة يبقى ربنا يحلها، دى حالة صعبة جداً يا ابنى، لو صدقت كل اللى انت قلته حرفيا يبقى أكيد فى الظروف دى المسألة فيها تحدّى، أنا مش قادر أتصور مصداقية المعلومات دى كلها بالشكل ده، انت مصدق كل ده كده مرة واحدة

أ. أحمد: ما أنا برضه باشك شوية، بس ما عنديش أى مصدر للتأكد من ده كله، وبعدين فرص جواز إيه فى الظروف دى؟

د.يحيى: دى مسألة شبه مستحيلة لو الكلام ده كله كده ومع ذلك إحنا عايشين فى مجتمع له ظروفه المتغيرة، وبنتعلم، وأدى إحنا بندور سوا سوا، يبقى لاتتخلى عنها بعد سنة من الصبر والحيرة والتحسن زى ما بتقول، ولا تفتح ابواب الحلال والحرام أوى بالشكل ده، هى تفتحها زى ماهى عاوزه، وإذا فتحتها لدرجة تحول دون شغلها يبقى خير وبركة هى حرة خلاص تدفع الثمن تستنى الجنة، وإذا ما فتحتهاش متفتحهاش إنت لحد ما تتأكد من كل المعلومات

أ. أحمد: يعنى أعمل إيه؟

 د. يحيى: خلينا نرجع للجملة بتاعتك الأولانية بتاعه موقفك الأخلاقى، زى ما يكون جواك إنت مش مستريح وده جيد، ما دام جواك فهو جواك تشتغل بيه على قد ما تقدر، بس وإنت بتشتغل بيه تبقى مسئول عن عواقبه، وإنت موقفك الدينى بيقول لها لأه، وده صح من حيث المبدأ، لكن ما عندكش بديل جاهز، يبقى إنت بتبعت لها رسائل تصعّب الصعب، فإنت تحلها مع نفسك الأول: يا إما تأخد فرص أطول وانت بتحترمها، وتحترم صراعها وانت بتدور على معلومات زيادة وتفكر فى أولويات أهدافك من علاجها وترتب الأمور، مثلا الجواز ولا التعزيل من الحته، ولا إن ده مالهوش أى فايدة إلا الهرب المؤقت من موقع يمكن حاتلاقى الموقع التانى ألعن، ولازم نرجع للقاعدة الأولى اللى عمالين نكررها: هيا بتجى ليه؟ ومنتظره منك إيه؟ وانت نفسك تعمل لها إيه؟ وتقدر تعملها إيه؟

 بصراحة أنا لو مطرحك مش هلاقى إجابات سهلة على كل ده، ولسه مستغرب

أ. أحمد: إمال أنا أعمل إيه؟

د. يحيى: تتأكد أكثر وأكثر من المعلومات، وترمى لها الكورة فى ملعبها، وتلمح بلا أسئلة مباشرة هى بتيجى ليه؟ وهى تيجى لحد ما تظهر أسباب أقوى وأوضح إنها تلاقى حل، أو إنك تبطل، أو ربنا يفرجها من عنده.

أ. أحمد: ياه!!

د. يحيى: وادى احنا موجودين مع بعض وربنا المعين.

*****

التعقيب والحوار:

أ. فؤاد محمد

مقدرتش اتخيل المريضة أوى وهى ف الكازيتو وكون أنها بعد الكازينو تتحول   360 درجة وكل الظروف اللى حوليها دى .. الموضوع اشبه بقصة درامية ولو كل ده صح يبقى: يا خبر!!!!

د. يحيى:

أنا أيضا

ألم تلاحظ كم طالبتُ المعالج بمراجعة أو استكمال معلوماته، فالأرقام فيها تضخيم كبير، والأفعال فيها تناقض يكاد لا يـُصـِدَّق!

د. رضوى العطار

المقتطف: زى ما يكون جواك إنت مش مستريح وده جيد، ما دام جواك فهو جواك تشتغل بيه على قد ما تقدر، بس وإنت بتشتغل بيه تبقى مسئول عن عواقبه، وإنت موقفك الدينى بيقول لها لأه، وده صح من حيث المبدأ، لكن ما عندكش بديل جاهز، يبقى إنت بتبعت لها رسائل تصعب الصعب، فإنت بتحلها مع نفسك الأول يا إما تأخد فرص أطول وتحترمها، وتحترم صراعها وانت بتدور على معلومات زيادة وتفكر فى أولويات أهدافك من علاجها وترتب الأمور مثلا:

 الجواز ولا التعزيل من الحته، ولا إن ده مالهوش أى لزمه إلا الهرب المؤقت من موقع يمكن حاتلاقى الموقع التانى ألعن، ولازم نرجع للقاعدة الأولى اللى عمالين نكررها: هيا بتجى ليه؟ ومنتظره منك إيه؟ وانت نـِفـْسـَك تعمل لها إيه؟ وتقدر تعملها إيه؟

التعليق: مهم جداً الوعى بالمسألة دى اننا مانبعتش للمريض رسايل بشعور او لاشعور تصعب الصعب!!

عايزه اشكرك بشكل عام على الكلام ده لان زى ما يقول كل مرة: فيه احترام للمريض بيدينى شوية بنزين اكمل بيهم شوية…

د. يحيى:

أنا أحترم شكرك يا رضوى وآمل أن يتطور إلى مشاركة،

“وطولة العمر تبلغ الأمل”

لو سمحت: إقرئى ما اقتطفه الصديق أحمد الإبراشى بعدك مباشرة.

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: لو صدقت كل اللى انت قلته حرفيا يبقى أكيد فى الظروف دى المسألة فيها تحدّى، أنا مش قادر أتصور مصداقية المعلومات دى كلها بالشكل ده، انت مصدق كل ده كده مرة واحدة

التعليق: وصلنى بصوره عامه ، انى محتاج اتأكد من معلومات المريض ، ومن حقى ووظيفتى اشك فيها لحسابه ،

د. يحيى:

عندك حق

وقد أوصيت الصديقة رضوى حالا بقراءة ما اقتطفتَ انت هنا الآن.

أ. ناهد الطحان

موضوع صعب ورأى الدكتور يحيى مقنع بس على فكرة تنفع دراما ناجحة جدا لان التناقض والازدواجية بنعانى منها فى مجتمعنا فعلا البنت دى فى ازمة مع نفسها والمجتمع لان مافيش بدائل للشغل، ومافيش تحايل على الدين يبقى الموضوع محير وصعب لكن هى ضعيفة وقرارها مش فى اديها عشان تتخذه لانها واضح انها شايلة مسئولية كبيرة وده اللى معطل اتخاذها القرار الافضل والأصح فى كل ده واللى هو واضح جدا انها تتنازل عن شغلها عشان توصل لحالة الرضا عن نفسها بس المسالة محتاجة قوة شخصية وحرية اتخاذ القرار. وشكرا

د. يحيى:

برغم أنك التقطت الصعوبة إلا ان ما تعرضيه من توصية بالتنازل عن  شغلها (بضعة آلاف من الجنيهات شهرياً) عشان توصل لحالة الرضا عن نفسها حوالى ثلاثمائة جنيه (شهريا!)، هو أمر يتجاوز مستوى النصيحة ويبعد بشدة عن كل معطيات الواقع الوارد عن الحالة، هذا لو صدفنا كل المعلومات التى وصلت للمعالج وأبلغنا إياها.

[1] –  نشرة الإنسان والتطور:  22-7-2008   www.rakhawy.net (تم التحديث)

الحالة: (84) عن مشاعر المعالج واحتياجه

الحالة: (84) عن مشاعر المعالج واحتياجه

الحالة: (84)

  عن مشاعر المعالج واحتياجه ([1])

(خصوصا المبتدىء)

أ.أمال: طب هو ولد عنده 19 سنة فى تانية تجارة جامعة سينا

د.يحيى: جامعة إيه

أ.أمال: جامعة سينا

د.يحيى: جامعة خاصة؟

أ.أمال: أيوه، هوّا التالت من أربعة أشقاء كنت قدّمته قبل كده، والده بيشتغل فى السعودية مدير مبيعات، ووالدته ست بيت معهد خدمه أجتماعية، هو الولد ده من لمّا كان فى إعدادى كان بيشرب حشيش ولما دخل الجامعة يعنى من سنتين بدأ يشرب بانجو وحشيش وأستروكس، فى مرّة أهله كلموه لقوا إن صوته متغير، وبيقولهم إن أنا تعبان وكده، راحوا له لقوا انه شارب حاجة مش عارفيين هيه إيه، المهم رجعوا القاهره بدأ يقول إن بباه فرعون ومامته كليوباترا، وزادت حركته وما بينامش، وبعدين الولد أتحجز فى المستشفى

د.يحيى: إنتى قدمتيه  قبل كده يوم أحد

أ.أمال: لأه يوم تلات([2])

د.يحيى: تلات!! صعب أنك تقدمى حاله يوم التلات وتكمليها يوم الأحد عشان زملاتنا بتوع التلات يتبعونا واحدة واحدة، يبقى لو سمحتِ تختصريها دلوقتى لو سمحت

أ.أمال: وبعدين همّا لما راحوا له لقوه ساحب السكينة وفضل يصرخ، ويقول إنه هو خايف وعايز يقتل أخوه

د.يحيى: سحب السكينة وعمل أيه؟!!

أ.أمال: كان عاوز يقتل أخوه، بس عمال يقوله أنا خايف منك، وماسك السكينه عاوز يحمى نفسه منه، لو هو اتعرض له يعنى، وبعدين الولد الأعراض ديه أتحسنت يعنى لما أتحجز فى المستشفى شهر وأسبوع وبعد كده طلع من المستشفى من شهر وأسبوعين، شوفته 4 مرات كانت الأعراض ديه اختفت أغلبيتها فى المستشفى، بس كانت المشكلة ساعتها يا دكتور لما قلتلك يروح جامعة سينا ولا لأه، والمشكلة التانية لما قلت لحضرتك إن عندى مشاعر ناحية الولد وإن فيها حب وخوف بزيادة وكده، وده كان موتـّرنى وأنا قاعدة وبعدين أول ما شوفته المرة اللى فاتت دى على طول أنا لاحظت إن أنا أهدى، وماكنتش حاسة بمشكلة زى قبل كده، وكنت قابله الحاجات والمشاعر بتاعة الخوف والحب دى، وكانت الدنيا بالنسبه ليا أهدى عن اللخطبة اللى قبل كده، وبلغته عن الحوار بتاع جامعة سينا اللى انتهينا له يوم التلات، وإن هو الأفضل ندور على جامعة قريبة هنا، واتفقنا أن احنا حانجيب أسماء الجامعات اللى ممكن تقبله، ونفكر فيها قبل بدايه الترم التانى عشان نعرف حاجة أفضل من جامعة سينا

د.يحيى: إنتى فاكرة قلتلك إيه يوم التلات

أ.أمال: حضرتك قلت لى حاجات وحشة أوى

د.يحيى: وحشة يعنى إيه؟

أ.أمال: زى ما تكون حضرتك نبهتى إنى أشتغل مع نفسى زى ما باشتغل مع المريض

د.يحيى :إنتى مبتدئة لسه، انتى عندك كام حالة علاج نفسى

أ.أمال: دى أول حالة

د. يحيى: مش احنا قلنا أربعة على الأقل

أ.أمال: أيوه ما انا بادية أهه

د. يحيى: وقلت لك إيه كمان؟

أ.أمال: حضرتك قولتلى بتقعدى أد أيه مع العيان، ومين أذن لك تقعدى معاه، وبتقعدى ساعه كاملة؟ وبتتكلموا فى إيه، ولما حكيت عن مشاعرى عن الخوف والحب، قولتلى ديه مشاعر مقبوله بس لازم تطلع فى وقت معين، وبكمية معينة، وحاسبى لتستخدمى العيان عشان يديكى إنت احتياجاتك، وإوعى تكونى مبسوطة عشان العيان بيغذى عندك حاجات انتى محتاجاها، وده مقبول لو عرفنا نستخدمه لصالحه أولا، ولصالحك فى نموك وخبرتك

د.يحيى: ويا ترى بتعملى كده ولا لسه؟

أ.أمال: ما باعملش كده  بصراحة، أصلى مش فاهمة قوى

د.يحيى: عندك حق، ما هو انت لسه فى سنة أولى، واحدة واحدة يا بنتى انتى مالك مستعجلة كده؟

أ.أمال: أنا مش مستعجلة، حضرتك اللى قولتلى مين اللى هايديكى مشاعر القبول والأهتمام والحاجات ديه من اللى حواليكى، فأنا كنت شادة مع أهلى فقعدت كام يوم كده، وبعدين روحت كلمت أهلى وقعدت أتكلم معاهم عشان آخد احتياجى منهم

د.يحيى: يا بنتى خللى بالك، المشاعر والاحتياجات دى مش بتشتغل بزِرّ كده، تضغطى عليه  يطلع اللى انت عايزه.

أ.أمال: معالشى، بس مامتى لما كلمتها رضيت تيجى، وجت القاهرة من الصعيد  وقعدنا مع بعض كذا يوم

د.يحيى: يعنى بعد ما أنا قولتلك كده روحتى مصالحه مامتك، عشان تعرفى تعالجى العيان؟ كدة توموتيكى؟!

أ.أمال: مش قوى كده، مامتى هى اللى رضيت تيجى

د.يحيى: هى صالحتك

أ.أمال: انا كلمتها فا هى رضيت أنها تقابلنى

د.يحيى: وهى ماكنتش راضيه تقابلك

أ.أمال: كانوا حاطيين شروط معينه عشان يقبلونى

د.يحيى: طيب وبعد ما أتقابلتوا رضيوا بشروطك

أ.أمال: لأه أنا اللى رضيت بشروطهم، أنا اللى قلت حاضر، بس وحاسيت نفسى هاديه وكويسة

د. يحيى: وبعدين

أ.أمال: اللى خلانى أعيد عرض الحالة دلوقتى هو إنى أنا أول مرة قابلت العيان ده، كنت أهْدَى وماكنتش حاسة أن انا متوترة أوى واتفقنا على حوار، وبعدين خفت من مشاعر الخوف والحب ده اللى ظهرت نحوه زى ما قلت لحضرتك حالا.

د.يحيى: فيه أسئلة جديدة تانى غير اللى طرحتيها بتاعة يوم التلات، وجامعة سينا

أ.أمال: لأه مافيش أسئلة أنا محتاسة

د.يحيى: مش ده يا بنتى برضه مش شئ طبيعى، وانت صغيرة كده

أ.أمال: أنا أعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيى: من حيث المبدأ، ومش لك أنت لوحدك، إن لم يكن عندك مصدر تروى بيه احتياجاتك الإنسانية والعاطفية حاتبقى عرضة إنك تستعملى مرضاك غصبن عنك، لازم يكون فيه مصادر بره مهنتك بتغذى الاحتياجات دى، بدءًا، من الاحترام، للرؤيه، للشوفان، بما هو أنتى لا أكتر ولا أقل، حدّ يعترف بيكى ويشوفك، سيبك بقى من الكلام البلدى بتاع بيحبك وعايزك والكلام ده، الناس مش واخدين بالهم يعنى إيه الشوفان والأعتراف الأحترام، وكثير بيتصوروا إن ده معناه التقدير والتسقيف، وعليهم شوية حب على شوية عك، يا بنتى إن لم يكن عندك مصادر مشروعه كافية من كل ده يبقى عيانينك حا يبقوا هما مصدر الحاجات دى، وده مسموح به جزئيا بس مش على حساب العيان، مش إحنا بنى آدمين برضه، ولما تلاقى عيان بيسقفلك، وعيان بيحبك حاتقولى له لأه، “ماتحبنيش بالشكل ده”، “زى الغنيوة ما بتقول؟: ولاّ حاتنبسطى؟ ولاّ حاتحبيه انتِ كمان وانت مش واخدةْ بالك، ولا حاتخافى وتوقَفِى،

أ.أمال: مش عارفة

د. يحيى: ما هو انتِ لازم تفرقى بين الحب بأمارة إنه بيدفع فلوس، ولاّ هو محتاج عواطفك، ولا رعايتك وإنت إن لم يكن عندك مصادر طبيعية بره شغلك حاتتعطلى وحاتضربى لخمة، أنا فاكر أنا  قولتلكوا على الراجل الخواجه الناصح اللى زار المؤسسه ديه سنة 1976 ولقانا عمالين نجرى مع العيانين ونعزق ومش عارف ايه، فسألنى هيا إيه خطة العلاج هنا، قولتله والله ماعندناش خطة واحدة، أحنا بتوع كله، قالى أزاى؟ قولتله كل عيان له خطته من أول ما يصحى لحد ما ينام، وهذه الخطه قابله للتغير كل يوم، وساعات على آخر النهار تكون أتغيرت، الراجل اتخض خضه ظهرت عليه وقال لى مين اللى بيتبع بقى العيانيين كل يوم وكل ساعة كدا، وده عايز كذا وده كفاية  عليه كيت، وده يجرى وده مايجريش، وكده، قولتله “أنا”، قالى انت لوحدك؟ قلت له لأ طبعا أنا وزملائى وتلامذتى بنتعلم من بعض واحدة واحدة، وبعدين دخلت علينا مراتى فعرّفته بيها وأنها بتشتغل معايا،قالى بتشتغل معاك هنا؟ قولتله أه، قال لى: ومين بيديك إنت أحتياجاتك لما تروّح، قولتله الست دى برضه، قالى ودا ينفع بالذمة؟ بقى ده ينفع وانت عمال تحرك كل ده، وده ينزل وده يطلع زى ما بتقول، قلت له ما هو نافع أهه، والظاهر أنا صعبت عليه ويمكن شك فيا، وبعدين بعد مدة قعدت أفكر فى كلامه تبينت إن عنده كل الحق، وإن أنا إن ما حصلتش على حقى من مصادره الطبيعية، يبقى مشكوك فى أحكامى، وإنى لازم أشوف لى مصدر طبيعى أرتوى منه، من ساعتها انتبهت لضرورة الوعى إن الطب النفسى لابد يحترم كل مستويات الطبيعة البشرية فى المريض والمعالج طول الوقت، روح يا زمان تعالى يا زمان بقيت أحط ده جزء لا يتجزء فى ممارستى، وإنى لازم أشوف وأتطمئن على حصولى على حقى بعيد عن العيانين، وبقيت انتبه طول الوقت للى أنا بادرّبْهم وباشرف عليهم من نفس المُنَطلق طبعا فى مراحل بعد كده اتحسنت علاقتى بربنا، بس خلى بالك المسألة مش بهذه البساطة، اللى  بياخد أحتياجاته من ربنا أصعب من كل البشر، رغم إن هو أقرب وأجهز من كل البشر.

اللعبة:

أ.أمال: ما دام كلنا محتاجين كده بقى يا دكتور حضرتك كنت قولتلنا إن فيه لعبة فى الجروب بتظهر موقفنا ده، هل ممكن حضرتك نجربها هنا

د.يحيى:  ما فيش مانع، يا للا نجرب، كل واحد حايقول لحد مننا أنا مش محتاج ولا حاجة حتى لو محتاج (ويكمل أى كلام) يمثّل يعنى…

أ.أمال: أنا اللى حابتدى: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة أنا حاستحمل

د.يحيى: تدى الكوره لمين

أ.أمال: لنادية

نادية: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة أنا باعرف أوصل للى أنا عاوزاه كويس

سعاد: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة أنا مش حا أقول

ثريا: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة  أنا حا اعمل ايه

أ.إيمان: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة أنا حا اطب عادى ولا حا يهمنى

د.يحيى: أنا مش محتاج ولا حاجة، حتى لو انا محتاج ملعون ابوهم ولاد كلب

*****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

تعليق عام: العزيز جدا د. يحيى، أنا قريت الحالة مرتين ووقفت عند تعليق الأستاذ الفرنساوى وأمانتك وسماحك مع المتدربين وبصراحة أنا بقيت بقرأ حالات الإشراف دون عقلنة، ودون حتى نقد وتشغيل عضلات مخى اللى تعبت، بصراحة لو اتكلمنا عن الإحتياجات فأنا حالات الإشراف بتملأ حاجتى للونس مش بس العلاجى لأ الونس فى الإنسانية، فى الجمال، وأكثر فى الأدب…

د. يحيى:

هذا كرم منك يا رضوى، وهو يطمئننى على مثابرتك واجتهادك وصدقك

“الحياة‏ ‏قصيرة‏، ‏والمعرفة ممتدة‏، والفرصة‏ ‏هرابة‏، ‏والتجربة‏ ‏تحتمل‏ ‏الصواب‏ ‏والخطأ‏، والحكم‏ ‏على ‏الأمور‏ ‏من أصعب الأشياء”

هذه بعض كلمات أبو الطب: “أبقراط” وهى تتصدر موقعى 

د. نجاة انصورة

المقتطف: “ومن ساعتها انتبهت لضرورة الوعى إن الطب النفسى لابد يحترم كل المستويات الطبيعية البشرية فى المريض والمعالج طول الوقت…. الخ، وأتطمن على حصولى على حقى بعيدا عن العيانين”

التعليق: الهمتنى بشكل أعمق الى التوجه نحوى وربما لدرجة الاعتراف بإعاقاتى على أكثر من مستوى وليس فقط إحتياجاتى، وعلى مستوى وجودى “الفاعل”  “فاقد الشئ لا يعطيه”، وما قد ينتج عنه من خدشٌ للـ “التكيفية” والتى غالباً ما يعبر عنها بعدم القبول من أحد الطرفين للآخر “المريض والمعالج”.

د. يحيى:

هذه رؤية مفيدة

أرجو أن تكون وجدانية وتأملية معاً

د. جون جمال

ازاى ناخد احتياجاتنا الانسانية من ربنا؟ وليه أصعب؟

د. يحيى:

هى أصعب لأنها حقيقية وعميقة ولا توصف بالألفاظ حتى لمن صدق فى السعى إليها ولمن يزعم أو يتصور الحصول عليها.

وهى أقرب لأنها من ضمن رحمته وحبه لنا،

وهو موجود طول الوقت، وفى كل مكان وكل ذرة من الوجود

ما رأيك؟.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: يا بنتى إن لم يكن عندك مصادر مشروعه كافية من كل ده يبقى عيانينك حا يبقوا هما مصدر الحاجات دى، وده مسموح به جزئيا بس مش على حسابهم،

التعليق: هل تلبيه الاحتياجات من مصادرها المشروع مرنة المصادر.. يعنى ولادى مثلا أو اصحابى أو أقاربى يلبوا ده مكان الزوج والحب العاطفى مثلا؟

واكون شبعانه ومرتاحه؟

د. يحيى:

نعم

جزئيا

ومرحليا

رحمن رحيم.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د: يحيى: روح يا زمان تعالى يا زمان بقيت أحط ده جزء لا يتجزء فى ممارستى، وإنى لازم أشوف وأتطمئن على حصولى على حقى بعيد عن العيانين

التعليق: …. فكرة أن أطمئن على حصولى على حقي.. يدفعنى لسؤال يبدو ساذج… ماهو حقى الذى يجب أن احصل عليه.. وكيف ادركه فضلا عن طرق اشباعه؟

د. يحيى:

الإجابة على هذا التساؤل يشمل كل ما كتبت وما لم أكتب عن علاقتى بالوجود، وبالإبداع، وبالكدح، وبالإيمان، وبالمحاولات وبالخطأ، وبالناس، وبالأمانة (المسئولية)… وغير ذلك.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 19-1-2019 www.rakahwy.net

[2] – الإشراف يجرى مرتين أسبوعيا: الأحد مجموعة صغيرة اختياريا، والثلاثاء كل العاملين قبل المرور الأكلينيكى أسبوعيا.

الحالة: (85) عن التشخيص وضبط جرعات

الحالة: (85) عن التشخيص وضبط جرعات

الحالة: (85)

عن التشخيص وضبط جرعات

 الضغط العلاجى ([1])

(وضرورة الانتباه لموقف المعالج شخصيا)

 د.محمود: هو العيان عنده 24 سنة متوقف، مش متوقف أوى بس ماشى فى الدراسه ببطء فى المعهد العالى للهندسه بتاع العاشر من رمضان

د.يحيى: فى سنة إيه دلوقتى

د.محمود: هما مش بالسنين بس ما يعادل سنة تانية هما بنظام النقط

د.يحيى: وبعدين

د.محمود: هو متوقف متأخر تقريباً سنتين وكان متأخر فى الثانوية هو ازهرى ووالده أستاذ لغة عربية فى إحدى الكليات الأزهرية عنده حوالى 78 سنة وكان تعرض لفترات مش قليلة من الاعتقال هو ينتمى لجماعه الأخوان المسلمين

د.يحيى: له كام أخ وكام أخت

د.محمود: له أختين هو الأخ الوحيد، وهو الولد فى ثانية ثانوى أصيب باضطراب ذهانى حاد – فى الأغلب – ودخل مستشفى الدكتور عادل صادق وقعد أسبوعين وأخد بعض العلاجات والجلسات الكهربائية وخرج كويس

د.يحيى: كان هنا فى المستشفى ولا أنا اللى حولته لك

د.محمود: حضرتك اللى حولته لى فى العيادة وأنا باشوفه هنا، النوبة الذهانية ديه كانت بعد وفاة والدته على طول، هو الولد دلوقتى ما بيعملش حاجة وبقى متأخر فى الدراسة مافيش تحصيل تقريبا ماشى كده بالزق

د.يحيى: هو انت قلت الكلام ده المرة اللى فاتت

د.محمود: أه

د.يحيى: طيب وصَّلْ لنا بقى اللى أنت قولته المرة اللى فاتت باختصار

د.محمود: المرة اللى فاتت أنا قولت لحضرتك الولد ماكانش ملتزم أوى، وأنا مش عارف أعمل معاه حاجة أوى، وكنت باسأل حضرتك أعمل إيه؟ حضرتك قولتلى بيدفع كام، يبقى كمِّل، أنا قولتلك إن أنا آه عاوز فلوس  وكل حاجة، بس عاوز أساعده

د.يحيى: وهل إنت عارف برضه إنى حاخليه يكمل لمجرد إنه بيدفع، المهم بقالك أد إيه معاه كله على بعضه

د.محمود: تقريباً 8 شهور

د.يحيى: طيب نوصَّل بقى المرة اللى فاتت بالمرة ديه إيه اللى جد جديد

د.محمود: فى الأول ماكانش منتظم أوى، لكن بقالنا تقريباً شهريين منتظم، المعاد معاد، ونجحت من خلال الشهر اللى فات من فتره التقديم اللى فات إن أنا أعمله أجندة فعلاً بالالتزام بالمحاضرات بعدد ساعات مذاكرة، بقرايه القرآن يوم بعد يوم وصلوات الفروض ماتقلش عن ثلاثة فى اليوم، يعنى هوّا يعنى التزم، عمل حاجات كويسة بس أخر حاجة الأسبوع اللى فات اتخانق مع والده خناقة كبيرة، وقالّه إنت راجل مؤذى، وبخيل

د.يحيى: التاريخ العائلى؟

د.محمود: مافيش

د.يحيى: سلبى يعنى

د.محمود: سلبى أه، أنا كان استغرابى المرة اللى فاتت إنى مش عارف أعمل مع الولد حاجة، ومش عارف أحط له تشخيص حتى، مش عارف أشتغل معاه إيه بالظبط، مش قصدى تشخيص محدد، بس أعرف الكيان اللى معايا فيه إيه بالظبط، أنا مش شايف أعراض صريحة كل حين وحين حبة اكتئاب مع ظروف الضغط، وبرضه يعنى بيسمع شوية أصوات أحيانا مش أكتر من كده، أنا مش عارف دى هلوسة ولا أفكار مسموعة، وماكنتش عاملْ معاه حاجة أوى، وده كان مضايقنى أوى يعنى بقالنا تقريباً شهور وأنا يعنى حابب أعمل مع الولد حاجة أكثر شوية، المهم الفترة اللى فاتت أنا ضغطّ، وضغطّ جامد، الولد استجاب إلى حد ما استجابة طيبة، بس الأسبوع اللى فات هو اتخانق مع والده خناقه كبيره وهو بيوصله مشوار، قاله إنت مادى وإنت بخيل وأنت ما بتصرفش عليا، وأنت واخد معاشى، وواخد ميراثى من والدتى وحاجات زى كده، أنا حبيت أعمل اختبار للأب وأجرجره فى الحوار يعنى، هو بيقوله إنت أخدت الشقة اللى والدتى سابتها لى بـ60 ألف، لكنى عرفت إن الأب هو جابله شقة بـ 90 ألف، وهو فعلاً باع شقته، وكمل عليها وجابله عربيه

د.يحيى: جاب لمين عربية

د.محمود: جاب لابنه، الأب باع شقه الولد وكمله عليها وجابله عربية وشقة

د.يحيى: يعنى الولد اللى أنت بتشوفه ده عنده عربية

د.محمود: أه عنده عربية

د.يحيى: وأبوه سافر وحاجات كده

د.محمود: أبوه سافر فترة بعد الاعتقال على طول، قعد فترة فى السعودية لأنه ماكنش تقريباً له حياه هنا، واتبهدل فتره فى المعتقل، فوالده فعلاً إتصرف فى حاجات كتير من ميراثه بس يعنى عوضها، الأسبوع اللى فات المريض اتخانق مع والده لدرجة إنه تجاوز كل حاجة، وقال له انت لازم تروح تموت، وموتك أحسن، ولما تموت أنا حاخد كل الفلوس اللى عندك ديه، العمارة والعربيات والحاجات ديه، أنا حاخدها، فأنا عملت تنبيه للأب إن هو كل لما الولد يقوله أنت بعت كذا يقوله أنا جيبتلك كذا،  وأنا كمان بدأت أقوله أثناء الجلسة، يعنى يقولى باع الشقة بكذا أقوله ما هو جاب لك عربيه بكذا، يقول بياخد المعاش بتاعى 600 جنيه أقوله وبيديك مصروف 1000 فى الشهر، بيعمل كذا أقوله له بيصرف عليك كيت، بس أنا عرفت إن فى أخر  خناقة مع والده هو قاله: أنت لازم تروح تموت وأنت لما تموت انا حا أخد ده كله وقال لى إن والده رد عليه قال له أنت تموت انت، وانا حا أكرشك من البيت وأحرمك من كل الحاجات ديه وأنت ما تستحقش أى حاجة وبعدين وانا لمحّت له إن واحدة بواحدة، فهو أثناء الجلسة يعنى الواد ثار ثوره مش قليله وقالى طب أنا مش مكمّل، وراح واخد فى وشه وسايب الجلسة ومشى

د.يحيى: ده كان إمتى؟

د.محمود: أول إمبارح وأنا ماحاولتش أنده له أو أى حاجة قلت سيبه زى ما تكون تكون

د.يحيى: كان مر من الجلسة أد أيه

د.محمود: كان حوالى نص ساعة وخمسة أو ساعة الا ثلث، ومارضتش أنده له وهو والده اتصل بيا وقالىّ هشام راجع مضايق، وشكله كذا قولتله أنا عنفته فى الجلسة، ومهما كانت النتائج يا دكتور لازم نوقفه عند حد،  وربنا يصلح الحال

د.يحيى: قولتله مهما كانت النتائج؟

د.محمود: أيوه قلت مهما كانت النتائج ربنا يصلح الحال يا دكتور

د.يحيى: يا إيه؟

د.محمود: يا دكتور والده دكتور فى الجامعة، أستاذ يعنى

د.يحيى: وبعدين؟

د.محمود: أه بعدها بحوالى ساعتين والده اتصل وقال لى إنه بيقول أنا حا أولع فى الأجنده اللى كنا بنكتب فيها، وأنا مش رايح له تانى، وحاجات زى كده، قولتله تجنبه خالص ومالكش دعوه وسيبه يوم ولا يومين لحد ما يهدى وهو حا يكلمنى وربنا يصلح الحال، المهم هو كلمنى فعلا إمبارح بالليل قالى انا ثرت وماعنتش عارف أعمل إيه، وأنا عارف إنك عاوز تساعدنى وكذا وأنا عاوز أجيلك تانى، قولتله لأه معادنا الأسبوع الجاى هو كان عاوز ميعاد أستثنائى فى نصف الأسبوع قولتله لأه على ميعادنا وحاوَقّف أوقف الكلام مش حا أتكلم فى التليفون ولما تيجى الأسبوع الجاى نشوف إيه اللى حصل وردود الأفعال سواء بتاعتى أو بتاعتك أو بتاعة الوالد  والصعوبات اللى عندنا، المهم أنا لحد دلوقتى مش عارف تشخيص معين للعيان مش لازم فصام بس تركيبه إيه دى؟

د.يحيى: أنا اللى لحد دلوقتى مش عارف انت عايز تشخيص محدد قوى كده ليه بعد 8 شهور

د.محمود: برضه أحسن أشتغل فى تشخيص معين للعيان، مش تشخيص يعنى يافطة، بس على الأقل التركيبة اللى معايا اللى أنا شغال معاها دى إيه، انا مش قادر أحط إيدى أوى على حاجة محددة، الحاجة التانية: هل أنا ماشى كده صح، يعنى وانا باضغط  فعلاً على الولد كده مش يمكن ما يكملش وياخد فى وشه ويمشى، هل أنا كده مكمل صح يعنى الضغط بتاعى حايخليه يكمل فعلاً؟ ولا حا أخْسره تانى، أنا متخوف الولد أداؤه ضعيف أوى

د.يحيى: هو مادخلش هنا فى المستشفى

د.محمود: لأه مادخلش عندنا، أنا فكرت أدخله قبل ما أعرضه المرة اللى فاتت، أدخله ولو يومين ثلاثه كده، ونشوف يعنى يمكن يوصلّه حاجة

د. يحيى: بصراحة حكاية “صدمة المستشفى” دى ما يصحش نلجأ لها بسهولة كدا كل ما ننزنق، ولازم تتحسب بمسئولية هائلة، ثم هى ساعات تنفع زى خضة للمريض بس مش دايما، لأنها ساعات أكتر تبان إنها عقاب، ثم إن المريض دخل مستشفى قبل كده زى ما أنت قلت مستشفى د. عادل صادق مش كده؟ فمش حاتبقى جديدة عليه قوى، يعنى مش حايتخض.

د. محمود: أيوه، طب أعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيى: أنا أشكرك، هو أنت شاطر يا محمود فى التقديم ده واللى فات، إنشاء الله ربنا يوفقك، بس أنت طبيب مغامر وأنا رأيى إن دى ضرورة لا مفر منها، الحالة ديه لها علاقه بحالة المرور([2]) النهاردة اللى حاتتقدم فى المرور.

د.محمود: أيوه، يعنى إلى حد ما

د.يحيى: طيب كتر خيرك إنك أنت شوفت العلاقة، طب انا جايب الكتاب ده (ويخرج كتاب “عندما يتعرى الإنسان”) معايا وأنا كتبته سنة 68 ([3]) والناس بيقولوا عليه كويس أوى وأنا بقول عليه مش قوى كده، أول حالة فى الكتاب ده، هى هى آخر حالة، وهى قريبة أوى من الحالة بتاعة النهاردة، سواء بتاعتك أو بتاعة المرور اللى حانشوفها سوا، هى ماكانتش حالة حقيقية اللى فى الكتاب بس هيّا بتصوّر المسائل الى زى دى ماشية أزاى، ويبدو يابنى إن اللى احنا بنعمله هو شائع لكن فى نفس الوقت هو صعب وبيختلف فى كل حالة عن الأخرى والمراحل اللى أنت بتمر بيها إنت والعيان بتاعك، بتشتمل على حاجات صعبة فعلا من أول إن العيان ببيقى أسوأ، لحد أنه ينقطع عن العلاج وساعات توصل لدرجة احتمال الانتحار، وده اسمه “المأزق”، وعلينا أن نعمل حسابه بحرفنة ومسئولية يعنى انت لازم تتوقعه من حيث المبدأ، فالمريض ذهانى واتحجز فى مستشفى قبل كده، ووالده الله أعلم بآلامه وصعوباته والظلم اللى يجوز يكون لحق به من الاعتقال والغربة، وأمه الله يرحمها ماتت والولد محتاجها، كل ده تحطه فى حسابك، بس ما يمنعكش أنك تواصل، وتستحمل وتأدى واجبك، وتضبط الجرعة طول الوقت.

وضبط الجرعة زى ما بنكرر ما نقصدشى بيه جرعة الدواء بس، لأ ضبط الجرعة تشمل جرعة الضغط، وجرعة التوقيت، وجرعة الدعم الخارجى والدعم العلاجى، أنا بقولك لك متشكر، بس فى نفس الوقت باحذرك إن مسألة إنك تزنق العيان ورا بعضه كده وانت مش ضامن مين اللى حايسنده بره، ولا ضامن متانة علاقتك بيه فى المرحلة دى، تبقى مخاطرة حقيقية، ثم ما تنساش نفسك ياابنى ومعتقداتك ومواقفك الشخصية، الرسائل اللى بتوصلنى منك فى بريد الجمعة عن حالات تانية انت بتقول فيها أنا نشأت نشأة تقليدية، وبتقول أن العلمانيين أنا حافظهم صم، والجدع ده أيوه إخوان، وهوّا زى ما انت شايف بيتعطل لدرجة المرض والغلط والإعاقة، فده يمكن يخليك تبص فى موقفك منه ومن الإخوان، ومن العلمانيين، مش موقف سياسى ولاّ دينى، بس موقف شخصى، قد يتدخل فى كمية الضغط ونوعه، يمكن تلاقى نفسك متحيز لأبوه الأخوانى ومزودها أو مستعجل فى الضغط مش فى اتجاه الانجاز والدراسة فقط، لأ، فى اتجاه الطاعة وسمعان الكلام وكده.

أنا ما اخبيش عليك، أنا اتعلمت من الحسابات دى كثير، ويمكن فى البداية أذيت ناس كتير، بس ربنا ستر، وهدّيت اللعب بعد كده، ومابقتش استعجل فى مثل هذه المواقف، طبعا بقيت أكثر جبنا، لكنى ما تراجعتش وبقيت أحسبها بالتركيبة والمرحلة أكثر فأكثر، عشان اتخذ قرارات صح واضبط الجرعة، احنا معالجين محناش متفرجين ولا مستشكفين، يبقى لازم تتوزن الجرعة ولازم تحسبها بعد كل خطوة (وبعد كل ضغط) هوّا جاب النتيجة الإيجابية ولا لأ من الخطوة الفلانية، بس من غير تردد ولا تراجع خايب، لازم نشوف من واقع الحال النتيجة العلاجية أولا بأول، ماذا يفيد هذا الشاب فى هذا الوقت بالذات ما أمكن ذلك بس خلى بالك لو انت تجنبت مثل هذه المواجهة زيادة عن اللزوم، وعملت حسابك، وزاد خوفك على مريضك أو على نفسك فأعرف إنك لن تفيد أحدا، لكن لو انت غامرت وافتكرت إنك مش لوحدك وانت واخد بالك من نفسك وإنك مسئول عن الجميع رغم إنك بتعالج واحد بس حاتبقى ماشى صح، خلىّ بالك انت عندك الأب ده، وعندك الابن ده، وعندك انت شخصيا، وعندك الوقفة دى وعندك الجمود ده وعندك الدين العادى وعندك دينك الشخصى، وعندك موقفك السياسى أنا مش عايز اكركبها على دماغك، بس واحدة واحدة حاتتعلم من أخطاءك، ومن نقدك، ومن كل مستويات الإشراف.

نيجى بقى لواقع الحال انت عملت كل حاجة قدرت عليها فى لحظة معينة، فلو الواد اتكلم و اعتذر زيادة عن اللزوم ما ينفعش، وبرضه لو أبوه انتهزها فرصة ونط وأخذ مكسب من اللى انت عملته وزودها فى اللى هوّا بيعمله، يبقى المسألة حاتخرج من إيدك، ثم لازم تاخد بالك برضه إن الحدوتة بتاعة الحياة بالنسبة للشاب ده ما كملتش، إنت ماجبيتش سيرة النسوان والخيال واللعب والجسد، والحاجات دى بتبقى موجودة فى التركيبة البشرية مهما كانت علاقتك بيه متركزة حوالين المذاكرة، وأبوه، والكلام ده، ومادام احنا فى منطقة تحريك النمو، نبقى ندور على الباقى يعنى بتدور بطريقة غير مباشرة من أبسط المداخل، مثلا عن علاقته بجسده هوّا الجدع د بيلعب ولا ما بيلعبش، مش قصدى بيلعب جيم على الكمبيوتر ولا الموبايل، لا بيلعب بجسده مع أجساد تانية فى عمرة ولا لأ.

د.محمود: بيلعب

د.يحيى: بيلعب أيه؟

د.محمود: بيلعب كورة

د.يحيى:  امتى الساعة كام، وكام ساعة فى الأسبوع؟

د.محمود: مش عارف

د.يحيى:  ماينفعش، أنا دلوقتى باحط اللعب زى المذاكرة تقريبا، وباحدد نوع اللعب وباخاف من “الجيم” و”الحديد” و”كمال الأجسام” فى المراية، وباوصى تكون اللعبة مشتركة أو مزدوجة على الأقل، ومرة فى الأسبوع على الأقل وباكتب ده على الروشتة وفى برنامج العلاج

د.محمود: إزاى؟

د.يحيى:  ما أنا بقول لك أهوه: مثلا 4 ساعات مذاكرة يوميا و 3 ساعات لعب متصل أسبوعيا وأقول له دى مرتبطة بدى والصلاة، أنت قلت إنه بيصلى 3 مرات بس، طيب كويس انك أنت أتعلمت التكنيك ده، أنا الصلاة بتاعتنا باسميها بينى وبين نفسى تصالح مع إيقاع الطبيعة الحيوى من ورانا، لحد ما تدب فيها حاحات وعى تانية ناحية ربنا، وساعات أنبه أنها مسموح تكون من غير فهم ومن غير خشوع غير اللى المشايخ بيرعبوا بيه الناس يقوموا يبطلوا صلاة، أنا قلت لكم على الحديث اللى شفته فى النت مصادفة واللى معناه إن الصلاة من غير خشوع مش صلاة، لقيت إن ده يمكن بيخلى كل الناس تشك فى جدوى صلاتهم لدرجة إنهم يقولوا بلاها، ما هى محصلة بعضها، ومادام أبوه من الإخوان وهو ابتدأ بتلاتة أوقات من خمسة يبقى بداية كويسة، وساعات أزود الالتزام واحدة واحدة زى ما أكون بزود جرعة الدوا، يبقى بالشغل ده ما تركزشى على المذاكرة لوحدها، وتعظيم سلام للوالد الاخوانى وخلاص، نبتدى ندور على المناطق المكملة لمسيرة النمو البشرى لأى واحد فى السن دى.

ويبقى عندك محكات تانية لمسيرة العلاج، محكات مش مألوفة خذ مثلا: محك الفرحة، نادر جدا إن احنا بنخبط عليه، الواد ده فى وسط الهيصة دى ابتداء من العلاقة الطيبة اللى انت عملتها معاه هل عرفت إن كان هو بيعرف يفرح خمس دقائق فى الـ 24 ساعة، الفرحة دى لها معنى أخر، ممكن تقيس بيها العلاج، وساعات بتبقى مرتبطة بالحمد، يا ترى هوّ بيحمد ربنا وهو فرحان ولا وهوّا ضارب بوز، دى حاجات لازم تنتبه لها، بس إوعى تتسرق لمحكاتك انت، وانت عارف كلية الطب بتعمل فينا إيه.

وماتنشاس يا ابنى إن الصنايعى الإكلينيكى الجيد هو اللى يقيس خطواته زيه زى ملاحظات الشخص العادى مش بمجرد رص الأعراض وإيه اختفى وإيه ظهر الأكلينيكى العادى هو الذى يملك عين الشخص العادى، اللى بيحصل بقى فى تعليم الطب النفسى خصوصا إنهم هما بيروحوا شايلين عينينا وحاطين عينين الكتاب اللى احنا حفظناه، أو بنرجع له أول ما العيان يقولك أنا باسمع أصوات نروح رازعين نوع الهلوسة، قبل ما تشوف هو بيسمع إيه.

وأخيرا ماتنساش فى الحالة دى وضع أبوه الإخوانى، المعتقل، وهوّه بيكتب الشقة ويديله  عربية يا ترى ده كرم ولا رشوة ولا صفقة.

د.محمود:  هو بالنسبة للأب مش بيعايره ولا حاجة، الأب بيسكت تماما وحتى مابقاش بيرد على الولد، يعنى بيسمع منه ويقوله خلاص، لما الولد يزودها فى حاجات زى كده

د.يحيى: يبقى بلاش نظلمه، هو ده أب جيد، بس  له لا شعور برضه، وهو وحيد بعد فقد زوجته، وبعد ما شعر به من ظلم سياسى بحق أو بغير حق، ودفع ثمنه معتقلات وكلام من ده، فخلى بالك

د. محمود: من إيه

د. يحيى: منه، ومن نفسك

د. محمود: حاضر

د. يحيى: ربنا يوفقك ويشفيه عشان خاطرك وخاطر أبوه وخاطرى قبل منكم

د. محمود: آمين

*****

 

 

التعقيب والحوار:

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: وانت عارف كلية الطب بتعمل فينا إيه.

التعليق: جملة تخوف ، وتخلينى اراجع اللى وصلنى من الكليه ومن الطب

د. يحيى:

أحسن

مراجعة – لوسمحت – دون تراجع

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: ويبقى عندك محكات تانية لمسيرة العلاج، محكات مش مألوفة خذ مثلا: محك الفرحة

التعليق: جميييل.

د. يحيى:

ياه!! وصلت؟!

الحمد لله

د. رضوى العطار

المقتطف: يبقى لازم تتوزن الجرعة ولازم تحسبها بعد كل خطوة (وبعد كل ضغط) هوّا جاب النتيجة الإيجابية ولا لأ من الخطوة الفلانية، بس من غير تردد ولا تراجع خايب، لازم نشوف من واقع الحال النتيجة العلاجية أولا بأول، ماذا يفيد هذا الشاب فى هذا الوقت بالذات ما أمكن ذلك بس خلى بالك لو انت تجنبت مثل هذه المواجهة زيادة عن اللزوم، وعملت حسابك، وزاد خوفك على مريضك أو على نفسك، فاعرف إنك قد لن تفيد أحد، لكن لو انت غامرت وافتكرت إنك مش لوحدك وانت واخد بالك من نفسك وإنك مسئول عن الجميع رغم أنك بتعالج واحد بس حاتبقى ماشى صح.

التعليق: التوازن فى الضغط على المريض بالطريقة دى فكرنى بكلمة إنجليزية بحبها أوى وبحب صوتها “Syntonia” .

د. يحيى:

وصلنى رنين الكلمة بالانجليزية جامعا مانعا برغم أننى أحب لغتى أكثر،

وفى كلِّ خير

د. رضوى العطار

المقتطف: ماجبيتش سيرة النسوان والخيال واللعب والجسد، والحاجات دى بتبقى موجودة فى التركيبة البشرية مهما كانت علاقتك بيه متركزة حوالين المذاكرة، وأبوه، والكلام ده.

التعليق: أنا فعلا حسيت أن العلاقة العلاجية محصورة أوى فى أوامر بعينها دون النظر للمريض ده كإنسان له إحتياجات وله جسد…

د. يحيى:

ربى كما خلقتنى!!

د. رضوى العطار

المقتطف: ربنا يوفقك ويشفيه عشان خاطرك وخاطر أبوه وخاطرى قبل منكم.

التعليق: عارف يا دكتور، مرة كنت قلقانة على مريض فى المستشفى وقتها اتكلمت على عامل زميل عن قلقى فقالى يا دكتورة المريض له ربنا قبل أى حاجة، متقلقيش، المنطق البسيط ده رغم إختلافى مع العامل دينيا لكن طمنى واحترمت مبدأ أعمل اللى عليك وعليها وخليها على الله.

د. يحيى:

سنة 1973 قدمت فى الإذاعة المصرية برنامجا يوميا اسمه “تذكرة نجاح” لطلبة الثانوية العامة قرب الامتحانات وكنت أنهى كل حلقة بعبارة واحدة تقول: “إعمل اللى عليك دلوقتى وسيب النتيجة على الله”، والتقيت بعد ذلك وحتى اليوم بأجيال من الشباب الذين وصلتهم هذه الجملة كما تتردد فى لغة الدين الشعبى وفى مقدمتها “الشافى هو الله” والتى تصلنى فى علاقتى “بالعامل العلاجى” وهو استعادة الهارمونية الممتدة من الوعى البينشخصى إلى الوعى الجماعى إلى الوعى الجمعى إلى الوعى المطلق إلى الوعى مفتوح النهاية إلى الغيب إليه!!  ما رأيك؟

د. جون جمال

لا شعور الاب فى الحالة دى وعلاقته بابنه،.. احنا حانحس بيه بالحدْس intuition كده  ولا من معتطيات النتيجة، وده اللى هيوصل لابنه غصب عنه وعنا من غير مايدرى

د. يحيى:

بصراحة هذا له علاقة بحرفية المعالج ومدى رسمه للإمراضية التركيبية (السيكوباثوجى) وهذه عملية تشمل الحدس كما تشمل العلم والتدريب والتجريب معاً.

د. جون جمال

 (لفتت نظرى الجملة)

اما عن الطبيب المغامر وفى نفس الوقت المسؤل   فده دائما اللى بتعلمه منك  يا د يحيى

د. يحيى:

الحمد لله أن المسئولية وصلتك مع الصعوبة

وفقك الله ووفقنا

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د: يحيى: يا ترى هوّ بيحمد ربنا وهو فرحان ولا وهوّا ضارب بوز، دى حاجات لازم تنتبه لها، بس أوعى تتسرق لمحكاتك انت، وانت عارف كلية الطب بتعمل فينا إيه

التعليق: محكاتى انا مقصود بيها معانى الحمد والفرحه  والاستسلام بالنسبة لى … انتبه لمعانى الحاجات دى عنده هو مش معناها عندي… انا كده فاهمه صح؟

د. يحيى:

هو كذلك

تقريبا

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د: يحيى: خلىّ بالك انت عندك الأب ده، وعندك الابن ده، وعندك انت شخصيا، وعندك الوقفة دى وعندك الجمود ده وعندك الدين العادى وعندك دينك الشخصى، وعندك موقفك السياسى أنا مش عايز اكركبها على دماغك، بس واحدة واحدة حاتتعلم من أخطاءك، ومن نقدك، ومن كل مستويات الإشراف

التعليق: على اد ما التقطيته دى تبدو وكأنها سهلة الا ان صعوبتها ووزن الجرعة فيها محتاج فنان وصنايعى وذاك يدرك بالكثير من الممارسه والخبره والتعلم والوعى

د. يحيى:

هذا صحيح

لذلك لزم الإصرار على الحوار والإشراف سنين عدّدًا

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: فخلى بالك

د. محمود: من إيه

د. يحيى: منه، ومن نفسك

د. محمود: حاضر

التعليق: واصلنى دور المعالج الاب صاحب السلطه اكتر من الأب الراعى المحتضن.. أو دور الأم زى ما حضرتك علمتنا… هل فيه حالات تتطلب ده.. طريقة شد الودن ولا هيّا غالبا مجازفة زى ما حضرتك أشرت؟

د. يحيى:

لابد من ضبط جرعة شد الأذن طول الوقت وكذلك حسابات التوقيت

وفى جميع الأحوال هى مجازفة لابد أن تكون محسوبة

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 30-3-2010 www.rkahwy.net

[2]  الإشراف يكون قبل المرور الأسبوعى الذى يجرى بالمسشتفى بحضور كل العاملين ويجرى الإشراف قبل عرض حالة المستشفى، وتتم مناقشة لحالة واحدة من حالات العلاج النفسى ، فى العيادة الخارجية.

[3]– يحيى الرخاوى: كتاب “عندما يتعرى الإنسان” الطبعة الرابعة 2017 (الطبعة الأولى 1969) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم.

الحالة: (86)زميلة جديدة تتعرف على طبيعة الإشراف

الحالة: (86)زميلة جديدة تتعرف على طبيعة الإشراف

الحالة: (86)

زميلة جديدة تتعرف على طبيعة الإشراف (ولغته الخاصة) ([1])

امتثال: هى حالة عندها 25 سنة هى مش جايالى إنها مصدومة، هى جايه بمشاعر ذنب، وإن هى فى حالة اكتئاب وحزن، وإن فيه حد دخل حياتها، وإنها تسببت فى أذى ليه، وللناس اللى حواليه، ومش عارفة تعمل إيه؟

د.يحيى: “عندك عندك” أصلى مش قادر أحصَّلك، بتقولى هى عندها كام سنة؟

امتثال:  25 سنة

د.يحيى: بتشتغل؟

امتثال:  بتشتغل

د.يحيى: إيه

امتثال:  مدرسة إنجليزى

د.يحيى: فين؟ مدارس لغات ولا مدارس عربى

امتثال:  هى بتدى كورسات

د.يحيى: إزاى يعنى؟ فى مدارس؟ ولا فى الجامعة ولا خصوصى، ولأ فين

امتثال:  فى الجامعة الأمريكية

د.يحيى: كده حته و احدة؟ بتدى كورس فى الجامعة الأمريكية ماشى، وبعدين؟ هى ليها إخوات؟

امتثال:  ليها ثلاثة

د.يحيى: كام ولد وكام وبنت؟

امتثال:  ولدين: ولد أكبر منها وولد أصغر منها، وبنت أصغر منها

د.يحيى: أبوها بيشتغل إيه؟

امتثال:  أعمال حره عنده ورشة

د.يحيى: ورشة إيه؟

امتثال:  ورشة نجارة

د.يحيى: موبيليا؟

امتثال:  لأه أويمة

د.يحيى: ووالدتها ؟

امتثال:  بتشتغل فى عمر أفندى موظفة

د.يحيى: ساكنين فين؟

امتثال:  فى المعادى

د.يحيى: وأنتى بتشوفيها فين؟

امتثال:  فى المعادى، فى العيادة اللى باشتغل فيها مع دكتورة، هى حد زاققها على إنها تروح لحد نفسى، يعنى هى مش جايه كده لوحدها

د.يحيى: مين اللى زاققها

امتثال:  صاحبتى دكتورة نفسية

د.يحيى: دكتورة نفسية  ولا معالجة نفسية زيك كده؟

امتثال:  لأه سيكاترى طبيبة، هى صاحبتى، هيا قالت لها تجيلى علشان هى مش حاتعرف تعالجها نفسى علشان هما صحاب، فحوّلتها لحد يشتغل معاها

د.يحيى: هى حولتها ليكى بالذات؟

امتثال:  آه

د.يحيى: الدكتورة ديه تعرفك؟

امتثال:  آه

د.يحيى: طيب

امتثال:  حولتها ليّه بقى علشان المفروض إنى أنا بشتغل فى التروما Trauma، (الصدمة) البنت نفسها مش واعيه إن ديه تروما، هى مش جايه ليا على إنها مصدومه وجايه تتعالج من الصدمة، اللى حصل إنها هى جايه تعالج الإحساس اللى طلع عليها  فجأة وغمرها شمل الناس اللى حوليها

د.يحيى: أنا مش عاوز أعطلك كتير، أنا من النادر لما بستعمل كلمة “تروما” أو انهيار عصبى أو مشاعر ذنب بالشكل العمومى كده، دى تعبيرات لا هى علمية ولا هى دقيقة بحيث نستفيد منها فى التطبيق، أنا بقى بأشوف التفاصيل عن كل حالة وما استعجلش فى التسمية.

امتثال:  حاضر، أنا إبتديت الكلام إنها كانت شغاله فى مكان معاها واحد صاحبها، وهمّا حوالى صحاب بقالهم سنتين

د.يحيى: زميلها ولاَّ صاحبها؟

امتثال:  هى بتقول إنه صديق

د.يحيى: يعنى شغالة مع زميلها وقامت مصاحباه؟

امتثال:  آه لو حضرتك تقصد كده

د.يحيى: يعنى بيتقابلوا بره الشغل

امتثال:  أنا حأقول أهه، ما هو المشكلة فى ده، أصل هو متزوج أصلا

د.يحيى: كمان؟

امتثال:  أيوه وعنده أولاد، وهى باعداه عن زوجته وأولاده ، وهو على علاقه بأهلها: بوالدها وأخواتها

د.يحيى: والنبى واحدة واحدة أنا مش قادر أتابعك

امتثال:  كانت شايفاه صاحبها

د.يحيى: عنده كام عيل؟

امتثال:  عنده إثنين

د.يحيى: كام ولد وكام بنت؟

امتثال:  ولد وبنت

د.يحيى: عمرهم أد إيه؟

امتثال:  ثلاثه وسنة

د.يحيى: ماشى، مراته بتشتغل؟

امتثال:  آه

د.يحيى: طيب كملى

امتثال:  فى البداية كانت العلاقة عادى، وبعد كده العلاقة إتقوت شوية وبقوا صحاب، وبقت هى بتقرب أكتر وهو بيقرب أكتر وأكتر، هى بتقرب باعتبار إن هما صحاب، وهو بيقرب من ناحية تانية خالص

د.يحيى:  هى الصحوبية اليومين دول بقت كام نوع وكام درجة، أنا آسف أنا مش واخد بالى مش لاحق أتتبع.

امتثال:  هوه بيقرب بس من ناحية الصحوبية أكثر من الزمالة

د.يحيى: الله يخليكى، وهى بتقرب من ناحية إيه؟

امتثال:  مش عارفة

د.يحيى: سامحينى يا بنتى أنا بابذل جهد عشان اتابعك، هيا الصحوبية دى مالهاش اسم تانى

امتثال:  لأه ليها إسم

د.يحيى: حاجة قلة أدب؟

امتثال:  آه حاجة قلة أدب، فهو بيزيد من ناحيه تانية بيسعى لحاجة تانية خالص

د.يحيى: طب وهو ساب الناحية الأولانية

امتثال:  لأّه لغاية يوم 4/10 تقريبا، ده اليوم اللى حصلت فيها المشكلة دى، كان رايح الشغل مضايق تعبان، كانوا فى المكتب لوحدهم، مالـَـك مالـَـك؟ مفيش مش عاوز يلمسها، قامت قالت له طيب خلاص خد راحتك مش عاوزه أضغط عليك، شدّها واعتدى عليها، ده نفس كلامها، هو مش إعتداء جنسى هو حاول بس، هى المحاولة دى أنا حاشرحها لحضرتك بس هى سميتها إعتداء

د.يحيى: إستنِّى بس، هوّا عمل إيه بالظبط؟

امتثال:  شدها وحاول يبوسها غصب عنها

د.يحيى: طيب هما فى مكان عمل، مكان العمل ده كل واحد ليه غرفة؟

امتثال:  آه

د.يحيى: وليه مدير

امتثال:  أيوه هو ليه مكتب وهى ليها مكتب

د.يحيى: مكتب خاص بيها مالهاش زمايل فى المكتب

امتثال:  لأه

د.يحيى: ولا هوّا

امتثال:  آه ولا هوّا

د.يحيى: هو عادة المكتب الخاص ده ما بياخدهوش إلا موظف كبير له مركز كويس، هى عندها كام سنة

امتثال:  25 سنة، بس ماسكة  مركز كويس

د.يحيى: هو أكبر منها، غالبا مادام عنده عيلين

امتثال:  هو 31 سنة

د.يحيى: ولما دخلت عنده كان عشان عمل يعنى؟ حاجات رسمية؟

امتثال:  آه

د.يحيى: راح هوّا قام قفل الباب وراح بايسها، ولا ماقفلش الباب؟

امتثال:  هى اللى دخلت عليه؟

د.يحيى: دخلت عليه وقفلت الباب وراها

امتثال:  آه قفلت الباب

د.يحيى: بالأكـْره ولا بالمفتاح؟ ده كلام مهم يابنتى أنا مش باهزر، طيب واحدة دخلت وقفلت الباب، مش عاوزاه يبوسها ليه، مش برضه يمكن ما دام  شافها قفلت الباب اعتبر إنها كانت فى وضع “ستاند باى”

امتثال:  هى قفلت الباب بس

د.يحيى: طيب وبعدين؟ أنا آسف يا بنتى، أصلك أول مرة تحضرى الإشراف، وهو الإشراف عموما بيدخَّلنا فى تفاصيل بايخة عشان نقدر نتقمص كل الأفراد المشاركين

امتثال:  حاضر حاضر، حاحكى الموقف كله حاضر

د.يحيى: يعنى إزاى واحدة عندها 25 سنة وواحد عنده 30 سنة وبيشتغلوا فى مكان عام ويروح هاجم عليها ويبوسها غصب عنها، فهيّا يا إما لقطة كده بسرعه، قوام قوام، يا إما جرى ومتابعه وكلام من ده، يا إما تواطؤ خفى

امتثال:  هو كان الأداء سريع منه وبعد كده زقـّته وطلعت تجرى

د.يحيى: طيب لحد دلوقتى الحكاية ديه متوقعه ، ولحد دلوقتى ولا “تروما” (صدمة)  ولا نيله، فين “التروما” بقى اللى فيها، عرفتى ليه من الأول أنا نبهتك إنى مابافهمشى “تروما” يعنى إيه

امتثال:  هى مش ديه التروما

د.يحيى: إمال إيه؟

امتثال:  هى قررت خلاص بعد الموقف ده خلاص مش حايبقوا صحاب تانى ومش حايتكلموا تانى

د.يحيى: يعنى هو كان هجوم من غير تمهيد، ولاّ ابتدا كلام وبعدين اتقلب “بوس”، ولا هو إتهور كده على طول

امتثال:  الموقف ده إنها دخلت، وقالت له مالك إنت مضايق من إيه؟، مافيش؟ طيب، خلاص حاسيبك دلوقتى لما تعرف تتكلم تعالى، فقام وحطها وراء الباب وباسها، وبعد كده هى زقته وطلعت بره  وخلاص، بعد كده بقى بعد الموقف ده  اللى باحكيه بأيام: هو استمر يحاول يوصل لها ويكلمها، وهى أخذت إجازه من الشغل مش عاوزه توصل ليه، مش عاوزه تتكلم معاه

د.يحيى: جاتلكك بعد الحادثة ديه بأد إيه

امتثال:  بـ 6 شهور

د.يحيى: يااه!! فات مده يعنى، حصل حاجة فى الست شهور دول؟

امتثال:  حصلت حاجات، هو قعد يحاول جر رجليها لحاجات، وهى بقى خلاص قطعت علاقتها بيه ومش عاوزه تتكلم معاه خالص زى ما يكون عرفت إن هو مش شايفها زى ماهى شايفاه، بعد كده خلصت الأجازة ورجعت تانى الشغل

د.يحيى: بعد 6 شهور

امتثال:  لأه أخذت أجازه أسبوع وهو زى ما يكون رفض يكلمها فى ده وطلب إن هما يبقوا صحاب بس، وإن الكلام ده كله مرفوض، وإنه هو غلطان وحقك ومش حقك ومش حايحصل كده تانى، وأنا مش عارف إزاى ده حصل والكلام ده، وهى قالت له لأه مش حاينفع إنت مش شايفنى بالشكل اللى أنا شايفاك بيه أنا شايفاك صاحب، وإنت مش شايفنى كده، ومراتك صاحبتى أنا خايفة عيالك يتشردوا، وهو فضل وراها يقنعها يقنعها وهى قالت له إيه بعد شهرين خلاص تمام أنا مسامحاك وهو خلاص  راخر اعترف أنها لحظة ضعف مرّت وعدَّت والإنسان بيغلط ومش عارف إيه، ورجعوا صحاب قعدوا كده حوالى 4 شهور وهوا بيحاول إزاى يوقعها ويتصرف تصرفات اللى مش حايسيبها إلا لما يعمل معاها علاقه كاملة، وقالها أنا عاوز يوصل لك إنى مش قادر خلاص أكمّل بعد كده بالشكل ده، أنا عايز شكل تانى، أنا باحبك وعاوزك، قالت له إنت بتحبنى طيب حاتقدر تدينى إيه؟ مفيش حاجة

د.يحيى: مش هى عارفه مراته، طيب ماقالتش له: حاتعمل إيه مع مراتك حاتطلقها وحاتتجوزنى ولا إيه؟

امتثال:  ماهى قالت له كده هو قال لها لأه أنا مش حاطلقها ومش حاينفع تعرف حاجة عن علاقتنا

د.يحيى: يعنى حايتجوزوا عرفى..؟ المهم؟  فين السؤال بعد كل ده، احنا يا بنتى فى الإشراف بعد ما نحكى المعلومات الأساسية، لازم المعالج يطرح على المشرف سؤال محدد فى نقطة بذاتها، نقطة تخصّه أو تخص المريض على مسار العلاج النفسى، مش ده برضه علاج نفسى ولا مسلسل!؟ فين السؤال؟

امتثال:  هى بتقول إنها إتقرفت من ده، وحسـِّت إنها هى مش محترمه نفسها، وبصراحة هى لا شايفة احتياجاتها، ولا عاوزه تعترف إن ديه احتياجات جواها وإنها مش عاوزاها أو “عاوزاها، ومش عاوزاها”: بالشكل ده

د.يحيى: كده قرّبنا من العلاج النفسى، انت بقى موقفك إيه ، هوّا كان فيه حد تانى كان فى حياتها قبل كده؟

امتثال:  أيوه كان فيه تجربة فى حياتها قبل كده إرتباط وكان واضح إن هما كانوا مرتبطين أمام الناس ومستنيين خطوة علشان يتخطبوا وحاجات كده من سنتين، وبعدين ما حصلشى قسمة

د.يحيى: اتفركشت ليه؟

امتثال:  سابها وراح لخطيبته القديمة

د.يحيى: واتكلمتوا فى الموضوع ده كفاية؟

د. امتثال: لاّ

د. يحيى: هى جات ليكى لحد دلوقتى كام مرة؟

امتثال:  4 مرات، أول مرة كانت بتتكلم وماكنتش فاهمة عايزة إيه

د.يحيى: وبعدين حصل إيه؟ احنا هنا فى الإشراف يا بنتى بعد التعرف والحكى بيطرح المعالج عن نفسه وعن مريضه شوية أسئلة أساسية  زى: هيّا جاتلى عاوزه منى إيه؟ وأنا أقدر أقدم لها إيه؟ وأنا عاوز ليها إيه؟ والظروف الواقعية وتركيبتها تسمح بإيه؟ عشان انتِ يا بنتى أول مرة تحضرى معانا الإشراف، ما سمعتيش ده قبل كده، هى أول لما جات ليكى وانتى أتكلمتى قولتى”تروما” باعتبارك متخصصة فى “التروما” زى ما قلتى، وأنا قلت لك إنى مابستعملش الكلمه ديه أوى، وباحاول استعمل أبجدية عادية زى مثلا هى “مجروحة” ولا “زعلانة من الترك” أو حتى: “عاوزه ومش عاوزه” واخده بالك؟ هى جاية أساسا بتشتكى من إيه؟

امتثال:  هى جايه ليا بإحساس بالذنب ناحية مراته، وإحساس بالذنب إنها خانت أبوها، وإحساس بالذنب إنها خانت أمها وحاجات كتير كده.

د.يحيى: واحدة واحدة بس الله يخليكى، فين الذنب؟ هوّا مين اللى يحس بالذنب: زميلها، خلّينا بلاش صاحبها دلوقتى، وهو متزوج وهو اللى هجم وباسها، تقوم هى اللى تحس بالذنب ولاّ هو؟

امتثال:  هى بقى مش شايفة حاجة، هى شايفه إنها زودت فى علاقتها معاه، وده اللى ساعده على إنه يعمل كده

د.يحيى: كده معقول، قوم إيه بقى؟

امتثال:  فهى حاسة بقى إن هى السبب فى إن هو اللى اعتدى عليها، وحاسة بالذنب إن هو استغل الشعور جواها لحاجة تانية

د.يحيى: يبقى انتى ابتدبتى تحطى الاحتمال الغالب بإن هى الل خليته عمل كده

امتثال:  آه

د.يحيى: أهو كده انت ابتديت بقى كمعالجة تحطى شوية فروض تعتبر احتمالات، بس هوّا انتى من البداية يعنى عملتى “عقد” معاها إنكم بتعملوا إيه؟ إن العلاج ده وظيفته إيه؟

امتثال:  مش فاهمة! يعنى إيه؟

د.يحيى:  ما هو أى علاقة بتبدئ بعقد حتى لو مش مكتوب أو معلن، يعنى اتفقتوا على إيه بقى؟ هى طالبة منك إيه، وانتى تقدرى تعلمى لها إيه

امتثال: هى عاوزه تبطل تحس بالذنب من ناحية مراته ومن ناحية ربنا ومن ناحية أبوها

د.يحيى: على فكرة الثلاثه دول مش حاجة واحدة برغم إنها وصفتهم كلهم بالشعور بالذنب، يعنى الشعور بالذنب مختلف ناحية ربنا عن الشعور بالذنب ناحية أبوها عن نفس الشعور ناحية مراته، كل ده وصاحبنا خارج برّه لعبة الذنب خالص، أنا مش شايف ذنب  وصل له من أصله

امتثال:  وأنا إيش عرفنى أو عرفها هو شاعر بإيه بعد ده كله، هو دلوقتى مش موجود، مختفى من الصورة تماما

د.يحيى: مش موجود ليه؟ ما هو زميلها، وصاحبها، وجوّاها؟

امتثال:  هو ساب الشغل

د.يحيى: سابه علشان خاطرها ولا سابه كده؟

امتثال:  سابه علشان هى لما رجعت بعد فترة الأجازة خيرتهم فى الشغل يا أنا حاشتغل يا إما هو

د.يحيى: إذن عرفوا فى الشغل اللى حصل

امتثال:  مش قوى، هما عرفوا إن فيه مشكلة مابينهم هما الإثنين، بس مش عارفين نوع المشكلة إيه ومراته اختفت من حياتها ماباقتش تكلمها بشكل يومى زىّ زمان والله أعلم هو وصلـّها إيه؟.

د.يحيى: أنا مش متصور نوع الشغل ده  إيه اللى كل ده يحصل فيه، ويفضل كأنه سر على الجميع كده

امتثال:  هو ده اللى وصلنى منها

د.يحيى: يابنتى أى رئيس لازم يعرف نوع الخلاف اللى فى مؤسسته لمّا يوصل الأمر إن واحد يَمشُّوه من الشغل نتيجة لطلب واحدة أصغر منه كده خبط لزق

امتثال:  هوّا ده اللى وصلنى

د.يحيى: ما علينا كمّلى، بس المشكلة اللى تهمنا هو الصعوبة اللى قابلتك فى العلاج النفسى، مرة ثانية ، أنا آسف، أنا حاكرر: إيه السؤال الموجه لىّ دلوقتى؟ سؤال محدد أخره علامة إستفهام!

امتثال:  أنا إبتديت معاها فى مسألة الصدمة، التروما؟ أعمل إيه؟

د.يحيى: صدمة إيه وتروما إيه؟ هيّا فين الصدمة؟ أنهى فيهم؟

امتثال:  ما هو ده اللى باحاول أوصل له

د.يحيى: يا بنتى إنتى ماحاولتيش فى الأول تشوفى هى دورها إيه فى الحدوتة ديه

امتثال:  ما هو ده اللى ملخبطنى

د.يحيى: من البداية، يعنى قبل الحادثة يعنى فى السنتين الأولين: مش هما كانوا زمايل ومش عارف إيه وبعدين اتقلبت صحوبية وهى عارفه إنه متجوز،وعارفه مراته، وعارفة عياله، إذا ماكنتيش تعرفى الدور اللى هى ماتعرفهوش عن نفسها يبقى المسأله ناقصة كثير

امتثال:  أنا إبتديت معاها فيه فى الجلسة الثالثه إنها تعترف باحتياجها

د.يحيى: بس واحدة واحدة، لازم نحدد احتياجها له هو بالذات، وما هو أى واحدة محتاجه طبعا، لكن بالنسبة لخبرة معينة لازم ندوّر بالراحة على دورها إيه فى ده بالذات، ويجوز الشعور بالذنب كله بيدور حوالين دورها مش نحو ربنا وأبوها وكلام من ده، هى مش قادرة تحترم مشاعرها وتحوّط عليها، تقوم تحطها مرة على ربنا، ومرة على أبوها ومرة على مراته، إيه الكلام ده؟ فين الذنب؟ وبعدين دورها إيه فى الحدث المحدد اللى هى حكته، أنا أحط فرض – مثلا – إنها كانت عاوزاه وعاوز البوسه دى بالذات، وإن مقاومتها لا تدل على إنها مش عاوزاها، ومش برضه هى اعتبرت إن ده عمل خطر وهوّ اللى انت شوفتيه “تروما”!، كانت عاوزه ترجع له ليه بقى، وهو راقد فى الخط حتى مش عاوز يوعدها بجواز عرفى، يبقى هى اللى اترفضت مش اللى رفضت، إذا ربطنا ده مع خبرة فسخ الخطوبة الأولى يتجسد لك أكثر دور العلاج النفسى، إحنا لا بنحقق ولا بنأخذ موقف أخلاقى، ولا بنأخذ موقف دينى علشان مانتهمهاش بحاجة، هى نفسها اللى لازم تحدد دورها واحدة واحدة، عشان تحترم عواطفها مهما ساء توجهها، لأن العواطف مش بتتوجه بزِرّ أو بقرار إرادى

امتثال:  ده صحيح، وهو كمان اختفى من حياتها دلوقتى

د.يحيى: اختفى تماما، ولا بيلعب

امتثال:  آه بس قبل مايختفى خالص حاول يعتدى إعتداء كامل ومش إعتداء زى أول مرة لأه إعتداء كامل

امتثال:  فى المكتب برضه؟

امتثال:  لأه

د.يحيى: أمال كان فين؟

امتثال:  فى بيتها

د.يحيى: راح لها بيتها؟!!

امتثال: أيوه: دخل بيتها

د.يحيى: وفين ماما وعيليتها؟

امتثال:  ماكنش فيه حد ما هو عارف إن فى الوقت ده مفيش حد فى البيت، هو من الطبيعى إن هو بيزورهم فى البيت بس فى وجود أهلها بس المرة ديه ماكانش حد

د.يحيى: إستنى استنى الله يخليكى، الله يسترها معاكى، مش هى عايشه مع أهلها؟

امتثال:  آه عايشه مع أهلها

د.يحيى: إنتى بتقولى إعتدى إعتداء صريح أكثر من البوس والأحضان إيه بقى عمل إيه؟

امتثال:  حاول يقلعها هدومها

د.يحيى: المهم يا بنتى علشان تتعلمى إحنا بنعمل إيه، ويعنى إيه إشراف؟ نرجع نبتدى من السؤال الأول المحدد، هوّا إيه بقى سؤالك؟ السؤال كان إيه كمعالجة، احنا مش بنكتب سيناريو

امتثال:  السؤال هنا بقى كده: أنا عملت 3 مقابلات أول إثنين كانت بتتكلم بتتكلم

د.يحيى: بالذمة ده سؤال؟ ما علينا انتى عرفت كل الحكاوى ديه فى تلات جلسات بس! برافو عليكى!

امتثال:  هما اتنين، الثالثة هى اللى كانت بتستفسر عن دورها، عن إحتياجاتها قبل ما يحصل اللى حصل كان دورها إيه أصلا فى علاقه مدتها سنتين

د.يحيى: برافو عليها، يعنى هيا اللى جرجرتك

امتثال: أيوه

د. يحيى: طيب هل إنتى شخصيا معترفة باحتياجاتك

امتثال:  آه طبعا

د.يحيى: ده صعب جدا اللى بتقوليه ده يابنتى مش ليكى بس ولها، وليَّا، ولأى حد.

امتثال:  بس لما نرجع  لكلامها أنا مش شايفه إن هى اتكلمت عن نفسها وعن إيه اللى عملته فى الناس وربنا، وإزاى ده  يخلى عندها شعور بالذنب

د.يحيى: يابنت الحلال الشعور بالذنب ده ليه تاريخ “فرويدى”، وتاريخ “تطورى” وهو أنا ليّا رأيى إن الشعور بالذنب ده بادئ مع بداية الوعى عند الإنسان، من الخروج من الجنة، الإنسان اثناء تطوره، وهو بينفصل عن الوعى الكلى عشان يبقى فرد متميز، ظهر عنده مثل هذا الشعور، وبعدين أخد أشكال وألوان، إنفصال الإنسان عن الطبيعة ده معاه شعور بالذنب، الوعى بالوعى الشخصى ده شعور بالذنب، كل ده أنا قدمته  مع اللى باقدّمه من أساسيات المدرسة اللى أنا شكلتها، وتكريس الذنب مصاحب باستمرار بالحنين إلى الأصل، بالرجوع عن هذا الانفصال، “كل من هو انفصل عن أصله يطلب أيام وصله”، ده كلام واحد صوفى إيرانى، أنا آسف عشان التنظير الصعب ده، بس إذا ماكناش نشتغل فى جذور الشعور بالذنب الأساسى ووجوده قبل الحادثة المعينة دى، يجوز المسألة تتسطح منا، نيجى بقى  نشوف الحادثة ديه علشان زى ما قلت لك لازم نفرق بين شعورها بالذنب نحو مراته ومثلا نحو ربنا، وده غير نحو أبوها فلازم تعرفى تركيبتها إيه، وإيه هى منظومة القيم اللى بتخليها تحكم إن ده ذنب، وده مش ذنب، دى جنه، وده نار، إيه منظومة القيم اللى عندها اللى لمّا تتخطّاها تشعر بالذنب، هيّا بتصلّى ولا لأ

امتثال:  آه

د.يحيى: معلش خلىّ دى على جنب دلوقتى، هى حلوة؟

امتثال:  آه

د.يحيى: جذابة؟

امتثال:  آه

د.يحيى: نِغـْشة؟

امتثال:  جدا

د.يحيى: طيب “على البركة”، خلّى بالك منها لحد ما تثق فى نفسها وفى ربنا وتحب نفسها (مش أنانية) والدنيا حاتتصلح واحدة واحدة وانت حاتبقى معالجة أحسن

امتثال:  مش متأكدة، حرمت

د.يحيى: كده من البداية؟ لا يا بنتى أنا مش عارف يا امتثال يمكن أنا زودتها، أنا حاسس إنى أنا أحبطتك

امتثال:  لأه خالص أنا عرفت إن إحنا لسه ما إشتغلناش معاها حاجة خالص، أنا ماكنتش كمان مخططه إنى أنا أقدمها النهاردة

د.يحيى: لأه لأه، دا حقك، طيب فيه أسئلة أبسط من ديه خالص،.. هو أنتى بتحبيها؟

امتثال:  ولا بحبها ولا بكرها

د.يحيى: يبقى علاج نفسى إزاى؟ تبقىِ بنى آدمايه إزاى؟

امتثال:  لأه مش قصدى، يعنى أنا متقبلاها

د.يحيى: لأه يابنتى الألفاظ ديه ليها حساسية خاصة فى العملية العلاجية بالذات

امتثال:  آه باحبها وآه طبعا متقبلاها

د.يحيى: إيه متقبلاها دى، وشوية تقولى أنا أعصر عليها لمونه

امتثال:  لأه مش قصدى، قصدى محترِمة اللى قالته

د.يحيى: الإحترام ده أعلى درجات الحب

امتثال:  طبعا محترماها ومتقبلاها ومحتوياها، كل ده جدا جدا

د.يحيى: ما بلاش جدا جدا من البداية كده، طيب هى بتحبك؟

امتثال:  شافت ده منى، آه حبتنى

د.يحيى: من غير أسباب يابنتى، هى إنسانه طيبة وصغيرة، ومحتاجة، ولازم تصبرى عليها لحد ما تكبر عن كده شويتين، وانتى كمان، وأدى احنا موجودين.

امتثال: وأنا كمان؟

د.يحيى: يعنى!

*****

التعقيب والحوار:

د. رجائى الجميل

من اصعب الاشياء فى العلاقة شديدة التعقيد بين الرجل والمرأة ان يبقى فى حد من الطرفين حى تماما ونابض ويقظ وشاعر بالذنب الحيوى الجميل وبعدين يروح مقابل طرف آخر نذل ووغذ ومعندوش ايتها صلة لا بالحياة ولا بالنبض ولا بالذنب الحيوى الجميل.

فى تجربتى المتواضعة اذا صدق الطرفان تبدأ العلاقة بالشوفان وتنتهى لو فيه معوقات مادية حقيقية . ( دون ان تنتهى كخبرة واطمئنان على وجود كيان مشارك كادح على الصراط).

وتظل هذه التجارب والشوفان جزء من وقود الحياة الذى يتجدد ابدا.

د. يحيى:

هذا رأى وشخصى جيد، لكنه غير قابل للتعميم، ولا هو مرتبط بالحالة مباشرة.

وعموما على المعالج النفسى أن يتدرب على وضع الفروض واختبارها، وعلى تهيئة الطريق لتجدد الحياة باستمرار، وليس فقط للتأويل والتفسير وإصدار الأحكام.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 2-2-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (87) مشاعر المعالج الخاصة ومسئوليته

الحالة: (87) مشاعر المعالج الخاصة ومسئوليته

الحالة: (87)

مشاعر المعالج الخاصة

 ومسئوليته (الأخلاقية) ([1])

د. حسين: صباح الخير يا دكتور يحيى، دى حالة بنت عمرها 23 سنة حضرتك كنت محولهالى من حوالى شهرين تقريباً هى ترتيبها التانية من ثلاثة بنات والدها تقريباً مابيشتغلشى بس يعنى عنده مطحنة بن كده وبيروح يشقر كده وخلاص على كده

د. يحيى: أبوها عمرة كام

د. حسين: أبوها حاجة وأربعين يعنى مثلأ 49 سنة لسه صغير مش كبير أوى

د. يحيى: وده تعتبره صغير

د. حسين: آه، مش كبير أوى يعنى، وأمها برضه، يعنى الفرق بينها وبين أبوها حوالى سنتين، وأمها شغالة فى وزارة الزراعة، هى اللى مسيطرة على البيت تقريباً لكن زى ما يكون البنت كده حاسة إنها ماتشافتش من الأول وكان عندها خوف ورعب من المطر والرعد، زى رُهاب كده،  والبيت كله بقى يعنى يعاملها ويحاسب عليها وكده، وهى مشيت فى السكه دى طول الوقت، بقى عندها احتياجات عالية جداً، وكلام من ده بتقولها بالأعراض، وعياط، وأمَـصْ، واعتراضات، والأعراض الأهم: هى فى شكل “أنا خايفه”.

د. يحيى: قولت لى هى بتشتغل إيه؟

د. حسين: لأ هى حضرتك هى فى سنة تالتة كلية حقوق

د. يحيى: 23 سنة وفى سنة تالتة، متأخرة شوية!

د. حسين: آه

د. يحيى: متأخرة فى أى سنة فيهم

د. حسين: فى سنة تالتة

د. يحيى: أولى وتانية خدتهم فى سنة واحدة

د. حسين: آه

د. يحيى: بقالها فى سنة تالته أد إيه

د. حسين: سنتين

 د. يحيى: تشخيصها إيه؟

د. حسين: والله أنا يعنى ماحددتش قوى، هى عندها شويت أعراض عصابية كده Neurotic، وشوية رهابات متفرقة، وجسدنة، بس مش على طول.

د. يحيى: السؤال بقى؟

د. حسين: السؤال هى البنت يعنى أول ما قعدت معاها كده باقعد معاها مرتين فى الأسبوع على فكرة

د. يحيى: بتدفع كام 

د. حسين: بتدفع 50  جنيه

د. يحيى: السؤال بقى يا ابنى؟

د. حسين: هو فيه شقين: أنا عندى تساؤلين الحقيقة التساؤل الأولأنى عن أبوها وعلاقته بمرضها، هى البنت على طول يمكن رابع جلسة أو حاجة زى كده: قالت لى إن أبوها كان جت له أعراض إكتئابية قبل كده

د. يحيى: أعراض لدرجة طلب العلاج

د. حسين: اللى فهمته إن الأعراض دى قعدت معاه شوية شهور وراح للدكتور عادل صادق وعدى من الموضوع بس محدش عارف يعنى إيه اللى فـِضـِل

د. يحيى: ما علينا هه وبعدين السؤال بقى؟

د. حسين: السؤال التانى عن إنها بعد ما بدأنا بشوية صغيرين لاقيت زى ما يكون مشاعرى نحوها تقريبا فيه رفض من ناحيتى.

د. يحيى: إزاى؟

د. حسين: يعنى أنا كنت باحزق إن أنا أطلع حاجة تفيد العلاج، بس ماكنتش قادر يعنى، حتى مش عارف أبرر رفضى لها، أنا كنت حاسس من الأول إنها يعنى رخمة شويتين، تقريبا بقيت أكرهها

د. يحيى: رخمه عليك ولا عموماً

د. حسين: مش عارف، بس الظاهر عموماً فى الغالب، ما هو ماحدش طايقها فى البيت برضه من كتر اللى هى بتعمله

د. يحيى: وشكلها؟ حلوة “هيا”؟

د. حسين: يعنى متوسطة، هى محجبة

د. يحيى: ماشى ماشى كمّل

د. حسين: فا أنا ماكنتش عارف أعمل أيه

د. يحيى: دا السؤال الأولأنى؟؟ ده عمومى قوى!

د. حسين: السؤال إنى محتار أى تصرف أحسن: اللى أنا عملته وإنى ماخبيتشى شعورى، وبنتكلم فيه بصراحة، بس طبعا من غير ما أجرحها، ولاّ كنت أخبى مشاعرى؟

د. يحيى: العلاج الحقيقى بمسئولية إنك ماتخبيش حاجة، بس كمان تحاسب، ماتجرحهاش حتى من غير ما تقصد

د. حسين: إزاى بقى؟

د. يحيى: ما هيـّـا دى الصنعة، واحدة واحدة، ماتستعجلشى

د. حسين: أنا بشوفها مرتين فى الأسبوع

د. يحيى: ماشى بس هى معاك بقالها ثلاث أربع أسابيع كل الحكاية

د. حسين: ….، الموضوع التانى بقى إنها مخطوبة، وهى أول ما جت لى خالص قالت لى أنا عايزه أتخطب عايزة أتجوز، وأهلى مش موافقين غير لما أخلص الكلية، فأنا كنت عايز أتكلم مع أهلها فى كده لكن هى بعدها قالت أنا لاقيت شخصية شدتنى، أنا اتعرفت على شخصية كويسة، بصراحة أنا تراجعت، لقيت إن أنا عندى موقف أخلاقى فى المرحلة دى، ما ينفعش أسيبها على ما هى عليه وواحد يتدبس فيها وهى كده

د. يحيى: ودا بقى موقف أخلاقى؟ ولاّ موقف حـُكـِمـْى غيبى يا صلاة النبى

د. حسين: معرفش أنا سميته كده يعنى

د. يحيى: معنتش تسميه

د. حسين: طيب ده جانب، لكن بقى فيه جاب أكبر، رغم إن هى كانت متمسكه بخطيبها من حيث رغبتها فى الجواز، إلا إنى حسيت إنها مترددة جدا بالنسبة للشخص ده بالذات

د. يحيى: هيّا اتخطبت فعلا، ولاّ مشروع لسه؟ مش انت قلت إن أهلها مش موافقين وما أعرفشى إيه

د. حسين: هم وافقوا عشانها، وافقوا على مبدأ الخطبة بس بشرط  تأجيل الجواز لفترة غير محددة، زى ما يكون هما مأجلين الجواز لبعد ما تاخد الكلية، يمكن تغير رأيها كالعادة

د. يحيى: وخطيبها لماّ حكت لك عنه، يا ترى هوّا رخِم زيها ولاّ هى ذوقها مسامح

د. حسين: مش عارف، ما هو برضه يمكن الطيور على أشكالها تقع.

د. يحيى: طب خير وبركة، فين بقى السؤال؟

د. حسين: ما أنا علشان كده أنا ضارب لخمة، طلبت منها إنى أشوفه بس بصراحة أنا مش عايز أشوفه قوى برغم أنها لمحت أنها موافقة، أنا خايف يوصل له شعورى نحوها

د. يحيى: أبوها غنى مادام بتجيلك مرتين فى الأسبوع، أبوها غنى مش كده؟

د. حسين: آه آه، رجل أعمال وبتاع

د. يحيى: رجل أعمال! وبتاع! ما يمكن خطيبها يابنى جاى طمعان

د. حسين: أنا الحقيقة ماشوفتهوش لسه.

د. يحيى: بس خليك فاكر إنك انت لما تحكم على واحدة إنها رخمة ولا مؤاخذة، لازم تراجع نفسك فى رأيك ده، إيه اللى يخلى واحد يخطبها فى الظروف دية إلا لو كان فيه دافع أو حب، أو يكون أعمى أو رخم زيها، أو يمكن بيبحث عن صفقة، أو له ظروف اجتماعية خاصة، هيّا إيه مشاعرها نحوه؟

د. حسين: هى بتقول إنها بتحبه

د. يحيى: ماهى بتحبك انت كمان، ولأ انت مش واخد بالك

د. حسين: أنا ما أظنش إنى رخم

د. يحيى: انت أدرى على كل حال، وإيه رأى أبوها وأمها فى خطيبها ده

د. حسين: كلأم أبوها وكلام أمها عليه إن الولد كويس جداً

د. يحيى: إن هو كويس، وجدا كمان؟!!!

د. حسين: .. هو بيشتغل وبياخد حوالى 4000 جنيه فى الشهر يعنى ولد ماشى كويس

د. يحيى: ماشى، ماهى الفلوس بتجيب فلوس ما هما اللى بيخدوا 4000 دول هما اللى بيخدوا بنات ناس أغنياء رجال أعمال

د. حسين: إحتمال، بس أنا فى الحقيقة أنا مافكرتش إنها مجرد صفقة لأن أنا شايف الكلأم عليه كويس

د. يحيى: وبعدين؟

د. حسين: أنا بعد ما هيا عرضت إنى أشوفه، أنا تراجعت زى ماقلت لحضرتك

د. يحيى: ليه؟

د. حسين: علشان اللى جوايا ده الموقف الرافض جوايا للبنت، فخايف أنقله له أساهم فى فركشة أسرع

د. يحيى: هوّا ده الموقف الأخلاقى اللى قصدك عليه

د. حسين: آه

د. يحيى: ليه بقى أخلاقى؟

د. حسين: الحقيقة البنت لا تطاق يعنى، وصعبة جداً

د. يحيى: يا إبنى هو أنت اللى حاتتجوزها؟ ثم إن كلمة “أخلاقى” دى أنا مابستعملهاش كتير بصراحة، إحنا صنايعيه ونرجّع القطر اللى شطح عشان يمشى على القضبان الصح، وهو بقى يتصرف فى وجهته وفى أخلأقه وفى دينه وحاجات كده، كلمة أخلاقى زى ما تكون بالنسبة لى مالهاش مكان هنا  ودلوقتى، واحد خاطب واحدة وأنت بتشوفها مرتين يعنى هما مهتمين، واخدين الحكاية جد، ومصدقين فى الطب النفسى، ودى حاجة جيدة منك انك توصل لهم ده، وأنت صابر عليها وبتديها فرصة، لازم تكمل وتدور على حاجات تانية وبلاش التسرع فى الرفض والحكم كده حسب مشاعرك الشخصية دى، دا المفروض انك تستفيد من مقابلة الخطيب ده إذا تمت، إنك تشوف نوعية مشاعره نحوها ويمكن تقدر تقارنها بمشاعرك، وبعدين يمكن تراجع رأيك بأمانة وتسأل نفسك هوّا الموقف الأخلاقى ده يختلف عن “العدل” و”المسئولية” و”التحمل” و”الاحترام”، ثم إنه يمكن هوّا يطلع أطيب منك، أو ذوقه مختلف عنك وتسأل نفسك بأمانة: دى لو بنتك حاتعمل إيه؟ تتمنى لها إنها تتجوز بأى شكل ولاّ لأ؟

د. حسين: مش عارف

د. يحيى: طيب وبعدين؟

د. حسين: لأ، حضرتك كده صعـَّـبتها عليـّـا أكثر وأكثر، ما هو أنا متلخبط عشان كده

د. يحيى: الموقف الأخلاقى والمهنى الصحيح إنك تشوفه وتشوف هما ممكن يعملوا بيت كويس ولأ لأ، وتشوفه مستغل ولأ لأ، وتشوف إيه اللى جذبه فيها أو فى أهلها أو فى عيلتها أو فى دينها فى أى حاجة اللى الناس بيتجوزوا عشانها، وبعد ماتشوفه أنت حيبقى ليك رؤية جديدة يمكن تكشف لك مقابلته وآراؤه عن الجزء اللى أنت ممكن ماشفتوش فيها قبل كده، بمعنى يمكن فيها جزء طيب من الناحية التانية، يمكن الواد دا شافه، حاتروح انت شايفه من خلال شوفانه، يمكن تتصلح علاقتك بيها، وبرضه علاقتها بيك، الرخامة دى مش شتيمة، دا تعبير عن تناسب الأذواق، أنا بسأل البنت أو الولد من دول عن الخطيب إن كان دمه خفيف على قلبها، قبل ما أسألها بيشتغل إيه.

أنا ساعات بأسال نفسى هوّا أنا شخصيا دمى خفيف ولا لأ، أظن إن مسألة الرخامة وخفة الدم دى مسألة نسبية وتعاطفية ومافيش مقاييس موضوعية عامة نقيسها بيها، ما يمكن هوه دمه خفيف على قلبها وانت اللى ذوقك غلس.

د. حسين: عندى تخوف

د. يحيى: أنا رأيى إنك إنت أستعملت ألفاظ بسيطة ومهمة وتلقائية، وماضحكتش على مشاعرك أو زيفتها، وده مهم، بس ده مش نهاية المطاف، انت لازم ترجع خطوتين وتفكر إيه المصلحة بتاعة البنت دى والواد ده؟ فين مصلحتها اللى لازم انت تعمل على تحقيقها حتى غصب عن مشاعرك الشخصية، أهو دا الموقف الأخلاقى اللى أنا باعتبره مهنى، يعنى هى مصلحتها فين، وتساعد تتعلم إزاى تحسبها مع احترام عواطفها الحقيقية، وانت مش ناسى حكاية إنها زى بنتك وأختك دى، لو بنتك تبقى عايز لها إيه فى اللحظه دى، وبكره وبعده، وبعدين المهنة تساعدك أنك تختبر مشاعرك، بس تنتبه لمصدرها جواك وبراك، معاها وبعيد عنها، وبالشكل ده يمكن تقدر تساهم فى إنك تحقق الأحسن، طبعاً مش حتفرضه عليها بس أنت بقى من خلأل مهنتك تحاول تحقيقه إذا اسعفتك مهنتك كان بها ماساعدتكش نتناقش هنا

د. حسين: طب أنا لسه مزنوق برضه يا دكتور يحيى … أطلب مقابلة الجدع ده؟ ولا بلاش؟

د. يحيى: يا إبنى يا إبنى، كل ده، وما وصلشى لك الرد، وإزاى أنا بألـحّ في ضرورة مقابلته.

د. حسين: أيوه، بس أنا خايف إنه حايسألنى مثلأ أسئلة عنها، وأنا أجاوب باللى عندى، أو يبان علىّ

د.يحيى: يا إبنى الأمانة مش عيب بس انت مش المقياس الوحيد الأصح.

د.حسين: أنا شايف إنى ما أقدرشى أتحكم فى موقفى ويبان عليـّـا

د. يحيى: إنت تقدر لو حاولت واحدة واحدة من خلأل موقف العدل والمسئولية- ولو دى بنتك، وبرضه لو هوّا ده ابنك، وتخاف طول الوقت إنك تلزقهم فى بعض وخلاص زى ما بيقولوا “جَوّزُوهَا لًه، ما لها إلْا لُه” عارف المثل ده؟ إياك إياك انت والد ومسؤول عن البنت مهما كان عواطفك نحوها، وربنا يعينك

د. حسين: بس ده صعب جدا، ومش قادر أضغط على نفسى فى اتجاه مش جوايا بصراحة

د. يحيى: عندك حق، بس ممكن تراجع نفسك بإنك تحط نفسك مطرح اللى مختلف عنك، يعنى تبص لها بعيون التانيين المختلفيين عنك وعنه فى أكثر من حاجة.

د. حسين: أنا خايف من مقابلة خطيبها ده.

د. يحيى: دا شعور لازم نحترمه، بس برضه وانت والد لها، احنا مش قلنا الطبيب والد، ولازم تقابله وترد على أسئلته باللى تقدر عليه، وتأجل اللى ما تقدرش عليه، وتعمل حسابك وتضبط عواطفك وتفتكر مرة تانية إنك مش أنت اللى حاتتجوزها، وتشوف انت بتعمل كده ليه

د. حسين: خوفاً عليها برضه يادكتور يحيى

د. يحيى: إزاى يا ابنى خوفاً عليها

د. حسين: يعنى خايف أن حضورى بمشاعرى دى يمكن يفركش الموضوع

د. يحيى: طب ما انت بتحاول مع مشاعرك أهه، وبتبعد أى حكم مسبق جاهز وثابت ولا مؤاخذه، وحاتحاول تفتكر إنك أب ودى بنتك وده إبنك فى نفس الوقت، ولازم تحافظ على المسافة اللى بينك وبينه، وتفتكر باستمرار إن مش انت اللى حتتجوزها

د.حسين: طيب وأسئلته

د.يحيى: جاوب على قدّك بحذر وصدق فى نفس الوقت، يعنى جاوب على اللى أنت تقدر تجاوب عليه وبعدين نتناقش فيه، هو ليه انت خايف إن حضورك يفركش المشروع؟ هو فيه حاجة إنت فى علاقتك بيها مخلياك مسترخمها قوى كده؟ واخد بالك يعنى؟ أنا أظن مفيش وقت نغوّط أكثر من كده النهاردة

د. حسين: وأنا أعمل إيه في شعورى الداخلى؟

د. يحيى: إنت مع تعدد مصادر المعلومات وكفايتها، وفى نفس الوقت الحرص على المراجعة والنقد، غالبا حاتعيد النظر  لما تشوف البنت دى معمولة إزاى، والجدع دا عايز إيه، حايبقى أسهل عليك تكون فكرة جديدة من خلأل معلومات موضوعيه محترمة، وطبعا انت محتاج وقت أطول، ماتستعجلشى، كل يوم حاتعرف أكثر عن نفسك وعن مرضاك وأدى احنا موجودين والإشراف مستمر، وربنا يستر.

د. حسين: متشكرين

*****

 

التعقيب والحوار:

د. نجاة إنصورة

المقتطف: المسؤولية الاخلاقية للمعالج

التعليق: نقطة غاية فى الأهمية بالفعل تتخطى حماية المريض الى جعله اكثر تكيفا مع ظروفه وبمن يرتبطون به فى مسيرة الحياة عموما .

المقتطف: احنا صنايعية ونرجع القطر اللى شطح على شان يمشى على القضبان الصح وهو بقى يتصرف فى وجهته وفِى اخلاقه وفِى دينه وحاجات كده “

التعليق: أعجبنى جدا المتن ده.

تعليق عام:  ألهمنى وشد من آزرى وجعلنى اكثر تصالحاً من نفسى وموقفى العلاجى من مرضاى (الموقف الاخلاقى والمهنى الصحيح انك تشوفه وتشوف هما ممكن يعملوا بيت كويس ولا لأ، وتشوفه مستغل والا لأ وتشوف ايه اللى جذبه فيها …..الخ وفيه اَى حاجة اللى الناس بيتزوجوا عشانها بعدها هيكون لك رؤية جديدة).

هذا التدقيق المسئول لمعرفه التفاصيل التى تحيط المريضة وخطيبها هو المسئول لتقويم اَى خلل دون المساس بأصل العلاقة او الخوض فى المآل الذى من الممكن ان ينفر الخطيب ويذكى مخاوفه من مرضها يكون مفيداً وفِى الاتجاه الأكثر إيجابية .

وكإننا لازم نعمل بحيث تصب المصلحة لصالح الشريكين والتوفيق قدر مايمكن للحفاظ على المكتسبات الإيجابية بيهم .

د. يحيى:

وما أصعب ذلك

د. رضوى العطار

المقتطف: وتسأل نفسك بأمانة: دى لو بنتك حاتعمل إيه؟ تتمنى لها إنها تتجوز بأى شكل؟

التعليق: محترم ومسئول جدا التساؤل ده…..

د. يحيى:

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: وبعدين المهنة تساعدك أنك تختبر مشاعرك، بس تنتبه لمصدرها جواك وبراك، معاها وبعيد عنها، وبالشكل ده يمكن تقدر تساهم فى إنك تحقق الأحسن، طبعاً مش حتفرضه عليها بس أنت بقى من خلأل مهنتك تحاول تحقيقه إذا اسعفتك مهنتك كان بها ماساعدتكش نتناقش هنا

التعليق: ممكن توضيح أكتر

د. يحيى:

ليس عندى توضيح إلا على آخر جملة “ماساعدتكش: نتناقش هنا” وهى إشارة إلى أهمية المتابعة فى التدريب والإشراف المستمر.

د. رضوى العطار

المقتطف: أيوه أنا خايف إنه حايسألنى مثلأ أسئلة عنها، وأنا أجاوب باللى عندى، أو يبان علىّ

التعليق: بصراحة مش عارفة غير انى احترم المعالج ده وحيرته ولخبطته وأمانته كمان..

د. يحيى:

عندك حق.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 10-2-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (88)تصديق المريض، وعين الإنشاز (الحسد)

الحالة: (88)تصديق المريض، وعين الإنشاز (الحسد)

الحالة: (88)

تصديق المريض، وعين الإنشاز (الحسد) ([1])

 وتأجيل الحـُـكـْـم

أ.أيمن: هى بنت عندها 29 سنة خريجة إدارة أعمال من معهد عالى على طريق المريوطية، الأب توفى سنة 2012 وكان منفصل عن الأم  منذ سنة 2003 مطلقين يعنى، الأم إتجوزت راجل تانى تقريبا فى 2004، كان زميلها فى الشغل، المريضة لها أخت أكبر وأخ أصغر من الأم ، هىَّ مابتشتغلشى

د.يحيى: أخت أكبر؟ شقيقة؟ والأخ الأصغر عمرة كام؟

أ.أيمن: حوالى 12

د.يحيى: عايش مع مين؟

أ.أيمن: عاش مع الجدة سنة كدة وبعد كدة عاش مع الأم ، الأم قوية مسيطرة

د.يحيى: الأم بتشتغل ؟

أ.أيمن: أيوه، بتشتغل سكرتيرة فى مدرسة

د.يحيى: وجوزها؟

أ.أيمن: معاها فى نفس الشغل فى نفس المدرسة

د.يحيى: كان متجوز قبل كده؟

أ.أيمن: كان متجوز قبل كدة وماخلفش من الأولانية، وخلـّـف من الست دية الأخ الصغير، العيانه بتاعتى دى جت بتشتكى شكوى كانت غريبة شوية عليا، شويتين بصراحة!

د.يحيى: هى جت لك منين ؟

أ.أيمن: حضرتك كنت محولى إبن أختها من سنين، والولد بقى كويس فهى جاية مع أختها

د.يحيى: يعنى شهرِتك طبقت الآفاق، أهو كده: نجحت فتوافدت عليك جموع المرضى!! (ضحك)

أ.أيمن: بس هو الأساس حضرتك يعنى أنا إنتمائى لحضرتك أولا

د. يحيى: يا راجل صلى على النبى وما تحرمش نفسك من نتايجك

أ. أيمن: الحمد لله

د. يحيى: وبعدين؟

أ.أيمن: أنا شوفتها ثلاث مرات، الشكوى بتاعتها كانت غريبة شوية: هى جت، وعادةً الواحد بييجى يتكلم بيقول أنا باتحسد، يعنى الناس بتحسدنى على كذا وكذا، لأه هى جاية بتشتكى بتقول إنى “أنا باحسد الناس” أنا استغربت على الشكوى ديه، هو أنا أول مرة أشوف حالة بتتكلم معايا بالشكل ده، يعنى هى بتشتكى إن الأهل بيخمّسوا([2]) فى وشها، وبيقولوا “ماشاء الله” طول الوقت، وهى بتتكلم فى الحتة دية مع الأم والأخت والقرايب، وبتدافع بس مصدقاهم برضه، وبقى معروف عنها فى العيلة إنها بتحسد، سألتها: طيب الفكرة ديه جات إزاى قالت لى: هيا جاتلى وأنا فى الكلية، بنت قالت لى إنتى عينك وحشة، وبعدين الفكرة فضلت جواها وركزت إنها عينها وحشة، فبتحاول إنها ماتبِّصش على الحاجات، وبتحاول تقرا قرآن، وتقول ماشاء الله فى كل حاجة بتعملها، بتقول ماشاء الله طبعا عشان هيا بقى عندها عقدة الحسد دى، إنها بتحسد فابتدت ماتخرجشى، بقى فيه عصبية زيادة جدا، بتكسر موبايلات، وترزع وتخبط فى البيت طول الوقت، البنت مش مبسوطة طول الوقت خالص، حزينة طول الوقت، مخنوقة، أنا شوفتها ثلاث مرات، تالت مرّة وهى جالسة الممرض جاب لى كوباية شاى، أول ما اتحطت: إنكسرت على المكتب، إنكسرت لوحدها.

د.يحيى: إنكسرت إزاى؟

أ.أيمن: فرقعت

د.يحيى: لوحدها؟

أ.أيمن: لوحدها آه وهو بيحطها فرقعت فى إيده

د.يحيى: عندى فى العيادة؟

أ.أيمن: آه

د.يحيى: أنا ماسمعتش أى صوت يعنى!! (ضحك)

أ.أيمن: كان يوم الأحد اللى فات كان حضرتك مش موجود

د.يحيى: آه

أ.أيمن: فهى قالت لى إن الكباية فرقعت أول ما هى بصـَّـت عليها، شوفت: أنا مش قولت لك وأنت مش مصدقنى، وفضلت تعيط وأنا قعدت أطمـّـنها، بس أنا مش فاهم يعنى طبعا الموضوع، الحكاية مختلطة عندى شوية بالدين، شوية بالثقافة الشعبية، وأنا ماكنش عندى قابلية إنى أصدق حكاية الحسد دى منها خالص

د.يحيى: السؤال إيه بقى؟

أ.أيمن: بصراحة مش عارف أتعامل مع الظاهرة دى إزاى

د.يحيى: أنت الأول صدقتها ولاَّ لأه، هل إنت قابل من أصله  إن فيه حاجة اسمها حسد؟

أ.أيمن: مش قوى

د.يحيى: حتى بعد اللى حصل قدامك عينى عينك كده

أ.أيمن: ما أنا لحد يوم الأحد شايف إنها عندها وسواس، وهى بتعمل تربيطات غلط وحاجات كده، لما حصل ده قدامى، وقعدت تتكلم بالشكل ده: أنا فعلا ماباقتش عارف أقول حاجة، ماباقتش قادر أقول ولو لنفسى إن دى صدفة عارضه؟ وقفت كده وإتبرجلت، فلاقيت نفسى مش عارف أفسر إيه اللى بيحصل بالظبط، يعنى هل هو حقيقى ولاّ مش حقيقى؟ يعنى أنا طول الوقت مقتنع إن الحسد ده إستعداد عند اللى بيشتكى منه يعنى طول الوقت يعنى أنا عندى إستعداد لفهم نفسية اللى بيتحسد مش اللى بيحسد، يعنى مستهدف من الغير عشان عنده نعمة أو ميزة، إنما احتمال إنى أنا اللى باحسد غصبن عنى دى صعبة علىّ شويتين

د.يحيى: ده فى إستقبالك المنطقى يعنى

أ.أيمن: آه

د.يحيى: طب واللى حصل قدام عنيك؟ إيه رأيك فى الظاهرة دى؟

أ.أيمن: ما هو انا ماقدرتش أنكرها، انا ماعرفش غير إن الحسد هو تمنى زوال النعمة

د.يحيى: ده حاجة منطقية شائعة، يمكن صح، لكن فيه تفسيرات أخرى خطرت لى مؤخراً من خلال تبنى مفهوم انطلاق طاقة حيوية نشاز عن الهارمونية العامة للتناسق الحيوى للفرد، وده يمشى وينفع فى تفسير ظواهر أخرى، يعنى غير الحسد، الحسد ده إضرار أو إفساد تناغم نتيجة تدخل طاقة فيزيقية حيوية شريرة فى كجسم غريب يفسد التناغم الحيوى الطبيعى، وهى ظاهرة لها حضور تاريخى وأسطورى وفى الواقع الحالى، وبصراحة يبدو أن لها أصل علمى برضه إذا وسـَّـعنا مفهوم العلم إلى ما هو برّه المعمل.

أ.أيمن: ما هى قالت ليا أنا مابتمناش لحد حاجة وحشة، وانا صدقتها، لكن لاقيت نفسى مش عارف ألم الدنيا، فرحت حاطط الحسد بين قوسين

د.يحيى: إنت ماسمعتش القصة الغريبة اللى باحكيها كل ماجت مناسبة عن الحسد واللى حصل معايا فى العيادة، وبصراحة أنا باكررها بغلاسة وانا خجلان، وأظن كتبتها فى بعض كتاباتى المنشورة بدون تعليق كافٍ ولا حماس، المهم كتر خيرك على عرض الموضوع ده بالأمانة دى، الموضوع ده شديد الأهمية من الناحية العلمية، يعنى العلمية بتاعتى مش بتاعة شركات الدواء، أنا بكتب اليومين ورقة علمية حأقولها فى مؤتمر عن مستقبل الطب النفسى عموما، وهو مؤتمر له عناوين غريبة مافهمتهاش([3])، بصراحة: وأنا شايف إن الطب النفسى دلوقتى مالم يضع مثل هذه التجارب والخبرات البسيطة خالص فى الإعتبار، أظن حايستمر ماشى فى سكة اختزالية شبه علمية متمادية فى اغتراب خطر على أفق الطب وعلى المهنة، لأنها تتبع اتجاهات أغلب الظن حاتختزل الوجود الإنسانى لما تثبته فى المعامل وبس، ودى نفس فكرة الطب النفسى النفسى الترجمى  Translational psychiatry  “من المعمل إلى السرير”،  وأنا ناقشت هذا الاتجاه فى مؤتمر فى الاسكندرية، وكتبت عنه هنا فى نشرة الإنسان والتطور([4]).

بصراحة أنا شايف جوهر الطب النفسى أقرب إلى الطبيعة الطليقة، قبل وبعد المعامل، وأساسياته مبنية على أصل فى الوجود، يعنى هو جوهره بيلامس المنطقة بتاعة إحياء نشاط واستيعاب تاريخ الأمخاخ الأقدم كلها فى ظروف غريبة غير مألوفة، من بينها بعض  أزمات المرض النفسى، فمعلشى استحملنى يا إبنى، هى مقدمة دمها ثقيل وواخدة حجم أكبر من تفسير العرض الفلانى أو الشكوى الفلانية، أنا اللى خلانى أنتمى للفكرة دى أكثر وأكثر هو العلاج الجمعى، والأفكار اللى وصلتنى من الممارسة، أنا بامارسه لمدة قربت على نصف قرن، وهى الممارسة دى هي اللى وضحت لى جوانب مهمة سمحت لى بوضع فروض عاملة عن “الوعى المشارك” و”الوعى الممتد”، فرجعت للتاريخ بما فى ذلك الحواديت البدائية اللى سمعتها وأنا طفل، لحد فكرة العين الشريرة بكل آثارها ومنها الحسد، الفكرة دى بقت عندى قريبة من حقيقة ماثلة يصعب نفيها لمجرد افتقارها لتفسير جاهز، بصراحة أنا ماكنتش فاهمها كفاية الأول، وإنما فيه نصوص ما أقدرش أفوتها مثلا: “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” دى لازم دى نعمل حسابها بالراحة، مش دينيا لأ، احتراما، واللى ماعندهوش رغبة فى استعمال اللغة الدينية يترجمها لعلوم “ما بعد علم النفس” Parapsychology  زى ما هو عاوز، بس ما ينكرش اللى بيشوفه بنفسه لمجرد إنه ورد فى آيات قرآنية، خوفا من تداخل خاطىء، ثم عندك ما هو  أصرح من كده، خد عندك “وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ”: مرة أخرى أنا مش من اللى بيفسروا العلم بالقرآن الكريم، لكن دى معارف ومشاهدات موازية، وأظن فيه ما يقابلها فى معظم الأديان السماوية والغير سماوية، طيب بالله عليك نشطب على كل ده إزاى؟! وليه؟! اشطب على أى توجه مهزوز أنا ماعنديش أى مانع إذا كان ده مفيد؟ ولكن معنى كده هانشطب على حاجات كتير فى ثقافتنا بنشوفها عينى عينك، مثلا عندنا فى الفلاحين – وأنا منهم-  واخدين الحكايات دى جد: تلاقيهم بيقولوا “فلانة الفلانية” دى عينها وحشة، ويقوموا يغطوا الحاجة اللى خايفيين عليها لما تزورهم لحسن تبوظ أو تتدلق، نرجع نربط ده كله بالمرض النفسى، ولو بالتقريب.

 مش احنا بنقول إن المرض النفسى عبارة عن طاقة منطلقة عشوائية ملخبطة ينتج عنها نشاز لحن الصحة المتناسق، تعريف المرض – لغةً عموما – هو “فساد الطبيعة بعد صفائها”، يعنى الطبيعة ربنا خلقها صافية ومتناغمة، تيجى لما تفسد يظهر المرض بصفة عامة، فما بالك بالمرض النفسى، أنا مافهمتش ازاى المرض يبقى فساد الطبيعة بعد صفائها إلا من الطب النفسى، هو بالذات فعلا فساد الطبيعة بعد صفائها، يعنى الصحة مزيكا متناغمة، يعنى هارمونى ميه ميه، تقوم تيجى طاقة مختلفة تعمل نغمة نشاز تخش تبوظ الهارمونى ده، فيه فى الأساطير اللى أنا باحترمها زى التاريخ وأكثر من علم اسمه علم التاريخ، فيه كلام مهم يؤكد الحاجت دى، ولازم الناس تحترم تاريخها من كل المصادر، أنا ماعرفش الناس بتعامل الأساطير دلوقتى إزاى؟ أنا فاكر حكاية فى التراث العربى إن كان فيه واحدة معروفة أنها بتحسد، فواحد راح أجّرها، عشان تحسد شخص عدوّ له، وخدها ووقف فى الطريق اللى عادة بيمشى فيه مستنييين ظهوره، وهوّا جاى من بعيد، فهو أول ما ظهر من بعيد قوى قام الراجل اللى مأجر الست الحسادة دى قال لها “أهوه، أهوه جىْ”، فهى قالت له: “أنا مش شايفه حاجة، إستنى شوية”، فاستنوا لحد ما شافته، فراحت حاسداه بما قسِم، وبعدين اتدورت على اللى أجرّها وقالت له، يااه انت كنت شايف لحد هناك إزاى؟!! دا كان بعيد قوى، راح الراجل عِمِى أو جـَرَى لـُه حاجة فى عينيه والسلام، نرجع للحالة بتاعتك بقى واعتبر دى أسطورة زى ما انت عايز، وبلاش أحكيلك حواديت سمعتها من الشغالات فى طفولتى، لكن فيه حكاية واقعية، جرت فى عيادتى وسبق أن أشرت إليها كثيرا، وهى حكاية طالب جامعى فى كلية الزراعة كان شاب، ولد طيب، وشاطر، وفى سنة ثالثة على ما أذكر، ومجتهد ولا عنده أعراض نفسية شديدة، ولا أى حاجة من الحاجات المعتادة بتاعتنا دى، جالى بيشتكى نفس الشكوى زى اللى انت حكيتها النهاردة: قال لى “أنا باحسد، وبقيت خايف من نفسى، أعمل إيه؟”، فقلت له: “يمكن متهيألك والكلام اللى خطر فى بالك ده يمكن إنت حساس شوية، وبتخاف على الناس، ويمكن إنت واخد بالك من نفسك زيادة عن اللازم”، قالى: “يا دكتور أنا تتبعت الحكاية ولا قيت إنى احسن إنى أتجنب الناس اللى أنا باحبهم لحسن أحسدهم، لأن الحكاية دى بتطلع غصب عنى وما باشوفش إلا أثرها بعدما يشتكوا منها ومنى، فأنا طلبت منه إنه يحكى حادثة معينة، قالى: يا دكتور أنا رحت إمبارح أصلى المغرب فى الجامع علشان أستغفر من شرّى ده اللى بيأذى الناس من غير ما أقصد، فلقيت الإمام بيصلى بينا، فأنا حتى وانا فى وسط الصلاة قرّيت على الأمام “قلت فى نفسى: “ياااه الراجل ده بيصلى كل وقت بوقته، وفى الجامع، وبيقبض ماهية كمان قصاد كده غير ثواب الصلاة”، وبعدين انتبهت لنفسى وقلت يا خبر، يا خبر!! واستغفرت وأنا فى الصلاة واستمريت بعد الصلاة أستغفر وانا خجلان من نفسى بعد ماروّحت بيتنا، قعدت كده تقريبا لحد قرب آذان العشاء، فقلت أروح أصلى العشاء بخشوع ومن غير سرحان يمكن ربنا يغفر لى، فرحت، وأنا باستغفر، مالاقيتش الإمام سألت عنه قالوا لى بإنه وهو مروّح بعد صلاة المغرب إتكعبل رجله اتكسرت” بذمتك يا إبنى أصدق الطالب ده ولا ماصدقهوش، قام راح ناطط عندى فرض من فروض التطور اللى شغلانى، وقلت لنفسى: يا واد ما يمكن الطاقة الشريرة اللى استقلـّت دى انطلقت من المخ القديم وعملت النشاز ده، ورحت مديله دوا محترم (نيوروليبتك) من اللى بيهمد المخ القديم ده بالذات، بصيت لقيته جىْ فى الاستشارة شديد السعادة والإنبهار، إيه يا ابنى اللى جرى؟ قاللى “أنا بطلت أحسد نهائى”، بصراحة أنا استغربت، وفرحت، وصدقت إن الكيماء اشتغلت على المخ القديم الناشز بالذات لدرجة أنها همـِّدته فعلا، صحيح هى حادثة واحدة، لكن لا يمكن أكدّب نفسى أو أكدب العيان، لمجرد إنى مش لاقى تفسير، شوف يا إبنى الحالة دى، واللى قريـّب منها خلونى افترض إن العين الشريرة فعلا هى نتيجة إطلاق طاقة غير متسقة مع الهارمونى فى البنى آدم أو فى الطبيعة لأى سبب من الأسباب النشاز اللى بتعمل المرض عموما، وإنت أول ما قدمت الحالة دى النهاردة لقيتها قريبة قوى من حالة طالب الزراعة ده.

أنا ما اعرفش الأطباء النفسيين بينكروا اللى بيشوفوه رأى العين إزاى، هذه الحقائق الماثلة بالملاحظة بيزيحوها ليه بدل ما يفكروا فى اللى جارى ويصدقوا عيانينهم

أ.أيمن: بينكروها ؟

د.يحيى: أيوه بينكروها أو بيفسروها تفسير بتاع “متهيأله” و”الإيحاء” و”كلام من ده”، ليه ماينفعش إن كل واحد يحاول إنه يصبر شوية و يصدق، يمكن هذه الفكرة البسيطة تفتح له أبواب لفهم أعمق لتركيبات المخ المتداخلة، وأنا اللى باكتبه اليومين دول هو فى اتجاه الهارمونى بين مستويات الوعى، والجدل المحتمل والتناوب بالدور فى قيادة الأوركسترا المخية لكل الأمخاخ المشاركة، مع النبض الحيوى، الواد ده بتاع الزراعة شفته كام مرة بعد كده، لا انتكس ولا حاجة واستمر على الأدوية مدة بسيطة، والحمد لله .

أنا مش عايزك تقتنع بالتفسير ده، لكن على الأقل يصل لك مدى أهمية احترام اللى بتشوفه بهذا الوضوح، وتاخد بالك من احترام دور الأدوية وإزاى بتشتغل على المخ النشاز انتقائيا، وإنها ممكن تكون مفيدة أكثر وأدق مما نتصور، وتتعلم برضه حاجة إسمها “تأجيل الحكم” احنا بطلنا نمارس حكاية، تأجيل الحكم دى مش عارف ليه، تأجيل الحكم يعنى مفروض يكون جزء لا يتجزأ من الممارسة الطبنفسيـَّة بالذات والعلاج النفسى خاصة، يعنى كل ما تجيلك شوية معلومات مش ضرورى تلاقى لها حكم جاهز، وتفسير يختزلها وخلاص، يا أخى ما تحطها بين قوسين وتركنها وتأجل الحكم عليها وتسيب مسافة سماح بينك وبين الحكم الجاهز يمكن المعلومات الجديدة تحرك فيك شغف بمعرفة جديدة، يعنى مش ضرورى نفسرها أو نبررها بالجاهز من اللى احنا عارفينه، على فكرة أنا احترامى لتعدد مستويات الوعى، وتناغمها معاً وامتداد هارمونية عزفها إلى المطلق خلانى أحط فرض برضه يفسر إزاى لما نستعين بإدماج الوعى الناشز مع وعى أكبر فأكبر حتى الوعى المطلق يبقى زى ما نكون بنكتـّر عدد العازفين عشان النشاز يضيع وسط زيادة المتناغمين فى اللحن الأصلى، وده خلانى أفهم الآية الكريمة “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”،  وأن اللجوء إلى التناغم اللانهائى لابد أن يبطل النشاز بتصغيره النسبى، معلش يا إبنى، ماتدقش لحسن يفتكروا إننا بافسر القرآن بالعلم أو بالعكس أنا ضد ده تماما.

على فكرة أنا لى تاريخ شخصى فى الحياة العادية بالنسبة لمسألة الحسد دى، وأنا طفل أنا فاكر إنى شوفت أمى وهى منزعجة من زيارة عماتى التلاتة وبالذات من واحدة منهم، كانت أمى خلفت أربع أولاد ذكور، ورا بعض وكنت أنا رابعهم، بالصدفة، عماتى كل واحدة كانت بتخلف بنت كل ما أمى تخلف ولد، صحيح بالصدفة، لكن أهو دا اللى حصل، كانت عمتى اللى بيقولوا عينها أقوى فى الشر لما تزورنا، أمى كانت تفرقنا عن بعضنا وقتها عشان ماتشوفناش احنا الأربعة بنلعب مع بعض يبقى يوم مش فايت، يا نتخانق بعد ما تمشى، يا واحد فينا يتعور، وكلام من ده.

قبول كلام المريض حتى لو ماعنديش له تفسير: مهم جدا، اللى جارى واحنا مستعجلين إن كل كلمتين نحطهم جنب بعض ونسميهم يا باسم عرض يا باسم مرض، ده يختزل العلم ويقزمه، ودا يمكن يخفى الحقائق الماثلة، لما تقعد مع أى حالة وانت متفتح ومستقبل وكل اللى يوصلك تربطه بفايدة المريض  وبعملية العلاج النفسى، تلاقى هذا السماح وهذه المسام بتهوّى على خبرتك، وتصحح مشاعرك تقوم تسهم فى الحركة، بس خلى بالك لو الشكوى جاية من حدّ غير العيان نفسه لازم تبقى حـَذِر فى قبولها، وباحب أفكرك إن العين الشريرة أو الطاقة الشريرة دى لا هيا بتطلع من الحاسد إراديا، ولا هى طاقة  بالمعنى اللى احنا نعرف بيه كلمة طاقة، لكن كمان هى جاهزة عند كل الناس، بس مش نشاز إلا إذا اتفصلت وانقضـّـت، ما هى هى خلقة ربنا برضه، ما هو ربنا خلقنا كده “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا”  واحنا وشطارتنا نأخذ الشر مع الخير، وهات يا جدل وهات يا تشكيل وخد عندك النمو ينطلق، والنبض والحركة والتشكيل يستمروا، وده اللى احنا بنقول فيه ليل مع نهار.

واحنا فى “الجروب” مرات بنطلع الطاقة دى فى المينى دراما من كل أفراد المجموعة بما فى ذلك المعالجين، وتبقى مفيدة إن احنا نتعرف على طبيعتنا من غير تزويق ولا اختزال، ونتحمل مسئوليتها.

  ياللا حد يحب يجرب يلعب دلوقتى ونشوف كده إزاى حايمثل جانب من الطاقة دى: ناخد الحقد مثلا، أهو ابن عم الحسد، ياللا با يا أبو حميد طيب ياللا يا رباب ، ياللا يا رضوى

د.رضوى: هو أنا عايزة أحقد على حضرتك

د.يحيى: ما تحقدى هو فيه حد جاهز يتحقد عليه أكتر منى دلوقتى، يالاّ اتوكلى واحقدى

د.رضوى: أبدأ بإيه

د.يحيى: يا خبر إسود واحدة واحدة علىّ اعملى معروف

د.رضوى: أنا لو حاحقد مثلا؟

د.يحيى: لأة احنا فى المينى دراما، بنلعب ونمثل باختصار جدا، بنقول جملة من تلات أربعة كلمات، ونكمل اللى ييجى على بالنا مثلا: يا خرابى يا د. يحيى… وتكملى…

د.رضوى: ياخرابى يا دكتور يحيى دا أنا لو عندى 5 % من إستمراريتك فى الشغل كنت مش عارفة أعمل إيه

د.يحيى: يا شيخة كمـّـلى كملـّـى: وانتى بتمثلى مثلا:  يااااه إيه ده إيه ده كله اللى بتحوّط عليه طول النهار والليل ده، ومش عاوز “تبطل”، تقوليها وعنيكى بتطق شرار وجواكى نار قايدة باينة على وشك

……

د.يحيى: كفاية كده عشان نشوف عيان المرور.

*****

التعقيب والحوار:

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: والجدل المحتمل والتناوب بالدور فى قيادة الأوركسترا المخية لكل الأمخاخ المشاركة، مع النبض الحيوى،

التعليق: أعجبتنى الصياغة جدا يا مولانا.

د. يحيى:

شكراً

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.. يحيى :أنا بامارسه لمدة قربت على نصف قرن، وهى الممارسة دى التى وضحت لى جوانب مهمة سمحت لى بوضع فروض عاملة عن “الوعى المشارك” و”الوعى الممتد”، فرجعت للتاريخ بما فى ذلك الحواديت البدائية.

التعليق :… اظن الرؤيه بشكل اوسع وبنظره كليه.. دى مهاره مش سهل تـَعَلـُّمها رغم اهميتها… ومش كتير منتبه لها

د. يحيى:

هذا صحيح

لكن ذلك لا يقل من قيمتها، أو لعل فى ذلك دعوة لتذكرها وتنميتها.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: يا واد ما يمكن الطاقة الشريرة اللى استقلت دى انطلقت من المخ القديم وعملت النشاز ده، ورحت مديله دوا محترم (نيوروليبتك) من اللى بيهمد المخ القديم ده بالذات، بصيت لقيته جىْ فى الاستشارة شديد السعادة والإنبهار

التعليق: بستفيد جدا من جزء فهم الدوا وشغله… بستمتع منتهى الاستمتاع الحقيقه

د. يحيى:

يا رب يقبل الأطباء احترام المحاولة.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيي:، الواد ده بتاع الزراعة شفته كام مرة بعد كده، لا انتكس ولا حاجة واستمر على الأدوية مدة بسيطة، والحمد لله

التعليق: وصلنى ان النشاز ده كان مؤقت.. والدوا رتبه وخلاه يدخل المنظومه بهدوء وكملت شغلها لوحدها.هل وارد انه مايكونش مؤقت؟ .. رغم بساطة الطرح.. لكنه مثير وعميق ومحتاج ملاحظه مستمرة واسئله لا تنتهي

د. يحيى:

نعم هو يحتاج إلى متابعة أطول وملاحظة مستمرة وحالات أكثر.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيي: ناخد “الحقد” مثلا

التعليق: هل المعانى والمرادفات والفروق اللغويه هتكون مهمه للمعالج… يعنى الاهتمام فى تفاصيل الفرق بين الحقد والحسد مثلا.. هو اغراق مضر ولا مهم اننا نلم بيه.. وقيس على كده مايعنيه المريض من معاني؟

د. يحيى:

مهم ونصف

ولكن دعينى أحذر من التعميم والتقريب.

د. محمد مختار العريان

معقول..، أما فى هذه اليومية كما قال استاذنا د. الرخاوى ، انه مرض نفسى كان علاجه بتخميد المخ القديم عن طريق دواء انتقائى ، والذى أود أن أقوله هو أن الحالتين المذكورتين هنا – حالة دكتور الرخاوى وحالة دكتورأيمن – لا يثبتان شيئا ، كان يكفى أن نكرر العملية أمام المريض _ فى حالة انكسار الكوب _ ونجعل المريض يقوم بما يسميه حسد، أو فى مثال إمام الجامع ، يقوم بحسد إمام آخر غير الامام الذى انكسرت رجله ، كما أننى لا أستطيع أن أقنع نفسى بأن الحسد طاقة غير معروف ماهيتها لأنها لاتشبه تلك الطاقات التى نعرفها ونتعرف عليهافى العلوم الطبيعية ، خطورة أن نجعل شيئا – ركناه على جنب- يكون عيبا فى طريقة تفكيرنا وخصما من فهمنا لحقيقة الوضع ، صحيح أنه فى العلوم الطبيعية وكذا علوم الاجتماع أشياء غير مفهومة اليوم ولكنها تتميز بأنها غير مركونة على جنب ومطروحة دائما على بساط البحث العلمى ، أما أن نقول بطاقة عصية على الفهم ونريد من العلم أن يأتى بإجابات وهى لاتنتمى للعلم أصلا .

د. يحيى:

كل ما ذكرته صحيح ومهم من وجهة نظر العلم الأحدث، وهى مسألة ترجعنا إلى ضرورة مغامرة كشف ما آل إليه هذا العلم، وأعيدك إلى نشرات  “ضلال العلم”  مثل: نشرة 19-3-2014 “تحرير العلم من الأموال القذرة” ونشرة 18-3-2014 ” العلم السلفى المؤسَّسِى الأيديولوجى  الحديث” ونشرة 18-5-2014 “ضلالات التحكـّم (ظاهرة السلب: ملكية الأفكار)” ([5])  وفيها إشارة إلى توظيف العلم لأغراض استثمارية استغلالية احتكارية، كما أحيلك إلى كتاب بأكمله هو كتاب شجاع ومبدع ومفيد لكاتبه([6])، وأخيرا أذكرك بكل ما سطرنا عن الأسطورة والوعى الشعبى فى دفع عجلة الحضارة وحفز التطور

المسألة تحتاج إلى مغامرة نقد وإبداع طول الوقت،

 شكراً.

[1] نـَـحَـــتُّ  هذه الكلمة من الأصل “النشاز” لاستعمالها في الفرض الذى حضرنى لتفسير القوة الحاسدة بأنها عملية إخلال بهارمونية الصحة أو الوجود بما هو نشاز عند الهارمونى الطبيعى فينا أو حولنا.

[2] – يخمـّـسوا: يرفعون يدهم مفرودة الأصابع الخمس أمام وجهها اتقاء للحسد.

[3] – مؤتمر الجمعية المصرية للطب النفسى بعنوان: “الطب النفسى من الفارماكولجية الجينية إلى الوصلات المخية” (من10 إلى 12 أبريل 2019)

[4] – مؤتمر قسم الطب النفسى بعنوان: Psychiatry from Connectome to Psychaphamocology geneme، “الطب النفسى الترجمى “Translational Psychiatry –  أكتوبر 2014 – كلية طب الإسكندرية.

– نشرة الإنسان والتطور، 31-1-2016 www.rakahwy.net

[5] – www.rakhawy.net

[6] – روبرت شيلدراك: “كتاب تحرير العلم”

Science Set Free Rupert Sheldrake   Jane Collingwood, David Timson, Random House 2012

الحالة: (89) العلاج النفسى ليس وظيفة

الحالة: (89) العلاج النفسى ليس وظيفة

الحالة: (89)

العلاج النفسى ليس وظيفة “طول الوقت”

(وحقوق الإنسان الحقيقية!!) ([1])

د. فاتن: هى حالة حضرتك حولتهالى من سنة، بنت عندها 22 سنة لسه السنة دى متخرجة من إحدى  الجامعات الخاصة، كانت بتدرس إعلام سينما، هى كانت جايه بشكوى ‘ن هى كانت بتسرح كتير وبتقضى وقت طويل جدا على الكمبيوتر بالساعات، وما بتعرفش يعنى تنجز الحاجات الى هى يعنى مقررة تعملها.

د.يحيى: هيّا اتخرجت فعلا؟

د. فاتن: هى لسه متخرجة السنة دى

د.يحيى: وأنا حولتهالـِك بعد ما اتخرجت؟

د. فاتن: لأ قبل ما تتخرج، هى لما جت لحضرتك من سنة كانت بتتكلم فى إن هى مش عاجبها الدراسة، وإنها عايزة تحول، مع إن دى كانت أخر سنة ليها، فحضرتك قولتلها، مافيش كلام من ده، تتخرج وبعدين نشوف

د.يحيى: فى كلية إعلام، أى جامعة؟

د. فاتن: جامعة فى 6 أكتوبر .. هى حضرتك قولتلها لأ يعنى لازم حاتكملى مافيش تحويل دلوقتى، وحولتها عليا، هى البنت كملت ونجحت، هى الدراسة بالنسبة لها مافيش مشكلة، هى شاطرة وطول الوقت يعنى بتقول إن المواد بالنسبة لها سهلة وكده، وعدّت، بس هى عندها قصة التردد دى يعنى حتى فى ثانوى قعدت تتردد بين علمى وأدبى مثلا تلات أربع مرات، تقول علمى، أدبى، علمى، أدبى كده لغاية لما رسيت على قرار، فالمهم هى اتخرجت

د.يحيى: طب إيه السؤال بقى؟

د. فاتن: السؤال هو أنا الفترة اللى فاتت كنت بزقها فى سكة شغل

د.يحيى: قعدتى معاها سنة؟ وحققتوا اللى أنا طلبته منك انت وهيّا

د. فاتن: آه، الحمد لله

د.يحيى: سنة: مرة كل أسبوع؟

د. فاتن: كل أسبوع

د.يحيى: 52 أسبوع؟ يعنى بقيتوا أصحاب

د. فاتن: آه، هى أنا من بعد التخرج وأنا بزقـّها فى سكة إنها تشتغل، ويعنى هى بتتحجج طول الوقت إنها يا إما عايزه تشتغل فى المجال بتاع السينما وإن ده محتاج علاقات وهى يعنى انطوائية شيزيدية وما بتعرفش تعمل أى علاقات، وما بين إنها عايزه تاخد كورسات علشان ينفع إنها تشتغل حاجة تانية، فا انا كنت بازق فى إنها كانت  تبتدى تشتغل فى اللى موجود وخلاص، وبعد كده تعملى اللى انت عايزاه حسب الفرص اللى حاتظهر، لكن ما ينفعش انك تقعدى فى البيت كده، هى قاعدة مع والدها، همَّا والدها ووالدتها مش مطلقين بس منفصلين، هى قاعدة مع والدها وهوّا بيغسل كـِـلـَـى، انا كنت عرضتها قبل كده فى الإشراف، فهى لما والدها ساب البيت بعد خلافات مع أمها هى قالت انا مش طايقه الخناقات بين ماما وأختى، وراحت قعدت مع والدها، فا هى دلوقتى فى البيت هى ووالدها بس

د.يحيى: فى بيت تانى؟

د. فاتن: أيوه فى بيت تانى

د.يحيى: ايه بقى السؤال؟

د. فاتن: انا كنت بزقـّـها على الشغل طول الفتره اللى فاتت لغاية لما اشتغلت، وبعد ما اشتغلت بكام يوم والدها ووالدتها قعدوا معاها وقالولها ان هم رافضين

د.يحيى: رافضين الشغل؟

د. فاتن: رافضين الشغلانة دى بالذات لأنها مش مناسبة ليها

د.يحيى: ليه؟

د. فاتن: هى فى شركة زى تليفونات محمولة، زى خدمة عملاء بترد على التليفونات

د.يحيى: أنا أعرف إن دول بيدوا فلوس كتير

د. فاتن: هى لسّـه فى الفترة الأولانية زى تحت التدريب لسه

د.يحيى: هى عندها لغة

د. فاتن: يعنى مش اوى هى بتاخد درس خصوصى دلوقتى عشان تقوى اللغه بتاعتها

د.يحيى: طيب وبعدين؟ السؤال إيه؟

د. فاتن: السؤال هى البنت دلوقتى واقفة، انا مش عارفه اعمل ايه فى وقفتها دى بعد ما والدها ووالدتها خلوها تبطل شغل فعلا، وهى شايفة برضه إن هى ما تشتغلش لحد ما تلاقى شغلانة مناسبة، بس أنا حاسة إنها هى اللى عايزه كده، وبتتحجج إنها قعدت عشان تسمع كلامهم

د.يحيى: طيب السؤال إيه بقى؟

د. فاتن: أوافق أنا كمان ولا أصمم إنها تشتغل؟ هى عمالة تكلمنى طول الوقت إنها بتفكر تسيب الشغل؟

د.يحيى: الله!! هيّا سابته ولا بتفكر تسيبه؟

د. فاتن: ما هى لسه ما تثبتتش، هى تقريبا سابته

د.يحيى: إيه بقى حكاية “تقريبا” دى؟

د. فاتن: ما هو ده ضمن موقف التردد المزمن اللى عندها، يعنى كل ما بنتفق على حاجة تعملها حتى فى البيت، تبطلها بدرى بدرى

د.يحيى: أنا ما بفهمش إن أى شخص يقعد من غير شغل ويبقى سليم بصراحة، الشغل عندى يعنى: ملء وقت، يعنى أكل عيش، يعنى احترام، وباعتبر المذاكرة للطلبة شغل، وبالنسبة للستات أنا ابتديت أشعر إن شغلهم أهم لهم حتى من الرجالة لما يشتغلوا، بأقول لأى واحدة على البركة اشتغلى أى حاجة وشوفى الفرق، يبقى أنا رأيى بالنسبة للبنية دى بعد كل المشوار ده إنها لو ما اشتغلتش ما تعالجيهاش، حاتعالجيها من إيه؟ ما هى خلصت دراسة، لكن إذا كان السبب هوّا أبوها وأمها تقولى لها إنك مع الشغل ومستعدة أقنع أبوكى وأمك بالشغلة دى لحد ما تلاقى شغلة تانية، أنا زودتها فى الإصرار على إن الستات يشتغلوا وإنها فرصة نضج ليس لها بديل، حتى بالنسبة للناس اللى بيجولى من آخر الدنيا، من نجع حمادى مثلا، ومن قنا، وبيصدقونى باخليهم يحاولوا لو فيه فرص

د. فاتن: بصراحة أنا مع الست دى وبعد المدة دى أنا أكتشفت إن جواها هذه السلبية مش قليلة

د. يحيى:  ولو تدورى يمكن تكتشفى أكثر درجة مش قليلة برضه من الاعتمادية أو حتى النكوص

د. فاتن: هو فيه سؤال تانى تبع اللى حضرتك بتقوله ده، هى البنت كل ما بتيجى الجلسة تقريبا ما بتتكلمش طول الوقت، عايزه ان انا اللى ابدأ، انا اللى افتح الكلام، او انا اللى اسألها اوكذا، فا انا اشتغلت فى المنطقه دى برضه، هى قالبه الحكاية انه يعنى ان انا اللى لازم اتكلم مش هى، أنا فى المرة الاخيرة يعنى اكتشفت ده جامد، ويعنى قلتهولها بوضوح يعنى، وشاورت انه إذا الامور حاتمشى كده يبقى يعنى مش حاينفع الاستمرار فى العلاج بالشكل ده، وما تخليتشى قوى، وبلـَّغـْتها إنى انا يعنى حاكون موجوده ليكى طول الوقت، ومتاحه، لكن مش حاينفع انك ما تعمليش حاجة، غير إنك تيجى واللى نقوله نعيده، وإلا يبقى توفرى الفلوس والجهد اللى انت بتبذليه فى علاج مالوش معالم محددة، ولا شكل مشجـِّـع

د.يحيى: بالظبط كده طيب فين السؤال ما انت عملتى اللازم

د. فاتن: السؤال زى ما يكون فيه حاجة انا مش فاهماها

د.يحيى: ليه يا بنتى ما انت فى الاخر قولتى يبقى هى مش متحمسة للشغل، ويمكن واخدة جلسات العلاج بديل عن الشغل، هى لو تلميذة: إحنا بنلصمها عشان تبقى معاها ورقة، واهو حصل، كتر خيرك، لو أهلها هما السبب تشتغلى فى المنطقة دى وتقابليهم مرة واتنين وبعدين ما تنسيش إنها قاعدة لوحدها مع أب بيغسل كـِـلـَـى، وكإن دى بقت شغلتها، تقعد تتحجج بيها وتقنع نفسها إنها مضحية وكلام من ده، فاحنا  واجبنا بعد مشوار زى ده، وبعد علاقة علاج إيجابية لمدة سنة انهت فيها مرحلة جيدة، واجبنا إننا مانستمرش لمجرد الاستمرار، (وكل مرحلة ولها قرارتها) وكفاية سنة علاج حققت فيه المطلوب وحصلت على الشهادة، يبقى لابد من نقلة توضح إنها ماتنفعشى تبقى وظيفتها مريضة نفسية بعض الوقت، وممرضة متطوعة بقية الوقت .

د. فاتن: مش فاهمه

د. يحيى: هيّا مش عارفة إنك لما بتقعدى معاها ده شغل، وبتدفع فيه فلوس، مش ده لوحده ممكن يوصل لها رسالة يعنى إيه شغل وبالذات للست اللى زيها، مرة تانية بافكرك لما سألوا “فرويد” فى أخر حياته هى إيه الصحة النفسية بعد كل اللى دوشتنا بيه ده، قال لهم “أن تعمل” و”أن تحب”، وبعدين إنتى ماجيبتيـش لنا سيرة، أن “تحب” دى، وبقالك معاها سنة!! تكونشى البنيـّـة دى مستنية العدَل ومستعبطة ومش عايزة تعترف بأولويات احتياجاتها

د. فاتن: يجوز، مع إنها دايما تقول إنها ما بتفكرشى فى ده دلوقتى

د. يحيى: تقول اللى تقوله، هى صحيح لسه صغيرة، وكانت شاطره لحد ما تخرجت، لكن انتظار العـَـدلَ ده مالوش سن معين، خصوصا فى مجتمعاتنا، دا ممكن يبدأ فى سن أربعة أو خمسة.

د. فاتن: ياه!!

د. يحيى: أنا مش عايز أفكـّـرك، بس حتى انتى ماجبتش سيرة فى اللى كنتوا بتتكلموا فيه غير الزق للدراسة وبعدين الزق للشغل، طب  يا ترى اشتغلتوا فى الجوع العاطفى والاحتياج للآخر والحق فى الشوفان والحق فى القبول، والحق فى العوزان؟

د. فاتن: يعنى، من بعيد لبعيد

د. يحيى: أظن آن الأوان ينتقل التركيز على مشروع الأسرة والمستقبل المحتمل، وعلى نضج العلاقات مش هى اتخرجت وجاهزة للارتباط ولا إيه! مش ده كله برضه من حقوق الإنسان قبل أى كلام تانى ولاّ إيه

د. فاتن: يعنى

د. يحيى: يعنى إيه الله يسامحك! 

*****

التعقيب والحوار:

د. كريم سعد الدين

المقتطف: وظيفتها مريضة نفسية بعض الوقت

التعليق:  عجبنى جداً التعبير ده . شكراُ.

د. يحيى:

العفو.

د. رضوى العطار

المقتطف: أنا مابفهمش إن أى شخص يقعد من غير شغل ويبقى سليم بصراحة، الشغل عندى يعنى: ملء وقت، يعنى أكل عيش، يعنى احترام، وباعتبر المذاكرة للطلبة شغل، وبالنسبة للستات أنا ابتديت أشعر إن شغلهم أهم لهم حتى من الرجالة لما يشتغلوا

التعليق: أنا موافقاك نوعا ما لكن ساعات باحس أن بيئة الشغل فى مصر إمراضية فى حد ذاتها، طبعا مقصدش أننا منشتغلش، وأنا باشتغل رغم علمى واقتناعى بإمراضية بيئة العمل هنا لكن باحط ده فى الحسبان والباقى على الله!.

د. يحيى:

وصلتنى وجهة نظرك

ولكننى لا أوافق على التعميم

وأذكرك بلعبة “بيرلز” فى الجروب باسم:

“وأنا مسئول عن ذلك”

 and I am responsible for it

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى: ولو تدورى يمكن تكتشفى أكثر درجة مش قليلة برضه من الاعتمادية أو حتى النكوص

التعليق: موافقاك فعلا!

د. يحيى:

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: لو أهلها هما السبب تشتغلى فى المنطقة دى وتقابليهم مرة واتنين وبعدين ما تنسيش إنها قاعدة لوحدها مع أب بيغسل كـِـلـَـى، وكإن دى بقت شغلتها، تقعد تتحجج بيها وتقنع نفسها إنها مضحية وكلام من ده

التعليق: بصراحة مش لازم أبدا ننسى إن فيه إحتمالية لأن الأب نفسه يبقى مريض نفسياً، غسيل الكلى مثبت علميا أنه بيزود فرص الاكتئاب المزمن ولازم المعالجة تقابله من باب دعم بيئة المريض دى وفهم ديناميات الأسرة، أنا مابفهمش أبدا أنى أقعد مع مريضة دون مقابلة الأشخاص المهمين فى حياتها خصوصا الأهل!

إحنا بنعالج الإنسان فى مجتمعه الصغير مش كفرد واحد بمعزل عنه.

د. يحيى:

هذا صحيح

مع التذكرة أن ما يصلنى من هذه الأزمة الصحية المزمنة هو أكبر بكثير من وصفه باسم تشخيصى “الاكتئاب المزمن”، وعناية الابنة بالأب الذى تصل حالته إلى هذا العجز الصعب تحتاج إلى رؤية عميقة متأنية، ودراسة الخلفية يجب أن تمتد بالطول والعرض

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى: أظن آن الأوان ينتقل التركيز على مشروع الأسرة والمستقبل المحتمل، وعلى نضج العلاقات مش هى اتخرجت وجاهزة للارتباط ولا إيه! مش ده كله برضه من حقوق الإنسان قبل أى كلام تانى ولاّ إيه

التعليق: حلوة نضج العلاقات دى عجبتنى يا أستاذنا، ودى حقوق الإنسان الحقيقية والواقعية والإنسانية…

 شكراً.

د. يحيى:

يفرحنى  ما يصلك يا رضوى

ويشجعنى

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: أظن آن الأوان ينتقل التركيز على مشروع الأسرة والمستقبل المحتمل، وعلى نضج العلاقات

التعليق: انتقال ثرى لمرحلة جديدة من العلاج.. فيها نمو حقيقى ورعايه مخلصه…

د. يحيى:

هيـّا

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د:يحيي: وبالنسبة للستات أنا ابتديت أشعر أن شغلهم أهم حتى من شغل الرجالة لما يشتغلوا.

التعليق: مع حضرتك حق جدا فى أهمية العمل.. لكن فكره التحاق السيدات بالعمل وحرفيا كتير من الرجاله اعتمدت على ده، وطنشتوا أو حتى رحبوا بتقهقر دورهم فى الحياه.. وهذا منذر بخطر…رأى حضرتك؟

د. يحيى:

ليس عندى خبر عما وصلت إليه الحال عند من وصفت من رجال (أزواج) لكننى أصدق ما تقولين، وأحذر منه، وأنبه إليه، وأرفضه (عيب كذا).

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 24-2-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (90) احترام الواقع، والمشاركة الإنسانية

الحالة: (90) احترام الواقع، والمشاركة الإنسانية

الحالة: (90)

احترام الواقع، والمشاركة الإنسانية([1])

أ. أيمن: هى الحالة اللى حضرتك سبق قلت لحضرتك عليها

د. يحيى: نعم؟ نعم!

أ. أيمن: الحالة اللى كنت اتكلمت عليها هنا من سنة ونصف

د. يحيى: خير إن شالله

أ. أيمن: هى ست عندها 55 سنة

د. يحيى: خمسة وكام؟              

أ. أيمن: 55 سنة، شغالة فى شبكة الشرق الأوسط، وهى متزوجة وعندها تلات أولاد وكانت متزوجة قبل كده مرتين ودى التالتة الحالية يعنى والجوازة الأخيرة بقى دى يعنى بقالها حوالى 19 سنة

د. يحيى: تلات أولاد من مين فيهم

أ. أيمن: فيه ولدين من راجل عراقى، ودى كانت أول جوازه والولد الأخير من الزوج الأخير اللى هى عايشة معاه دلوقتى، هى بقالها معايا تقريبا 4 سنين وشوية، يعنى المشكلة اللى موجودة يعنى بسرعة كده هى فى البداية كانت جاية علشان خاطر شوية مخاوف، ومنها الخوف من الجنون، وهى خايفة من إن يجيلها جنون صريح، لأن لها عم فصامى وجدّة  فصامية

د. يحيى:  عم فصامى وإيه؟

أ. أيمن: ست الولد يعنى ست فصامية برضه هى كانت خايفة إن يجيلها نفس المرض، وفى نفس الوقت خايفة أن هى تموت تسيب الولد الصغير لوحده

د. يحيى: هو عمرة قد إيه؟

أ. أيمن: الولد دلوقتى عمره 18 سنة

د. يحيى: وجاله حاجة

أ. أيمن:  لأ

د. يحيى: هوّا شاطر؟

أ. أيمن: لا مش شاطر، هو لعبى وشقى وتاعبها، يعنى متدلع قوى يعنى،  وكانت خايفة إن هى تموت وتسيبه، المهم بعد البداية بست شهور جالها ورم وبدأ يثبت ان هى حاتموت بيهْ يعنى

د. يحيى: بتقول ده حصل من بدرى فى أول العلاج؟

أ. أيمن: أيوه، يعنى بعد أول مرة شفتها

د. يحيى: يعنى من حوالى أربع سنين

أ. أيمن: آه من أربع سنين

د. يحيى: يبقى مش ورم متوحش برضه، ورم فين، فى صدرها؟

أ. أيمن: آه فى صدرها

د. يحيى: جوزها شغال إيه؟

أ. أيمن: جوزها شغال فى شركه بترول، محاسب فى شركه بترول

د. يحيى: إنت بتشوفها كل أسبوع المدة دى كلها؟

أ. أيمن: فى الأربع سنين تقريبا كل أسبوع، لكن كانت فيه فترات كده  بتقطع فيهم يعنى.

د. يحيى:  بتأخد منها كام

أ. أيمن: باخد منها 30 جنيه

د. يحيى:  ليه هى متحولة لك منين؟

أ. أيمن: هى كانت جايه تبع حد يعنى، المشكلة دلوقتى إن الظاهر إن الورم وصل العضم

د. يحيى: وانت عرفت ده إمتى؟

أ. أيمن: فى الجلسة الاخيرة من تلات أربع أسابيع

د. يحيى: ما عرفتش إلا من شهر يعنى

أ. أيمن: هى كل فترة بتعمل مسح ذرى، وبتعمل أشعة وتحاليل كده فجالها وجع فعرفت، وهى كان والدها مات بسرطان فى العضم برضه

د. يحيى: إيه؟!

أ. أيمن: والد المريضة دى مات برضه بسرطان فى العضم

د. يحيى: وبعدين

أ. أيمن:  فيه حاجتين: هى أولا طلبت منى أزورها فى المستشفى، هوّا ده ينفع، هى طلبت منى إنى ماسيبهاش

د. يحيى: هى دخلت المستشفى يعنى؟

أ. أيمن: آه، هى حاتخش علشان تعمل اشعات وكده، وطلبت منى أروح لها، فهل ده ينفع أروح ولا  لأه، دى حاجة، تانى حاجة ان من الناحية العاطفية وارتباط ده بانها حاتموت برضه عامل لى ازعاج، يعنى، انا بقيت باتخنق كده، وأحيانا يعنى الجلسة الأخيرة كنت تعبان جدا من الجلسة، باتعب معاها دلوقتى، مابقتش عارف أعمل إيه، بقت المشاعر متحركة  بشكل غريب كده مش فاهم إيه ده، مش عارف من الناحية العاطفية حاسس أن الجرعة بقت زيادة عليـّـا يعنى

د. يحيى:  السؤال بقى؟

أ. أيمن: هل ينفع إنى انا أروح لها فعلا فى المستشفى؟  وحتى فى الجلسة الأخيرة ماعرفتش اعمل حاجة، يعنى كنت باسمع يعنى بس لانى كنت حاسس ان الدنيا بتدهور أكتر من قدرتى،  وخلاص يعنى

د. يحيى: علاقتها بجوزها خلال الاربع سنين دول ايه

أ. أيمن: من ناحية ايه بالظبط؟ من الناحية الجنسية ولا من أى ناحية؟

د. يحيى: نبدأ بالجنسية

أ. أيمن: لا من الناحية الجنسية لا، ضعيفه جداً مافيش يعنى، الدنيا بالذات بعد ما جالها الورم، كمان هو فى الفترة اللى فاتت كان منشغل بوالدته وبأخوه والاتنين ماتو فى سَنَة واحدة وهو بدأ يهتم بيها ويركز معاها بعد كده، وهى عندها مشاكل مع أولادها الاتنين العراقيين، عايشين معاها فى مصر

د. يحيى: ايه؟!

أ. أيمن: أولادها الاثنين العراقيين عايشين معاها فى نفس الشقة، وجوزها فى مشاكل طول الوقت معاهم    

د. يحيى: عمرهم قد ايه؟

أ. أيمن :الولد الكبير 29 سنة والتانى عنده حوالى 24 سنة

د. يحيى: ابوهم فين؟

أ. أيمن: أبوهم فى العراق متجوز وله أولاد  تانيين

د. يحيى: انت قلت هو ابوهم عراقى

أ. أيمن: أيوه عراقى ومتجوز عراقية وعايشين هناك، بعد كل ده أنا عايز أعرف أزورها ولاّ إيه؟  هي طلبت ده تقريبا.

د. يحيى: طبعاً تزورها، زيارة إنسانية جيدة، يعنى ما هياش ضد العلاج، لكن ماهياش علاج برضه، لأن الأمور تجاوزت الأعراض النفسية اللى كانت جايه بيها، وانت بتحترم مشاعرك والعلاقة اللى استمرت سنين، بقت عِشْرَة

أ. أيمن: أزورها بصفة إيه؟

د. يحيى: بصفة دكتورها، آه صحيح، طب حتاخد فلوس ولا إيه؟

أ. أيمن: لو رحت مش حأخد حاجة

د. يحيى: هو المفروض تاخد ما دمت دكتور 100 جنيه مثلا وهى اللى طلبت الزيارة، ما دام فى العيادة 30 جنيه

أ. أيمن: بس معنى كده حاروح أزورها علشان اخد فلوس؟!

د. يحيى: انت مش بتاخد فلوس عشان عايزها،  لكن أنا فاهم موقفك وإنك لو أخدت يبقى بتجرح مشاعرك، ويمكن تجرحها هى أكتر، أنا متأكد إنك مش عايز تعمل كده، بس ده عشان تخلى الفعل رسمى، وما يبانشى إنك عايز تعمل شهم وبتاع وصاحبها، أنا مقدر موقفك

أ. أيمن: أنا مستصعب جدا إن انا أقولها هاتى

د. يحيى: طبعا، صعب ومشاعرك صعب واللى حصل لها صعب ومرواحك صعب والـ 30 جنيه صعب، انا مش عارف اذا كنت مكانك حاقدر أخد 30 جنيه إزاى، انا بزقـَّك زى ما يكون عايز أوريك إن المشاعر ما تتقدرتشى بفلوس، ومع ذلك مازلت أظن إن ده أحسن على حسب خبرتى، أى خلط بين الامور بيخلق صعوبه أكتر، إشى بقى شعور بالجميل، وإشى دين ومحاولة ردّ الجميل، أنا مش باتكلم على المجتمع أنا باتكلم على اللى جواها، أظن فيه طريقة تقلل الحرج شوية، انك تبلغ إدارة المستشفى يضيفوا أتعاب الزيارة على الفاتورة، وتتمنى إن ده يوصل لها بطريقة أو بأخرى، ثم إن دلوقتى فيه كلام عن دور العلاج النفسى للمساعدة فى حالات السرطان وبرضه للحالات قرب النهاية بيسموها Terminal، فربنا معاك ومعاها بقى، وأنا ماعنديش حاجة تانية، طيب فيه حد له تعليق على الحالة دى وعلى الكلام اللى قلناه، حد عنده رأى أو حل.

د. أحمد: انا مش فاهم يا دكتور يحيى ليه أربع سنين كتير شوية

د. يحيى: هوّا السيكوثيربيى يقعد 4 سنين ليه يعنى، عموما يعنى من حيث المبدأ؟

د. أحمد: انا ما بتكلمش عموما انا بتكلم على الحالة الحالة دى بالذات

د. يحيى: احنا مش أتفقنا من قبل كده إن التعاقد فى العلاج النفسى بيبقى له مدة تبدأ بست أسابيع مثلا قابلة للتجديد باستمرار، فى حالة زى دى يعنى مثلا، الأمور عماله تفرض نفسها، ويبان الاحتياج للدعم ولأسباب واضحة، فيلزم وقت أطول فى أطول، وعقد جديد يتجدد باستمرار!

د.أحمد: أنا شايف إن لو أنا مكان أيمن حابقى محتاس، يعنى حسيت إن أنا حابقى محتاس فعلا، وممكن مشاعرى تفرض عليّا تجاوزات

د. يحيى: يقوم أيمن يعمل إيه؟

د.أحمد: يقوم يحط منبهات منذرة، آه وما يسيبشى مشاعره هيّا اللى تقوده

د. يحيى: هو الراجل حاطط وبيقعد ساعة إلا عشرة أسبوعيا بقاله 4 سنين ونصف، وبيستحمل لما ساعات بتغيب، وعمالة تيجى تانى، والظروف عمالة تتفاقم، وجوزها مرة موجود وعشرة مش موجود، وهى بتدفع فلوس زى قلّتها، وأيمن سامح إن المسألة تمتد عشان الظروف المنيلة دى

د.أحمد: آه بس أنا حسيت إن ممكن يحصل تجاوزات

د. يحيى: تجاوزات إيه تانى؟

د.أحمد: أى تجاوزات

د. يحيى: لا بقى!! على كل حال أنا مش فاهم أنا النهاردة مش فاهم الوضع كفاية يا أيمن يابنى، وهو وضع شديد الصعوبة وعواطفك حقيقية وماتقدرش تحوشها، دى عواطف إنسانية عادية خالص ماتقدرش تلغيها ببساطة انت تستحمل فتتعب والتعب دا ثمن العلاج وده شرف المهنة وشرف الوجود الإنسانى معاً.

وحكاية الفلوس دى حاجة ثانوية لكن هى مجرد تذكرة تهدّى من احتمال ميوعة الشكل، انت بنى آدم يا ابنى ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويستحسن تعد نفسك وتعدها هى وأهلها لأى احتمال وارد، مهما بلغت قسوته، وإذا كنت حاتكرر الزيارة لابد تستعين بزميل طبيب نفسى، انت معالج نفسى والحالة دخلت فى مراحل فيها أنواع أخرى من التطبيب من أول الجراحة لحد العلاج بالاشعاع، ثم العلاج الكيماوى، وكل دى وسائل معقده، لازم يبقى فيه طبيب معاك يرشدك لمخاطر كل علاج ومضاعفاته أول بأول، وانت تساعده فى الاستعداد لأى احتمال وارد من أول اقناعها بالامتثال للأوامر الطبية الضرورية، لحد التسليم لقضاء الله، واحنا فى مجتمعنا والحمد لله بتنفع أغلبنا حكاية الدعاء والتسليم، الدعاء موجز فى “اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه”، والتسليم “قدَّرَ الله وماشاء فعل” وخد عندك ما لا تتصوره من رحمة ربنا الواسعة التى تحل بالمعالج والمتعالج فى كل مرحلة ومهما بلغت قسوة الظروف والآلام والمعاناة.

أ. أيمن: شكراً، والحمد لله.

د. يحيى: ربنا يلطف بعباده.

*****

التعقيب والحوار:

د. كريم سعد الدين

تعليق عام على الحالة:  حالة صعبة جداً، أنا دايما عندى مشكلة مع الحالات الـTerminal ببقى مش عارف أقولهم إيه أو أوصلهم إيه؟

وباعتذر عن عدم إلتزامى بالرد على الحالات الفترة السابقة.

د. يحيى:

افتقدتك فعلا .. فلا تنسنا

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى:  طبعاً تزورها، زيارة إنسانية جيدة، يعنى ما هياش ضد العلاج، لكن ماهياش علاج برضه، لأن الأمور تجاوزت الأعراض النفسية اللى كانت جايه بيها، وانت بتحترم مشاعرك والعلاقة اللى استمرت سنين، بقت عِشْرَة

التعليق: معاك حق فى انه يزورها طبعا، انا فاكرة ان مريضة عندى كان بقالها 4 أو 5 شهور وعندها صورة الجسد مشوهة تماما، عملت حادث أدى لكسور فى وجهها لما أهلها كلمونى مقدرتش اتحمل فكرة انى مزورهاش فى المستشفى فإزاى واحدة مريضة بتتعالج معاه 4 سنين مايزورهاش، دى عـِشرة زى ما قلت!

د. يحيى:

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: وحكاية الفلوس دى حاجة ثانوية لكن هى مجرد تذكرة تهدّى من احتمال ميوعة الشكل، 

التعليق: معاك حق فى موضوع الفلوس رغم انى مقدرش اخد فلوس فى زيارات زى دى، لكن أنا موافقاك إن ده بيهدى إحتمالية ميوعة الشكل، مش بس كده لا كمان إحتمالية الشفقة!، لكن انا محترمة مقاومتى الشديدة فى الحتة دى بالذات دلوقتى وأتمنى اتجاوزها…

د. يحيى:

وأنا احترم مقاومتك هذه،

ولا أنكر أن عندى مثلها مع أنى أشرت على الزميل المعالج بغير ذلك، لكننى أقر وأعترف بهذا الحرج حتى لو تم الدفع بطريق غير مباشر عن طريق إدارة المستشفى

د. رجائى الجميل

وصلنى ان الدعاء الذى يقول: “اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه”

خطأ ولم يرد.

والصحيح انه ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال

” لا يرد القضاء الا الدعاء” والله اعلم.

د. يحيى:

لست متأكدا من أنه “لم يرد”

ولا أجد حرجا فى أن ندعو صدقا بما يخطر ببالنا ونحتاجه حتى لو لم يرد نص به

ومن حق أى واحد أن يدعو بما يشاء، بل من حق من هو أشعث أغبر، أن يقسم على الله – بما يشاء – فيبره سبحانه وتعالى

أ. مريم عبد الوهاب

الحالة دى من اكتر الحالات اللى لمستنى… وشعرت قد ايه المهنه دى شريفة وراقية وإنسانية.. ربنا يعيننا لإكمال المسير

د. يحيى:

ونتحمل مسئوليتها، ونعين من يحتاج خبرتنا وننمو من خلالها لنتحمل مسئولية أكبر فأكبر باضطراد

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ. أيمن: فى الأربع سنين تقريبا كل أسبوع، لكن كانت فيه فترات كده بتقطع فيهم يعنى

د. يحيى: بتأخد منها كام

أ. أيمن: باخد منها 30 جنيه

التعليق: مسألة المقابل المادى دى ملتبسة جدا يا دكتور

هل ننزل القيمة علشان نستمر فى الجلسات ونقدر ندى للناس اللى محتاجينه، ولا نعلى او على الاقل نطلب المعقول وتتسرب الحالات وماتكملش.. وده كمان بيحبطنا احنا كمعالجين… بجد حيره

د. يحيى:

هذه مسألة حساسة، وأذكر أن جلسة الإشراف هذه كانت منذ أكثر من عشر سنوات، وكان للنقود قيمة أكبر من الآن، لكن ما أردت توضيحه هو: أن المقابل مهما كان ضئيلا يعطى للعلاقة شكل رسمى مفيد، بل ضرورى.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: انك تبلغ إدارة المستشفى يضيفوا أتعاب الزيارة على الفاتورة وتتمنى إن ده يوصل لها بطريقة أو بأخرى،

التعليق: الفكره عبقريه يا دكتور… لكن هل من الممكن لو حايخاف ان يوصلها انه بيستغل مرضها مثلا أو مش وأصله آلمها أنه يوضح سبب الإصرار على المقابل المادى؟

د. يحيى:

الأرجح عندى فى هذه الحالة مثلها أن الاستغلال غير وارد، وأن الحرج إنسانى (وربما مصرى أيضا) وأن وظيفة المقابل المادى هو ما ذكرت حالا فى ردى السابق وغيره، وأيضا أوضحته فى نص متن الإشراف.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ. أيمن: فيه حاجتين: هى أولا طلبت منى أزورها فى المستشفى، هوّا ده ينفع، هى طلبت منى إنى ماسيبهاش

التعليق: حضرتك دايما تقولنا ان المعالج ام او أب للعيان… ويمكن ام اكتر، لكن هل فى الحالة دي.. كان المعالج بيلعب ادوار متعدده للحاله.. ام.. اب.. ابن… اخ… لان الدنيا صعبة عندها وملخبطه… وهل فعلا ممكن نلعب الادوار دى كلها مع الوعى بها؟

د. يحيى:

نعم، المعالج الكفء يلعب معظم هذه الأدوار دون أن يحددها، وربما دون أن يدرى، وهى أدوار طبيعية وإنسانية، بل وحيوية بين أفراد أى قطيع نجح فى البقاء!

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 25-2-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (91) صعوبة امتداد التقمص وعمقه

الحالة: (91) صعوبة امتداد التقمص وعمقه

الحالة: (91)

صعوبة امتداد التقمص وعمقه([1])

 د.محمد: هى حالة حولتها لى حضرتك تقريباً بقالنا 6 جلسات يعنى 6 أسابيع هى ست عندها 42 سنة، الأعراض كلها أعراض وسواسية كانت هى متجوزة وعندها طفل واحد عنده 7 سنين وكانت عندها مشكلة فى الإنجاب .. لو حضرتك تفتكرها: هى دى اللى كان عندها مشكلة ماكنش فيه حمل ولا خلفة وعملوا الحاجات بتاعة طفل الأنابيب كذا مرة، وبتاع لحد ما نجحت فى أخر مرة وحملت وخلفت

د.يحيى: عمرها كام قلت لى؟

د.محمد: عمرها 41 سنة بالظبط

د.يحيى: 41 ومتجوزة بقالها قد أيه؟

د.محمد: 17 سنة

د.يحيى: بقالك معاها قد أيه؟

د.محمد: 6 جلسات 6 أسابيع

د.يحيي: السؤال

د.محمد: طيب أنا كنت لمحت لحضرتك إن هى الأعراض الوسواسية حصل زى أنطبعت على الطفل أبنها، يعنى الأبن بقى يقلدها بشكل تلقائى

د.يحيي: إزاى؟

د.محمد: إبنها اللى عنده 7 سنين بقى نسخة منها تقريبا

د.يحيي: وهى عاوزه تخلف تانى؟

د.محمد: لأ طبعا، هى مش حينفع تخلف تانى، الزوج عنده مشكلة أصلا فى العلاقة الجنسية ويعنى مافيش علاقة، يا دوب بتستمر بينهم يمكن نصف دقيقة أو أقل

د.يحيي: يا خبر!

د.محمد: أه ده جوزها، فدى مشكلة تانية، يعنى لكن أنا باتكلم بالنسبه للإبن الصغير

د.يحيي: ليه مش هى المشكلة الأولانيه

د.محمد: بصراحة الابن صعبان علىّ أكتر، أنا خايف عليه جامد

د.يحيي: طيب، وخوفك ده معطلك ولا محمّسك

د.محمد: مش عارف، الإبن بدأ يقلدها بشكل مزعج جداً فأنا، قلقان على الولد فهل نبدأ فى علاجه يعنى؟ فأبدأ أزق فى علاجه إن هو يتعالج؟

د.يحيي: السؤال إيه؟

د.محمد: ما هو ده السؤال: هل ينفع أن أحنا نبدأ علاج للأبن من غير ما أهله ما يطلبوا

د.يحيي: انت عرضت عليها ده؟

د.محمد: لأ لسه، ما انا مش عارف نبدأ علاج لابنها دلوقتى ولا إمتى؟ هل ينفع أن أبنها يبدأ علاج فعلاً وهى بتتعالج، هل ينفع أن نبدأ علاج الاتنين مع بعض

د.يحيي: هوّا الإبن اشتكى من أى حاجة؟

د.محمد: ظهر عليه نفس الأعراض بتاعه الأم، مثلا أنه هو قبل ما يقعد على مكان يمسحه كام مرة، يعنى، وبيغيب فى الحمام وكده

د.يحيي: نمرة واحد يستحسن تستشير زميل أو زميلة فى نفسية الأطفال، ده تخصص دقيق بصراحة أنا ماليش فيه قوى مع إنى لما باحاول بانجح، بصراحة أنا مش متأكد إن ده الوقت المناسب ولا مش مناسب، ونمرة 2 لما نستشير يعنى حايبقى فيه مسئولية مشتركة علمية ومهنية بينك وبين معالج الأطفال النفسى ده تخصص فرعى دقيق، ولعلمك فإن الأطفال بيحتاجوا أساليب تانية يعنى مثلا: بيشتغلوا ويلعبوا ومش نصايح وأوامر وكلام من ده، ثم إن الوساسوس عموما عند الأطفال بتعتبر طبيعية فى سن معين، ثم إن العلاج يختلف وغالبا حايكون قبول الوساوس عند الأطفال نسبيا، احنا ما بنحرصش أن احنا نضيعها قد ما بنحرص أن نضيعها عند الكبار لأنها ممكن تكون مفيدة وعلامة أن الطفل بيكبر فمحتاج حاجة تِلـُّمِه، من ضمنها بعض الوساوس، أما إن فى رابط بين اللى عنده وعند والدته، وإنه حصل له ده لما شاف أمه أظن ما تفرقش، بعد كده هل يا ترى علاج الطفل، إذا نجح، حايفيد علاج الأم ولا لأ، أنا مش متأكد.

د.محمد: أنا متصور إنه حايفيد

د.يحيي: ليه بقى؟ أصل أنا خايف لتكون زِهِقت من الأم وبتستسهل، ثم هل هى حاتوافق؟ أصل خطر لى احتمال أنها تكون بتتونس بالمشاركة أو تكون بتوزع شوية وساوس على الولد، وتيجى أنت تعالج الولد ويخف نتنيل هى بستين نيلة.

د.محمد: ما هو أنا شاكك فى ده

د.يحيى: ثم إن فيه حاجة مهمة تانية، احنا عمالين نتكلم عن الست دى من غير ما نفتكر ظروفها والفروق الفردية والكلام ده، انت مش فاكر أنا قلت كام مرة إزاى بنتقمص العيان واللى حواليه بكل التفاصيل، انت قدرت تتقمص الست الأم الجميلة دى وهى رايحة جاية على الدكاترة عشان تحبل، وجوزها زى ما بتقول، انت تقمصت فشلها فى كل مرة تحاول فيها حكاية الأنانيب دى لحد ما ربنا رزقها بالابن الوحيد الجميل ده، مش ده برضه تعمل حسابه وانت بتفكر فى الولد وإنه أصبح وجوده له دلالة تانية غير أى أم عادية عندها تلات أربع عيال وجوزها مش كده

د.محمد: أه صحيح، أنا كده اتوجعت أكتر، والظاهر حاتلِخمْ أكتر

د.يحيى: ده طبيعى وبرضه هو شرف مهنتنا، ربنا معاها ومعانا ومعاك

د.محمد: يا رب

*****

التعقيب والحوار:

أ. نهى عبد الحميد

الطفل تلقائيا ممكن يقلد الأم ليه قال أنه بقى عنده وسواس؟؟

وليه مش مركز اأكتر مع الأم

د. يحيى:

هذا قد يصح بداية فحسب، ولكن الطفل قد يواصل الوسواس بعد ذلك دون تقليد، أما تركيز المعالج أو عدم تركيزه مع الأم  فهذا ليس له علاقة بما جاء بالحالة.

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: انت مش فاكر أنا قلت كام مرة إزاى بنتقمص العيان واللى حواليه بكل التفاصيل.

التعليق: عندك حق يا د. يحيى، محتاجين طول الوقت نشوف القاعدة دى ، وخاصة واحنا بنتعامل مع التفاصيل والمعلومات، والا حانبعد عن المريض نفسه .

د. يحيى:

هذا صحيح،

وصعب

أ. إسلام نجيب

فعلا لاحظتها فى العائلات اللى بيكون فيها الأب بالذات مصاب بوسواس قهرى بيقلده الأبناء ثم بدرجة أقل الأم ودرجة ليست بقليلة كما فى الحالة المعروضة…

وده بيلقى مسئولية العلاج على المعالج إن يغير مسار الأسرة ..مسئولية كبيرة كبيرة…لكن دون إلزام …اللى يقدّره عليه ربنا …

كما أن الأم فى الحالة تلقى وسواسها على الإبن تقريبا تأكيدا لأفكارها..مع تقليد الإبن لها …(تغذية) ..(وتغذية مرتدة) فلابد من شغل جامد من المعالج لكسر هذه الحلقة المتينة المقفولة..

د. يحيى:

الحالة صعبة وتستأهل كل ذلك

وغير ذلك

د. رضوى العطار

المقتطف: ثم إن الوساوس عموما عند الأطفال بتعتبر طبيعية فى سن معين، ثم إن العلاج يختلف وغالبا حايكون قبول الوساوس عند الأطفال نسبيا، احنا ما بنحرصش أن احنا نضيعها قد ما بنحرص إننا نضيعها عند الكبار لأنها ممكن تكون مفيدة وعلامة إن الطفل بيكبر فمحتاج حاجة تِلـُّمِه، من ضمنها بعض الوساوس

التعليق: أول مرة أعرف المعلومة دى رغم انها مهمة جداً.. وجيدة جداً.

د. يحيى:

انت يا رضوى تشحذين قدرتك على التعلّم بشكل جيد

بارك الله فيك

د. رضوى العطار

المقتطف: د.يحيى:  ثم إن فيه حاجة مهمة تانية، احنا عمالين نتكلم عن الست دى من غير ما نفتكر ظروفها والفروق الفردية والكلام ده، انت مش فاكر أنا قلت كام مرة إزاى بنتقمص العيان واللى حواليه بكل التفاصيل

التعليق: معاك حق، استغربت بصراحة ان المعالج ركز كل المواجدة أو أغلبها على حد غير مريضه الأساسى، مهما كان، احنا همنا مريضنا أولا وطبعا أسرته ومجتمعه الصغير لكن بنفس الترتيب ده، مريضنا أولا ومصلحته فيما لا يؤذى عالمه الصغير فالكبير…

بصراحة كمان متعاطفة مع الزميل ده نوعا لأن أحيانا المعالج لما بيلاقى ان تقمصه للمريض مؤلم جدا ويمكن أكبر من احتماله، ينقل تقمصه ده على حد من عيلته، يستحمل انه يتوجع لما يتقمصه واهو يبقى فيه ريحة التقمص برضه لكن الألم أخف من تقمص المريض الأساسى طريقة coping يمكن ، يمكن لو المعالج لقط تقمصه بيعملها والحكاية تمشى وتبقى فرصة لنموه واحترامه لمقاومته.

د. يحيى:

هذا كله وارد، وجيد

أ. شرين سيد محمود محمد

هل من الممكن وجود احتمال ان يكون الوسواس اللى عند المريضة نتيجة علاقتها مع زوجها والعلاقة دى سبب تأخير الانجاب عندها بالاضافة ان اللى عند الطفل مجرد تقليد وليس مرضا، الاطفال دايما بيحبوا يقلدوا الاشخاص اللى قدامهم وبالذات الاشخاص المحبوبين ليهم وبالاخص اذا كان الشخص ده أمه والأم أقرب شخص للطفل

وأعتقد أن العلاج بالنسبة للحالة دى وجود الزوج ضرورى جدا للعلاج يعنى العلاج مش مع الست فقط ولكن بمشاركة زوجها معها فى العلاج

أقصد لابد من علاج الزوج أيضا وبكده يكون علاج المريض بمشاركة بيئته الاجتماعية.

د. يحيى:

علاج الأسرة، بأكملها أو أغلب أفرادها: هى طريقة معروفة بالعلاج الأسرى، وهى طريقة ناجحة ولها تدريب خاص، وهى تخصص دقيق له قواعده وتقنياته، وأحيانا تكون الأسرة هى المريضة والمريض ليس إلا أحد أعراض مرضها.

أ. مريم عبد الوهاب

تعليق عام: أنا بخاف من حالات الوسواس يا دكتور… ماعرفش ده مقبول ولا ماينفعش.. ولا ده معناه إيه.. بس باحسه تقيل وقاسى.. وببقى متألمة جدا لألم العيان بيه.

د. يحيى:

أرجو تحديد نوع الوسواس الذى يخيفك، والأرجح أنه الوسواس الفكرى ذو المحتوى الدينى، ذلك أنه حين يسمح المعالج لنفسه بالتقمص اللازم قد يحرك عنده احتواء وجهه نظر الوسواس (وليس فقط وجهه نظر المريض) وهذا أمر يحمل تهديدا إذا صدق المعالج التقمص واحترم مريضه بجدية كافية، ومما يطمئن أن المطلوب، والحاصل عادة هو أن يكون هذا التقمص مؤقتا، أو مرحليا، وربنا يستر، وهذا ليس هو أسلم الطرق، ولكنه وارد.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: محمد: إبنها اللى عنده 7 سنين بقى نسخة منها تقريبا

التعليق: هل الجينات المورثة فى الاستعداد للاضطرابات ومدى نشاطها بتختلف بين الأب والأم؟

د. يحيى:

ليس تماما

الجينات هى الجينات

وقوانين الوراثة دقيقة وعديدة وتشكيلاتها متنوعة بشكل لا يسمح بالاختزال، أو التعميم.

د. كريم سعد

المقتطف:  ..الأطفال بتقلد بالذات الأب والأم وفكرة أن أقول للأم اللى تعبت عشان توصل للطفل ده إن ابنك عيان بالمرض بتاعك هاتكون صعبة عليها جدا وممكن يصعب علاجها.

  التعليق: أنا رأيى علاجها هى هايغير من تصرفات الطفل تلقائيا.

د. يحيى:

ليس دائما.

د. نجاة انصورة

المقتطف: ….. “ثم ان الوساوس عموما عند الأطفال بتعتبر طبيعية فى سن معين، ثم أن العلاج يختلف وغالبا حايكون قبول الوساوس عند الأطفال نسبيا”.

التعليق: فتحت لى أفق اخر نحو وساوس الأطفال اعتقد ولست متأكدة بان الوساوس بهذه المرحلة تتضمن التقليد والتكرار كإحدى محددات النمو!؟

  أتوقع أن الحالة وبعد مشقة الحمل بعد محاولات عديدة محبطة عشر سنوات زواج، وقدرة الزوج والخوف من فقد طفلها كل ذلك قد يجعلها تتوجه نحو “تدمير الذات” على صورة وساوس.

د. يحيى:

بعد شكرى لاجتهادك يا نجاة، لا أظن أن من وظائف الوسواس التى أعرفها أنه يقوم بتدمير الذات، فهو سجن محكم وإعاقة عنيدة وحذر مرعب عادة، فهو لا يدمرّ الذات ولكنه يدعمها بدعامات شديدة الصلابة، لكنها بالغة الزيف قاهرة الإعاقة.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 3-3-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (92) الأسرة المصرية البرجوازية،

الحالة: (92) الأسرة المصرية البرجوازية،

الحالة: (92) 

الأسرة المصرية البرجوازية،

 ونظرية المؤامرة([1])

أ.غادة: هى ست عندها 24 سنة

د.يحيي: مين اللى محولهالك؟

أ.غادة: حضرتك

د.يحيي: بقالك معاها قد ايه؟

أ.غادة: بقالها شهر ونص، هى عندها 24 سنة ومخلصة كلية الألسن وبتعمل دراسات عليا مخلّصة تمهيدى ماجستير وفاضلّها مادة يعنى، وما بتشتغلش لسه، هى جايه بتشتكى من حاجة كانت بتشتكى منها بقالها كتير يعنى بس هى قررت أخيرا تيجى لدكتور نفسانى، يعنى أنه بيجلها مخاوف عند الفجر عند الوقت بتاع وفاة والدها، بيجيلها ضيق تنفس، والدها اتوفى من 12 سنة كان هى عندها 12 سنة، وهى لحد دلوقتى لسه، بتجليها نفس الحكاية، ولازم تفضل صاحية لحد الفجر لأنها بتخاف لو نامت قبل الفجر تصحى على الفجر، فيه يعنى حاجات كتير تانية برضه بتخاف منها، حاجات كتير قوى: السفر والحشرات والطيارة وكذا حاجة يعنى

د.يحيي: دى بتزيد عند ميعاد وفاة والدها ولا فى أى وقت؟

أ.غادة: لأ اللى بيجى عند ميعاد وفاة والدها إن يجيلها ضيق تنفس وتقعد تعيط أو تصوت

د.يحيي: ده غير المخاوف؟

أ.غادة: آه غير المخاوف

د.يحيي: هى حضرت وفاة والدها؟

أ.غادة: آه حضرت وفاة والدها

د.يحيي: شافت الجثة

أ.غادة: آه

د.يحيي: إزاى؟ كان عندها 12 سنة؟

أ.غادة: آه كان ليلة عيد تقريبا، وكانوا سهرانين وبعدين مش عارفة كان مين بيصلى، كده فجأه مامتهم قالتلهم دا باباكم مش بيتكلم أو مش بينطق، زى سكتة قلبية كده جاتله ساكتة قلبية فجأه يعنى واتوفى

د.يحيي: أخواتها كانوا فين ساعتها؟

أ.غادة: كانوا موجودين هى ومامتها وأختها، أختها عندها 31 سنة

د.يحيي: دلوقتى؟

أ.غادة: دلوقتى آه يعنى كان عندها 19 سنة ساعة الحكاية دى

د.يحيي: مش متجوزة؟

أ.غادة: لأ

د.يحيي: ليه

أ.غادة: همّا كلهم كده، يعنى الأم والبنتين

د.يحيي: الأم برضه مش متجوزة (ضحك!!)

أ.غادة: آه ما اتجوزتش تانى طبعا، هم التلاتة عايشين نظرية المؤامرة إن أى حد بيقرب منهم حايبقى أكيد عايز يضرهم، يعنى لو شغاله تخش البيت يبقى الشغالة دى عايزة تعمل فيهم حاجة وحشة، لو يعنى عامل جايب حاجة كده، تبقى مصيبة وغالبا حا يكون فيها شر

د.يحيي: ده قبل وفاة الوالد ولا بعد وفاة الوالد؟

أ.غادة: هو الوالد كان مقفل عليهم قوى ومتشدد قوى، مش مديهم براح كده فى الخروج والدخول، يعنى هو كان مسئول لوحده عن كل حاجة، كان هو بالنسبة لهم يعنى الأمان يعنى ….. هى الحاجة اللى عايز اسأل عليها هى البنت مخبية، بتكذب على أصحابها أن أبوها متوفى بقالها 12 سنة بتمثل القصه دى ليه؟ مش عارفة!

د.يحيي: حتى على أصحابها الأنتيم؟

أ.غادة: آه حتى بتوع المدرسة وبتوع الجامعة والقريبين منها قوى

د.يحيي: مش بيجولها البيت؟

أ.غادة: بيجولها البيت وبتقعد تعمل أفلام كده

د.يحيي: لمدة 12 سنة؟!

أ.غادة: آه لمدة 12 سنة اصحابها القريبين

د.يحيي: تقدرى انت تعملى كده!؟

أ.غادة: أنا استصعبت القصة جدا

د.يحيي: أنا مش عارف بتعمل  ده إزاى! وانتى صدقتيها إزاى!!

أ.غادة: تقعد تألف تجيب هدايا لنفسها وتقول أنا بابا جابهالى

د.يحيي: حد فاقسها من أصحابها؟

أ.غادة: لأ خالص لحد دلوقتى لأ، الظاهر كده

د.يحيي: يبقى دول أصحاب دول؟

أ.غادة: ما هى دى بقى أنا دلوقتى يعنى مش عارفة أضغط عليها فى القصة دى ولاّ إيه! الحاجة الوحيدة اللى عرفت أعملها إن هى اخدت كورس جديد فى اللغة، فى الفترة الأخيرة فخليتها تتعرف على أصحابها فى الكورس الجديد

د.يحيي: أختها اللى عندها 31 سنه، بتشتغل؟

أ.غادة: بتشتغل معيدة فى كلية صيدلة خاصه بتاعت 6 أكتوبر

د.يحيي: معيدة!؟

أ.غادة: معيده آه خلصت وبتشتغل معيده

د.يحيي: هى حلوة، عيانتك قصدى

أ.غادة: مش قوى يعنى

د.يحيي: جذّابة

أ.غادة: لأ يعنى هى ممكن تكون حلوة أكتر منها جذابة

د.يحيي: شوفتى أمها؟

أ.غادة: لأ هى أمها بتتعالج عند حضرتك

د.يحيي: كمان؟! يبقى لازم ما خفـّـتش!! (ضحك)

أ.غادة: هيـَّـا جت لحضرتك بعد ما البنت جت، يعنى اللى حصل إن الأم جت والأخت جت برضه بعد ما البنت دى جت، بقوا التلاتة بييجوا العيادة دلوقتي، الأم بتيجى هنا للدكتورة نعمات، حضرتك حولتها للدكتورة نعمات والأخت بتجيلى أنا برضه

د.يحيي: طيب البنت وأختها بتاخدى منهم كام؟

أ.غادة: تانى؟ ما بلاش بقى؟ بلاش عشان لما بأقول كده ما بيجوش بعد كده، المرة اللى فاتت الراجل ما جاش تانى من ساعتها

د.يحيي: لو سمحتى بتاخدى كام؟

أ.غادة: 50 حضرتك محولهم لى على كده

د.يحيي:  يعنى بتاخدى من الاتنين كام؟ دخلهم منين؟

أ.غادة: 100  جنيه، هم عندهم ميراث كويس باباهم كان بيشتغل فى الكويت

د.يحيي: وبتاخدى 100 جنيه فى الأسبوع بس؟! المهم السؤال بقى لو سمحت؟

أ.غادة: دلوقتى أنا مش عارفة اعمل معاها إيه، هي التانية جاتلى عن طريق أختها فعلا، وهيـّـا خايفه تدخل لحضرتك عشان حضرتك كنت زعقت لها فى أول مرة دخلتلك، بس حادخلها لحضرتك تانى برضه

د.يحيي: يعنى أنا حولتلك واحدة وأنتى لهفتى التانية مش كده؟ السؤال بقى؟

أ.غادة: السؤال دلوقتى أنا محتاسة.

د. يحيى: ده سؤال برضه؟

أ.غادة: فأنا دلوقتى يعنى مش عارفة أضغط فى القصة بتاعت إنها تبتدى تقول لصحابها الحقيقة، مع إن الأم نفسها مشتركة فى المسرحية دى

د.يحيي: السؤال بقى؟!

أ.غادة: ما هو السؤال ده أنا عايزاها تقول لأصحابها، أقول ولاّ ما أقولشى؟

د.يحيي: طب واختها وأمها؟

أ.غادة: ما هم التلاتة كده عندهم نفس المصيبة دى

د.يحيي: طيب ما تخليكى فى العيانة بتاعتك إنتى الأول

أ.غادة: أنا عايزاها هى تبتدى تقول لأصحابها الحقيقة ومترددة جدا، أقولها كده؟

د.يحيي: مين فيهم اخترع فكرة التخبية دى أكتر

أ.غادة: هى فكرة مشتركة، لكن الأخت أقل من البنت دى، وأمها موافقة شوية بس مش متحمسة

د.يحيي: بأمارة إيه؟

أ.غادة: الأخت بالنسبة لها أهم حاجة دلوقتى بأنها عايزة تتجوز وحاجات كده يعنى بعيدة عن القصه دى شوية

د.يحيي: إمال مشتركة فى إيه؟

أ.غادة: مشتركة فى المخاوف والقلق من الناس كلهم، بس مركزة مش فى الفكرة، لكن على مصلحتها

د.يحيي: طيب الأخت موافقه أن أختها تعمل كده؟

أ.غادة: آه يعنى، بس مش موافقة علنى قوى، أهى ساكتة

د.يحيي: مطنشة؟

أ.غادة: آه بس هو ده سؤالى يعنى، اشتغل إزاى؟

د.يحيي: ما أنتى بتشتغلى أهه!

أ.غادة: أنا باشتغل ومش واثقة، مش عارفه أضغط عليها ولا لأ

د.يحيي: أنا شايف إن فيه إمراضية مشتركة فى العيلة دى، صحيح هى ما وصلتش للى بيسموه جنون العائلة Folie á famille ده تعبير بالفرنساوى، بيوصف مرض العائلة كده يسموه بالانجليزية جنون مشترك Shared Insanity  وده اسم تاريخى لأن الحكاية ما وصلتش للى بنسميه جنون يعنى ذهان Psychosis ، دى عيلة من الطبقة المتوسطة الخايفة الطموحة المستورة يا دوب، ساعات يسموها برجوازية، وكل اللى حاصل ده ممكن يبقى من علامات عدم الأمان، بدأ من حادثة مهمة جدا، لكن كان فيه تهيؤ لها بنوع معين من التربية فى خلفية ثقافية مناسبة، أظن فى مصر فى الطبقة المتوسطة من النوع ده اللى بيكون عندهم شوية فلوس وميراث وبتاع،  بيبقوا بيتلفّتـُوا طول الوقت لحسنْ حد حياخدها منهم.

أ.غادة: هوه ده حصل فعلا، فيه حاجات من ناحية أهل باباها، وهى الأم بنت عمة الاب اصلا فأخذوا فعلا منهم حاجات فى الميراث وكده

د.يحيي: لما تكون الأم فى الأول عاشت فكرة الخوف المشترك ده وعدم الأمان وكانت محمية بالأب، وجه الأب القاسى الجامد مات فجأة كده زى ما يكون خـِـلـِـى بيهم، يروح سايب فراغ فظيع تتزرع فيه كل المخاوف والتفكير التآمرى والشكوك دى

أ.غادة: الأب ما كانش قاسى بس كان شديد

د.يحيي: طيب، ما تنسيش كمان القرابة اللى بين الأم والأب، ادى كمان زاد عامل هو التاريخ الوراثى، لأن ممكن عائلات بحالها من الطبقة المتوسطة خصوصا يكون عندهم سمات التلفت والحذر ده، ممكن يفضلوا كده طول العمر من غير ما ولا واحد يروح للدكتور، ولا يشتكى من أى حاجة اسمها نفسية، العائلات دى بتصدق بعضها: لما حدّ يبدع قصة ما حصلتشى، ممكن شوية شوية تبقى جزء من الواقع بدرجة ما، دا حتى لو كان ابوها فضل عايش وهو نفس هذا الأب المحافظ كان ممكن يشارك فى أى حدوتة مشابهة، انتى مش واخده بالك أن أبوها كان يكاد لا يمثل لها شئ أبوى قوى، يمكن الأب ده ما كانش أب بمعنى الرعايه والملاذ، يعنى كان أب بمعنى الضبط والربط، وأيضا ربما بمعنى الترهيب والترغيب، وخلـّـى بالك الرعايه والملاذ غير الترهيب والترغيب، فيجوز هى مفتقده الأب الداعم حتى من قبل ما يموت، فلما مات تفاقم افتقادها للأب الحقيقى، فراحت مألفة لها الأب اللى هيه عاوزاه، وإن ده مش اللى مات، يعنى لما مات الأب الحقيقى طَلـَّعت الاب اللى كانت تتماناه، يبقى الاب اللى كانت تتماناه مامتش أصلا، عموما دور الأب عند البنت فى الأسر دى مش مدروس كفاية، وأعتقد إنه بيحضر فى وعى الطفلة البنت متأخر شوية عن الصبى، إلا إن له دور قوى يزيد باستمرار، فهو كما أشرنا ملاذ وراعى وحارس، يعنى حامى حمى المؤسسة المنغلقة المرعوبة دى من الطبقة الوسطى، يبقى تفكير المؤامرة زى ما بتقولى، بادىء من خيال ثقافى عام، مصنوع من بدرى، جه حادث التخلّـى بالموت صعـّب المسألة أكتر وأكتر

أ. غادة: يعنى أعمل إيه؟

د. يحيى: واصلى بكل الطيبة والاهتمام والصبر لأنهم كلهم محتاجين دورك، وأعتقد إن الوقت فى صالحهم، سواء بالنسيان التدريجى أو النجاحات المحتملة، وترجعى لنا كل ما تعوزى تانى

أ. غادة: ربنا يقدرنى ويسهل

د. يحيى: حايحصل، بس ما تستعجليش

                                       *****

التعقيب والحوار:

أ. شيرين سعيد

المقتطف: أ.غادة: هو الوالد كان مقفل عليهم قوى ومتشدد قوى، مش مديهم براح كده فى الخروج والدخول، يعنى هو كان مسئول لوحده عن كل حاجة، كان هو بالنسبة لهم يعنى الأمان يعنى ….. هى الحاجة اللى عايز اسأل عليها هى البنت مخبية، بتكذب على أصحابها أن أبوها متوفى بقالها 12 سنة بتمثل القصه دى ليه؟ مش عارف!

التعليق: على الجزئية دي: انا حاولت تقمص دور البنت لقيت انى مش حاعرف اعملها بالوصف ده، مستحيل، مش بس كده وكمان لو انى افترضت انى ممكن أقدر أكدب على كل الناس لازم الأول أكدب على نفسى وأصدق كدبى واعيش فيه وحتى لو عملت كده أكيد هأقول حاجة أو أتصرف تصرف يأكد انى كذابة للناس اللى بتعامل معاهم وأكذب عليهم، وكمان فيه احتمال كبير ان الناس اللى هى بتكدب عليهم يكونوا عارفين الحقيقة وسايبينها تكذب اشفاقا عليها أو لأنهم مش مهتمين قوى بيها يعنى هى مش مهمة بالنسبة ليهم وفيه احتمال تانى: انه للأسف فى مجتمعنا المصرى لابد من وجود الأب كرمز مهم جدا عند طلب البنت للزواج علشان ما حدش يقول “هانطلبها من مين دول، واحدة ست اللى مربياهم فين الأب ولا العم مين أهلها، مين اللى رباها، هما عايشين كل السنين دى من غير حد يرعاهم ازاى؟ مين مسؤل عنهم ولما يكون فيه مشكلة هانكلم مين” بالاضافة أنه فيه مشاكل بالفعل مع أهل الأب ومن الواضح ان الأم والبنات رافضين وجودهم فى حياتهم ومش عايزين حد يتحكم فيهم وعلشان كده بيحاولوا يصدقوا إن الأب لم يمت وان هما مش محتاجين لوجود أهل الأب فى حياتهم لأن مفيش داعى لوجودهم لأن الأب موجود بالفعل وعلشان كده البنت بتكذب والأم والأخت ساكتين وده كله للأسف لعدم احساس الأم والبنات باهتمام من الأهل وكل اللى هما شايفينه إن الأهل مهتمين بالميراث وبس مصلحتهم أولا دون مصلحة الأم والبنات.

د. يحيى:

مع كل احترامى لهذا الموقف الحذر جداً، أرجو أن تكونى قد لاحظت فى المناقشة أثناء الإشراف نفس الحذر والتحذير، وقد أبديتُه للمعالجة مع التوصية بتجنب أى تمادى فيه حتى لا يصل إلى درجة التكذيب أو الاتهام، ذلك لأن هناك فرق هائل بين الحصول على المعلومات بمصداقية كافية تخدم العلاج (حتى لو اختلط الخيال بالواقع) وبين التقصى للتقصى لمعرفة الحقيقة عارية دون ربط ذلك بالخطة العلاجية الكاملة والهادفة طول الوقت، أما علاقة الأهل (المشاركين) بكل ذلك فلا داعى للتمادى فى سوء الظن ما لم يكن معنا دليل مادى جازم، لأن سوء الظن وحده لن يفيد، وقد يضر ويزيد نار التوجس اشتغالا.

د. رجائى الجميل

تعلمت وأنا أب من فترة بعيدة نسبيا إنى أحب ولادى بطريقتهم فيقوموا يحبوني!!!!

يعنى أوصلهم أنى باحبهم غصبن عنى حتى لو أنا مش موافق فيقوموا يحبونى عشان أنا باحبهم برغم أنى مش موافق.

فبقوا يعملوا اللى هما عايزينوا وهما عارفين انى موجود مش عشان أقول آه أو لا. إنما عشان يبقى زى ما يكون هو ده الـ scale اللى موجود.

حكاية علاقة الأب بالولاد الجدلية شديدة الصعوبة شديدة الحيوية .

بتهيألى أنى نجحت انهم يحبونى قوى، ويستقلوا قوى، وفى نفس الوقت فضلت مساحة الحركة جميلة .

مش عارف قدرت اوصل الحكاية دى ولا لا.

وفى نفس الوقت باكتشف ان فيه كثير من التشوهات والأمراض النفسية سببها البيت فعلا والتكوين وبالذات فى مراحل العمر الأولى.

د. يحيى:

بارك الله فيك وفى أولادك

لكن اسمح لى يا رجائى أن أحذرك من التعميم أو الإسقاط،

أصابعك ليست مثل بعضها

وعلى الله قصد السبيل ومنها جائز.

د. رضوى العطار

المقتطف: د.يحيى:  لما تكون الأم فى الأول عاشت فكرة الخوف المشترك ده وعدم الأمان وكانت محمية بالأب، وجه الأب القاسى الجامد مات فجأة كده زى ما يكون خـِـلـِـى بيهم، يروح سايب فراغ فظيع تتزرع فيه كل المخاوف والتفكير التآمرى والشكوك دى

التعليق: مظبوط كده ..

د. يحيى:

ماشى كلامك.

د. رضوى العطار

المقتطف: يعنى لما مات الأب الحقيقى طـَـلـَّـعت الأب اللى كانت تتماناه

التعليق: حلو جدا التعبير ده .. “أعتقد الأمر فانتازيا أكثر من ضلالة مشتركة”

د. يحيى:

لا يمكن تحديد كم من “الأمر” فانتازيا” وكم هو “ضلالة مشتركة” وعموما ففى مستوى معين من الإمراضية والسيكوباثولوجى، قد يكون الفصل بين هذا وذاك شديد الصعوبة.

د. رضوى العطار

المقتطف: يبقى تفكير المؤامرة زى ما بتقولى، بادىء من خيال ثقافى عام، مصنوع من بدرى، جه حادث التخلّـى بالموت صعـّب المسألة أكتر وأكتر

التعليق: خيال ثقافى عام مصنوع من بدرى تقصد حاجة زى archetypes بتاعه يونج بس على مستوى أصغر؟

د. يحيى:

ليس تماما، “فنماذج يونج البدئية” أشمل وأعم جدا جدا، وعلينا أن نلتفت إلى ما يسمى الثقافات الفرعية” مهما تعددت، أو ضاقت مساحاتها.

لكن التشبيه جائز.

د. كريم سعد

تعليق عام على الحالة: ياخدوا antipsychotic

د. يحيى:

من هم الذين ياخدوا مضادات الذهان، وأين الذهان النشط (بيولوجيا) حتى يمكن ضبطه بهذا المضاد المنتقى.

وأذكرك يا كريم أن حالات الفانتازيا مثل التى جاءت فى تعليق دكتورة رضوى لا تستجيب لمضادات الذهان، لأنها أقرب إلى “الانشقاقية” وحتى الضلال المشترك لا يستجيب لمضادات الذهان إلا فى إطار خطة علاجية تخلخل تماسكه، ويخضع الجميع إلى علاجات مكثفة ليست قصيرة.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: فيجوز هى مفتقده الأب الداعم حتى من قبل ما يموت، فلما مات تفاقم افتقادها للأب الحقيقى، فراحت مألفة لها الأب اللى هيه عاوزاه

التعليق: جه فى بالى نفس الفكره.. خاصه فى موضوع الهدايا.. كانها بتقنع نفسها مش صاحباتها بس، بوجوده.. او مصدقه وجوده حقيقى زى ماكنت تتمنى.

د. يحيى:

جائز جداً.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: يبقى تفكير المؤامرة زى ما بتقولى، بادىء من خيال ثقافى عام، مصنوع من بدرى، جه حادث التخلّـى بالموت صعبّ المسألة أكتر وأكتر

التعليق: كمان فكره انهم بنتين والام… وثقافه الولايا مكسورين الجناح بتغذى الفكرة وتقويها وتزود من وجع التخلى الفجائى ده.. فنعمل احتياطات اكتر ومتاريس حماية أكتر

د. يحيى:

وهذا أيضا جائز.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 9-3-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (93) الطبيب معالج وليس مخبراً سريا

الحالة: (93) الطبيب معالج وليس مخبراً سريا

الحالة: (93)

الطبيب معالج وليس مخبراً سريا([1])

د.محمود: هى واحدة عندها 45 سنة بتشتغل مدرسة  

د.يحيى: عندها كام بتقول؟

د.محمود: 45 سنة بتشتغل مدرسة هى بقت مدرسة أولى دلوقتى، حضرتك حولتهالى من 7 شهور كانت جايه بتشتكى إن هى بتشك فى جوزها إن هو عامل علاقة مع واحدة تانية وإن هو بينام معاها وكده وكانت جايالى وعاوزانى أساعدها هل فيه علاقة فعلا؟ وتعمل إيه؟

د.يحيى: عاوزاك تساعدها فى إيه بقى تحديدا؟

د.محمود: إن إزاى تثبت إن جوزها فى علاقة مع واحدة تانية

د.يحيى: يعنى إنت اللى تثبت لها ده؟

د.محمود: آه

د.يحيى: مين اللى محولهالك؟

د.محمود: حضرتك

د.يحيى: هيّا ديه وظيفتك ولا إيه؟ مخبر سرى حضرتك؟

د.محمود: ماهى اللى كانت جايه تقول كده

د.يحيى: هو أنا حولتهالك علشان تثبت لها ولا علشان تعالجها؟

د.محمود: لأه هى ماكنتش شايفة إن هى عيانة

د.يحيى: مش هى اللى بتدفع الفلوس؟

د.محمود: آه بس هو كان موافق قال لها روحى

د.يحيى: هى بتشتغل إيه

د.محمود: بتشتغل مدرسة

د.يحيى: قالها روحى إثبتى إن كنت شاطرة؟

د.محمود: مش روحى إثبتى؟ هو قالها يعنى من اللى أنا عرفته بعد كده، روحى اعملى اللى انتى عايزاه، علشان تخفف عنه الضغط بس من زنها عليه.

د.يحيى: هى بقالها معاك أد إيه؟

د.محمود: حضرتك حولتهالى من 6 شهور تقريبا قعدت معايا ثلاث شهور من 7 شهور بالظبط يعنى قعدت معايا ثلاث شهور وبعدين قطعت أربع شهور وجات لى من أسبوع مرة واحدة هو أنا سيبت المنطقة ديه خالص قولت لها إن ديه مش وظيفتى أنا فعلاً كنت مصدقها إن هو فعلاً عامل علاقة مع واحدة ثانية، وماكنتش شاكك فى الموضوع ده، وقعدت معاه مرة واحدة، وهوه كان فيه بينهم قبل الجواز علاقة جنسية كامله وكملوا بعد كده بس أنا كنت شايف المشكلة الرئيسية بدأت من عندها هى، هى كانت شاكه فى الموضوع وشكوكها ديه كانت من فترة طويله بس اللى كان مقوم الدنيا إن هى من حوالى ثلاث سنين هى عندها فيرس C وبدأ جسمها يخس بسرعه جامده جداً لدرجة إن هى بقى صدرها يخس وبدأت إن فى مشكلة بعلاقتها بجسمها لدرجة إن هى تروح لدركتور نحافة، وبدأت تغير من بنتها الصغيرة، بنتها عندها 15 سنة لما بنتها تلبس لبس مفتوح فى البيت وكده تزعق لها

د.يحيى: تزعق لها ليه؟

د.محمود: بإن هى تروح تلبس لبس مقفول يعنى

د.يحيى: حتى فى البيت؟

د.محمود: ماهى كانت وأصله لمرحلة إن هى بتغير منها إن البنت بدأت تكبر وصدرها يكبر

د.يحيى: خايفة لأبوها يبص لها

د.محمود: لأ ماكنش وصلت لكده

د.يحيى: فيه بنت تانية؟

د.محمود: لأه، فيه ولدين

د.يحيى: وزنتها وتأكدت من إنها بتخس؟

د.محمود: لأه

د.يحيى: ولا أول مرة ولا بعد ثلاث أشهر ولا دلوقتى؟

د.محمود: يعنى كان شكلها بيزيد وراحت لدكتور فعلاً بس كانت رايحه له علشان وزنها يزيد هى كانت رايحه له علشان هو كان بيستعمل جهاز كده علشان يكبر حجم الثدى وكده لإن هو بيحط لها جهاز لصدرها.

د.يحيى: هى خست بصحيح ولا لأه؟

د.محمود: آه هى كانت خاسة بصحيح

د.يحيى: ثلاثه أربعه خامسة كيلو

د.محمود: لأه أكتر على كلامها

د.يحيى: إنت شوفت إن هى خست؟

د.محمود: لأه هى جات لى أنا وكان وزنها ثابت وحتى كان بدأ بيزيد لكن هى بتتكلم على قبل كده من أول ما كان عندها فيرس C من ثلاث سنين

د.يحيى: هو ال C  ده بيخسس من أصله؟ هو فيه فيروس C من أصله؟ ماتفوقوا بقى إنت مصدق إن فيه حاجة إسمها فيرس C لايوجد حاجة إسمها فيرس C يوجد حاجة إسمها antibody مجهولة شبه الـ antibody  بتاع فيروس B قاموا سموه  C وبعد شوية هايقولوا D، بعدها E  وفيرس سى مابيخسسش ولا بيموت… بس فمعلش فأنا بتكلم على واحدة بتقول أنا صدرى نقص وبتبص لبنتها وإن صدرها كبر، وبتشك فى نظرات أبوها، ده ماتحتجش إنك تحطها حتى على الميزان، الأهم دلالة إنها ابتدت تشك فى أنوثتها، وإنها ماعدتش كافية إنها تخلى الراجل ده ما يبصش لبرة، وعمالة تحكى بقى على الوزن والمَوَزْنِشْ ما هو لازم يكون عندك حاجات بسيطه ومباشرة تقيس بها الكلام، يعنى انا بستعمل الميزان اللى عندى فى العيادة عشان يوزن كلام المريض أكثر من جسمه، الواحدة من دول تيجى تقولى أنا مابأكلش وتلاقى وزنها 112 كيلو أقول لها ماشى ربنا يكرمك لما تبقى 85 نبتدى نقول ياهادى، فيه فرق بين مابأكلش وبين انا خسيت وبين الميزان، بالإضافة فيه ساعات واحدة تخس من وشها وساعات واحدة تخس من جسمها وبتفرق

 كمل بقى: السؤال إيه بقى وهى جات لك مرة واحدة بعد ثلاث اشهر إنقطاع

د.محمود: آه

د.يحيى: السؤال إيه بقى؟

د.محمود: أنا فى المرة اللى جات فيها فيه سؤالين: الأول أنا هاكمل إزاى أنا كنت مكمل فى الفرض اللى أنا كنت مكمل فيه الأول اللى هو إن الموضوع بادىء من عندها هى بإحساسها إنها مابقتش ست، إنما فى الفترة دى اللى هى رجعت فيها قالت إن جوزهاإعترف ليها فعلاً إنه فى علاقة مع واحدة تانية

د.يحيى: هى قالت كده؟

د.محمود: آه

د.يحيى: بس هل هوّا صحيح قال لها كده؟

د.محمود: أنا مش متأكد أوى بس هى بتقول لى ده مرة و أكتر

د.يحيى: إنت ماكملتش إنك إنت لما قابلته سألته ولا لأه

د.محمود: سألته

د.يحيى: سألته وقال لك انا ليه علاقة!

د.محمود: المرة اللى فاتت لأه، ما اعترفش

د.يحيى: المرة ديه هى اللى فيها اعترف لك بالعلاقة؟

د.محمود: يعنى

د.يحيى: إتأكدت من ده

د.محمود: لأه لسه

د.يحيى: مش لازم تتأكد منه الأول يا إبنى لحسن يكون بيسايرك، عايز يعرف انت عارف إيه؟

د.محمود: ماهو لسه مجاليش بس هو أنا حأقول لحضرتك حاجة أنا باسأل علشان كده

د.يحيى: بعد ما اعترف لها قال لها تبت إلى الله؟ ولا قال لها إيه؟

د.محمود: لأه هى كل مشكلتها إنها عايزاه هو يقول لها مين ديه، وتروح تقول لها إنى انا أحسن منك 

د.يحيى: لما واحد يقول لمراته أنا ماشى يابنت الناس أنا اسف جدا، أنا بطلت، غير واحد يقول لها أنا ماشى يابنت الناس وإن كان عجبك، عاوزه تمشى  وتطلقى: تمشى بس أنا ماشى

د.محمود: لأه هو بيقول لها أنا ماشى وبطلت

د.يحيى: طيب يبقى لازم تتاكد انت منه إذا أمكن بقى إنه قال كده وقاصد كده يابنى طيب السؤال بقى إيه؟

د.محمود: السؤال التانى

د.يحيى: لأه الأولانى

د.محمود: ماهو ده اللى كان الأولانى

د.يحيى: اللى هو إيه؟

د.محمود: دلوقتى الرجعة بتاعتها ديه مش عارف أكمل فى اللى أنا ماشى فيه لأن المشكلة عندها هى نفسها وهو البحث عن إن هو بيخونها حقيقى فعلاً ولا لأه

د.يحيى: طب والسؤال التانى بقى إيه

د.محمود: وهى فى الجلسة عملت موقف كده فأنا مش عارف أقيّمه صح: إن هى وهى منفعله جداً وهى بتقول لى أنا من حقى أبقى ست وهو ليه يعمل كده وا وا وا هى كانت لابسة عباية كده فراحت فتحاها، أنا لسه ست يعنى أهه

د.يحيى: أنا لسه ست؟

د.محمود: آه

د.يحيى: صدرها حلو؟

د.محمود: هو مابانش، أعلى الصدر هو اللى بان يعنى بس

د.يحيى: إيه اللى بان بس عاوز أعرف؟

د.محمود: لأه صدرها مابانش ولا حاجة اللى بان هدومها الداخلية بس

د.يحيى: فتحت إيه بالطوا؟

د.محمود: لأه عبايه كده سوداء

د.يحيى: هى محجبة

د.محمود: آه محجبة

د.يحيى: إنت فاكر مقارنتها بصدر بنتها؟ وإنت رأيك إيه فى صدرها إنت بتعرف فى الصدر؟

د.محمود: زى أى راجل

د.يحيى: مقارنة بإيه؟ بحجم الوسط ولا بعرض الصدر

د.محمود: هى جسمها حلو مقارنةً بالوسط حسب التوزيع يعنى

د.يحيى: ولاّ بتعرف بكمية الإثارة فى المتلقى؟

د.محمود: والله مش واخد بالى

د.يحيى: يابنى افتكر بالتقريب (ضحك)

د.محمود: هو أنا إتخضيت من جوايا بصراحه بس كنت هادى جداً وكلمتها بحده إن ده ماينفعش ومش عارف إيه وعدّى الموضوع

د.يحيى: كل ده يامحمود يابنى ومكلمتناش عن العلاقة الجنسية بينها وبين جوزها

د.محمود: العلاقة الجنسية فى الفترة الحالية؟

د.يحيى: لأه من يوم ما إتجوزوا لحد إنهاردة

د.محمود: من يوم ما إتجوزوا لأه علاقتهم كويسة جدا

د.يحيى: جنسياً؟

د.محمود: جنسياً ومع الوقت بقوا يوصلوا للى همّا عازوينه

د.يحيى: لحد النهاردة؟

د.محمود: وبالعكس فى أخر ثلاث سنين ديه هى عاوزه جنس اكتر طول الوقت زى مايكون بتقوله برضه إنى أنا لسه ست وأقدر أشبعك وكده

د.يحيى: والموضوع ده ما تهزش بعد الشكوك دى؟

د.محمود: لا أبدا، يمكن بيتحسن

د.يحيى: بيتحسن يعنى إيه؟

د.محمود: يعنى لا هى بترفض ولا هو بيكسل

د.يحيى: طيب السؤال باختصار تانى

د.محمود: أنا مستغرب معنى الموقف ده واستوعبته بهدوء، والسؤال هوّا شعورى ده صح ولا غلط

د.يحيى: مستغرب بهدوء؟!

د.محمود: آه

د.يحيى: يعنى لما تستغرب من غير هدوء يحصل إيه بقى؟

د.محمود: يعنى من بره كنت هادىء من بره بس

د.يحيى: وإيش عرفك ما يمكن هادى من جوه برضه؟ يعنى كده إنت هاتعمل لها إيه إنت راخر، ياخبر أسود ومنيل، الظاهر لازم نحط شرط للى بيشتغل فى التخصص ده إنه ممنوع لأقل من 11 سنة أنا بكلمك جد، مش فيه حاجة فى السينما اسمها ممنوع الدخول لأقل من 16 سنة، هنا ممنوع العلاج لأقل من 11 سنة، طيب يا ابنى هو فى نقط جيدة الدلالة والأهمية للسيكوثيربى عموما واحنا كررناها كثيرا، وهى البحث من البداية عن سبب التحويل وهدف التحويل، السبب غير الهدف، وده كان مهزوز عندك لإنى أنا محولهالك سيكوثيربى، والله ما أنا فاكر السبب بالظبط، ساعات العيان بيقول عاوز أتكلم ومش عارف إيه، وساعات مابيبقاش فيه سبب محدد ظاهر، غير أنه هو عاوز كده يتكلم وإنت عاوز فلوس، وخلاص وساعات تتأكد من سبب التحويل وهدف التحويل بعد جلستين تلاتة وتوصل لحاجة تانية خالص غير اللى اعلنت فى البداية، وده يتعلق أيضا بالأسباب عند المحيطين، والمهتمين، وفى حالتك دى أول المحيطين هوّا جوزها، انت بتقول إنك قابلته

د.محمود: أيوه، وأنا قعدت معاه مرتين

د.يحيى: قعدت معاه مرتين ومأقولتش لنا انت صدقت إن هو مرافق ولا مش مرافق

د.محمود: لأه كنت مصدق إن هو مرافق

د.يحيى: هو قال لك إنه مرافق

د.محمود: لأه هو ماقاليش صراحة بس أنا كنت هاسأله بعد ما يطمن لى

د.يحيى: وإنت عرفت منين

د.محمود: عرفت من إن منظومتة الأخلاقية تسمح له

د.يحيى: مابيصليش مثلاً

د.محمود: مابيصليش آه

د.يحيى: هما اللى بيصلوا بيرافقوا أكتر ولا اللى ما بيصلوش

د.محمود: مش عارف، أظن دى مالهاش نسبه أوى

د.يحيى: عموما كل جماعة  ليهم المبرر اللى يريحهم، ثم إن المنظومه الأخلاقية اللى إنت بتقول عليها ديه لا تقاس لا بالدين لوحده ولا بشعورك يابنى، ولأنها مقاييس عامة أنا معرفش أقيسها إزاى، هى صعبة إنك تعرف منظومة الإنسان الأخلاقية بوضوح أو تحديد، ثم إن كل المعلومات اللى إنت قولتها لحد دلوقتى محتاجه مصداقية ومن كل المصادر المتاحة منها ومنه وعنه، محتاجه مراجعة، لما واحد يقول لمراته أيوه انا مرافق ممكن يكون لها كذا تفسير: ممكن يكون قد كده هو متغطرس وعاوز يفرض عليها حاجه، ممكن يكون بيختبر معرفش إيه، ممكن يكون بيكذب، فيه رجاله، أظن كان مسرحية لفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى فيها الفكرة دى، بتاعة “إحنا الخنافس يابيه”، يعنى بيحبوا يتباهوا بحاجات ماعملوهاش، ودول بيحبوا يثيروا ستاتهم قال يعنى الواد فِتِكْ أوى وموعود بالنسوان، تقوم بقى إيه تحرص عليه أكتر وتحاول ترضيه اكتر، فيه راجل بيحاول يريح دماغه من كتر ما مراته بتقول له إنت بتخون انت بتخون، يقوم من زهقه يقول لها آه بخون بلاوجع دماغ، ماهو إحنا قاعدين مع بعض أهوه ومبسوطين وإنتى عارفه إن جسمك موافق، فخلى بالك يا إبنى  إن حتى لو حصل إن إحنا صدقنا وهو إعترف، الحكاية عاوزه مستوى تانى من البحث فى المصداقية‘ يعنى دى ست وعندها 46 سنة ومدرسة وبتعمل كده رغم نجاحها الجنسى مع زوجها شرعاً، قد يكون مفيش إستكفاء جنسى لكن زى مأقولنا المرة اللى فاتت واللى قبلها إن الجنس شىء والجوع العاطفى شىء، ووظيفة الجنس التواصلية شىء ووظيفة الجنس التفريغيه الروتينيه القهريه  شىء آخر، واحد عاوز يثبت رجولته واحد متوتر عاوز ينام، ده شىء غير وظيفته التواصليه اللى إحنا قولنا إن هى بدايات متكرره وليست نهاية، لدرجة إنى قولت إنى أنا إبتديت أعيد النظر فى طريقة لتقييم العملية الجنسية، كنت زمان بقول إيه: ده ماجالهاش ذروة الشهوة (أورجازم)، يبقى جنس مش نافع وكلام من ده، طلع إن فيه نوع أرقى لما قرأت بقى وقعدت أراجع الحالات اللى شوفتها وفكرتى وخبرتى والحدوتة كلها اكتشتفت إن المسألة مش بالبساطة دى، الجنس لغة وحوار وإبداع وساعات تفريغ وخلاص، وده عاوز يندرس كويس جدا،ً لو أن وظيفة الجنس كانت وظيفة علاقات تبقى حاجة بتنمو وتُثرى وترضِى، ولكن لما يكون وظيفة الجنس مجرد جوع وتفريغ يبقى ممكن ينتهى بجوع أكتر، يبقى حايبص لواحدة تانية، وقيس على ذلك.

 دى حالة جيدة جداً إنما تحتاج لكل هذه المحاذير ودراسة السبب، والهدف، والفروق الفردية، فيه ست أول لما تسمع إن جوزها كذا كذا تقيدها حريقة  وهات يا شعور بالنقص وعدم ثقتها بأنوثتها وبقدرتها على إرضائه والكلام الهبل ده، وأنا مرغوب فيّا ولا مش مرغوب، هو يعنى يقدر يستغنى عنى؟ وتبدأ الحدوتة، لازم العلاقة تبقى مبينة على أساس صح حتى دينياً، حتى لو صح من برة أهوه ماشى ومفيش أعراض ومفيش ألام ومفيش مضاعفات مفيش عطلة وبرضه عن الرجالة، فيه ناس لما مايكونش العلاقة مستمرة يتعطل عن شغله وهات يا خيبة، وهزيمة أنا مش راجل يبقى أنا مت وكلام من ده.

لما تيجى لحالة زى دى 46 سنة مش سن المراهقة أوعى تفكر إن الست تخلص بدرى زى ما بيشيعوا عن سن اليأس، يعنى 46 سنة، ده عز النسونة  بيقولولك ده بداية سن اليأس، ده كلام غير مفيد وغير علمى، يجوز اليأس من الإنجاب فقط بس الست بتبقى زيها زى الراجل بتمارس العلاقة بنجاح طول ما هى عايشة، التواصل البيولوجى مش بس لحفظ النوع إنما هو لحفظ الحيوية والشباب والإبداع بينى وبينك.

 نرجع لو سمحت لبنتها بقى وإبنها التانى: دول لازم تحطهم فى الاعتبار لأن العلاج النفسى مسئول عن المجموعة كلها: اللى بيستشير واللى مابيستشرش إحتمال إنها بتغير على جوزها من بنتها وارد وقد يصل للبنت عندها أربعاتشر سنة بتقول إنت ولا خمساتشر، ويمكن يضر البنت.

د.محمود: عندها 15 سنة

د.يحيى: ماشى 15، فى السن دى ممكن يوصل للبنت حاجات من غير ولا كلمة، حاجات كتير يعنى مجرد “غطى” هاتغطى من مين؟ لدرجة إيه؟ لأه بيبقى فيه كلام تانى بقى؟ وبيوصل للبنت وبيبقى إحنا مسئولين عن العلاج أد ما إحنا مسئولين عن الوقاية، مسئولين أمام الله  عن الست وبنتها زى عن جوزها كمان

د.محمود: ربنا يقدرنى، شكرا

د.يحيى: العفو ربنا يوفقك

*****

التعقيب والحوار:

د. كريم سعد

تعليق عام على الحالة: باحترم احترام حضرتك للجنس كلغة تواصل قوية ورابطة قوية بين الطرفين.

د. يحيى:

يمكنك الرجوع أيضا إلى أطروحتى عن “الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل”([2])  

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيي: يعنى انا باستعمل الميزان اللى عندى فى العيادة عشان يوزن كلام المريض أكثر من جسمه،

التعليق: انا كل ما يدور فى دماغى سؤال الاقى رده هنا.. كنت بافضل أقول هل ممكن استعمل الميزان اللى فى الاوضه ده فى حاجة تخص شغلنا..؟… الاقى ردك فى سطور الاجابات…. . الحمدلله لوجودك فى حياتنا يا استاذى ومعلمى العظيم.

د. يحيى:

هذا تعبير مجازى طبعا، كما تعرفين وهو للتنبيه على ضرورة احترام مقاييس المنطق السليم البسيط فى تحديد مصداقية الشكاوى والحكى.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.محمود: عرفت من إن منظومتة الأخلاقية تسمح له

التعليق: اظن الفكره النمطية المرتبطة بالمنظومة الاخلاقية محتاجة إعاده نظر… يعنى مفيش حاجة ثابتة فيها ولا ان ده يؤدى لده.. فى ظنى ان كل ما المعالج تخلى عن نمطية التفكير والاسباب الجاهزه حايكون عنده افق اوسع ورؤيه اوضح.

د. يحيى:

هذا صحيح.

أ. مريم عبد الوهاب

د. يحيى: لما تيجى لحاله زى ديه 46 سنة مش سن المراهقة أوعى تفكر إن  الست تخلص بدرى زى ما بيشيعوا عن سن اليأس، يعنى 46 سنة، ده عز النسونة، بيقولك ده بداية سن اليأس، ده كلام غير مفيد وغير علمى، يجوز اليأس من الإنجاب فقط بس الست بتبقى زيها زى الراجل بتمارس العلاقة بنجاح طول ما هى عايشة، التواصل البيولوجى مش بس لحفظ النوع إنما هو لحفظ الحيوية والشباب والإبداع بينى وبينك.

التعليق: كلام عظيم كالعادة… اظن يا دكتور الفكره دى بدأت فى التصديق والقبول اكتر شوية من زمان… على مستوى إعمار وثقافات مختلفة.

د. يحيى:

لا مانع، على البركة!!

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. محمود: وماكنتش شاكك فى الموضوع ده، وقعدت معاه مرة واحدة، وهوه كان فيه بينهم قبل الجواز علاقة جنسية كاملة وكملوا بعد كده

التعليق: دايما فى ثقافتنا بنركز على ان الراجل هو اللى مبيفوتش حاجة زى دى لمراته بعد الجواز.. لكن يبدو اننا اغفلنا تأثير ده على الست رغم انها مسأله حساسه للطرفين

د. يحيى:

هذا صحيح أيضا.

د. رضوى العطار

تعليق عام: بصراحة الحالة دى والمتن جدا اوجعنى وفعلا زنقة مؤلمة … رينا يعين.

د. يحيى:

الألم وقود “المواجدة”

رحمن رحيم

د. رضوى العطار

المقتطف: د. محمود: عرفت من إن منظومته الأخلاقية تسمح له

التعليق: طب والنبى ينفع الحكم المسبق ده؟!

د. يحيى:

أسألى المعالج.

د. رضوى العطار

المقتطف: “.. هى صعبة إنك تعرف منظومة الإنسان الأخلاقية بوضوح أو تحديد”

التعليق: الله ينور على حضرتك والله

د. يحيى:

وعليكِ

د. رضوى العطار

المقتطف: “… طلع إن فيه نوع أرقى لما قرأت بقى وقعدت أراجع الحالات اللى شوفتها وفكرتى وخبرتى والحدوتة كلها اكتشتفت إن المسألة مش بالبساطة دى، الجنس لغة وحوار وإبداع وساعات تفريغ وخلاص، وده عاوز يندرس كويس جدا،ً لو أن وظيفة الجنس كانت وظيفة علاقات تبقى حاجة بتنمو وتُثرى وترضِى، ولكن لما يكون وظيفة الجنس مجرد جوع وتفريغ يبقى ممكن ينتهى بجوع أكتر، يبقى حايبص لواحدة تانية، وقس على ذلك.

التعليق: أوافقك تماما، وشكرا على التوضيح ده

د. يحيى:

العفو

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 10-3-2019 www.rakahwy.net

[2] – محاضرة‏ ‏ألقيت‏ ‏فى ‏منتدى ‏أبو‏ ‏شادى ‏الروبى (لجنة الثقافة العلمية) 15/12/1998، ومقالة: “التكاثر‏: ‏رعبا‏ ‏من‏ ‏الموت‏ ‏جوعا” نشرت فى مجلة سطورعدد يونيو 2004 www.rakhawy.net

الحالة: (94) الحضّانة الحديثة لتفريخ الأطباء

الحالة: (94) الحضّانة الحديثة لتفريخ الأطباء

الحالة: (94)

الحضّانة الحديثة لتفريخ الأطباء

 منذ الطفولة([1])

د. فكرى: صباح الخير يا دكتور يحيى  هى عيانة عندها 25 سنة خريجة فنون تطبيقية

د.يحيى: حمد لله على السلامة، انت مش كنت فى رأس الحكمة مع العيانين الأسبوع ده، خير إنشالله

د. فكرى: آه هيّا عندها 25 سنة، متخرجة من فنون تطبيقية كانت بتشتغل فى الدعاية، وبطّلت.

د.يحيى: من الأول كده؟ تشتغل، وهُبْ مابتشتغلش!! اشتغلت قد إيه وبسرعة بطلت ليه؟

د. فكرى: هى كانت بتشتغل فى الدعاية والإعلان، وسابت الشغل من حوالى شهرين، هى مخطوبة وحاتتجوز فى أسوان بعد 3 أسابيع أو شهر يعنى أول شهر ثمانية، وحاتعيش فى أسوان مع جوزها وهو أبن خالتها، هى أبوها وأمها دكاترة، وهما حتى جُمْ لى عشان كنت باشتغل معاهم فى مستشفى أحمد ماهر

د.يحيى: هى سابت شغلها ليه؟

د. فكرى: هى بتقول إنها سابت الشغل عشان الجواز، وترتيبات الجواز، وكده

د.يحيى: إستنا بس، هوَّا جوزها ولا خطيبها ده بيشتغل إيه

د. فكرى: محاسب

د.يحيى: حر، ولاّ فى الحكومة ولاّ فى شركة؟

د. فكرى: آه ، بيشتغل فى شركة كويسة فى أسوان شركة كهرباء، حاجة زى كده

د.يحيى: وانت بتشوفها عشان تأهلها للحياة الزوجية فى أسوان يعنى؟

د. فكرى: هى حاتروح أسوان بعد الجواز مباشرة، يعنى حاتروح أسوان وتعيش هناك

د.يحيى: يعنى متفقين على كده تقريبا من غير ضغط؟

د. فكرى: آه، ما هو العلاج مفروض حاينتهى قبل الجواز بأسبوع

د.يحيى: بأسبوع واحد؟

د. فكرى: ما هى دى المشكلة اللى عايز أطرحها على حضرتك

د.يحيى: ليه معندكش أى رحلة لأسوان ولا أى حاجة ؟! (ضحك)

د. فكرى: لأ والله، هما جابوا لى سودانى (ضحك)

د.يحيى: هى معاك بقالها أد إيه؟

د. فكرى: حوالى 4 شهور يعنى قطعت 3 أسابيع فى الوسط

د.يحيى: بس أنت جدع جداً والله، كده قوام قوام؟ برافو”!  ما علينا كمـّـل بقى

د. فكرى: هما بيقولوا مافيش فيها حاجة، أمها دكتورة

د.يحيى: أمها إيه؟

د. فكرى: دكتورة طبيبة أطفال فى أحمد ماهر، وأبوها دكتور برضه

د.يحيى: ليه كده بقى؟ ما علينا هه؟ هى أسوانية ولا جوزها اللى أسوانى، ولاّ الاثنين

د. فكرى: لأ لأ لأ جوزها اللى أسوانى، وهو أبن خالتها يعنى عائلة أمها أسوانية، عايشين فى أسوان من زمان يعنى

د.يحيى: ليها كام أخ وكام أخت

د. فكرى: هى ليها أختين بنات واحدة أصغر فى ثانوية عامة وواحدة أكبر صيدلانية مخلّصة ومتجوزة وكان لها أخت اتوفت، وأختين فى كلية الطب وأخ دكتور صغير يا دوب مخلص، امتياز يعنى

د.يحيى: أبوها دكتور إيه

د. فكرى: طبيب نساء، اخصائى نساء وولادة

د.يحيى: كدهه؟ وبعدين؟

د. فكرى: ليها أخت أتوفت من سنين، كده فى خلال 3 شهور أكتشفو مرضها، وبسرعة أتوفت ويبدو إن الحدث ده عمل هزه فى العيلة كلها

د.يحيى: هزّة إزاى يعنى، ما هم كلهم دكاترة، وده قضاء الله

د. فكرى: مش عارف، بس ده اللى وصلنى

د. يحيى: هى كانت جاية بتشتكى من إيه؟

د. فكرى: يعنى هى شكوتها لما جت: إن بقالها سنتين ونصف عندها أصوات مستمرة 

د.يحيى: عندها إيه؟!

د. فكرى: أصوات

د.يحيى: أصوات؟؟

د. فكرى: آه، كتير أوى يعنى أصوات بيتكلموا مع بعض وبيكلموها، زى ظل عالم تانى يعنى من الأصوات، وهى مفسرها يعنى إن دى شيطانة كبيرة، ودول مملكة الشياطين بتاعتها بيتحركوا، وبيتنيهم عايشين معاها طول الوقت، بس هى الغريب يعنى أن هى بره الحكاية دى كويسة جداً فى كل حاجة، يعنى كانت بتشتغل كويس وبتجيب فلوس وكل حاجة وعلاقتها بأهلها معقولة وطبيعية يعنى حتى بالكلام معاها طبيعية مية المية

د.يحيى: مرة ثانية لو سمحت: هى كانت بتشتغل فى شركة إيه؟

د. فكرى: فى شركة دعاية وإعلان، وهى بدأت فى شركة وبعدين اتنقلت لشركة تانيه، يعنى هى كانت بتقول لى إن النقلة كانت عشان مرتب أحسن

د.يحيى: السؤال بقى؟ السؤال بتاع النهاردة؟

د. فكرى: السؤال إن انا كنت باشتغل معاها طول الوقت الشغل العادى، إن احنا نلم الكلام ده ونحطه على جنب، يعنى عالم الأصوات ده نحطه على الجنب، وتشتغلى وتكملى فى العلاقات والناس وكده، أصل هى علاقتها بأخوتها وحشة شوية، وعلاقتها بخطيبها شكلها أقوى، وكده لحد من شهرين ، لكن من حوالى شهرين أبتديت شوية تهتز وزى ما يكون عالم الأصوات بيتداخل أكتر فى أكتر بالتدريج

د.يحيى: طيب والأدوية؟ هل إديتها أدوية؟ وإيه كانت الاستجابة؟

د. فكرى: الأدوية مافرقتش، نيورولبتات، ومضادات اكتئاب زى بعضهم، يعنى أولاً هى بتقاوم أوى تزويد الدواء ومش منتظمة

د.يحيى: إنت بتزود الدواء ليه؟

د. فكرى: عشان الأصوات

د.يحيى: هى زيادة الدواء بتضيع الأصوات  كلها كده من غير تمييز، ما يمكن مش أصوات هلوسة، يعنى خيالات سمعية

د. فكرى: ما هى المشكلة إنها ساعات بترد على الأصوات وبتتخانق معاها وبتخبط دماغها فى الحيطة عشان يخرجوا، أقوم أنا أزوّد الدوا 

د.يحيى: بتزود الدواء لها ولا للأصوات!!؟ (ضحك)

د. فكرى: أبوها وأمها بيتدخلوا فى الدوا عمال على بطال

د. يحيى: نرجع للسؤال اللى ماردتيتش عليه: أنت بتزود الدوا لها ولاّ للأصوات؟ أنا مش باهزّر

د. فكرى: لأ لها طبعا، ما هو المشكلة إن أهلها بيشتكوا من أى دوا 

د.يحيى: طب ما تقول لهم إن الدوا ده للأصوات (ضحك)

د. فكرى: أنا فكرت كده برضه (ضحك)

د.يحيى: برافو، الكلام ده تركيبياً له معنى، مش هزار، أنا عارف انت بتقصد إيه وفاهم، أنا حافتولك معلش، عشان أنت شاطر

د. فكرى: يعنى لما أبتديت أعمل تفسيرات للأصوات وللى بتقوله، لقيتها بتتفركش زيادة

د.يحيى: بتعمل إيه؟!!

د. فكرى: بتتفركش زيادة، زى ما يكون الأصوات هى اللى بترفض التفسير، والجديد إنها بتقول إن الأصوات دى لما بتيجى بتلبسها كأنها مكلبشة جسمها “عشان ماعملش جنس مع جوزى لما اتجوز يعنى”

د.يحيى: ما تعملش جنس؟

د. فكرى: آه

د.يحيى: هو أنا مشخصها إيه؟ ولا حولتهالك ليه؟

د. فكرى: هو حضرتك ماحولتهاليش، يعنى هى جت لوحدها يعنى، والدها ووالدتها كانوا بيشتغلوا معايا فى مستشفى أحمد ماهر

د.يحيى: طيب هى متحولالك ليه؟  جابوها لك ليه؟

د. فكرى: بس هى كانت كشفت عند حضرتك برضه، يعنى فى معظم القصة إن هما عرفوا إنى باشتغل عند حضرتك، وهما معايا فى مستشفى أحمد ماهر، فجُمْ لى، فالدواء ده حضرتك اللى كتبته وكان نيورولبتات أساسا

د.يحيى: إنت قلت إن أبوها دكتور وأمها دكتورة

د. فكرى: أيوه بس أبوها مابيظهرش خالص يعنى هى أمها اللى فى الصورة

د.يحيى: المهم السؤال دلوقتى بقى إيه؟

د. فكرى: هو السؤال إن يعنى: هل أنا دلوقتى أمشى فى اتجاه إنى أنا أرجع تانى ألم وماتكلمش على الأصوات وأسيبها تروح تتجوز وتقعد فى أسوان، وكده مش حاشوفها خالص، هل ده ممكن؟

د.يحيى: دا حسب المرحلة اللى وصلتوا لها وحسب استعدادهم

د. فكرى: طيب وموضوع الجواز ممكن يكون عندها مقاومة له، والأعراض دى بتقول كده

د.يحيى: بصراحة عندك حق

د. فكرى: طيب وأنا اعمل إيه؟

د.يحيى: طيب شكراً جزيلاً يا ابنى، أنا شايف إن دى حالة فيها حاجات مهمة نتعلم منها، كتر خيرك

نمرة واحد إنهم جُمْ لك لوحدهم دا أول ما العيانين يبتدوا يجيوا لوحدهم يبقى أنت بتشتغل فى مهنتك مظبوط غالبا، وبعدين نمسك اللى قلته واحدة واحدة: إنت بتقول إن الأب دكتور والأم دكتورة، ودول عادة بيبقوا مصنع دكاترة، يقعدوا يخرجوا دكاترة وصيادلة على ودنه واللى ينفد من العيال ينفد بجلده.

د. فكرى: هو بس كل كلامى معاهم إن بلاش اختزال المسائل لكيميا ومش كيميا، يعنى طول الوقت بيكلمونى فى الكيميا الفلانية للمرض الفلانى وتغيرات الكيمياء العلانية فى الدواء التانى، وأنا كنت باحاول أوقف ده طول الوقت فى الأول

د.يحيى: لأ لأ ده إشكال أساسى، ده أشكال فى الموقف التربوى الامتلاكى اللى يقلب الأسرة لمصنع دكاترة، أو حضانة لتفريخ أطباء منذ الطفولة، وزى ما قلنا تلاحظ إن البنت دى هيا الوحيدة اللى نفدت من سلسلة الدكترة، ويمكن ده كان بداية ثورتها.

د. فكرى: آه صحيح، هى كانت جايبة مجموع يدخلها الطب بس هى اللى رفضت

د. يحيى: شفت إزاى!! نيجى بقى للخطوات اللى أنت عملتها خطوات شديدة الجودة: أولا: إنك تعمل عقد مع مريض محدود المده دى، للدرجة دى، دى حاجة نادرة بالنسبة لطبيعة شغلنا هنا فى مصر، يعنى  تروح شايف عيان تقول له أنا حشوفك 6 أسابيع والعلاج عايز 3 شهور، ده علم فعلا، وصعب التطبيق عندنا، أنا ماعملتوش تقريباً إلا نادرا، يمكن ماضطرتش أعمله إلا مع الجماعة اللى بيشتغلوا برّه وييجوا أجازات محدودة وعايزين يخفوا قبل الأجازة ما تخلص، فيه واحد مثلا جالى أمبارح من أسكتلندا، يعنى نفسى حد منكم يتبرع أنه يشوفه يبقى كتر خيره، هو قعد هناك 9 سنين عنده بنتين ومراته ست يعنى مصرية جيدة، وحاجات كده، وهو ما راحشى لاستشارى طبيب نفسى فى أستكلندا برغم طوال إقامته هناك، وقام جاى يتعالج فى مصر، وهو قاعد 7 أسابيع أجازته، لأ دلوقتى بقوا 6 يعنى 6 أسابيع، ففى مثل هذه الحالات ممكن تعمل عقد محدد المدة، أنا باضطر يعنى أقدم اللى أقدر عليه، أنا أعرف أن الاسكتلنديين دول غير الإنجليز، دول عيال أطيب وثقافة يعنى جيدة فيها حرارة شوية رغم برودة بلدهم، فالمهم يعنى كان بيخش على الموقع وبعدين عرف شوية حاجات عنّى، جاب بعضه وجاب مراته وجه، فده بيبقى عقد محدد المده غصب عن حبة عينى، وأظن بارجَّح من الأول إن أنا ما بانجحش، بس ساعات بانجح غصب عنى برضه، غصبن عن حساباتى، إزاى؟ ما عرفشى، فأنت عملت عمل جيد علمياً  وعمليا، يارب تتمرن عليه وأحوّلك الحالات دى.

 يبقى التحديات فى الحالة بتاعتك دى مش قليلة، نمرة واحد إنها جأت لك لوحدها، نمرة إتنين أن هو عقد محدد المدة، نمرة تلاتة حكاية الجواز  القريب اللى فى الغالب حرّك عندها إشكالة العلاقة بالموضوع، أحنا شغلتنا شغلة تصحيح وتوجيه، علاقات الجواز علاقة لسه متكلمين عليها الأسبوع اللى فات من أصعب ما يكون، فأنت رحت عامل مخاطرة جيدة وقبلت التحدى، والحكاية كلها فاضل شهرين ولا حاجة وتخش الامتحان، وحاتسلمها جدول علاقات من نوع صعب فعلا، ومن غير تحضير كافى زى ما فهمت من جو التربية اللى انت شاورت عليه فى أسرتها.

د. فكرى: جو تربية إيه؟

د. يحيى: تعالى نفتكر إن أبوها دكتور وأمها دكتورة وأخواتها كلهم زى ما قلت، إيه المفروض اللى ممكن نفترضه عشان نفهم مصدر الأصوات دى جاية منين وليه، مش احنا إتفقنا أنها مستويات وعى، وأنها شخوص داخلية فعلا، وفى الحالة دى الظاهر إن الشخوص الداخلية بتاعتها متعاصة تأليف من خيال مصنوع، فالأرجح إنها مزيج من الخيال اللى هو نشاط أحدث مش مجرد كشف للأعماق اللى باين أنها مشاركة برضه، وده ممكن يساعدنا فى تشخيص أقرب هوّا انت شخصتها ولا لسه؟

د. فكرى: لسه

د. يحيى: مش مر عليك تشخيصات فى ذهنك من الأول حتى لو اتغير التشخيص مرة واتنين

د. فكرى: أه حصل، يعنى بعد ما تصورت إنها هلاوس ذهانية رجحت إنها انشقاق من صنع الخيال خصوصا وهى بتحكى عنها بالتفصيل زى حكايات العيال

د.يحيى: إذن أنت وصلت تقريبا، إنها تأليف وبعدت عن إنها شخوص واقعية داخلية عندك حق: فعلاً الذهان الصريح ما بيجيش عادة بأصوات متستفة كده، فأظن إن دى فروض جيدة على أساس إنها بعدتك شوية عن الذهان الصريح، ومع ذلك شكلها كده مع ذكائها مع تحوّلاتها ومحتواها أنها مهياش بس كده، لازم واخده حته من الشخوص الداخلية، عموما الحكاية دى صعبة جداً أنك أنت تقول قد إيه داخلى وقد إيه خارجى صعبة فعلا انت عارف فروضى عن الأحلام وإن ازاى احنا بنألف أغلبها أثناء أو قبيل الاستيقاظ، أهى عيانتك دى زى ما تكون بتعمل كده، تروح لاقطة الحركة الداخلية الخايفة أو الرافضة أو المترددة وبتروح مستلماها وعاملة فيها شغل وهات يا صور صوتية أو مرئية، طبعا أنا مش عايزك تبالغ قوى فى فرض الفروض دى، بس لازم تحصل على معلومات  أكثر وأكثر عن طبيعة ثورتها المحتملة على حضانة الدكاترة اللى نشأت فيها، وبرضه عن ظروف الخطوبة دى وعن خطيبها، وعن مخاوفها من الجنس والأصوات بتقول لها إنها حاتكلبش جسمها عشان ما تعملش جنس مع جوزها.

د. فكرى: هى علاقتها بخطيبها علاقة رسمية شوية، يعنى هما يعنى بعاد عن بعض شوية، مع أن ميعاد الزواج قرّب.

د.يحيى:  ما هو تخويفها من الجنس (بواسطة الأصوات) نرجعه للتربية الخطأ فى مصنع الدكاترة بتاع أهلها ده، إما بطريق مباشر أو غير مباشر، أظن كان فيه تخويف إنه صعب ووحش وبيوجع ومش عارف إيه، وممكن برضه نرجعه لصعوبة تنمية تطوير العلاقة بالموضوع عموما، ما هو نمو ونضج العلاقات البشرية فى الأسر المتوسطة المقفولة الطموحة دى بيبقى صعب جدا، بيبقى “الآخر” عندهم قاصر على أفراد الأسرة المقفولة دى، ده إذا كانوا بيمثلوا لبعض أى “موضوع” “آخر” من أصله

د. فكرى: ما هو أنا مجرد ما أنا بافتح الكلام فى الحاجات دى، تقول لأه أنا مش خايفة وعادى وحاقدر أعمل دوّا

د.يحيى: ما هى بتقول أقدر، وفى الغالب هى مش عارفة تقدر على إيه، وأنا قلت لكم إن أنا بسأل فى المنطقة دى  كتير جداً وبالتفصيل، فألاقى الجهل والتشوية على ودنه مهما كانت درجة التعليم وعشان نختبر حكاية “تقدر” ولا “ما تقدرش” الحكاية عايزة: وقت، وصبر، وفن، وصنعه على ما تعرف هى تقدر على إيه وما تقدرش على إيه

د. فكرى: هو أبوها اقترح إن احنا نأجل الجواز

د.يحيى: مش أبوها بتاع الدوا  بيعمل إيه وما بيعملش إيه

د. فكرى: آه

د.يحيى: طيب بالذمة هو اقترح بأمارة إيه، وهو ماله؟ أنا آسف، أنا خايف أقول وهوّا إيش عرّفه مع إنه دكتور أمراض نسا، هى الحالة يابنى فيها علم وفيها شجاعة منك، إنما هى صعبة، فى الحالة زى دى لما باحتاس باعمل إيه بقى؟ باعمل حاجة لطيفة ما انصحكش تعملها، بافترض إنها ما جاتش العيادة خالص خالص، وطنشت الأصوات وكملت حقها واتجوزت، بصراحة يجوز كانت تنجح رغم كل حساباتنا، قصدى إن فيه حالات كتير عندها نفس الصعوبة والمخاوف اللى شاورنا عليها، ويمكن جالها أصوات بس فى الحلم أو حاجة زى الحلم وهددتها بفشل الجنس حتى الحلال، وعدّت، أى حالة من دول يجوز كانت اتجوزت وسافرت وحبلت وولدت وعاشوا فى التبات والنبات وخلفوا صبيان وبنات، ويمكن يفتحوا فرع للحضّانة الأصل لسد العجز فى الخدمة الطبية وسلامتك وتعيش، يبقى لو كده ظهور الأصوات والصعوبة المفترضة هو مجرد لغة أعمق للتنبيه على طبيعة وبعض معالم العلاقة الصعبة وتستمر المسألة كده جيل ورا جيل لحد ما ييجى جيل شجاع يسمح للأصوات إنها ترن الجرس فى الوقت المناسب، بس بطريقة شجاعة ما تتقلبش هلاوس عند الدكاترة النفسيين.

د. فكرى: يعنى ظهور الأصوات كده مفيد لها بالشكل ده

د.يحيى: بصراحة أنا خايف أقول لك آه تفتكر إنى باشجع الجنون، بس برضه احنا نحترم معنى الجنون مش الجنون نفسه ونستفيد من لغته وغائيته إن ما كانش للعيانة دى، يبقى لغيرها اللى عرف يقول لأ للحضانة وفى نفس الوقت كمل حياته وعلاقاته زى ربنا ما خلقه

د. فكرى: ياه،  دا حضرتك صعّبتها قوى

د. يحيى: بس انت قدها وقدود، ما تستعجلشى وربنا يصبرهم عليك وعليها ويوقفها

د. فكرى: يارب

*****

التعقيب والحوار:

أ. هدير ابو جلالة

التعقيب: جه فى بالى ان الاصوات دى خلقتها كبديل لأسرتها اللى هى متمردة عليها زى ما تكون عملت عيلة توانسها وتساعدها على ثورتها.

د. يحيى:

هذا تفسير سريع بسيط، أنا لا أميل إلى قبوله كنوع من النفسمراضية (السيكوباثولوجى) التأويلية المباشرة، وإن كنت لا أرفضه ما دام قد رجح احتمال أن تكون الأصوات انشقاقية تخيّلة أكثر منها إسقاطا هلوسيا لواقع داخلى مستثار.

أ. إسلام نجيب

حالة دمثة طيبة تعاطفت معها دون شفقة دون فوقية. بل بمشاركة.

د. يحيى:

أحمد الله أنك استطعت ذلك

ولكن دعنى أحذرك من الإفراط فى المشاركة التى هى غير احترام مستويات وعى المريض واحتواء الحل الذى توصلنا إليه بإبتداع هذه السيكودرامية.

د. كريم سعد الدين

المقتطف: الذهان الصريح مابيجيش عادة بأصوات متستقة كده

التعليق: ما يمكن الأصوات دى هى عملتها عشان تتكلم معاها وتعترض عليها مكان أبوها وأمها!

دى معلومة جديدة اتعلمتها

د. يحيى:

برجاء الرجوع إلى ردِّى على الابنة “هدير أبو جلالة” حالا.

شكرا

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: لأ لأ ده إشكال أساسى، ده أشكال فى الموقف التربوى الامتلاكى اللى يقلب الأسرة لمصنع دكاترة، أو حضانة لتفريخ أطباء منذ الطفولة، وزى ما قلنا تلاحظ إن البنت دى هيا الوحيدة اللى نفدت من سكة الدكترة، ويمكن ده كان بداية ثورتها

التعليق: أعجبنى التوصيف والتشبيه، كمان موافق حضرتك على الفرضية الثورية عند المريضة، إلا أنى مستغرب لجؤها للأصوات برغم ممارستها للثورة على أرض الواقع زى أنها مدخلتش الطب، يبدو أن ده ماكنش كفايه كموقف احتجاجى ثورى!

د. يحيى:

فعلا، يبدو أنه لم يكن كافيا

والمقارنة مع أخوتها تزيد الصعوبة وقد تفسر الجنون، لكن لا يصح أن تبرره!

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: بصراحة أنا خايف أقول لك آه تفتكر إنى باشجع الجنون، بس برضه احنا نحترم معنى الجنون مش الجنون نفسه ونستفيد من لغته وغائيته إن ما كانش للعيانة دى، يبقى لغيرها اللى عرف يقول لأ للحضانة وفى نفس الوقت كمل حياته وعلاقاته زى ربنا ما خلقه.

التعليق: كلام محترم، شوفت فيه كمان وظيفه الجنون متفجرة ، وفى حالة المريضة يبدو أنه حتى الجنون بالشكل دا ماكنش كافى أنه يوصل الرسالة، وكان يقابله مقاومة من الوالدين الدكاتره بتدخلهم فى الدوا .

د. يحيى:

هذا صحيح غالبا

د. رضوى العطار

المقتطف: د. فكرى “……هى الغريب يعنى أن هى بره الحكاية دى كويسة جداً فى كل حاجة، يعنى كانت بتشتغل كويس وبتجيب فلوس وكل حاجة وعلاقتها بأهلها معقولة وطبيعية يعنى حتى بالكلام معاها طبيعية مية المية”

التعليق: الله تكونش دى “فصام قِطاِعَى” Sectorial Schizophrenia

د. يحيى:

هذا اقتراح جيد، لكن نظرا لترجيح أن الأصوات هى خيالات انشقاقية وليست هلاوس أصيلة فالأفضل استبعاد الفصام

د. رضوى العطار

المقتطف: د. فكرى: “… الأدوية مافرقتش، نيورولبتات، ومضادات اكتئاب زى بعضهم، يعنى أولاً هى بتقاوم أوى تزويد الدواء ومش منتظمة”

التعليق: أعتقد الأدوية مش هاتعمل حاجة أوى فى الحالة دى غير بجرعات نيوروليتات كبيرة ولو إنى أشك أنها هتفرق!!

د. يحيى:

إذا ثبت أنها حالة انشقاقية  فلن تصلح لها حتى الجرعات الكبيرة التى نستعملها لتفكيك صلابة منظومة أو مآل سلبى. (هذا فى حدود خبرتى)

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى “… أنا أعرف أن الاسكتلنديين دول غير الإنجليز، دول عيال أطيب وثقافة يعنى جيدة فيها حرارة شوية رغم برودة بلدهم”

التعليق: ده صحيح والرجالة زيهم الرسمى جيبه (جونلة) يعنى، ففيه تصالح مع الأنثى جواهم محترم، عقبال رجالة مصر ما يتصالحوا زيهم!

د. يحيى:

ليس فى اللبس (الجونّلة) فحسب

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى: “… مش احنا إتفقنا أنها مستويات وعى، وأنها شخوص داخلية فعلا، وفى الحالة دى الظاهر إن الشخوص الداخلية بتاعتها متعاصة تأليف من خيال مصنوع”

التعليق: تعدد الذوات اللى حضرتك ذكرته فى الحواديت صح؟

 الحواديت اللى حضرتك حكيتها التلاتة شبه الهلاووس بتاعتها دول لو هنسميها هلاووس رغم أن تعبير (هلاوس) قاصر جدا واحترم بشده تعبير (خيال نشط) من مستوى أقدم أعتقد مش أحدث!

د. يحيى:

لم يقرأ أحد من أصدقائنا الحاليين (أصدقاء الموقع أو أصدقاء هذه الحالات) “الحواديت” ومع ذلك فالتعدد وارد وتفضّلك بتفضيل وصف “خيال نشط” طيب، وهو الذى يميز الانشقاق وليس الهلاوس الأصيلة.

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى “… تروح لاقطة الحركة الداخلية الخايفة أو الرافضة أو المترددة وبتروح مستلماها وعاملة فيها شغل وهات يا صور صوتية أو مرئية”

التعليق: مظبوط كده (نشاط أقدم) أعتقد أنها حاولت تتحمل النشاط ده بحدوتة الأصوات واللعب بيها.

د. يحيى:

هذا يوضح افتراض الخيال مع تشكيل الهلاوس ليظهر هذه الأعراض

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى “… وممكن برضه نرجعه لصعوبة تنمية تطوير العلاقة بالموضوع عموما، ما هو نمو ونضج العلاقات البشرية فى الأسر المتوسطة المقفولة الطموحة دى بيبقى صعبة جدا بيبقى “الآخر” عندهم قاصر على أفراد الأسرة المقفولة دى، ده إذا كانوا بيمثلوا أى “موضوع” “آخر” من أصله”

التعليق: أرجح الفرض ده أكتر!

د. يحيى:

ماشى

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى “… يبقى لو كده ظهور الأصوات والصعوبة المفترضة هو مجرد لغة أعمق للتنبيه على طبيعة وبعض معالم العلاقة الصعبة وتستمر المسألة كده جيل ورا جيل لحد ما ييجى جيل شجاع يسمح للأصوات إنها ترن الجرس فى الوقت المناسب، بس مش كده، لأ، ترنه بطريقة شجاعة ما تتقلبش هلاوس عند الدكاترة النفسيين”

التعليق: اللهم صلى على النبى، خايفة أحسدك على طريقة التفكير بالشكل التطورى ده جيدة جدا ومخيفة جدا ومطمئنة نوعا ما!

د. يحيى:

وأنا خائف أحسدك على دقة التعليق

***

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 16-3-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (95) صعوبات المعالج بين صدق مشاعره

الحالة: (95) صعوبات المعالج بين صدق مشاعره

الحالة: (95)

صعوبات المعالج بين صدق مشاعره

 وتحديات الواقع([1])

د.يحيى: إتفضل يا ابنى

أ.عماد: هو ولد عنده 20 سنة هو طالب فى إدارة أعمال الجامعة الكندية فى الفرقة الأولى هو عنده أخ وثلاث إخوات اتنين أكبر وبنت أصغر 18 سنة

د.يحيى: هو الأب شغال إيه؟

أ.عماد: هو الأب متوفى بقاله أكتر من 13 سنة

د.يحيى: يعنى الأب مات والولد ده عنده 7 سنين

أ.عماد: تقريبا هما تبنوه وهو عنده ثلاث سنين

د.يحيى: الله!! هو متبنىّ؟!

أ.عماد: آه

د.يحيى: دقيقة واحدة بس هو عنده 20 سنة دلوقتى مش كده؟

أ.عماد: أيوه

د.يحيى: والوالد مات إمتى

أ.عماد: وهو عنده ست سنين تقريبا

د.يحيى: وأمه

أ.عماد: هيّا مش أمه أمه، عموما الأم موجودة وعايشة

د.يحيى: والبنات أعمارهم دلوقتى

أ.عماد: هو أصغر من أخر بنت بـ 17 سنة، والكبيرة متجوزة

د.يحيى: ومخلفة؟

أ.عماد: متجوزة وعندها بنتين

د.يحيى: والتانية؟

أ.عماد: التانية كبيرة عندها 45 سنة وماتجوزتش

د.يحيى: والراجل مات سنة كام ؟

أ.عماد: الراجل مات وهو عنده تقريبا 65 سنة

د.يحيى: كان بيشتغل إيه؟

أ.عماد: الراجل كان عنده زى مصنع ملابس صغير

د.يحيى: والمصنع شغال لحد دلوقتى؟

أ.عماد: لأه

د.يحيى: والست؟

أ.عماد: الست مابتشتغلش

د.يحيى: ساكنين فين؟

أ.عماد: ساكنين فى المهندسين

د.يحيى: طيب سبب التبنى إيه بقى ما دام عندهم عيال

أ.عماد: هى البنت الصغيرة بدأت تخش جامعة، وليها شوية إهتمامات بالأيتام والكلام ده كله، فكانت بتروح دار أيتام كل أسبوع وهو الولد ده إتعلق بيها فى الدار، وبدأت تأخذه أجازات تاخده تفسحه وترجعه فى سن الثلاث سنوات، وبعدين وبدأ شوية يبات معاهم ليلة ليليتن وبدأ الولد يتعلق بيها، وهما العيلة بدأت تتعلق بالولد وبعدين بدأ الولد مش عاوز يقعد فى الدار والأيام اللى يقعد فيها فى الدار، بيقطع الأكل والشرب والكلام ده كله

د.يحيى: أيامها كان عنده كام سنة؟

أ.عماد: يمكن ثلاث سنين فهما فى الدار قاموا مانعين تماما إن هما يزوروه أو يقابلوا الولد فبدأ الولد فى الدار لا يأكل ولا يشرب 

د.يحيى: مين اللى منع الزيارة         

أ.عماد: المسئولين عن الدار، فقام الأب كان هو تعبان ومش عارف يعمل إيه وقال حاروح أتبناه، وعمل الإجراءات ومشى فى كل الإجراءات وخلّص وأخذ الولد

د.يحيى: بشهادة ميلاد؟

أ.عماد: أيوه بشهادة ميلاده وهو الولد إتسمى فى الدار اسم فيه شبه من إسم الأب من الأول خالص

د.يحيى: الواد عرف إمتى إن هو متبنى؟

أ.عماد: عرف وهو عنده 16 سنة وعرف صدفة

د.يحيى: إزاى؟

أ.عماد: هو كان رايح النادى وهو كان بدأ يعمل شوية مشاغبات فى النادى والأمن قال له إنت اللى عامل مشاكل فى النادى إنت من الأقارب، يعنى عضويتك عضوية أقارب، فبدأ يسأل يعنى إيه عضوية أقارب، فعرف فراح ليهم ومن هنا بدأ التحول فى الولد تماما

د.يحيى: كان الراجل مات؟

أ.عماد: آه كان الراجل الأب مات، هو الولد ده دخل المستشفى عندنا وقعد شوية فى المستشفى فترة

د.يحيى: قعد أد إية؟

أ.عماد: قعد 6 شهور

د.يحيى: دخل ليه؟

أ.عماد: بدأ يأخذ مخدرات وكان فيه عدوانية وبدأ يهمل فى الدراسة شوية والعلاقات ابتدت تبوظ

د.يحيى: حتى مع البنت الصغيرة؟

أ.عماد: آه البنت الصغيرة دية متجوزة ومخلفة ومابتشتغلش، هو عايش مع البنت الكبيرة والأم، بس العلاقة عموما باظت خصوصا مع الصغيرة اللى إتجوزت دلوقتى

د.يحيى: حصل إيه؟

أ.عماد: هى علاقتها فى الفترة الأخيرة بيه وحشة جدا، وهو علاقتة بكل الناس وحشة جدا، كمّ عدوان طالع على الجميع

د.يحيى:  إزاى؟ وليه؟

أ.عماد:  بيقول لهم أنا حائذيكم زى ما أنتوا أذيتونى

د.يحيى: أذوه فى إيه؟

أ.عماد: هو شايف كده، وهو كلامه أنتوا كنتم سيبتونى عايش عيشتى زى ما أى حد عايشها، كنت عشت فى الدار زى اللى فى الدار، إنتوا أخذتونى ليه وخلتونى أعيش فى المستوى ده ليه؟ أنتوا لازم توفروا لى كل حاجة

د.يحيى: هو عنده 20 سنة، يقصد أذوه على أى مستوى دلوقتى، طيب ده قانونا ده يورث ولا مايورثشى

أ.عماد: لأه مايورثشى، اللى أنا عارف إنه مايورثشى

د.يحيى: الأب مكتبلهوش حاجة؟

أ.عماد: كتب له شقة تمليك، وكان سايب له فلوس التعليم كلها

د.يحيى: طيب

أ.عماد: هو الفترة الأخيرة إنتكس ورجع يشرب تانى وبدأ الجنان ده يطلع العدوان اللى طالع ده وجات فيه فترة وساب البيت

د.يحيى: ساب البيت وراح فين

أ.عماد: راح قعد فى شقة بتاعتهم فى إسكندرية أخذ المفتاح بالعافية وراح قعد فى الشقة ديه هناك ومحدش ليه دعوة بيا وكده، بس طول لما كان قاعد هناك كان عمال يبتزهم فى فلوس، أبعتولى فلوس، هو كان غالبا قاعد بيضرب فقلت لهم إقفلوا السكة دى تماما ومحدش يبعتلوا فلوس خالص

د.يحيى: ده كان بعد ما قعد هنا فى المستشفى بقد إيه؟

أ.عماد: هو خارج بقاله دلوقتى سنة

د.يحيى: هو قعد هنا أد إيه

أ.عماد: قعد 6 شهور

د.يحيى: ماتعرفش أى حاجة عن  الأهل الأصليين

أ.عماد: هما حتى لما تبنوه راحوا الدار قالولهم القصة إنها كانت فى حادثة قطر فى أواخر التسعينات، حادثة القطر اللى حصلت فى العيد الكبير هو كان طفل من ضمن ثلاث أطفال هما اللى فضلوا عايشين فى القطر وماعرفوش يستدلوا على أهاليهم

د.يحيى: طيب فين السؤال بقى

أ.عماد: السؤال فى الصعوبة اللى انا حاسسها مع الولد

د.يحيى: هو دلوقتى هنا فى المستشفى؟

أ.عماد: لأه هو مش فى المستشفى هو بره بس بيجيلى، هو رجع من الإسكندرية ورجع الدراسة الترم ده وبدأ ينتظم بس طول الوقت وهو عمال يغلط فيهم

د.يحيى: يغلط فى إيه

أ.عماد: فى إتجاه إن هما لازم يأمنوا له مستقبله، لازم يجيبولوا عربية، ويحطـّوا فلوس بإسمه فى البنك

د.يحيى: الكلام ده موجه للأم

أ.عماد: آه للأم

د.يحيى: مش للإخوات

أ.عماد: مش للإخوات

د.يحيى: علاقة الأم بيه إيه من يوم ما اتبنوه حسب رغبة الأخت الصغيرة

أ.عماد: كانوا كلهم موافقين والأم مرتبطة بيه جدا

د.يحيى: إزاى

أ.عماد: هى ضعيفة طول الوقت، حتى وهو فى المستشفى ولما كان هنا بيتعالج، كانت ضعيفة فى التعاون فى العلاج

 د.يحيى: وبعدين؟

أ.عماد:  أنا جوايا حاجات كتير ملخبطانى هو بيجيلى دلوقتى بعدما خرج

د.يحيى: إستنى بس، أنا عارف شغلكم ومتابع نتائجه لكن ما أعرفش تفاصيله، هو شغل عظيم جدا ومنظم جدا

أ.عماد: بيجيلى كل أسبوع بعد ماقطع فترة طويلة وبعدها إنتكس ورجع قالىّ أنا عاوز أجيلك كلمنى، وإتفقنا وبدأ يشرب إستروكس، وبدأ يشرب حشيش، ووقفنا الإستروكس و الحشيش دلوقتى ماوقفش تماما

د.يحيى: بيشرب لوحده ولاّ مع حد

أ.عماد: لأه مع حد

د.يحيى: حد ولا حدود

أ.عماد: لأه مع حد واحد

د.يحيى: فين

أ.عماد: ده ساكن فى وسط البلد بيشرب فى بيته

د.يحيى: صاحبه ده مالهوش أهل

أ.عماد: لأه

د.يحيى: طيب هو موجه العدوان للأسرة بس ولا خارج الأسرة كمان

أ.عماد: لأه للأسرة

د.يحيى: خارج الأسرة لأ؟ أصحابه لأه، زملاؤه فى الدراسة لأه؟

أ.عماد: لأه

د.يحيى: خالص

أ.عماد: خالص

د.يحيى: موجه لمين فى الأسرة بوجه خاص

أ.عماد: موجه للأم والأخت الكبيرة وساعات الأخ أحيانا

د.يحيى: هو بيشوف الأخ إزاى؟ وفين؟ وكل أد إيه؟

أ.عماد: هو من ساعة الأخ ده كمان لما عرف بِعِد عنه خالص، وهوه شايف إن الأخ ده أخذ كل حقوقه وما “بيدنيش حقى” 

د.يحيى: الميراث كان كبير شوية

أ.عماد: آه كان كبير شوية

د.يحيى: إتحول إلى فلوس

أ.عماد: إتحول آه إلى فلوس، والأخ ضيع شوية فلوس، حاول يعمل مشاريع وفشلت

د.يحيى: فشلت! هو الأخ فيه حاجة فى سلوكه

أ.عماد: لأه

د.يحيى: شغال إيه

أ.عماد: هو مهندس

د.يحيى: مهندس يعنى فى شركة

أ.عماد: هو مهندس كان عنده شركة خاصة كده صغيرة ماشى وكذا مشروع يخش فيهم مانجحش فيهم قوى

د.يحيى: ولحد دلوقتى مش ناجح؟

أ.عماد: لأه مش ناجح فى حاجة

د.يحيى: إنت بتشوف الجدع ده كل أسبوع ساعة

أ.عماد: ساعة آه

د.يحيى: بتعمل إيه فى الساعة ديه؟ أصل أنا ما باعرفشى أكلم الجماعة دول فى إيه مدة طويلة

أ.عماد: أنا باشوفه كل أسبوع ساعة، أنا بصراحة باحبه، وأنا شايف بالنسبة ليا دلوقتى إنه يرجع للدراسة، هو نجح فى الترم الأولانى، فأنا عاوز يكمل فى ده، ماشى، الحاجة التانية بقى بدأت أشتغل فى إن إحنا نقلل المخدرات شوية أكثر من كده

د.يحيى: بيدفع كام؟

أ.عماد: بيدفع 200

د.يحيى: طيب ماشى أمه اللى بتدفع

أ.عماد: أختة اللى بتدفع

د.يحيى: أم 45 سنة ديه

أ.عماد: لأه اللى أصغر منها، الصغيرّة

د.يحيى: منين

أ.عماد: من جيبها

د.يحيى: يعنى من دخل جوزها ولا من ميراثها

أ.عماد: لأه من شغلها

د.يحيى: هى بتشتغل؟ بتشتغل إيه؟

أ.عماد: بتشتغل فى بنك

د.يحيى: طيب كمّل

أ.عماد: أنا أوقات كتيرة باحس إن الحدوتة ثقيلة عليا أوى من جوايا

د.يحيى: ما انا قلت إنى انا ما باعرفش فى شغلتكم دى قوى، بتهيألى إن الكلام ثانوى فى علاج الجماعة دول، بيبقى المهم تشغيل الأوامر والنظام والحركة وملء وتنظيم اليوم والعلاقات والوقت وكده

أ.عماد: هوَّا ده

د.يحيى: أنا مش عارف بتقعد معاه ساعة بتعملوا فيها إيه؟ وبتقضّتوها كلام برضه؟

أ.عماد: يعنى أنا كتير باتكلم وهو كتير بيتكلم على عدم إحساسه بالأمان اللى موجود طول الوقت، إحساسه إن هو لوحده

د.يحيى: ما تكلمتوش فى وسط الهيصة اللى إنت حكيتها دلوقتى عن تفاعله لما عرف أصله وفصله، وهو عرف وهو سنة 16 سنة

أ.عماد: الأول لما عرف إن هو مش إبنهم الحكاية ليها قصتين، كذبوا كذبة عليه إنك إنت باباك إن هو ومامتك ماتوا فى حادثة وهما ولاد عم وهو مالهوش حد تانى غيرهم

د.يحيى: هو عرف الحقيقية كلها أمتى؟ بعد ابوه ما مات؟

أ.عماد: أه وبعدين هو ماصدقش الكلام دة فجات الأم سألت وقالت لازم نقوله الحقيقة واللى حصل، فقالوا له الحقيقة كلها

د.يحيى: وهو عنده 16 سنة، عمل إيه بقى ؟

أ.عماد: كان فيه كم عدوان لفظى طالع فى الوقت ده: “أنا عاوز أعرف مين أهلى”، هو أنتم ليه عملتوا “فيا كده”؟ والعدوان قعد بيزيد، وبعد كده بدأ يخش فى الضرب بشكل كبير 

د.يحيى: طيب أنا حاسأل سؤال إدارى شوية: الجماعة اللى هما بيروحوا الملاجىء دول بعضهم بيبقى معروف مين أبوهم وأمهم وبعضهم لأه بعضهم، بيبقوا لقطاء ومجهولين تماما، وبعضهم لأه، الجدع ده من أنهى فريق؟

أ.عماد: ده مش معروف مين أبوه ولا مين أمه

د.يحيى: يعنى زى لقيط يعنى؟

أ.عماد: آه هما أهله ماتوا فى حادثة القطر ومعرفوش يستدلوا على حد من أهله يعنى أبوه وأمه أتحرقوا فى حادثة القطر وهو كان طفل بيبى ماعرفوش يستدلوا على أهله

د.يحيى: وانت بتشتغل معاه فى إيه؟

أ.عماد: أنا باشتغل معاه على فكرة أن إحنا نقلل الضرب والعدوان، وهوّا بدأ يرجع للدراسة، بدأ ينتظم فى الدراسة بس هو فيه جزء جواه ما بيهمدشى، أنا مش عارف أعمل إيه فى العدوان الداخلى ده، أنا عندى صعوبة لمّا باشوف العدوان على الأهل دول بابقى مستغرب، باحس ساعات إنى أنا مش قادر أكمّل معاه، عندى حاجات متناقضة ناحيتة يعنى أحبه ولا ماحبهوش؟

د.يحيى: السؤال دة مهم جدا إنت بتسأله لنفسك ولا بتكتشفه، يعنى إنت قاعد مع واحد تقوم مكتشف إنك بتحبه ولاّ بتقرر إنك تحبه؟ المسألة تفرق

أ.عماد: أنا مش عارف يا دكتور يحيى أنا أوقات باحبه بس ساعات بيطلع العكس

د.يحيى: يا ابنى إنت قديم وصنايعى وناجح، فلازم عارف الفرق، لما تكتشف إنك بتحبه غير لما تقرر إنك تحبه، اكتشاف الحب أقرب إلى آليات مهنتنا، ويبقى عكسه هو إعادة نظر فى هذه العاطفة، ومدى القدرة على توظيفها لصالح العلاج

أ.عماد: ده ممكن زى ما حضرتك قلت، بس ساعات أنا عندى صعوبة فى رفضه أكثر من كده قوى، وساعات بواجه الصعوبة عينى عينك وبيحصل وجع فى فكرة إن الواحد: “هو إنت لو مكانة حاتعمل إيه؟”

د.يحيى: أهو إنت شاطر أهه: أنا كنت حاسألك السؤال ده

أ.عماد: فيه حاجتين بقى لما باعمل تقمص للولد، احتاس، لما بابعد عنه بأحس بالذنب والتقصير

د.يحيى: يعنى إنت تصورت يابنى، إنت تصورت نفسك وخصوصا فى المراحل دى وتصورتك شاب عندك 16 سنة وقاعد كده ومالكش أب ومالكش أم وقاعد فى بيت غريب مهما كانوا ملايكة تصورت نفسك حاجة زى كده

أ.عماد: أنا تصورت نفسى وماستحملتش

د.يحيى: بعد ماتصورت رحت قفلت الباب ده وكمّلت؟ ولاّ إيه؟

أ.عماد: دا التقمص موجود طول الوقت يا دكتور يحيى، أنا موجوع وعندى صعوبة طول الوقت، أنا باعرضه فى الإشراف علشان أنا مش مستحمل أكتر من كده

د.يحيى: هيـّا أنهى حتة اللى وجعتك أكتر

أ.عماد: معرفة الولد بالخبر ده، والمفاجأة، وبعدين الوحدة

د.يحيى: وبعدين؟

أ.عماد: وبعدين كم الألم، كم الخوف اللى موجود

د.يحيى: هوّا خايف من إيه ومن مين؟ ولا انت حتى لما اتقمصته لقيت إيه؟

أ.عماد: يمكن أنا بالنسبة ليا حابقى خايف من الناس

د.يحيى: خايف من الناس إن يحصل إيه؟ إيه اللى يخوف فى موقف زى كده فيه حاجات طيبه، وفية صعوبات عملية تخوف، إيه  اللى يخوف ياعماد يابنى

أ.عماد: مش عارف أنا حاسس بتهديد طول الوقت

د.يحيى: إن إيه؟ إن يحصل إيه؟

أ.عماد: إنهم يتخلوا عنه، يمكن يبقى فيه تخلى تانى، أنا مش عارف أوصفه يعنى

د.يحيى: مافكرتش فى احتياجاته العاطفية المستقبلية وهو بيكوّن أسرة

أ.عماد: فكرت طبعا

د.يحيى: خايف عليه علشان كده

أ.عماد: دية حاجة أنا خايف منها، لما أعوز أكّون أسرة لازم أسأل الأول أنا مين فى الدنيا، وكمان أنا حاقدر أكمّل كده لحد أمتى؟

د.يحيى: دة بقى إتكلمتوا فيه؟ ولا لمحّتوا له؟ ولا خبّطتوا عليه؟

أ.عماد: لأه خبطنا عليه

د.يحيى: هو عنده 20 سنة النهاردة

أ.عماد: آه

د.يحيى: فيه إرتباطات أو ميول عاطفية

أ.عماد: أه فيه ميول عاطفية

د.يحيى: مع حد معين ولا نحو الجنس كله

أ.عماد: هو فى الفترة الأخيرة كان فيه علاقة كده موجودة معاه بقالها كام سنة معاه

د.يحيى: كام سنة ؟!

أ.عماد: أه بقالها من وهو مثلا عنده 14 سنة أو 13 سنة

د.يحيى: يخرب بيتك!! قبل ما يعرف؟

أ.عماد: قبل ما يعرف

د.يحيى: طيب قعدتْ أد إيه؟

أ.عماد: قعدت 3 سنوات وبعد كده إنقطعت

د.يحيى: إذن عرف وهىّ معاه

أ.عماد: أه وهى معاه

د.يحيى: قام قالها؟

أ.عماد: ما قلهاش

د.يحيى: طيب والعلاقة إنقطعت لهذا السبب؟

أ.عماد: لأه هى صاحبت حد تانى

د.يحيى: بوم بوم بوم، يعنى هى اللى خلعت

أ.عماد: آه

د.يحيى: خلعت قبل ما يعرف ولا بعد ماعرف ولا إيه؟

أ.عماد: لأه بعد ماعرف، بقالهم سنة ونصف كده

د.يحيى: يعنى من سن 16 لحد سن 18 قعدت معاه لحد ال 18 ومشيت؟ يا حبيبى يا ابنى!

أ.عماد: أه

د.يحيى: طيب هو شكله إيه

أ.عماد: هو ذكى جدا

د.يحيى: طيب ذكى، طب الشكل

أ.عماد: شكله مقبول

د.يحيى: وكان إيه تفاعله لما سابته

 أ.عماد: إبتدى يخش فى المخدرات والكلام ده كله    

د.يحيى: طيب هو عرف، ولما عرف والبنت سابته دخل على طول فى المخدرات ولا بعد شوية يعنى المدة قد إيه

أ.عماد: بين المخدرات ولما عرف؟

د.يحيى: أيوه باسأل عن تسلسل الأحداث

أ.عماد: تسلسل الأحداث فى الحتة دى بالذات؟

د.يحيى: أيوه يعنى كان بياخد مخدرات علشان ينسى ولا إيه؟

أ.عماد: هو بيدعى كده

د.يحيى: ولا اتوجع لدرجة أنه ما ستحملش فأخد مخدرات

أ.عماد: أعتقد أنه كان بياخد مخدرات عشان يطفى الوجع اللى موجود

د.يحيى: هو بيصلى

أ.عماد: لأه

د.يحيى: أبوه – رب الأسرة يعنى  الله يرحمه- كان بيصلى

أ.عماد: أه كان بيصلى

د.يحيى: وأمه

أ.عماد: بتصلى

د.يحيى: وأخواته

أ.عماد: وأخواته بيصلوا

د.يحيى: يعنى هو الوحيد اللى فى العيلة دى اللى مابيصليش، مش غريبه شوية هو الوحيد اللى مابيصليش، هل هما أهملوا فى ده شوية ولا إيه الفكرة اللى خلت الأربعه يصلوا وهوه لأ

أ.عماد: هو برضه فى سن المراهقه كانت الدنيا مش مظبوطه وهو كان خلاص حاسس إنه مش منهم، الظاهر كده

د.يحيى: هو عرف فى سن 16 سنة والصلأه تبدأ عادة من 7 سنين، الصلاه بتبدى من 7 أو 8 سنين، إيه اللى خلاه هو ده اللى مايصليش، ما هو لازم يا حبيبى يا ابنى نفحص كويس ونتساءل: عيلة: أب وأم وعيالهم بيصلوا، يبقى إيه اللى ممكن يوصله لو أهملوا إنه يصلى هوّا لوحده، غير بقية العيلة، يفوّتوا إنه ما يصليش حاجة تبص تلاقيها عاوزه تتفسر .. معلهش إبقى دعبس فيها، ديه حا توريك شوية حاجات يعنى، مش يمكن هما كان لهم منظومة تربوية أو أخلاقية أو دينية طبقوها على كل أفراد الأسرة وهوّا لأه

أ.عماد: هما كانوا كلهم مدللينه جدا

د.يحيى: يمكن حاجة زى كده

أ.عماد: اتهيألى فيه احتمال إنهم كانوا معتبرينه يعنى زى الطفل اللعبة يعنى

د.يحيى: أيوه ساعات تقدر تستنتج الغلط من حاجة زى كده لما تلاقى واحد هو الوحيد المتبنّى، وبعدين هوّا الوحيد اللى مابيصليش، تحس أن كان فيه فى التربيه تفرقه غير مفسرة، غير مبررة، يعنى وأنت قلت عليها الدلع او الاستعمال (لعبة) ده معهم، كّمل…

أ.عماد: اللخطبة اللى جوايا، أنا يعنى إنى أنا باحبه، بس أوقات لما بلاقى العدوان والغل منه على الأسرة الطيبة دى، ما باقدرش، انا باعرض الحالة عشان أعرف أنا  فين

د.يحيى: أنت بتحبه..، طيب، وهو بيحبك ؟

أ.عماد: أنا مش حاعرف أجاوب، بس اللى واصلنى ان هو بيحبنى، يعنى حتى فى عز الأزمات لما باكلمه بيسمع وبعمل حسابى

د.يحيى: هو ملتزم فى المواعيد معاك لأنه بيحب يبجى ولا نتيجه لضغط أمه

أ.عماد: لأه هو بيقولى أنا اللى باحب آجى

د.يحيى: طيب لما أنت تقمصت الأهل يا ترى ليه مفوتين له سواء من ناحيه الدلع؟ سواءً من ناحيه تفويت الصلاة؟ سواء من ناحية الاستحمال والصرف والتبذير؟

أ.عماد: أنا مش لاقى إجابة

د.يحيى: عندك حق، بس احنا اتعلمنا لما ما نلاقيش إجابة نحط فرض تلاقيه مش نافع يبقى فرضيين، وبعدين تلاتة فروض يا إبنى الفرض “إجابة محتملة” ما هواش سؤال!

أ.عماد: ماعرفش هو ممكن يكون فيه حاجات كتير، ممكن: ماعرفش هل يمكن يكون عندهم أحاسيس بالذنب ناحيته

د.يحيى: أهوّه دا فرض نبتدى بيه، ونتساءل يا ترى هما ممكن يحسوا بالذنب إنهم عملوا فيه أيه؟

أ.عماد: أن هما خدوه

د.يحيى: كويس كده، ماشى معايا، أصل ساعات الشهامة والمثالية، ودى صفات جيدة من الصفات اللى بنسقف لها بدون تحفظ، يعنى ساعات، تبقى غطا مش حلو، وبعدين عواطف البنت الصغيره اللى جابته تروح فارضه على بقيه الأسره قيم أعلى من خبرتهم فى العطاء او العدل وكده، فا يبقوا فرحانين بيه جدا وغصب عنهم الحته ديه بتروح عامله شغل عكّ، وكل ما يقربوا منها يخافوا يروحوا حاميينه أكتر ومطبطبين أكتر، أظن ده احد التفسيرات، فيه تفسير تانى: يكون فيه حته جواهم بتاعت الموال اللى بيقول: “إزرع فى أرضك وأرض غيرك لأه وربى فى ابنك وابن غيرك لأ” فيه موال كده أظن ده موجود جوانا حتى لو ما سمعناهوش، تفسيرات تانية قريبة من الفرض الأول زى يعنى معظم التفسيرات فى اتجاه إنهم يمكن تجاوزوا مستوى القيم اللى متصورين إنهم منتمين لها، زادت معاهم شوية شهامة همُا مش قدها وزى مأقولتلك، الفرض ده لو مانفعش ده ينفع ده ودلوقتى وصلنا لإيه دلوقتى؟ ونرجع نقول إيه السؤال أيه بتاعك النهاردة؟

أ.عماد: هو كان سؤالى هوّا عن المشاعر اللى ملخبطة جوايا فى الكلام اللى أنا أتكلمت فيه، أعمل فيها ايه، واللى جارى بينه وبين أهله، والسؤال التانى هو انا ماشى معاه والدنيا ماشيه يعنى حتى حددتله مصروفه، وفكره، والحاجات من بره والكلام ده كله، يا ترى ده كفاية؟ بس أنا مش عارف حا أقدر أستحمل ده للأخر ولا لأه

د.يحيى: أنت بتقول بتاخد 200 جنيه يبقى تستحمل على قد الـ 200 جنيه….، لا .. لا .. عندك!! إوعى تصدق يا عماد يا ابنى دا اللى انت بتعمله ده ما يتقدرش بملايين يا ابنى

أ.عماد: ربنا يخليك

د.يحيى: طب إذا كانوا أهله قصروا فى حكاية الصلاه بغض النظر عن هما بيوظفوها أزاى، إنت ما خطرشى فى بالك إنك تستعملها بطريقتنا

أ.عماد: دلوقتى الوضع اللى احنا فيه شايف إنه صعب أوى التدخل دلوقتى بالصلاة، دلوقتى يعنى. 

د.يحيى: عندك حق يمكن الدخول من مدخل علاقته بربنا يكون أطيب وأرحم وانت تستحمل التأجيل على قد ما تقدر

أ.عماد:  ما هو ده هوّا السؤال إزاى أستحمل يعنى فكرة إن أنا حا أستحمل، ولحد أمتى؟ يعنى ده سؤال طول الوقت هو جوايا

د.يحيى: أولا كتر خيرك، ثانيا دى حالة صعبة أكتر من أى تصور عادى، إنت تحتاس وما تنساش إنه هوَّا  محتاس برضه يا عينى وهو بيدور له على شكل، دا يا عينى بدأ وهو ما بيتخيلش شكل أب جواه، مافيش أب جواه لأن الأب ده بناء داخلى مش بس فى الخارج، يعنى توقيت غياب الأب فى السن دى مع المعرفه ديه تعتبر خبرات صعبة أوى لأن الاحتياج للأب بيبقى عالى أوى من بدرى، ثم إن العلاقة العاطفية اللى ظهرت وراحت مقطوعة من البنت مش منّه، ده مش بيبقى محتاج أب بس، ده بيبقى محتاج أب وأم وممكن البنت ديه تكون قامت بوظيفه الأم أو بوظيفه الأخت اللى هى تعتبر تبنته من الملجأ، وهوبْ وراحت سايباه واتجوزت، يبقى مش بس أبوه وأمه اللى خلفوه هما اللى سابوه، وأيضا أمه الجديده سابته وبعديين قدَر خلى أبوه اللى هو رعاه سابه برضه، بقوا تلات صدمات لواحد مالهوش سند داخلى، أظن مادام انت بتحبه تبقى أمين وشاطر وصابر فا تاخد يعنى طبعا وقتك، يعنى يستحسن تستمر معاه أكتر مدة ممكنة، وتصبر عليه صبر حقيقى، هوّا له مين الواد ده غيرك دلوقتى، انت شايفه كله، وشايف نفسك، يعنى الأم الغلبانه حا ترعى الحته اللى شايفاها مش حاترعى الحدوته اللى أحنا بنقولها دلوقتى، ومش حاترعى الفاقد المتكرر، مش حاترعى الوحدة المفروضة، وأظن يا بنى إن ممكن تفكر فى العلاج الجمعى اللى فيه انتماء مش بس للقاعديين فى الجلسة العلاجية، ده بيبقى فيه عزومة انتماء للمجتمع ككل دايرة ورا دايرة، ويمتد بعد كده لحد ربنا.

أصل يا إبنى الواحد بيتولد بهلومّه أهل وهلومه فرق وهلومّه جروبات جواه ويتنيه كل ده جوه ويلعب معاه وهو مش واخد باله، فا ده عنده الحته ديه فراغ نسبى وأنت وهو مش عارفين، وأنا مش عارف وأنت عملت شوية حاجات كويسة جدا، مثلا ما أستسهلتش ودخلته المستشفى، كان ممكن تستسهل وأصله بيضرب ومش عارف أيه وتروح مدخله، لأه بقى هى مش بالبساطة دى وفى نفس الوققت صبرت عليه صبر كافى يعنى فى نفس الوقت مشاعرك إيجابية بصحيح، هى مش استماع وتفريغ، لأ دى  رعاية واهتمام ومسئولية، التلاته دول فى العلاج النفسى (السيكوثيربى) يفرقوا، إنك ترعاه ده موضوع تانى، إنك تهتم بمستقبله والكلام ده موضوع، يعنى داخل فى المهنه بشكل أو بآخر، فى حاله زى دى ما تدقش أوى على الصلاه بدرى، وخليها من ضمن الأبنيه اللى بتتبنى فى الوقت المناسب، وبعدين فيه صعوبات مستنياك تانية، فاكر البنت اللى سابته دى، إنت فين وفين على ما تلاقى واحدة يعنى تملا الفراغ ده عاطفيا أو رسميا، كلهم حايقوموا بنفس الدور حسب نضجهم وطيبتهم، وأنت مش بتقوم بدور أب بس، لأه أنت بتقوم بأدوار ملء الاحتياج الإنسانى، والاعتراف الإنسانى، بشكل منظم وهادئ وفين بقى البنت اللى حا تحتمل كل ده وتستطيع إنها تستوعب ظروف هذا الشاب، وكمان العلاقات اللى هى سطحيه وحاجات كده مش حا تفيده، فا شوف حايجيلك مواجهات مش حأقولك أصعب من اللى أنت فيها، لأه بس فيها نفس الزنقة تبقى محتاس، كل ده وارد ومافيهوش فرص متعدده بحيث تنقى الحاجات اللى تناسب هذا الشاب، مش سهل خالص تلاقى الستات ولا البنات اللى مستعدة إنها تقول آه ولأه طول الوقت وهى بتحب، إنت بتقول آه ولأه لمده طويلة، حصل إيه، انت بتشتغل على أساس إن ينوبك ثواب، وأنت تستفيد، مش تستفيد يعنى تستعمله وتتعلم فيه، لأه ديه حالة لو انت قدرت تدى رغم هذه الصعوبات وتصبر إنت حا تستفيد وربنا حا يجزيك خير، وبعديين يا ابنى أظن إنك كنت أمين لما ما أندفعتش وأنت بتقول أنا باحبه، لأه مأقولتش كده أترددت وقولت فى “الغالب” يمكن “آه لأه” أه بحبه لما قولتلك عن الفرق أنك تقرر أنك “تحبه” ولا تسيب نفسك تحبه إجاباتك يعنى كانت إجابات صنايعى، وده كويس، وأظن أن ده اللى واصل للولد، الناس دول ما بيحبوش الكلام الحلو السهل، دول بيحتاجوا انك تبقى شايف ده ومستحمل وشايف ده ومستنى، كل ده ييجى بانتظام وتلقائية.

طبعا فيه حاجات تانية مش عايز أسأل فيها عشان حا تلخبط لنا الدنيا، واحنا مش ناقصين مثلا عن موضع الاهتمام بالنشاط الحركى فى الحدوتة دى كلها، وأنا ما باسميهاش رياضة، الرياضة ديه بتاعت واحد أتنين مش هيّا، تبقى عشان كده أنا بامنع فى كل روشتاتى “الجيم” و”الحديد” والكلام ده، إنما بأوصى بالرياضة المشتركة أو المزدوجة، الحاجات ديه لازم تبقى فى البرنامج يعنى ساعات لما الواحد يلاقى حوسه فى الحسابات بتاعتنا ديه أد كده مشبكة كده وفيها كل حاجة، مع كل حاجة الجسم بيقدر ينقى الحاجات اللى تصلح له، لما الجسم يبقى عمال بينمو ويبقى عمال يشتغل باعتباره وعى ومش عضلات ودم وجلد وبس، يبقى دوره حاجة تانية، ولاّ أقول لك، نأجل الموضوع ده النهاردة وشكرا

أ.عماد:  أنا اللى متشكر

*****

التعقيب والحوار:

أ. فؤاد محمد

تعليق عام على الحالة: عن كمية الألم الموجود فى الحالة، صعبة أوى الحالة، لاقتنى طول ما أنا بقرأها بتقمصها، وكتر خير الدنيا ان الموضوع على قد العدوان بس، أنا مش عارف لو أنا مكانه كان هيبقى حالى إزاى؟

د. يحيى:

أعتقد أن مشاركة كل من صاحبنا فى قراءة ما تقدم هى واردة بنفس الصدق والألم ويا حبذا المسئولية

أسأل الله أن يشملنا جميعا بلطفه

أ. فؤاد محمد

على الناحية الثانية، حاولت اتقمص الأسرة وازاى مستحمله وصابرة على كده!!

د. يحيى:

التكيف له قوانين لا نعرفها، حتى لو كان العائد هو الخسارة على الجميع

د. رضوى العطار

المقتطف: اكتشاف الحب أقرب إلى آليات مهنتنا، ويبقى عكسه هو دعوة إلى إعادة النظر فى هذه العاطفة، ومدى القدرة على توظيفها لصالح العلاج

التعليق: أوافق نوعا ما.. مظبوط كده!!

د. يحيى:

وهو كذلك

د. رضوى العطار

المقتطف: مش بس أبوه وأمه اللى خلفوه هما اللى سابوه، وأيضا أمه الجديده سابته، وبعديين قدَر خلى أبوه اللى هو رعاه سابه برضه، بقوا تلات صدمات لواحد مالهوش سند داخلى

التعليق: ألم فقد شديد جدا أوافقك تماماً

د. يحيى:

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: “هو إنت لو مكانه حاتعمل إيه؟”

التعليق: جيد جدا ومحترم السؤال ده من المعالج لنفسه ويدل على مواكبة إنسانية وصدق حقيقى على ما يبدو!

د. يحيى:

أشكرك

د. رضوى العطار

المقتطف: معلهش إبقى دعبس فيها، ديه حاتوريك شوية حاجات يعنى مثلا إن هما كان لهم منظومة تربوية أو أخلاقية أو دينية طبقوها على كل أفراد الأسرة وهوّا لأه

التعليق: جيد جدا الفرض والبحث بناء على فرض مهم ومحترم ..شكراً

د. يحيى:

ياليتنا نحترم الفروض مثلما نحترم الأرقام، وأكثر

د. رضوى العطار

المقتطف: بس احنا اتعلمنا لما ما نلاقيش إجابة نحط فرض تلاقيه مش نافع، يبقى فرضيين، وبعدين تلاته فروض، يا إبنى الفرض “إجابة محتملة” ماهواش سؤال!

التعليق: مظبوط كده ..

د. يحيى:

ماشى كلامك

د. رضوى العطار

المقتطف: زادت معاهم شوية شهامة همُـا مش قدها وزى مأقولتلك، الفرض ده لو مانفعش ده ينفع

التعليق: معاك حق فى الفرض ده، أعتقد ان لازم فى مواقف الشهامة الشديدة دى تحترم بدائيتنا، وان لو عقلنا تطور قيراط فجسمنا لسه فيه أجزاء منه بدائية جدا، وكذلك عقلنا بس بدرجة أقل أعتقد، الفكرة فى احترام وقبول عدواننا وتوحشنا واحتمالية ظهوره بقصد أو بدون، لكن شهامة وبس مستحيل، ده مش عايزه أشطح لكن يمكن عدوان الولد انعكاس لكبت عدوانهم الداخلى ثم استخدامه للتعبير!

د. يحيى:

هذا جائز (كفرض أيضا)

د. رضوى العطار

المقتطف: وأظن يا بنى إن ممكن تفكر فى العلاج الجمعى اللى فيه انتماء مش بس للقاعديين فى الجلسة العلاجية ده بيبقى عزومة انتماء للمجتمع ككل دايرة ورا دايرة، ويمتد بعد كده لحد ربنا.

التعليق: حلو وصف العلاج الجمعى بعزومة الإنتماء للمجتمع، أعتقد أن ده هدف رئيس أو المفروض يبقى كده لأى نوع من أنواع العلاج النفسى حتى الفردى (التواصل ده مستوى مصغر من تواصل مع أفراد المجتمع ككل فالعالم ككل)

د. يحيى:

هذا صحيح

د. رضوى العطار

المقتطف: أصل يا إبنى الواحد بيتولد بهلومّه أهل وهلومه فرق وهلومّه جروبات جواه ويتنيه كل ده جوه ويلعب معاه وهو مش واخد باله

التعليق: عاجبنى أوى لفظة “هلومة” دى.. موسيقية ومكثفة

د. يحيى:

ماشى

د. رضوى العطار

المقتطف: هى مش استماع وتفريغ، لأ دى رعاية واهتمام ومسئولية

التعليق: معاك حق، ده احترام جيد من المعالج

د. يحيى:

والله المعين

أ. هدير أبو جلالة

الحالة صعبة أوى لدرجة انى لاقيت نفسى متعاطفة مع الاسرة اكتر من الحالة وللأسف أصدرت أحكام على الحالة على لسان الاسرة زى: هو ده رد الجميل؟ هو ده جزاتنا؟

د. يحيى:

برجاء إعادة قراءة الحالة

مع الشكر

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: السؤال دة مهم جدا إنت بتسأله لنفسك ولا بتكتشفه، يعنى إنت قاعد مع واحد تقوم مكتشف إنك بتحبه ولاّ بتقرر إنك تحبه؟ المسألة تفرق .

لما تكتشف إنك بتحبه غير لما تقرر إنك تحبه، اكتشاف الحب أقرب إلى آليات مهنتنا، ويبقى عكسه هو إعادة نظر فى هذه العاطفة، ومدى القدرة على توظيفها لصالح العلاج

التعليق: برجاء التوضيح اكتر يا دكتور يحيى

د. يحيى:

برجاء قراءة العبارة ثانية بصبر جميل

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: وأظن يا بنى أن ممكن تفكر فى العلاج الجمعى اللى فيه انتماء مش بس للقاعديين فى الجلسة العلاجية ده بيبقى عزومة انتماء للمجتمع ككل دايرة ورا دايرة

التعليق: موافق على العزومه ، ومعجب بيها

د. يحيى:

شكرا

أ. مريم عبد الوهاب

تعليق عام :الحالة ثرية جدا… ومليانة مشاعر متناقضة وحقيقية… ربنا يبارك فى المعالج وفى حضرتك يارب

د. يحيى:

شكرا

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ.عماد: هى البنت الصغيرة بدأت تخش جامعة، وليها شوية إهتمامات بالأيتام والكلام ده كله، فكانت بتروح دار أيتام كل أسبوع وهو الولد ده إتعلق بيها فى الدار

التعليق: لما تروح دار الايتام دي.. بتلاقى كل الاطفال متعلقين بالزوار بشكل ملفت للنظر.. وكلمة ماما بتتقال لاى ست او حتى بنت… البحث عن ام او حضن وانتماء سمه اصيلة فى الاطفال دي… فلما ينتقى الطفل فيهم حد بعينه معناه انه وصله حاجة مختلفة… وعليها بيكون الخذلان اشد لما يحصل فقد أو تخلى

د. يحيى:

هذه ملاحظة جيدة قد تضيف إلى نوع الطيبة الإيجابية التى يتصف بها الكثيرون فى الشعب المصرى.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ.عماد: هو من ساعة الأخ ده كمان لما عرف بِعِد عنه خالص، وهوه شايف إن الأخ ده أخذ كل حقوقه وما “بيدنيش حقى”

التعليق: الولد قعد حوالى ٣ سنين مع الاب قبل الوفاة وكان راجل كبير… فى الحالات دى بيكون الاخ الاكبر امتداد للاب… لكن يبدو ان الاخ الكبير معرفش يلعب الدور وكان الأسهل له هو التخلي… كأن الولد كل ما ييجى يدوق طعم حاجة يكتشف انها بعدت، أو ماكنتش من حقه.

د. يحيى:

هذا محتمل جدا

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.يحيى: أهوّه دا فرض نبتدى بيه، ونتساءل يا ترى هما ممكن يحسوا بالذنب إنهم عملوا فيه أيه؟

التعليق: الحكاية بتبقى لعبة فعلا فى البداية.. طفل لا بيتكلم ولا بيطلب وبعد شوية اللعبة بتقلب جد وتكبر ويكبر معاها المسئوليات والالتزامات.. مشاعر الذنب وممكن الغضب من نفسهم لقرار غير مدروس والخوف من التورط فى مزيد من المشاكل منه يخلينا نحاول نصلح من الخطأ يمكن بمزيد من الاخطاء

د. يحيى:

كل هذا محتمل

أ. يوسف عزب

كنت ألاحظ دائما فى كثير من الحالات ان حضرتك بتسأل اسئلة كثيرة جدا تفصيلية، بس المرة دى ظهرت قوى،

الحقيقة انا بافرح بها بس مش عارف ليه ..ويتهيألى انها احتمال تكون اختبار للمعالج عن إحاطته هو بالتفاصيل… بس أتمنى ان يصل للمعالج أو ينتبه المعالج لغرضكم من هذه الاسئلة الكثيرة وشديدة التفصيل

د. يحيى:

وأنا أشاركك أمنيتك يا يوسف

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 17-3-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (96) الفرق بين الفرض والقهر والمواكبة

الحالة: (96) الفرق بين الفرض والقهر والمواكبة

الحالة: (96)

الفرق بين الفرض والقهر والمواكبة([1])

أ.سعاد: هى عيانة عندها 35 سنة، هى الثانية من 3 أخوات بنات والدها ووالدتها متوفيين حالياً

د.يحيى:  أختين بنتين أصغر ولاّ أكبر

أ.سعاد: هى اللى فى النُّصَ، هى دلوقتى مابتشتغلش، كانت بتشتغل فى شركة سياحة وجوزها شغال مرشد سياحى، مش قاعد معاها طول الوقت، طول الموسم بتاع الشتاء بالذات بيبقى فى أسوان، بيجى مثلاً كل شهر ونصف 3 أيام لأن هو بيقعد طول الصيف مابيشتغلش، شهر 7 و8 كله مابيشتغلش، فطول الفترة بعد كده بيسافر شهر ونصف ويجيلها 3 أيام، على الحال دا بقاله كذا سنة يعنى من ساعة ما ساب الشغل فى القاهرة

د.يحيى: هى جت بتشتكى من إيه؟

أ.سعاد: بتشتكى من المخاوف يعنى

د.يحيى: وجوزها عنده كام سنة

أ.سعاد: جوزها 40

د.يحيى: عندها عيال

أ.سعاد: آه، عندها بنت عندها 7 سنين، فهى كانت جاية بتشتكى من المخاوف، هى جت لى من شهرين حصل موقف كده فى شهر 12 اللى فات، هى وبنتها، وهمـّـا لوحدهم فى البيت الغسالة عملت ماس، وعملت حريقة، كان موقف كبير أوى وهى عايشة فى بيت لوحدها يعنى هى قاعدة فى شقة لوحدها

د.يحيى: الغسالة ولعت فى البيت، بالصدفة؟

أ.سعاد: آه ولعت بالصدفة، فمن ساعتها بقى وهى عندها المخاوف دى، ومش عارفة تقعد لوحدها

د.يحيى: قعدت الحريقة لمدة أد إيه؟

أ.سعاد: يعنى حوالى نصف ساعة، أو تقريبا كده، لأ مش فاكرة، بس الموضوع إتلم بسرعة

د.يحيى: بالمطافى؟ ولا بالجيران؟ ولأ إيه؟

أ.سعاد: بالجيران، فهى  من ساعتها بقى وهى بقى عندها مخاوف من القعاد لوحدها

د.يحيى: إنتى بتشوفيها بقالك آد إيه؟

أ.سعاد: شهرين تقريباً

د.يحيى: والحادثة دى إمتى؟

أ.سعاد: فى شهر 12 جتْ لى بعدها بكذا شهر يعنى حوالى شهرين تلاتة

د.يحيى: جت لكِ من بّره بّره

أ.سعاد: يعنى عندى عيانة تبقى هى دى مرات أخوها، فهى جت وهى بتشتكى إنها خايفة تقعد لوحدها، وكل شوية تكلم جوزها إنها خايفة وإنها تعبانة، وإنها مش قادرة تشيل مسئولية تانى، وهما بقالهم حوالى خمس سنين طول الوقت هوّا مش موجود، يعنى طول الوقت بيسيبها بالشهر والنصف وييجى ثلاثة أيام مثلاً

د.يحيى: زى ما شرحتِ فى الأول

أ.سعاد: تمام، شغله فى أسوان، مرشد سياحى فى أسوان، أشتغلت معاها شوية فى إنها تبتدى تتكلم معاه وهى برضه طول الوقت بتشتكى شكاوى جسدية، لكن ما بتقولشى إن هى محتاجة إنه يكون موجود، لأن كمان فيه معلومة عن البداية اللى أتجوزوا بيها، هى أتجوزته كان بيحب واحدة صاحبتها وراح يخطبها، فماوافقتش بيه، فهى دخلت فى الحدوته يعنى، فا هى زى ما تكون وهى بتتجوزه عارفه أن هو مش بيحبها هى، ده بيحب صاحبتها، وأتجوزوا، وهى علاقتها بأهله مش كويسة، وهو من عائلة كبيرة وهى من عائلة متواضعة شوية، فأهله كمان بيعاملوها مش كويس، فلما دخلت أنا فى التفاصيل دى لقيت إن الحاجات ليها أسباب يعنى، بس فاشتغلت معاه شوية فى إنها تعرف تتكلم معاه فى حاجات معينة، لأنه كمان حتى الجنس ما بينهم بعد 3  أشهر جواز: الجنس بينهم بقى مش ماشى كويس، لأنه هو مش بينفع معاها وسائل حمل فابيعملوا الجنس الأمـِـنْ ده، وهو كمان بقى زى ما يكون مش مستريح فى كده، فأنا لما كلمته لقيته متعاون كده شوية يعنى

د.يحيى: يعنى إيه متعاون كده شوية يعنى؟

أ.سعاد: جوزها لاقيته متعاون يعنى ما عندوش مانع يصبر ويسمع، ودا فَرَق شوية فى العلاج، يعنى أنا كنت محبطة شوية إن هى وحيدة ماعندهاش حد قريب منها، باباها وماماتها متوفيين وأخواتها واحدة متجوزه وفى الخليج، والتانية حد مش مسئول أوى وأصغر منها، وأهله هو مش موجودين، وموقفهم منها ما اتغيرش، هما كانوا رافضينها من الأول، فطول الوقت لوحدها، فلما جه جوزها ولاقيته متعاون شوية، ده فَرَق فى العلاج شوية، يعنى اتكلمت معاه بس ظهرت لنا مشكلة أن هو عايزها تخلف ولاد تانى، وهى مش راضية، هى مش راضية بإصرار، يعنى زى ما يكون مش قادرة  تتحمل مسئولية طفل تانى “وأنا لوحدى ومش معايا حد”، وكلام من ده، أنا فرضت عليها إنها تجيب طفل تانى، وتقريباً وافقتْ خلاص إنها تجيب طفل تانى، إنما أنا بعد ما عملت كده انزعجت جداً، فأنا يعنى حسيت إن أنا يعنى زى ما يكون  اقتحمتْ حياتها كده من غير ما تاخد وقتها يعنى

د.يحيى: ده حصل قبل الخطوبة ولا بعد الخطوبة

أ.سعاد: دى متجوزة من زمان

د.يحيى: أنا باسألـِـك عن خطوبتك إنتى

أ.سعاد: آه لأ دا بعد خطوبتى، بس إيه علاقة ده، بده

د.يحيى: معلشى، بعدين بعدين

أ.سعاد: أنا حاحاول أفسّر لحضرتك: هو الطفل الجديد ده حايحل مشاكل كتير يادكتور يحيى فى علاقته بيها، وعلاقته بأهله، وعلاقتها هى بأهله، لأن هما أهله كمان منزعجين جداً إن هى مش راضية تخلف تانى، وبنتهم بقى عندها 7 سنين، وهو الولد الوحيد لأهله، فأهله منزعجين جداً فأنا حسيت إن الطفل التانى ده حايحل مشاكل كتير

د.يحيى: المسائل متداخلة قوى فى بعضها

أ.سعاد: شوية آه، يعنى هو مستواه أعلى يعنى اجتماعيا، وهى مكسورة أصلا

د.يحيى: السؤال بقى

أ.سعاد: طيب ما أنا بأقول لحضرتك: أنا فرضت عليها ده وهى كمان ابتدت توافق

د.يحيى: اقترحتى ولا فرضتى

أ.سعاد: شوية حسستها إن هو دا الحل يعنى، بصراحة يعنى ضغطت جامد

د.يحيى: حل إيه؟

أ.سعاد: ما هما دلوقتى مش موافقين إنها تفضل بطفل واحد، عايزينه يتجوز تانى لو مخلفوش تانى، وأنا حسيت إن ده يمكن من حقهم برضه عشان هوّا الولد وحيد

د.يحيى: يعنى هوّا حايخلف لحسابهم

أ.سعاد: شوية، هما لهم سيطرة عليه يعنى، آه

د.يحيى: وهى حاتخلف لحسابه وحسابهم، إنتى مش واخده بالك تأثير ده إيه، طيب نركن المتنازعين ده على جانب، أنا بافكـّـرك بتأثير ده كله إيه على الطفل اللى جَىّ

أ.سعاد: ما أنا قلقة من ده

د.يحيى: انتى فاكره فى “الشيت” العادى لأى مريض بنكتب  فى التاريخ الشخصى هوّا (المريض) كان مـِـتـْـعاز من الأم، وبرضه كان متعاز من الأب، وحتى كانوا عايزنه ولد ولا بنت، ومتفقين على كده، لاّ مش متفقين؟ فاكرة؟ ومين اللى كان عايزه الأب ولا الأم، مش فاكره؟

أ.سعاد: طبعا فاكرة

د.يحيى: طيب تعالى نتعلم حتى من الحيوانات، هـُـمـّـا الحيوانات بيعملوا إيه؟ بيخلفوا إزاى؟ حد بيخلف فى الحيوانات لحساب حد تانى؟ مش احنا على الأقل نبقى زى الحيوانات؟ يعنى يبقى كلمة “فرضت” اللى انتى أستعملتيها دى كلمة جامدة، لكى حق تتخضى منها

أ.سعاد: هو أنا مش فرضت فرضت، بس أنا حسيت إن أنا وصلت لها رأيى بوضوح وشوية ضغط زيادة

د.يحيى: بصراحة أنا مش ضد الضغط، ولا ضد إبداء رأى المعالج صراحة، لكن كلمة “فرضت” دى هيا اللى خضتنى شوية، مع إنها ماشية مع ثقافتنا المتخلفة حبتين، لكن مش ماشية لا مع والقانون ولأ مع ثقافة الخواجات، هما غلابه مابيقدروش يتحركوا إلا حسب الحرية المكتوبة وحقوق الإنسان والكلام ده، وإنما إحنا بنتحرك أوسع شوية بس مسئولين أمام الله عن نتائج اللى إحنا بنعمله، يعنى لو إنتى فرضتى ده وجه عيل فى الظروف دى، وطلع نفسيته زى ما بنقول “الطفل غير المرغوب فيه” ومن مين؟ من أمه، أنا مش حأقول تبقى انتى السبب، لأ الربط المباشر كده مش صح

أ. سعاد: يعنى أعمل إيه؟

 د.يحيى: إنتى تقعدى تحضّريها علشان تتخذ هى قرار لها، قرار مناسب من ناحية مشاعرها ومسئوليتها ومن ناحية الواقع اللى حواليها واستمرار الأسرة والتهديد بجواز جوزها، وهى ممكن تأخد رأى حد من اللى حواليها مالوش دعوة بالطب والكلام ده.

أ.سعاد: بصراحة هى وحيده تماماً يعنى

د.يحيى: أنا فهمت كده

أ.سعاد: وحيده تماماً، مالهاش صاحبات، وكمان هى ماعندهاش أهل تقريباً

د.يحيى: ماشى معلش عندها 35 سنة، مابتشتغلشى وأقل اجتماعيا، دا قهر يابنتى، دا ذل

أ.سعاد: يعنى أعمل إيه؟

د.يحيى: خلينى أفكرك إن جوّا كل ست رغبة فى الخلف من حيث المبدأ، عشان كده كنت باهزر معاكى وأقول لك “بعد الخطوبة أو قبل الخطوبة” خطوبتك انت، يمكن كنت عايز أحرك فيكى الحتة دى، عشان المفروض بمجرد مشروع الأسرة ما يبدأ، جنب الحب والترتيبات، بتتحرّك جوانا، وجوّا الأنثى بالذات دوافع فطرية رائعة، فأول ما بتتخطبى بتبقِى مشروع مساهم فى الحفاظ على البشرية، وحفظ النوع يعنى، طبعا من غير ما تقصدى، الخلية بتاعتك إنت شخصياً معمولة عشان تحافظ على النوع البشرى، فبيتحرك فيكى ده، فعشان كده باهزر معاكى وبأقول لكى قبل الخطوبة ولا بعد الخطوبة، بس الهزار بيبقى جد زى ما هزرت مع الجدع اللى كان بيقدم الحالة المرة اللى فات واتكلمنا عن الأمومة وإنها غريزة مستقلة غير الأنوثة وكان كلام بجد مش بهزار، فإنتى تخلى بالك إن مهما الست قالت مش عايزه اخلف أنا مش عارفه إيه، دى الظروف ما تسمحشى، بيبقى جواها الأمومه جاهزة، لأنها هى مهيأة لكده خلقة ربنا، فإذا كنتى مقتنعة إن ده هو الحل، ولو حل تسكينى لمشكلة علاقتها مع جوزها وأهله، ممكن تخشِّى من باب تانى غير الضغط والمناقشات النظرية، وإن هى عاوزه ولا مش عاوزه، وده لو حركتى الحتة اللى هى تبع الأمومة قبل كل الهيصة دى، وكبّرتيها بالراحة عشان تصالح البيولوجى العادى، أعتقد إن ده ممكن يغلب التردد الشخصى، كل ست عاوزه تخلف زى ما كل ست عاوزه تتجوز، مش عاوزه يعنى نقص واحتياج وكلام من ده، لأه ده برنامج  بينذر إن الجنس البشرى مهدد بالانقراض زى أى نوع، وفيه ميكانيزمات طبيعية للحفاظ عليه، دى برامج موجوده فينا وفى كل الأحياء قبل أى برامج أخرى، انت مش سمعتينى دلوقتى بأقول على الحيوان إنه لما بيخلف بيخلف مش علشان أى حاجة تانية غير إنه يخلف، انتى كده بتمدى إيدك على الإيمان الأصلى بالحياه واستمرارها، لاقيتيه: تقدرى تكبّريه واحدة واحدة، مالقيتهوش يبقى فيه حاجة غلط، ويبقى أمرك وأمرها لله، ولازم تحترمى الضعف، والواقع، والفروق الفردية، وربنا يسهل.

أ.سعاد: ياه!!

د.يحيى: شكراً جزيلاً.

أ.سعاد: أنا اللى متشكرة

*****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

تعليق عام على الحالة: بصراحة انزعجت شوية من ضغط المعالجة لإنجاب طفل وكأنه استعمال لطفل لم يأت للحياة بعد، حل النزاعات الأسرية بالخلفة مسألة سيئة جدا وفيها استعمال صعب ويمكن ضد تطورنا واحترمت جدا رأيك لما ذكرت أن حتى الحيوانات بتعمل ده بتلقائية وفطرة طبيعية دون تخطيط مسبق لحل نزاعات مسلحة أسرية!!!

فيه فرع محترم جدا من علم النفس، حضرتك يمكن اشرت إليه لما ذكرت نقطة فى الشيت عن إذا كان الطفل مرغوب فيه من حيث النوع والتوقيت والا لا الفرع ده اسمه  prenatal psychology  فيه بيناقشوا إزاى رغبة الأم وقلقها بيوصل للطفل وهو جواها وبرضه احترامها وانبساطها لوجوده جواها، بصراحة اتألمت جدا لفكرة الطفل المشروع ده واستعماله وتصقيف المعالجة باطنيا لده .

د. يحيى:

عندك حق

 الطبيعة أكثر صدقا وحنانا على الأمهات من كلام منظم مرصوص أو محفوظ، ثم لا ننسى أن رغبة الأم وحتى قرارها هو مستوى واحد من مستويات تحمل مسئولية الأم وإطلاق سراح الفطرة من وصاية القهر، وسوء الاستعمال، والتشوية أو التنظير من خارج!

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: إنتى تقعدى تحضّريها علشان تتخذ هى قرار لها،

التعليق: عجبتنى الجملة ، اد إيه ده فيها صنعة وحسابات .

د. يحيى:

شكراً، مع التذكرة أن التحضير أصعب كثيرا من العطف والنصح والإرشاد، ناهيك عن الفتوى والمواعظ

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ.سعاد: وحيده تماما، مالهاش صاحبات، وكمان هى ماعندهاش أهل تقريباً

د.يحيى: ماشى معلش عندها 35 سنه، مابتشتغلشى

التعليق: حضرتك كنت دايما بتشاور على قوة العمل وعلاجه لمشكلات كتير… فى الحالة اللى معانا دى.. هل العمل يؤدى نفس دوره المأمول ولا هنا الامر مختلف؟

د. يحيى:

العمل هو مبرر الحياة، وهو صانعها والمحافظ عليها،

علماً بأن عمل ربة الأسرة الأم هو عمل رائع على شرط أن يتميز عن عمل “الخادمة” (ولا مؤاخذه)

كما أن العمل عندى للمرأة أصبح مكملا لشخصها واستقلالها بغض النظر عن إسهامها المادى

لكن هذا لا يعنى أن تكون المسألة أوامر بالعمل وإنما هى سماح بالعمل، واحترام للعمل، خصوصا للمرأة

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.يحيى: انتى فاكره فى “الشيت” العادى لأى مريض بنكتب فى التاريخ الشخصى هوّا (المريض) كان مـِـتـْـعاز من الأم، وبرضه كان متعاز من الأب، وحتى كانوا عايزنه ولد ولا بنت، ومتفقين على كده، لاّ مش متفقين؟ فاكرة؟ ومين اللى كان عايزه الأب ولا الأم، مش فاكره

التعليق: بشكر ربنا انه وفقنى للقرب من حضورك الباقى دوما فينا.. وبتعلم من كل حرف تقوله.. ربنا يباركلك

د. يحيى:

ربنا يبارك فيك.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ.سعاد: أنا حاحاول أفسّر لحضرتك: هو الطفل الجديد ده حايحل مشاكل كتير يادكتور يحيى فى علاقته بيها، وعلاقته بأهله، وعلاقتها هى بأهله، لأن هما أهله كمان منزعجين جداً إن هى مش راضية تخلف تانى، وبنتهم بقى عندها 7 سنين، وهو الولد الوحيد لأهله، فأهله منزعجين جداً فأنا حسيت إن الطفل التانى ده حايحل مشاكل كتير

التعليق: الست بتخاف تخلف تانى فى احيان كتير لما تكون علاقتها مش مستقره.. مع زوجها او اهله… وكأنها بتقول يبقى حملى خفيف لانى مش مطمنه اكمل.. اعتقد إشعارها بالامان والقبول يأتى اولا قبل أى قرار

د. يحيى:

هذا صحيح، لكن المسألة هنا تختلف، فالاستعمال ظاهر لدرجة جعلت حق الأم فى الاختيار مهزوز وسط هذا الإلحاح النفعى ورائحة الاستعمال.

أ. محمد عادل

التحضير مهم جدا وممكن ياخد وقت ومسئولية كبيرة وأحيانا بحس لما بأقول رأيى العيان هيعمل بيه وكأنه قرار منى

د. يحيى:

هذا صحيح

أ. فؤاد محمد

المقتطف:  تحضريها علشان تتخذ قرار

التعليق: عجبتنى يا دكتور “تقعدى تحضريها علشان تتخذ قرار” عملية فيها مشاركة وجهد ومسئولية واحترام بعكس قهر الفرض وتعسفه، كون أن اساعدها انها تبقى على الطريق من غير ما أفرض عليها تدخل من أى سلطة، ودى عملية مش سهلة يمكن صعوبتها بتخلى المعالج يستعجل فيستسهل فيفرض على عيانه القرار

د. يحيى:

هى فعلا عملية صعبة وهى تحتاج إلى فن ومهارة أكثر مما تحتاج إلى فهم وجسارة.

 

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 23-3-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (97) لغة الجنس بدون قواعد النحو

الحالة: (97) لغة الجنس بدون قواعد النحو

الحالة: (97)

لغة الجنس بدون قواعد النحو([1])

د.مدحت: هى عيانة عندها 28 سنة خريجة بكالوريوس إعلام صحافة عندها ولد واحد، كان اللى جايبها جوز أخت جوزها يعنى هو اللى جايبها تكشف عند حضرتك، حضرتك حولتهالى من شهر

 د.يحيى: 28 سنة؟

د.مدحت: أيوه 28 سنة

د.يحيى: اللى جايبها جوز أخت جوزها؟ إنت متأكد إنه جوز أخته؟

د.مدحت: آه هو اللى جايبها، وهى يعنى كانت شكوتها لما جت إن هى عملت علاقة جنسية مع واحد، وإن هى حاسة بالذنب نتيجة العلاقة دى وانها متقلبة انفعاليا، وحاسة إن علاقتها بربنا وحشة، وحاسة بالذنب ناحية جوزها

د.يحيى: قالت لجوز أخت جوزها هذه المعلومات

د.مدحت: آه

د.يحيى: وقالت لجوزها

د.مدحت: لأ ما قالتش لجوزها، وده جزء من المشكلة، هى قالت لجوز أخت جوزها لأن هو ضغط عليها لأن هو كان جاتله معلومات إن الشخص اللى عمل معاها علاقة جنسية بيلوح ويهدد وكده، فا قالتله، هو جوز أخت جوزها ده حد من عيله كبيرة شويه، وعنده نفوذ، فا يعنى استخدمته عشإن يوقف الراجل ده عن إن هو يئذيها لإن هو الراجل ده بيقول إن هو صورها فى العلاقة وحاجة كده، فكان عايز منها فلوس وحاجات كده، فهى اشتكت الراجل لجوز أخت جوزها اللى جابها وهى متغيره نتيجة لكل اللى حصل ده، وإنها بقت حاده جدا مع جوزها بتشتمه طول الوقت، انفعالاتها مش مظبوطة

د.يحيى: وهل فيه علاقات تانية؟

د.مدحت: هى بتقول آه متباعدة، وطبعا جوز أخت جوزها ما يعرفش غير العلاقة دى يعنى ماعندوش معلومات عن حاجة تانية

د.يحيى: انت بتشوفها بقالك قد ايه

د.مدحت: امبارح كانت خامس جلسة خمس جلسات بس فيه جلسة منهم قعدت مع جوزها بس

د.يحيى: طيب تأكدت أنها نامت مع الراجل ده أكتر من مرة ولا مرة واحدة

د.مدحت: مرتين

د.يحيى: ده اللى عرفته فى الخمس جلسات

د.مدحت: هى بتقول كده، قابلته مرتين، ونامت معاه مرتين، والعلاقة على مدى 6 شهور يعنى وفى كلام منها ومن جوزها برضه عن إن هى كانت: كان فيه زى استعمال وعلاقة محارمية من أخوها

د.يحيى: امتى

د.مدحت: وهى صغيرة يعنى فى سن 16 – 17 وإن هى ما كانتش بكر لما اتجوزت

د.يحيى: العلاقة مع أخوها قعدت قد إيه

د.مدحت: لأ، هى بتقول على مدى سنين طويلة بس الاكتر عند سن 16 – 17

د.يحيى: يعنى ايه من سنين طويلة يعنى من 12 الى 19

د.مدحت: آه تقريبا آه

د.يحيى: هى اتجوزت فى سن كام

د.مدحت: اتجوزت عندها 21

د.يحيى: بتقول هى ما كانتش بكر لما اتجوزت

د.مدحت: آه

د.يحيى: وده حصل من أخوها

د.مدحت: من أخوها آه، أو ده الكلام اللى قالته لجوزها، لإن هى دى روايتها هى وجوزها برضه

د.يحيى: سن 19 على زعم إن أخوها بطل وهى سن 19، وهى اتجوزت فى سن 21 يبقى يعنى قعد أخوها مبطل سنتين قبل الجواز ولاّ اقل؟

د.مدحت: هى فى النقطه دى مش واضحة، هى بتقول يعنى حتى فى اول يوم قالتلى انا مش متأكده من الكلام ده كله، بس مع الوقت لما اطمنت شوية فى الجلسات فابتدت تقول، فهى مش محدده قوى اوقات الاعتداء

د. يحيى:  يعنى وليه مسمـِّيه اعتداء مادام استمر 10 سنين؟

د. مدحت: لإن هى بتقول انها ما كانتش موافقة، اللى كان بيحصل كل ده كان غصب عنها

د.يحيى: يعنى واحدة تقعد ما توافقش 10 سنين؟! كفاية ما توافقش أول 10 دقايق، وكله يلزم حدوده

د.مدحت: كلامها إن هو حاجة متقطعه يعنى مش حاجة مستمرة

د.يحيى: وإيه سبب عدم استمرارها

د.مدحت: لأن فيه فترات برضه فى الوسط كانت هى مش مقيمة معاه، هى كانت فى السعودية وهو كان هنا فى مصر، أخوها ده

د.يحيى: طيب زى ما انت شايف المعلومات مهزوزة، وملخبطة، مش حاتسمح لنا بالإحاطة بالموقف الواقعى واحنا مستريحين للى بنوصل له

د.مدحت: ما هو ده جزء من المشكلة، يعنى المعلومات مافيش مصدر موثوق فيه من الـ3 أطراف اللى انا بتعامل معاهم: هى، وجوز أخت  جوزها، وجوزها

د.يحيى: ماشى اتفضل كمّل

د.مدحت: فأنا بعد أول جلسة دى طلبت منها أقابل الزوج، فالزوج جه وقابلنى، قال كلام صعب قوى يعنى، نمرة واحد بيقول انها بتحاول تقتله بحاجات واضحة يعنى

د.يحيى: تقتله؟!! كده خبط لزق، إزاى؟

د.مدحت: تقتله آه انها تديله انسولين زيادة بجرعات زياده، تحطله سم فرإن على الأدويه، تديله مهدئات بتحاول يخليه يدمن.

د.يحيى: الله لله، وهو شايف المحاولات دى وبيتفرج

د.مدحت: لأ، هو حاسس بنقظة ضعف فى العلاقة معاها، فبيفـّوت، ويحاسب

د.يحيى: إيش عرفك

د.مدحت: هى بتقول إن هو مش راجل يعنى كده

د.يحيى: الجماعة بتوع السكر دول بيتلككوا، السكر لـِوَحدُه مش سبب مباشر فى أى ضعف

د.مدحت: هو عنده السكر من زمان وبياخد انسولين بس من سنتين

د.يحيى: السكر بتاع الانسولين غير السكر بتاع الحبوب

د.مدحت: أعنف آه

د.يحيى: طيب وبعدين؟

د.مدحت: هو طبعا مش طايقها، وإن هى طول الوقت بتشتمه وبتبهدله وإن هم كانوا عايشين مع ابوه وامه وإن هم سابوا البيت مخصوص عشانها

د.يحيى: الجواز بقاله قد ايه؟

د.مدحت: الجواز بقاله 8 سنين تقريبا وإن هو عرف إن هى مش بكر بعد كتب الكتاب وقبل الدخله، ومارجعش فى كلامه

د.يحيى: خلفوا

د.مدحت: آه عندهم ولد واحد زى ما قلت فى الأول

د.يحيى: عمرة

د.مدحت: 7 سنين

د.يحيى: علاقتها بيه ايه؟ بالولد؟

د.مدحت: هى بتقول علاقتى بيه كويسة بس فى الفتره الاخيرة بعد العلاقة الجنسية الجديدة حاسة بالذنب فمش قادرة تتعامل معاه

د.يحيى: أخر مرة نامت مع جوزها أمتى؟

د.مدحت: من شهرين، مرة واحدة من شهرين، هى بترفض

د.يحيى: بترفض بناء عن ايه؟

د.مدحت: بناء على فتوى شرعيه قالها لها جوز أخت جوزها إن لازم تنفصل عنه لمدة 9 شهور ما ينفعش تعمل علاقة جنسية لمدة 9 شهور

د.يحيى: دى فتوى شرعيه موضة قوى، بصراحة ما أقدرش أقول إنها كده بالضبط فى الشرع ولا لأ، أنا مش فى موقف الفتوى.

د.مدحت: هو قال كده هى بتقول المفروض انى انفصل عنه، واطّلق، واتوب

د.يحيى: يمكن تسع شهور عشإن ضمإن عدم اختلاط الأنساب لو خلفت يبقوا عارفين مين أبوه

د.مدحت: ما هى بتقول كان المفروض أُرْجـَـم، بس لو تـُـبـْـت يبقى لازم انفصل عنه 9 شهور، ده الكلام اللى هى قالته.

د.يحيى: كويس برضه، والله فكرة، والزوج رأيه إيه؟

د.مدحت: هو راح للدكتور شعلان من سنتين وقعد مع دكتور مساعد من عنده لمدة شهرين يعنى حوالى 8 جلسات، وبصيت على الأدوية اللى كان بياخدها منهم، حاجات مهدئة وضد الاكتئاب وكده

د.يحيى: راح عشانه ولا عشانها

د.مدحت: عشانه، هو بيقول لى إن انا ما بقيتش انام معاها بسببها، وانه ما بينامش طول الليل غير مدة ساعه واحدة

د.يحيى: ما طلقهاش ليه؟

د.مدحت: السؤال ده بيجاوب عليه باستمرار انه عشإن الولد عشإن نحافظ على الولد، انا شايف انها حِجّه مش حقيقية يعنى المشكلة انا لما قعدت مع الزوج أنا شخصته “اضطراب شخصية غير كفء”، على أحسن الفروض

د.يحيى: معقول، بس ده تشخيص صعب ومتواتر فى ثقافتنا المصرية عند الرجالة لدرجة إنه ممكن مايعتبرشى مرض.

د.مدحت: وهى بتعامله وحش، بس مش للدرجة دى، هى السبب، بس جوز اخته ده بيقولى إنه هو ضعيف فعلا قدامها ، وجوز أخت جوزها ده دكتور فى الجامعة وبيفلسف الامور شوية يعنى

د.يحيى: إنتَّ بتشوفه كتير

د.مدحت: هو بييجى معاهم كل جلسة، هو كان بييجى معاها هى لوحدها فى الأول، وبعدين انا اصريت إن انا اشوف الزوج، فا بقى بيجى معاه ولازم يخش لى بعد ما يدخلوا هم ويتكلموا.

د.يحيى: ليه؟ وانت بتسمح بكده إزاى؟

د.مدحت: همـّا فعلا جايبينه بيقوم بدور الوسيط، وزى ما يكون هوّا مدكـّن مخبئ حاجة أنا مش عارفها

د.يحيى: يمكن عايز ينام معاها؟

د.مدحت: انا شايف كده برضه

د.يحيى: طب وهوّا لازم ياخد موافقتك لو ده غرضه؟

د.مدحت: مش موافقتى،  مش عارف، ما هو أنا مش فاهم إيه دوره بالضبط

د.يحيى: انا باتكلم على جوز أخت جوزها، هو بيحاول يتقرب لها؟ ما شعرتش بحاجة زى كده؟

د.مدحت: ما هو لازم يستنى 9 شهور على حد قوله!

د.يحيى: يا صلاة النبى، يعنى الفتوى تمتد إنها ما ترافقش تانى إلا بعد 9شهور، يعنى كل 9 شهور بمرافقة دا إيه الشرع الجديد ده يا ابنى؟

د.مدحت: بس هم قالولى ده أمر مسلم بيه، أنا ما أعرفش

د.يحيى: مسلم بيه ايه يابنى، آه، يجوز عشإن انت مش من دينهم ممكن تصدّق

د.مدحت: انا دخـّلتهم لحضرتك الخميس اللى فات عشإن أديله دوا، عشإن أدى الزوج دواء

د.يحيى: أنا ناسى، دوا إيه اللى ينفع فى التشخيص ده

د.مدحت: أنا سؤالى بالنسبة للأولويات، انا مش عارف أبتدى بإيه، يعنى كل ما امد بايدى فى حته حاسس أنها حتسمـّع فى ناحية تانية ومش حاينفع

د.يحيى: فى حالة زى دى احنا نشوف يا ابنى ننتهى بإيه، مش نبتدى بإيه، بالطلاق ولا بالشكوك فى الجميع، ولا بالعجز والانسحاب، وهمـّا بأه يبتدوا من أول وجديد زى ما همـّا قادرين. 

د.مدحت: أنا لا أنا عارف اصدقها للأخر، ولا عارف أصدق جوزها للأخر، ولا عارف أصدق جوز أخته للأخر، فالدنيا صعبة قوى

د.يحيى: عندك حق، المصادر متضاربة، ومايـْعـَه تماما

د.مدحت: طيب أعمل إيه

د.يحيى: طيب وإيه موقف أبوها وأمها فى الهيصة دى

د.مدحت: ده برضه جزء من المشكلة، جوزها بيقول إن هم غشوه، هى قالتله إن أبوها مهندس وإن أمها حكيمه كبيرة، وإن هو اكتشف بعد كتب الكتاب وقبل الدخلة إن هى أبوها مجرد مشرف فنى فى مصنع، وإن أمها ممرضة صغيرة، وحتى محافظة على شغلها عشان البقشيش مش المرتب

د.يحيى: هى حلوة

د.مدحت: هى آه مقبولة

د.يحيى: كتر خيرك يا ابنى،  فى اللخمة دى عندك حق، أولا: هى مدة صغيرة اللى قضيتها معاهم، وهى حالة صعبة جدا، فبالتالى المعلومات مهزوزة جدا جدا، هو واضح إن فيه تعاقدات كثيرة متعددة الأطراف كثير منها تحت الترابيزة، وعلى مستويات كثيرة: فى أول مستوى هذه مريضه تعالج عند الدكتور النفسانى تحت اشراف دكتور كبير ده المستوى الظاهر، وهوه اخيب مستوى: المستوى الثانى: بقى مستوى الخداع،  المستوى الثالث: مستوى لوى الدراع، المستوى الرابع: مستوى الصفقات،  المستوى الخامس الغامض بتاع حضور الراجل قريبها بدال جوزها من الأول للآخر.

يعنى زى ما انت قلت كده بالظبط: المعلومات مهزوزة هزة مهببة والتعاقدات متشابكة ومختلفة الأطراف ومختلفة الأغراض، ما احناش عارفين جوز أخت جوزها ده متعاقد حاضر طول الوقت كده بصفة إيه، وهى استعانت بيه عشإن يلوى دراع الراجل اللى مشى معاها، وما اعرفناش عمل إيه فى الحكاية دى، وجوزها اللى يقعد يتهمها كل الاتهامات دى ومستحملها أزاى؟، وبعدين المدة الطويلة جدا بتاع علاقتها بأخوها دى سبع ثمإن تسع سنين سابت لنا إيه؟ إيه اللى يتبنى فى بنت صغيرة أول ما تعرف الجنس تعرفه من مصدر فيه كل التحريم ده وللمدة الطويلة دى، وبعدين لما بنت تعمل علاقة فى سن 7 سنين ولمدة 7 – 8  سنين يبقى سابت لنا بلاوى زرقا من ساعة ما عرفت يعنى ايه راجل ويعنى ايه جنس لحد قبل ما تتجوز بسنتين  فى سن 21، يعنى بقت واحدة تانية خالص ما نعرفهاش، ويمكن هى ما تعرفش نفسها، لا يمكن يعنى تكون كونت فكرة رجل، وست، وجنس، ولذة، وموضوع، ومسئولية، بشكل سوى أو حتى بشكل مرضى معروف، فدى ظروف شديدة الغرابة، حتى ما هياش ظروف حيوانية يعنى وبدائية وخلاص، لأ دى شديدة الغرابة، إن لم تُدرس بشكل كافى وبفروض مرنة حاتعرف تعالجها إزاى دى وانت بتقارن الجنس اللى هى عملته خارج المؤسسة الاجتماعية والدين منذ الطفولة بجنس الزواج، ازاى ده؟ نقيس بإيه؟ وانا بيتهألى إن حتى مقياس الحلال والحرام مش مطروح بشكل واضح هنا، بالرغم من انها قالت فى الأول إنها حاسة بالذنب نحو جوزها ونحو ربنا، الدنيا يا إبنى ملخبطة خالص

د.مدحت: هى فعلا مع جوزها بتضربه بعد الجنس، يعنى لازم تزقه وتأذيه بعد الجنس

د.يحيى: الله اعلم إيه اللى بيحصل بالضبط

د.مدحت: أنا حاولت، وماوصلتش لحاجة محددة

د.يحيى: انا حتى بعد الأطروحة بتاعتى عن “الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل”([2])‏ لقيت فيه تشعبات كتير أنا ماتعمقتش فيها ، اللغة اللى بتدور بين الأجساد دى لغة خاصة عند البنى آدمين، يمكن أكثر من أى كائن حى، ويمكن هى لغات كتيرة ومتلخبطة وداخله فى بعضها، وبعدين لما تكون وظيفة زى الوظيفة الجنسية، دى لها موقع محورى فى العلاقات، وفى التطور، وفى الإبداع، وفى التواصل، وتتشوه من بدرى كده بسوء الاستعمال لبنت سنها 9 سنين إيه اللى يفضل منها يأدى وظيفته الأصلية والتطورية والتواصلية فى الحياة العادية بعد كده؟

د.مدحت: طب وانا أعمل إيه؟

د.يحيى: أولاً: ما تستعجلش فى إصدار الأحكام، وبعدين تتأكد من متانة العلاقة العلاجية واحتمالات استمرارها، وبعدين تحدد الأطراف أصحاب المصلحة من أول الواد ابنهم الصغير لحد الجدع اللى بيجى معاها ده، وما تترددش إنك تعمل إعادة تعاقد معاها كل ما توصلوا لمحطة محددة، يعنى هدف متوسط، تصور يا د. مدحت يا ابنى أنا خطر ببالى بعد كل ده إن العيانة دى لازم يوصل لها بعد ده كله درجة من الرؤية والقبول والاحترام.

د. مدحت: يعنى أعمل إيه دلوقتى؟

د. يحيى: تعمل إيه؟ نتعلم وتقول لنا الصعوبات ونحاول سوا فاحنا كمان نتعلم، مش قصدى نتعلم فيها ولا منهم لأ، قصدى توصل لنا الرسالة نقوم نحترم تحديات التركيب البشرى، وتشويهات المجتمع ومخاطر الضلمة

د. مدحت: يعنى، أعمل إيه؟

د. يحيى:  احترام، وتدعيم، وسماح أكتر من اللى بتاخده دلوقتى، انما لأ مش سماح لدرجة إن احنا نبرر لها استمرارها فى سلوك بدأ غصبا عنها غالبا من سن 11 سنة أو أقل وبعدين لقت نفسها فى علاقة رسمية جديدة مع زوج من غير أى قواعد ضبط نحوية ترفع الفاعل وتنصب المفعول وتحدد المبنى والمعرب والممنوع من الصرف، ما هى الحاجات بتّم بالتدريج والتصعيد لحد أجرومية “نحو” الجنس ما تأخذ شكل محكم، يعنى قانون اجتماعى (أو دينى أو أخلاقى) يتزرع جوا جوا ويعمل له كيإن ووجود ومعالم ، اللى حصل فى الحالة دى هو اطلاق صراح لغة “من غير نحو”، “من غير قواعد”، من غير “ممنوع من الصرف”، “ممنوع من الجنس” ومن غير هدف، ومن غير ناس، ومن غير ربنا، دى حالة صعبة وشديدة الثراء، ولازم تتعلم منها اللى انت عايزه، واحنا كمان نتعلم سوا

د. مدحت: ياريت

د. يحيى: عندك حق بس الحكاية تستأهل وابقى قول لنا تانى حصل إيه، وانت فين.

د. مدحت: حاضر، يا رب أقدر

*****

التعقيب والحوار:

أ. يوسف عزب

ما التقطته- لواحد من بره المجال- أكثر من حاجة الحالة: درامية عالية جدا وثرية جدا زى ماحضرتك قلت ويخرج منها كتيير، المعالج مستعجل عاوز من حضرتك حاجة سريعة ومباشرة يعملها..وكل تركيزه: اعمل ايه ..اعمل ايه..مش مركز على إصقال نفسه فى الاستيعاب والتعامل،

 كانت احاطته بالحالة اكثر هتخلى حضرتك تفيدنا وتفيده وتفيد الحالة اكثر مش عارف هل من المسموح ان يقال للطبيب سيب الحالة دى كبيرة عليك؟

د. يحيى:

أولاً: ما حكاية “بره المجال” أليس المرضى أنفسهم هم من بره المجال

ثانياً: من الذى يقول لمن “سبب الحالة!!؟

لو كان الأمر بترك الحالة هو دور الاشراف، فمن أين التعلم ولماذا الاشراف أصلا؟

د. كريم سعد الدين

الراجل الثالث ده أعتقد ليه دور pathological  قوى جدا فى العلاقة، لازم تقييم مشاعر الست ليه هو كراجل بعيداً عن مساعدته ليها،

 وأعتقد المعالج لازم يوقف تدخله فى العلاج بشكل غير مباشر لأنه واضح إنه ممكن أخذ دور المنتهز مكان الراجل اللى نامت معاه.

د. يحيى:

هذا احتمال ورد فى نص الحوار مع المعالج

أما تنفيذه فهو صعب جدا ويحتاج إلى مهارة خاصة

د. كريم سعد الدين

المقتطف: “..المستوى الثانى: بقى مستوى الخداع،  المستوى الثالث: مستوى لوى الدراع، المستوى الرابع: مستوى الصفقات،  المستوى الخامس الغامض بتاع حضور الراجل قريبها بدال جوزها من الأول للآخر.

التعليق: عظيم جدا النظرة المفصلة دى

د. يحيى:

شكراً.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د:يحيى:  وما تترددش إنك تعمل إعادة تعاقد معاها كل ما توصلوا لمحطة محددة، يعنى هدف متوسط، تصور يا د. مدحت يا ابنى أنا خطر ببالى بعد كل ده إن العيانة دى لازم يوصل لها بعد ده كله درجة من الرؤية والقبول والاحترام

التعليق: نقطه إعاده التعاقد دى بتخلى الطريق اوضح للعيان والمعالج.. ويمكن للمعالج اكتر… عشان ماينساش نفسه ويغرق فى فرعيات مالهاش لزمه… ربنا يديمك لينا نور ومعرفه يا استاذي..

د. يحيى:

هذا صحيح

وهو يشعرنا بأهمية عامل “الوقت” فى أى علاقة، ولأى تغيـُّـر

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.مدحت: هى بتقول كده، قابلته مرتين، ونامت معاه مرتين، والعلاقة على مدى 6 شهور يعنى

التعليق: قابلته مرتين ونامت معاه مرتين فى خلال ست شهور.. دى نسبه قليله جدا لو حطينا فى الاعتبار علاقتها بجوزها… معنى كده ان فيه احتياج تانى غير الجنس سددته العلاقة دي… لكن كمان محتاجين نفهم ليه الشخص ده هددها… بناءا على ايه… وازاى وصلت الاخبار لزوج اخت الزوج… لفه طويله اوى وبعيده.. اظن التحرى فى الجزء ده هيفتح معلومات مهمه

د. يحيى:

التحرى واجب دائما

لكن التوصية هى أن يكون تحرّى “المعالج” وليس تحرى “المحقق” وشتان بين هذا وذاك.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.مدحت: هو راح للدكتور شعلان من سنتين وقعد مع دكتور مساعد من عنده لمدة شهرين يعنى حوالى 8 جلسات، وبصيت على الأدوية اللى كان بياخدها منهم، حاجات مهدئة وضد الاكتئاب وكده

التعليق: الزوج قدامه علامات استفهام كتير.. وصعوبه فى تفسير موقفه اللى يخليه يستحمل انها تضربه بعد الجنس، اظن ان اللقاء بالزوج مهم انه يندرج تحت مسمى علاج نفسى له هو شخصيا… مش لمجرد فهم موقفها.

د. يحيى:

طبعا مهم جدا، وقد يغير خطة العلاج برمتها، أدعو الله أن يكون تغيرا إلى أحسن، وإن كان تشخيص اضطراب الشخصية المحتمل يجعل التكهن بمآل العلاج النفسى أقرب إلى اليأس من احتمال تغير حقيقى.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: انا شايف انها حِجّه مش حقيقية يعنى المشكلة انا لما قعدت مع الزوج أنا شخصته “اضطراب شخصية غير كفء”، على أحسن الفروض

د.يحيى: معقول، بس ده تشخيص صعب ومتواتر فى ثقافتنا المصرية عند الرجالة لدرجة إنه ممكن مايعتبرشى مرض.

التعليق: انا محتاجه افهم يعنى اضطراب شخصية غير كفء… مش فاهماها

د. يحيى:

هذا نوع من “اضطراب الشخصية” واسمه بالانجليزية Inadequate personality أى غير الكفء وأمرة غريب فى مجتمعنا، فهو يختلف عن اضطرابات الشخصية الأخرى لأنه غالبا لا يُعد اضطرابا، فهو كثير التواتر للأسف فى مجتمعنا، ولكن تحت صفات خادعة ومواصفات ملتبسة، فكثيراً ما يوصف صاحبه بالطيبة والمسالمة أو التضحية والتنازل، وهو فعلا يتنازل عن النجاح خصوصا التنافسى، ويتنازل عن الطموح ويتنازل عن القيادة، ويتنازل عن كثير من حقوقه كما يتميز بالاعتمادية أو التبعية الظاهرة أو الخفية وبرغم كل ذلك فمازال يوصف أحيانا بالطيبة والبساطة أو السهولة

وهناك أغنية كنا نرددها أطفالا وشبابا خاصة فى الرحلات حين نكتشف كل هذه الصفات فى شخص ليس له مزايا معينة، ويوصف بالطيبة، فكان أحدنا يبدأ قائلا:

“فلان دا طيب” فنرد جميعا كأننا جوقة مدربة:

 “دا لا هو طيب ولا حاجة دا اهبل وعبيط”

فيقول الحادى: لا يا جماعة، واللهِ دا طيب

فتكرر المجموعة نفس النفى

“دا لا هو طيب ولا حاجة دا أهبل وعبيط”

وقد يتكرر ذلك أكثر لتنتهى الجوقة بإضافة دالة وهى تغنى معا:

“دا لا هو طيب ولا حاجة دا أهبل وعبيط

وريالته نازلة على صدره: أربع قراريط “

انظرى يا مريم إلى القوة النقدية فى هذا الشعب من الشباب وهو يعرى هذه الشخصية إلى هذه الدرجة، هذا نقد ذابح للأسف

أ. محمد عادل

من رأيى أنا شايف ان لو حصلها الرؤية والقبول والاحترام هايفرق كتير ومش فاهم الراجل جوز أخت جوزها كنت محتاج معلومات أكتر عنه.

د. يحيى:

وأنا أيضا

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: وعلى مستويات كثيرة: فى أول مستوى هذه مريضه تعالج عند الدكتور النفسانى تحت اشراف دكتور كبير ده المستوى الظاهر، وهوه اخيب مستوى: المستوى الثانى: بقى مستوى الخداع، المستوى الثالث: مستوى لوى الدراع، المستوى الرابع: مستوى الصفقات، المستوى الخامس الغامض بتاع حضور الراجل قريبها بدال جوزها من الأول للآخر.

التعليق: موافق حضرتك يا د يحى ، حاله متعدده الصعوبات ، اعتقد ممكن تحتاج متابعه للزوج مع معالج اخر مع تحديد دور الرجل الغامض بسلامته؟

د. يحيى:

ربما، وإن كنت أتوقع الصعوبة وسوء المآل كما ذكرت حالا

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: أنا شخصته “اضطراب شخصية غير كفء”، على أحسن الفروض

التعليق: اللى هو ايه يا د يحيى ؟

د. يحيى:

أرجو أن تقرأ ردّى على الابنة مريم منذ قليل.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 24-3-2019 www.rakahwy.net

[2] – محاضرة‏ ‏ألقيت‏ ‏فى ‏منتدى ‏أبو‏ ‏شادى ‏الروبى (لجنة الثقافة العلمية) 15/12/1998. www.rakhawy.net

الحالة: (98) انطفاء وانسحاب ووراثة محسوبة

الحالة: (98) انطفاء وانسحاب ووراثة محسوبة

الحالة: (98) 

انطفاء وانسحاب ووراثة محسوبة([1])

د.يحيى: أتفضل يا بنى

أ.علاء: هو ولد 17 سنة هو الأول من ثلاثة بعديه ولد فى أولى ثانوى 16 سنة وبعديه بنت 15 سنة فى ثالثه إعدادى، يعنى همـّـا ولديين وبنت 17 و 16 و 15 سنة، هما من المنوفية الأب مخلص بكالوريوس زراعه شغال رئيس قسم إنتاج فى شركة جبنة، الأم مخلصة بكالوريوس تربية شغالة مدرسة فرنساوى هو الولد دخل عندنا فى شهر 11 قعد هنا حوالى 15 يوم وخرج عشان كان عنده إمتحان

د.يحيى: إمتحان إيه؟

أ.علاء: ثانية ثانوى

د.يحيى: ماشى، هه

أ.علاء: هو كان داخل فيه (عدوانية) والتاريخ العائلى بتاعه إن والده دخل مستشفى أبو العزايم مرتين وماشى على 3 بريانيل وأمبول هالوبيريدول كل أسبوعين، وكان منتظم على العلاج ومتحسن.            

د.يحيى: هه، وبعدين

أ.علاء: هو الولد ابتدى يتعب من قبل ما يجيلنا بسنتين، وكان شاطر جدا وناجح جدا فى الدراسه وكان بيلعب كورة وليه صحاب وكل حاجة، بعد وفاة جدته اللى هى والدة أبوه بدأ إنه هو يتعب، يقول لأه إن هى مامتتش، وهى عايشة ونزل معاها القبر ورفض يطلع، وطلعوه بالعافية بعدها بدأ يتعب خالص ويبقى فيه العدوانية دى، الغريب فى الحالة إن الأب بعد وفاة والدته علاقته أتحسنت بزوجته، علاقة الأب أتحسنت بزوجته اللى هى أم الولد ده بس الولد بدأ يبعد عن الأم، الولد كان متعلق بأمه جدا، إنما بعد اللى حصل ده ابتدى العدوان ناحية الأم وعلاقته بيها اتقلبت خالص، لدرجة إنه وصل إنه مد أيده عليها، وبدأ يهمل فى نظافته، وبدأ ما يخرجش، ومش رايح الدروس ومش عامل أى حاجة   

د.يحيى: أنا خايف ليكون الأب هو اللى عيان لسـَّـه

أ.علاء: مش عارف فالعدوان بتاع الولد زاد على الأم أكتر وهو ده كان سبب حضوره

د.يحيى: وانت يا ترى استنتجت إنه كان رافض هذا التحسن  بين أبوه وأمه                    

أ.علاء: مش عارف، هو الولد مرتبط جدا بالأم، وقعد العدوان يزيد وكان سبب إنه دخل عندنا المستشفى، وبعد ما دخل جبت الأب وجبت الأم وقعدت معاهم، وشاورتلهم على العلاقة بين النقلات دى بالمرض، وإن المسألة محتاجة إن الأم تبعد شوية عنه، وهى كانت بتقولى أنا ما أقدرش، وإن أنا مرتبطه بيه أوى وأنا باحبه، والأم ذكية جدا ومتعاونة جدا، وكل حاجة، الولد بدأ بعد ما خرج من المستشفى لقيت إنه خلال السنة دى ابتدى ينطفى تماما، بيبعد خالص وبينسحب فى مشاعره، وفى علاقته بالأم

د.يحيى: خرج إمتى من المستشفى؟

أ.علاء: خرج فى نهايه شهر 11 سنة 2018

د.يحيى: هو إمتحن أخر السنة؟

أ.علاء: لأه هو خرج من عندنا بعد ما امتحن إمتحان نص السنة ونجح فيه

د.يحيى: وأخر السنة؟

أ.علاء: لسه إمتحانات أخر السنة، لسه شهرين، وبالرغم من إنه نجح، هو والدته بتشاورلى، إنها ملاحظة عليه أن هو بينطفى خالص وينسحب تماما من علاقاته، ومن اهتماماته، مشاعره بقت بعيدة خالص

د.يحيى: زى إيه إهتماماته

أ.علاء: كان بيلعب كورة، وكان بيخرج مع أصحابه، دلوقتى مافيش خروجات مابيعملش أى حاجة، وبدأ يكلم صحابه بطريقة اللى هى لأه مافيش حاجة فارقة معايا، حتى لما بيجيلى العيادة مش فارق معاه، عادى، كله عادى، طريقه الكلام كده، إنه هو بيزهّق وبينفّر اللى قدامه ، بيقول لى، ما باستفدش حاجة، انا جايلك ليه، وكده.

د.يحيى: يعنى بييجى غصب عنه ولا إيه؟

أ.علاء: هو شوية بييجى غصب عنه، بس برغم ذلك بيعمل الحاجات اللى أنا بأقول له عليها

د.يحيى: مين اللى بيجيبه

أ.علاء: والدته وخاله، لأن أنا كنت اتفقت إننا محتاجين حد معانا له دور تانى غير والده فى ظل المرض بتاع والده اللى يمكن يكون مأثر عليه من تحت لتحت، فأنا طلبت إن حد يكون موجود مكانه، فخاله بدأ يتعاون برضه وبدأ يجيبه، والأب بيبقى عايز يجيبه بس الأب بيبقى عنده شغل ونابتشيات طول اليوم وبيخلص الساعة 6، وهما بيجوا من المنوفية وبيبعتوه مع خاله أو والدته، الولد عمال بينطفىء أكتر، بيبعد، بينسحب، أنا مش عارف أعمل له إيه، وأنا متعاطف معاه وحاسس إنى باحبه

د.يحيى: إنت بتشوفه بقالك أد أيه

أ.علاء: بقالى حوالى شهرين

 د.يحيى: بتشوفه كل أسبوع

أ.علاء: انا شوفته أول 3 أسابيع بأنتظام بعديها والدته طلبت أن احنا نخليها كل أسبوعين عشان السفر                    

د.يحيى: يعنى دلوقتى كل أسبوعيين

أ.علاء: هو بيبعد خالص، وبينطفى خالص، على الرغم من إنى اتكلمت مع حد من زمايلى الدكاترة عشان يمكن الدواء يكون هو اللى طافيه كده، هو ما بياخدش غير قرص اولابكس 10مللى، الدكتور زميلى قالى لأه الدواء ما يطفيهوش، لما بدأنا نشتغل فى علاقته بوالدته وعلاقه الأب بالأم ابتدأ يهدا شوية، ودلوقتى زى ما يكون رجع ولد مطيع ومعقول، دلوقتى بيذاكر ويعمل اللى عليه وبيقول: انتوا ليكوا عليا إن أنا أذاكر وأنجح وأجيب مجموع مش ده اللى بتقولوا عليه، قلت له لأه خالص مش ده اللى أحنا عايزينه، إحنا عايزين إن أنت تلعب وتعيش وتذاكر برضه، قالى أنا مش محتاج ألعب ولا عاوز أخرج مع صحابى ولا عايز أى حاجة، ولما حد بيقرب منه تقريبا بيبدأ يزهّق فيه ويبدأ يضايقه ويخليه هو اللى يرفضه

د.يحيى: أى حد؟          

أ.علاء: أى حد، حتى الماتشات أو فى المباريات اللى كان متابعها مافيش خالص، طب أنت مش عايز تتابع محمد صلاح لأ – لأ خالص – مافيش،.. دايما طافى

د.يحيى: فيه تاريخ عائلى تانى؟

أ.علاء: أه بنت عمه

د.يحيى: حصل لها إيه؟

أ.علاء: هى جالها أعراض هى بتقول عليها إن هى جالها أعراض اكتئاب

د.يحيى: هى اللى بتقول؟

أ.علاء: الأب بيقولى إنها جالها زى اللى عندى، وهى كانت جاتلى المستشفى

د.يحيى: يعنى إنت شوفتها

أ.علاء: أه جاتلى هنا المستشفى

د.يحيى: تكشف؟

أ.علاء: لأه هى كانت جت زيارة لما كان العيان موجود فى المستشفى

د.يحيى: هى عندها كام سنة؟

أ.علاء: عندها 22 سنة ومخلصة كلية تربية ومابتشتغلش، وجالها أعراض قلق واكتئاب هى اللى بتقول، وإن هى ماشية على دوا للاكتئاب، وكانت متابعه مع دكتور فى المنوفية هناك عشان بيجيلها نوبات هلع وخوف                   

د.يحيى: فيه حد غيرها؟

أ.علاء: لا لأه، هى بنت عمه والأب بس، الأم بتقول إن الأب إتحسن خالص، وأنا لما شوفت الأب لاقيته شبه عادى، مش زى ما هما كانوا مصورينه لى، قالوا لى إن قبل وفاة جدته كان الأب بعيد خالص، الأب بعد ماشفته قالى إيه اللى أنا أقدر أعمله وأتحرك وأنا المسئول عنه، لاقيت الأب مستعد إنه يساعد، يعنى كل الأطراف بقت بتساعد دلوقتى

د.يحيى: طب ليه الولد جالنا ومارحش أبو العزايم زى أبوه، مادام أبوه اتحسن على علاجهم، كتر خيرهم

أ.علاء: والدته خدت الولد وراحت لفت بيه على دكاتره كتير، وكانوا بيكتبوا له مضادات ذهان كتيره وماكنش بيتحسن خالص، وجه لحضرتك وحضرتك قلتله لو ماذاكرتش حاتخش المستشفى، هو انا مش عارف إيه اللى أنا ماعملتوش، أو إيه اللى ممكن يتعمل مع الولد فى السن ده وخصوصا أن أمه بتقولى أنا حاسة إنه رايح لنفس السكه بتاعت أبوه، وأنه هو بينطفى وأنه هو داخل على المرض وأحنا مش عارفيين نعمل له إيه، وأنا متعاطف معاها زى ما أنا متعاطف مع الولد المريض

د.يحيى: إنت رأيك هو مريض ولا داخل على المرض؟

أ.علاء: زى ما يكون هو داخل على الذهان اللى هو تـَعبَ والده 

د.يحيى: يعنى انت شايف الإنسحابات ديه، ذهان؟

أ.علاء: أنا شايفها حاجة زى كده أه، وكمان هى الأم شايفه ده، وبتقولى إيه اللى أنا أقدر أعمله تانى، لو عاوزنىّ أسيب البيت أسيبه، أعمل أى حاجة، الأم حاسة بالذنب جدا تجاهه

د.يحيى: هى عملت إيه عشان تحس إنه ذنب؟

أ.علاء: ما هى اللى حاسة بالذنب بتقول إن ابنى بيروح منى، وبيبعد، وأنا مش عارفه أعمل له إيه، هو مابقاش بيتفاعل مع الناس، مابقاش يخرج مابقاش يلعب تقريبا أى حاجه، بتقول كده بصدق لدرجة إنى أنا نفسى ابتديت أحس بالذنب وكأنى مقصـّـر فى حاجة

د.يحيى: المهم: السؤال بقى؟

أ.علاء: هو السؤال أولا أنا مش عارف إيه المفروض أو اللى ممكن أعمله مع واحد زى ده فى السن ده، وهو ذكى، وانا باحبه               

د.يحيى: إنت قديم وشاطر ومتهيألى عملت كل اللى ممكن يتعمل: ابتداءً من الحفاظ على العلاقة، والانتظام على الدواء، والحفاظ على المذاكرة، والحفاظ على الاستمرارية، حا تعمل إيه أكتر من كده؟ عاوز تعمل ايه تانى؟ تجرجره من الإنسحاب ده إزاى يعنى؟

أ.علاء: مش عارف

د.يحيى: ديه رغبة إنسانية كويسة، هى من صلب صنعتنا، يعنى ماحدش يحب يشوف إبنه وهو عنده 17 سنة بينطفى وهوّا بيتفرج، وانت كلمة مطفى بقى اللى انت استعملتها دى بترجم شعورك ومسئوليتك، بس ما تزودهاش بقى، ما انت عملت كل حاجة، حاتعمل إيه أكتر من كده، هو قعد هنا أد أيه             

أ.علاء: هو قعد هنا أسبوعيين وخرج عشان الإمتحانات

د.يحيى: فى الأسبوعيين دول أشترك فى نشاطات؟

أ.علاء: كان بيشترك وكان بيلعب كويس مع الناس وكان بيشترك مع الناس فى الكورة

د.يحيى: لما خرج لعب كورة

أ.علاء: لأه     

د.يحيى: ليه         

أ.علاء: رافض تماما، هو والنِّتْ وبس، وحتى أنا طلبت من والدته ووالده إن الكومبيوتر أو النت يبقى كفاية ساعتيين فى اليوم جنب المذاكرة

د.يحيى: ده كتير أوى

أ.علاء: ده هو حتى رافض ده، قال لى خلاص ومش عاوز نت خالص ومش عايز أى حاجة، إبتدى يرفض ويقول مش عايز منك أى حاجة، لو إنت حا تعملها زى ثواب وعقاب أنا مش عايز منك أى حاجه، مش عايز نت ولا حالعب كورة

د.يحيى: وبيذاكر     

أ.علاء: بيذاكر وبينجح وبيجيب مجموع كبير

د.يحيى: أدبى ولا علمى

أ.علاء: لأه هو لسه فى تانية علمى

د.يحيى: وأخبار اخواته إيه

أ.علاء: أنا شفت أخوه، هو ناجح برضه فى الدراسة بتاعته وشاطر وبيلعب وبيخرج وأخته شوفتها مافيش حاجة برضه دلوقتى

د.يحيى: أخوه عنده كام سنة؟

أ.علاء: ده 16 سنة وأخته 15 سنة واحد فى أولى ثانوى وواحدة فى تالته إعدادى

د.يحيى: شوفتهم هنا

أ.علاء: أه فى زيارة هنا وقعدت معاهم

د.يحيى: هو باختصار شديد جدا إنت عملت اللى عليك كتر ألف خيرك، إنت لحقته قبل ما يخش فى الفصام الصريح، يعنى قبل ما يفركش، وبرضه قبل مايتيبس خالص ويتجمد، والولد لسه مصحصح بياخد ويدى معاك، الحالة دى ممكن نتعلم منها حاجات جنب حرصنا على الولد وجرجرته، حاجات علمية مرتبطة بالعلاج طبعا: أول قضية نجاح زملاتنا فى أبو العزايم: إنهم نجحوا يلحقوا أبوه ويحافظوا على تحسنه، دى حاجة كويسة جدا إن أيوه يقعد 10 سنين أو 12 سنة كويس كده، دى حاجة حلوة ممكن تطمّنا على إيه اللى ورثه الولد ده، مش بس المرض، لأ برضه الاستجابة للعلاج والعمر الافتراضى للمرض، أنا دايما بقول لكم إن الوراثة دى بتشمل حاجات كتير غير مجرد اسم المرض ونوعه

أ.علاء: إزاى يعنى؟

د.يحيى: الولد ده ورث إيه؟ ورث الاستعداد للمرض، وورث طاقة مناسبة ممكن توجيهها، وورث عمر افتراضى محدد لدورات المرض،  يعنى هوّه ورث كل اللى عند أبوه من سلبيات وإيجابيات، ماورثشى مرض بذاته، ورث “نمط” إنه يعيا، وإنه يعيا بانتظام، ويمكن يخف بانتظام على مدى طويل شويه، فالمفروض إننا نتعلم نمشى جنبه، زى ما يكون بنتعرف على إيقاع البيولوجى الخاص به، ويمكن ده اللى باقصده بكلمة “المواكبة” اللى هى ضمن اسم الطريقة بتاعتنا “المواجهة”، “المواكبة”، “المسئولية”، ونتعلم من ده كله فكرة إن احنا يعنى بنبقى ماشيين جنب العيان “كتفا لكتف” زى ما بنقول، مش بس فى النشاط وإنما حتى فى إيقاع إعطاء الأدوية، الظاهر إن الأدوية اللى بنديها كل شهر دى ولاّ كل أسبوعين بتروح مشاركة فى النظام الإيقاعى، يعنى الإيقاع المرضى يشتغل نروح احنا لاحقينه وساندينه وموجهينه ومكملين الناحية التانية، فيبقى عندنا إشارة إن لو نجحنا إن الولد ده يمشى بالتركيبة بتاعة أبوه ويخف زى ما أبوه خف، يبقى نجحنا، ونبطل بقى التركيز المطلق على إن عنده أعراض كذا وراحت، وعنده مرض كيت ولسه، وأنا شايف يا إبنى انك ماشى تمام، ونَفَسك هادى وشاطر، ما أظنش إنك كبست عليه أوى، يعنى ماضغطش عليه أوى، ولا سيبته أوى، لأه حافظت على المسافة وانت جنبه، والناس دول عاوزين مسافة علشان ماحدش يقفّل على دورية الإيقاع اللى ماشى، يعنى حتى لو إيقاع مرضى هو إيقاع برضه، محتاج احتواء وتوجيه ونقله الناحية التانية عشان يبقى إيقاع صحى، ما هو النوم نفسه إيقاع ابداعى وهو بيتبادل مع الحلم والصحيان، يبقى الجدع ده عنده فرصة إن هو يكمّل، فى نفس الوقت ناخد بالنا من بقية التفاصيل خد عندك مثلا:

 سنة 17 سنة، ودلالة ظهور المرض مع موت جدته، وأيضا مصالحة أبوه لأمه، ثم تغير تصرفه بعدها، يجوز كل حاجة من دول تحتاج شوية شغل، مش ضرورى بتاع فرويد وحكاية أوديب اللى أنا باحبهاش بس مش معنى إنى معترض على شطح فرويد كده أنا مابحترمهوش، يعنى يجوز محتاج شغل فى المنطقة دى، الشغل فى المنطقة دية مابيجيش بتفسير تأويل وحزق جنسى،احنا نفتح النوافذ لتوجـّـهات بناءه للطاقة الموروثة: صحوبية كده، لعبة كده، علشان الطاقة عايزة مسارات كثيرة، مانكتفيش بالمذاكرة وسمعان الكلام، نشوف حكاية جنب ده عشان الدنيا مقفولة كده، وبرضه فيه شغل من خلال حركية الجسد فى السن دى، ييجى هنا مرة كل أسبوع إذا ماكنش عنده صحاب يلعب كرة قدم ولا طايره معانا كل أسبوع، فى نفس الميعاد، وكأننا بندعم الإيقاع الحيوى الصحى برضه.

النوم مهم جدا فى الحالة دى، لأنه الإيقاع الفسيولوجى، وبعدين الأدوية فى الحالة ديه رغم إن شكلها “اكتئاب”، مالهوش نفس ومعندهوش رغبة وبينطفىء والكلام ده إنما النيوروبيتات أحسن من مضادات الاكتئاب فى الحالة دى لأنه واضح إن الاكتئاب جى من حركية الداخل الخطرة، وهو ذكى وبيعافر ومابيكذبش، وانت تأخذ نفس طويل أوى فى الضغط، يعنى يادوب كل شوية تفكره، كل شوية تطلع الضغط من داخله يقوم ده يديله إحترام مايبقاش ضغط من بره، هو عمال متونس بيك وبيسند نفسه، أنا أظن إنه حتى وهو بيزرجن، جوّاه بيتحرك، واحنا بنأخذ التاريخ العائلى مش بس إن العيان عنده ولا ماعندهوش المرض الفلانى، ده كلام سطحى، إحنا إذا اتطمنا للعمر الافتراضى ونمط إيقاع مرض وحيوية أبوه: نخطط العلاج واحنا بنستهدى بكل ده، ومع صغر السن فى الوقت المناسب ممكن يستفيد من العلاج الجمعى، فخلى بالك وكل ده واحنا فاكرين سنة ومعتمدين على ذكائه وعلى كل معلومة إيجابية وصلتنا عنه، ونستبشر خير إن شاء الله

أ.علاء: ما هى بنت عمه كانت عندها نفس المرض

 د.يحيى: ما هى برضه اتحسنت يمكن فى نفس المدة

أ.علاء: آه صحيح

د.يحيى: أنا قلت لكم قبل كده إن القضاء والقدر مش دايما ضدنا

 نيجى بقى لأمه وأبوه أظن أمه عاوزه دعم منك برضه، والدعم: لا هو تصفيق ولا هو تشجيع ولا طبطبه، الدعم هو احترام، تحترم موقفها، ونفس الحكاية بالنسبة لأبوه ويارب تستحمل لحد مايخش الجامعة، وأظن الجامعة فى شبين أحسن من الجامعة فى القاهرة وأشكرك

أ.علاء: ربنا يسهل.

                                                   *****

التعقيب والحوار:

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف:. ودلالة ظهور المرض مع موت جدته، وأيضا مصالحه أبوه لأمه، ثم تغير تصرفه بعدها، يجوز كل حاجة من دول تحتاج شوية شغل، مش ضرورى بتاع فرويد.

التعليق: هل نقدر نقول ان الاحداث المحوريه فى حياه العيان اللى وارث البرنامج ممكن تحرك المرض.. إيا كان الحدث..ولا الامر مش على اطلاقه.

د. يحيى:

أى تعميم أو إطلاق هو ضد احترام الفروق الفردية، وعلى ذلك ينبغى الاهتمام بكل حدث فى ذاته، وبكل فرد مستقلا ما أمكن ذلك.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: ..إنه يقعد 10 سنين أو 12 سنة كويس كده، دى حاجة حلوة ممكن تطمّنا على إيه اللى ورثه الولد ده، مش بس المرض، لأ برضه الاستجابة للعلاج والعمر الافتراضى للمرض، أنا دايما بقول لكم إن الوراثة دى بتشمل حاجات كتير غير مجرد اسم المرض ونوعه

التعليق: … يعنى كأننا بنورث الاستعداد للمرض والاستعداد للتعافى منه او اننا نتعطل فيه… التداخل بين الوراثه والبيئه مبهر… كان ممكن نقول ان الاب تعافى عشان ظروف بيئته هيأت ده وبس… ولكن رائعة بجد النقطه دى.

د. يحيى:

وأيضا هى مدخل إلى مزيد من التفاؤل لمن يرصد فى تاريخه العائلى نجاح الإفاقة التلقائية أو العلاجية، كما أنها حافز إلى بذل جهد أكبر وأعمق لمن هو عكس ذلك.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د يحيى: رغم إن شكلها “اكتئاب”، مالهوش نفس ومعندهوش رغبة وبينطفىء والكلام ده إنما النيوروبيتات أحسن من مضادات الاكتئاب فى الحالة دى.

التعليق: حضرتك بتحترم النيوروبيتات أوى… هل التوسع الكبير فى الأدوية ده هدفه تجارى بحت فعلا زى ما بيتقال.. رغم ان الدواء قد يكون محدود انما يبقى فعال.

د. يحيى:

لم أفهم جيدا نهاية تعليقك

عموما أنا استعمل عددًا قليلا جدا من العقاقير، وأفضل الأرخص منها حتى أضمن الاستمرار عليها من الأفقر، وهى عقاقير قديمة مفيدة أهمها النيوروليبتات بجرعات مختلفة، ولعل ذلك يرجع إلى اتباعى أطروحة أن الأمراض النفسية (فيما عدَا العضوية المباشرة منها) هى إما فصام أو دفاع ضد الفصام، فإذا هاجمنا النشاط الفصامى البدائى بالنيورليبتات أساسا فنحن نهاجم كل الأمراض المحتملة، ويمكن الرجوع إلى تفصيل ذلك فى أطروحات متعددة ([2]).

د. رضوى العطار

المقتطف: مش بس فى النشاط وإنما حتى فى إيقاع إعطاء الأدوية، الظاهر إن الأدوية اللى بنديها كل شهر دى ولاّ كل أسبوعين بتروح مشاركة فى النظام الإيقاعى، يعنى الإيقاع المرضى يشتغل نروح احنا لاحقينه وساندينه وموجهينه ومكملين الناحية التانية

التعليق: جيدة جداً النظرة دى للأدوية الطويلة المفعول.. أشكرك.

د. يحيى:

لقد كنت مترددا وأنا أطرح هذا القياس، لكنه وصل والحمد لله

شكرا

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: ودلالة ظهور المرض مع موت جدته، وأيضا مصالحه أبوه لأمه، ثم تغير تصرفه بعدها، يجوز كل حاجة من دول تحتاج شوية شغل، مش ضرورى بتاع فرويد وحكاية أوديب اللى أنا ما باحبهاش بس مش معنى إنى معترض على شطح فرويد كده إنى أنا مابحبهوش يبقى أنا مابحترمهوش يعنى يجوز محتاج شغل فى المنطقة دى،

التعليق: مقدرتش اوصل لفرض اوتفسير لربط عدوانيته تجاه الام او تعبه بوفاه جدته او تحسن علاقه الاب بالام ، ممكن توضحلنا ايه اللى ممكن يكون حاصل يا مولانا؟

د. يحيى:

ألم تلاحظ أن الحالة فى حدود المعلومات المتاحة، قد انتهت توصية الإشراف بأنها: “تحتاج شغل فى المنطقة دى” وضع الفرض يا ابنى هو عملية مستمرة تتخلق من واقع فن الممارسة طول الوقت، أما الإسراع بفرض أو تفسير ربط حادث بحادث فهذا عادة يتم نتيجة تطبيق مباشر لنظرية (أو نظريات) مسبقة، وهذا ليس فنا إكلينيكيا ولا نقدا للنص البشرى.

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: وبعدين الأدوية فى الحالة ديه رغم إن شكلها “اكتئاب”، مالهوش نفس ومعندهوش رغبة وبينطفىء والكلام ده إنما النيوروبيتات أحسن من مضادات الاكتئاب فى الحالة دى لأنه واضح إن الاكتئاب جى من حركية النمو وصعوبته،

التعليق: مش واصلنى الفرق بين الاكتئاب بتاع حركيه النمو او الاعراض السلبيه والاكتئاب بتاع الموقف الاكتئابى! ممكن التوضيح اكتر يا مولانا!

د. يحيى:

هذا الفرق وهذه الفروق تناولتها عدة مرات وأنا أتجاوز استعمال مصطلحات “الموقع” و”الموقف” إلى مصطلحات “الطور” (المعاوِد) بناء على تعميم “نظرية الاستعادة” لتفسير الإيقاع الحيوى الدائم والنمو المستمر.

ويمكنك الرجوع فى كل ذلك إلى بعض ما سبق أن كتبته فى ذلك فى نشرات “الإنسان والتطور” مثل: (نشرة: 4-6-2016) و(نشرة: 7-1-2017)، و(نشرة: 8-1-2017) ([3]). 

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: فالمفروض إننا نتعلم نمشى جنبه، زى ما يكون بنتعرف على إيقاع البيولوجى الخاص به

التعليق: موافق كدا يا مولانا ، موقف المعالج والرسايل اللى بتوصل من غير كلام ، اللى بتوصل صبر واحترام وتصديق فى العلاج والشفا ، تعمل الفرق.

د. يحيى:

وهذا أيضا تناولنا أغلب أبعاده فى النشرات المشار إليها فى الرد السابق.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 30-3-2019 www.rakahwy.net

[2] –  Unitary concept of psychiatric Disorders واحدية المرض النفسى (نشرة 28/3/2016 “العلاقة بين واحدية الأمراض النفسية والطبنفسى الإيقاعحيوى)    www.rakhawy.net

[3] – www.rakhawy.net

الحالة: (99) اللعبة الخطرة والثقب فى جدار الكبت

الحالة: (99) اللعبة الخطرة والثقب فى جدار الكبت

الحالة: (99) 

اللعبة الخطرة والثقب فى جدار الكبت([1])

د. أسامة:  هى مدام عندها 33 سنة

د.يحيى: كام سنة؟

د. أسامة:  33 سنة  متجوزة من 9 سنين

د.يحيى: بقالك معاها قد إيه؟

د. أسامة:  شهرين، وجوزها شهر ونصف، أنا كان أول مرة أنزل العيادة السبت اللى فات من أربعة أيام، هى جلسة جوزها قبل جلستها هما كانوا منفصلين، هو قاعد عند أخوه وهى قاعدة فى الشقة مع عيالها، فالاقيت الدبلة فى ايديه، فبقول له أنتم رجعتم، فقال لى آه رجعنا فقبل الجلسة دى بأسبوع  كان جوزها حايسافر لبنان فهى اتصلت بيه وقالت له عاوزين نرجع وراحت ووصلته المطار، واستقبلته برضه وهو راجع

د.يحيى: مسافر لبنان ليه؟

د. أسامة:  الظاهر شغل

د.يحيى: هو بيشتغل إيه؟

د. أسامة:  هو بيشتغل بتاع دعاية بيعمل اعلانات للتلفزيون والشركات والحاجات دى

د.يحيى: وهى بتشتغل؟

د. أسامة:  هى بتشتغل فى مدرسة، سكرتيرة، وتقريباً حاتسيب الشغل ده وحترجع تشتغل معاه فى المكتب تانى، هى كانت بتشتغل معاه فى المكتب قبل كده

د.يحيى: أتجوزوا عن طريق الشغل؟

د. أسامة:  لأ معارف، صالونات

د.يحيى: هه وبعدين         

د. أسامة:  هى زى ما قلت لحضرتك وصـّـلته المطار واستنته برضه وهو راجع، والتغير الإيجابى اللى حصل بتقول إن هو فى السكس بقى أحسن

د.يحيى: هو إيه؟      

د. أسامة:  بقى أحسن فى الجنس

د.يحيى: هى دى كانت المشكلة

د. أسامة:  مش بالضبط كده، هى كانت بتشتكى ان هو يعنى بينام على طول بعد الجنس مباشرة

د.يحيى: إنت متجوز حديثاَ مش كده

د. أسامة:  آه

د.يحيى:  طيب بلاش نغوط فى الحته دى دلوقتى

د. أسامة:  زى ما حضرتك عاوز

د.يحيى: أصل تعبير أحسن وأوحش فى الجنس له مستويات ومعان عملية وعلمية كثيرة، وأغلبها متوقف على اللى بيستعمل هذه الصفات، وانا مش عايز ألخبطك

د. أسامة:  أنا عايز أتلخبط، عايز أتعلم

د.يحيى: الله ينورعليك

د. أسامة:  هو جلسته قبل جلستها، فا أنا فرحت أول ما قال لى إن هما رجعوا وخلاص وكده، هو متحفظ شوية فى موضوع الجنس فماتكلمش عن الجنس، هى عشان  معايا من 2007 يعنى  ممكن تحكى فيه شويه، فهى اللى قالت لى إن هو فى الجنس بقى أحسن، ودى كان أحد المشاكل الرئيسية يعنى بينه وبينها، لكن يعنى راحت قالت لى إن هى قبل ما ترجع له بيوم كانت يعنى نامت مع واحد…. ده التالت يعنى تالت علاقة ليها مع واحد خارج الزواج، فبتقول لى “أنا مش عارفة أنا رجعت له ليه، عشان الذنب، ولا أنا عايزة أرجع له”.

 هو أنا لما كنت قدمتها قبل كده حضرتك قلت لى إتأكد من العلاقات بتاعتها دى فانتازيا Fantasy ولا حقيقة

د.يحيى: إنت عرضتها هنا قبل كده؟

د. أسامة:  آه

د.يحيى: وبقالك شهرين قدمتها مرتين فى الشهرين دول؟

د. أسامة:  آه

د.يحيى: اسم الله اسم الله   

د. أسامة: حضرتك قلت لى يعنى إتأكد هو ده فانتازيا Fantasy ولا حصل بحق وحقيقى

د.يحيى: وانت حا تتأكد إزاى؟

د. أسامة:  حضرتك اللى قلت لى كده

د.يحيى: وانت عملت إيه؟

د. أسامة:  أنا رجعت بطريقة كده خليتها تحكى لى شوية تفاصيل، فلقيت الحكى مختلف عن حكاياتها أول مرة، وما أقدرش أرجح إنه كان حقيقة إلا مرة واحدة من الثلاثة

 د.يحيى: يا خبر!! ده انت الظاهر بقيت صنايعى

د. أسامة:  فيه واحدة منهم، بعد ما قعدت أفحص وأمحـّـص، هى قالت بصراحة: أنا ماعملتش معاه أى حاجة، دا كله يعنى أنا باتخيله

د.يحيى: يعنى … ، مش عارف حانصدق أنهى رواية، يا ترى هى حاتقول إيه بكره؟!

د. أسامة:  هى لسه بتنقطنى بالمعلومات

د.يحيى: أنا عايز أتطمن على مهارتك انت، إزاى بتميز يابنى بين الخيال والواقع  

د. أسامة: هى فى العلاقة الأولانية اللى أنا بأقول متأكد إنها فانتازيا قعدت وراها لغاية ما قالت لأ ده هو فى خيالها

د.يحيى: تيجى إزاى دى  يابنى؟

د. أسامة:  هى اللى قالت

د.يحيى: ماتقول زى ما تقول، بس إنت اللى حاتحكم فى الأخر

د. أسامة:  إحساسى، ومراجعتى للتفاصيل وشكلها وهى بتحكى، كل ده وصـّـلنى لكده

د.يحيى: إحساسك على العين والرأس، إنما الستات بيعملوا حاجات غريبة الشأن، خصوصاً لما يكونوا مريضات يعنى، تقول لك اللى حصل وتقعد تحكى وبعدين تلاقيها كـِـبـْـرِتْ منها شويتين، ممكن تعمل حاجة أسمها Retrograde Denial  ، إنكار بأثر رجعى،   يعنى عشان تبرأ نفسها الاول أمام نفسها، فاتقول لك ده خيال، وبعدين تبرأ نفسها قدامك، تقول لك أنا كنت بين النوم والصحيان، يبقى قربنا من الحلم، وبعدين يجوز فى الآخر تقول ماحصلش

د. أسامة:   مش عارف بقى، ما أظنش، مش للدرجة دى

د.يحيى: على فكرة، ساعات المستويات دى تبقى موجوده مع بعضها، واللى بيحكى نفسه بيبقى مصدق نفسه وده بيزود الصعوبة

د. أسامة:   إزاى؟

د.يحيى: نمسك المرة الأولانية قالت لك كذا حصل، شويتين وقالت لك بعدما أرّرتها وراحت وجت، قالت لك لأ ماحصلش، روحت انت مصدق التانية وماصدقتش الأولانية، وده حقك بالإحساس والخبرة، ودى عملية مش بسيطة، فى بعض الحالات بتبقى هى نفسها مش عارفه تفرز الخـيال من الحقيقة، نيجى بقى فى حكمك انت وما يترتب عليه، عايز جهد جامد، وصبر ونقد، وبعدين أظن فيه حاجات كتيرة ملتبسة حتى فى الأدب مش بس فى العلم، يعنى القضية دى ممكن تقعد سنين وأظن “لويجى بيرانديلو” جـَـسـّـدها فى مسرحيته اللى اسمها “لكلٍّ حقيقته”،  أنا شفتها فى المسرح فى باريس، ماكنتش فاهم، الحوار كله بالفرنساوى، ومع ذلك فهمت مغزى الكلام اللى قالوه قبل ما اقرا الرواية، وكانت القضية إن فيه اتنين كل واحد بيتهم التانى إنه مجنون وبيفوّت له (على ما أذكر كانوا زوج وحماته)، وطلعنا من المسرحية ماعرفناش هو مين فيهم اللى مجنون، عشان كل واحد كان بيقول خيال وحجج ومنطق لا حدود لها، المشكلة لما يكون اللى بيعمل كده هوا نفسه مش عارف اللى بيقوله ده يندرج تحت الحقيقة أو الخيال، ما علينا كمـّـل يا ابنى بس تبقى عارف إن دى مسألة عايزة بحث جامد، ونرجع تانى للى أنا قلته لك المرة اللى فاتت، كنا قولنا إيه فى الجنس المرة اللى فاتت؟

د. أسامة:  هى كانت بتقول إن هو كان بيستعملها زى مبولة

د.يحيى: بس ماكانش فيه شكوى من عجز

د. أسامة:  لأ مش عجز بالضبط، يعنى هو بينام معاها ويخلص ويروح مكوّع    

د.يحيى: هى تقصد مابيشوفهاش ولا مابيرضيهاش؟

د. أسامة:  مابيرضيهاش، وهى عايزة مداعبات طول اليوم

د.يحيى: نعم!؟ نعم؟!

د. أسامة:  عايزة مداعبات طول اليوم، وبعد اللقاء، هو بعد اللقاء يروح متكوم…. بس بتقول إنه رجع من لبنان أحسن  

د.يحيى: ماشى         

د. أسامة:  أنا مقدمها بصراحة عشان أنا محتار فى الحكم مابين الخيال والحقيقة، وحاسس أنها بتلعب بيـّـا، وانا مش قادر أميز

د.يحيى: يعنى إنت مقدمها عشان كده انهاردة

د. أسامة:  آه، وكمان جوزها برضه بيقول لى أنا متخوف، يعنى فجأة كده يعنى هى بقالها شهرين سايبانى، وفجأة بتقول لى ياللا نرجع هوّا إيه اللى حصل لى عشان تتغير كده؟

د.يحيى: عندك حق يا أسامة، الموقف صعب عليك، وبرضه عليا، صعب جدا:ً أولاً إنت متزوج حديثاً، ثانياً هو موضوع الجنس بعد كل تاريخه، والدراسات اللى اتعملت فيه، والنظريات والمبالغات، مازال فيه أسرار وأسرار، وكل ثقافة لها منظومة خاصة بها، وكل دين برضه، ويبدو إن كل فرد كذلك، ده غير الصعوبات اللى بتفرضها الدراسات الجادة للمؤسسة الزواجية نقدا ودفاعا، أنا الحقيقة مش قادر أفتى بصراحه وخايف أقول كلام تفتكروا ده علم، أنا حأقول رأيى بس لو سمحتم خدوه كله على إنه احتمالات:

 الأول نفترض إن اللى حكيته الست دى حقيقة: بقى ينفع واحدة ست يبقى عندها صعوبه زى اللى اتكلمت عنها، وتتهم جوزها بالضعف أو البرود، وبعدين تروح تعمل علاقه غير مشروعة، تقوم تتحسن علاقتها مع جوزها؟ طب إزاى؟ وليه؟ إزاى علمياً، مش أخلاقياً بس؟

وبعدين نروح الناحية التانية: هوّه ينفع واحدة ست عندها صعوبه زى ما قالت، صعوبة بتهدد حياتها الزوجية، تألف كل الخيال كده، وبعدين تروح تنام مع واحد غير جوزها قوام قوام وهو مسافر؟ وبعدين تنام مع جوزها وتعترف إن هوّا اللى تحسن، وكأنها بتعترف إن هى اللى كان عندها صعوبه كده مرة واحدة

 أنا حكيت لكم لما كنت نايب، عن الأم الفاضلة اللى اتهجم عليها ابنها الفصامى، وجت لى معاه أثناء أخذ جلسات كهربا فى قصر العينى، وهيا بتعيط وشاعره بالذنب، مش عشان اللى عمله ابنها معاها وهى ماقدرتش تحوشه، لكن عشان هى نامت مع جوزها أبو الواد تانى يوم بعد العـَـمـْـلة دى، وشعرت لأول مرة بعد جواز ثلاثين سنة بذروة النشوة (= الأروجازم) فاتخضنت خضه فظيعه وكأنها عملت جريمة، مع إنه جوزها وأبو ابنها ده، وقعدت تعيط فى العيادة الخارجية وناقص تلطم وهى بتردد “بقى ده يصح؟ بعد العمر ده كله يحصل كده؟” وكانت بتشاور على شعورها باللذة مع جوزها، مش على اللى عمله ابنها، أنا خجلان لأنى حكيت الحكاية دى كتير بس أعمل إيه دى الست دى كانت فلاحة وأم طيبة وأميره فعلا وقعدت أهديها، وافكرها إن ده جوزها، وهى تقريبا بتحلف أو بتوعد إنها مش حاتخليه يقرب لها تانى!!، الحكاية دى أنا اتعلمت منها كتير.

 الجنس زى بقيه الغرائز يعنى هو حياه، يعنى حياه طبيعية، المفروض يعنى لا هو عيب ولا هو عشان نخلف ونحافظ على النوع، هو جزء من وجودنا، هو نشاط خلايا، والخليه لها الأكسوجين بتاعها، فإذا كانت الخليه فى توازن مع بقيه الخلايا، جوّانا وبرّانا، حتى اللى ملهاش دعوه بيه حتى اللى تبدو ضدها زى العدوان يبقى تحضر فى حياتنا زى ما خلقها ربنا، وييجى المجتمع بقى بقوانيه ينظم نشاطها ويوجهه، بس للأسف الظبط والربط الجاريين بيبقوا من بره بره، يعنى ضد قوانين الحياة بشكل أو بآخر، بالشكل ده يحصل لعب فى خلقة ربنا، يعنى الجنس بيتنظم وبيتظبط بالزواج، وبالأخلاق، وبالعدل، وبالحب، لكن لو الظبطه كانت زيادة عن اللزوم أو جت بدرى قبل ما الخليه تاخد حقها فى النمو، يبقى حاتحجـِّـم أو تشوه الطبيعة أو تجمدها، يبقى الخلية ديه حتبقى مخنوقة من بدرى خالص من سن الرضاعة يمكن، أنا متأسف فيه ساعات أم بتضرب بنتها علشان لقتها بتمد أيدها ناحيه كذا، ضرباً مبرحاً من سن 3 شهور، ولا البنت عارفه ولا جنس ولا أى حاجه، إذن فهذه “الطبيعة” خلقة ربنا ممكن إنها تتخنق من بدرى خالص، تكبر الخلية دى وتأدى وظيفتها إزاى؟ حاتفضل مخنوقه طول العمر على طول المدى، ساعات تلاقى ثقب على جنب كده فى جدار الضبط والربط والكبت ثقب يسمح لها أن تمارس جنساً منفصلاً، يعنى يقوم طالع النشاط الجنسى من جنبك كده، ومأدى الواجب البيولوجى أو اللـّـذِى أو الرشواتى أو أى حاجه، وترجع تتحجب تانى ورا جدار الضبط والكبت، لو مافيش حتى الثقب ده فى جدار الكبت: يعلن البرود عند الأنثى والذكر على حد سواء، مثلا عند الأنثى يطلع بأى شكل ويبتدى الإسقاط والتبرير: ده دمه ثقيل، ده مابيلاعبنيش، ده مابيحترمنيش، يبقى حتى الخرم اللى كان يمكن تطلع منه الغريزة دى يتسد، أو ماعدش ينفع يشتغل ولو بصمام، لحد إذا جه واحد أو ظرف يقوم كاسر حاجز الكبت ده، بعلاقة غير شرعية أو باغتصاب، يروح الحاجز ده متلخلخ، وبعدين يفرج عن اللى وراه من غير إذن، ويمكن ده يفسر الاتهام اللى بـِـيـُـطلق على الستات اللى بيتعرضوا للاغتصاب فى بلاد برّه، لما بعد الاغتصاب يلاقوها مرافقه أو متجوزه اللى اغتصبها إن آجلا أو عاجلا، الاتهام ده مرفوض ومشجوب من النشاطات والتجمعات النسائية فى البلاد المتحضرة

نرجع مرجوعنا للعيانة دى، أنا آسف، أنا مش عايزكو تصدقوا الكلام ده، أنا باحكى عن خبرة وظاهرة محدودة يمكن تساعدنا نفهم الحالة دى واللى حصل لها، لكن لا يمكن التعميم، فالست دى يجوز لما جوزها سافر، وراحت هى عاملة العلاقة غير المشروعة زى ما سمعتم، راحت العلاقة دى كسرت الحاجز المسلح اللى كان كاتم على الجنس، ومرة واحدة كفاية، زى الأم الطيبة اللى حكيت لكم عنها اللى ابنها كسر الحاجز – بجنونه-  بعد ثلاثين سنة جواز فنجح الجنس الطبيعى المشروع مع أبوه، لكن اعتبرت هذه الأم الطيبة أن هذا النجاح هو الذى “مايصحش” وهات يا ندم وشعور بالذنب على معاشرتها زوجها على سنة الله ورسوله وهى مش واخده بالها من أصل الحكاية.

 كل ده لو اعتبرنا إن كل اللى حكته الست العيانة بتاعتك دى يا أسامة حقيقة مش خيال.

بعد كده حاننتقل للخيال، بس قبل كده أحب أحكى عن حالة تانية عندى، كان فيه فيلم جيد جدا اسمه “امرأة لكل الرجال أو لكل العصور مش فاكر قوى”، كان معروض فى سينما رمسيس فى السبعينيات كده، جاتلى واحدة عيانة كانت مهندسة صغيرة متخرجة عندها صعوبة فى العلاقات الجنسية، ماكنتش متجوزة، بس بتمارس اللى بيقولوا عليه حرية، ومافيش فايدة، وكانت محتاسة، ما هى حرة أهه والأشيّا رضا، تبقى الصعوبة تيجى منين؟ البنت دى دخلت الفيلم ده، فطلعت منه منزعجة وجت لى جـَـرْى، أنا كنت باعمل علاج نفسى زيكوا دلوقتى، بصيت لقيتها فى الجلسة بتحكى إنها بعد ما شافت الفيلم حست بتغير حيوى فى كل جسمها وكأنها بقت واحدة تانية، وبعدين قعدت توصف نفسها ومشاعرها فى الممارسات اللى بعد كده وهى بتتعرف على جسدها من أول وجديد وبتعيش جنس حقيقى عمرها ماشافته، أنا ربطت الحالة دى بالحالة الأولانية بتاعة الأم وابنها وأنا نائب وقدرت أتصور اللى باحكى لكم عنه دلوقتى، يعنى الصعوبة أو الرفض اللى الست أو الراجل بتشتكى منه، ممكن تتكسر باقتحام، أو بالصدفة اللى ترجـّـعنا للطبيعة زى ربنا ما خلقنا.

ملف الجنس ده عايز احترام، وخبرة، ومراجعة، مش زى فرويد ما عمل فيه وخلاه كله “تابوهات” و”محارمية” و”فانتازيا” بالدرجة اللى خلت تلميذه الشاطح “فيلهلم رايخ” ينقده ويقول عليه إنه “حط الجنس فى الرأس” (In The Head) “وهذا ليس هوا المكان المناسب له”، نرجع مرجوعنا للست بتاعتك يا أسامة ونفترض إن حكاياتها دى من صنع الخيال يعنى فانتازيا، ولا حاجة من دى حصلت تبقى نفسرها إزاى؟

 أنا عشان أفهم إزاى الخيال ممكن ينسج ده كله لازم أرجع لفروضى عن الحلم، أنا افترضت إن احنا بنألف أحلامنا فى أجزاء الثوانى أثناء اليقظة قبيل الصحو، أما نشاط الحلم الحقيقى عشرين دقيقة كل تسعين دقيقة فده مش فى متناولنا، يعنى إحنا اللى بنألفه واحنا بنصحى، قرب الصحيان يعنى، ده إبداع، وده بيكمل حياة اليقظة، لو ده صحيح يبقى ممكن نمتد بالفرض ده ونقول إن الفانتازيا الإبداعية فى الحلم اللى رصدناها واحترمنا قدرتها الإبداعية فى ثوانى تأليف الحلم أو أقل: لو اتفردت الثوانى دى على أيام وأسابيع يمكن نكتشف وعى مختلف زى وعى الإبداع، وغير وعى النوم وطبعا غير وعى اليقظة، وقريب من وعى الحلم، ويا للانسيمه: “وعى الفانتازيا”.

 من هنا نقدر نتصوّر إن الست بتاعتك دى عاشت كل الخبرات اللى حكتها، ما عدا نجاحها مع جوزها بعد رجوعه من السفر، عاشتها فى هذا المستوى من الوعى اللى ممكن نسميه مرة تانية: “وعى الفانتازيا”، حايبقى واقع من نوع تالت أو رابع، لا هو كذب ولا  هو حقيقة، ولا فبركة، ولا هلوسة، يعنى زى الفانتازيا التى بتـَخـَلـَّق الحلم فى أجزاء الثوانى، هى هى بس دى بتخلـّق كل هذه الروايات، ولكن فى وعى خاص لا هو وعى الحلم ولا هو بعيد تماما عن وعى اليقظة، وأيضا هو لا يصل إلى وعى الجنون أو وعى الإبداع، هذا فرض صعب تصوُّره، مجرد تصوره، لكنه يمكن أن يسمح لك أن تفهم ما لا يفهم، وأن تحترم كل مستويات وعى المريض، ولا تتخذ من مريضك موقف الرفض ولا الانكار، وطبعا ولا موقف الاتهام.

د. أسامة:  الظاهر إنى مش فاهم حاجة!

د. يحيى: ولا يهمك، هذه أمور لا تـُفهم، ولكنها تَحْدُث، وهذه الفروض حتى إن لم تصح انما تساعدنا على مواصلة دور السند والمواكبة مع مرضانا واحنا مش فاهمين لدرجة تتجاوز كل المعايير العادية

د. أسامة:  بس دى فروض عايزه شهور على ما الواحد يوصل لتخيلها

د. يحيى: لو أحسنت الانصات لما لا يقال يمكن أن تأتنس بها، انت معالج إكلينيكى جيد، يعنى ممارس فنان مجتهد، فلا تتعجل، كتر خيرك لأن ده تعلّم جيد، انا بفرح بيه جدا، إنت يا دوب بقالك شهرين وبتقدم نفس الحالة مرتين فى الاشراف فى شهرين وده برضه جيد، طب امال بعد 8 شهور حيحصل ايه فى حاله زى دى، دا انت بتفتح الـFirst Layer يعنى الطبقه الاولى بتلاقى وراها اكتئاب Depression تفتح تانى تلاقى وراه جنس ما اعرفش إيه، تفتحه ده تلاقى وراه حلم تفتحه تلاقى وراه Abuse يعنى سوء استعمال، إذن المسألة ما هياش انك انت غيرت رأيك ولا كنت غلطان، لأ دى هى طبقة ورا طبقة ورا طبقة، اذن شهرين مش كفاية ممكن بعد 10 شهور تكتشف أن 70% من اللى وصلك مش هو، احنا قولنا العلاج النفسى “وقت” و”توقيت”، أنت محتاج وقت مستريح فى الحالة دى مع حسن التوقيت يا شيخ.

ونرجع تانى للمؤسسة الزواجية نقول ان تصحيحها فى الظروف دى شديد الصعوبة اذا كان اللى انا قلته صح، إيش عرفنى انا ما يمكن غلط، لأنه لا يمكن تصور إن عشان تصلح المؤسسة الزواجية لازم تسرح النسوان عشان يسيبوا ويرضوا عن رجالتهم بعد كده، بقى ده اسمه كلام!!؟ طبعا أنا مش قصدى كده

 أنا قلت اللى وصلنى، فأظن خد وقتك طول ما هى بتيجى وخلى بالك من اللى أنا قلته، خد منه اللى تقدر عليه دلوقتى وتسيب الباقى، بس خلى بابك مفتوح يمكن يجيلك حدس لوحده وانت قاعد مع حالة تانية زى ما جالى اللى حكيته دلوقتى عن حالة الأم الطيبة والمهندسة الحرة، وإوعى تنسى جوزها، يعنى لازم تشوف الجانب الطيب اللى فيه اللى خلاه يتحسن ويكمّل، وتقعد تبنى أهداف متوسطة بهدوء يمكن فى النهاية يصبوا فى المنطقة الصعبة بتاعة الجنس دى، وان ما صبوش انشالله ما صبوا، بس الخوف إن الست دى يتنيها عندها الخرم ده فى جدار الكبت يسمح بالجنس المنفصل ده لحد ما يتقفل لوحده أو يمكن مايتقفلشى وهو يتنيه يهلس أو يبقى راضى عن نفسه وخلاص، ويعيشوا زى كتير كده يابنى، لو مديت ايدك فحرت فى اى حد فى منطقة الجنس حتطلع بلاوى، إنت مش عليك انك انت تحقق جنس بتاع ربنا، انت كل اللى عليك أنك تمشى بأهداف صغيره قابلة للقياس والتحقق حتى غير اللى أنا بأقوله ده ، دا هو غير قابل للقياس كما إنه صعب التحقق منه، بس لو هو فيه بعض الحقيقة خليها تتراكم ويمكن تنفع وتخلينا فى النهاية بنى آدمين فى نهاية المشوار مش نهاية الحياة.

 لازم يا أسامة يا ابنى تقرأ، بس ماتخليش اللى بتقرأه هو المرجع الأخير، إنت قدامك البنى آدمين همـّا المصدر الأول لخبرتك، وربنا معاك، انتظر، ولا تتسرع بالحكم، وانت عندك النتائج، وفى أى حته صغيرة تلاقى شىء إيجابى تحترمه وتحوّط عليه، من غير تفعيص علمى كتير، إنت لو استسلمت للحروف المكتوبة حاتلاقى نفسك يا مسجون يا متلخبط، خلى المهنة تشتغل وانت تتلقى منها اللى يوصلك بطيبة ونقد ومراجعة، انت عايز الراجل والست دول ينجحوا وربنا يبارك لهم، فواحدة واحدة الحكاية حاتمشى

د. أسامة: معقول؟

د. يحيى: معقول ونص، إمال إحنا بنعمل إيه!

*****

التعقيب والحوار:

أ. فؤاد محمد

المقتطف: “…….”، من هنا نقدر نقول إن الست بتاعتك دى عاشت كل الخبرات اللى حكتها، ما عدا نجاحها مع جوزها بعد رجوعه من السفر، عاشتها فى هذا المستوى من الوعى اللى ممكن نسميه مرة تانية: “وعى الفانتازيا”.

التعليق: عجبنى تسمية حضرتك لهذا الوعى بوعى الفانتازيا.. كالعادة يحركنا سعة وعيك يا دكتور وابداعك فى فهم مرضانا ..

د. يحيى:

هذه أول مرة استعمل فيها هذا المصطلح، ويبدو أنه قد يحل لى مشاكل كثيرة لأننى أتعرف أكثر فأكثر على مستويات وعى أكثر تعددا وثراء من مستويات الوعى الجامعة المحددة السائدة حاليا.

د. رضوى العطار

المقتطف: فالست دى يجوز لما جوزها سافر، وراحت هى عاملة العلاقة غير المشروعة زى ما سمعتم، راحت العلاقة دى كسرت الحاجز المسلح اللى كان كاتم على الجنس، ومرة واحدة كفاية

التعليق: احتمال جيد ووارد وأوافقك عليه خصوصا مع ذكرك باحترام وتواضع انه احتمال مبنى على خبرة، حقيقية احترمت ده جدا.

د. يحيى:

وأنا احترم تعقيبك جدا أيضا

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 31-3-2019 www.rakahwy.net

الحالة: (100) الحق فى الشوفان و العوزان

الحالة: (100) الحق فى الشوفان و العوزان

الحالة: (100)

 الحق فى الشوفان” و”العوزان”([1])

(وخطورة استعمال البنى آدم كقطعة غيار)

أ. آمال: هى حالة عندها 32 سنة وخريجة أداب فلسفة بدأت كلامها إنها هى متجوزة من 6 سنين وماحصلش ولا مرة علاقة جنسية مع جوزها

د.يحيى: ست سنين؟!

أ. آمال: أه، ده أول الكلام اللى هى بدأت بيه إنه كان جوز أختى، أختها اتجوزت الراجل ده وقعدت معاه خلفت ولد عنده سنة ونص، وماتت وهى بتولد بنتين توأم، يوم العزاء نفسه الناس بدأت تتكلم، إنه يتجوز أختها اللى هى العيانة دى، وهى التانية من اخواتها اللى وراها على طول

د.يحيى: كانت عندها كام سنة ساعتها؟

أ. آمال: 25 سنة وأختها المرحومة أكبر منها بـ 4 سنين

د.يحيى: يعنى أختها ماتت عندها 29 سنة

أ. آمال: أه تقريبا وهى بتولد البنتين

د.يحيى: ماكانش عندها عيال إلا البنتين دول؟

أ. آمال: ما انا قلت كان عندها ولد قبلهم، كان عنده سنة ونص وقتها

د.يحيى: يعنى الأم ماتت والبنتين عاشوا، طب ده كان إمتى؟

أ. آمال: من 6 سنين

د.يحيى: يعنى البنتين عندهم 6 سنين دلوقتى؟

أ. آمال: أه، وهى ورتنى صورهم

د.يحيى: البنتين شكل بعض ولا مختلفين

أ. آمال: شبه بعض       

د.يحيى: وبعدين؟  

أ. آمال: من أول يوم العزا، وأمها وكل الناس اللى جايه تعزى بيقولوا إن المفروض إن فلانه ديه (المريضة) تتجوز فلان – الزوج- عشان العيال، وهى كانت بتشتغل وقتها، وكان فيه زى استلطاف كده بينها وبين واحد زميلها، بعد 10 أيام جه الزوج إتكلم مع أبوها فعلا بأنه يتجوزها عشان البنتين، وهما البنتين من أول لحظة معاها، وهى بترعاهم، يعنى أمها ماكنتش شايله حد من البنتين اللى هما ولاد بنتها، فهى رفضت الفكرة، قعدوا يقنعوا فيها ويعملوا فيها اللى قدروا عليه بالترهيب والترغيب، وهى رافضة لأن هى مش حاسة بالشخص ده، و”بعدين أختى لسه ماعداش وقت”، المهم مامتها أقنعتها بإن إحنا حاناخدلك شقه قصادنا، وحانجيب عفش جديد وجواز ومش عارفة إيه، وحايبقى الفرق هوّا فرق السـِّـلم، الباب فى الباب وكده، وانتى معانا، وماتخافيش وماتحمليش همّ، وعشان خاطر البنات، وكل ما ترفض يقولوا لها حياخد البنات ويمشى، وهى بقت مسئولة عن البنات واتعلقت بيهم من أول يوم، فاتجوزته.

د.يحيى: هى قعدت من الشغل بتقولى؟

أ. آمال: أه قعدت      

د.يحيى: بالعافيه

أ. آمال: أمها هى اللى قـَعّدتها، يمكن بالعافية

د.يحيى: أمها مش هو، طب إنتى ما مأقولتيش لنا على زميلها اللى كانت مستلطفاه ده، كان موقفه إيه أو موقفها هيّا إيه؟ جابت له سيرة؟ ولاّ العلاقة ماكانتش تسمح؟ ولا إيه؟

أ. آمال: خلاص ما هى الحكاية زى ما تكون خلصت، وكانوا بيقولوا لها إنتى رافضة الجوازة دى عشان بتحبى ده

د.يحيى: هما كانوا عارفيين إنها بتحب واحد؟

أ. آمال: أه، بس هى قالتلى لأه، أنا مش بحبه، يعنى خلاص ده ماضى، وانتهى، يعنى سألتها عن العلاقة، قالت استلطاف بس، يعنى ميول كده من بعيد لبعيد.

د.يحيى: معلش، فيه سؤال سخيف مالهوش أى لزمة: جوز أختها ده اللى بقى جوزها، “يِتْحب” ولاّ لأه

أ. آمال: أنا شفت صورته، يعنى معقول

د.يحيى: أنا قصدى فى الحقيقة مش بس الصورة

أ. آمال: ما أنا حا أقول لحضرتك أهه

د.يحيى: فيه ساعات صورة تبقى كويسة، وصاحبها رِخِم

أ. آمال: لأه، هى بتقولى إنه هو شخص محترم ومهذب، ماقالتش فيه أى عيب

د.يحيى: بيحبها؟

أ. آمال: هى بتقول لأه

د.يحيى: بيقولها إنه هو بيحبها؟

أ. آمال: هو دايما بيقول لها أنا واخدك عشان العيال، وزى ما يكون ده بقى الأصل، يعنى مثلا وهما نازلين يجيبوا العفش: فالناس بيقعدوا يقولوا لهم العروسه والعريس، ونـَقِّى يا عروسه ومش عارف إيه، فمامتها ترد تقولهم: عروسة إيه، دول متجوزين وإبنهم أهه، وتشاور على الولد إبنُه اللى سنة سنة ونص، وعملوا الفرح فى الجامع، وهى بتقول كان عزا ماكنش فرح، ولا جابت فستان طبعا، ولا جابت أى حاجة

د.يحيى: الكلام ده كله من 6 سنين، قولى إيه اللى موجود دلوقتى بقى

أ. آمال: اللى موجود دلوقتى؟ طيب قبل ما أقول اللى موجود دلوقتى هى فى الدخلة بتاعتها راحوا فندق على أساس إن هما عرايس وكده، وماقدرش ينام معاها من أول يوم، قعد 6 شهور بعد كده يحاول وكل ما يحاول يعمل علاقه كاملة تروح شَدَّة جسمها وزقـَّـاه  

د.يحيى: 6 شهور؟ طيب وبعد الست شهور عملوا إيه؟

أ. آمال: الست شهور زن بقى من الأم والأب طول الوقت، فأخدوها عند دكتورة وعملوا “دخلة بلدى” وبعد كده لحد اللحظه ديه يا دكتور مافيش أى علاقه كامله

د.يحيى: يعنى بيقعد يلعب معاها لحد ما يخلّص من برّه برّه؟ وهى بتعمل إيه؟

أ. آمال: ما أنا سألتها إنتى بتحسى بمتعة؟ قالت آه، لحد اللحظه اللى فيها دخول بقى تروح شادّه نفسها، وزَقـَّاه، سألتها طب هو بيعمل إيه يعنى لما بيحصل كده قالتلى بيحتك بجسمى لحد ما يخلص

د.يحيى: كل ده عرفتيه منها وانتى شوفتيها مرة واحدة؟

أ. آمال: أه

د.يحيى: برافو، هى علاقتها إيه بالبنتين والولد

أ. آمال: بتحبهم جدا، لدرجة إن أهلها بيبتزوها بيهم، بيهددوها يعنى: لو أطلقتى حا ياخد العيال ويمشى، وهى بتحب العيال جدا وهمّا بيحبوها، ما هم ما عرفوش أم إلا هيّا

د.يحيى: ست سنين بحالهم ويستمر الحال على ما هو عليه، لازم فيه حاجة اللى خلت المدة تطول كده برغم كل اللى حاصل ده مع وقف التنفيذ

د. آمال: ما هو أنا مش فاهمة؟

د. يحيى: وهى موقفها دلوقتى بعد ده كله إيه؟ عايزة تتطلق؟          

أ. آمال: اللى أنا حاسيته إنها مش عايزه تطلق قوى يعنى

د.يحيى: هى جيالك ليه؟ مش عشان تساعديها تطلق وتخلص من الضغط اللى جارى ده

أ. آمال: هى بتقول أنا مش عاوزه أكمّل، بس اللى أنا حسيته من كلامها إنه لأه، مش عاوزه تطلق

د.يحيى: علشان العيال ؟

أ. آمال: علشان العيال، وعلشان هى بتقول أنا طول الوقت حاسة بذنب إن أنا مابدهوش حقه، أنا عرضت عليه يا إما يطلقنى، يا يتجوز علىّ، ويسيبنى مع العيال، وهو رافض ده.

د.يحيى: طب تفتكرى يا بنتى هو رافض ليه؟

أ. آمال: ما أنا قولتلها إنى أنا حاسة أنه هو بيحبها، يعنى إيه اللى يخلى راجل يصبر 6 سنين

د.يحيى: وإنتى حاساه إزاى إنه بيحبها؟

أ. آمال: حاسة إنه هو بيتحجج بالعيال، لكن أنا حاسة إنه بيحبها

د.يحيى: أنا مش واصلنى قوى إنه هو بيحبها، يمكن بيحب أختها فيها، ولاّ يمكن اتحرك فيه التحدى بتاع الرجالة لما يقابلوا صعوبة تشككم فى رجولتهم فيقبلوا التحدى لحد ما يتغلبوا عليها

أ. آمال: ما أظنش، ماهوّا كمان علاقته بوالدتها قوية جدا، وبيتحايل على مامتها تقنعها ترضى عنه، بس يعنى برضه هى مش شايفة إن فيه حاجة رابطاهم لحد دلوقتى، وزى ما تكون برضه حاسة بالذنب ناحيته، وبرضه أنا حسيت أن كمان فيه مشاعر بالذنب تجاه أختها، وهى قالتلى جملة إنها ليلة الدخلة، “أنا حسيت إنى أنا ليه ما احترمت موت أختى”

د.يحيى: هى قالت له كده ؟

أ. آمال: لأه، ما قلتلوش، ده شعورها بس فى نفس ليلة الدخلة

د.يحيى: طيب هى كانت علاقتها، إيه بأختها دى وهى عايشة؟

أ. آمال: كانت بتحبها جدا، وكانت قريبه منها جدا، وقالتلى انا مالحقتش أزعل عليها، ما ادّونيش فرصة أزعل عليها، ودلوقتى الأب والأم ضاغطين عليها بكل قوتهم إنها ما تطلقش، وارضِى جوزك، واعملى اللى يرضيه، إحنا ماجوزنكيش بلطجى، مع إنها ما جابتش لهم سيرة الطلاق، بس همّا عارفين اللى جارى                          

د.يحيى: هى لسه بتشتغل؟

أ. آمال: لأه، هى قعدت، هى كانت شغالة فى شركة، وهو شغال فى بنك، وكويس يعنى، بيصرف كويس

د.يحيى: السؤال إيه يا بنتى بقى، احنا لسه ما دخلناش فى العلاج النفسى، كل ده فى الشكوى والظروف، السؤال إيه بقى يا بنت الحلال؟ السؤال إيه؟

أ. آمال: أنا مش عارفه أبدأ منين؟ أنا بعد الجلسة الأولانية دى حسيت إن الست دى اتجوزت وما اتجوزتش، يعنى كأنها لسه عند أهلها، وهى برضه بقت أم وهى مش أم، مالحقتش تمارس دور الزوجة أصلا، راحت دخلت على دور الأم على طول، وأنا ضاربة لخمة فى الحالة، أعمل إيه؟

د.يحيى: الحالة ديه يا بنتى، إذا كنتى حا تكملى معاها، شديده الصعوبة، ليه بقى؟ لأن هى اتكسرت فى كذا منطقه حساسة، فاحنا نبدأ من بدرى من حيث المبدأ، لازم تعرفى إيه علاقتها بالجنس من أصله حتى قبل كل ده ما يحصل.

أ. آمال: ما أنا قلت لحضرتك اللى عرفته وأنا لسه بتعرف عالباقى

د. يحيى: يعنى بدال ما نركز بس على الجنس، فيه حق أساسى عند البنى آدم سواء الست أو الراجل برضه اللى هو “الحق فى الشوفان”، و”الحق فى الاعتراف” و”الحق فى العوزان”، نبتدى بالعوزان، أى ست أو بنت، عايزة تتعاز، وأنا كاتب أوصف الحتة دى فى “أغوار النفس” ديوانى: “أنا نفسى حد يعوزنى”، و“أعوز عوزانه”، و”العوزان يبقى أهم لما يكون عوزان” إنها تتعاز من راجل، “أنا عايزه حد يعوزنى وأعوز عوزانه”، اشمعنى حسن ونعيمة؟ اشمعنى بتوع السيما” إلى أخره، أظن القصيدة إسمها “الحمام الزاجل” نيجى بقى للبنيّة دى نلاقيهم حرموها من إنها تتعاز لشخصها، يعنى استعملوها زى سد خانة مجرد استبن، قطعة غيار، يعنى مش لذاتها ولأنوثتها، ومع ذلك كان فيه حسن نية فى الموضوع، وموافقة خفية، يعنى همّا مش مثلا كتفوها وسلموها لواحد بالغصب.

أ. آمال: أه طبعا، ما هى الخطوات بعد الضغط فى الأول كانت كلها برضاها

د.يحيى: ده اللى حصل، ويبدو إن ورا دَه حسن نيه بلدى كده وجدعنة، يعنى زى ما يكون فيه احترام لأختها وتكريم لها برعاية عيالها، وبرضه يمكن فيه إنكار موتها، يعنى هى لما حلت محل أختها، واحتوت عيالها كإن اختها مامتـّـش، والدنيا هديت شوية لكن هى اتسوّحت بده كله، هى ربنا ماخلقهاش ولا أمها خلّفتها عشان انها تسد الخانة اللى تفضى، فاللى وصل لها إن وجودها لذاتها مش معترف بيه، وإنهم استعملوها كبديل، وبعدين منين ما تعملى مش حايوصلها غير كده إلا بعد شغل جامد وجذرى، يعنى مهما حصل من صبر وتحمّل وبرضه تقدير وعرفان، ويمكن شوية لذة نص نص، مافيش فايدة.

د. آمال: دا كده المسألة تصعب أكتر

د. يحيى: يمكن، بس احنا لسه ما بدأناش علاج نفسى ده يا دوب بنتعرف على الحالة ونوضع الفروض.

أ. آمال: طب، وبعدين أنا أعمل إيه؟

د.يحيى: البنيـّـة دى فجأة: وفى ظروف موت مفجع حصل فى لحظة انتظار ولادة وفرحة، راحت البنية لقيت نفسها مغروسة فى امتحانات صعبة ورا بعضها، فقدت اختها، بعدين راحت لابسة دور موظفة عند مؤسسة اجتماعية، بتتعامل مع كارثة الفقد والموت بالتعويضات الجاهزة، بغض النظر عن الكيانات المستعملة للتعويض، البنّية دى قبل ما تتعرف على وجودها كبنى أدماية، أنثى مستقلة متعازه بصفتها، لقيت نفسها قايمة بدور عمرة ما كان فى حساباتها، والمصيبة إنها قبلت الدور ولو على مستوى خفى، ما هو دور برضه، يمكن لأنه أرضى الأمومة فيها، لقت عيال جاهزين، واحنا قبل كده قلنا إن الأمومة دى حق أساسى وتركيب أولى مختلف عن الأنوثة وعن الجنس، طبعا مش منفصل يعنى بعيد، لكن مختلف، ويمكن ده اللى خلاها ترضى بالصفقة وتبدأ دور الأمومة سنة تالتة من غير ما تدخل سنة أولى جنس، وسنة تانية حمل وكده، طبعا كل دى افتراضات، لو صحّت يبقى كل ده جه على حساب وجودها الشخصى جدا، وحقوقها إنها متعازة لذاتها هى نفسها، وانتى بتقولى إنها حلوة.

أ. آمال: آه، هى حلوة آه          

د.يحيى: الظروف هنا ظروف مش عادية لأن مافيهاش قهر صريح، وبرضه فيه احتمال مشاعر حب حقيقى! حب للعيال وشوية قبول لأبوهم، مع برضه أسى وحب لأختها اللى ماتت، ثم تلاحظى إنها ماقاومتشى لدرجة الرفض العنيف، يعنى همّا ضغطوا عليها أى نعم، بس اللى ضغط أهلها مش جوز أختها، الظاهر إنه وقف بعيد “ستاند باى”  لحد ما يندهوله لما تلوح علامات نجاح المحاولة لحد ما وافقت، وافقت، وراح ظاهر فى الصورة يكمل سيناريو التعويضات، وأعتقد إنه ماخدشى باله من كل التجاوزات دى، الرجالة أغبيا، لو أخذ باله كان حايهدى اللعب، ويسمح بوقت أطول، ويراعيها وهى بتراعى العيال، ويقرب بالراحة خالص، وهو بيتقدم ويتأخر ويرجع ويقرب، ويرجع يبطل، ويرجع يتقرّب وحاجات كده، زى ما يكون ماشى بيبنى فى العلاقة على مهله، ويبقى حاطط فى مخه إن ديه مش مسألة ميكانيكية، العجلة فرقعت ركب الاستبن بسرعة، وبرضه لازم كان يحترم الألم المحتمل، والظلم اللى وقع على هذه السيدة الفاضلة، ويحس بظلم الاستعجال، وظلم إن أنا ما لحقتش أزعل على أختى، وإن أنا ليا كيانى وأنوثتى مستقلة، عشان كده لازم تطلبى مقابلة الزوج وتتعرفى عليه بالراحة، وماتنسيش إنه هو كمان محتاج يتعاز من واحدة ست، وانتى معالجة ولازم يرتاح ليكى، بطيبة وثقة، ويمكن تضطرى تقلعى البتاع ده (إشارة إلى النقاب) ولو أثناء مقابلته فى الأول ما هو كونك معالجة ست برضه يمكن يفرق.

أ. آمال: إزاى؟           

د.يحيى: مش يمكن يشوف فيكى أنوثة طبيعية، تقوم تتحرك فيه رجولة طبيعية، بعيد عن صفقات الجنس والكلام ده، يشوف إن اللى بتكلمه ديه عارفه يعنى إيه أنوثة، وبالتالى يعنى إيه رجولة، وعارفه يعنى إيه جرح لده وده، وعارفه يعنى إيه بنى آدم وبنى آدماية، وعارفة الفرق بين العلاقات والصفقات، وبعدين تقدرى تدّورى مش بس على إيه اللى خلاها ترفض بالشكل ده، لأ، على إيه اللى خلاها تستحمل ست سنين، وبرضه إيه اللى خلاه يستحمل ست سنين، دول زى ما يكونوا قعدوا يعملوا بروفات لمسرحية، وبعدين استحلوا البروفات واكتفوا بيها وماعادش فيه لازمه يطلعوا المسرح الحقيقى فعلا، زى ما يكون فيه اتفاقية حب خفية من نوع غامض.

أ. آمال: ياه! ده زى اللى أنا حاسيته

د.يحيى: لو ماكانتش بتحبه كانت اتطلقت من زمان وخلصت، ست سنين مش شوية

أ. آمال: ما هى برضه حاسة بالذنب تجاهه، قالتله روح إتجوز

د.يحيى: يا حرام!! طيب وهوّا؟ الظاهر كمان إنه هوّا اتعود على سكربيت الرفض، ده زى ما يكون عايز يتعلم من الأول عشان يربط الحب بالاعتراف بالشريك بالاحترام

أ. آمال: يعنى إيه مش فاهمة

د. يحيى:  يتعلم يعنى يعرف يعنى إيه ست، ويعنى إيه احترام وجود، واحترام الفقد، واحترام الآخر الرافض، وإزاى إن الاستعمال مافيهوش ريحة الاحترام، وانتى تبقى خوجة شاطرة وتاخدى بإيده واحدة واحدة عشان يقدر يوصـّـل كل ده لهذه البنية بالراحة

أ. آمال: وهوّا دا ممكن؟

د. يحيى:  ما هو انتى هاتكونى متشجعة بحاجتين، إن هو طيب فعلا بس مش واخد باله، وإن هى فى الغالب بتحبه من تحت لتحت، سكريبت الرفض ده برغم الست سنين حديد مسلح، إلا إن فيه ثقوب كتيرة وإنت كل شوية عليكى إنك تلفى حوالين كل حاجز من الحواجز، وانتى بتدورى على خـُـرْم هنا، وشرخ هناك، وتشاوريله على ده وده، أظن لو ساعديته إنه يكبر أكثر ويحب أحسن ممكن يستغنى عن الجنس مؤقتا، وبلاش يخليه فى المقدمة بالشكل ده، تقوم هى تشعر بالطيبة بتاعته أكثر وأكثر، وإنه مهتم بيها لذاتها، وإنه مقدر صعوباتها، وإن من حقها إنها تبقى بنت وأنثى قبل كل السنياريو ده، وإن من حقها أنها تبقى متعازة لذاتها، ومن حقها تبقى مستقلة، وما تبقاش أختها، ومن حقها إنها ترفض، ويمكن تقدرى توصلى له أنها هى مش بترفضه هوّه، دى بترفض كل الاستعمال والإلغاء والنسيان اللى اتحطت فيه من غير ذنب، وإن من حقها تتبنّى العيلين دول بحق الأمومة، حتى لو ما دفعتش الثمن بالنوم مع أبوهم، وكل ده ممكن يوصل للست دى لأنها شايفاه طيب ومش واخد باله، بس هو يكون على يقين من جوه باللى بيعلمه واللى يتعلمه منك.

 نيجئ بقى لدور البنية دى فى العلاج ده كله، وهى اللى جت تطلب المشورة، مش هيه المريضة؟ إزاى هى حاتستقبله كمحب، وصبور وشايف بعد السنين دى كلها، يعنى انتى عليكى برضه تكشفى لها مسئوليتها فى استمرار البروفات طول المدة دى، وبرضه تاخدى بالك أن تتحبنى – مهما كانت حسن النية – عقد مقارنات بينها وبين اختها المرحومة، وتفتكرى حكاية الشعور بالذنب ناحية اختها، علشان احتمال إنها جواها شعور إنها لما تنام معاه تبقى بتخونها، والألعن احتمال غريب خطر لى، يمكن تلاقيه جواها، بس جواها قوى،  إن هى اللى موتت أختها  عشان تحل محلها، ولاّ إن هى اللى سعت فى إنها تتجوزه وخايفة تعلن ده لنفسها فخلته جواز مع وقف التنفيذ، كمان لازم تدورى على احتمال إن الست دى ماتكونش بتحب نفسها كفاية، ويمكن تكون دى البداية الصح، يعنى أنا أعوز ابقى نفسى أولا، وبعدين أشوف حد يعوزنى، ويعوزنى أولا كبنى آدماية، وبعدين كأمرأة.

أ. آمال: طيب أطلب أقابل الزوج ولا أستنى شوية؟

د.يحيى: طبعا تقابليه بس حأقولك يابنت الحلال حاجة صعبة شوية، لازم انتى وانتى بتقابليه  تشوفى إيه اللى يوصل لراجل زى ده لما يروح لواحدة معالجة، فلازم انتى تفتكرى إنك ست، وده يسمح له أنه يلاقى الست دية مبسوطة منة كراجل أهه، ولا فيه ميول جنسية جاهزة خبط لزق كده ولا حاجة، ويمكن يطمئن ويثق فى رجولته إنها موجودة حتى من غير اختبارات الجنس والكلام ده.

د. آمال: إزاى يعنى؟

د.يحيى: يمكن يقول لنفسه: الله، دا رفض مراتى ده مش جرح لرجولتى ولا حاجة، ما هو فيه واحدة ست زيها واصلنى منها ما يكفينى إنى اعطى بأمان من غير استعجال، يقوم يسترجع ثقته بنفسه والدنيا تمشى

أ. آمال: بس أنا حاسة إنه يمكن مابيحبهاش

د.يحيى: هو ده إحتمال وارد، يعنى بس ما نحطش عليه معوّل كبير، لكن ما يصحش برضه نلغى الاحتمال الأرجح اللى خلاه ينتظر كل المدة دى، وأدى احنا بنبتدى بالاحتمال اللى ممكن يساعدنا

أ. آمال: ياريت

د.يحيى:  يا شيخة لو انت ساعدتيه إنه يدور على إيه اللى مخليه صابر كل المدة دى، يمكن نلاقى الدنيا بخير فعلا،

أ. آمال: طيب وهى أكمل معاها إزاى؟

د.يحيى: بصراحة عندك حق، أنا كنت قربت أنسى إن هى العيانة اللى جت لك مش هوّه، انتى لازم تفتكرى إن تصحيح العلاقات لازم يتم من الناحيتين، ياريت تقدرى تعلميها إزاى تستقبله وتعترف لنفسها بمشاعرها الإيجابية نحوه أكثر من كده، وبرضه ماتنسيش مشاعرها نحو زميلها اللى كانت بتستلطفه وبعدين انطفت بمجرد كل ده ما حصل، مش يمكن ده برضه يكون إيجابى فى المقارنة

أ. آمال: بس دى كلها فروض

د. يحيى: هوّا احنا بنعمل غير كده فى العلاج، احنا نقعد نحط الفرض اللى يجيلنا موضع الاختبار، وأى حاجة تظهر تدعمه نحافظ عليها مادام فى اتجاه تحقيقه، بس خلى بالك فيه ساعات السكريبيت ما بيتكسرشى لما تكون المسألة طالت سنين بالشكل ده، ما يتكسرشى إلا فى أزمة شديدة حتى لو أزمة كيانية أو شبه مرضية، واحنا فى العلاج الجمعى بنحاول نهز السكريبيت المعطـِّـل، لحد ما ينكسر من داخله بأى ضغط أو تراكم ألعاب أو حركية وعى مشترك أو تمثيل، وكلام كبير ما ينفعشى يتقال كده ولا حتى يتكتب

د. آمال: يا خبر!! وأنا أعمل إيه؟

د. يحيى: ربنا معاكى، وأدينا احنا أهه! ونشوف مع بعض واحدة واحدة.

*****

التعقيب والحوار:

أ. شيرين سعيد محمود

الحالة صعبة بجد وأعتقد وجود احتمال أن المريضة تحب زوجها وترغب فيه ولكن احساسها بالذنب تجاه أختها المرحومة له دور كبير فى نوع العلاقة بين المريضة وزوجها واحساسها أنها مجرد بديل لأختها أهانها كأنثى وأهان مشاعرها وأعتقد ان كل هذا واصل للزوج ومن أجل هذا ما زال يتحمل طبيعة العلاقة بينهم والزوج أيضا يبادل زوجته المريضة نفس المشاعر أقصد مشاعر الحب والرغبة فى استمرار العلاقة بينهم

د. يحيى:

هذا كله وارد

وهو مهم فى مساعدة مثل هذه الحالات مع تجنب إصدار الأحكام.

أ. فؤاد محمد

تعليق عام على الحالة

لمّا حضرتك أشرت يا دكتور يحيى  لخطورة استعمال البنى أدم كقطعة غيار فى البداية، ده أثار جوايا ضيق والم  من قبح هذا الاستعمال. وآثار جوابا تعاطف مع الحالة فهى لم تعش لا أنثى حقيقيه ولا أم حقيقية ولا اخت حقيقية من وجهة نظرها.. ولا ابنه حقيقية لها حق أن تحترم لذاتها والا تستعمل.. الحالة صعبة ومؤلمة واشراف حضرتك عليها ثرى كتر خيرك بجد.

د. يحيى:

أرجو يا فؤاد يا ابنى أن نكون قد ختمنا هذه المحاولة المتواضعة بهذه الحالة المائة وأن أكتفى بذلك حتى نستوعب معاً ما يمكن أن نفيد به مرضانا ويفيدنا مما نثرى  به مهمتنا مع احترامى كل الآلام وتجنب الشفقة الفوقية.

أ. فؤاد محمد

المقتطف: والألعن احتمال غريب خطر لى، يمكن تلاقيه جواها، بس جواها قوى،  إن هى اللى موتت أختها  عشان تحل محلها، ولاّ إن هى اللى سعت فى إنها تتجوزه وخايفة تعلن ده لنفسها فخلته جواز مع وقف التنفيذ،

التعليق: يا ساتر  احتمال وارد ويخض.

د. يحيى:

هذا صحيح

أ. فؤاد محمد

المقتطف: وإن هى فى الغالب بتحبه من تحت لتحت.

التعليق: مش عارف وصلنى ان الحب اللى من تحت لتحت عملـّها ربكه  وأحساس بالذنب  وكأنه خيانة لأختها.

د. يحيى:

لا تنسى يا فؤاد يا ابنى أنك صاحب الفضل فى اقتراح نشر هذه الحالة بعد عرضها فى جلسة الإشراف الأحد الماضى.

أكرر شكرى، ولك احترامى وتقديرى.

أ. فؤاد محمد

المقتطف: سكريبت الرفض ده برغم الست سنين حديد مسلح، إلا إن فيه ثقوب كتيرة وإنت كل شوية عليكى إنك تلفى حوالين كل حاجز من الحواجز، وانتى بتدورى على خـُـرْم هنا، وشرخ هناك، وتشاوريله على ده وده

التعليق: عجبنى التشبيه أوى

د. يحيى:

شكراً

*****

الخاتمة

وهكذا أنهينا مائة حالة نرجوا أن تكون قد أوصلت الرسالة

وسوف ننتقل غالبا إلى حوار عن ما يعن للممارسين للعلاج النفسى، فيسألون عنه عن طريق البريد، أو الموقع،  وسوف يكون الرد ابتداء فى بريد الجمعة فى موقع المؤلف: www.rakhawy.net، فإذا تجمع قدر كاف لنواصل الحوار، فقد يكون من المفيد نشره ورقيا أسوة بهذه التجربة الناجحة والحمد لله.

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 6-4-2019 www.rakahwy.net

الفهرس

الفهرس

العنوان صفحة
– الإهـداء 3
– استهلال 5
الحالة (81): ضرورة استيفاء المعلومات ولزوم التأجيل مع الإشراف المعاوِدْ– التعقيب والحوار 713
الحالة (82): من الأعراض الظاهرة إلى السلبية فى واقع صعب– التعقيب والحوار 1724
الحالة (83): الصعوبة والمصداقية .. والصبر .. والمسئولية– التعقيب والحوار 2937
الحالة (84): عن مشاعر المعالج واحتياجه (خصوصا المبتدىء)– التعقيب والحوار 4147
الحالة (85): عن التشخيص وضبط جرعات الضغط العلاجى   (وضرورة الانتباه لموقف المعالج شخصيا)– التعقيب والحوار 51 61
الحالة (86): زميلة جديدة تتعرف على طبيعة الإشراف (ولغته الخاصة)– التعقيب والحوار 6579
الحالة (87): مشاعر المعالج ومسئوليته (الأخلاقية)– التعقيب والحوار 8190
 الحالة (88):   تصديق المريض، وعين الإنشاز (الحسد) وتأجيل الحـُـكـْـم– التعقيب والحوار 93103
الحالة (89): العلاج النفسى ليس وظيفة “طول الوقت” (وحقوق الإنسان الحقيقية!!)– التعقيب والحوار 107 113
الحالة (90):     احترام الواقع، والمشاركة الإنسانية– التعقيب والحوار 117124
الحالة (91): صعوبة امتداد التقمص وعمقه– التعقيب والحوار 129133
الحالة (92): الأسرة المصرية البرجوازية، ونظرية المؤامرة– التعقيب والحوار 139146
الحالة (93): الطبيب معالج وليس مخبراً سريا– التعقيب والحوار 151161
الحالة (94): الحضّانة الحديثة لتفريخ الأطباء منذ الطفولة– التعقيب والحوار 165174
الحالة (95): صعوبات المعالج بين صدق مشاعره وتحديات الواقع– التعقيب والحوار 179196
الحالة (96): الفرق بين الفرض والقهر والمواكبة– التعقيب والحوار 203209
الحالة (97): لغة الجنس بدون قواعد النحو– التعقيب والحوار 213222
الحالة (98): انطفاء وانسحاب ووراثة محسوبة– التعقيب والحوار 227237
الحالة (99): اللعبة الخطرة والثقب فى جدار الكبت– التعقيب والحوار 241252
الحالة (100): الحق فى الشوفان” و”العوزان”(وخطورة استعمال البنى آدم كقطعة غيار)– التعقيب والحوار 253 264

الخاتمة:                   

267

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *