الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الكتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (74) الوعى الجماعى والخلود الإيجابى فى الناس ( 1 من 2)

الكتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (74) الوعى الجماعى والخلود الإيجابى فى الناس ( 1 من 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 27-10-2013

السنة السابعة

العدد:  2249

  الكتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (74)

الوعى الجماعى والخلود الإيجابى فى الناس ( 1 من 2)

مقدمة:

أثناء كتابتى نقدا مقارنا بين ضلال الخلود عند جلال صاحب الجلالة فى ملحمة الحرافيش، وبين أوهام التقديس للوظيفة الخالدة عند عثمان بيومى فى “حضرة المحترم” وكلاهما لمحفوظ، وصلنى فجأة نوع ثالث من الخلود فى الحياة الدنيا (بعد أن استبعدت أن يقصد محفوظ أى اقتراب من خلود الآخرة الذى وصلنى يقينه به من خلال مقتطف أوردته فى الدراسة وسوف أعود إليه حالا) أقول وصلنى نوع أخر  من الخلود، استلهمته من العلاج الجمعى، وأسميته “الخلود فى الوعى الجماعى، ولأن هذه الدراسة النقدية استغرقت كل وقتى، ولحرصى على عدم الإخلال بتعهدى يوم الأحد والإثنين وتخصيصهما للكتابة فى العلاج الجمعى، قلت اورد اليوم وباكر بعض فضل هذا العلاج على قراءتى النقدية للنصوص الأدبية وكيف تطورت من خلاله، وفيما يلى جزء يسير جدا يشير إلى هذا الفضل، وهذا المدخل:  

الخلود فى الوعى الجماعى

 فى دراستى الأولى “دورات الحياة وضلال الخلود: ملحمة الموت والتخلق “فى الحَرافيش” كان التركيز على دورات الحياة من خلال تركيز محفوظ على دورات الفصول، وحركية الزمن، الموازية لدورات الإيقاع الحيوى عند الفرد أساسا. وقد كان الفرض المبدئى الذى وضعته لقراء هذا النص يقول:

‏”…. لا ‏معنى ‏لولادة‏ ‏تنتهى ‏بموت‏، ‏إن‏ ‏آجلا‏ ‏أو‏ ‏عاجلا‏، ‏فالموت‏ ‏بالصورة‏ ‏الشائعة‏ ‏يلغيها‏ ‏حتما‏،  ‏لكن‏ ‏الولادة‏ ‏تبدأ‏ ‏حين‏ ‏نعى ‏الموت‏، ‏فنتخلق‏ ‏بالحركة‏، ‏لنتصاعد‏ ‏بالإبداع‏، ‏والاستمرار‏ ‏فيمن‏ ‏يلى،  ‏وليس‏ ‏بأنفسنا‏…”

لم أنتبه أنذاك إلا هذه الجملة الأخيرة بالقدر الكافى، مقارنة بالتركيز الذى سوف يأتى حالا فى النقد الحالى ، وهذا ما جعلنى أنتقل من هذه الجملة التى جاءت كفرض فى أول الدراسة، حتى نهايتها التى كادت تثبت صحة هذا الفرض كما يلى:

“ان‏ ‏الفرد‏ ‏لا‏ ‏يولد‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏ولد‏ ‏نفسه‏ ‏باستيعابه‏ ‏طفرة‏ ‏تخلّقه‏ ‏من‏ ‏واقع‏ ‏جدلية‏ ‏وجوده‏.‏ وانه‏ ‏لا‏ ‏يلد‏ ‏نفسه‏ ‏إلا من‏ ‏واقع‏  ‏ما‏ ‏يختمر‏ ‏به‏ ‏داخله‏ ‏وخارجه‏ ‏من‏ ‏علاقات‏ ‏ونبض‏  ‏ومواكبة‏ ‏فاعلة‏ ‏متفاعلة‏ ‏مع‏  ‏الناس‏ ‏والطبيعة‏ ‏على ‏حد‏ ‏سواء‏، وان‏ ‏هذه‏ ‏الولادة‏ ‏ليست‏ ‏حلا‏ ‏وإنما‏ ‏هى ‏خطوة‏ ‏ضرورية‏ ‏وبداية‏ ‏واعدة‏.‏

وبرغم هذه الإشارات الواضحة، إلا أننى كنت مهتما بدورات الحياة للفرد الواحد حتى لو أكدنا على ضرورة  تفاعله مع الآخرين، كما ورد فى نهاية الدراسة كما يلى :

“….‏ ‏هذه‏ ‏الولادة‏ ‏المتأخرة‏ ‏هى ‏الإبداع‏ ‏البشرى ‏الناتج‏ ‏عن‏ ‏اكتساب‏ ‏الوعى ‏بكل‏ ‏طبقاته‏  ‏وتضفرها‏ ‏معا‏، ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏أسميه‏ ‏إبداع‏ ‏الذات‏، وان‏ ‏هذا‏ ‏الإبداع‏ ‏لا‏ ‏يتمادى ‏إلى ‏غايته‏- ‏للفرد‏- ‏إلا‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏احتمال‏ ‏تكراره‏ ‏عند‏ ‏الناس‏، ‏كل‏ ‏الناس‏، ‏وترجيح‏ ‏فرص‏ ‏هذا‏ ‏التكرار‏ ‏انطلاقا‏ ‏من‏ ‏المبدع‏ ‏الفرد‏، ‏وهو‏ ‏أول‏ ‏علامات‏ ‏التوجه‏ ‏الإيجابى ‏نحو‏ ‏المخرج‏ ‏الحقيقي‏، وان‏ ‏هذا‏ ‏الاحتمال‏-‏ولادة‏ ‏الذات‏-‏لا‏ ‏يتم‏ ‏إلا‏ ‏بوسائل‏ ‏وفرص‏، ‏ليست‏ ‏غاية‏ ‏فى ‏ذاتها‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏هى ‏حق‏ ‏مواكب‏ ‏لمسئولية‏ ‏وعى ‏الإنسان‏، ‏ومن‏ “‏أهمها‏ ‏العدل”‏ ‏الذى ‏شغلت‏ ‏مساحته‏  ‏ما‏ ‏يحق‏ ‏لها‏ ‏أن‏ ‏تشغله‏ ‏طوال‏ ‏الملحمة‏، وان‏ ‏ما‏ ‏يلى ‏خطوة‏ ‏ولادة‏ ‏الذات‏، ‏فالالتحام‏ ‏بالناس‏ ‏فى ‏إطار‏ ‏العدل‏، ‏هو‏ ‏الوعى ‏بما‏ ‏بعد‏ ‏الإنسان‏، ‏طولاوعرضا‏.‏

“من‏ ‏هنا‏ ‏يصبح‏ ‏الموت‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏الإطار‏ ‏نقلة‏ ‏فرد‏، ‏لا‏ ‏تحتاج‏ ‏لكل‏ ‏هذا‏ ‏الجزع‏ ‏مادام‏ ‏هناك‏ ‏من‏  ‏يكمله‏ ‏ويمثله‏ ‏عرضا‏، ‏وما‏ ‏دام‏ ‏ثمة‏ ‏ما‏ ‏يذوب‏ ‏فيه‏  ‏ويتمثله‏  ‏طولا‏.  وقد‏ ‏قالت‏ ‏الملحمة‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏”.‏

كل هذا وبرغم طول المقتطف –عذرا- يؤكد غياب ما أقدمه حالا عن وعيي النقدى آنذاك،

الفرض هنا لا يقتصر على هذا النوع من الامتداد “مع” الناس، وإنما يضيف إلا احتمال الامتداد “فى” الناس، إلى الوعى المطلق إلى وجه الله، وهذا ما سوف أبدأ به هذه الدراسة قبل العودة إلى المقارنة بين الخلود المجنون عند جلال صاحب الجلالة، والخلود التقديس الدنيوى عند عثمان بيومى:

 خلود عاشور الناجى الأول (ملحمة الحرافيش)

“….. منذ البداية، أحضر لنا محفوظ الموت بشكل لا يمكن التغافل عنه حين وصل إلى عاشور وهو يتابع سلسلة النعوش تتوالى إلى القرافة والقبو، نتيجة للشوطة التى ألمت بالحارة، وباعتراف بسيط بالخوف البشرى وهو يواجه الموت وهو يلاحقه هكذا، قرر أن يقاومه حتى بالهرب، لكنه لم يكن هربا جبانا  من الموت بقدر ما كان مقاومة تستند إلى سندين، علاقته بالحى الذى لا يموت، وانتمائه إلى جماع وعى الناس،

 الذى تأكد لنا بعد مرورنا بكل هذه الأجيال أن وعيا غائرا عند عاشور كان يدرك ذلك، وبالتالى فهو لم يقل للناس، ولا لأسرته “وداعا” ، ولكن ما وصلنى أنه قال وهو يغادرهم دون استئذان “إلى لقاء”، وقد وصلت التحية والوعد إلى الناس بوضوح تام، فصدقوا أن مقاومته (لا هروبه) انتصرت، وراحوا ينتظرون عودته وكأنها عودة المسيح أو المهدى المنتظر

بدأ  عاشور رحلته المقاومة مستظلاً بالتكية رمز “الغيب” و”الغموض” و”الوعود”:

“فى ظلمة داجية تهادت الأناشيد من التكية. لا نغمة رثاء واحدة تنداح بينها. ألم تعلموا يا سادة بما حل بنا؟. أليس عندكم دواء لنا؟. ألم يترامى إلى آذانكم نواح الثكالى؟. ألم تشاهدوا النعوش وهى تحمل لصق سوركم؟.(ص56)

رنا عاشور إلى شبح البوابة، إلى هامتها المقوسة، بإصرار حتى دار رأسه. تضخمت البوابة وتعملقت حتى غابت هامتها فى السحب. ما هذا يا ربى؟.

ربط وعى التكية بالوعى الكونى بالله

“وشم رائحة غريبة لا تخلو من نفحة ترابية. إنها تتلقى من النجوم أوامر صارمة”.(ص57) 

خاف عاشور الموت فعلا: بشرا ضعيفا آملا مؤمنا مجاهدا، واعترف بخوفه المشروع دون هلع مضلل.

 “جرب عاشور الخوف لأول مرة فى حياته. نهض مرتعدا، مضى نحو القبو وهو يقول لنفسه إنه الموت. تساءل فى أسى وهو يقترب من مسكنه”

وحين قرر اللجوء إلى الخلاء بناء عن حلم رأى فيه الشيخ عفرة زيدان يلهمه أن يلجأ إلى القرافة نحو الخلاء والجبل دار هذا الحديث مع فـُلـّه (زوجته أم شمس الدين)  (ص 58) (فله + عاشور)

“- ماذا حلمت يا رجل؟

– أبى عفرة أرانى الطريق..

– إلى أين؟

– إلى الخلاء والجبل!

– إنك ولا شك تهذى…

– بل رأيت الموت أمس، ورائحته شممت..

– وهل الموت يعاند يا عاشور؟

فقال وهو يحنى رأسه فى حياء:

– الموت حق والمقاومة حق..

– ولكنك تهرب!” (ص 59)

“- من الهرب ما هو مقاومة!”

وظهرت علاقته بالموت وربطه بالمولى مختارا وهو يجيب على سؤال ابنه هبة الله.

 (ص 60)

هبه الله:

“-ألا يوجد الموت فى الخلاء يا أبى؟

فقال عاشور وهو يزداد غضبا:

-علينا أن نبذل ما فى وسعنا وأن نقدم الدليل للمولى على تعلقنا ببركته”.

وحين غادر لم يكن يتجه إلى فراغ  (ص 62)  بل إلى الله الأكبر

” وتراءى الجبل شاهقا، رزينا، صامدا، لا مباليا. هتف عاشور:

– الله أكبر…”

فتأكد الفرض أنه  كان هربا إلى رحاب الله وليس هربا من الموت، وبلغة الدراسة السابقة، كانت بداية دورة جديدة وليست نهاية دورة مغلقة، ومن عجب أن هذا هو ما جاء فى نص  حديثه مع فله (ص 63)

“ونظر نحو فلة وقال مشجعا:

– انتهت الرحلة..

ثم وهو يضحك:

– بدأت الرحلة!”

بهذا الوضوح تجلى خلود عاشور الناجى الأول، فنجا فعلا من كلٍّ من الموت الفناء، ومن الخلود الجنون الغباء، وحين قام وحده برحلته الأخيرة المستمره، كان فى صلح واضح مع خالقه  برغم ظاهر ما ارتكبه، وهكذا دام خالدا فى وعى الناس، وليس فقط فى امتداده فى دورة حياته التالية (فرض الدراسة الأولى).

وبعد

وسوف أنشر غدا مزيدا من تفسير ربط ما وصلنى من العلاج الجمعى، مع أنواع الخلود فى الحياة الدنيا كما تجلّت بفضل العلاج الجمعى فى هذه الدراسة، ثم مزيد من عينات هذا الخلود فى الوعى الجمعى.

هامش عن محفوظ والخلود فى الآخرة

أما الذى وصلنى من نجيب محفوظ عن علاقته بخلود الآخرة فقد سبق أن ورد فى كتابى المنشور هنا “فى شرف صحبة نجيب محفوظ”.

قبل المقتطف ومن الدراسة الحالية:

“…….. حتى الخلود فى الحياة الآخرة هو وارد فى وعى عامة الناس من حيث المبدأ، أما من حيث التحقق الفعلى بالمعايشة وعيا ماثلا  أمام آلة الزمن “هنا والآن”، فيبدو أن الله سبحانه وتعالى قد رحم عامة الناس من الإلزام بمثل ذلك طول الوقت، مع أن الفرصة قد سنحت لى – من خلال صحبتى لشيخى محفوظ – أن أعرف كيف أنه كان متصالحا معه، مرحبا به، فقد وصلنى أنه على يقين  من أنه سوف يكون فى صحبة حبيبه رب العالمين، ولتوضيح ذلك حتى لا نعود إلى هذه النقطة أصلا سمحت لنفسى باقتطاف بعض ما ورد فى كتابى  “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” وهو كالتالى:

“….. ذكرت‏ ‏له ما‏ ‏قرأت‏ ‏مؤخرا‏ ‏من‏ ‏حديث‏ ‏أدلى ‏به‏ ‏فرانسوا ميتران‏ ‏للتليفزيون‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تأكد‏ ‏مرضه‏ ‏بالسرطان، ‏مع‏ ‏اقتراب‏ ‏نهايته‏ ‏الحتمية، ‏وأبديت‏ ‏ملاحظة‏ ‏حول‏ ‏إعجابى ‏بشجاعته‏ ‏لإعلانه‏ ‏ذلك‏ ‏مع‏ ‏إعلان‏ ‏تمسكه‏ ‏ألا‏ ‏يترك‏ ‏منصبه‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏إنتهاء‏ ‏مدة‏ ‏رئاسته‏‏،….، ‏سأل‏ ‏المتحدث‏ ميتران: ‏هل‏ ‏تؤمن‏ ‏بالله، ‏فأجاب‏: ‏هذه‏ ‏مسألة‏ ‏فيها‏ ‏آراء‏ ‏كثيرة‏ ‏مختلفة، ‏فمضى ‏المتحدث‏ يسأل ‏بجرأة‏ ‏أكبر‏: ‏ماذا‏ ‏لو‏ ‏واجهتَ‏ ‏الله‏ ‏بعد‏ ‏الموت، ‏فأجاب ميتران‏ ‏بنفس‏ ‏الصدق‏ ‏الجريء‏: ‏سوف‏ ‏تكون‏ ‏مفاجأة، ‏وسأقول‏ ‏له‏ ‏إن‏ ‏مسألة‏ ‏الخلود‏ ‏هذه‏ ‏مسألة‏ ‏مملة‏ ‏جدا‏ ….” ‏ “…‏حسبت‏ ‏أن‏ ‏الاستاذ‏ ‏سوف‏ ‏ينبهر‏ بهذه الرواية وهذه الحرية ‏مثل‏ ‏الآخرين، ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏ظل‏ ‏مطرقا‏ ‏بعض‏ ‏الوقت، ‏ثم‏ رفع ‏رأسه‏ ‏قائلا‏: ‏لا‏ ‏أظن‏ ‏أنه‏ ‏محق‏ ‏تماما، ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏عند‏ه ‏حق‏ ‏فى ‏الجزء‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏الإجابة‏ ‏فوجود‏ ‏الله‏ ‏مسألة‏ ‏فيها‏ ‏آراء، ‏وخاصة‏ ‏عندهم‏ ‏بلا‏ ‏أدنى‏ ‏شك، ‏أما‏ ‏الجزء‏ ‏الثانى ‏فإجابته‏ ‏تدل‏ ‏على ‏أنه‏ ‏رجل‏ ‏يفتقر‏ ‏إلى ‏الخيال، ‏وكنت‏ ‏قد‏ ‏تصورت‏ ‏أن‏ ‏الاستاذ‏ ‏سوف‏ ‏ينبهر‏ ‏من‏ ‏مسألة‏ ‏وصف‏ ‏الخلود‏ بالملل، وخاصة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏عرّى‏ ضلال‏ ‏الخلود‏ ‏فى ‏الدنيا فى الحرافيش،‏ ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏محور‏ ‏نقدى ‏لهذا‏ ‏العمل‏ ‏……”‏، ‏أكمل‏ ‏الاستاذ‏ وهو ‏يخاطبني‏: ‏”إن‏ ‏مسألة‏ ‏رفض‏ ‏الخلود‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏باعتباره‏ ‏عملا‏ ‏مملا‏ ‏غير‏ ‏مقبولة‏، ‏وتدل‏ ‏على ‏افتقار‏ ‏ميتران‏ ‏للخيال، ‏لأنه‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏بقائى ‏مع‏ ‏واحد‏ ‏أحبه، مثلك مثلا، ‏ ‏يزيد‏نى‏ ‏بهجة‏ ‏ويملؤنى ‏فرحة، ‏أليس المنطقى هو أننى كلما ‏ ‏بقيت معك‏ ‏أكثر‏ ‏فرحتُ‏ ‏أكثر‏، ‏فما‏ ‏بالك‏ ‏ببقاء‏ ‏دائم‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏سبحانه إلى‏ ‏غير‏ ‏مدى، أليس هذا أدعى لفرحة متجددة، فمن أين يأتى الملل؟‏.‏

(انتهى المقتطف)

من هنا، وجب التنويه إلى أن ما تم من تعرية الخلود فى الحرافيش ، كان تعرية لأوهام وضلالات الخلود فى الحياة الدنيا، الأمر الذى اكتشفته لاحقا فى حضرة المحترم، برغم أن حضرة المحترم نشرت قبل الحرافيش بسنتين  (1)

…………………

وغدا نورد بعض معالم هذا الخلود “فى الناس” مع عاشور الناجى الأول وربما مع إشارة حذرة للآية الكريمة “أدخلى فى عبادى”.

[1] – نشرت الطبعة الأولى لحضرة المحترم سنة 1975 أما الحرافيش فقد نشرت طبعتها الأولى فى 1977

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *