الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الفهد “الإنسان” يصدِّق ويبدأ رحلة العلاقة “بالآخر” بعد هجمة قصيرة

الفهد “الإنسان” يصدِّق ويبدأ رحلة العلاقة “بالآخر” بعد هجمة قصيرة

“يومياً” الإنسان والتطور

15-4-2009

السنة الثانية

العدد: 593

حالات وأحوال

الحلقة السادسة والأخيرة:

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).

الفهد “الإنسان” يصدِّق

ويبدأ رحلة العلاقة “بالآخر” بعد هجمة قصيرة

مقدمة:

لن نذكر الموجز اليوم، لأنه موجود بشكل كاف أمس، وما عليك إلا أن تنقر على “المقالة السابقة” وسوف تجده، وإن كان ذلك لا يغنى عن مراجعة كل الحلقات(1)

تشمل هذه الحلقة المقابلتين التاليتين بعد عرض الحالة بالتفصيل فى مقابلة الفحص الأولى:

المقابلة التتبعية الأولى تمت بعد أسبوع، وقد هدأ ياسين، بالعقاقير وربما بما وصله إثر المقابلة السابقة، وقد تصورت – بصراحة- وخاصة فى بداية المقابلة، أن السماح بالهجوم قبل أسبوع، ومحاولة استيعابه وقبول حقه فيه، قد عملت مفعولها، حتى أوصلت لياسين احتمال أنه معروض عليه علاقة من نوع جديد، علاقة على مسافة مطمْئِنَة، لكنها مضمونة وموثوق بها، وبالتالى فقد لا يحتاج الأمر أن يتعامل معها بأسلوب الكر والفر، فلا يرفض الاقتراب بكل الصدّ والشك، كما فعل قبل المرض (مع خطيبته الأولى بالذات)، وكما جرى بعد المرض فى المقابلة الأولى (مع الأستاذ). المرة تلو المرة،

 بدأت هذه المقابلة التتبعية الأولى، بعد أسبوع، بما يوحى بأن ثمة علاقة تكونت، لكن بمجرد فتح ملف “العجز والتهديد بالهجر إذا ما استسلم للحب” (مثلما كان مع حب الخطيبة الأولى) حتى انقلب الحال كما سوف نرى، ثم انتهى الموقف تقريبا كما انتهى فى اللقاء أن الأول، انتهى بهجمة، ورفض، وانسحاب، وعدوانية،

وهكذا فشل – مؤقتا- تحقيق الفرض الذى يقول إن استيعاب الهجوم مع تواصل العلاقة يمكن أن يساعد المريض (أو أى شخص) أن يتجاوز هذا الموقف المعوق لنموه، لكن الحكاية لم تنته عند هذا الحد:

فى المقابلة التتبعية الثانية (والأخيرة، بعد أسبوع آخر)، تحقق الفرض، ولو جزئيا، ووضح أن رسالة مختلفة قد وصلت إلى المريض، وبدأت رحلة العلاج بشكل آخر، دون أية ضمانات أو شعارات أو تأكيد نهائى.

المقابلة التتبعية الأولى

 تمت يوم الخميس التالى 5-3- 2009،

تمهيد قبل اللقاء:

كان الأستاذ قد مرّ على ياسين فى سريره فى اليوم السابق (الأربعاء) ، فى الصباح الباكر (فى الساعة السابعة وخمس وعشرين دقيقة)، وكان ياسين ما زال فى سريره وقد غطى وجهه، فكشفه الأستاذ وربت على خده، وأيقظه، وتقبل ياسين ذلك بهدوء، بعكس رفضه لأى اقتراب حين مر عليه الأستاذ الأسبوع السابق بعد اللقاء الأول، بعد حادث الهياج، وقد كان تفاعل ياسين آنذاك أنْ رفض مصافحة الأستاذ، وظل نائما، وقد غطى وجهه أكثر متجنبا أى اقتراب وهو يردد: “إنت شيطان” “إنت شيطان” “إبعد عنى باقول لك”، وانتهت محاولة الاقتراب فى نفس اليوم بالفشل.

لكن بعد مرور أسبوع (وهو يتعاطى الدواء) اختلف الأمر كما بيّـنا حالا، وحين انتهت جلسة العلاج الجمعى التى تعقد فى حجرة ملحقة بالعنبر، طلب الأستاذ مقابلة ياسين، فحضر إلى حجرة العلاج لكن تعذر الحديث معه لظروف تنظيمية عامة، فلحق بالأستاذ بناء على طلبه مع د. عدلى وهو يركب السيارة، وكانت مقابلة سريعة عادية طيبة (على الواقف)، عرض ياسين فى نهايتها “أية خدمة” على الأستاذ بشأن أية مشكلة فى كهرباء سيارته.

فى اليوم التالى (الخميس)، دخل ياسين للمتابعة، وبدأ الحوار كأنه استكمال للتمهيد الطيب فى اليوم السابق ، لكنه انتهى بمفاجأة غير متوقعة، كما سنرى حالا:

(يدخل ياسين):

ياسين: صباح الخير يادكتور

د.يحيى: أهلاً، إزيك يا ياسين، صباح النور يا ابنى

ياسين: إزيك يادكتور

د.يحيى: إزيك انت؟

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: ونِعم بالله، فاكر مقابلتنا امبارح؟

ياسين: إيه؟

د.يحيى: مقابلتنا امبارح؟

ياسين: آه

د.يحيى: افتكرت إسمى؟

ياسين: آه

د.يحيى: أنا مين

ياسين: أنا عمال أحفظ فيه

د.يحيى: عمال تحفظ فى إيه حرام عليك ياشيخ، أنا إسمى إيه؟

ياسين: الدكتور يحيى الرخاوى

د.يحيى: جات سليمة المره دى

ياسين: آه

د.يحيى: يا ترى فاكر لما صبّحت عليك وانت نايم امبارح، وطبطبت على خدك

ياسين: دى مش فاكرها دى خالص

د.يحيى: ولا يهمّك، طب افتكرت لما ندهت لك، برضه امبارح، لما خلصت انا الجلسة بتاعة الجروب (العلاج الجماعى) اللى كنا فيه الصبح، وجيت لى مع الدكتور عدلى عند العربية؟  

ياسين: لأه

د.يحيى:يا شيخ؟ ! لما الدكتور عدلى دخل نده لك، وجيت، واتكلمنا كلمتين

ياسين: آه ، آه

د.يحيى: كان ده واحنا واقفين جنب العربية لما كنت انا خارج مروّح، افتكرت؟

ياسين: آه، دى فاكرها دى .

د.يحيى: إشمعنى دى افتكرتها؟ هوا انت بتنسى على مزاجك ولا إيه؟

ياسين: واحنا واقفين، صح

د.يحيى: طيب فاكر الأسبوع اللى فات لما كنا هنا؟

ياسين: لأّه، أيوه: فاكر لما كنا قعدنا فى المكتب، آه آه، قعدت على الكرسى

د.يحيى: وبعديها بقى دخلت، ورجعت، والدكتور عدلى رجع لك تانى

ياسين: أصل أنا بابص فى وجع دماغى دلوقتى

د.يحيى: حانرجع نتكلم على الوجع تانى عشان تزوغ من اللى باقوله

ياسين: ما أنا بقول لك مش فاكر

د.يحيى: قول اللى انت عايزه، أنا حاسكت بقى وانت قول

ياسين: هوا فيه وجع دلوقتى حايشتغل فى دماغى، فا أنا مش فاكر لما خرجنا ، لكن فاكر لما قعدت.

د.يحيى: هه؟

ياسين: بس .

د.يحيى: تفتكر أنا ندهت لك ليه النهاردا بقى؟

ياسين: مش عارف

د.يحيى: هوا الدكتور بينده للعيان ليه يعنى

ياسين: عشان يسأله

د.يحيى: آه، حاجة زى كده

ياسين: ماشى

د.يحيى: يسأله و يسمَعُه برضه

ياسين: ماشى

د.يحيى: طب نرجع للجُمعة اللى فاتت زى النهار ده، كان يوم الخميس برضه، فاكر لما مسكت فيّا، أنا مش زعلان ولا باعاتبك/ ده كان لصالحك، أنا قبـِلته، فاكر لما مسكت فيا

ياسين: أنا؟؟ !!

د.يحيى: آه وقلت لى أنا حاقتلك، وبعدين قلت إنت شيطان، مش ضرورى تفتكر قوى، أنا بس باربّط الحاجات فى بعضها، طب دلوقتى عايز تقولى لى إيه؟ أنا باقول لك دلوقتى حمد لله على سلامتك، عايز انت تقول لى إيه بقى؟ قول اللى انت عايزه.  

ياسين: هو إن العلاج أنا اتحسنت شوية، العلاج حسّنى، بس باصحى من النوم ألاقى الوجع اشتغل فى دماغى، مش عارف ده بقى يعنى مثلاً حاجة مش كويسة، ولا هو طبيعى

د.يحيى: إمال أتحسنت فى إيه بقى؟

ياسين: لأ بالنسبة للدوخة، أنا الدوخة دى كانت بتيجى لما كنت آجى أصلى، هو دلوقتى مابقيتش أصلى

د.يحيى: ليه بقى؟

ياسين: مش عارف لما كنت آجى أصلى يعنى مثلاً الركعتين بتوع سبحان ربنا الأعلى سبحان ربنا العظيم ماكنتش أفتكر بقى هل قضيت الثانية ولا الأولى، كنت أتلخفن خالص بين الأولى والتانية، كنت أحس إيه إن دماغى لفت

د.يحيى: ودلوقتى؟

ياسين: لأ بصراحة دلوقتى…….. (صمت)

د.يحيى: هوا انت بتصلى؟

ياسين: بصراحة، مابقتش أصلى

د.يحيى: يبقى إيش عرفك إنك اتحسنت، ما يمكن لما تصلى يحصل، هو أنت بتصلى دلوقتى من أصله عشان تشوف إيه اللى بيحصل

ياسين: قصدى الأول كنت باحس بدوخه

د.يحيى: أثناء الصلاة؟

ياسين: أثناء الصلاة آه، كنت أوطى كنت أتلخفن، صليت ركعتين ولا لأه، أثناء ما باصلى باحس إن دماغى اتشقلبت

د.يحيى: عندك حاجات تانية عايز تقولها لى عشان أنا حقول لك كلمتين كده

ياسين: لأ مفيش

د.يحيى: خالص؟

ياسين: دماغى بس وجعانى دلوقتى

د.يحيى: ما هى دى قلناها، ماعندكش أى حاجة تانية ناحية الشغل؟ الخروج؟ أى حاجة

ياسين: لأ كل ده كويس

د.يحيى: كويس فين؟ إنت مش كنت شايل البيت كله وشايل اخواتك وكده؟

ياسين: آه

د.يحيى: هوا انت ناوى تريّح بقى بقية حياتك، مش لايقة عليك، مش عيب كده؟

ياسين: طبعاً عيب

د.يحيى: لما أنا ندهت لك امبارح المرة التالتة بقى، ما أنا امبارح شفتك تلات مرات، مرة وأنا داخل وطبطبت على وشك والظاهر إنت كنت نايم نص نص ونسيتها، ومرة لما جيت بعد جلسة الجروب وما لحقتش أكلمك، ومرة جنب العربية إنت والدكتور عدلى، ودى بقى فاكرها شوية، ساعتها إنت قلت لو فيه حاجة فى كهربة العربية أنا أعملها لك 100%

ياسين: آه صحيح

د.يحيى: حانرجع مرجوعنا للمقابلة بتاعة الأسبوع اللى فات، هما موضوعين فتحناهم والتالت رحت ماسك فيّـا وقلت لى حاقتلك، وانت شيطان، وانت عفريت وكلام من ده ، الموضوع الأولانى لما كان عندك 7 أو 8 سنين وبتلعب كورة مع العيال ومش قادر، وهما بيجروا وانت لأه، وتحس باللى بتحس بيه، وتنام وتحلم إنك بتطير بها وبتاع  

ياسين: آه، أنا كنت لما باحس إن العيال بيلعبوا كورة كانت دى تحز فى نفسى أوى لأنى ما باعرفش أجرى  

د.يحيى: …..، خلى بالك أنا حاقرّب من المناطق بتاعت المرة اللى فاتت، ويجوز تهجم علىّ وتقول لى حاموّتك والحاجات دى، خلى بالك، أنا بانبهك عشان تفكّـر تعملها ولا ماتعملهاش، أصلك ساعتها بتقول مش شايف ومش عارف وبتاع، فانا باقول لك من دلوقتى: أنا حاقرب من نفس المناطق

ياسين: لأه

د.يحيى: هه؟

ياسين: (بِجِدّة شديدة) لأه، ماتقربلهاش، سيبها سيبها

د.يحيى: أسيبها ازاى، هوا احنا حا نهرب، دى مسئولية، أنا عايز أقول لك وجهة نظرى: إنت سيبت خطيبتك الأولانية علشان كانت بتحبك مش العكس، الواحد بيسيب واحده علشان مابتحبهوش، إنت سيبتها علشان هى تحبك،….. (يبدو على ياسين عدم الانتباه) شوف إنت رحت فين دلوقتى يا ياسين، بصيت لبعيد وسرحت، وحاترجع تقول إنت شيطان وتمسك فيا، ماينفعش يا ياسين

ياسين: أنا قولت لك ماتقربلهاش

د.يحيى: ليه؟ ماهو ضرورى نشوف ونربّط مع بعض، ما احنا سوى فى نفس المركب

ياسين: لأه، أنا قلت لك ماتقربلهاش

د.يحيى: ماقربش للمنطقه دى بالذات، ولا ما اقربشى لمين؟

ياسين: أنا قولت لك ماتقربلهاش يعنى ماتقربلهاش، خالص خالص

د.يحيى: حاضر

(فجأة قام ياسين أيضا، وهجم من جديد، وهمّ أن يمسك فى الأستاذ مثل المقابلة الأولى)

ياسين: (للأستاذ) إنت عاوز إيه؟

د.يحيى: تانى!!؟

ياسين: إنت عاوز إيه؟

د.يحيى: إمال حاتخف إزاى يا ياسين ياابنى؟ حاتخف إزاى؟

(وخرج ياسين بعد ما أمسكه به بعض الأطباء)

المقابلة الأخيرة

12-3-2009

تمهيد: فى اليوم السابق مباشرة (الأربعاء، يوم العلاج الجمعى) أثناء مرور الأستاذ للوصول إلى قاعة العلاج، التقى بياسين الذى تقدم إليه محييا، ولم تطل المقابلة لأنه كان على الأستاذ أن يدخل فورا لقرب بدء جلسة العلاج الجمعى:

فى اليوم التالى مباشرة (الخميس) كانت هذه المقابلة الأخيرة بعد استدعاء ياسين لمقابلة الأستاذ هكذا:

ياسين: السلام عليكم

د.يحيى: وعليكم السلام

ياسين: إزيك يادكتور

د.يحيى: إزيك يا ياسين (يتصافحان) إنت امبارح كنت جدع غير الجمعة اللى فاتت، جيت وسلمت علىّ لوحدك، وانا خارج من الجروب

ياسين: الحمد لله إزيك يادكتور

د.يحيى: لأ وحييتنى ساعتها بالاسم من غير ما اقول لك اسمى إيه

ياسين: آه

د.يحيى: طب يا ترى حا نتخانق إنهارده إمتى؟

ياسين: هه، ليه بس؟

د.يحيى: إحنا كل مرة نبتدى كويسين، وبعدين نتخانق، تروح ماسك فى زمارة رقبتى فجأة، مش كده؟

ياسين: لا لأ ، مش حانتخانق، لأ لأ

د.يحيى: لأه ليه

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: يستاهل الحمد

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: أنا شخصيا باحمد ربنا على الخناقة ما دام فيها فايدة، مش انت كنت حا تمسك فى زمارة رقبتى لولا الدكاترا اتلموا حواليك، إيه اللى حصل يعنى غير كل خير

ياسين: أصل أنا مش فاكر بصراحة

د.يحيى: باقول لك إيه!!! ، النسيان ده “مش اللى هوه”

ياسين: لأ هما قالوا لى، بس أنا ما كنتش فاكر

د.يحيى: ودلوقتى افتكرت؟ باقول لك إيه يا ياسين، إنت ماتخلينيش النهارده أكرر اللى حصل، أنا مش عايز افتح الموضوع تانى بصراحة

ياسين: لأ إفتح ، موضوع إيه؟

د.يحيى: ما هما الموضوعين إياهم

ياسين: لأ عادى

د.يحيى: وزمارة رقبتى!!!؟ آجى اتكلم تهب وتنط وتقول لى لأه، وانت شيطان، وانت إبليس تانى؟

ياسين: لأ، الحمد لله

د.يحيى: ماينفعش نغطى يا ياسين على كل الألم والتعب ده يابنى، لو عالجناك تلصيم من بره بره حاتتعب تانى ياابنى حرام عليك، انا مستعد تمسك زمارة رقبتى بس نواجه الأمور سوا سوا

ياسين: لأ مش حامسك إنشاء الله

د.يحيى: إيش عرفنى؟ ما انت كل مرة بتقول كده؟ بيبان زى ما يكون ده مش حا يحصل

ياسين: بإذن الله ، لأه

د.يحيى: لأ لأ، عموما أنا مستعد، مايهمكشى

ياسين: لأ مش حامسكك والله

د.يحيى: أصل مش حانطلع من الأزمة دى يا ياسين بالتغطية، خصوصا إنك انت واد جدع طول عمرك

ياسين: حاسس إن فيه فرق والله

د.يحيى: طبعاً فيه فرق، بس ماترجعشى زى زمان، تشيل وتهرب، تشيل وتهرب، لحد ما تتكسر

ياسين: لأ مش راجع زى زمان

د.يحيى: لأه ، إنت ممكن ترجع زى زمان ونص، عمال تكتـّم وتستحمل، وتشيل لحد ما حاتنِخ تانى، ماينفعش

ياسين: لحد ما إيه؟

د.يحيى: تنِخ

ياسين: أيوه طبعاً

د.يحيى: طيب عايزين نمنع ده هو انت اتكسرت من شىء شوية؟ ما هو من كتر ما شيلت

ياسين: آه، الحمد لله

د.يحيى: طيب ماينفعش نكرر اللى كسرنا

ياسين: نعمل إيه بقى؟

د.يحيى: يا ياسين والله ما ينفع يابنى ربنا بَعَت لك ناس معاك أهم

ياسين: (يبتسم)

د.يحيى: أنت؟ مش مصدق؟

ياسين: أيوه

د.يحيى: جاك أوى، دا أنت بتخاف إن انا أحبك ياواد انت

ياسين: لا لا

د.يحيى: حصل

ياسين: لا لا

د.يحيى: لأ حصل، أنا أول ما قلت لك طب هوّا انا باحبك ولا لأه، رحت ماسك زماره رقبتى

ياسين: عادى

د.يحيى: لأ مش عادى، أهو ده بقى اللى مش عادى، يعنى تموتنى وتقول لى عادى، عموما فيه واحدة خواجايا اسمها ميلانى كلاين قالت إن الموقف ده عادى

ياسين: هههه مين؟

د.يحيى: هىّ واحده خوجاية ناصحة، قالت: “وبقدر شعورى بحنانك سوف يكون هجومى لأشوه كل الحب وكل الصدق” قالتها بالخوجاتى “وبقدر شعورى بحنانك سوف يكون دفاعى عن حقى فى الغوص إلى جوف الكهف”، يعنى أجى آقرب منك وأحبك تروح ماسك زمارة رقبتى، أجى أقرب منك وأحبك تروح مغطى وشك تحت البطانية فى السرير زى ما رحت لك أول مرّة، جيت أشيل البطانية من عليك، رحت قايل لى إمشى إنت شيطان.

ياسين: أيوه

د.يحيى: أيوه إيه، إنت قلت إمشى ياشيطان لاموّتك، إمشى حاضربك

ياسين: حصل

د.يحيى: إنت حا تخلينى أصدق إنك فاهم كلام الخواجايا دى، ولا حتى كلامى المجعلص ده، إسمع أما أقول لك، أنا بقى جيت حطيت نظرية خلتنى أشوف الكلام ده فى المخ، اللى حصل بينا شفته ازاى بيحصل جوه المخ، وشفته فى التاريخ ، وباعالجك بده وده، آدى كل اللى عملته.

ياسين: تحليل يعنى؟

د.يحيى: لأه، تحليل إيه وبتاع إيه! أنا عملت لها نبض وحكاية كده زى اللى بنعمله دلوقتى،

أحسن حاجة ما نسميهوش

ياسين: ماشى، خلاص

د.يحيى: لأ لأه، مش خلاص، لازم تأخذ حقك منى ومن غيرى ومن كل حاجة، وكل حد، إنت عشت ياابنى زى ما يكون مش من حقك تتحب من أصله، مش من حقك حد يقرب منك، مش من حقك حد يشيل عنك، إنت يا ياسين شلت الحمل كله لوحدك

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: رغم الإمتحان اللى ربنا أمتحنهولك فى رجلك، شيلت الحمولة كلها، لوحدك، بالذمة ده ينفع!؟ وييجى حد يحبك تمسك فى زمارة رقبته، الله يسامحك فى اللى عملته فى حق نفسك

ياسين: أيوه

د.يحيى: نعمل إيه بقى؟ نيجى تانى نتكلم فى البت اللى حبتك دى؟

ياسين: لأ عادى

د.يحيى: عادى إيه تانى؟ عادى إنك تسيهم واحدة ورا التانية؟

ياسين: عادى

د.يحيى: حصل ولا محصلش، الأولانية كانت بتحبك، مش كده؟

ياسين: هه؟ هه؟

د.يحيى: زى ما انا بحبك كده، حاتضربنى بقى اهه!!؟

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: بص لى يا لَـــهْ

ياسين: عادى إنشاء الله

د.يحيى: لأه ، هوّا إيه اللى عادى؟ ده بالذات مش عادى، أنا باحبك ولا لأه؟ بص لى

ياسين: ما انا باصص اهه

د.يحيى: الله يسامحك ياشيخ، الواد عدلى ده حانعمل فيه أيه، ما هو بيحبك هوا راخل، وهو نصرانى

ياسين: عدلى كويس الدكتور عدلى كويس

د.يحيى: بس نصرانى نعمل فيه إيه

ياسين: نصرانى نصرانى، أنا مالى، إنت بقى منك ليه

د.يحيى: إشمعنى انا، ما هو ربنا حايسألك زى ما حايسألنى

ياسين: منك له

د.يحيى: طيب منى له، بس هوا بيعالجك وبيحبك، وانت بتحبه، حانعمل إيه فى المشكلة دى.

ياسين: مش انت الدكتور بتاعه

د.يحيى: أيوه

ياسين: مش انت الدكتور بتاعه، بتعلمه يعنى، إنت اللى بتقول عليه كده، منك له

د.يحيى: وهو أنا حاخليه يِسْلَم عشان يعالجك

ياسين: أنا ليا إنى أنا أخف

د.يحيى: أقول لك عدلى نِفْسه فى إيه قبل ما يموت؟

ياسين: فى إيه؟

د.يحيى: ما دام هوه نصرانى، وبيحبنى، يبقى نفسه قبل مايموت إنى أنا أبقى زيه

ياسين: إيه؟؟

د.يحيى: إنى أنا أبقى على دينه

ياسين: لأه بقى

د. يحيى: إمال يبقى بيحبنى ازاى؟ يعنى يسيبنى على فى اللى انا فيه، مع إنه عارف انه غلط، همّا قالو له كده

ياسين: مش معقول الكلام ده

د.يحيى: أى والمصحف، طب اسأله كده مش أنت بتحبنى يا عدلى؟ يبقى عايز تاخذنى معاك الملكوت، مش كده ولا لازم تسأل أبونا

ياسين: لأ لأ قسيس إيه؟ أعوذ الله

د.يحيى: هو إيه إللى أعوذ بالله يا ياسين

ياسين: مش انت بتقول

د.يحيى: باقول إيه؟

ياسين: مش عارف

د.يحيى: والنبى يا ياسين لو خدت بالك من النقطة دى حاتخف بجد ، قلبك حا يبقى كبير يساع عدلى، والبت، وامك، وانا، بفضْل الله وجدعنتك دى

ياسين: إنشاء الله

د.يحيى: ربنا يفتح عليك كده وتحس بالطيبة دى كلها اللى ربنا حطنا فيها مع بعض،

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: طب أقول لك بقى حاجة ما دام اتصالحنا للدرجة دى، أولاً أنا أشكرك بجد، ولسه مفتخر بيك إنك بطل مكافح، مكافح بصحيح، بس إوعى تعتذر عن اللى أنت عملته ده، حكاية زمارة رقبتى دى، أنا بيتهيأ لى قربتنا من بعض بجد

ياسين: لأه، أنا لازم ، انا لازم أعتذر

د.يحيى: لو اعتذرت حاتبوظ كل حاجة، حاتبوظ العلاقة اللى يادوب ما صدّقنا تبتدى، إنت تعتذر ليه؟ هوه انت عملتها بقلة آدب

ياسين: لأ طبعاً

د.يحيى: طيب

ياسين: ما كنتش فى وعيى أساساً

د.يحيى: يخرب بيتك، دا هوّا ده وعيك اللى أنا عايز أحافظ عليه ده، باقول لك ده حقك، تقول لى ماكنتش فى وعيى؟!

ياسين: آه، خلاص ماشى

د.يحيى: أنت شفتنى زعلت منها

ياسين: لأه

د.يحيى: طيب يا أخى تعتذر عن إيه بقى

ياسين: مش عارف

د.يحيى: خلاص ما دام ما نتاش عارف تعتذر عن إيه؟ يبقى لزومه إيه الاعتذار؟

ياسين: خلاص

د.يحيى: ما هو لو احنا عملنا حاجات صح، مهما كان شكلها وحش، واعتذرنا عنها، يبقى كأننا ما عملناش حاجه، وحاترجع ريما لعادتها القديمة ، إنما لو حمدنا ربنا على الفرصة اللى قربتنا من بعض، يبقى حانعدى الناحية التانية، أقول تانى؟

ياسين: لأ لأ خلاص الحمد لله

د.يحيى: يبقى حا تعتذر ولا لأ

ياسين: عن إيه

د.يحيى: حلوة دى، عن اللى انت نسيته

ياسين: هما حكوا لى بس أنا مش مصدق، ماعرفشى، أنا مش مصدق

د.يحيى: أنا باقول لك إن ده مهم فى علاجك، إنك تعرف اللى انت عملته ده بصدق، مش بقلة آدب، إن هو اللى علـّمنى إزاى أساعدك

ياسين: آه

د.يحيى: صعبه شوية يابنى، أنا عارف إنها صعبة، وبعدين ممكن ماتصدقنيش تقول إن أنا باتصنع عشان أساعدك

ياسين: خلاص إعتبر إن مفيش حاجة

د.يحيى: إيه هوه ده !!، دانا لو أعتبر إن مفيش حاجة يبقى عملنا إيه؟ الله يخرب بيتك

ياسين: إمال أيه اللى حصل؟

د.يحيى: كنت حاتخنقنى عشان وصل لك إنى باحبك شكل تانى، خفت من الحب بتاعى، زى ما خفت من حب البنت الأولانية، سيبك من التانية دى

ياسين: خلاص بقى

د.يحيى: مافيش خلاص ، فيه ياسين وربنا وانا وعدلى

ياسين: الحمد لله

ياسين: والنبى يا ياسين ربنا يخليك الحكاية مش مستحملة، وربنا حايحاسبنا على كل حاجة، والنبى بلاش نسيب الفرصة دى.

ياسين: مافيش حاجة والله

د.يحيى: لأ فيه حاجة ونص، الله يخرب بيتك، أصل العلاج يبدأ من “إن فيه حاجة”،

ياسين: حاجة إيه؟

د.يحيى: اللى حصل ده كله مش حاجة

ياسين: ايه اللى حصل؟

د.يحيى: من أول رجلك لما كنت بتلعب، وبعدين تنام وتصحى وتحلم إنك بتطير، من أول البنت الطيبة، لحد ما ربنا ما قابلنا ببعضينا، مش ده كله “حاجة”

ياسين: آه

د.يحيى: إنت قعدت سنين سنين شايل الحمل لوحدك، شلت اخواتك كلهم برجولة وشهامة، شلت اخوك لما اتجنن لحد ما خف، شلت نفسك باللى فيك لحد ما بقيت صنايعى ماحصلش

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: لحد ما البنت الأولانية ما حصلشى نصيب

ياسين: راحت لحالها بقى

د.يحيى: وكانت بتحبك، وخليك فاكر يا ياسين إنها مش هى اللى سابتك، إنت اللى سبتها أول ما عرفت إنها بتحبك، البت التانية لا حبت ولا حاجة، ولا كانت هنا خالص، وبعدين المرحومة الوالدة ماتت، زى ما تكون حسيت إنها خلت بيك، قمت عييت واتكسرت، واتقابلنا، ووصلك حبنا لبعضنا، لحد ما خنقتنى واستحملنا وادى احنا بنقرب حتة بحته زى ما انت شايف، آدى الحدوته كلها.

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: فاحنا بنبتدى من أول وجديد، وبنحاول نصلّح أول بأول مش كده ولا إيه؟

ياسين: خلاص

د.يحيى: خلاص إيه؟

ياسين: نعتبر إن مفيش حاجة

د.يحيى: يا نهار اسود !!تانى؟؟!! كل ما تقول مافيش حاجة، أنا باحس إنى مقصر فى حقك، إننا ما عملناش حاجة، يبقى أنا اللى مقصر، مش عارف أوصل لك

ياسين: لأ لأ

د.يحيى: والله العظيم فيه حاجة، على فكرة الدكتور عدلى ده قبطى بس بيحب زينا بالظبط، ما هو ربنا بيحبنا من غير تمييز، بيحبنا أكتر مننا، والجماعة القبط دول هما رأس مالهم كله المحبه زى ما بيقولوا، بش ما اعرفشى هما قدها ولاّ لأه

ياسين: ما هما معروفين بكده

د.يحيى: الظاهر إنه كله صح، باين كله يكمل بعضه

ياسين: ما هما اليهود معروفين بالمحبه أى والله

د.يحيى: إنت وصّلتنا لليهود ليه بقى؟! أنا ما اعرفهمشى كويس، الله يلعن أبواللى بهدلونا منهم

ياسين: ما هما النصارى هما اليهود

د.يحيى: النصارى هما اليهود؟

ياسين: ما هم اليهود كلهم ملل ، ميت ملة

د.يحيى: إنت قصدك إيه

ياسين: كلهم ملل والله

د.يحيى: … سامح بقى يا واد يا ياسين خليك تخف

ياسين: الحمد لله مسامح مسامح، أنت بقى اللى تسامح لو أنا عملت فيك حاجة

د.يحيى: إنت ماعملتش غير كل خير، اللى موجود طلـّعته، صدقنى، خلينا جدعان

ياسين: خلاص

د.يحيى: ده حقك

ياسين: وانا مسامح

د.يحيى: كتر خيرك أنا اللى قلّبتك ووجعتك، مين اللى يسامح مين بقى

ياسين: خلاص إحنا الاتنين نسامح بعض

د.يحيى: عارف المرّة اللى فاتت قلت لى إيه وانت ماشى، قلت: أنا مش قلت لك ماتفتحش السيرة دى تانى ، قلتها بشخط كإنى باشتغل عندك

ياسين: الحمد لله

د.يحيى: آدى إحنا فتحناها المرة دى قوام قوام، وما جراش حاجة، إدعى بقى للدكتور عدلى

ياسين: ربنا يخليه

د.يحيى: آه يخليه ماشى، مش ربنا يهديه وتبقى منشن على إنه مش مهدى عشان مش على دينّا.

ياسين: آه ربنا يوفقه فى شغله يعنى

د.يحيى: ماشى ماشى كده فى السليم

ياسين: ويخليه لشغله

د.يحيى: هه، ولعيانينه

ياسين: ولعيانينه ولكل الناس اللى حواليه

د.يحيى: الله يخليك، دى دعوه حلوة يا لَهْ، مع السلامة

ياسين: الله يسلمك

د.يحيى: حانتفق مع الدكتور عدلى على 1 2 3 واحد الداوء حا نأخذه مدة عشان اللى جواك باين عليه جامد قوى، وبيغلى قوى

ياسين: ماشى، هو فعلاً أنا لما باتنرفز من حاجة أبص ألاقى هيجان

د.يحيى: إتنين: الشغل

ياسين: بالظبط إتنين الشغل

د. يحيى: تلاتة: علاقتك بالدكتور عدلى تبقى منتظمة، وبعد ده وقبل ده، أنا موجود اهه زى ما انت شايف

ياسين: الله يخليك يادكتور

د.يحيى: منين ما الدكتور عدلى يفتكر إنى عايز أسلم عليك زى النهاردة، أو إنكم عايزنّى، أنا تحت أمرك وأمره،

ياسين: إيه

د.يحيى: الدكتور عدلى حا ينظم الحكاية، إنك تقابله بانتظام ويطمن على الشغل والدوا، واللى احنا اتفقنا عليه.

ياسين: إن شاء الله

د.يحيى: عشان فيه حاجات كده يمكن تبقى معانا فى مجموعة زى اللى بتشوفنى بادخلها كل يوم اربع هنا، نقعد نتكلم فيها وبنقف مع بعضنا، ونعملها سوا سوا

ياسين: إنشاء الله

د.يحيى: ..وشوية شوية ، يمكن ربنا يكرمك بواحده طيبة تانية، تالتة يعنى

ياسين: إنشاء الله

د.يحيى: بس نكون واقفين جنبك المرة دى عشان ماترفضهاش زى ما رفصت البت الطيبة دكهه،

ياسين: لسه حانشوف واحدة إنشاء الله، أختى شايفة لى واحدة، لسّه حا نشوفها

د.يحيى: لأه، ما تستعجلش، باقول لك إيه، ما تاخذ واحدة نصرانية ياله

ياسين: هِهْ؟

د.يحيى: ماتخذ واحده نصرانية

ياسين: ما هى مسلمة

د.يحيى: ما هى حاتفضل على دينها ونحبها وتحبنا

ياسين: بس الولاد بقى

د.يحيى: الولاد وقتها يبقى يحلها ربنا

ياسين: حايبقى …، هه؟

د.يحيى: ..إنت عارف الكلام ده كله فايدته إيه، إننا نفتح نفسنا على الناس كلها، ده علاج

ياسين: ( يمد يده ويصافح الدكتور يحيى) بإذن الله ، يلزم أى خدمة

د.يحيى: آه يلزم أقول لك متشكرين

ياسين: ( يهم بتقبيل يد الدكتور يحيى فيسحب الدكتور يده بسرعة)

د.يحيى: ياحبيبى ياابنى الله يخليك، مع السلامة أدينا أهه مابنتخانقشى لما بنحب بعض أهه

ياسين: (ينظر للجميع وهو يخرج) ، لو أى حد عنده عربية عطلانة يبقى يجيبها لى

د.يحيى: تانى؟ حانخش فى علاقة الصفقات؟! ما تخلينا كده جدعنه من غير دى قصاد دى، مع السلامة

ياسين: السلام عليكم

(خروج ياسين)

د.يحيى: ………..

الكلام اللى حصل قدامكم ده شديد الأهمية، هوه مش ضرورى يكون الحقيقة، أنا باحاول أوريكم ازاى نمشى واحدة واحدة، من أول ما نحط فرض نفهم بيه الحالة، لحد ما نثبت شوية منه، ونصحح شوية، ونخيب شوية، ونرجع نشوف، وكده،

 إحنا حطينا فرض فى الحالة دى المرة اللى قبل اللى فاتت، وشاورنا على الخوف من الاقتراب، والخوف من الحب، وبعدين شفنا سوا سوا رسايل بتوصل بشكل تانى، غير “أنا باحبك”، وغير الشكر والاعتذار والكلام ده، إوعوا تفكروا إن السلام والبوس والكلام هوا أهم اللى حصل قدامكم، صحيح الكلام ده مهم وطبيعى، بس مش دى العلاقة، الحاجات دى كلها جواها علاقة تانية جامدة قوى، وفى الغالب بفضل الله حاتكبر وكل حاجة، بالأصول، مش بس بعزومة أصلح لك العربية، دى مش علاقة دى صفقاية كده صغيرة، مقبوله ولها معنى طيب، بس مش هيه،

العلاقة الحقيقية هى اللى تسيب حركة فينا مع بعض، الحركة دى هى اللى تلمنا على بعض، حتى من غير ما نتقابل، صعبة صعبة بس باين عليها ضرورية، أنا أشك إن البنى آدم المعاصر دخل بنجاح المرحلة بتاعت العلاقات البشرية اللى بحق وحقيق، الناس فعلا مش قادرة تعمل علاقة مع بعض، مش قادرين يستحملوا بعض، أنا شايف إن الخواجات حاولوا وبيحاولو، بس بتتقلب منهم ذوق وأصول وحقوق إنسان وكلام من ده، أول ما الواحد ييجى يعمل علاقة من جوه، فى الغالب – مش دايما- يعنى بتتقلب حقى وحقك، وحريتى وحريتك، وحاسب، وسيب وانا اسيب، مش كلهم طبعا، ومش معنى كده إننا أحسن منهم، دى مشكلة البنى آدم فى مرحلته دلوقتى فى كل الدنيا.

نرجع بقى لياسين: نلاحظ إنه كل ما يروح ناحية العادى، ناحية الخففان العادى، تتقلب ذوق واعتذار ورشاوى وتصليح عربية ومجاملة وكده، هوه من كتر جدعنته طول عمره ، ممكن يرجع زى ما كان بالظبط، وينسى العيا وينسانا احنا كمان، وينسى الفرصة دى، وبرضه ممكن يتنكس، تصور بقى إن مسئوليتنا إنك تمشى المشوار ده وانت شايف كل كده، وتقبل أى شىء إنت مش موافق عليه ما دام ده المطروح مؤقتا،

 يعنى أى مرحلة متوسطة فيها شغل ونوم طبيعى وناس هى كويسة مرحليا، إوعوا تكونوا شفتوا نهاية المقابلة إن العلاقة بقت سمن على عسل، الكلام ده اللى جرى كده سريع سريع مش نهاية المطاف، مافيش داعى ننبهر بيه مهما اتفق مع اللى فى مخنا، بس هو مقبول بدرجة ما زى ما يكون مؤشر كده لبداية صح، مافيش حاجة حقيقية ممكن تحصل فى اسبوعين ولاّ تلاتة مهما يكون المعالج مين، بصراحة لما وطَّى عايز يبوس إيدى أنا اتقبضت، لكن فهمت فى نفس الوقت ان حاجة وصلت له، بس ما اديتلوش إيدى، العلاقة اللى يمكن تكون ابتدت ما هياش علاقة خصوصى بين اثنين، قد ما هى حركة فى نفس الاتجاه الصحيح، أنا غامرت وعممتها فى الكلام عن الدين بشكل فيه مخاطرة، أنا آسف يا عدلى، إنما ما انت عارف بقى مافيش حاجة بتهمنى مادام فى مصلحة العيان..، وفى مصلحتنا برضه.

د.عدلى: هو بس أنا عدنى سؤال

د.يحيى: ماشى

د.عدلى: مش عايز أقعده فى القسم أكتر من كده

د.يحيى: طبعا، على الشغل على طول، مهما فضل من أعراض، وما اتخافشى.

د.عدلى: وبرضه مش مستريح لخروجه

د.يحيى: ما فيش حل تانى، إحنا ناخد القرار، ونحط عليه شوية طفولة، على عشم فى ربنا على شوية علاقة من اللى ابتدت وظهرت، على شوية علاقة من اللى بتتهيأ لنا، على حبتين دوا، ونوقفه فى الوقت المناسب، وندى الوقت فرصته، الوقت هنا مهم جدا على ما الحكاية تستوى، وربنا يسهل

ما فيش حاجة تانية؟

– …………..

شكراً جزيلاً

[1] – على من يريد أن يتابع كل الحلقات أن يرجع إلى نشرات 31-3-2009 ، 1-4-2009، 7-4-2009، 8-4-2009، 14-4-2009

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *