نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 16-6-2014
السنة السابعة
العدد: 2481
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية
الفصل الرابع: اضطرابات الوظائف المعرفية الأخرى (8)
أنواع الذكاء الثمانية
الطالب: ما زلت أصر على سؤالى فعلا عن أنواع الذكاء إن وجدت
المعلم: حاضر يا سيدى حاضر، لفد وجدت ونصف
الطالب: ولكننى أتذكر الصعوبة التى واجهتنا ونحن نبحث عن تعريف محدد للذكاء، فكيف نعدد أنواعه ونحن لم نتعرف عليه بالقدر الكافى
المعلم: ربما لذلك ظهرت أنواع كثيرة، كل نوع ربما يدل عن وجهة نظر من أطْلَقَ عليه أنه ذكاء.
الطالب: لست فاهما
المعلم: إنتظر حتى أذكر لك بعض الأنواع وأنت ترى
الطالب: هأنذا منتظر، لكن اعمل معروفا واحدة واحدة علىّ
المعلم: حاضر من عينىّ
الطالب: تسلم عينيك
المعلم: خذ عندك يا سيدى هناك عالم بكلية هارفارد للدراسة العليا اسمه هوارد جاردنر
الطالب: هل علينا أن نحفظ اسمه؟
المعلم: يكفى أن تعرف أنه فى جامعة هارفارد وانت تعرفها طبعا
الطالب: أحسن جامعة فى العالم!، على عينى وعلى رأسى يا سيدى، المهم ماذا قال هذا العالم.
المعلم: له يا سيدى نظرية خاصة متعلقة بتصنيف قدرات البشر الفكرية، بناءاً على تصنيف الذكاء وقد قسم هذا الذكاء إلى ثمانية أنواع متباينة، لكل نوع منها اتجاه مختلف عن الآخر وليس شرطاً أن يكون الفرد لديه نوع واحد فقط من الذكاء، فمن الممكن أن يجمع الشخص بين أكثر من نوع من الذكاء وإن كان من الصعب أن يجمع الثمانية أنواع مرة واحدة، لوجود نوع ضد الآخر في بعض الأحيان.
الطالب: ذكاء ضد الذكاء
المعلم: انتظر يا ابنى انتظر
الطالب: حاضر أنا منتظر، هيا، ما هى تلك الأنواع لو سمحت؟
المعلم: النوع الأول: الذكاء اللفظي أو اللغوى: وهو ذكاء الكلمات وكل ما له علاقة أو ارتباط بالكلمات، فإذا كان طالبا فقد يحفظ القانون الرياضي والمسائل الرياضية ويعجز كثيراً عن فهمها أو حل مسائلها، فى حين أنه يحب الحديث قولاً واستماعاً، ويعشق القراءة، ومتذوق للشعر، وهذا الذكاء قد نجده في مجتمعنا في الأديب والشاعر والصحفي والمذيع والمحاور والروائي والمترجم وكل المهن التي ترتبط باللغة بصفة عامة.
الطالب: لا أعتقد أنه يمكن فصل العقل الرياضى، أقصد الذكاء الرياضى عن هذه المهن.
المعلم: عندك حق وليس هناك مانع – كما قلنا – أن يتميز شخص بالتفوق فى أكثر من نوع
الطالب: فما هو النوع الثانى؟
المعلم: النوع الثاني هو الذكاء المنطقي/الرياضي/الرقمي والمتفوقون فى هذا النوع هم أرباب الروابط المنطقية بين الأحداث فيقومون بعرض استنتاجاتهم بناءاً على المعطيات المقدمة. طريقة تفكيرهم مثل مادة الهندسة يتبعون منهج إثبات وتطبيق النظريات، فنجد الواحد منهم لا يحتاج أكثر من معطيات وبعض العمل لإعطاء البرهان على استنتاجه وحله. عاشق للأرقام والمسائل الحسابية والمعادلات (إثباتاً لا حفظاً).
الطالب: وماذا أيضا؟
المعلم: النوع الثالث: يا سيدى هو الذكاء الحسي أو الحسى الحركي وهو ذكاء الرياضيين ومحبي الحركة، وتجده يعشق الحركة حتى في كلامه، فتجد يديه وملامح وجهه تسبق كلماته في التعبير. يعشق الرياضة، يحب الخروج من المنزل والتجوال بصفة عامة، ويكره الجلوس أمام المكاتب، ويتعلم الحركات الرياضية بسهولة، لذلك فهو رياضي ماهر، يحب استخدام الوسائل التوضيحية في التعلم، وقليلا ما يستعمل الخيال، ميال للواقعية، يحب قيادة المركبات على اختلاف أنواعها سواء أكانت دراجة عادية أو بخارية أو سيارة، ويحتاج إلى أن يلمس الأشياء حتى يشعر بها.
الطالب: هذا ذكاء عملى يبعدنا عن المذاكرة، أحسن حاجة ثم ماذا؟
المعلم: النوع الرابع: هو الذكاء الاجتماعي أو التفاعلي ومن يتميز فى هذا النوع تجده متحمسا فى عقد صداقات وتكوين جروبات، والخروج في الرحلات الجماعية بكثرة، ويكره المذاكرة منفرداً، وجحيمه في الجلوس وحيداً، له رأي متفرد واضح، يحب النجوميه والظهور، ومؤهل للقيادة بشكل رائع، شعبي النزعة، ثوري الغضب، حريص على مظهره أمام الناس، يذوب بين الناس، يتعلم من غيره ويعلم من يحتاج أن يتعلم من الناس.
الطالب: هذا ليس ذكاء هذه صفات الشخصية الانبساطية أليس كذلك؟
المعلم: نعم نعم لكن يبدو أن جاردنر قد استعار كثيرا من سمات الشخصية يدعم بها تقسيماته تلك
الطالب: أعتقد أن هذا خلط بين الذكاء والشخصية
المعلم: ليس تماما، فنحن لم نحدد الذكاء تحديدا يمنع دخول هذه السمات ضمن وظائفه، المهم: النوع الخامس هو الذكاء الذاتي هذا النوع صاحبه يكون شديد الاهتمام بالتطوير والتنمية الذاتية، فنجده تارة مختلطاً بالناس فيما يمكن أن يفيده في مجال تطوير الذات وتارة أخرى منطو على نفسه منكباً على كتاب في علم الإدارة أو التطوير. يحب التأمل، هو من فريق المبدعين في المجتمع، من أصحاب الأفكار الجديدة، وحريص دائماً على التجديد والاستزادة من العلم والمعرفة.
الطالب: هذه نصاحةْ وحذق وليست ذكاء كما أنه بلغنى منها بعض الأنانية
المعلم: ليست أنانية تماما ما دام يحقق كل ذلك بجهده وليس على حساب الآخرين، ثم إنك لا بد أن تميز بين الأنانية وحب النفس والعمل على تنميتها
الطالب: كيف؟
المعلم: هذا موضوع آخر سوف نرجع إليه غالبا خلنا نخلص: النوع السادس يا إبنى هو: الذكاء الموسيقي أو النغمى، والمتميز فيه تجده من النوع الحساس الرقيق القادر على التذوق الفنى والتعامل العاطفي، فتجده يحفظ الكثير من الألحانوالأغاني، ويقوم بتحويل أي شيء يحتاج إلى حفظه إلى لحن أو أغنية، ولذلك تجده غالباً ما يُتقن العزف على أحد الآلات الموسيقية، ويحفظ الكثير من كلمات الأغاني والأناشيد، ويكتشف الإيقاع في أي شيء في الحياة حتى خرير الماء وهدير الشلال.
الطالب: أظن هذا يكفى
المعلم: لا، لقد بقى نوعان
الطالب: هاتهما وأمرى إلى الله
المعلم: عندك النوع السابع: الذكاء الصوري/البصري/المكانى والمتفوق فيه هو عاشق الصور الذي يحول كل شيء في حياته إلى صورة أو فيلم يمر أمامه بأحداثه ومشاهده، الألوان تلفت انتباهه ويستطيع قول رأيه فيها بوضوح، والأشكال تجذبه أو تنفره حسب مدى تذوقه لها، يدرك أبعاد المكان الذي يكون فيه جيداً، ويحب ربط الذكريات بالألوان والأشكال والأماكن. تستطيع استغلال خيال هذا الشخص في التكوينات الإبداعية، خاصة في المجالات الضخمة مثل الإنشاء والديكور والعمارة.
الطالب: خلاص؟؟
المعلم: لا تقاطعنى لو سمحت فالنوع الثامن والأخير هو الذكاء الحيوي أو الواقعى: وأصحاب هذا النوع من الذكاء يستمتعون بالعمل بعيدا عن الروتين ورتابة الحياة، وإن كان كثير منهم لا يحب الاختلاط بالناس، بل إنهم يسعون دوماً إلى الالتفات إلى البيئة وما تحويه من صور الجمال هم يفضلون المهام المرتبطة بالطبيعة كرحلة بحرية أو جبلية، وتجدهم مهتمين بتصانيف النباتات والحيوانات، ويتابعون نموها وتكاثرها، يحب تربية النباتات والحيوانات الأليفة، وينبهر بالصخور الطبيعية النادرة وأشكالها، ويحبون جمعها واقتنائها.
الطالب: بصراحة أنت أربكتنى، فكل هذه التصنيفات هى سمات للشخصية وليست قدرات ذكائية، فما الحكاية بالضبط؟
المعلم: أنا مالى أنا!! إسأل جاردنر
الطالب: وأنا مالى ومال جاردنر، هل لأنه من هارفارد يعنى استسلم لكل ما يقول؟
المعلم: هناك أنواع أكثر من ذلك، لكننى اكتفيت بأنواع جاردنر لشهرتها وشهرته
الطالب: لا ..لا..لا .. يكفينى هذا وزيادة وإن كنت سمعت مؤخرا عن شىء اسمه ذكاء العواطف
المعلم: يا خبر!! تعنى الذكاء الوجدانى، لقد تجنبت الخوض فيه اليوم
الطالب: لكنه أشهر من كل ما فات
المعلم: دعنا ننتظر للأسبوع القادم.