الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الفرق بين الموقف العلاجى والموقف الشخصى/الأخلاقى

الفرق بين الموقف العلاجى والموقف الشخصى/الأخلاقى

“نشرة” الإنسان والتطور

7-12-2008

السنة الثانية

العدد: 464

 

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (25)

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

الفرق بين الموقف العلاجى والموقف الشخصى/الأخلاقى

د. عادل:  …. عندى عيانة عندها 34 سنة، متجوزة وعندها 5 أولاد متعلمة  لحد تانية إعدادى وبتشتغل خياطة، هى بتشتكى من المشكلة إن جوزها عنده ضعف فى الانتصاب، هما حاليا ما بيناموش مع بعض فى سرير واحد بقى لهم سنة،  هى اللى مضايقها أوى  أنها بتعمل حاجتين فى نفس الوقت، فهى بتتصل بأرقام عشوائية لحد ما يرد عليها راجل وتقعد ترغى معاه بالليل،  وكمان فيه واحد بتشوفه بانتظام بيناموا مع بعض، .. بيعملوا كل حاجة ما عدا المعاشرة الجنسية.

د.يحيى: قلت لى بتشغل خياطة مش كده .. فين يعنى؟

د. عادل: فى ورشة صغيرة تحت البيت، بتشتغل لحسابها

د.يحيى: هم مستواهم الاجتماعى عامل أزاى؟

د. عادل: يعنى متوسط.. هم عندهم سنترال وبيتين مأجرينهم، ومحل حلاقة، على مرتب زوجها ومكسبها من الخياطة، يعنى ماشى الحال.

د.يحيى: جوزها  بيشتغل إيه؟

د. عادل: صول فى المرور

د.يحيى: مرتشى؟

د. عادل: أيوه .. ، وهى بتقولى بيطلع سفريات للصعيد يقعد يومين أو تلاتة، بيرجع منها بفلوس كتيرة، وبيقولها دى من اللجان اللى عملناها

د.يحيى: الراجل اللى بتروح له ده.. بتقابله فين؟

د. عادل: فى بيته

د.يحيى: هو متجوز؟

د. عادل: متجوز وعنده 3 أولاد

د.يحيى: مستواه الاجتماعى إيه راخر؟

د. عادل: زيها تقريبا

د.يحيى: هو جوزها بطل ينام معها من إمتى؟

د. عادل: المشاكل الجنسية بدأت تجيله من 8 سنين، بقى ينام معاها  قليل من 4 سنين بمساعدة فياجرا،  ومع كده المعاشرة بقت قليلة جدا آخر 4 سنين لحد  ماانعدمت آخر سنة

د.يحيى: هى عارفة أنك مسيحى؟

د. عادل:  أيوه

د.يحيى: بتحبك؟

د. عادل: أيوه ..،  شوية

د.يحيى: إيه المشكلة بقى؟ فين السؤال؟

د. عادل: المشكلة إنى بابقى  قاعد فى الجلسة محتاس بجد،  مش عارف أعمل أيه؟ كمان هى مؤخرا بقت عنيفة أوى، الشهر اللى فات إتخانقت مرتين فى الشارع، مع ناس كانت حاسة أنهم عارفين هى بتعمل إيه،  هم كانوا بيعاكسوها ببساطة … فراحت ضارباهم.

د.يحيى: …..، الخناقتين ، كانو رجاله؟

د. عادل: أيوه

د.يحيى: وضربتهم ؟!!!

د. عادل: أيوه، وكمان مؤخرا جوزها جاله انزلاق غضروفى فى ظهره ونايم فى البيت، هى بتقول لى ساعات بابقى عايزة أنزل على دماغه بإيد الهون … أنا لو أضمن إن لو قتلته مش هادخل السجن .. لو حد يضمن لى خطة محكمة ما فيش وراها أدلة… هاقتله

د.يحيى: هى من مصر هنا؟

د. عادل: لأ من “شمال الصعيد”.

د.يحيى: يعنى هى بتجيلك من “شمال الصعيد” عشان تحضر الجلسة كل أسبوع .. يا بنى ده مشوار ييجي  ساعيتن، ده معنى كده انتو واخدين الحكاية جد، شكرا، هى معاك فى العلاج من إمتى؟ ومنتظمة؟

د. عادل: أكثر من  10 شهور دلوقتى … ومنتظمة جداً

د.يحيى: عشان تعرف تعالج حالة زى دى لازم يخطر على بالك شوية حاجات أساسية، إن الأسرة كمنظمة إنسانية ما زالت حديثة نسبيا وتقريبا عامله إشكال ما حدش عرف يحله لحد دلوقتى .. حتى الخواجات عملوا شوية محاولات بديلة، وكوميونات،  .. وكلام من ده، بس برضه ما لقوش حل حقيقى،  أحسن، ولا احنا لقينا، خلينا نتكلم بصراحة وسيبك من التلصيم، ثم تعالى بقى للعلاقة الجنسية، ودى مسألة شاغلانى خصوصا مؤخرا، وباعيد وازيد فيها، وبتتطور نظرتى وفروضى  بالنسبة لها باستمرار، الحالة بتاعتك دى بتفتح ملفات كتير قوى

د. عادل: يمكن علشان كده أنا محتاس 

د.يحيى: أنت حاولت تعرف الراجل اللى بتروح له البيت ده بتاخد منه إيه  بحقيقى؟ رؤية، .. علاقة ….. حماية .. حب .. جنس ..لذة وخلاص، بتاخد  إيه فى دول؟

د. عادل: بتهيأ لى كل دول ما عدا الحب .. هى بتقولى “أنا وانا معاه باحس إنى فى حضن رجل .. مش زى جوزى .. بس أنا ما باحبوش بجد”.

د.يحيى: فى الحالات اللى زى دى المشكلة إنها بتبقى بتدور على علاقة فى حياتها، ممكن تكون فى الحالة دى هى عايزة منك، قصدى من العلاج النفسى، نفس الحكاية، وهى عشان كده منتظمة فى العلاج ، مع إنها بتيجى من “شمال الصعيد” كل أسبوع، ثم إنت ما جيبتش سيرة عن ولادها خالص، يا ترى عاملة حسابهم فى اللى بتعمله ده  ولا لأه؟

د. عادل: هى بتبقى خايفة جداً وهى رايحه البيت للراجل ده.

د.يحيى: طيب طيب، المعلومات بقت أوضح، ممكن بقى تحدد السؤال أكتر شوية

د. عادل: أنا آخر جلسة لقيت نفسى بدوّر على الجزء الصغير اللى ممكن تكون مشاركة بيه فى المشكلة، عشان ألأقى حاجة اشتغل فيها معاها، ومابقيتش عارف ده صح ولا غلط.

د.يحيى: اللى أنت عملته ده مظبوط طبعا، مش انت عارف الحكاية اللى دايما بارددها من شعرى فى أغوار النفس، “تبقى جريمة عاملها اتنين، كل جريمة عاملها اتنين، ذنب المقتول ذنب القاتل، أصله استسلم”، فإنك تبحث عن دورها، ده مهم جدا، مش بس دورها فى مقابلة الراجل ده، طبعا ده واضح شوية، لأ ، دورها فى خيبة جوزها كمان

****

(انتهى وقت الإشراف، الساعة الثامنة صباحا، بحلول وقت العلاج الجمعى،

فطلب المشرف أن يكمل الحالة فى الأسبوع التالى،

وقد كان هكذا :…)

……..

 د.يحيى: يا للا يا عونى، أظن أحنا اتواعدنا نكمل  الحالة بتاعتك الأسبوع اللى فات،  إحنا ما كملناش زى ما انت فاكر، أنا لسه  عايز أعرف شوية عن أولادها؟

د. عادل: هى عندها ولد، هو الكبير، بتقول هى أنها مش مسئولة عن تربية الاأولاد .. وهما  دايماً فى خناق مع بعض، وهى دايما فى مشاكل مع الواد الكبير.

د.يحيى: عمره أد إيه؟

د. عادل: 19 سنة تقريبا بيشرب سجاير ومطول شعره وكلام من ده  

د.يحيى: بيتخانق معاها هى بس ؟

د. عادل: لأ هو برضه على طول فى خناق مع أبوه

د.يحيى: هو عامل إيه فى المدرسة؟ ولا بيشتغل؟

د. عادل: مش شاطر فى المدرسة .. هو لسه فى دبلوم تقريبا،  وبيشتغل جنب الدراسة.

د.يحيى: أنا آسف يا بنى باقاطعك كتير .. بس الحالة صعبة، ولازم أعرف أكتر عشان أرد

د. عادل: أنا أخذت المعلومات كلها،  بس مش فاكر التفاصيل دلوقتى بالظبط.

د.يحيى: إللى تفتكره قوله

د. عادل: عشان أخذت المعلومات دى من زمان فى أول العلاج، هى عندها خمسة أولاد 3 كبار و 2 لسه أطفال .. البنتين أصغر من الولد ده على طول وهما متحجبين وعايزين يتنقبوا .. بس هى مش موافقة

د.يحيى: إذا كان الولد عنده 19 سنة وهو الكبير .. يبقى هى متجوزة بقى لها -20 سنة تقريبا؟

د. عادل: هى متجوزة  وهى عندها 16 سنة .. إحنا أول مرة كنا وقفنا وأنا بأقول لحضرتك إن أنا أبتديت أدور على الحاجة اللى هى ممكن تكون هى مشاركة بيها فى المشكلة.

د.يحيى: دورها يعنى؟

د. عادل: بالضبط .. وإبتديت أحس إن أنا زى ما أكون  باكرهها،  أو بدور على حاجة تانية عشان أشتغل فيهامعاها، ..، أخر مرة بعد ما اتعصّبت شوية قالت إنها موافقة إن لها دور بس ما يزيدشى عن  2 % من الغلطة دى يعنى

د.يحيى: هى اللى حددت النسبة دى ولا أنت؟

د. عادل: لا أنا قلتلها حددى.. فقالت لى “قطمة”.

د.يحيى: قالت قطمة….، لو قطمة بطيخة يعنى،  وانت ترجمتها  2%،  تبقى البطيخة قد الأوضة دى .. إزاى تترجم قطمة لواحد أو اتنين  فى المائة يا شيخ؟

 د. عادل: أنا قلت 1 أو 2 فى المائة تقريبا

د.يحيى: طب لو قطمة تين برشومى ، تبقى كام فى المية

د. عادل:هى قالت قطمة تورتة

د.يحيى: على فكرة لو كلامك صح .. وهو صح .. تبقى لغة جيدة جداً إنكم توصلوا للمستوى ده، ده حوار جيد   مهما اختلفنا فى تقييم دلالته  .. ده جيد جداً.

د. عادل: بس ما اعرفتش أعمل إيه بعد كده؟

د.يحيى: برضه ده جيد.. طيب يا بنى .. العلاج النفسى، باقولها  .. للمرة الألف هو علاقة إنسانية عادية ..، بس  “موجّهة”، يعنى يسرى عليها كل ما يسرى على أى علاقة، بس  بنزيد عليها كلمة “موجهة” لصالح المريض ، بهدف التغلب على توقفه عن حركة الحياة، أو تعثره فيها، أو نخفف من تعاسته، مش الهدف هو  التخلص من أعراضه وخلاص،. مش كده.!

لما تييجى  بتسأل على حاجة فى الإشراف دلوقتى، ولو حتى إشرافك على نفسك بينك وبين نفسك، بيكون  خطر على بالك فى اللاشعور أو تحت الشعور إنت متوقع إيه، يعنى لو طلعت كذا  حاتعمل كيت، ولو طلعت مش عارف إيه حا تتصرف بالطريقة الفلانية، مش كده؟  المسألة ما هياش حب استطلاع وخلاص، الفرق بين حب الاستطلاع والفرجة وبين المقابلة المسئولة الهادفة .. كتير خالص، أظن أنا قلت الحكاية دى فى نشرة قبل كده إذا كنت بتقرا النشرات، لكن ما عنديش ما نع أعيدها ميت مرة،  .. حب الاستطلاع ده جيد جداً كبداية، لكن بينضاف عليه بعده مباشرة، سؤال: “إذا ماذا”؟،  حب الاستطلاع ده صفة إنسانية ممتازة، لكن هى وبس ما يبقاش علاج، .. والواحد بيقدر يفقس نفسه بسهولة .. حب استطلاع من غير “إذاّ ماذا”؟ ما يبقاش علاج.. ،  فانت كنت متوقع وانت بتسأل، لو وصلنا إن لها دور فى اللى جارى، هاتعمل إيه ؟ ولو مالهاش دور هاتعمل إيه؟ .. وبعدين هى  لما قالت لك “قطمة” .. إنت رضيت كده واستريحت عشان وصلت للى انت عايز تعرفه، طيب ما سألتش نفسك : لوطلعت مسئولة يبقى فيه  احتمالات إيه، فى العلاج، لو طلع قطمة، أو قطمتين أو تلاتة، حا تفرق إيه ؟  .

د. عادل: أنا عايز أوضح حتة قطمه دى جت إزاى.. أنا من قبلها وأنا كنت عمال أمهد لها حتة إن أنت غلطانة برضه، مهما كان، لأنها فى الأول من بداية العلاج وهى معلقة على كده : أنا مش غلطانة خالص،  أنا برئية من المشكلة دى.

د.يحيى: إمال مين اللى غلطان بقى؟  دى عاملة زى حكاية وضع اللوم على آخر والسلام، ده زى اللى بيسموه التفكير التآمرى.

د. عادل: أنا قعدت ألف وادور عشان تقر بدورها ولو حاجة صغيرة خالص .. فطلعت منها كلمة “قطمة”  دى

د.يحيى:  .. طيب نكمل من هنا، لو فيه حاجة صغيرة كنت ناوى تعمل إيه .. هى ماشية مع الراجل، وبتروح له بيته، وقالت اللى قالته، إذن ماذا؟

د. عادل: مش عارف

د.يحيى: كان فيه نقطة غامضة المرة اللى فاتت .. هى ماشية مع الرجل بس ما بتنامشى معاه ..، وهى متجوزة ومخلفة خمسة، مش بنت بنوت يعنى ، طب هى خايفة ليه.

د. عادل: آه..بيعملو كل حاجة ما عدا الجنس الكامل

د.يحيى: ما سألتهاش ليه، وازاى؟

د. عادل: آه.. هى بتقولى أنا حاسة إنى باسيب  الحتة دى، لأن هى دى اللى حاتخلينى أقف قدام ربنا فى الآخرة ويقول ، إنت مش غلطانة

د.يحيى: يمكن تفسير معقول..  لأن لازم  اللى وصلها إن ده فيه جلد، والتانى فيه رجم، يجوز حاجة زى كده، إنت طبعا ما تعرفشى النصوص دى لأنها مش فى دينك، معلشى، لكن موقف الراجل ده من الحكاية دى إيه يا ترى ؟

د. عادل: مش عارف قوى

د.يحيى: هى بتصلى؟  

د. عادل: أيوه بتصلى .. مش بتصلى الخمس صلوات .. هى بتطلع على السطوح تقعد تعيط بالساعات

د.يحيى: يا ابنى الصلاة عندنا يعنى صلاة مش دعاء، الصلة بالإنجليزى يعنى دعا، وعندكم فى الغالب كده، الدعاء بيسموه صلاة برضه، أحنا عندنا الدعاء حاجة والصلاة حاجة تانية، بس بندعى جوه الصلاة برضه.

د. عادل: هى كمان مش شايفة إن اللى هى بتعمله ده غلط أوى زى ما تكون رابطة حته أنا ما باحبوش بقلة الشعور بالذنب، مش متأكد، لكن ده اللى انا حاسه.

د.يحيى: أنت ماشى كويس أوى “إذا ماذا”؟ بس ما استغربتش إن الحب يبقى ذنب، والجنس حتى مش كامل يبقى مش ذنب أو ذنب أقل ؟

د. عادل: استغربت، وبديت أدور على دورها  فى الحكايات دى كلها ؟

د.يحيى: يعنى  إنت متصور إنها لو عرفت دورها أكتر فى اللى جارى ، ده حا يوقف العلاقة، أو حايصلح علاقتها مع جوزها؟

د. عادل: أنا عملت ده من فترة، أنا  قلت لها نوقف مقابلة الراجل ده

د. يحيى: يبقى بتسأل عن إيه بالضبط؟

د. عادل: أنا إتججت برمضان،  وقلت لها نوقف عشان رمضان وكنت عايز بعد ما رمضان يخلص، تمتد الحكاية  شوية بشوية بعد رمضان كمان .. بس هى أول ما رمضان خلص .. راحت له على طول .. كأنها عايزة تقول لى ما تحاولش توقف العلاقة دى.

د.يحيى: طيب بالله عليك ، بتيجى لك ليه بقى؟

د. عادل: هى بتقول: عشان أنا ما ينفعش أكمل عيشتى كده .. أنا عايزة أعيش عيشة نظيفة .. أنا مش عايشة.

د.يحيى: يعنى هى بتقولك  بتصرفاتها فى الواقع العملى إنها عايزة تكمل  فى العلاقة، وفى نفس الوقت بتحكى إنها مش عايزة، وما بتحاولشى بأى جدية إنها توقف أو تسمع كلامك ، مش كده؟  .. إذا ماذا؟

طيب هانعمل نطة جامدة فى المناقشة دلوقتى ،  .. لو انت حطيت شرط إنها لو ما سمعتشى كلامك تبطل تييجى؟ هى هاتعمل إيه؟ أنت بقالك 9 شهور معاها مش كده ؟

د. عادل: مش حاسس إن الوقت يسمح أن أنا أقول لها ده دلوقتى

د.يحيى: إمال بعد أد إيه؟ لما يحصل إيه؟ أنا محترم حساباتك لأنك ماشى واحدة واحدة، دا لو وافقنا إنك تقول لها كده من أصله، بس زى ما تكون بتأجل وناوى تقول لها  فى وقت بعدين.

د. عادل: ده إحساس، حاسس إن بدرى أقولها بطلى تيجى .. مش عارف .. مش متأكد.

د.يحيى: الإحساس ده ممكن يكون حاجة من اتنين .. يا إما حاجة شخصية حسب منظومتك الأخلاقية أو الدينية وممكن يكون حاجة واقعية جدا، لأنك مثلا خايف عليها من الفضيحة، أو خايف العيال يتأذوا مثلا.  والطبيب  فى بلدنا زى ما اتفقنا هو والد أولا وأخيرا، مش كده ولا إيه،  فانت مش عايزها تتأذى لا هى ولا اولادها، بس ازاى تفرق الموقف ده من ا حتمال إن يكون الباعث لك فى النهْى، نابع من موقف أخلاقى أو دينى إنك مش عايز الناس تهلس،  أو أعمق من كده حتى، من موقف شخصى، إنك إنت مش قادر تهلس .. أنت فاهم الفرق يابنى ..

د. عادل: بصراحة أنا مش مستحرم اللى الست دى بتعمله أبداً

د.يحيى: طيب انت شخصيا  ..عملته؟

د. عادل: لأ ما عملتوش

د.يحيى: ومادام مش حرام .. ما بتعملوش ليه .. مش لاقى شريك يوافقك فى رأيك، إنت يابنى  عشان تعرف موقفك الدينى والأخلاقى بتشوف إنت تقدر ولا ما تقدرش، هاتتجاوز ولا حا تحكىّ، خللى بالك، لما بنقرب على الدين والأخلاق، والفرق بين القدرة وحقيقة الامتناع والمسئولية، الحكاية بتهرب مننا فى اللا شعور جامد، إحنا بشر غلابة، الحكاية صعب فعلا.

د. عادل: بالضبط .. الحكاية حكايتها  هى مش أنا

د.يحيى: يا راجل !!! ما انا عارف، إحنا بندور على رفضك تصرفها، بنشوفه  نابع من أنهى منطقة ..عندك، . منطقة شخصية ولا منطقة موضوعية .. الكلام ده مهم خالص.. مش ثانوى،  إذا كان من منطقة شخصية هايبقى فيه تحيز لمنظومتك إللى انت ما تعرفهاش كلها، .. إذا كان موقف موضوعى يبقى احتمال إنك  عايز تحمى مريضتك،  لأنها جت لك وبتثق فيك.. إنت طبيب راعى وخبير فى نفس الوقت.

د. عادل: أنا فاهم بس أنا بقول لحضرتك هو الموضوعية فى موقف زى ده، أقيسها ازاى؟

د.يحيى: زى أى علاج … مش انت من ضمن مهامك بالنسبة لأى مريض إنك تمنع المضاعفات برضه، مش فيه هنا خطر واستسهال وتخلى ، حسب تقديرك انت زى ما هو باين.

د. عادل: أيوه..

د.يحيى: هى بتيجى وبتروح  المشوار ده كله، وبالانتظام ده ليه ، مش عشان عيانة.. ، لازم هى شايفة الخطر والضرر برضه زى ما انت شايفه،

د. عادل: أنا مش لاقى أى حل تانى عشان أشيل الغلط ده

د.يحيى: أديك قلت غلط ، مع إنى أنا باتكلم عن “الخطر”، و”الضرر”، استعمال الكلمات له دلالة، فى الغالب  إنت بتسميه غلط من منطلق أخلاقى حسب منظومتك الشخصية، ولا انت قصدك  غلط موضوعى بحسابات  مهنتك، واخد بالك من الفرق، إنت  خايف من إيه؟ خايف  عليها .. ولا  عليك؟

د. عادل: خايف تفضل كده

د.يحيى: ما تفضل .. ماهى مبسوطة .. عندها نقص هنا .. عوضته هناك،  وخلاص

د. عادل: ماكانتش جت

د.يحيى: يمكن جت لك تستعملك يا أخى، .. الناس دول ساعات بيحبوا عايزين إمضاء من سلطة ما،  والإمضا مش ضرورى بالموافقة  الصريحة، ممكن من جواها قالت:  يا بت تبقى خدتى  موافقة ضمنية ..إنك عيانة وان ابوكى – اللى هوا انتَ – عرف وساكت،.. الطبيب والد زى ما اتفقنا، وهى كده يمكن بتستعملك والد أعجز من إنك أنت تحوشها .. والد خايب يعنى،  .. شفت قد إيه شغلتنا صعبة،

د. عادل: يعنى أعمل إيه ؟

د.يحيى: بصراحة  أنا طبعا  زيك بالضبط،  ما أباعرفش أعمل إيه؟  كده مسئولية، وكده مسئولية، طول ما هى بتيجى، أنا غالبا باسيب الناس دول يعملوا اللى هما  عايزينه،  لحد ما تطمن وتثق فى اللى احنا بنعمله إنه لصالحها أولا، ولصالح الباقيين اللى يهموها غالبا، يعنى لحد العلاقة العلاجية ما تبقى متينه كفاية، ولها قيمة عندهم ، وبعدين أقول لهم يا أنا، يا تتحملوا المسئولية لوحدكم،  .. مادام إنتى مستمرة وده بيرضيكى، يبقى فين المرض بقى، .. يبقى أنا لازمتى إيه، وباخد بالى مش من  الكلام اللى بتقوله فى العلاج وخلاص، لأ بنقيسها سوا هى بتعمل إيه فى نفس الوقت، شهر اتنين خمسة ماشى، إنما على طول يتهيأ لى تبقى الحكاية عايزة وقفة.  وإلا يمكن تكون  هى بتستعملك لحاجات إنت مش واخد بالك منها.

د. عادل: أنا عايز أقول لحضرتك حاجة بس .. أنا برضه مش متأكد دى الصورة الحقيقية ولا هى مبالغة شوية .. الصورة اللى بتوصلها لى عن جوزها إنه رجل بشع .. بكل معنى الكلمة.

د.يحيى: هى بصراحة الصورة وصلتنى منك  برضه، إنت فاكر أول ما قلت لى صول ومش عارف إيه قلت لك إيه؟ أحنا  لازم نحترم كلامها  بشكل ما ، الستات لما يقولوا كلام زى كده بحرقة، بتكون وراه حقيقة بشكل ما ، أنا محترم موقف حيرتك  ده بصراحة.

د. عونى:  أصل فى نفس الوقت أنا عايز أكمل لحضرتك،  كلامها فى مرة تانية كانت  بتقولى .. أى واحدة عاقلة ما تسيبش جوزى  ده

د.يحيى: الله يخرب بيتك ، إنت حاتلخبطنا ليه؟  إحنا ما صدقنا شفنا إنه غتيت، يمكن قصدها أى ست ما تسيبوش  بالمعنى العادى، يعنى  الرجل عيبه جيبه …، مسئول والسلام، بيصرف عليها،  وكلام من ده، بس برضه  غتيت

د. عادل: لكن هو فعلا بخيل أوى

د.يحيى: أنا باتكلم على العلاقة اللى هى بعد البنية الأساسية، المصاريف والمجاملات،  يعنى راجل مالى عين الست،  قادر جنسياً.. وبيبسطها..وبيحترمها وبيرعاها ، والله إيه

د. عادل: بصراحة هو ما عندوش أى حاجة من دى ، أنا قلت فى الأول إنه ما بينامش معاها؟

د.يحيى: يمكن  هى اللى رافضة

د. عادل: آه

د.يحيى: طيب فيه هنا بُعد تانى أهه، مش  يمكن المشكلة عندها برضه فى الحتة دى، يعنى هى قد إيه مسئولة زى ما قلنا فى الأول عن اللى حصل بينها وبين جوزها، حتى فى الجنس؟

د. عادل : ما هو ده اللى كنت باسأل عليه برضه

د.يحيى: الـبحث عن الحوار الجنسى أثناء  العلاج النفسى شديد الأهمية، لكنه أصعب من البحث فى الحوار العادى، وفى المشاكل المادية مثلا، .. الناس العاديين اللى ما بيعرفوش يعبروا عارفين بالممارسة يعنى إيه حوار جنسى، وده كلام غالبا ما يتوصفشى ، ثم إن خبرة المعالج الشخصية يمكن – أو غالبا – بتكون ناقصة، الست ساعات ما تاخذش فى بالها مدة،  وبعدين تبتدى تنتبه، فترفض .. ساعات ده يحصل بعد الولادة .. ساعات بعد خناقة  تعرى جوزها قدامها، حاجة جواها تنط تقول : “لأ مش ده” ، يبتدى الرفض، هو يحس بالرفض ده على أى مستوى، يعجز، ونخش فى حلقة مفرغة،  وعينك ما تشوف إلا البلاوى المسيحة، الحكاية صعبة شويتين، وأحسن حاجة إن احنا نحط احتمالات، أكتر من إننا نصدر أحكام.

الحالة صعبة جداً يا بنى .. فيه  موقف أخلاقى، وفيه  معلومات ناقصة ،  الحالة عايزه هدوء وصبر، لازم ترجع للكلمة اللى قالتها دى مثلا ” أى ست عاقلة ما تسيبشى جوزى ده”، وسيبك من كل اللى احنا قلناه، مش يمكن تلاقى حاجة تانية؟

الخلاصة إن العلاج النفسى بيدى بديل مؤقت يسمح لك تشوف أكتر فى أكتر، ويسمح  للعيان إنه يعيد النظر فى أحكامه السابقة، مش معنى مسألة إن الطبيب والد  إنه يمسك عصاية الحلال والحرام ، وهات يا أحكام، المسألة هى الرعاية والمسئولية، وإعطاء الفرصة لاكتساب الثقة لإعادة النظر، وبعد كده كل مرحلة تتحسب بنقلة العلاقات.

إنت عرضت الحالة بأمانة شديدة، خصوصا حيرتك، ورفضك ، وقبولك وصبرك. شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *