نشرة “الإنسان والتطور”
الإثنين : 15-8-2016
السنة التاسعة
العدد: 3272
الطبنفسى الإيقاعحيوى (85)
Biorhythmic Psychiatry
عن القلق:
قلق فرط الدراية (4)
Hyperawareness Anxiety
القلق المُـواجهى، والقلق المفترقى (3)
Confrontational and Cross Roads Anxiety (3)
اعتذار واختصار
مازلنا فى إشكالة تقديم القلق باعتباره دفاعا مشروعا من الدفاعات التطورية التى حفظت الأنواع التى استطاعت أن تبقى، وإن كان قد ظهر أساسا عند بعض الحيوانات الأدنى فى صورة “الخوف”.
عند البشر ظل الخوف هو الخوف، لكنه غلب عليه ما هو خوف من مخيفات محددة فى الخارج أو من مخيفات غامضة فى الداخل، وبتناولنا للقلق من مدخل “الدراية” اكتشفنا أنه ليس فقط دفاعا مشروعا، وإنما هو جزء لا يتجزأ من حركية الإيقاعحيوى المستمر، ومع ذلك فنحن لا نشعر به ظاهرا إلا فى حالات خاصة من أشهرها وربما من أهميها ما يسمى مرض “القلق” أو “عصاب القلق”.
كلما تماديتُ فى الكتابة فى هذا الموضوع شعرت بالخجل لفرط الغموض، وشعرت بالفرحة لجدة التناول، ويساعدنى فى ذلك (أو هذا ما أتمناه) ما ألجأ إليه من تشكيلات توضيحية، وإن كنت دائما أخاف أن تَخْتَزِلُ ما لا يُخْتَزل.
الإنسان – وسائر الكائنات غالبا – يعيش فى مفترق طرقٍ متجدد أبدا، وكلما أنهى طورا أو مرحلة، وجد نفسه فى مفترق طرق جديد، وعليه أن يحسن اختيار أى الطرق التى تساعده على مواصلة غايته التى لا يعرفها مسبقا، وحين نقول “يحسن الاختيار” لا نعنى فعلا إراديا بذاته، وإنما نشير إلى حسن استيعاب قوانين الحياة وبرامج البقاء لاضطراد مسيرة النمو والتطور، وهو يواصل المسيرة أبدا.
الوعى بهذه الحقائق البيولوجية غير مطلوب، وغير متاح غالبا، بل ومعطِّل فى كثير من الأحيان، والدراية هى إحدى تجليات الوعى، وهى غير البصيرة المعقلنة كما ذكرنا، وفى نفس الوقت فأن الدراية الأعمق حتى لو نتبين معالمها تحديدا قد تجاوزت ميكانيكية البقاء التى تتصف بها الأحياء الأدنى عادة.
راجعتُ ما ورد فى نشرات ملفات الأساس فى الطب النفسى، ثم ملفات الطب النفسى التطورى وأنا أستعين بآلية “بحث الحاسوب” التى راحت تبحث لى عن كلمة “مفترق”، وإذا بها قد وردت عشرات العشرات من المرات فى كل محاولة لتقديم ما هو نفسمراضية (سيكوباثولوجية) من منطلق حركى، كما اكتشفت أن ما حاولت أن أستعين به من أشكال لتوضيح المفترقات التى اقترحتها هى بالعشرات أيضا.
اخترت اليوم – إضافة إلى ما نشر من أشكال أمس – أن اكتفى بأشكال ثلاث، مع شرح مصاحب لعلاقتها بما هو “مفترق”، بالذات، وكيف أربط هذه المفترقات بما هو “قلق مفترقى” ، فاضفت إلى كل شكل ما قد يفيد فى ذلك، مفضلا أن أنتظر أى تساؤلات أو اعتراضات تطمئننى أن ما أريد توصيله قد وصل من حيث المبدأ!
وسوف اكتفى اليوم بهذا حتى أفكر كيف أواصل الأسبوع القادم :
راجع نشرات حالات الوجود المتبادلة:
(نشرة 25-6-2016) و(نشرة 25-6-2016) و(نشرة 25-6-2016)
راجع نشرات حالات الوجود المتبادلة:
(نشرة 25-6-2016) و(نشرة 25-6-2016) و(نشرة 25-6-2016)
شكل (3)
ملحوظة:
المآلات السلبية (الجنون – فرط العادية) لا تعتبر من طبيعة أطوار الإيقاعحيوى ولكنها مضاعفات إعاقة المسار أو فشل التشكيل فالجمود (فرط العادية) أو التفسخ والضمور والنكوص (الجنون).
وبعد
سوف أواصل الأسبوع القادم شرح ما فى أنواع المجموعة آملا أن أربط بينها بدرجة قد تشرح بعضها بعضا.