نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 29-2-2016
السنة التاسعة
العدد: 3103
الطبنفسى الإيقاعحيوى (12)
Biorhythmic Psychiatry
النظرية التطورية الإيقاعية (7)
الإيقاعحيوى ومسارات الوعى وتشكيلات المعلومات
مقدمة:
نحن لا نعرف تحديدا طبيعة ما يجرى فى هذا المخ البشرى العظيم الذى يمر بمحنة استعماله الاختزالى وتوظيفه فيما لم يخلق له، ومع ذلك فلابد من الاجتهاد طول الوقت، ويبدو أنه قد آن الأوان لنحترم الفروض القابلة للتطبيق الواضحة النتائج بنفس القدر، وربما أكثر، من احترامنا الأرقام والمعلومة الملتبسة المفروضة علينا من ثقافة مختلفة، مع احتفاظنا بحقنا – ولهم بحقهم – فى تبادل المعارف والخبرات.
إن تأكيدى على أولوية الممارسة وأن هذه النظرية نشأت من واقع الممارسة يسمح لى أن أطرح ما أستطيع أن يعيننى ويعين مرضاى، ومن يهمه الأمر، دون إغفال كل ما يصلنى، وأسعى إليه، من معلومات داعمة، وأيضا مع احترام أى نقد يفيدنى فى مسيرتى وحمل أمانتى.
اليوم وأنا على وشك أن أنهى هذه المقدمة الموجزة عن هذه النظرية سوف أتعرض لبعدين عن احتمال تنظيم مسارات الوعى والأمخاخ، والتوجه طولا وعرضا.
أولاً: تنظيم المخ الهيراركى المستعرض:
سبق أن ذكرنا “أن الانسان يولد بتنظيم معلوماتى (بيولوجي) جاهز ومرتب حسب خبرات تاريخ الحياة وتاريخه, وباعتبار أن حياة الفرد بطولها ماهى إلا نبضة طويلة تمثل تاريخ حياة النوع، بل تاريخ الحياة برمتها، فإن بداية فهم التركيب البشرى من خلال هذا العضو القائد (المخ) تتأتى من قبول تطبيق نظرية الاستعادة، وأن الكائن البشرى هو “مختصر تاريخ نوعه على الأقل”، أى أنه يمثل – ويحمل – تاريخه التطورى بترتيبه المتصاعد الذى يشمل فيه الأحدثُ الأقدم، دون أن يلغيه، وهو يشمله إذ يتخلق معه نبضة بنبضة بترتيب هيراركى ولافى نشط، فإذا كانت نقطة انطلاقنا هذه هى أن ثـَمَّ تركيبا قائما جاهزا “للبسط” ”فالإضافة” ”فالنمو”، فانه يجدر بنا البحث فى طبيعة هذا التركيب حتى يمكننا أن نواكب إيقاعه الحيوى من ناحية، وأن نفهم تبادلات ضبط الإيقاعحيوى من ناحية أخرى، ثم قد يمكننا أن نتوقع مساره الممكن من جانب ثالث، وأخيرا فإن كل ذلك جدير بأن يساعدنا فى العمل على تصحيح مساره بالعلاج فى حالة المرض.
قد يستحيل فى المرحلة الحالية من المعرفة مجرد تصور كل المستويات المتداخلة فى التصعيد الهيراركى للمخ، لذلك سوف أكتفى بالتركيز على ثلاثة مستويات، استعرت مـُنـْطـَلـَقها دون تفاصيلها من الفكر التحليلى (المدرسة الإنجليزية: العلاقة بالموضوع) فيما يتعلق بنمو الطفل وعلاقته بأمه خاصة، وهى المستويات (اسمتها هذه المدرسة “مواقع” Positions) التى لاحظتُ أنها تظهر بشكل مباشر فى أشهرُ الأمراض العقلية (الفصام والبارانويا والاكتئاب) ومكافئاتها، كما أنها هى هى التى نلاحظ كيف أن المريض يمر بها أثناء رحلة العلاج المتكامل نحو استئناف النمو سليما، هذه المواقع لها ما يقابلها – بشكل إجمالى – فى تاريخ التطور، وهذا ما يعنى – من وجهة نظر ما نقدم الآن– أن كل ما على الأم، والمحيطين، هو أن يحسنوا مواكبتها حتى يتنقل بينها الكيان البشرى النامى بسلام، هذا علما بأن هذه هى النقطة الجوهرية التى تسمح بتطبيق فكر النظرية التطورية عملا إكلينيكيا فى “واقع الآن”، ومن هنا تكتسب الحق فى اعتبارها نوعا عمليا من التطبيب: الطبنفسى الإيقاعحيوى.
مرة أخرى هذا التنظيم الأساسى بمستوياته المتتالية المتبادلة هو أصلا واصل إلينا من خلال تاريخ التطور الطويل، وهو ما يتم دعمه أثناء تطور الفرد فى علاقته بالموضوع (الأم أساسا)، وهو الذى يظهر فى مراحل النكوص المرضى، ثم فى مراحل البناء العلاجى، وهو الركيزة الأساسية التى تنبنى عليها أغلب فروض هذه النظرية.
إن تركيب المخ – من هذا المنطلق- يشمل عدة تراكيب متصاعدة (شكل 1) يمكن إرجاعها إلى أصلها التطورى، كما يمكن عند التطبيق رصد معلومات تؤيد كيف تدعمت إحدى هذه المستويات أكثر من الأخرى أثناء مراحل النمو الأولى بشكل خاص، انطلاقا من هذا التوصيف، وتحديد نشاط كل منها وعلاقتها ببعضها البعض، وهذا هو ما يتم عبر قراءة النفسمراضية (السيكوباثولوجى) ومن ثم التخطيط للعلاج لاستعادة كفاءة النبض وسلامة التنظيم بكل ما نملك من وسائل.
ولنبدأ الآن بالتعرف أكثر على هذه المواقع: أصلها وما يقابلها وعلاقتها ببعضها وبالترتيب التصاعدى تطورا فنموا.
أولاً: المخ الانفرادى المنعزل: وهو ما يقابل ”الموقع الشيزيدى” Schizoid Position فى مدرسة العلاقة بالموضوع، وربما تصلح تسميته المخ الشيزيدى، وهو أول مراحل النشاط الحيوى ويبدأ داخل الرحم، ومن حيث ما يقابله فى التطور يمكن أن نرجع هذا المستوى الانفرادى الى ذلك الوجود الحيوى أحادى الخلية، أى قبل التميز إلى “ميتازوا” أصلا، وبالتالى قبل أن يوجد جهاز عصبى أو أى جهاز آخر مختص جدا، وكذلك يمكن أن نجد له ما يقابله فى الأحياء المتكاثرة ذاتيا (دون تميز جنسى أو حاجة الى شريك) حيث يعلن هذا النوع نوعا من الاستكفاء الذاتى يستغنى به عن الآخر: ”الموضوع” أصلا حتى فى مجال حفظ النوع بالتكاثر.
ثانياً: المخ العدوانى التوجسى: وهو ما يقابل “الموقع البارانوى”، ويمكن أن نرجع هذا المستوى الى الوجود الحيوى الذى يسود حياة الوحوش (والأحياء) فى الغابة، وهو الذى يتصف معظم الوقت “بالكر والفر”، بالهجوم والدفاع، وربما يغلب فيه مبدأ أن البقاء للأقوى (الذى لم يعد هو المبدأ الوحيد الذى يفسر بقاء من بقى)، ويمكن تسميته الموقع “الكرّفرِّى” Fight Flight Position.
ثالثاً: المخ الجدلى: وهو ما يقابل الموقع الاكتئابى التحليلى، وقد اخترت هذه التسمية لأعلن بها طبيعة الوجود البشرى حين يضطر لتحمل التناقض فى وساد الوعى الظاهر ثمنا لعلاقة حقيقية بموضوع حقيقى يمارس معه الجدل والإبداع والكدح طول الوقت، وهو هو المخ القادر على التوليف بين المتناقضات فى مختلف صور الإبداع (مثل الإبداع الذاتى فى النموّ، وإبداع النوع فى التطور) (1)
ملحوظة: هذا الثالوث يختلف اختلافا جذريا عن ما وصلنى من الطبنفسى التطورى، حيث يستعمل الطب النفسى التطورى التقليدى مصطلح “المخ الثلاثى” Triune Brain وهو يربط مستوياته الثلاثة بتركيبات تشريحية وفسيولوجية ثم يفسر من خلالها الأمراض الواحد تلو الآخر، وهو ما لم يقنعنى لشدة التبسيط وغلبة الموْقعةْ Localization وهو ما لا يتفق مع تنظيرى، وبالتالى لم أستشهد به؟
خلاصة القول: إن هذه المواقع هى تنظيمات تطورية ونمائية وآنيّة معا: فهى طبيعة بشرية موجودة عند كل فرد منذ البداية، وفى نفس الوقت هى تمثل سلوكا تمَّ بالبـَصـْم (Imprinting) أساسا أو تماما على مسار التطور، وكل ما تفعله الأم والتربية عامة، هى أن تطلق نشاط كل تركيب للفترة المناسبة التى تستلهمها من فطرتها إذا لم تكن قد تشوهت، وقد تطول كل مرحلة أو تقصر قبل أن تنتقل إلى سيطرة المرحلة التالية، وكأن التنشئة بذلك تعيد تاريخ تطور الفرد، من جهة، وتدعم كل مرحلة، بما تيسر، وبما تسمح به الظروف ومدى نضج الأم، وكذا المحيط، من جهة أخرى، وذلك من خلال المعاملة التى تحيط بكل مرحلة للوقت المناسب، أى أن هذه التراكيب الجاهزة تُطْـلَقُ Released كما يـُطـْلـَق التعلـّم البَصْمىْ Imprinted، ويكون المطـْلـِقُ Releaser عادة هو نوع المعاملة (اللغة) اللازمة لإطلاقها، ثم إنها تظل تتبادل مع بعضها فى النوم واليقظة، وفى مواقف الحياة المتنوعة طول العمر، ولكن محصلة الغلبة فى مجموع نشاطها تظل لصالح تفوق المستوى الأحدث الذى يستطيع أن يؤلف بين المستويات الثلاثة فى كلٍّ فاعل مع تبادل مناسب لكل متطلبات الواقع، وحفز مسيرة الإبداع إلى مستويات الوعى المتمادية الاتساع نحو غيب يقينىّ إلى وجه الله.
هذه النقلة من اللغة التحليلية الى اللغة البيولوجية الفطرية، ومن التصور الدينامى التجريدى الى المفهوم العيانى التركيبى الإبداعى ليست شكلية، لأنه يترتب عليها تفسيرات نفسمراضية (سيكوباثولوجية) مختلفة أشد الاختلاف، كما يتوقف عليها فهم جديد واقتراب جديد من استعمالات العقاقير الكيميائية وجلسات التنظيم (والكهرباء) فى مواكبة مسيرة العلاج. وهذا ما سوف نعود إليه تفصيلا فى تطبيقات الطبنفسى الإيقاعحيوى، ليس فقط بالنسبة للذهان (الفصام أو البارانويا مثلا) وإنما بالنسبة لطيف الأمراض جميعا (ماعدا الأمراض العقلية العضوية ذات السبب الميكروتشريحى: انظر الشكل مؤقتا).
الإيقاعحيوى والتنظيم المحورى
إن نبض الإيقاعحيوى المستمر لا يقوم فقط بترتيب مستويات الوعى (أمخاخ الدماغ) ترتيبا هيراراكيا منظما متبادلا متسقا فى المحل فحسب بل يمتد إلى أبعاد أخرى، ونظرا لأن مسار النمو هو مسار ممتد طوليا فى بُعد الزمن، ومع برامج التطور، وعلى مسار الإيمان جميعا، فإن علينا أن نتذكر كيف أن هذا النبض المتتالى ليس دوائريا فى المحل كما أسلفنا، لكنه لولبى يصب ناتجه فى حركية نمائية متجددة، وهذا ما نعنيه بالتنظيم المحورى فى علاقته بالإيقاعحيوى.
هذه العملية المستمرة ليل نهار، حلما ويقظة، تواصلا وانسحابا، تجعلنا نشفق على هذا الكائن البشرى وهو يحمل بداخله كل هذه الأحياء، ثم يضاف إليه هذا الكلم الهائل من المعلومات التى تصل إليه ابتداء كأجسام غريبة عن تركيبه مما يحتاج معه إلى تمثـّلها وإبداعها فى كل جديد من خلال نبض الإيقاعحيوى المستمر.
حين كانت هذه العمليات تتم باتباع برامج التطور فى الأحياء قبل الانسان كان جزاء نجاحها هو الاستمرار والبقاء، وكارثة فشلها هى الإنقراض، لكن فى حالة الإنسان أصبح دوره فى حمل هذه المهمة بدرجة من الوعى والمسئولية تحديا بقائيا وإيمانيا لمواصلة رحلة تطوره “إليه”.
مهما كان تاريخ ترتيب التركيب الحيوى للكائن البشرى فان له اتجاها وغاية, والمعلومات تترتب فيه باستمرار من خلال الإيقاعحيوى تبعا لهذا الهدف البقائى غير المعلن بالضرورة، وإن كانت بدائله أو بعض ملامحه قد تظهر بدرجة ما حسب الفرص المتاحة وتنوع الثقافات.
ويمكن الرجوع بفكرة التنظيم المحورى الى “ساندور رادو” (2) الذى أوضح من خلال تنظيره مستويات التنظيم الهيراركى لمراحل النمو والترتيب لمستويات الوجود (المرحلة الهيدونية —> مرحلة الانفعالات الوحشية – مرحلة التفكير الانفعالى ===> مرحلة التفكير غير الانفعالى)، وكلها تدور حول ما اسماه النفس المحور Axon Self، كذلك يتفق هذا التنظيم المحورى – من حيث المبدأ – مع فكرة “سيلفانو أريتى” عن الفكرة المركزية/الغائية، وان كان “أريتي” غالبا يعنى الفكرة بمعناها الرمزي، فى حين أن استعمال كلمة فكرة هنا مرتبط بالعمق البيولوجى لما هو منظومة بيولوجية غائرة ليست بالضرورة شعورية، أو مرموزة، وعلى ذلك فإنه من منطلق النظرية الحالية فإن مهمة الايقاع الحيوى هى مهمة جوهرية فى تدعيم هذا الدفع الإبداعى الإيقاعى المستمر نفترض أن ذلك إنما يجرى كما يلى:
انه اذا كان المستوى القائد (ضابط الايقاع) هو الذى يحدد طبيعة انتقاء المعلومات لأداء معين فى وقت معين, فان ثمَّ محورا أساسيا غائيا بقائيا يرتبط به ويوجه نبضه فى اتجاه بذاته, فى الأحوال السليمة، وبالتالى فإنه مهما تعددت المحاور, فإنها ترتبط ببعضها ارتباطا تصعيديا يتدعم بانتظام بحركية ونبض الإيقاعحيوى المستمر، الذى يسهم فى أن تأتلف المحاور مع كل نبضة إيقاع، لتتوحد الـقـِبْلة – إن صح التعبير – فى توجه صاعد، يجمع كل المحاور الفرعية الرئيسية “إليه”.
وهكذا تترتب المحاور فالمستويات طولا فى حالة نجاح المسيرة البشرية التطورية فى حمل الأمانة للحفاظ على الحياة لتحقيق نفس الهدف الأكبر: حفظ الحياة واستمرار التصعيد (لعله الإيمانى) من خلال أهداف أوسط, كما تترتب أفكار أخرى فى اتجاه الموت (لحفظ النوع)(3)… وتتناوب هذه المحاور بالإيقاع الحيوى، ويضطرد النمو وإبداع الذات بدرجات مختلفة حسب مرحلة العمر وظروف الصحة والمرض مع قدر متوازن من مسئولية حمل الأمانة (وهذا هو موضوع الطبنفسى الإيقاعحيوى).
تكامل التوجـّه:
حتى تكتمل الصورة, يجدر بنا أن نربط بين الأبعاد السابقة, وبين الايقاعحيوى الذى يجرى باستمرار وانتظام مع اختلاف أبعاده واختلاف وحدة الزمن حسب نوع النبضة ووظيفتها وكيف أن له دور حاسم فى ترتيب وتنسيق كل من التنظيم الهيراركى المستعرض, والتنظيم المحورى (الجذبمركزي) الغائى، ذلك لأنه يتيح الفرصة لنشاط المستويات بالتبادل, كما أنه يحاول أن يسهم بكل نبضة فى الدفع الى مزيد من الاستيعاب فالتمثل, بالاستعاده recapitulation من جهة, وبتأكيد الغائية من جهة أخرى(4), ثم بتشكيل الولاف المحتمل، ومن ثم الإبداع واستمرار المسيرة إليه
نخلـُصُ من ذلك إلى أن مفهوم الانسان فى شكله المقترح من خلال الايقاعية البيولوجية المستمرة, وبهذه التنظيمات الهيراركية ينبغى أن يتسع ليشمل مواكبة هذه الحركية الإيقاعية المستمرة فى الليل قبل النهار، فى الحلم قبل اليقظة، ذلك أن البعد الزمنى يأخذ شكلا آخر إذا ما نظرنا إليه وواكبناه فى حركته الدائبة مع تعدد الأطوار وتعدد المستويات.
يمكن أن نخلص إلى القول بأنه: بقدر نجاح الايقاع الحيوى المستمر فى الاسهام فى مزيد من التنظيم (على المستويات المختلفة) تكون الصحة والنمو والابداع, والعكس صحيح, فإن فشل الايقاع الحيوى فى أداء وظيفته الدافعة المنظمة الإبداعية سوف ينتج عنه مظاهر مرضية فى طورى الايقاع: أحدها يظهر فى شكل فرط البسط دون استيعاب, مع احتمال التوقف عند أحد مراحل الاستعادة توقفا مؤقتا أو مزمنا, والثانى يظهر فى شكل مزيد من التباعد والتنظيم المشتت فى طور التمدد مما يجعل المعلومات المدخلة تائهة بحيث تظل أجساما غريبة غير قابلة للتمثل, فضلا عن لاجدوى النبض اليومادى فى تبادل الأدورار باعتبار أنها ستصبح دائرة مغلقة معادة لا أكثر ولا أقل.
وكل هذا هو موضوع ما يسمى “الطبنفسى الإيقاعحيوى” وسوف يرد تفصيله.
وبعد
لا أعرف إن كان علىّ أن اعتذر عن التمادى فى التنظير المكثف هكذا قبل عرض التطبيق أم أن ذلك كان ضروريا مهما ثقلت الجرعة؟
لم يبق فى التقديم النظرى إلا ما سوف نختم به هذه المقدمة غدًا بنقد النظرية على لسانى شخصيا، ثم الدفاع عنها على لسانى أيضا.
[1] – إلا أن هذا لا ينفى الطبيعة الجدلية (الديالكنيكية) للمسيرة الحيوية جميعها، حتى قبل ظهور الإنسان وقبل تخليق عضو المخ مستقلا.
[2] – ساندورراد رائد مدرسة
[3] – يمكن الرجوع إلى نشرة (نشرة: 5/10/2014) للحديث عن برنامج (غريزة Temporality) الوقتية
[4] – أما الاستعادة فنعنى بها التطوير المناسب لهذا القانون الحيوى الذى يقول ان الانتوجينيا اتكرر الفيلوجينيا، ليمتد الى أن الماكروجينيا تكرر الانتوجينيا، وأخيرا فان الميكرجينيا تكرر (وتستعيد) الماكروجينيا (يرجع لأصل هذه الألفاظ واستعمالاها إلى دراسة فى علم السيكوباثولوجي” المرضية فهى مرحلة الماكروجينيا التى تشير عادة الى مأزق النمو فى كل دورة من دوراته (وهو ما يقابل مفهوم أتورانك، واريك اريكسون Erik Erikson مثلا)
أما تأكيد الغائية فانه يحتاج الى تفصيل ليس هنا مجاله، فأكتفى بالاشارة الى أن الايقاع الحيوى الصحيح يقلل أكثر فأكثر من الأفكار (المعلومات) الشاردة والطفيلية الجسم الغريب لتنتظم حول الفكرة الجذ بمركزية الغائية فى طبيعتها.