نشرت فى الوفد
25-11-2009
تعتعة الوفد
السبق لصحيفة الوفد!: وزارة “الجهاد والإبداع والتعمير”
الأسبوع الماضى: سمحت لى هذه الصحيفة الغراء بأن أنشر على صفحاتها اقتراحى بتقديم كل هذا العدد (50 مرشحا) ممن أرى أنهم صالحون للترشيح لكرسى الرئاسة، وكان شرطى الوحيد، هو أن يكون المرشح “مصريا خالصا مخلصا“، وبمجرد أن ظهرت الأسماء وصلتنى تساؤلات عن مبررات اختيارى، وحين كنت أرد بما تيسر، كنت أنبه السائل أن باب حزبنا مفتوح له شخصيا إن شاء الانضمام إلى القوائم التالية، خسمين تلو خمسين أسبوعيا حتى حلول موعد الانتخابات، كما وعدت.
ثم خطر لى سؤال محرج يقول: ماذا لو طلب منى رئيس التحرير أن أفى بوعدى أسبوعيا فعلا؟ رحت أراجع القائمة التى نشرت، بما فى ذلك الأسماء المجهولة للكافة، واطمأننت إلى ما حاولت، واستعددت للاستجابة لطلب رئيس التحرير بجدية تامة، خاصة وأننى تذكرت أن هذه الصحيفة الغراء لها سابقة فى مثل هذه الاقتراحات بالذات، ففى عددها الصادر يوم السبت 11 يونيو 2005 فوجئت باسمى مرشحا ضمن شخصيات مصرية عديدة لتشكيل حكومة مؤقتة، كان ذلك ردا على نفس االشائعة التى تتردد هذه الايام، من أن البلد خالية من الكفاءات التى يمكن أن تدير شؤونها. إلا أننى قررت آنذاك الاعتذار إلا بشروطى، وهى ألا أتولى وزارة الشئوون النفسية، ولا وزارة الصحة، وقد نشرت الاعتذار المبدئى، وشروط القبول فى مكان آخر (تعتعة الدستور) فلم أكن مدعوا للنشر فى الوفد آنذاك.
فى انتظار خطاب الترشيح، رحت أعد شروطى، لو أنهم أصروا، فلم أجد وزارة تليق بطموحى وحبى لبلدى، وشبابها خاصة، فابتدعت وزارة جديدة واسميتها “وزارة الجهاد والإبداع والتعمير“، وحددت مهمتها فى أن تتولى مهام التجنيد الإجبارى، للذكور والإناث على السواء، لنعيد تشكيل البنية الأساسية لهذا الشعب العظيم ليصبح كله جيشا محاربا مبدعا طول الوقت، من خلال فترة التجنيد، وهات يا جهاد بسماح فائق، وهات يا زراعة وهات يا تعمير، وهات يا تنمية وإبداع (!!) وحين اكتملت لى معالم هذا الاقتراح، تراجعت عنه خوفا من أن يساء فهمه، قلت أبتعد عن حكاية التجنيد الإبداعى هذه، وأبحث عن وزارة مدنية أخرى تستوعبنى.
لاحت لى معالم وزارة جديدة غامضة، ولكنها بدت واعدة ، سميتها “وزارة الوزارات“، ويبدو أننى استلهمت الاسم من لجنة السياسات، قلت فى نفسى إذا كان هناك حزب يسمى الحزب الوطنى بهذا الحجم، وهذا التنظيم، وهذه اللجان، وهذا البرنامج، وهو يتولى الحكم طول هذه السنين، وأن هذا الحزب لم يتردد فى أن يخترع لجنة جديدة يسميها لجنة السياسات، لظروف لا بد أنها واقعية ووجيهة!! فلماذا لا أقترح أنا وزارة جديدة تحقق طموحى وتخدم بلدى، على نفس القياس؟ حضرنى تصور يسهل الخيال: رحت أتصور أن وزارة الوزارات، قياسا على لجنة السياسات، هى مثل “الكومى” فى أوراق الكوتشينة، و “الكومى” فى لعبة البصرة يقوم مقام أى ورقة من أوراق الكوتشينة ، فإن من يشغل هذه الوزارة أو اللجنة (السياسات) لا بد وأن تكون له نفس المزايا، ففى الكوتشينة أنت تستطيع أن”تقش” بالكومى باعتباره ولدا، وأن تبصر به بأى ورقة كانت، إلخ، ، إذن فلابد أن وزارة الوزارات، أو لجنة السياسات هذه هى بمثابة الكومى هذا، إذ لا بد أنها لها الحق أن تقوم بكل الأدوار حسب مقتضى الحال .
برغم وضوح القياس، إلى أن الموقف ظل غامضا لا يعيننى على تحديد معالم وزارتى الجديدة، فسمحت لخيالى أن يطرح نموذجا آخر حتى أتبين الأمر، فأتى لى بمثال آخر هكذا:
تصور أن مدير جامعة القاهرة، مثلا، قد استقبل مبعوثا نابها بعد عودته من بعثته النادرة فى الخارج، وقد عاد ليخدم وطنه مختارا متحمسا، ثم إن مدير الجامعة لم يجد له مكانا مناسبا فى أى كلية من كليات الجامعة تستوعب تخصصه، (مثل حالتى الآن وأنا أبحث عن وزارة تستوب طموحى) فقرر حرصا على الاستفادة من كفاءة المبعوث العائد، أن ينشئ له كلية يتولى عمادتها، وأسماها – ولو مؤقتا – “كلية الكليات”، ورأى أنه بعمادته لهذه الكلية، سوف يتمكن من أن ينسق بين الكليات، وربما يسمح له ذلك بأن يصبح أهلا لأن يتولى إدارة الجامعة كلها حين يخلو منصب مديرها بالسلامة.
إتضح لى الموقف: ما دامت “وزارة الوزارات” هذه جديدة تماما، فسوف يتحدد دورها من واقع الممارسة من خلال ما تطلبه كل وزارة منها أولا بأول، ثم إنها لن تكون محل مساءلة مباشرة أو استجواب، طالما هى ناشئة هلامية هكذا
لكننى عدت ففضلت أن أسارع بتحديد مهامها ولو بالتقريب هكذا:
هى وزارة يمكنها – بمشيئة الرحمن- أن تتولى شؤون الحضارة، والتنوير، والتشجيع، والتسميع، والإلهام، والنظام، والكلام، والتصحيح، والتصليح، والهوية، والدخـْل، والخرْج، وشؤون الكادحين، وأمور العاطلين، والمهمشين عشوائيا، والمؤجلين احتوائيا، وذلك على وجه التحديد. (أعتقد أنه لا يوجد أوضح من ذلك)
روح يا زمان تعالى يا زمان عدت للكتابة فى الوفد، وأسستُ حزبى المكون من رئيسه منفردا بكل المناصب والقرارت (أنا)، وهو الحزب الذى أتاح لى الفرصة أن أقترح المرشحين الخمسين كقائمة أولى، والذى أبدى استعداده لطرح قوائم الترشيح تباعا. ..(انظر قبلا)
وبعد
هل هذا وقت الهزل بالله عليكم؟، والدنيا حولنا تضرب تقلب بعد مباراة كرة قدم !!؟
الحرب دائرة بين أعز بلدين على بعضهما البعض، بلا معنى ولا هدف؟
أين الهزل وأين الجد؟؟
أكرر دائما مثلا صينيا يقول:
” يقذف الأطفال الضفادع بالحجارة وهم يمزحون، لكن الضفادع تموت جدا لا هزلا”
وقياسا، أقول:
” يهيّج الإعلام الناس لتشجيع مباراة كرة قدم، كأنها الحرب الضروس وهم لا يقصدون (أو يقصدون)، لكن الحرب تقوم فعلا لا لعبا“.