الخوف من الحب (1)

“يوميا” الإنسان والتطور

    7- 10 – 2007

العدد : 37

الخوف من الحب (1)

حين كتبت عن “التواصل البشرى”، وتلقيت ما تيسر من تعليقات، ورددت بما عنّ لى من ملاحظات، كنت أحسب أنه موضوع ضمن المواضيع، وخلاص، لكننى رحت أراجع مسوداتى، وإنجازاتى، وممارساتى، لأكتشف أن مسألة التواصل البشرى حاضرة  بإلحاح فى كل هذا، فى كل شىء، كدت أقول: ما دام الأمر كذلك فلأخصص هذه اليومية لهذا الموضوع دون سواه؟

قفز منى من يسألنى: هل أنت جاد فى هذه النية؟

قلت له: يعنى!

قال: واهتماماتك الأخرى: أين القهر؟ وأين القتال؟ وأين السياسة؟ وأين الظلم؟ وأين الجوع؟ وأين المؤامرات؟ وأين التآمر؟ وأين القتل؟ وأين الجنس؟ وأين الجنة؟ وأين النار؟ وأين المستقبل؟ وأين الحضارة؟ وأين التاريخ؟ وأين الإنسان؟ وأين التطور؟ وأين الجنون؟ وأين الطب النفسى (أوقفت نفسى بالكاد: حتى لا أضيف – مثلما يقول المغنى الشعبى فى الأفراح وحفلات الطهور- وأين انا؟ وأين انت؟ وكل من له نبى يصلى عليه!!)

أزحته عنى لأتوجه إليكم، فقد غلب على ظنى أنكم معه، أنكم لا تصدقونى؟

أليس كذلك؟

أنتم فعلا لا تصدقونى، معكم حق، طيب: نراجع أى كلمة مما سبق، أى كلمة، اختر أى كلمة، وحاول أن تتأمل مضمونها، أو دلالاتها، أو إشاراتها، بدون أن يقفز إلى قاع وعيك (نعم أقصدها، قاع وليس ظاهر) “ما هو تواصل بشرى” بشكل أو بآخر.

 لن تستطيع.

 خذ مثلا القتل، هل يمكن أن يقتل إنسان إنسانا وهو يستبعد وعى التواصل معه؟ سلبا أو إيجابا، خوفا أو محوا، سواء كان هذا القتل من قاطع طريق، أو أخذا بالثأر أو انتقاما لشرف على مستوى الأفراد أو العائلات، أو كان قتلا جماعيا فى حرب  كحرب العراق للاستيلاء على البترول، أوقتلا تدميريا انتقائيا كتدمير مركز التجارة العالمى أو التطهير العرقى فى البوسنة وغيرها، أو الإبادة المستمرة فى فلسطين، كله قتل فى قتل، فأين بعد التواصل البشرى؟

حاول أن تتقمص أى قاتل من هؤلاء، وأن تفكر: لو أنه انتظر لحظة قبل أن يضغط على الزناد، أو يصدر أوامره بشن الغارة، وفكر (أعنى عايش ووعى: بالمعنى المتعدد المستويات) فى كلمتين هما: “بشرىوتواصل“، فهل كان يمكن أن يواصل للضغط على الزناد أو إصدار الأمر بالإبادة؟ دون أن يتهدد وجوده هونفسه  أنه لم يعد بذلك بشرا  أصلا؟

تفكير طفلىّ؟

طبعا.

وهل هو عيب؟

ألم نقدم  فى يومية التواصل البشرى أن الإنسان لا يكون إنسانا:

(1) إلا إذا تمتع بدرجة من الوعى لما يجرى به وحوله، داخله وخارجه، الآن وأمس ممتدا إلى الغد، وكان واعيا – بدرجة ما – بهذا الوعى (الوعى بالوعى)

(2) وإلا إذا إذا شارك آخرا من نفس نوعه، يمارس ويتصف بهذه  المواصفات؟

لكى تقتل إنسانا مثلك من نفس نوعك – تحت أى مبرر- لا بد أن تغيب عن هذا الوعى المشار إليه، وأن تستغنى عن وصوله إلى بصيرتك، لأنه لو وصل فسوف تنتبه إلى حاجتك إلى ضحيتك، لكى تكون بشرا بحق، ولن تستطيع أن تخدع نفسك  بأنك سوف تكتفى بمن حولك من نفس فصيلك، يعنى السيد بوش مثلا يحتاج إلى غيبوبة انقراضية حتى يقنع نفسه أنه بتبادل ما يشبه الوعى، والوعى بالوعى مع الست كونداليزا، وهما يتبادلان تقاذف كرة التنس، لا يحتاجان ليكونا بشرا لوعى الطفلة ذات الأحد عشر ربيعا التى قتلوها أول أمس وهى نائمة على سريرها فى العراق (مضروبة فى عشرات الآلاف).

حتى إذا نجح أمثال هؤلاء البلهاء بالاكتفاء بتبادل ما يتصورونه تواصلا مع فصيلهم دون بقية البشر، فإن المصير سوف يكون احتمال أن ينقسم الجنس البشرى إلى عدد متنوع من الأحياء، بحسب عدد الأوطان، أو عدد الأديان، أو عدد  الأفراد فى نهاية المطاف، وحين يصل الأمر بالتفكك إلى هذه المرحلة (أى حين يصبح كل فرد نوعا بذاته) ينقرض النوع بأكمله.

تفكير طفلى أيضا؟

نعم.

ألا يعجبك؟

أنت حر

دع كل هذا جانبا، وامسك كلمة كلمة من الكلمات التى ذكرناها، وحاول أن تستبعد منها بُعْدُ “التواصل البشرى، ولن تستطيع.

فإذا رجعت إلى يومية 26 سبتمبر بعنوانتعرية زيف واغتراب التواصل بين البشر“، لوجدتنى قد طرحت عددا من الأسئلة لم أجب على أى منها طبعا، ولوجدتنى أيضا وضعت تعريفا للمرض النفسى أنه “عسر علاقاتى، أو فشل علاقاتى، بما يترتب عليه من آلام وشكوك وانسحاب وعزلة، ولوجدتَ ثمة  إشارة إلى أن المرض النفسى من هذه الزاوية، هو نوع من الإبداع السلبى (أو الأصح: الإبداع المجهض، لأنه يبدأ إبداعا وينتهى سقْطا مشوها لم يتكون)، وأنه (المرض) يساهم فى كشف صعوبة وفشل محاولات التواصل البشرى، بما يليق بمن هم بشر فعلا، كل ذلك يجعل تناولنا لهذا الموضوع بالتفصيل، مهما بلغت الصعوبة والمخاوف، يأتى فى المقام الأول:

نفتح ملف الحب

أشهر كلمة تصف أكثر أنواع التواصل البشرى  شيوعا، بسمعة حسنة غالبا هى كلمة “الحب“. فهل نحن نعرف ماذا تعنى؟ ما لها؟ وما عليها؟ ماذا فعلنا بها، وماذا فعلت بنا؟

الشائع الظاهر أن الحب هو كل شىء فى الحياة، وأنه ينبغى أن نحب بعضنا جدا جدا، ونحب الأطفال، والحيوانات، ونحب أعداءنا بالمرة، ونحب  والحياة، ونحب ربنا، (الشىء الوحيد الذى رفضت أن أدرجه هو: أن نحب أمريكا أو السيد دبليو)

هذا هو الشائع؟ أليس كذلك؟ فأين الواقع؟ وأين الحقيقة؟

أغوار النفس

كنت أحسب أن ديوانى بالعامية “أغوار النفس”، إنما يتناول أشكال وتجليات بعض جوانب ومراحل العلاج النفسى، وقد كتبت – من أول صدوره – ما كان أشبه بشرح مختصر لإمكان توظيفه فى هذا الغرض، ولم أرجع إلى هذا الشرح أبدا، والمصيبة أن الديوان لم يصدر مستقلا عن الشرح أبدا. ولا أحد من النقاد (أو الأطباء) التفت إليه أصلا.

حين رجعت إلى الديوان، وقد قمت بتحديث بعضه مؤخرا، وقرأت هذا الشرح الملحق فى صورته الأولى، تذكرت المرحوم إبراهيم عبد الحليم (كاتب أيام الطفولة ..إلخ) حين أهديته الديوان فرفض هذا الشرح بشدة، وراح  يعنفنى أننى أفسدت الديوان به، ترددت أن أقبل نقده ساعتها، برغم أننى فهمت ما يقصد من بعيد. حين تأكدت مؤخرا أنه: يموت الشعر حين يُشرح

لكننى لا أكتب شعرا، وفى نفس الوقت أنا لا أنظم العلم رجزا لأسهـّل حفظه (مثل ألفية بن مالك). قارنت هذا الشرح المقتضب الذى أغضب المرحوم إبراهيم عبد الحليم، بالشرح المطول لديوانى “سر اللعبة” (دراسة فى علم السيكوباثولوجى) وشعرت أن الأخير هو الأنسب إن كنت أريد أن أوصل شيئا محددا من إيحاءات النص الشعرى، وبدأت المحاولة (شرح متن ديوان أغوار النفس شرحا مسفيضا)، ثم توقفت.

حين عدت إلى هذا الديوان بمناسبة صدور نشرة الإنسان والتطور هذه، وجدت أننى لم أتناول فى هذا الديوان– تقريبا– إلا موضوع التواصل البشرى،  صعوباته وتشكيلاته، ومحاولات الاقتراب من حل إشكاله.

 قلت لنفسى: يا ترى هل يتحمل قارئ هذه النشرة أن نتناول التواصل البشرى من خلال “شرح على المتن” لهذا النص الشعرى، واحدة واحدة، لعل وعسى !!!

ولكن من هو قارء هذه اليومية؟

إيش عرفنى!!

 سوف أقول ما عندى، وهو يتحمل، أو ينسحب، الله !!!!

فلنغامر:

سوف أتبع هذه المرة أن أتناول البعد المراد مناقشته، من خلال قصيدة أساسية فى هذا الديوان، ثم أعرج إلى الاستشهاد بما يتناسب معها من قصائد أخرى، أو معلومات أو حالات أو إضافة من أى مصدر مناسب

واليوم  بحسب العنوان، البعد الذى سوف نتناوله هو الخوف من الحب“، وطبعا سوف يستغرق أكثر من يومية، ليس بالضروة أن تكون متتالية، بل إنه قد يستغرق شرح الديوان كله،

نقرأ معا

هما قصيدتان تكمل إحداهما الأخرى (وإن كانت كل قصائد الديوان تكمل إحداها الاخريات)

القصيدة الأولى بعنوان “البـِِـركة” (وإن كنت أنوى أن أغير العنوان بعد كتابة هذه اليومية)

 أما القصيدة الثانية (لمن شاء أن يسبق الأحداث ليقرأها  فى الموقع مسبقا فهى بعنوان “قلب الخسّاية” وسوف  يجدها  فى ديوان “أغوار النفس” فى الموقع كما ذكرت)

أنصح بأن نقرأ القصيدة أولا على بعضها مرة واحدة،

 ثم نقوم بالتشريح، وليس بالضرورة بالتفسير أو حتى الشرح.

“نلعب حبا” أم “نحب”؟

تساؤلات وافتراضات أساسية:

أولا: لا يوجد شىء بين البشر اسمه علاقة دائمة (على الأقل ما دمنا نموت)، إذن كل علاقة هى مؤقتة بالضرورة، فما العمل؟

ثانيا: إذا كنا ندخل علاقة نعرف أنها منتهية قبل أن ندخلها؟ فلماذا ندخلها؟ تصبيرة ؟ أم تزجية وقت؟

ثالثا: بما أن كل واحد فينا هو “كثير فى واحد“، فإن المتاح  من علاقات إنما  يتم بين المستويات المتاحة (فى الوعى الظاهر مثلا، أو بالجسد الفائر..إلخ)، فأين بقيـّتنا ونحن نحاول التواصل البشرى تكاملا، وهو بطبيعته متعدد المستويات والتقاطعات Trans-actional ؟

قلنا من البداية (من يوم 26 سبتمبر الماضى) أننا لا نقدم حلولا جاهزة، لأنها ببساطة، ليست جاهزة.  فدعونا نتأمل بعض الحلول التسكينية اللذية الجيدة، ونتساءل: هل هى حب، أم كنظام الحب؟ ربما هذا هو ما أرادت توضيحه  قصيدة اليوم ( كتبت سنة 1974) … قلنا: سنقرأ القصيدة على بعضها، ثم نعود إليها فقرة فقرة:

(1)

والعين‏ ‏الهادية‏ ‏النعـسانه‏ْْ  ‏بتقول‏ ‏أنـــا‏ ‏اهُـهْ‏.‏

‏  ‏أنا‏ ‏مـِشْ‏ ‏خايفهْ

لو الاقى ‏ حد ‏يقرّب لى

ولاقينى برضه  باقرّب لهْ

حاخده بالحضن‏،‏

‏ ‏وكإنى ‏باحب

ميـَّتى  ‏رايقهْ‏، ‏و‏ ‏هاديْه‏، ‏وخضرا‏َ…‏ ‘

‏وخلاصْ‏.‏

‏(2)‏

و‏العين‏ ‏التانية‏ ‏جوّاها ‏ْ ‏بتقول‏ ‏عـْندِكْ‏:‏

باين على شكلى مش  ‏خايفهْ؟

دانا    ‏خايفه‏ ‏أخاف‏.‏

والمية‏ ‏هاديهْ‏ ‏عشانِ‏ ‏بِـركَـة‏،‏

‏  ‏مش‏ ‏نيل‏ْْ ‏ولا‏ ‏بحـــْـر‏.‏

‏وخضارها‏ ‏مش‏ ‏زرع‏ ‏مـْنـَعـْنـَعْ‏. ‏دا‏ ‏الَّريمِ‏ ‏ايـّاه‏ْْ.‏

مشوارى ‏طويلْ‏.

‏خلّونى ‏فْ‏ ‏حالي‏.‏

البـِنْـج‏ ‏حَـلَالـِى‏.‏

موتى ‏بيحلالى، ‏يا‏ ‏خـــالى‏.‏

‏(3)‏

عايزانّى  ‏أصحَى‏؟

وجهنّم‏ ‏خوفى ‏مالْـيانِى،‏

‏ ‏كما‏ ‏إبر‏ ‏التـَلـْج‏ ‏المحميّة؟‏!‏

والناس‏ ‏حوالىّ ‏بتتمنظر‏، ‏زى ‏ما‏ ‏هيَّه‏ْ!!!‏؟

‏من‏ ‏حقـّـى ‏أبعدْهُم‏ ‏عـنـى،‏

ولا‏ ‏أيّها‏ ‏حاجة‏  ‏تطمِّنَّى‏.‏

أعملْها‏ ‏وكإنِّى ‏كإنِّـى،‏

أتـْـمايلْ‏، ‏… يتـقربْ‏ ‏مِـنّى‏.‏

أرسمْها‏: ‏عايزة،‏  ‏ومــَغـْمـُوزَة‏ْْ،‏

أشاور‏ْ ‏لـُـه‏ْ، ‏يفتح ‏ْْ ‏لى ‏كازوزةْ‏.‏

‏(4) ‏

مانا‏ ‏لو‏ ‏حاصْحَى،

‏ما انَا‏ ‏لازمْ‏ ‏اخافْ

وأموت‏ْْ ‏مالخوفْ

وارجعْ‏ ‏أصحَى ‏ألقانِى ‏باحِس‏ْْ.‏

وانا‏ ‏خايفة‏ ‏أحـِسْ‏، ‏وخايفـَةْ‏ ‏أبـُصْ

خايفة‏ ‏أطمع‏ ‏فْ‏ ‏وجـُودَكْ ‏ ‏جـَنـْبِى

على ‏ما‏ ‏اصـْحـَى ‏وامُوتْ‏ ‏وارْجَـعْ‏ ‏أصـْحَـى، ‏

حاتكون مش فاكر حتى انا مين,

‏أوْ‏ ‏كُـنـَّا‏ ‏فْ‏ ‏إيهْ‏. ‏

‏(5)‏

بتقولوا إن ‏الدنيا‏ ‏الواسعَـهْ‏:

عمرها ما حاتبقى صحيح واسعة:

‏إلاّ‏ ‏بالناسْ

(‏طَـبْ‏ ‏فـِين‏ ‏الناس‏‏؟‏)

ما‏ ‏فيش‏ ‏احسن‏ ‏مالضِّحْكِ‏ ‏العيرَة‏ْْ،‏

والحب‏ ‏اللى ‏ما‏ ‏لوش‏ ‏تسعيرةْ

…. وكأنى باحب

***

القراءة:

العلاقات التجاذبية السريعة، تتم غالبا، خاصة فى بلاد تسمح بعلاقات حرة سهلة (هكذا تسمى) وهى تضرب عرض الحائط بأى تردد أو خوف، كما أنها  تكسر القيود (إن كان ثمة قيود) سواء كانت قيوداأخلاقية تقليدية، أم دينية، أم تقاليد، لأنها تحدد الغرض منها: رغبة متبادلة، واتفاق معلن، وتخلٍّ جاهز، شىء أشبهبالوجبات السريعة اللذيذة.

والعين‏ ‏الهادية‏ ‏النعـسانه‏ْْ  ‏بتقول‏ ‏أنـا‏ ‏اهُـهْ‏.‏

‏  ‏أنا‏ ‏مـِشْ‏ ‏خايفهْ

لو الاقى ‏ حد ‏يقرّب لى

ولاقينى برضه  باقرّب له

حاخده بالحضن‏‏،‏

‏ ‏وكإنى ‏باحب.‏

ميـَّتى  ‏رايقهْ‏، ‏و‏ ‏هاديْه‏، ‏وخضرا‏َ…‏‘

….. وخلاصْ‏.‏

***

أهم ما يميز هذه العلاقات هو أنها لا تدّعى الحب، بل أحيانا تشترط ألا يكون فى هذا التقارب المحدود  حبا.[1]

التعبير الذى انتهت به هذه الفقرة فى القصيدة، “وكأنى باحب”، لا يظهر عادة فى وعى من يتعاطون هذه الوجبات اللذيذة المؤقتة السريعة، وهو تعبير لا يتهم هذه العلاقات بالزيف، لكنه قد يكون قد حضرنى –شعرا- بمعنى ” ما دام  الحب الحقيقى (أنظر بعد) غير موجود، فهيا “نلعب حبا”،(مثلما كنا صغارا نلعب “بيوتا” فى الشرفة، ونهدّها بمجرد أن تنادى علينا أمنا، أو نسمع صوت المفتاح يعلن قدوم والدنا من العمل).

ملحوظة: طالما نحن نحاول أن نفحص معا ماهية وطبيعة العلاقات البشرية فى تجليات الفطرة كما خلقها الله تعالى،  سعيا إلى ما يليق بالإنسان، فإن أى تسرع بقراءة هذه المحاولات من منطلق أخلاقى صرف، أو دينى محدود، سوف تحرم من يفعل ذلك من المتابعة الناقدة حتى نصل إلى بعض ما يعين، بفضل الله .

 أقول هذا لأن أغلب ما وصلنى من تعليقات حول مقال اغتراب التواصل عند البشر، قد قدم حلولا ميتافيزيقة جاهزة،  واستشهد بنصوص بدت  لى – وأنا آسف- أنه لم يحط بكل أبعادها،

 أنا لا أرفض أيا من ذلك، وإن كنت أتحفظ على استعمال هذا اللفظ الملتبس “ميتافيزيقا”، 

كل ما أرجوه منكم هو  أن نؤجل الأحكام الآن ومن لا يستطيع أن يفصل حماسه الجاهز، وقيمه الخاصة،  وهو يقرأ معنا هذه  الاجتها ادات غير المألوفة،  فليعتبر أننا ننقد شعرا لا أكثر –

– هذه الملاحظة لم أضعها هامشا لأهميتها)

لكن مَـنْ هذا – ِمن بين تراكيبنا المتعددة/مستويات وعينا – الذى يصر على أن يعلن أن هذا “ليس حبا”، وإنما هو “كنظام الحب”، وبالتالى فإن من يمارسه إنما “يلعب حبا” Playing love [2]، فهو  مستوى من الوعى أمين حين لا يدعى أنه يحب؟

إنه الكيان الداخلى الذى يتشوق إلى ما هو غير ذلك، أو ما هو مع ذلك، أو ما هو بعد ذلك.

تعالو نسمع هذا “الوعى” الآخر، الذى قفز لنا من الداخل، ماذا يقول:

و‏العين‏ ‏التانية‏ ‏من‏ ‏جـُـوَّه‏ْ ‏بتقول‏ ‏عـْندَكْ‏:‏

باين على شكلى مش  ‏خايفهْ؟

دانا    ‏خايفه‏ ‏أخاف‏.‏

والمية‏ ‏هاديهْ‏ ‏عشانِ‏ ‏بِـركَـة‏،‏

‏  ‏مش‏ ‏نيل‏ْْ ‏ولا‏ ‏بحـــْـر‏.‏

‏وخضارها‏ ‏مش‏ ‏زرع‏ ‏مـْرعرع ‏. ‏دا‏ ‏الَّريمِ‏ ‏ايـّاه‏ْْ.‏

مشوارى ‏طويلْ‏.

‏خلّونى ‏فْ‏ ‏حالي‏.‏

البـِنْـج‏ ‏حَـلَالـِى‏.‏

موتِى ‏بيحلالى، ‏يا‏ ‏خـــالى‏.‏

***

ينجح هذا المستوى- مستوى  “الوجبات السريعة”،  طالما أن هذه العين الداخلية موافقة، أو نائمة، أو مُستبعدة، لكنها هنا ليست كذلك: فهى تعلن أن الإقدام على مثل هذه الوجبات أن نلعب حبا بدلا من أن نحب”، ليس شجاعة صرفة  كما يبدو لأول وهلة، مع أنه اختراق لحواجز مخيفة كثيرة. مصادر الخوف هنا متعددة، من أول الخوف من المجتمع، حتى الخوف من الضمير، حتى الخوف من المرض، حتى الخوف من الرفض،  وما يسهل الإقدام على هذه الوجبات، هو إلغاء كل ذلك، أو أغلبه، ولا شك أن  هذا الإلغاء  يحتاج إلى شجاعة خاصة

ولكن ثم خوف أكبر من كل هذا يشير إليه هذا الوعى الداخلى.

الخوف الأهم، وهو ما يخص هذه المداخلة هو “الخوف من الحب الحقيقى، الخوف من أن تنقلب اللعبة جدا، فبدلا من أن نلعب حبا“،نحب“، وهنا يصبح الأمر أكثر  تهديدا  كما سنرى (ليس فقط فى هذه الحلقة، وإنما هذا ما  آمل أن نصل إليه فى النهاية).

نفس الخوف من الحب الحقيقى التكاملى، والاقتراب المسئول،  موجود   فى كل محاولة عمل علاقة بشرية أصيلة، حتى فى العلاقات الروتينية الرسمية،  وما لم تبذل الأطراف جهدا حقيقيا فى تعهد وتجديد العلاقة وتنميتها، قإن الخوف من الاقتراب الأصدق قد  يكون مسئولا عن التمادى فى التباعد تحت أى حجة، أو يكون مسئولا عن تزايد الاغتراب فى أى صورة وتحت أى تبرير، هذا علما بأن  تجديد مستويات التواصل نحو الأعمق هو وارد  دائما فى كل مجال ومع أى بشر من أى نوع  ما دام الله أكرمهم بشرا. 

حتى نعرى طبيعة الخوف من الحب، سوف نقصر حديثنا على المقارنة بين الحب كما خلقه الله” للبشر خاصة  و”أن نلعب حبا“، وهو أمر وارد حتى فى العلاقات الدائمة كما ذكرنا، والتى فى الأحوال العادية  تحافظ على دوامها  بحماية من  خارجها، أو وحرصا على مصالح  متبادلة قوية،

وهكذا  نعود – التزاما بالقصيدة – إلى لعبة “الوجبات السريعة” مقارنة “بفطرة الله التى ميز بها  البشر”  للتواصل النامى المتجدد (المخيف).

 أحيانا ما تبدأ هذه اللعبة واضحة الشروط، محددة المعالم، لكن لا توجد أية ضمانات أنها ستقتصر على شروطها، فالمستويات الأخرى للوعى جاهزة، وهى مُستعِدة أن تلغِى، وأن تشوِّه، لكن ليست هذه قضيتنا الآن، الأهم أنها مهددة أيضا أن تتمادى  من “أن نلعب حبا”  “إلى “احتمال الحب“. 

طيب، وما الذى يخيف فى ذلك؟

 فى محاولة الإجابة ونحن نقرأ القصيدة قد ندرك الفرق بين المستويين.

تواصِلُ العين الداخلية التعرية والتوعية  لصاحبة الصفقة المعلنة نفسها، فتنبهها إلى ما انخدع فيه “الآخرون” من أن هذه الواجهة من الوجود التى أتمت الاتفاق للعبة الحب، هى منطقة، مهما بدت جميلة ولذيذة، إلا أنها فى النهاية  ساكنة بلا موج ولا حركة ممتدة إلا فى مجالها المحدود، وأن الخضرة التى كانت توحى بالزرع قد تتكشف عن  قشرة من الفطر ..إلخ، هذه الرؤية المبالغ فيها، والتى قد تفسد هذه  اللعبة المحدودة، هى لا تظهر إلا نادرا لأن هذه العين الداخلية لا تستيقظ هكذا إلا نادرا.

عدم الاستيقاظ هنا هو نوع من تأكيد نجاح الانشقاق الذى فصل أصحاب اللعبة عن بقية مستويات وعيهم، وهو مفيد لهم (لهما) لأنه يعمق المستوى الفاعل بما  يسميه إريك بيرن “التناسب” مع “استبعاد التداخل” & appropriateness exclusion، بمعنى أن المستوى الذى يتمم اللعبة يكون هو الوحيد الذى يشغل مساحة الوعى فالأداء، لأنه الأنسب لإتمام اللعبة بشروطها، ويكون قادرا عادة على استبعاد كل ما سواه، وبالتالى يعطى للعب طعما مميزا يضاف إليه شكل حرية الاختيار، ومحدودية المسئولية، (إلا أنه أحيانا ما تحدث الإفاقة الصعبة بعد نهاية اللعبة مباشرة)

تشير القصيدة هنا إلى خفوت  هذه اليقظة الداخلية لتنسحب استسلاما بعيدا عن الجارى، وكأنها تشارك بانسحابها هذا فى السماح  بلعبة الحب على حساب الحب، “خلونى ف حالى، البنج حلالى، موتى بحيلالى يا خالى”

إذن فهذه الوجبات السريعة تبدو (فى أحسن صورها، على فرض سماح المجتمع، وتماشيها مع منظومة قيم صاحبها) لذيذة محكمة مفيدة، وهى تبدو أيضا حقا طبيعيا لجوعٍ طبيعى، ومع ذلك يبدو أنها ليست هى ما تميز الفطرة البشرية السليمة، ولا غاية تواصل  الإنسان كما أكرمه الله،

 فإذا كانت أغلب الحيوانات لا تجد بديلا عن مثل هذه العلاقات المؤقتة، ولو كرشوة لمعظم إناثه حتى يواصلن مهمة التكاثر (دون التواصل)، فإن الإنسان قد تجاوز هذه الرشاوى (المفروض يعنى)، وأصبح التواصل عنده متعدد المستويات معا،

حتى هذا المستوى الّلِذى الظاهر الذى رضى بلعبة الحب اضطرارا (إيش رماك على لعب الحب، قال قلة الحب)، هذا المستوى نفسه، يود لو أنه يكتمل ببقيته، فهو “يعرض”  ضمنا على وعيه الداخلى أن يشارك فى العلاقة، بدلا من أن يبتعد استسلاما بعد أن ألقى فى وجه اللاعبين هذه الأحكام التى كادت تفسد تلك الوجبة اللذيذة،

 هذا الداخل الذى ارتضى التخدير طواعية وهو يعلن “الخوف من الحب” الحقيقى، حتى بانسحابه، يعرف أن الحب الحقيقى  له مواصفات أخرى، كماأنه يحتاج إلى تعاقدات أخرى، أهمها: ذلك الاطمئنان إلى عدم التخلى، وهو ما افتقده فخاف وتراجع حتى عن اليقظة الكاشفة.

عايزانى  ‏أصحَى‏؟

وجهنّم‏ ‏خوفى ‏مالْـيانِى،‏

‏ ‏كما‏ ‏إبر‏ ‏التـَلـْج‏ ‏المحميّة؟‏!‏

والناس‏ ‏حوالىّ ‏بتتمنظر‏، ‏زى ‏ما‏ ‏هيَّه‏ْ!!!‏؟

‏من‏ ‏حقــى ‏أبعدهم‏ ‏عـنـى،‏

ولا‏ ‏أيّها‏ ‏حاجة‏  ‏تطمِّنَّى‏.‏

***

هذا المستوى الداخلى، الذى بدا لنا فى الأول أكثر يقظة، وأمانة فى الرؤية، أصبح – بانسحابه- مشاركا ضمنا فى هذه اللعبة مع أنه بدا لنا فى البداية وكأنه يرفضها، أو على الأقل أنه يعلن أنها ليست كافية لإروائه، إنه بإعلانه أنه لا يوجد ما يطمئن فى كل ما حوله، وبالتالى بإصراره على إبعاد الآخر الحقيقى (إن وجد أو وعد)، إنما يعطى مشروعية لما بدا أنه يرفضه، مع أنه بذلك يعطيه مبرراته: “من حقى أبعدهم عنى”، ولا أيها حاجة تطمنى”

لكن هذه المشاركة من الوعى الداخلى يمكن أن تكون نوعا  من المناورة لتشويه ما بدا أنه وافق عليه، فالتعرية التالية، هى نوع من السخرية، لأنه يعلن من جديد أنها لعبة كنظام الحب، وليست حبا، (ومن قال أنها حبا؟) فهو يتمادى فى  السخرية حتى تبدو الصفقة رسما كاريكاتيريا متحديا وهو يقول:

 

أعملها‏ ‏وكإنِّى ‏كإنِّـى،‏

أتمايلْ‏، ‏يتـقربْ‏ ‏مِـنّى‏.‏

أرسمْها‏: ‏عايزة،‏  ‏ومــَغـْمـُوزَة‏ْْ،‏

أشاور‏ْ ‏لـُـه‏ْ، ‏يفتح‏ْْ ‏لى ‏كازوزةْ‏.

***

الشائع عن هذه الوجبات السريعة، أنها رغبة صريحة متبادلة بين اثنين، وهذا صحيح، “ارسمها عايزة، ومغموزة”، أشاورله يفتح  لى كازوزة“، لكن فى سياق هذه السخرية، إذا ما تعرت هذه اللعبة أكثر فإنها تحمل احتمال طعن من الداخل قد يفسدها.

فإذا كان هذا الكيان الداخلى غير راض بهذه الصفقات، أو على الأقل غير قانع بها، فلماذا لا يستيقظ، وينشط ويغامر بعلاقة حقيقة؟

ها هو يرد علينا هكذا:

مانا‏ ‏لو‏ ‏حاصْحَى،

‏ما انَا‏ ‏لازمْ‏ ‏اخافْ

وأموت‏ْْ ‏مالخوفْ

وارجعْ‏ ‏أصحَى ‏ألقانِى ‏باحِس‏ْْ.‏

وانا‏ ‏خايفة‏ ‏أحـِسْ‏، ‏وخايفـَةْ‏ ‏أبـُصْ

***

هكذا أعلن الدخل صراحة أن “الخوف من الحب” ليس خوفا من الحب ذاته، بقدر ما هو تحسّبا للترك،

ولو أتيحت لهذا الوعى الأعمق فرصة أن  يقود مستويات الوعى معا للتضفر المتبادل المتجدد، للتكامل، بيقظة كافية، إذن لوجب الخوف أيضا،

لكن ثم خوف آخر من عمق التداخل فى العلاقة الحقيقة، ذلك العمق الذى يسمح بإعادة الولادة (البعث) من خلال تجديد الوعى “معا”.

هنا تصبح البصيرة رائعة ومعطلة أيضا،

الموت هنا ليس فقط من شدة الخوف،

 العلاقة الحقيقية هى موت وبعث، والبعث عموما تصاحبه زيادة فى حدة الوعى لانه وعى جديد متخلق بعد خوض غمار المجهول “معا”،

فالخوف الذى يمتد إلى البعث بعد الموت، هو خوف من أى جديد مجهول تفجره  صدق العلاقة وحركيتها وأصالتها:

 “وارجع أصحى ألقانى باحس“،

هذا خوف جديد غير خوف الترك الذى أشرنا إليه حالا،

خوف جديد لأنه يلوح بالاعتراف بآخر حقيقى، يُعتمد عليه، ويبقى فى وعينا حتى لو رحل

بديهى أن هذا نموذج  بعيد المنال لدرجة الاستحالة أحيانا، وذلك نظرا لقصور نمو البشر فى المرحلة الحالية، ومجرد التلويح به دون ضمان تحقيقه واستمراره هو رعب ما بعده رعب،

 وهو ما نقدم من أجله هذه الحلقات عن “الخوف من الحب”.

خايفة‏ ‏أطمع‏ ‏فْ‏ ‏وجـُوْدك ‏ ‏جـَنـْبِى

على ‏ما‏ ‏اصـْحـَى ‏وامُوتْ‏ ‏وارْجَـعْ‏ ‏أصـْحَـى، ‏

حاتكونْ مش فاكر حتى انا مين,

‏أوْ‏ ‏كُـنـَّا‏ ‏فْ‏ ‏إيهْ‏. ‏

***

يقال إن ضمان التخفيف من رعب “الترك” (الهجر)، هو ألا تكون العلاقة ثنائية استبعادية بشكل مطلق (إنت وبس اللى حبيبى)، وبالتالى فحضور الناس (الآخرين) سواء بالعلانية، أو باعتبارهم “موضوعات مشارَكة”، أو “احتمالات بديلة”، هو مصدر لطمأنينة من نوع آخر، هذا ما تقوله الفقرة قبل الأخيرة،

 لكن العين الداخلية  تسارع بنفى حتى هذا الاحتمال أيضا، ربما  لفرط الخوف من القرب حتى أنها تعمم الإنكار إلى الناس جميعا (طب فين الناس؟)، فلم تقصره على افتقادها  لوجود آخر مشارك لا يتخلى:

بتقولوا ان ‏الدنيا‏ ‏الواسعَـهْ‏:

عمرها ما حاتبقى صحيح واسعة:

‏الاّ‏ ‏بالناسْ

‏ (‏طَـبْ‏ ‏فـِين‏ ‏الناس‏‏؟‏)

***

حين يصل الخوف من الاقتراب من الآخر حقيقة وفعلا، يصاحبه الخوف من الحب المتعدد المستويات “معا”، حين يصل هذا وذاك  إلى إلغاء الناس بهذا الحسم، وليس فقط التشكيك فى استمرار الآخر مسئولا (حاتكون مش فاكر حتى انا مين،…. أو كنا ف إيه) حين يصل الأمر إلى هذا المستوى من الرؤية، يعلـَن اليأس من الحب، حتى لو كان يأسا ناتجا من الخوف منه، نتيجة  لوضع شروط معجـِّزة لاستمراره، وتهيئة ظروف لضمان تجديده بلا توقف.

تنتهى القصيدة بإعلان اليأس الذى يسمح بـ  لعب الحب بديلا عن الحب.

ما‏ ‏فيش‏ ‏احسن‏ ‏مالضِّحْكِ‏ ‏العيرَة‏ْْ،‏

والحب‏ ‏اللى ‏ما‏ ‏لوش‏ ‏تسعيرةْ‏:‏

. . . . .

وكإنى ‏باحِـبْ‏.

…………..

***

وبعد؟

بعد أن أنهيت هذه المحاولة البداية، هممت أن اقرر ألا أنشرها أصلا.

كانت مخاوفى موضوعية ومهمة، لا ما نع من أن أعرض بعضها كالتالى:

1- سوف يعلن أغلبنا أنه لم يفهم، وقد يكون هذا وارد وهو حقه فعلا، لكن ما علينا، من لا يفهم، يترك الأمر كله، فقد لا يخصه، حتى لو كان عدم فهمه لأنه لا يريد أن يفهم، أو أنه يخاف أن يفهم.

2- سوف يفهم بعضنا ما لم أقصده، حين يقرأ جزئية دون أن يكمل بقية السياق

3- قد يكتشف آخرون مدى صعوبة تكوين علاقة، فيتمادى فى اللاعلاقة، أو فى علاقات اغترابية، أو يبرر لنفسه الوجبات السريعة (كل بطريقته، وتبريراته، وفتاواه الجاهزة أو الجديدة )

4- قد يترتب على فهم طيب أمين  نسبى، تقليبٌ غير طيب لعلاقة سلسلة متواضعة، كان يتمنى صاحبها أن تستمر مستورة والسلام

5- قد تبادر الأغلبية بقياس ما قلته وما لم أقله بمقاييس لم أتعرض إليها أصلا، لا بالرفض ولا بالقبول، فلكل لغته فى سياقه

ومحاذير وتخوفات أخرى عديدة

لكن إذا كنت سأعجز أو أعدل عن توصيل ما وصلنى من روعة فطرة الله كما خلقنا،

وأن أساهم فى المشاركة فى تكريم الإنسان كما كرمه ربى

إذا كنت سأخفى، وأستسهل وأكتفى بالنصح والإرشاد وتحصيل الحاصل

 فلماذا كل هذا العنت وإضاعة الوقت، وقتى ووقت الناس الذين ينتظرون منى شيئا حقيقيا مختلفا؟

هكذا تراجعت عن التراجع،

 وفوضت أمرى إلى الله

وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر.

ما أصعب كل هذا؟

ولكن، هل ورطت نفسى فى هذه اليومية إلا لهاذا؟

ما رأيكم أفادكم الله؟

مرة أخرى: القصيدة التالية التى ستنتاول من خلالها نفس الأبعاد، وأبعاد أخرى لمشكلة التواصل البشرى هى بعنوان “قلب الخسّاية“،

 وهى موجودة فى ديوان “أغوار النفس”   فى الموقع لمن شاء أن يطلع عليها مسبقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *